٢٠٠٧/١٢/٢٧

اليوم السابع والأخير ..


اليوم السابع والأخير ..

صباحا ..استيقظنا... إن كان هذا ما يسمونه نوم !! يجب البحث عن عنوان السفارة السويدية ..تكلمت مع فتاة جميلة وأنا الذي أخجل من خيالي من أن اسأل!!
المهم كانت في اعلى درجات اللطافة و المساعدة , حيث اتصلت بالموبايل وبدأت تشرح لي عن الطريق .

لت وعجن كثير وصلنا السفارة حيث حشدت قوات الشرطة بكثرة حول منطقة السفارات تحسبا لمظاهرة تقوم بها الممرضات .. او اعتصام لا اعلم .. دخلنا انا وطارق للسفارة الساعة الثامنة ربما وانتظرنا قليلا ريثما يأت طاقم السفارة !!

نصحتنا الامرأة الخمسينية السويدية في ان نعمل ضبط شرطة, دلتنا على مخفر قريب . في هذه الاثناء مصطفى اخذ السيارة ليركنها في مكان ما ان رأى !! وبدات عملية تعذيب... من مخفر لآخر, لعدم تمكن اي احد من التحدث باللغة الانكليزية ... حتى وصلنا للمركز الرئيسي .. وطلب من طارق ان ينتظر لتأت المترجمة ... المهم .. ساعات عديدة كللت بالنهاية السعيدة ..بعد تدخل السفارة عدة مرات ..اعطونا الضبط الذي بموجبه يمكنها السفارة اعطاء طارق جواز سفر يسهل عبورطارق الى السويد.. انتهينا الساعة الرابعة بعد الظهر وبعد خلافات سآتي على ذكرها لاحقا في رسائل قادمة !!

وبدأ السباق مع الزمن الباخرة تبحر الساعة التاسعة مساء وأمامنا سفرطويل.. فقدت انا طوال الطريق ... لنصل الى الباخرة وهي تبحر امام نظرنا في مرفأ غدانسك, بعد حوالي 6 ساعات من القيادة و الخلافات ..

انتظرنا خارج سورالمرفأ تحت اعمدة ضخمة من الاسمنت التي تحمل جسرا. مرت فتاة جذابة بالقرب من السيارة سألتها عن موعد الابحار التالي فقالت في السادسة صباحا ..ثم دعتني لادخل معها الى مكتب الحجز بعد ان شرحت حالتنا المزرية لتساعدنا في حجز مبكر..وهكذا تم الحجز وأصبح الرجوع الى السويد امر وقت ليس الا ..أحضرت بعض الطعام من الكازية القريبة من المدخل وأكلنا واتفقنا ان نصحى باكرا.. فنمنا الى السادسة وانتظرنا لندخل السيارة الى الباخرة ومن ثم نمت قليلا على الكراسي المنتشرة في الطوابق العالية خلال أبحارنا الى السويد..وصلنا السويد وطلب منا ابراز جوازات السفر عند الخروج من البوابة وهكذا انتهت الرحلة وعدنا الى الاراضي السويدية المقدسة ومن ثم قاد طارق السيارة الى بيتي ومن ثم الى بيته وطار مصطفى ثاني يوم الى اوسلو في النروح ..

رحلة سنتذكرها طويلا ..اقرار بان الشراكة باي شيء ليست الا غباء كبير..

اليوم السادس

اليوم السادس

سأقفز عن ذكر شخير طارق المخيف وعن عدم نومي من جراء ذلك لابدأ في سرد ماجرى بدأً من الصباح.

الفطور .. أنا من البشر الذين يحبون اكل المطاعم ..لا بل اي مكان عام فيه طعام; وباعتبار الفطور في مطعم الاوتيل مجاني, اي الاجرة متضمنة الفطور; فقد كان من سروري البالغ ان أفطر! .. ومع أنني هززت مصطفى النائم نوم اهل الكهف كعادته لدرجة كدت ان اوقعه من سريره فانه لم يتجاوب لتوسلاتي بالنهوض لنفطر سوية ..أما طارق فبقي نائما على امل النهوض والمجيء .. نزلت المطعم الذي يقع في مبنى آخر ملاصق وكان كعادة فطور الاوتيلات .. المربى و الجبنة و الزبدة .. الحليب و الشاي و شراب محلى .. كورن فلكس وخبز .. الظريف من كل هؤلاء هو الخبز !! الظريف في الامر ايضا البشر الذين تراهم ويشاركونك على الاقل الصالة .. شاب وبرفقة فتاة جميلة ..تلعب الافكار بعقلي كثيرا !!

انهيت وجبتي الغير ظريفة وصعدت للساعة العاشرة حيث استيقظ طارق ونزلت معه مرة اخرى للمطعم .. لازال مصطفى نائما !! أكل كارق وتحدثنا عن ماذا ستفعل كعادتنا طوال الرحلة ... اقترح ان ناخذ بعضا من الفطور لمصطفى فرفضت ان أقبل بهذا ..ولا اعلم لماذا طارق اصر على انني السبب في عدم جلبه اي من الطعام لمصطفى وكأنني ولي الامر عنده في هذا .. !!

الطقس ممطر جدا ..سعدت بهذا فانا من عشاق الجو الماطر.. لكن الشباب كان لهم رأيا آخر ..أن نتحرك إلى بولونيا وفورا .. طبعا طارق حاول استرجاع 45 يورو اجار الغرفة فلم يفلح !! ثم البدأ بأخذ أغراضنا وترتيبهم ثم البدأ بالرحلة إلى بولونيا.. نحديدا وارسو العاصمة.

تبضعنا ما امكن من المأكولات و المشروبات و الفواكة وتوجهنا إلى الطريق السريع في طريقنا باتجاه بولونيا ..غراس في النمساثم براتيسلافا في سلوفيكيا ثم برنو و اولوميك في تشيكيا مرة اخرى ووصولا الى كراكوف ثم حيث اكتشفنا ان السيارة تصدر صوتا عند استعمال المكابح .. في طريقنا الى وارسو المدينة المفقودة باحلامنا الوردية المليئة بالفتيات الجميلات ..اوقفنا السيارة في احدى البلدات الصغيرة حيث طلبنا في احد اماكن الصيانة أن يفحص السيارة فكانوا جلفين الطباع غليظين التعامل و لم نفلح في ايجاد اي من الشباب سوى شاب واحد يتكلم بعض الانكليزية فأفهمنا ان صاحب المحل لا يقبل سيارة دون اوراق السيارة النظامية " طبعا طارق لم يأت بالاوراق " لكنهم اصلحوا مكيف الهواء بتعبئته غازا , ثم تابعنا المسير حوالي العشرين كيلومترا ليدلنا احد المارين على كراج كبير فيه عدة محلات صيانة للسيارات .. ادخلنا السيارة وبدؤوا في فك الدواليب ..

البرد أنهكنا جميعا .. مما لاشك به أنني كنت قاسيا عندما طلب طارق ان يستعمل ثيابي , فقد رفضت بحجة أنني لم استعملهم لكوني احل التعامل بالمثل .. فأنا ايضا لم استعملهم لان الثياب التي معي لاتكفي الجميع !! ثم اقترح طارق ان نتمشى لان السيارة كما فهمنا انها ستأخذ وقتا كبيرا في اصلاحها وان ياتوا بالقطع اللازمة .. تمشينا قليلا فطلبت منهم ان اعود لانني كنت على خلاف معهم بشؤون تافهة مثل الثياب و الطعام الخ !! رجعو بعد ساعتين بالتكسي وعلى الفور طلبوا ان المكاميكي ان ينزل السيارة لانهم يريدون ان يفتشو على محفظة طارق التي اكتشف فتقدانها ! وبدأنا في تفتيش السيارة و إلى ان اقتنعنا بان المحفظة ليست بالسيارة وبدأ الغم و القلق ..فطارق هو الذي يملك الكاش و البطاقات فنحن لانحمل الا القليل واعتمادنا على طارق هو اساس الرحلة و هذا بحق غلط سافر مننا !!

كركبة كبيرة ..فوضى و قلق .. وبدأ كل منا في التفكير ماذا سنفعل .. الشرطة التي لم تساعد لانهم لايتكلمون اي لغة نعرفها نحن , ثم عدم تعاون اي من ابولونيين معنا, حيث يظن انهم ضالعون في اختفاء المحفظة . ربما بحثنا في نطاق 20 الى 30 كم ..رجعنا المحل القديم حيث اصلحنا المكيف لكن دون جدوى .. دفع مصطفى اجرة السيارة التي اخذوا اكثر مما يتوقعه اي شخص ربما 400 يورو على تبديل الكوليات .. ثم اتجهنا الى وارسو للجوء الى السفارة لتساعدنا ..

بدأت المشاكل الكبيرة هنا حيث وضع طارق السيارة في رصيف شارع في منتصف مركز المدينة لننام .. الامر الذي ضرب كل الفيوزات و الصمامات التي تحملت الكثير للآن .. وبدأ طارق بالانهيار تدريجيا .. حتى انني ظننت انه سينتحر لامحالة او انه سيموت .. يا للهول ماذا سافعل!! زاد هذا الامر من قلقي وبالتالي تجهمي وغضبي .. وبدا طارق أنه سيلقي كل اللوم علي ..وبالتالي لم أرى غيره لألومه .. فبدأ التعاتب و الملامه وبحالة هستيرية طارق انسحب من المكان في هذا البرد القارس وتمشى بعيدا .. لن تدروا كيف حالتي .. انا الذي ابحث عن ليل في قلب الشمس .. بدات أنا أيضا أفكر بالعواقب لأ

..ماذا لو جرى له شيء ما .. وماذا لو جاء احد وتحارش بنا ..حيث شاهدت تعارك بعض الشباب مع شاب أوسوه ضربا مبرحا, عندما تركوني لوحدي في السيارة ..ولن انسى الفتيات الجميلات و القوادين الذين يلصقون على زجاج نوافذ السيارة اوراق فيها صور فتيات عاريات مع ارقام الهواتف .. كل هذا وموقع السيارة الذي ولحسن الحظ اقنعت طارق بتغيره الى مكان اقل عرضة للرؤية ..بمعنى أن ننام قليلا بمعزل عن السيارات و المارة , ومع ذلك كان المكان يعج بالمارة ونحن نيام وفوقنا شراشف بالية .. مشردون حقيقييون ..

ونمنا .

