مرحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
بعد أسبوع أو ثلاث بدأت الكتابة منذ وصولي إلى السويد, علماَ بأنني قررت الكتابة لكم منذ وصولي في اليوم الأول
و هذا يدل على أنني سأكتب عن تلك المدة التي قضيتها في اللاذقية. لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن !!
تفاهة الحياة العائلية وسوء ترتيب الأمور الحياتية في بلد يعتبر من أكثر البلاد التي تتيح لك فرص ترتيب حياتك. فمنذ وصولي كان الكثير من الأعمال بانتظاري, الفوضى التي خلفها غيابي عن البيت و عدم قدرة زوجتي على ضبط الأولاد و عبث الأولاد في غرفتي التي تحوي كل ما هو مثير لهم, ابتداءَ من الكومبيوتر المحمول الذي لم استطع للآن أن أفهم ماذا حصل له , حتى علب البراغي و العدة الكهربائية التي وجدتها خارج علبها. سرعان ما سيطر علي حالة من اليأس و الكآبة أدت على ما أظن إلى تحريك جميع آليات الألم في جسدي و خاصة ظهري ذو التاريخ القديم في تنكيس رغبة الحياة لدي.
في اليوم الثالث من وصولي اشتد الألم لدرجة غير محمولة مما اضطرني لأن أستعين بزوجتي لأدخل الحمام ورأيت أنه ل بنغلادش الذي لم أفهم منه سوى بعض الكلمات السويدية التي تعني بأنه لا يمكنه مساعدتي في إرسالي إلى مختص لأنه طبيب إسعاف و الوحيد هو طبيبي الخاص المكلف من البلدية الذي يمكنه إرسال توصية لقبولي في المشفى لفحصي و معالجتي إذا لزم الأمر. كنت متألماً و لا أعرف ماذا جرى لي عندما صرخت بوجهه مطالباً بمقابلة أحد ما يمكنه مساعدتي. المسكين ذو ال55 عاماً تجاهل صراخي و بتبت بأن وصف الدواء هو فقط ما يمكنه! تكلمت مع الاستقبال فحولوني إلى ممرضة الهاتف التي قالت بدورها أن ما تصرف به الطبيب هو صحيح و الذي قاله بشأن طبيبي الخاص هو بلا شك الحل الأمثل لتحويلي إلى مختص و هذا يعني بأني سأدفع مرة ثالثة و دواءين بكلفة ما يعادل 4500 ل س دون أن ألتقي بطبيب يمكنه أن يحيلني لمختص هذا إذا رأى بأنني بحاجة. كنت منهاراً من الألم لم أقل سوى لتذهب السويد إلى الجحيم و بها كل السويديين ونظامهم الطبي السيئ. كأغلب السويديين و خاصة العاملين بالمجال الطبي يتصفون بالبلادة و أظن بأن السويديون عامةًا مناص لي من أن أطلب المساعدة الطبية التي ظننت بأنها الحل الأمثل لوقف الألم. اتصلت زوجتي التي وصفت الحالة باللاسعافية, لكن الممرضة التي لها الحكم على الحالة قالت بأن الحالات اللإسعافية فقط عند الحالات القلبية و الحوادث لكن يمكنها أن ترتب موعداً بعد أربع ساعات مع طبيب. عندما ذهبت إلى هناك كانت طبيبة عراقية التي لم يكن لديها أي حل سوى أن تصف لي مسكناً للألم و التمني لي بالشفاء. الألم لم يتأثر بالدواء, هذا ما جعلني أعتقد بأن الأدوية السويدية سيئة كمثلها من الأدوية السورية. الألم ازداد مع مرور عدة أيام فاتصلت بالمستوصف الذي أتبع له و تكلمت على حالتي فما كان منهم إلا أن حجزوا لي موعداً مع طبيب بعد ساعتين, هذا الطبيب كان من إندونيسيا أو من يتصفون بالبرودة اتجاه الانتقادات و لا يهمهم آراء الآخرين خاصةً المهاجرين!!