٢٠٠٧/١٢/٢٥

يوما آخر ..


اليوم في 25 كانون الاول عام 2007 الساعة السابعة والنصف, مستيقظا منذ البارحة الساعة 11 مساء .. ألم في رجلي اليسار فوق مفصل قدمي تماما ..أتذكر أبي قد عانى من ذلك, المهم كيف كان يومي .. في الصباح الباكر وعند الساعة الرابعة بدأ الأولاد بالحراك و التململ, في الخامسة و النصف الجميع في حالة استيقاظ , كاتارينا في الحمام, وهو المكان المناسب للاحتمام وجلخ القدمين وتنظيف الاسنان بكل الوسائل المتاحة, وتتضمن الخيط و الفرشاة ثم المخمضة بالليسترين وصولا للعلكة الغنية بالفلورايد .. ثم يأت دور الشعر والعناية به " أذكركم أنها تعمل في خدمة العجزة, أي أن العمل لايحتاج أي نوع من المظاهر " ثم دور المجفف وصوته الذي يذكرني بصور التعذيب في سجن أبو غريب , خصوصا صورة ذلك الذي يقف على الكرسي متصلا باسلاك كهربائية ومغطى بذلك الثوب الذي يذكرك بعصابة الكلوكس كلان العنصرية لكن بلون آخر وعكسه تماما أي الاسود. طبعا بهذه الاثناء السيدان فيكتور ووليم بدؤوا الصراخ والعراك. أنا ابدأ بتحضير الفطور وزوجتي التي خرجت في الساعة السابعة الى العمل في يوم عطلة وهو عيد الميلاد بسبب ان الاجرة في يوم العطلة ربما يتضاعف. البيت مع صبيين في الثالثة و الرابعة و النصف من العمر, شيء لا أستطيع القول أو الوصف سوى .. فوضى عارمة .. تذكرني باعصار كاتارينا الذي اجتاج منذ فترة جنوب الولايات المتحدة الامريكية " مسيسبي " على ما أظن !! هاهاهاها اين أنا ! فوضى لم أعتد عليها للآن بعد 5 سنين من حالة الابوة التي تحتاج فعلا الى أي شخص آخر ماعداي.
في العاشرة و النصف تأت حماتي, تأخذ عني عنايتهم والانتباه عليهم ..أما أنا فأنتظر علني أرى أحدا يظهر اسمه على أي لائحة الماسنجر ياهو, م س ن و السكايبي ..لا أحد .. أنتظر وانا أشاهد بعض المشاهد الضاحكة في موقع اليو تيوب .. أستطيع أن أنصح بأحد المشاهد التي دلني عليها ابو علي وزوجته عندما سهرت عندهم اول البارحة للساعة الواحد صباحا .. http://www.youtube.com/watch?v=1uwOL4rB-go&feature=related
أخمد الارهابي الميت
ويمكنكم مشاهدة هذا المؤدي الرائع مع كل شخصياته الرائعة
JEFF DUNHAM

يستمر الوقت بالجريان .. قبل الثانية عشر أحضر الغداء .. البارحة رز بعدس ونجومية وبطاطا بالفرن مع البيتزا و الصفائح و اليوم بعض الفلافل و المسبحة و السلطة و بقية الطعام .. من البارحة ..مع الطعام التقليدي السويدي في عيد الميلاد .
بعد الظهر ذهبت للتسوق .. لا أستطيع الاكل دون الخبز, الطعام ليس له طعمة لدي دون الخبز!! اكتشفت أن الخطوط التي كانت السبب في حصولي على مخالفة ركن السيارة , لاتمتلك القانونية الكافية لأدفعها .. الخطوط غير واضحة نهائيا .. رجعت البيت وأحضرت الكاميرا بعد تسوقي وأخذت ما استطعت من الصور لتلك الخطوط الواهية .. رجعت البيت بعد أن رميت المهملات التي تحتاج للفرز , كالكرتون و الزجاج , والبلاستيك و النايلون الخ الخ .. لابدأ بتحضير الغسيل. نزلت غرفة الغسيل, التي كانت متسخة جدا , فنظفتها جيدا, وبدأت الغسيل. حوالي الساعتين طبعا, فيما بين الوجبة و الاخرى هههههه . أكلت فلافل و مسبحة وكولا .. ومن ثم نزلت غرفة الغسيل, لانهي نشر الثياب, فأتت زوجتي لتقول لي ان فيكتور لديه التهاب باذنه .. أي ألم يصيبني عندما يمرض ابنائي ..

ها أنا جالساً أكتب عن هذا اليوم .. كغيره من الايام .. الحمد لله .

٢٠٠٧/١٢/٢١

الأربع شهور التي مرت دون أن أعي.


هل أنا ميت أم أن الوقت عندي قد توقف نبضه !

لم أفعل شيئا منذ 4 أشهر ..لم أفعل شيئا, بمعنى أن ما فعلته لا يعني لي شيئا ؟ غريب هذا الامر ..!! درست مادة المجتمع , انهيت دورة سياقة شاحنة , وعملت لمدة اسبوعين في احدى شركات النقل بصفة متمرن ... لكن في النهاية احساسي بأني لم أفعل شيئا .. ومن ثم هناك تلك المفارقات التي يمكن لها ان تكون بمثابة صدمات كهربائية . مثلا, حدث أن رسبت في الامتحان الاول للسياقة , وبذات اليوم اوقع ابني فكتور اللاب توب وتحطم, ثم حالتي النفسية التعيسة التي ابقتني لمدة 9 ايام قريبا من الانهيار حتى انهائي فحص السياقة بنجاح. وتلك التي لحقتها من فكر بانهاء حالة البطالة و الوعود الباهتة و الكاذبة في ايجاد عمل .. آلام الرقبة و الظهر التي اصبحت من وجبات حياتي اليومية .. زيادة وزني وتفكيري بالرجوع الى اللاذقية ومن ثم رغبتي في زيارة لبريطانية التي لم يساعدني احد في ايجاد منامة هناك لعدم قدرتي دفع تكاليف الاقامة , المهم كان هناك الكثير ... و مع ذلــــــــــــــــــــــــــــــ لم ـــك افلح في ايجاد معنى ..!! اي طعم لحياتي , نكهة, رائحة ما !! أعرف أنكم ستقولون كم انا سلبي وهذا صحيح .. هذا انا .

كان لدي رغبة عندما انهي الدورة ان اسافر لسوريا .. لبلدي وناسي , لشوارعي ووسادتي ,, لعشيقاتي وجيراني.. كنت برغبة جامحة لاكمل دراسة الكورس الذي دفعت كامل المبلغ لاجله , أو على سبيل المثال ان اكمل كتابتي عن الرحلة التاريخية التي لازالت نتائجها على علاقتي مع طارق تحفر ذلك الوادي بعلاقتنا .. !! أي شيء سأكتبه لدي منه شيئا ما.. في ذاكرتي , جيراني الاعزاء دانيال وتينا اشتريا سيارة جديدة, أشياء كثيرة حدثت ومع ذلك تسيل الايام بين اصابع عمري, لا أشعر بأي منها . لا أعرف الايام من بعضها ..الاثنين او الخميس أم السبت ..!! لا أدري !! فقط صباحا يبدا الاولاد بالصراخ وزوجتي تشاركهم احيانا , ثم يلبسون ويذهبون مع زوجتي الى المدرسة .. أما انا فابقى في البيت مع كآبتي وعقمي ..

اليوم بعد أن تبضعت قليلا من السوبر الماركت الذي اعتدت على ان اتبضع منه طوال اقامتي هنا , فأرجع لارى مخالفة ب 400 كرون سويدي مايعادل 50 يورو او حوالي 65 دولار .. اسودت الارض والسماء .. كان لدي شعور بأنني أتعس مخلوق .. من اجل 400 كرون ..كان ظلما ان يخالفني . مع انه رآني عندما صففت السيارة لكنه انتظر حتى صعودي للمحل ليكتب المخالفة , طبعا أجنبي و ربما من اصول شرق اوسطية !! لان السويديين العاديين الغير عنصريين يقولون لك وينبهونك على انك مخالف فتنقل سيارتك لمكان اخر! هكذا رجعت البيت لاستفرغ ما بمعدتي ..مما حدا بزوجتي ان تغضب وتلعن المال فأضحك!!

٢٠٠٧/١٢/٢٠

أسئلة واضحة جداً




*مطمرء بتختك ونايم ومطفي الضو ومتغطي بالبطانية و على وشك تغفل*

بيجي واحد من أهلك بيفتح الباب ويقول :شو نايم ؟؟*

*لأ !! عم ارقص.. بس الوضع بيوحي إني نايم*

**
*معزومين ع بيت جماعة، ولما بتدقوا الباب .. بيفتح شي فهمان وبيقول بدهشة:هه

إجيتوا ؟؟؟*

*لا والله لساتنا عالطريق، في عجئة بشارع بغداد*

**
*لابس أحلى أواعيك ومتعطّر وشايل مفاتيح السيارة وجزدانك وداحل لبراة البيت،

بيجي*
* حدا من أهلك بيسألك، شو رايحلك شي مشوار !!؟؟*

*لا والله طالع عالأسطوح صلّح الدش*

**
*حامل سماعة التلفون وعم تبلش تدق بالأرقام، بيجيك عنصر مفاجئة من أهلك وعلى

وشه علائم الإستغراب والدهشة: بدك تحكي بالتلفون؟*
*لأ شو إحكي

!!! بس كنت عم جرب *

صوت طنة الأرقام

**

*حاطت راسك ونازل دحي بهالكتب والدراسة، بيجي أبوك أو امك...: عم تدرس؟*
*لا والله ...!! عم غير زيت للسيارة*
**