لا زلت أسكن بيت الألم لم أبارحه لكني تنقلت بين غرفه و طوابقه. يوماً أنام و آخراً لا من الألم , الآن أشعر بأن جزءاً من أصابع قدمي اليمنى مخدراً, لا أستطع الجلوس كثيراً و لا الخروج من البيت فالدواء الذي وصفه لي مؤخراً الطبيب الثاني به كودائين قوي مما يجعلني نعساً طوال الوقت, فالآن علي أن أستلقي قليلاً لأني لم أعد قادراً على حمل رأسي "الفارغ" أراكم !.
لم أستطع النوم .. فزوجتي التي حجزت موعد في غرفة الغسيل الساعة 10,30 صباحاً لا تستطيع الاعتناء بالأولاد و النزول لغرفة الغسيل بآن .. أستغرب ذلك الماضي عندما كانت العائلة مؤلفة من 10 أشخاص وأكثر, كيف كانت الأم تدير حياتها, ماذا اختلف من الأمر!!! كان الغسيل على اليدين و الطبخ على "بابور الغاز" ولا تنسوا العدد و الكميات التي تنتج عن عدد الأشخاص عداكم المسح و الشطف و شغل الصوف والضيوف و العزائم .. !! نزلت حاملاً بعض الشراشف و الثياب المتسخة و كمية كبيرة من الألم والتعب وضعت الغسيل بالغسالتين الكبيرتين و صعدت البيت مع آلامي دون غسلها.
اللاذقيــــــــــــــــــــة
كــــــان الأمر رد فعل على إحدى الخيبات الكبيرة و المتكررة في حياتي, بعد حصولي على الجنسية السويدية سارعت بإصدار جواز سفر لأسافر إلى الولايات المتحدة و أ
حقق حلم لطالما كان عصياً علي, فرحت أتصل بأصدقائي المقيمين هناك و هم كثر. منهم من كان يقول سأفرش لك الأرض بالأزهار و البسط الحمر. منهم من قال ذلك و منهم من قال أنصحك بالذهاب إلى الخليج و منهم من قال انتظر بعضاً من الأيام و سأرد لك متى تأتي!! لكنني انتظرت طوال أربعة اشهر دون جواب و أخيراً اتصلت بصديقي منذر سلواية الذي قال تعال فوراً و ستكون سعيداً و بعث بفوره رسالة دعوة . كان لا بد لي من زيارة السفارة لا لشيء سوى أمنية قديمة بأن أضع فيزا أمريكا على جواز سفري .. دفعت الأجور و رتبت كل شيء كما يريدون .. انتظرت منذ الفجر على باب السفارة في استوكهولم كنت أول الداخلين بعد انتظار الساعة و النصف خارج السفارة في درجة حرارة 8 تحت الصفر. لابساً أجدد ثيابي و متعطراً و حالقاً ذقني "اكتشفت لاحقاً بأن التسعيرة كانت لا تزال معلقة في السترة عند مقابلة الموظف في السفارة" قال لي " سوري !!" دون أن يعني جواز السفر السويدي شيئاً له .. أحسست بأنني أخطأت كان يجب علي الذهاب دون فيزا ..ثم قال لي تريد الذهاب إلى هذا البلد الذي يحلم به الجميع قلت نعم ..قال آسفاً لن تستطيع أن تذهب فأنا لن أعطيك الفيزا !! سقط كل شيء .. السماء و النجوم حتى الشمس .. تطايرت أبشع الصور نحو وجهي .. الذباب و البعوض و الصراصير كلهم صفقوا للريس .. سحلية إندونيسية مرت فوق خيبتي و حردون ذو دم بارد اختبأ بين ت
جاعيد عمري الكئيب .. كان كل شيء عتماً أسوداً كنت أود أن يكون حلماً كابوساً آخر في الليالي الضجرة في حياتي .. خرجت من السفارة يملؤني أشد الإحساس بالمرارة و الحقد!! كنت أتمنى قتله , شعرت بحزن أليم , حقدت على أصدقائي كرهت زوجتي, نفسي , كان بودي ألا أرجع البيت أن أتوجه إلى لاذقيتي , أصدقائي التعساء , بائع الفول , و النجار و جامع القمامة .. أخوتي و بيتي و عاهراتي .. أن أمارس الجنس حتى الموت مع عاهرات قاصرات بيض , أن أغرق في ملذاتي .. صعدت الباص ثم القطار متوجهاً إلى مكتب الطيران ثم حجزت تذكرة في أقرب وقت, أي بعد أسبوع و من ثم إلى البيت .. قاصاً على حماتي و زوجتي ما جرى و كيف أن سياسة الولايات المتحدة هي السبب الأول لما يحصل في العالم من مآسي باعتبار أنهم لم يعطوني الفيزا .. في اليوم التالي أرسلت رسالتين إلى الحكومة الأمريكية و رسالة إلى وزارة الخارجية السويدية ..!!! لم أحصل على رد للآن " و لن أحصل"
بعد أسبوع كنت على متن الهوب هوب الجوي السوري , مقاعد تالفة ,أحزمة أمان غير موجودة .. طعام مقرف و مضيفات قبيحات.