*مذيعة بيوم العيد عم تلفلف بالشوارع وتلطي ع كم مواطن وتسأل وبنفس الوقت هي

بتجاوب: شو بتساوي اول يوم العيد ؟ أكيد بتروح بتزور الأهل والقرايب *

*لا والله بالعادة بفكر العب دء طميمة وماروح لعندهم *

***

*نفس المذيعة بتشوف ولد بالشارع وبتساله؟ حبيبي بتحب بابا وماما؟*

*لا مابحبهم , بحب البوسنة والهرسك*

**
*واحد فايت ع جماعة وشايف الوضع بالشارع معتم والمكتوب مبين من عنوانه، شو

مقطوعة الكهرباء؟*

*لأ حبيبي بس هيئتك بدك تعمى*

**

*بتطلع بميكرو وبتحط هيك وبتطلع (خمسة)وبتعطيها للي ئدامك، وبكل برودة

بيئلك: واحد ؟*


*لأ 60 !!!!!!!!!!!!!!!!!؟

ورجعلي
الباقي

**

*أشّر بأصبعته الكريمة لتكسي، وفعلاً وقفلو العينتين، بيسأله: فاضي؟*

*لأ ... عندي 10 طلبيات، بس وقفت حيونة*

**
*بدك تنزل من الميكرو: عاليمين زكاتك.... بتتلقى الرد: نازل ؟؟*

*لا والله بس عم جرب صوتي

ليش منعمل هيك؟


لماذا نرفع أكتافنا إلى الأعلى عندما نضطر للمشي تحت المطر من دون مظلة؟؟ يعني هيك ما رح نبلبل؟؟

لماذا نخفض صوت المسجلة أو الراديو بالسيارة عندما نشعر بأننا دخلنا بالطريق الخطأ؟؟؟ يعني هيك منصير rالطريق الصحيح؟؟

لماذا عندما تكون بطارية الريموت كنترول ضعيفة نقوم بالضغط بقوة على الأزرار؟؟ يعني هيك منشحن البطارية؟؟

لماذا نكتب اسمنا أولاً بالقلم الذي أهدانا إياه أحدهم؟؟؟ يعني لها الدرجة فرحانين باسمنا؟؟

لماذا نقول هدية مجانية؟؟ و هل يوجد هدية غير مجانية؟؟

لماذا عندما نكون داخل المنزل و السماء تمطر نسأل: هل السماء تمطر خارجاً؟؟ يعني بحياتها مطرت جوا مو برا؟؟؟

لماذا عندما نقرأ على الحائط احترس من الدهان ؟؟ لا نصدق بل نجرب ذلك بأصبعنا؟؟ يعني بدك يللي دهن الحيط يحلفلك يمين.

لماذا
عندما تركن سيارتك في موقف خالي تماماً من السيارات يقوم السائق الذي يأتي بعدك بوضع سيارته بجانب سيارتك؟؟ يعني بيترك الموقف كله وبيوقف جنبك!

لماذا عندما يتأخر المصعد نضغط عدة مرات على الزر؟؟؟ يعني هيك بحس على دمو و بيستعجل؟؟
لماذا عندما تكون منتظراً المصعد و يأتي شخص آخر تجده يضغط أيضاً لطلبه؟؟ يعني مو شايفك بالمرة!

لماذا نفتح فمنا عندما نقوم بإطعام الطفل الصغير ؟؟؟ نحنا يللي عم ناكل و لا هو؟؟

٢٠٠٧/١٠/١٨

احكام جميلة



1 - أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق
عمرك تلعن الظلام

2- لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد

3- كلما ازدادت ثقافة المرء ازداد بؤسه

4- سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز

5- إن بيتا يخلو من كتاب هو بيت بلا روح

6- ليس القوي من يكسب الحرب دائما وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

7- الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم

8- من يحب الشجرة يحب أغصانها

9- نحن لا نحصل على السلام بالحرب وإنما بالتفاهم

10-إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة

11- ليست السعادة في أن تعمل دائما ماتريد بل في أن تريد ما تعمله

12- إن أسوأ ما يصيب الإنسان أن يكون بلا عمل أو حب

13- الحياء جمال في المرأة وفضيلة في الرجل

14- صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك

15-الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه

16- الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

17- لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود

18- من قنع من الدنيا باليسير هان عليه كل عسير

19- الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

20- إذا ازداد الغرور..نقص السرور

21- الضمير المطمئن خير وسادة للراحة

22- من يزرع المعروف يحصد الشكر

23- البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي

24-العمر هو الشئ الوحيد الذي كلما زاد نقص

25- القلوب أوعية والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل إنسان مفتاح سره

26- الخبرة .. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة .. عندما تكون قد فقدتَ شعرك

27- المال خادمٌ جيد .. لكنه سيدٌ فاسد

28- عظَمة عقلك تخلق لك الحساد .. وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء

29- دقيقة الألم ساعة .. وساعة اللذة دقيقة

30- لا داعى للخوف من صوت الرصاص .. فالرصاصة التى تقتلك لن تسمع صوتها.

31- يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً . . والقزم عملاقاً . . والخفاش نسراً
والظلمات نوراً . . لكن أمام الحمقى والسذج فقط .
32- تتوقف السيدة عن توبيخ زوجها لكى ترد على التليفون.

33- مسكين زوجها أحب شعرها الطويل فوجد لسانها أطول.

34- إذا أردت أن تفهم حقيقة المرأة فانظر إليها وأنت مغمض العينين.

35- إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما واشتر بالأخر زهوراً.

36- من يقع فى خطأ فهو إنسان ومن يصر عليه فهو شيطان.

37- قوة السلسلة تقاس بقوة اضعف حلقاتها .

38- يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا
طعام حوالى شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها.

39- نمضى النصف الأول من حياتنا بحثاً عن المال والنجاح والشهرة ونمضى
النصف الثانى منها بحثاً عن الأطباء.

40- من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه.

41- عندما يمدح الناس شخصاً ، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.

42- ينام عميقاً من لا يملك ما يخاف من فقدانه؟

43- الزواج يأتى بدون سابق إنذار كما تقع نقطة من الحبر الأسود على ملابس الإنسان.

44- لا يوجد رجل فاشل ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقى فيه.

45- غالبا ما يضيع المال .. بحثاً عن المال.

46- لو امتنع الناس عن التحدث عن أنفسهم وتناوُل الغير بالسوء لأصيب الغالبية الكبرى من البشر بالبكم.

47- الطفل يلهو بالحياة صغيراً دون أن تعلم الحياة سوف تلعب به كبيراً.

48- رغباتنا هى كصغار الأطفال ، كلما تساهلنا معها اكثر زادت طلباتها منا؟

49- اختر كلامك قبل أن تتحدث وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام فالكلمات
كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى ننضج.

50- كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.

51- من السهل أن يحترمك الناس .. ولكن من الصعب أن تحترم نفسك.

52- يشعر بالسعادة من يغسل وجهه من الهموم ورأسه من المشاغل وجسده من الأوجاع.

53- كل مأذون له شارب طويل ولحية أطول ليخفى ابتسامة الشماتة

54- إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها
وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها.

55- من عاش بوجهين مات لا وجه له.

56- إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من
معاداتك إلى موالاتك.

57- إذا كنت غنياً فتناول طعامك متى شئت .. وإذا كنت فقيراً فتناول طعامك
متى استطعت.

58- عندما يقول لك إنسان انه يحبك مثل أخيه تذكر قابيل وهابيل.

59- تكلم وأنت غاضب .. فستقول اعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.

60- لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً .. فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك.

61- حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من
الحسنات.

62- الزواج أخذ وعطاء وهو يعطى وهى تأخذ..

63- الرجل التافه يحرمك من العزلة دون أن يوفر لك جلسة ممتعة.

64- قليل من العلم مع العمل به .. أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به ..

65- تعتقد بعض النساء أن الزواج هو الفرصة الوحيدة للانتقام من الرجل..

66- إذا تشاجر كلبان على غنيمة تكون من نصيب الذئب الذى يأتى على
صياحهما.

67- فى الزواج ليس هناك سوى يومين جميلين ، ويوم دخول القفص ويوم
الخروج منه.

68- الإنسان لا لحمه يؤكل .. ولا جلده يلبس .. فماذا فيه غير حلاوة اللسان..

69- الصحة هى الشىء الذى يجعلك تشعر بان اليوم الذى تعيشه . هو افضل
وقت فى السنة..

70- إذا كنت تخشى الوحدة فلا تتزوج.

71- فاتورة التليفون هى ابلغ دليل على أن الصمت أوفر بكثير من الكلام.

72- ليس الفقير من ملك القليل .. إنما الفقير من طلب الكثير

73- أولى لك أن تتألم لأجل الصدق .. من أن تكافأ لأجل الكذب.

74- لاشك أن الحياة كانت تبدو رائعة جميلة لو كنا نولد فى سن الثمانين
ونقترب على مر الأعوام من الثانية عشر

75- ليس السخاء بان تعطينى ما أنا فى حاجة إليه اكثر منك ، بل السخاء فى
أن تعطينى ما تحتاج إليه اكثر منى.

76- إذا أعطيت فقيراً سمكة تكون قد سددت جوعه ليوم واحد فقط .. أما إذا
علمته كيف يصطاد السمك تكون قد سددت جوعه طوال العمر

77- الكلب السعيد يهز ذيله المنافق يهز لسانه.

78-إذا قرر الرجل الزواج فقد يكون هذا أخر قرار يسمح له باتخاذه.

79- الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه
قبل أن يفتح الناس أفواههم.

80-لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك
لهم عيون والسن.

81- من ركب الحق غلب الخلق

82- لا يباع الحطب قبل قطعه ولا يباع السمك في البحيرة

83- عندما يمشي الكسل في الطريق فلابد أن يلحق به الفقر

84- أموت محبوبا خير لي من أن أعيش مكروها

85- إذا أردت أن تحتفظ بصديق فكن أنت أولا صديق

86- كن مستمعا جيدا لتكن متحدثا لبقا

87- لا يعرف ثقب الجورب إلا الحذاء

88- الشجرة العاقر لا يقذها أحد بحجر

89- أسهل كثيرا أن يصدق الإنسان كذبة سمعها

ألف مرة من أن يصدق حقيقة لم يسمعها من قبل

90- لا شئ أشجع من الحصان الأعمى

91-احترس من الباب الذي له مفاتيح كثيرة

92- لو أعطيت الأحمق خنجرا أصبحت قاتلا

93- ليس مهم أن تحب المهم من تحب

94- ما أسهل أن تكون عاقلا . . بعد فوات الآوان

95- كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يخفي ضوء شمعة مضيئة

96- خير لك أن تسأل مرتين من أن تخطأ مرة واحدة

97- من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي

98- يكفي أن تظهر السوط للكلب المضروب

99- الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا

٢٠٠٧/٠٩/١٥

رمضان أتى وكتابي هو القرآن


كل عام و انتم بخير

عندما يأتي رمضان , كعادتي وربما جميع المغتربين وأعني بالاغتراب الزمني والجغرافي , ترجعني ذاكرتي الى سنين السبعينات !! اي نوسلتاجي !! كان رمضان , شهرا مميزا وحقيقيا , تستطيع أن تتلمس كل جوانبه وميزاته بأحاسيسك السته , الطعام و الجوع و الروائح و المعاملة و الشراب و الآذان و المسلسلات التلفزيونية و الاحسان و اطعام المسكين !! أتذكر أن والدتي رحمها الله قد أخذت على عاتقها في كل رمضان أن تطعم احد المعاقين , أتذكر ذلك الضرير الذي كان يأت وحيدا مع عصاته قبل الفطور بدقائق.. !! وكانت الوجبات تتنقل بين بيوت البناية التي نسكن بها حتى لتخالها بيتا كبيرا تسكنه عائلة واحدة .. فهاهنا بيت الزوزو يبعثون لنا صحنا من المحشي و من هناك في الطابق الثالث بيت الهارون أم في الطابق الثاني بيت عيسى الحكيم رحمه الله , الكبة و البامية , ثم أتنقل انا بين البيوت لأسلم بالمقابل ما صنعته أمي من طعام !!
قبل الفطور بعشر دقائق كان الجيران يقفون على شرفاتهم, التي تتشارك مع الشرفات البقية, منتظرين سماع الآذان او صوت انفجار مايسمى بمدفع رمضان " لا أعرف من اين جاء به المسلمين !!, ربما جزء من ثقافة الحروب التي بغضها الله حسب معلوماتي الضيقة!!" المهم.. كانت طاولة السفرة قد امتلئت بالطعام, وهاهو والدي
انهى تحضير جاط السلطة الذي لا يقبل احد ان يحضره غيره , فننتظر على الشرفة, ذلك السكون الذي يسبق الفطور يقطعه صوت أحاديث الجيران فيما بينهم ريثما يحين وقت الفطور .. كانت شرفة غرفة السفرة او الطعام, مكان مليئ بالحياة في ذلك الشهر " لا أذكر اننا جلسنا به بعد وفاة والدتي !!" لكني لا أنسى كيف كانت تجلس والدتي و جدتي على تلك الصوفا المعدنية ذات الرسورات و الوسادات الحمر بينما والدي يقف على الحاجز المعدني, ذات الوريقات الخضر,مع الخال خالد, يتكلمان مع الجيران ويتبادلان معهم التحيات .. !! ثم هكذا يلمع شيء في السماء وصوت قوي يسبقه صوت مكتوم لانفجار بعيد , ربما من صوت مدفع بعيد آخر, خفيف ... المدفع قد ضرب وحان اخذ اماكننا حول المائدة , فإن كانت فته بين الطعام فستسمع كيف "يطش" السمن على البدوة"اسم الخليط فوق الفته" وكان صحني المفضل عن كل أطباق اللحوم و الاسماك و الطبخ العربي . فنأكل ونشرب بانتظار صحن الحلوى و الفواكة, ليقول ابي كلمته المعتادة "هذه أفضل فواكة في الدنيا " فنضحك ..

كم أحن لتلك اللحظات , ذهبت وأخذت معها الجميع .. الزمن, نهر جارف يأخذ معه كل شيء !! حقا وإن كانت قد ماتت تلك اللحظات زمنا طويلا قبل أن يتوفى والدي , لكن في كل شهر .. أرى ذلك الشريط السنيمائي في خيالي وكأنه فيلم السهرة المنتظر...تماماً

.....


جاء رمضان .. محملاً بالخير و بالطعام و الاخلاق الحميدة .. أستغرب شيئان في هذا الشهر ..أن ياخذ المسلمين دقة التوقيت في الافطار و الامساك ولا يمكن لك ان تناقشهم في ان الوقت الذي بدأ به الاسلام كان لديهم فقط الشمس كحساب للوقت وربما في ايام الرسول لم يكن هناك اي توقيت زمني قد ادخل للمنطقة ..فمن الانترنيت اخترت لكم هذا التفسير.... "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:فقد أخرج البخاري في تفسير القرآن ، باب:( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) برقم (4511) عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: أنزلت "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود" ولم ينزل (من الفجر) وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد (من الفجر) فعلموا أنه يعني الليل والنهار .وأخرج الإمام أحمد في مسنده (19427) والبخاري (4509) ومسلم (1090). عن عدي بن حاتم قال: لما نزلت هذه الآية "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) عمدت إلى عقالين: أحدهما أسودَ والآخر أبيض، قال : فجعلتهما تحت وسادتي، قال: ثم جعلت أنظر إليهما فلا تُبِينُ لي الأسود من الأبيض ولا الأبيض من الأسود، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بالذي صنعت، فقال: "إن وسادك إذا لعريض إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل". دل الحديثان على أن الآية أول ما نزلت اشتبه على بعض الصحابة المراد بالخيط الأبيض من الخيط الأسود فيها ، فقد عمد عدي –رضي الله عنه- إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض، وجعلهما تحت وسادته وجعل ينظر إليهما حتى تبين له الخيط الأبيض من الأسود فأمسك عند ذلك عن الطعام ، فأزال الله هذا الالتباس الذي وقع عنده بقول (من الفجر)، أي أن المراد بذلك الليل والنهار " إذا ليس هناك توقيت آلي أو ميكانيكي إنما هنالك ما يشبه التخمين على ان الفجر هو الاساس عندما أنزل سبحانه و تعالى بقوله (من الفجر) و لكن كيف يعلم ذلك الانسان الذي عاش الفترة نفسها متى هو الفجر او حتى الغروب .. باعتقادي أن المسلمين في تلك الفترة لم ينتظروا أن يروا عقارب ساعاتهم اليابانية قد اشارت على الوقت الذي وضعته آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا ليدلنا متى يحين موعد الافطار و الامساك .. عندما اصوم و أنا كلي ايمان بأن صيامي هو صيام حقيقي عن الطعام و الشراب و ان افعل الخير كعادتي وان اشعر باخوتي في الانسانية كيف يعاني البشر الجوع و الحرمان من ابسط حاجاتهم الانسانية .. رمضان هو شهر حب البشر للبشر هو شهر العطاء والمشاركة الوجدانية ليش فقط للمسلمين انما للبشر جميعا ..

٢٠٠٧/٠٨/٣١

الزواج السعيد






God created sex. Priests created marriage.Voltaire




ترجمة نص من تأليف



R.Hynes of Mornington

زوجتي وأنا عندنا سر دوام الزواج!
مرتين في الاسبوع نذهب الى مطعم فاخر نأكل بعض الطعام الشهي والقليل من النبيذ وبرفقة أحد ما!! هي يوم الثلاثاء وانا يوم الخميس. ننام في سريرين منفصلين, سريرها في سيدني و سريري في ملبورن . أنا آخذ زوجتي الى كل الاماكن, لكنها دائما مفردها تجد طريقها للعودة. اسألها أين تفضلين قضاء الذكرى السنوية لزواجنا!! .. "في مكان لي وقت طويل لم أكن به".... تجاوب,... فأقترح المطبخ
دائما نمسك أيدي بعض. إذا أفلتت يدها, تتسوق. عندها خلاط كهربائي, وتوستر "مقمرة لشرائح الخبز" و صانعة خبز كهربائية. عندما قالت ان لديها الكثبر من المفروشات لكن ليس هناك مكان لتجلس, ابتعت لها كرسي كهربائي.
تذكر ان الزواج هو السبب الاول للطلاق. احصائيا 100% من أسباب الطلاق.. بدأ بالزواج .
أنا تزوجت من السيدة صحيح لكني لم اعلم ان اسمها الثاني هو دائما
. لم أتكلم معها منذ 18 شهراً, لا أحب أن أقاطعها .
في آخر مرة كنت أنا السبب في المشاجرة .قالت ماذا يوجد في التلفزيون قلت لها غبـــــــــــــــــــــــــــار
في البداية, الله خلق الارض وارتاح. ثم خلق الرجل وارتاح, ثم خلق المرأة. منذ ذلك الحين لم يرتح الله و لا الرجل.