وصلت حلب ثم إلى اللاذقية , وصلت الساعة العاشرة تقريباً .. حملت حقائبي إلى البيت .. كنت فرحاً .. سأبدأ مجوني !!
اتصلت بأصدقائي و صديقاتي .. الجميع كان يعلم
بوصولي و بدأت لاذقيتي و حياتي السابقة بالرجوع إلي. كنت أنام و آكل و و ...... كحياتي السابقة قبل الزواج .. كان صديقي فايز السيد الحبيب الذي ينتظر ولادة ابنته يارا هناك و جاء أبو خالد الصفدي الزريابي و فادي يازجي. لكن ليس كل شيء سهلاً كما يجب!! فالمياه التي وجدتها مقطوعة بسبب الفواتير و إرجاعها سبب لي أكبر المتاعب .
كان أخي منذر و أختي منى و هم من بقوا في اللاذقية مركز اهتمامي بأن أراهم و أتواصل معهم .. الأصدقاء محمد رضوان و جرجس لبس و الصديق مشيل سكاف الذي غمرني بلطفه كل مرة أزوره في المحل , خالد و أحمد بلة وعائلاتهم ثم بطرس سلوم الصديق المخلص و خالد ماريا وزوجته الذين كانا في منتهى الظرف ثم الجو الظريف الذي أحبه. غائم و ماطر. هذه اللاذقية التي أحب, بكل أوحالها و أهلها, كما لو أني خارج من السجن للتو, استقبلتني بذراعين مفتوحين نديتين .
صباحاً استيقظت باكراً لأبدأ يومي بصحن من الأخبار و النكت التي افتقدتها و مازة من الحمص و المسبحة عند مأمون اسماعيل. تلك الدكان, ذلك الشارع, هؤلاء البشر ..... . . . ماذا أكتب عن تلك و ذاك و كرت الأيام .. الأسبوع الأول قضيته بين الطرقات المنخورة بسبب مرور بشر حلوين لطيفين متكاسلين عن اللحاق بالعوالم الأخرى .. لاشيء يهم!!
أصدقائي يستيقظون في التاسعة و يبدؤون العمل في العاشرة بعد المرور عند وليد بلة و أكل شندوشتين من الحجم الكبير و المليئة بكرم وليد من الجبنة أو اللبنة أو المرتديلا مع علبة عصير أو كوكاكولا و حديث عن آخر أخبار نادي حطين أو لعبة بين جوفانتوس و ريال مدريد أو لعبة أخرى تتبدل
مع ظهور أخرى على الديجيتال الذي لا يخلو بيت منه "ماعدا بيتي" و أنت تسمع أغنية لزياد رحباني أو فيروز .... في اللاذقية يمشي الوقت بطيئاً , ربما بسبب الرطوبة " تتأخر الساعات" في الحادية عشر يبدأ الناس بالحركة. الجميع مستعداً لكسب القليل من المال و لا يمانع من كثيره .. 
لي الكثير من الأصدقاء و أكثر من الخيال عدد معارفي .. أستغرب بعض الأحيان بأني أعرف الجميع عندما أدخل مقهى ما أو محل ألبسة و أنا المسافر إلى السويد خلال أربع سنوات أكثر من ثلاث سنوات.