٢٠٠٧/٠٨/١٢

اليوم الخامس ...سلوفينيا وعاصمتها ليوبليانا وميتليكوفا




بعد أن رجع مصطفى خائبا, لان الاتصال صعب في هذا البلد وخصوصا مع تلك الفتاة وان هنا لا هواتف تعمل بالاماكن العامة ,اتفقنا أن نبحث عن اوتيل او موتيل او بيت شباب لننام الليلة وأن طارق سيبقى بالسيارة ريثما نرجع. كان اول نزل "اوتيل" سألناه في وسط تلك المنطقة على طرف احدى الضفتين للنهر الذي يتوسط اجمل المقاهي في هذه المدينة وكانت الفتاة الظريفة تتكلم الانجليزية بطلاقة الانكليز انفسهم وأظهرت ود ومساعدة كبيرين سواء بمحاولاتها لحجز غرفة عند احدى بيوت الشباب او باعطائنا الارشادات حول اماكن رخيصة للنوم باعتبار لا يوجدمكان لليلة عندها !! انتقلنا انا ومصطفى مع الخريطة التي تارةً تدلنا على المكان الصحيح وتارةً أخرى مكان لانعرف اين نحن به , إلا أننا اكتشفنا جمال خارق للمدينة عبر تلك الشوارع الضيقة التي لا تمر بها السيارات والمليئة بالمقاهي و المطاعم الصغيرة المليئة بالناس و السياح. أخيرا رأينا الاوتيل ودخلت انا وحجزت به غرفة لثلاثة أشخاص مصطفى ذو الابتسامة الدائمة والقبول المريح للاشياء التي تاتي من القدر لم يتفوه بكلمة عندما قلت له سأبحث عن غرفة في مكان آخر , وفعلا وجدت بيت شباب ظريف وحجزت غرفة بثلاثة اسرة وكانت الموظفة في غاية الروعة والكياسة الأمر الذي زاد من اصراري لتغيير الاوتيل الأول وحجز حقيقي هنا .. رجعنا لطارق حيث ركنا السيارة فإذ به يقف مع فتاة بال19 سنة من عمرها في غاية النعومة, للأسف لم أعد أذكر الاسم ربما دايان ظريفة جدا وتتكلم ايضا الانكليزية جيدا ..فطلب منها طارق ان تأتي معنا لتدلنا فقبلت على مضض. هكذا أتينا لغرفتنا وبدلنا ثيابنا و الآن إلى البلد كسياح. طارق الذي تواعد معها أي البنت التي تعرف عليها حين تركناه في السيارة, في الساعة السادسة ونحن أنا ومصطفى علينا ان نتدبر فتاتين للسهرة .. نزلنا وكانت الساعة ربما الرابعة فتمشينا هنا وهناك حتى رأينا فتاة ترسم في الساحة الداخلية بجانب الساحى الرئيسية للمدينة . في البداية دفعوني للتكام معها باعتبار اللرسم من الاشياء المحببة لي قم عندما ابديت معارضةً ذهب مصطفى وتكلم معها .. كانت جميلة وكنت احسد البشر على جرأتهم في "التطبيق" .. ..! هكذا جلس مصطفى بجانبها وبدت الامور تتوضح بالانجذاب لبعضهم فتركناه واستمرينا في مسيرنا على جوانب النهر ريثما يحل موعد طارق , أما انا فاظن ان الامور لن تجري كما هو متوقع من صديقاي معي فأنا افشل رجل في أن يتعرف على فتاة. طارق جرئ ويمكنه ان ولا اعرف كيف !! يدخل في حوار مع فتاة فعندما كنا ننتظر على احد الجسور الصغيرة في السنتر والتي يمكن للمارة ان تقطع ذلك النهر للجهة المقابلة, جلست فتاتين على مقعد صغير وربما لا تتجاوزان العشرين من العمر , طارق اشار الي بان اذهب و اكلمهما , هكذا بشكل عادي ان أقول لهما اننيسائح واريد التعرف على اماكن اللهو هنا في المدينة, وكأنني أنا كازانوفا رددت علي اقتراحه وضحكنا !! بعد قليل مشى متوجها لهما وجلس بجانبهما وفتح خريطة المدينة التي يحملها وبدأ في نقاش معهما وأنا اراقبه متوجسا من فضيحة , او هكذا أشعر دوما في هذه الاوضاع, المهم بعد قليل من منقشاته جاء مصطفى الذي تركناه مع الالمانية الشقراء الرسامة , ضاحكا بانها قد انهت حديثها ولطافتها فجأة عندما أفصح لها عن اسمه وهو مصطفى وانه مسلم من فلسطين او سورية , هنا كما قال , بدت الفتاة وكانها تغيرت رأسا على عقب بعد ان كانت ستأتي اليه في الشهورالقادمة الى اوسلو برحلة قد خططت لها سابقا , وبدت انها تريد الخلاص من هذا الارهابي المجرم , وهذا الكلام لمصطفى, نعم قالت له انا مرتبطة بشاب وبدا من حديثها انها تريده ان يرحل عنها !! صدم مصطفى واعتذر وجاء لعندنا , في تلك الاثناء لازال طارق يتكلم مع الفتاتين وبدتا انهما منسجمتان معه. قال مصطفى ساذهب من هنا لتتشجع وتجلس معهم .. ومع انني اعترضت كان مصطفى قد مشا بعيدا عني ,. نعم تشجعت واقتربت منهم فعرفني طارق عليهم وعرفهم علي ومما عرفت انهما يدرسان التصميم و الفنون مما جعل الموضوع حقا يهمني اكثر لقرب اهتماماتنا جميعا. ولكن ربما الوقت, او انا من جعلهما يعتذران على ان الوقت قد حان ليرحلا ..طارق قال لهما هذا كرت الفيزيت ان كان لديكما وقت للسهرة فقط اتصلا. وانتهت. تلك المغامرة باكرا دون اي نتائج !! طارق قد حان موعدهوانا قد بدأت البحث عن صديقي مصطفى الذي التقيت به بعد حوالي النصف ساعة من البحث في بقعة صغيرة تحوي عدة مقاهي ومطاعم على ضفتي نهر, لكنها مليئة بالبشر ..رائعة حقا وانا اتذكر تلك المدينة الخلابة الآن!! قضينا وقتاظريفا بين شوارعها الضيقة المليئة بالمقاهي, تشعرك هذه المدينة بالترحيب, الجميع فيها لطفاء و مرحبين, خصوصاعندما تسألهم عن منطقة ما او شارع او محل كما حصل معنا عندما تهنا عن الاوتيل الذي ننام به ..طارق الغارق فيبحر الغرام كما ظننا, أما نحن فجاسنا واحتسينا كمعظم البشر البيرة في احدى المقاهي الرائعة و التي انتقيناها بعد تفحص جيد عن عدد الجميلات بها !! ثم بعد عدة محاولات فاشلة في ان ننجح باتصال بصري بين اي احد من الجنس الناعم وبعد شرب اكثر من زجاتين من البيرة الكبيرة شعرنا اننا يجب ان نخرج الى الشوارع او أن نأكل شي ما في انتظار المساء لنذهب الى احد البارات او المراقص ..
ونحن نتجول في احياء تلك المدينة, جلسنا في احد الطاعم الصغيرة التي تقدم فلافل وكان صاحب المحل جزائري لطيف اعطانا اسم ديسكو للذهاب اليه, وكانت هناك فتاة وضعت الدراجة جانبنا وطلبت ان ننتبه اليها وتخلل بقائنا بعض الكامات ونحن نأكل شندوشات الفلافل وتابعنا .. ونحن نتجول ونخلق اقاصيص عن محاولات فاشلة باصطحاب فتاتين جميلتين في سهرة حمراء..الأمر الذي دفعني لاتكلم مع فتاتين تجلسان في ذات المصطبة التي نجلس عليها ..لكن محاولتي بائت بالفشل عندما لم اجد ما يمكن به ان استمر بالحديث معهم , ثم انهيت حديثي باننا انا وصديقي لدينا رغبة في تقديم مشروب لهم, الامرالذي انهى كل شيء عندما قالو لا ..شكرا. في الساعة التاسعة جاء طارق عندما جلسنا في مقهى رصيفي باحدى الازقة التي تكثر بها تلك البارات والتقينا به ..فتكلم عن الخيبات التي اصابته هناك ولاداعي لشرحها , ثم اكلنا شاورما وطلب ان يغادرنا الى الاوتيل طلبا للراحة ..أما مفتاح الغرفة الذي سيبقى معه فسيعطيه للاستقبال لان طارق يخاف على محتويات محفظنه التي بها كل المال و الاوراق !!حاولت ان اثير بعض الرمال في الجو الذي بدا لي ان طارق يريد ان يذوي بنفسه عنا وانا اريده معنا , لكن في الاخير قرر طارق ان يتركنا . اما نحن فالنكتة الكبيرة اننا بعد ان تهنا الساعتين لمعرفة اين ندخل للمرقص الذي يقع فيالطابق السادس , والوقوف امام المصعد الخارجي الخاص به وسؤالنا لاحدى المارات كيف سنصعد للمرقص قالت الا تريان انه لايفتح بهذا اليوم وان اجهزة التحكم بالمصعد أي الازرار ومفاتيح الكهرباء التي يمكنك ان تتطلبه بهم قدازيلت لهذا السبب, الخيبات المتكررة لم تفقد مصطفى روح النكتة و الابتسامة لديه فقرر الاتجاه لمرقص قد قال له احد النادلين في المقهى الذي جلسنا به عنه واسمه ميتاليكوفا وهو كما قال النادل عبارة عن بقعة يجتمع بها الشبيبة التي تحب نوع خاص من الموسيقى و الاشياء الممنوعة مسموحة هناك اي نوع من القرى التي انتشري في اوروبا ابان الحركة الهبيية في اواخر الستينات و اوائل السبعينات. اتجهنا اليه مشيا على الاقدام ولمسافة ربما 4 كم اخيرا وصلنا لمدخل كتب عليه ميتاليكوفا وولجنا عالم من الغرائب و البشر و الموسيقى .. أستطيع ان اكتب صفحات كثيرة عن ما اختلج بي من مشاعر تجربة احببت ان اعيشها منذ أكثرمن عشرين عاما عندما رجع اخي ماهرمن تجارب الهبيين وتأثير حفلات الوودستوك عندما ارى جون بايز وفرق الروك العظيمة آنذاك ..لن أطيل سوى ان مكان الرقص او المرقص كما يسمونه ودفعنا حوالي خمسة يورو وبعد الختم على اليد دخلنا اليه فاذ بنا في صالة خشبية وصوت يمزق اذنيك وبشر يقفزون كحيوانات ضارية ويلقون اجسادهم على الآخرين لكن الموسيقى كانت بروفشنال ميتاليك وهو نوعأقوى ضجيجا من الهارد روك وبكلمات غير مفهومة طورا وبتقليد اصوات الوحوش طورا آخر وبشر لا يتراوح اعمارهم في بعض الاحيان 15 سنة, فتيات جميلات جدا قد لبست ثوبا من عشرين قطعة و أقراطا في جميع انحاء جسدها بما فيه وجهها الجميل .. المهم احتسينا البيرة بثمالة ثم تجولنا في المكان حيث بنو او انشؤا اؤلئك الشباب عالما خاصا بهم بك لمحرماته ومن المضحك ان الدولة قد بنت وسط تلك الوحشية و البرية بيت شباب حديث الطراز ونظيف ورائع وبه نشاطات موسيقية و مسرحية وعدة غرف للاستراحة من بينها غرفة شرقية مع الاركيلة التياعجب بها صديقي مصطفى و اصر ان يعود لهذا المكان يوما, وربما فعل !!!! كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة وضاق بنا او بالاخرت انا ان أكون قد اكون قد تأخرت كثيرا على هكذا تجارب, دخلنا مرة اخرى للمرقص وشربنا آخر سقرق بيرة وقفلنا راجعين الى الاوتيل ..حيث استقلبونا في الاستقبال ليعطونا كما قال طارق مفتاح الغرفة لألا نوقظه وصعدنا الدرج . في تلك الاثناء قال مصطفى,تخيل ان طارق قد اغلق الباب من الجهة الاخرى لان المفتاح كما قالو النسخة الاخرى ..وعندما وضعت المفتاح في الشق ,,صدقت مقولة مصطفى وجننت ..بعد حوالي النصف ساعة خبيط على الباب لم يفتح طارق خصوصا اننا لا يمكن لنا ان نزيد جرعة الخبط و الضجيج لان الوتيل ملئان وهم بالتاكيد نيام!!نزلت لاقول للاستقبال ان المشكلة هي ان صديقنا وضع المفتاح بشق القفل فقالوا ان القفل من النوع الذي لايوجد به شق من الداخل اي لا يمكن وضع مفتاح باعتبار لا يوجد شق !! أها ..قلت في نفسي !! اتصل الموظف بآخر وجاء بالمفتاح العام وصعد معنا فتح الباب مع الاعتذار بان الخطأ منهم !! اما انا فبعد ان تحممت وتكلمت مع مصطفى على المشاريع للغد وبدأت للدخول في النوم فبدأت طارق سيمفونيته المسائية ..شخير مخيف حقا ..اضطررت ان اسجل خمسة دقائق من شخيره عله يراجع طبيبه بشان هذا الدواء وخوفا عليه حقا ..كنت قد قررت اثارة الموضوع مع علمي بحساسيته عند طارق ..فلم انم حتى الساعة الرابعة وكانت محاولاتي لايقاظ مصطفى ايضا بائت بالفشل !!الى اللقاء في اليوم السادس

٢٠٠٧/٠٨/٠٤

اليوم الخامس ...سلوفينيا وعاصمتها ليوبليانا


في قيادة السيارات تتنوع طرق واسلوب السائقين , كما يلعب دور ثقة الركاب بهم .. علق طارق بأن أحد اصدقائه ويسمى ابراهيم قد قال له مرة, بأنه أي طارق, السائق الوحيد بين اصدقائة من يثق بقيادته بل ويمكنه ان ينام مطمأناَ .!! رددت بأنه اي ابراهيم بلا شك لا يركب مع احد مطلقا , وهذا صحيح فابراهيم لديه سيارة ويعمل سائق تكسي, فبالله عليك يا طارق دعك من هذا الهراء !! جاوبته بشكل ربما ينم عن ردة فعل لكلامه الذي يترجم بان قيادتي للسيارة غير مريحة !! علما بان طارق ينام طوال الوقت!! قدت على طريق رقم اي 59 الى غراز ومن ثم تناقشنا قليلا بأننا سننام في الطريق لنصل الى سلوفينيا أم أن نكمل الطريق وننام بالمدينة !! اقترح صاحب الاقتراحات باننا يجب ان ننام في الطريق لعدم احساسه بالامان في دولة كانت شرقية منذ فترة قصيرة, فركنت السيارة في احدى الاستراحات حيث وقفت عدة سيارات شاحنة ضخمة وبعض السيارات الصغيرة, ربما الحاجة للحمام هو من الاشياء الرئيسية التي يشعر الانسان باهمية تلك الاستراحات ..حيث هناك لاشيء سوى مواقف صغيرة وحمام صغير.. لن أشرح عن استيائي فالكلام لا يعنيكم بشيء!! طارق ينام بطرقه الخاصة التي لاتنفع معي بشي.. فيقول انت يمكنك ان تنام اذا جربت ان تاخذ فقط حبة واحدة !! بدا لي الامر ربما معقولا فانا في السيارة لايمكن لي ان انام لضخامتي ومن ثم لعدم تعودي على النوم بشكل غير مريح. أبتلعت تلك الحبة الصغيرة وانتظرت ان اشعر بالنعاس علما بان في داخلي احساس بان الحبوب المهدئة لا تنفع معي لتجربة قديمة في حياتي كادت ان تودي بها !! تمشيت قليا بين الشاحنات وربما لفت لي نظري امرأة جميلة كانت بمفردها في السيارة التي ركنتها بجوار شاحنة, خلافا للسيارات البقية, فرحت اتمشى في عتم الليل بمحاذاتها ثم فجأة تدير محرك سيارتها وتقودها مبتعدة عن الاستراحة, فكرت مليا بذلك وحللت انها وبلا شك ارتعبت مني !! من الاشياء المميزة في هذه الاستراحة ذلك الحمام الذي لايضيئه شيء بالداخل بل ياتيه الضوء عبر فتحة بلاستيكية شفافة من الاعلى. عندما دخلت للحمام رحت ابحث عن مفتاح الضوء فالضوء الذي به خافت جدا حتى انه يمكنك القول بانه حقاً رومانسي ومن الواضح تأثير المارين به عبر كتاباتهم الغير مفهومة واوساخهم وربما السلوفانيين الشرقيين سابقا قد ادلو بدلوهم هنا ! ! ثم ربما نمت حوالي الساعة الرابعة.
سلوفينيا
قليلا حتى قطعنا الحدود النمساوية , أستغرب بي تلك الاحاسيس التي تنتابني كلما قطعت حدودا , فأنا أشعر بحق أن شيء ما تغير , ربما الرائحة , او المناخ!! ماهو التعبير الذي يمكنه وصف ذلك! وربما بشكل لاوعي. وانا الذي عشت حياتي أو أغلبها بعد رحلتي الى بريطانية اليتيمة في مدينة ساحلية صغيرة وكنت اعتبر سفري الى لبنان قفزة الى نوع اخر من الكواكب , تماما شعوري بتغيير البلدان عند الحدود!! بعد الحدود النمساوية ومرورك بدون اي تفتيش او تدقيق كبير تنتطلق في طرقات ليست سيئة انما بلنأكيد اقل سوية من الطرقات النمساوية و الالمانية ومن ثم تستوقفك بوابات في الطرقات المؤدية الى اتوسترادات عريضة وربما انفاق وهذه البوابات مقسمة الى عدة مداخل منها للسيارات الشاحنة و منها للسيارات العادية الصغيرة وغالبا ما يكون هناك رتل من السيارات فتقودعبر هذه البوابات للنافذة المطلة وتدفع باليوروحيث امكنني ان اعلم بان هذه الرسوم لتحسين او نوع من الضريبة لبناء هذه الانشاءات. كما كتب على اللوحة اسعار العبور . نعم نحن الآن في سلوفينيا
كانت القيادة الى سلوفينيا والتي ظننا انها ليست بهذا البعد كعادتنا كلما بدأنا قرارا بالانتقال الى مكان آخر, وذلك ربماقياس الاصابع لصديقنا مصطفى قد تغير بسبب ربما تورم او تضخم ما قد حصل لاصابعه. المهم بعد أن استيقظناتابعنا القيادة الى سلوفينيا وبالتحديد ليوبيليانا عاصمتها . دخلنا المدينة في الساعة الحادية عشر ولاول مرة كان الجوصحوا وباعتبار ان مصطفى يؤمن بالاشارات القدرية قال بانها علامة حظ جيد .وضعنا السيارة بشارع جميل قرب الجامعة بقرب مركز المدينة الذي لا يبعد سوى خطوات.الجو صحو ولكن كانت علاقاتنا مغيمة ان لم تكن ماطرة و قريبة من العاصفة حين أصر طارق على فصلنا وعلى انيأخذ كل منا مئتان يورو ونفترق كل لوحده, الاقتراح الذي افزعني فانا لا استطع ولا يمكن لي ان اعيش ثلاثة ايام اوحتى يوما واحدا دون احد ما معي خصوصا بمدينة جديدة عني ,فاعترض على هذا الحل بشدة مما جعل الجو مشحونااكثر بيني وبين طارق الذي بدا وكانه يلعن اللحظة التي قرر بها الرحلة. نزلنا المدينة التي شعر صديقاي بانها رائعةوظل طارق يردد بانها من اجمل المدن التي زارها في حياته وانها المكان الملائم له للحياة وهذا التصريح جاء بعد اقلمن نصف ساعة من التجول بمركز المدينة الذي لا أخفي عليكم جماله وروعته والذي يبهرك بكل هذا بساطته . جمالالساحة الكبيرة و تلك المقاهي الرائعى التي تجانب الضفتين للنهر الذي يتوسط العولصم عادةً .. من الاشياء التي تثيرانتباهك فورا هذا التمازج من الطراز المتوسطي و الطراز الاوروبي الشمالي فسلوفينيا هي الجزء الذي انفصل عنيوغوسلافيا الفيدرالية والتي تقع على الحدود من مرفأ تريستا الايطالية و التي لها شاطئ صغير على البحر الالبيضالمتوسط..كل شيء فيها مزيج من الذكريات لدي ..ذلك السوق الذي ترا فيه جزءً من بلدك ..الاقمشة و الثياب و مايمكن للساكن و السائح ان يجذبه ..أما سوق الخضار الذي يجانب تلك الاكشاك في وسط الساحة المخصصة له فهناكترى ان سوق الخضرة في لاذقيتي لا يمكن لها ان تضاهيه في الترتيب و الكميات التي طالما تبجحت بها امام زوجتيو امها في السويد ..تلل من الجبس و الدراق و المشمش, أكوام من الكرز و الفريز و بكل مايخطر ببالك من فواكه وخضار; كان كل شيء بسيطا جميلا .ويملؤه الفرح .دخلنا الى مركز الاستعلامات السياحية لنرى اين يمكن ان نجد افضل وارخص مكان للنوم ودون مراعاة المدينة التييمكن لنا ان نتجه اليها اذا كان الامر جديرا بالمحاولة لابقاء روح الرحلة على قيد الحياة .الشعب السلوفاني جميلوبسيط ومثقف ولطيف . الجميع حاول مساعدتنا حتى أن الشاب موظف الاسعلامات السياحية الذي تكلم معه طارق قدحاول ولعدة مرات ان يتصل ببيوت الشباب ليؤمن لنا غرفة ننام بها .. !لم نستفد من شيء !! تمشينا في الساحة بعضالوقت وجلسنا في الساحة المركزية للمدينة نشاهد الصبايا و الجمال الذي يعبر جانبك وانت تنظر بعين تبحث عن كلشيء ..كل شيء جديد في هذه المدينة الوادعة. كانت الغيوم التي شابت سماء علاقتنا نحن الثلاثة قد لازالت تتلبد حينا وتفرج حينا آخر, فطارق الذي يعاني من أشياءلا حصر لها من جراء قراراته في الرحلة و أنا الذي أعاني ما أعانيه ولا داعي لذكره حفظا على صورتي كبني آدم !!طارق لازال يكرر اقتراحاته التي تتناول الانفصال وان يكون كل على حدا وأنا من الجهة الاخرى لا اقبل بهذاالاقتراح الأمر الذي جعل مصطفى ذائما يوافق على اي مقترحات سواء مني او من طارق .. المقترحات كثيرة منها اننذهب لمدينة على شاطئ المتوسط وننام هناك أم أن نبحث عن اوتيل للشباب وننام به او ان نرى مكان آمنا للسيارةوننام بها و الاقتراح الاخير جعلني في حالة من التوتر شعر طارق بها وبدأ في تهدئتيومحاولة تحليل ما اشعر به من جهته هو , الامر الذي انكرته بشدة علما بانه صحيح..جلسنا عند التمثال الذي يتوسطالساحة الكبيرة بينما مصطفة يبحث عن تلفون ذو حصالة ليجري اتصالا مع صديقة تعرف عليها في الانترنيت ولديهموعد معها في27 من الشهر نفسه, الامر الذي يحافظ مصطفى على سريته جدا مما حدا به ان لا يقول عنه اي شيءطارق الذي امتعض قليلا من مصطفى, الذي رفض استعمال موبيل طارق لاجراء المكالمة باعتبار ان موبيل مصطفىقد انتهى رصيده, قد أزعجته فكرة السرية التي أظهرها مصطفى باعتبار أن طارق يضع نفسه بمقام الاصدقاءالمقربين ومن الذين لايخفى عنهم سر.. تكلمنا كما في معظم اوقات الرحلة عن الخيبات او عن نفسيتي التي تسود كلشيء وانني لا يعجبني اي شيء في العالم ..فحقا ربما أنا كذلك فالمدينة بعد كل هذا جميلة وربما كل المدن التي مررنابها رائعة لولا أننا مررنا بها كالقضاء المستعجل ..أما هذه ليوبليانا فحقا أنها لمدينة رائعة ..جلس طارق على تلكالقاعدة الدائرية وجلست أنا بجانبه نتكلم واذ بفتاة في العشرين من عمرهاقدجلست في المستوى الاعلى من قاعدةالتمثال وبدأت أنا أهيء نفسي للانقضاض عليها بسؤال عن المدينة ..وبقيت في هذه الحال ربما اكثر من نصف ساعةأتهيء كما قلت للانقضاض !!!.. أي انقضاض فلقد انقضت اكثر من ثلاثون دقيقة ولم افلح في كسر حاجز الخوفبان اسألها سؤال واحد.. كانت مزيج من الماضي ..العمر الفتي و الجسم الممشوق ..وأنا في هذه الحالة الذهنية منالاسئلة و الاوهام ,.. جمعت أغراضها وأنا في ذهول ولازالت الاسئلة و الاحلام تلعب برأسي عنها "من أين هي!! هلهي سائحة!! ام انها من هنا ام تدرس في الجامعة " ثم ذهبت .. يا للغباء ربما انتظرتي طويلا لاتكلم معها فخيبت املها"هكذا يتكلم دماغي" لماذا ..ربما لانها لم تشاهدني اصلا فكلما نظرت اليها كانت لاتدير اتجاه وجهها وكنت اظن انهاتريد ان تلتقي عينانا , لكن للاسف في كل مرة كانت تنظر باتجاهي كانت تريد النظر الى المقهى الذي يقع خلفي !!المهم ذهبت.. وذهب معها بريق سهرة في احد صالات الديسكو المنتشرة في البلد والتي لا أعلم انها موجودة اصلاً بعد!!..أكملت الحديث مع طارق الذي بدا وكأنه قد أخلى سبيل لامبالاته من أجل الرحلة !! بعد الربع من الساعة رجعتالفتاة نفسها .. ألا تظنون معي ان رجل في 45 سنة من العمر بحاجة لبعض التشجيع ليتكلم مع فتاة في العشرين ..نعمأنا لست شجاعا !! اتت بهامبرغر وبدأت تأكل بنهم .. انتظرتها لتنتهي أي لتلعق أصابعها لأبدأ بالحديث معها ..لقدأنهت الهامبرغر وبدت زجاجة العصير في نهايتها ..كم من الادرينالين بحاجة لافتح معهاحديثا عاديا !! من المؤكدكميات ضخمة .. جلست قريبا منها حوالي الربع ساعة ومن ثم قلت في نفسي الله واكبر!! كمن يريد تفجير نفسه,أورمي نفسه في التهلكة..., وبدأت بالتلعثم وضربات قلبي التي أعاني من بطئها أصبحت تعزف مع الميتاليكا وفرقالهارد روك , لكني مع هذا نطقت بالكلمة الاولى وهي هاي !! في البداية جائت ردت فعلها بطيئة أو ربما انا من اصبحيرى المشاهد بشكل بطيء , ثم أدارت وجهها الذي بدا لي اجمل من قبل, وردت التحية بهاي ومع التحية كانت قد مدتيدها لتصافحني !!! لا أعرف كم من الثوان مضت قبل ان اعي ان علي ان امد يدي فلقد جائني تصرفها بغتة ولم اكنحاسبا حسابه مطلقاً ...ياالله كم يجب ان اعاني من خجلي وقلة ثقتي بنفسي !!! مدت يدي ناطقا بالانكليزية يشوبهاسويدية مشوهة وبلكنة عربية , اسمي رفعت وأتسائل ان كنت تتكلمين الانكليزية ؟ نعم ردت باللطف المعهود للجميلات.. وبدانا الحديث الذي لم يطل الا بعض الدقائق قبل ان تعتذر لوجوب ذهابها مع فريق السلة الذي جائت معه الى العاصمة من بلدتها البعيدة قليلا من العاصمة!! .. محاولة جيدة أطرق طارق راسه مجددا عندما جاء مصطفى قبل ان تعتذر الفتاة وتذهب.. وسؤال مصطفى عن مكان لهاتف ذي حصالة قريب من هنا....ذهبت ..أحسن أنا لست بحاجةلاحلام تتحقق أنا احلامي ان تحققت ... أخسر حلما !! نعم بقينا في الساحة لمدة ليست بقصيرة شاهدنا قطارا صغيراللسياح في وسط الساحة وسواح كثيرين مما زاد من اعجاب الشباب بالمدينة وبالوقت نفسة زاد استيائي من محاولات الشباب بايهامي انها الجنة المفقودة !! ا