سودرتاليــــــــــــة
البارحة كنت عند أحد معارف زوجتي عندما أراني اللاذقية في "جوجل إرث" تغلبت على فرح كبير كان يعلوا بسرعة نحو تغيير معالم وجهي. نظرت إلى تلك الشاشة و هي تظهر الميناء و الكورنيش و البناء الذي استغربت نظام ترتيبه على عكس توقعاتي بأنه منظم قليلاً. نظرت إلى كل مفرق بها , حديقة أطفال أو ساحة, و ذلك الطريق العريض عند الكورنيش الجنوبي. كنت رائد فضاء يرى و لأول مرة مدينته من مركبته.. هنا أوقفتني كلمة مركبته و كأنها حياته .. جسده .. قدره ... غربته .. النوستالجيا ...!!! أيقظتني زوجتي من ذلك الشعور و الاسترسال به, بأن الوقت قد حان للذهاب وعلي مساعدتها بترتيب ولدي وليام و فكتور وتلك المهمات لصغرها تبدو لي بأنها كبيرة كرحلة تلك المركبة نحو الواقع .. هبوط عنيف يبدو لي بأنه لا مناص منه لي إلا الموت.. بدأت حياتي تأخذ مكانها الجديد .. السويد وامرأة و ولدان و أوجاع ظهر و معدة و عدم النوم كفايةً .. يبدو لي بأنني
سأموت قبل الخمسين و هذا شيء ليس بالسيء مطلقاً..
البارحة ظهراً اتصلت بمصطفى حموي بعد خمس دقائق انقع الاتصال بسبب النقود المتبقية في الهاتف النقال بعد قليل اتصل مصطفى و تابعنا الحديث من البداية و ليس من النهاية .. في بعض الأحيان كنا نسكت كلينا .. و نظن بأن الخط قد قطع لكن السبب و هذا ما فكرت به بعد المكالمة, بأن الأصدقاء حين يفترقون مدة طويلة لا يعود هناك شيء مشترك سوى القليل . عن ماذا سنتكلم بعد الأسئلة الاعتيادية .. عن الحقوق المدنية للعراقيين و ماذا عن إقليم دارفور .. زواج أحد بنات صديقنا بابن أحد معارفنا السيئ السيط.." الأصدقاء لم يعودوا يصلحون لقتل الوقت" أتذكر قصائد منذر و كأنها إنجيلي الذي ألوذ به عند الخيبات الكبيرة .. يالها من جملة .. قتل الوقت .. عملية إجرام مخطط لها .. أن تذهب لصديق و تقتل شيئاً ما .. على كل عملية قتل يجب على أكثر من شخص لإتمامها .. الوقت أو الزمن أو الأيام و الخ من المدد الزمنية عملية قتل جزئية للحياة , قسم من الحياة يقتل باشتراك مع شخص هو صديقك !! فرز حقيقي لمعنى الصداقة .. أعني أن تجد أحد ما تشركه في إتمام عملية قتل كلا وقتكما .. يقتل الإنسان جزء كبير من حياته في النوم و الآكل و العبادة و العمل .. ممارسة الجنس هي أجمل عملية لترميم الحياة .. لكن مع شريك جميل ... لا ... أبعد ما يكون هو....... الزوجة !! الزوجة ما عادة تصلح لعملية ترميم بل للقتل .. الأولاد و صراخهم , بكائهم , حفاضاتهم , ومشاكل سقطاتهم ... منذ قليل سقط ابني فكتور ذو السنة و الستة أشهر على ظهره مما أدى إلى جرح سطحي كبير و ازرقاق مساحة كبيرة من ظهره .. الأولاد يصلحون لقتل العمر !! لن أتحدث عن جنوني ......
.........................!
صباحاً يوم الجمعة .. سرق موبايلي ال كيوتك س 100 و يبلغ سعره مع الإضافات حوالي 42000 ل س في السويد.
به كل صوري و صور أهلي و عاهراتي و كل صور رحلتي مع أولادي و زوجتي في اللاذقية و تضيف عليهم صور أصدقائي الذين ربما لن أراهم مرة أخرى .. في العمر ما بعد الخمس و الأربعين تظهر علامات الموت .. عليك.