٢٠٠٧/٠٧/١٧

اليوم الرابع ..واتفاق براغ و المرور بفينا




اليوم الرابع

اتفاق براغ التاريخي ..

استيقظت منذ الساعة الرابعة فجراً.لم يكن الشارع الذي يطل من نافذة الغرفة , قد غسل كؤوسه بعد سهرة البارحة. النافذة التي انتقيت سريري بجانبها, حرصا على ان اكون بعيداً عن انتقاداتهما و دخانهما, "فمصطفى أيضا يدخن بالمناسبات السعيدة و التعيسة" وحيث ان السريران الآخران كانوا في العمق الداخلي للغرفة,
وقفت ساندا جسدي الثقيل على حرف النافذة وركبتاي توازيان ذلك الجسد باتكائهما على الجدار اسفل النافذة ..هكذا حتى مر وقت لا بد وانه اكثر من ثلاث ساعات بدت الشوارع التي أمكنني ان اصورها بتلفوني الجوال وهي فارغة , إلا من بعض سيارات التابعة للشركات التي تمد المحلات بحاجياتها (موزعين)

كان البارحة يوما متعبا, تذكرت مساءً قبل النوم, أنني وطارق تكلمنا طويلا بشأن الرحلة, واقترح طارق الرجوع الى السويد مع تحمل الخسارة كاملةً, أي ابتداءً من المصاريف حتى الوقود و العبارات التي ايضا ستنقلنا بالعودة وذلك بسبب ان طارق قد اعاد النظر بالمصاريف و حسبها بأن من المستحيل أن تنجح رحلة كهذه بالميزانية التي ظنناها انها ستكفينا 21 يوم أو حتى أن نصل لبلغاريا, التي لم نقطع للآن سوى اقل من نصف المسافة. كنت تعبا و بائساً. الرحلة التي كان من المفروض ان تكون من رحلات العمر المميزة, أصبحت الآن ورطة لا يعرف مقترحها كيف سيتخلص منها! تكلمنا على المصاريف التي ممكن أن توصلنا لبلغاريا ووصلنا لنتيجة أننا بلا أدنى شك سنصل لمرحلة افلاس بعد ايام معدودة من وصولنا, وهذا غير منطقي بعد كل ذلك التعب من القيادة و النوم بالسيارة... قررنا سوية وبرضى أن نبدأ بالعودة غدا وننسى الرحلة, بدوري أنا وافقت على القرار لكن يبقى قرار مصطفى النائم بأن يرجع أو أن يستمر وحيدا برحلته إلى ليوبليانا عاصمة سلوفينيا لغرض ما في ذهنى لم يفصح عنه!

طارق الذي يعاني من مشاكل كبيرة في النوم واضطراره في تلك الحلات ان يأخذ دواء موصوف من طبيبه قد حوله إلى آلة فونوغراف على اسطوانة فحمية قد ظنها احد ما صحن بلاستيك فاخذ سيفة المنيوم او فولاذ واخذ في تنظيفها .. يشخر طارق كهذا الصوت تماما. في البداية ظننت ان احد ما يقرع الباب بانتظام ثم تنبهت ان هذا الصوت ما هو الا مقطع من شخير طارق المسكين..

الفطور يبدأ من الثامنة حتى التاسعة و النصف.. لم اذهب للمطعم فما زالو نائمين, بقيت أنظر من النافذة على شاب وأظنه شرقي, يفرد اوراق ويطويها على مسطبة في منتصف الشارع الذي لا تمر به السيارات هكذا حتى اقترب وقت العمل فبدأ البشر أشكالا و الوانا يعبرون ذلك الشارع أما صديقنا المهموم بتصنيف و طوي اوراقة لا يعبئ بأحد من المارة الذين لايخفون ضحكاتهم او عجبهم. في التاسعة استيقظ طارق مصبحاً رددت الصباح ............ وبدأ اليوم الرابع .