.. صدق أو لا تصدق في كل صباح أستيقظه... ألعن الحياة .. لماذا .. ماذا بعد !!!....... الآمال التي حلمت بها طوال عمري لم يتحقق منها شيء واحد حرمت من كل أحلامي , الآن لا أستغرب غباء من يخرجون من سجن طويل سياسي ثم يعودون مرة أخرى لترهاتهم التي سترجعهم إلى سجنهم و عذابهم .. البشر ذو الحظ السيئ يستمتعون بلعبة الحياة التعيسة يتمنون الأكثر من التعاسة .. الأكثر من الحظ التعس. الأكثر من أشد تعاسات الدنيا ... أراهم يلصقون جبهاتهم بالأرض بقوة وهم يباركون الرب و يحمدونه على تعاستهم على أن يزيدها بأشد ما يستطيع من قوة .. أن يتمنون الموت المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت.
اللاذقيـــــــــــــــــــــة مرة أخرى ...
كان لدي أكثر من أربع صديقات متنوعـــات الجمال و الأعمار , منهم واحدة تزوجت و منهم أخرى ما زالت عزباء تنتظر أحد ما ليتزوجها دون المراعاة لعمره وموقعه الاجتماعي فأنها تجاوزت عمر الاختيار. إحداهن جميلة جداً في كل شيء أما الرابعة فكانت حب قديم لم يبق منه سوى بعض الحشائش و أزهار برية ليست لها رائحة .. تأت لتشرب فنجان من الشاي و كلمات صدئة تتخللها قبلات و ممانعات .. موسيقـــــــــــى و ضوء أصفر و أريكة جلد بيضاء , بعض كؤوس الشراب و حياة قصيرة تنتظر النهاية ...
ســـــودرتاليـــــــة مرات عديدة ..
مساءً بعد وقوع ابني الصغير و جرى الذي جرى زيادةً على سرقة موبايلي الثمين , اشتدت فكرة التغيير و الثورية لدي , البارحة في مقابلتي لأحد أصدقاء أخي منذر و هو في مهمة تلفزيونية هنا في السويد لحساب التلفزيون السوري قلت له أتمنى أن يكون لي الشجاعة لأرتكب الأخطاء , كأن أهرب من عائلتي التي أحب, أن أخون أصدقائي, أو أن أنتحر مثلاً أي أن أنهي كل عذاباتي و أفكاري المشوشة التي تقض مضجعي..
مسكنــــــــــة حمص 1984
أوصلني صديقي زهير سعد الدين إلى منطقة تسمى مس
كنة, قرب مدينة حمص, حيث تقع كلية الدفاع الجوي عندما بدأت تدريبي في خدمة العلم. خارج مدينة حمص تستطيع أن تصف المنطقة بالصحراوية, لولا وجود بعض الشجيرات المقزمة المغروزة غصباً هنا و هناك أو بالأحرى تلك التي استطاعت جذورها بأن تجد منفذاً في الأرض لتتشبث, فالرياح العاتية المحملة بالغبار صيفاً و الباردة شتاءً تجعل أقوى الأشجار تحملاً أن تكسر أو أن تتعرى من أوراقها و بذلك تظل تلك الأشجار تفتقد الغذاء الكافي لتنمو بشكلها الصحيح. على كل المنطقة كرأس أصلع بقى عليه بعض الشعيرات بمناطق مختلفة.
أي عَلَم يستطيع المرء أن يهان لأجله, أن تبرر عملية القتل بالشرف و الدفاع عن الأرض. أي انتماء يبرر صيغة الإهانات و تحطيم نفسية العسكري كما يقولون. عند المدخل أوقفني مساعد "كان شاربي طويل" قال لي لماذا لم تقصر شاربك قلت له هل في العسكرية أوامر كهذه ! قال لي سأريك كيف هي الأوامر و سأحلق لك شارب الشرموطة !! و هذا ما حصل و نمت ليلتان في السجن مشاركني عدد غفير من الشبان و الجرذان تقاسمنا أماكن النوم في أكثر الليالي برودةً حيث لا يوجد لدي حرامات لأني لم أستلم بعد أغراضي .. بعد أقل من شهر كنت فاراً رسمياً عند الدولة و بدأت ملاحقتي..
تابع
تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابـــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
تابـــــــــــــــــــــــع
لندن 1983
البيكاديلي سيركس إف يو بليز! طالباً من الباكستاني ذو اللحية الذي يقطع التذاكر في محطة أكتن تاون على طريق مطار هيثرو. قطعت تذكرة قطار الأنفاق مع صديق حارتي محمد كركوتي و شاب تعرفت عليه من أحد أصدقائي عندما كنا في كارديف إمارة ويلز اسمه أيمن سلامة .. ركبنا القطار إلى هناك حيث تمشينا قليلاً باتجاه شارع السوهو حيث تقع أماكن اللهو و الإباحية التي تثير معظم الشباب القادمين من الشرق الأوسط الجائعين للحم عاري أبيض.

الشارع كان مكتظ بالبشر و أماكن اللهو التي كتب على أبوابها لدينا فتيات بولونيات أو فليبينيات و حتى شرق أوسطيات. أمام إحدى تلك البارات التي تسمى التوبلس أوقفتنا فتاة جميلة سمراء تدعينا للنزول إلى البار, و حيث أننا لا نملك المال الكافي لتلك المغامرات و ليس لدينا العلم ماذا ستكلفنا الدخلة راح أيمن يسأل عن التسعيرات داخل البار أو البوب كما يسمونه هناك فقالوا له بأن كاسة البيرة ب باوندين و حيث أن السعر لا يفرق في أي بار تشجعنا و نزلنا.. في الداخل كانت النساء نصف عاريات و كانت تلك الأقمار المستديرة البيضاء التي تبرز من تلك الأجساد الجميلة تتوسطها حلمات تثير بك و أنت في العشرين من عمرك قادم من بلد يعتبر جسد الأنثى شيء بالغ الأهمية في السرية و الكتمان. سرنا نحو الطاولات نحن الثلاثة و بالطبع حاملين أكواب البيرة ذات الباوندين .. ثم لحقوا بنا ثلاث فتيات تلك السمراء التي لازمت أيمن و فلبينية مع محمد و انكليزية "شقراء كما يفضلونها البعض" معي كل على طاولة ثم و بشكل فوري و بآن قالوا ألا تدعونا على مشروب, تلاقت نظراتنا التي تترجم بالموافقة باعتبار ماذا سيكلف مشروب إذا كانت البيرة بباوندين ليكن بأربعة باوندات أي الضعف, فهززنا بالموافقة. في الحال جاء الساقي بثلاث كؤوس صغيرة من الكوكتيل. لم تطل الجلسة التي رحت أنافس بها أكثر السحيبة في العالم عل تلك الفتاة التي سرعان ما انهت كأسها و جاءت ورقة صغيرة كتب عليها 32 باوند رفعتها و ظننت بأنها حسابنا كلنا و مع ذلك نظرت مستغرباً نحو الآخرين لأراهم و قد علا على وجوهنا جميعاً علامات الغباء المتأصلة بجنسنا العربي, كانت الفاتورة لكل واحد منا , ال32 باوند هي حاصل جمع 2و سعر المشروب الذي ظننا جميعاَ أنه لا يتجاوز الأربعة باوندات . قالت الآن أرني من أنت! بعد أن اكتشفت أنني لا أحمل المبلغ بعد القصص عن أبي الذي يملك آبار بترول في الخليج و أنا أكلمها و كأنها جارية عندي. القصة انتهت بأن فتشونا و شلحونا من كل النقود التي نملكها في محفظاتنا و لكن للعدل و الصدق أقول بأن الفحل الذي فتشنا عرض علينا اجرة قطار الأنفاق لنرجع إلى بيوتنا فقلت له لا تزعج نفسك فلدينا البطاقات, التي اكتشفنا بأنها ضاعت بين ركام ثلاثة محافظ مقلوبة على الطاولة ...... كيف رجعنا !! اتصل محمد كركوتي الذي يسكن لندن منذ سنتين مع خاله ليأتي و .. يشرشحنا .. انتهت .
سودرتالية...منذ أيـــام
قبل أن أسافر إلى اللاذقيـــــة و كرد فعل على عدم اعطائي الفيزا الأمريكية قررت و زوجتي أن نشتري سيارة. بدأت بالبحث قبل سفري من خلال موقع مخصص لبيع الأشياء المستعملة. تستطيع أن تبحث من برغي أو طابع بريدي أو يخت يبلغ سعره 40 مليون ليرة سوري. المهم رحت أبحث في هذا الموقع عن سيارة بمبلغ أستطيع تأمينه. بدأت بسيارات موديل 1990 ثم بدأت أرفع السعر لأن السيارات بهذا العمر تكلف تصليح أكثر من أن تدفع أكثر و هكذا عندما رجعت إلى السويد رفعت السعر بموافقة زوجتي التي ستدفع هي سعر السيارة. انتقيت بعد اسبوعين من البحث عدة سيارات, باسات موديل 2000 و بيجو 406 موديل 2000 ثم باسات فولكسواكن 1998 و عدة سيارات كرايزلر فوياجر و هي من أكثر السيارات التي أحببتها. اتصلت بدايةً بمالك سيارة كرايزلر 1998 الذي قال آه لقد بعتها منذ ساعات "بالسويدي طبعاً" ثم بالسيارة المرشحة الثانية نفس الموديل لكن أقدم بسنتين علماً بأنها بنفس السعر "طبعاً بالمالك الحزين" الذي قال اهلا و سهلاً إذا كنت تريد رؤيتها. اتفقنا باليوم التالي أنا و صديقي طارق أن نذهب و نراها. كان طارق يريد أن أشتري السيارة الصغيرة و الجديدة "طبعاً بالمقارنة مع موديل 1996 لكني كنت أريد أن أراها. بعد نصف ساعة من المدينة التي أسكن بها وصلت إلى أشبه ببيت ريفي كبير بين أحضان سهل فسيح اشبه بملعب جولف. المالك يعمل سابقاَ بالبنك و من ثم أسس شركة استشارية و تعليمية خاصة بأصحاب الشركات التي يعمل بها لا أقل من 100 موظف حسب ما أذكر. السيارة كانت تماماً كما و كأنها خرجت من الشركة الآن. بعض الخدوش هنا و هناك لكنها غير واضحة. أعجبت بالسيارة و قررت شرائها فوراً. لن أتكلم عن البيروقراطية, سوء الحظ أو القدر الذي منعنا من دفع المبلغ بعد أربعة أيام انتهت أخيراً بأن نأت بالسيارة و نبدأ عملية التسجيل و التأمين التي طالت لليوم و لم ننتهي منها.. السيارة خارجاً لم أركبها منذ شرائها سوى 60 أو 70 كم .. تستهلك بنزين كما أستهلك أنا حياتي.. !
تورنتو البارحة !!!!!!!!!
البارحة اتصل صديقي العظيم وسيم خاشو ..يسكن و يمارس الحب في تورنتو !!
ثلاث ساعات من الكلام. انتهى الكرت و لم ننتهي من الكلام .. عجيب ذلك الأمر .. وسيم اتواصل معه دائماً و ربما أكثر من صديقي طارق الذي يسكن ذات المدينة !!
الحياة يا وسيم أشبه بمرور رائحة شواء و أنت تمر ماشياً بجانب مطعم اسبيرو. و جو شتوي دون مطر. ماشياً برفقة صديق ما تحبه .. ليست صعبة .. أما الزواج ... !!! ؟؟؟ فهو علامات تعجب و سؤال تاريخي لا أحد يعلم منه شيئاً .. لا تجربه .. !!
تمضي الأيام مجانياً .. الآلة الوحيدة الخرافية التي تدور دون طاقة .. الزمن ..العمر .. الموت .
سوودرتالية مدينة ذات 100 ألف نسمة إحدى ضواحي استوكهولم لكن لا يربطها قطار أنفاق بل قطار عادي . أغلب السريان و الآشوريين والكلدانيين يعملون و يحيون هنا. لا زالت نسبة السويديين كبيرة ربما النصف مع ذلك الخليط من الأجانب .. أكبر مصنعين في السويد هما أسترا زنيكا للأدوية و سكانيا المشهورة .. لا أجد عملاً هنا ..!