في العاشرة الا ربعا عندما نزلت البهو مع طارق استقبلتنا الشقراء الجميلة التي لم تكن البارحة. وسالناها عن قاعة الطعام متجاهلين انتهاء وقت الفطور فاعتذرت لأن الوقت أصبح متأخراً ,وأن صالة الفطور قد اغلقت. تركنا لمصطفى الذي استيقظ متأخرا, رسالة تفيد بأننا في مقهى بجانب الاوتيل. في ذلك المقهى الجميل الذي يقع في أجمل شوارع العاصمة التشيكية, كان له الشرف في استقبالنا حيث أنها اول مرة نجلس بمقهى في الرحلة. تحت مظلة كبيرة من الكتان الابيض خارجا على الرصيف, نشرب شيئا ما, ريثما طارق يستيقظ, تماما كعادة المدخنين الذين يقولون اننا لا نستيقظ بالشكل الصحيح الا بعد اخذ حاجة الجسم من النيكوتين, والظريف بالامر و ان بدا لغير المدخنين ادمان فانهم لايخفون عنك متعتهم بهذا.
كان المطر خفيفا مما اضطرنا للتنقل من طاولة لطاولة تجنبا للبلل, كنا في تلك الاثناء بدأنا الحديث عن ماحصل البارحة وبأننا وبدون شك فشلنا في شراكة غير صحيحة و أنني لا أصلح لهكذا رحلات... لأنني متطلب!! وربما هذا صحيح ولكن لأعترف لكم... ليس تماما !! فأنا وإن كنت متطلبا لدرجة ما... لكن ليس للدرجة التي يظن طارق انه خبير بها.. المهم بعد ساعة من الكلام اتفقنا على ما يلي ..أننا سنرجع لاستوكهولم مهما كان قرار مصطفى, اما بالرجوع او بالاستمرار. وكان ذلك القرار قرار طارق الذي حسم الامر تماما قبل مجيء مصطفى .

جاء مصطفى بالقهوة, مرتديا شورته الاحمر تحت سماء ممطرة وبدأنا الحديث الذي سأختصره بأن طارق تراجع عن قراره وأصبحت انا صاحب قرار الرجعة الوحيد بعدما طرح مصطفى افكاره عن المغامرة و المتع المنتظرة و مما لاشك به ان مصطفى يملك ايجابية النيازك في عتم الليل, "جميلة لكن لاتنير" كل شي عنده ايجابي حتى القطب السلبي و العواصف و الكوارث.. وأنا معجب بتلك الايجابية, لكن في ذلك الوقت كانت الايجابية الوحيدة التي سأستشعرها هي بالعودة لسريري و عائلتي يا للعجب!!!!

قررت العودة بمفردي وطرحت عليهم توصيلي لمركز سفريات برية للسويد, لعلمي بحتمية وجودها وخرجنا للاوتيل و اتينا بالحقيبة الوحبدة التي جلبتها معي واتجهنا للسيارة التي اعتقد بأنها و لاشك أن ورقة المخالفة ترصع نافذتها الامامية, بسبب وجودها بمكان مخالف ..لكن ويا للعجب لاشي .. علل مصطفى ذلك بأننا سياح نظرا للوحة السيارة المختلفة.
أخذت الحقيبة ووضعتها في السيارة وركبنا في طريقنا الى محطة باصات لاعود الى السويد. طارق الذي يقود السيارة انتبه الى أن الطريق المؤدي الى غايتنا ممنوع وهو ذات الطريق الذي علينا ان نسلكه للوصول الى مركز المعلومات السياحية لنسأل عن الباصات و المواعيد و الامكنة التي يتواجدون بها المحطات ! رجع طارق للموقف نفسه ليسأل في بهو الاوتيل عن المكان المنشود, وطلب مني ان ارافقه .. أفاجأ بأنه يريد مني ان أبقى و أنه سيعفيني من المبلغ الذي علي ان ادفعه له بالاتفاق الذي جرى منذ البداية لكن أيضاً مقابل ان اخفض من متطلباتي, وأنه سيسر اذا وافقت لأن الرحلة ستكون عذاب نفسي له لانه تركني ارحل وبذات الوقت لايستطيع ترك مصطفى ليستمر بالرحلة وهو الذي دعاه لها ...وهذا صحيح !!

لم اوافق بالسهولة المنتظرة, لعلمي بأنني لن أكون سعيدا و لن ارتاح طوال الرحلة إذا كانت ستستمر بهذا الشكل .
وافقت لعدة اسباب اهمها بالفعل انا احسب حساب الفلوس التي يمكنني بها ان أسافر لسوريا وابقى ثلاثة اشهر هناك دون ان احتاج لمصاريف اضافية وزاد من حرصي على المصاريف قلة الدخل لان المساعدات التي كانت تأتيني من منظمة الطلاب قد انتهت بسبب تجاوزي العمر المحدد للمساعدة ,كما أن السبب الرئيسي ايضا و ان لم يصدق احد, بأنني كرما لطارق و مصطفى الذين احبهما و اعزهما وافقت. لانني اعلم بانهم سيشعرون بعقدة الذنب ( او هذا ما ظننته) أرجعت الحقيبة و قررنا التوجه الى النمسا فينا ... ركبنا السيارة و اتجهنا لمدينة صديقي توماس الذي يقيم الان في نيوزيلاندا, اسم المدينة برنو ومن ثم باتجاه بلاد العم غليوم الاول و الثاني "بروسيا " النمسا..

في الطريق, بعد أن قدنا ولمسافة 23 كم, اكتشفنا اننا اتجهنا خطأ الى عمق البلاد وليس الى الخارج, قفلنا عائدين نفس الطريق ووضع اخطاء الملاحة على مصطفى الذي معه دفتر الخرائط.. كم صرخنا و ضحكنا, كم القينا على الآخر "كعادتنا" كل الملامه على الاخطاء التي نقع بها, حتى على تلك التي نعرف مسبقا بأننا السبب بها !!

أخذت القيادة من طارق بعد حوالي 200 كم اي بعد ساعتين لأنني قلت له بأنني نمت جيدا ويمكنه النوم ليقود لاحقا..

أخيرا وعند عبورنا الحدود النمساوية اوقفنا الحاجز القديم النمساوي ليرا جوازات السفر و بشكل روتيني بحيث انه لم يدقق حتى بالوجوه أشار لنا بالمرور وبدأت المناظر والمشاهد تتغير جزريا.....!

كل شي جميل الطرقات أفضل, مولدات الكهرباء من الهواء تكثر بشدة, يعلق مصطفى قائلا انها ليست جميلة لكني احببتها جدا. تشبه شيئا فنيا لحد ما, عواميد بيضاء ترتفع بمروحياتها بين الجبال و البيوت وفي الحقول الملونه باللون الاخضر الجميل وتدور ببطئ يثير سؤالا بداخلك!! ألا ترتفع السرعة بسرعة الهواء !! لا أعلم عندما فجأة سألني مصطفى عن ذلك!! قلت له أظن أن السرعة محددة بالتأكيد, معللا ذلك أن المولدات تحتاج لسرعة معينة ليس من المفروض انا تكون كبيرة أو أن السبب ربما إن كانت سرعة الرياح عالية جداً ألا يتأثر المولد بتلك السرعة الكبيرة, لذلك بلا شك أن السرعة محددة..!!

في الطرقات النمساوية تتحدد السرعة ككل الطرقات السريعة باوروبا في داخل المدن 60 في الطرقات الريفية 80 و السريعة خارج المدن 130 كم ساعة , لكن السيارات التي كلنت تمر بجانبي كانت تتعدى ال170أو 180 كم بالساعة.. العاصمة فينا قريبة جدا على الحدود التشيكية 324 كم لكن عندما تهنا عن الطريق الصحيح تصبح 400 تقريبا.

في طريقنا الى فينا مررنا بقرى جميلة جدا ..!! تتأثر ببساطة البشرهناك, تذكرك ببلادنا مع فارق عظيم بالترتيب و الجمال و الطبيعة ايضا !! قرى أقرب للخيال, من قوة الجمال الذي تطلقه عليك. بساطة الابنية و منها تاريخية و تلك القصور و القلاع التي تشع بوهجها من بعيد .. لااقدر على وصف احاسيسي اتجاه جمال غير منطقي ..

في الطريق تستوقفك تلك البسطات الصغيرة على الطريق المؤدي الى فينا .. تقف بجوار كل منها فتاة رائعة الجمال تبيع الدراق و المشمش و الخوخ و الكرز, وكلما قررنا ان نقف عند احداهن نتأخر في الوقوف عندها .. في النهاية نجحنا في ذلك عند فتاة لا تتجاوز الحادية عشر ........ أي حظ...!!

وقفنا قليلا حيث اتصلت بفادي استنبولية الذي لم يصدق أنني اتكلم معه من فينا ودفعت بالتلفون للفتاة لتتكلم معه وبأننا هنا دون أدنى شك !! لكن وجود الاولاد في البيت وزوجته التي لم تكن موجودة و الشباب الذين رفضوا الذهاب لعنوانه مرددين ان لا وقت لدينا, كان سببا في ان لا أرى صديقي الذي لم اره منذ سنين!!

عبورا نحو مدينة تاريخية كمدينة فينا الرائعة !!! لا شك ينتاب الزائر الشرقي الذي أتى من بلاد يقولون عنها أم الحضارات شكوك بكل تاريخه الذي حشر في ذاكرته كالسمك المعلب (السردين) .. أي تاريخ و أي حضارة !!

لــــن أطيل البكائي .. في فينا وضعنا السيارة قرب السنتر .. لنتمشى في (مركز المدينة).

ما أجملهم !! التماثيل و المحلات .. لاشك أن اي منكم يعرف كم هي جميلة تلك المدينة و لاول مرة شاهدت العزف على كؤوس الكرستال ولمقطوعة موسيقية رائعة هي المونامور او عازف الليل كما يطلقون عنها ببلادنا وهي

The Concierto de Aranjuez is a composition لل classical guitar ,و orchestra عزفتها Spanish composer Joaquín Rodrigo

كذلك هذه الساحة الرائعة المسماة بستيفنز القريبة من المركز المذكور وبجانب كتدرائية ستيفنز. وهي تعتبر رمزا من رموز فيننا وهي كنسية ضخمة Cathédrale Saint-Étienne وهي من طراز الباروك المعماري ويبدوا عليه آثار حريق!.

المهم كل شيء كان جديرا بالدهشة و الشي الذي لا يفارقك هو ذلك الكم من الجنسيات المختلفة و اظن يمكنك تمييز المتوسطيين بسهولة, أعجب أو أدهش كم نحن شعب شتاتي .. في كل بقاع العالم ... حيث حللت. هناك عرب.

لم يستطع فادي المجيء, رغم وعده بعد قدوم زوجته لتنتبه على الاولاد, شاء الوقت ان لا يعطينا فرصة لنلتقي ..
وداعا فينا .. حشونا معدتنا الفارغة ببعض الطعام المتبقي في السيارة و ها نحن باتجاه سلوفينيا وعاصمتها ليوبيانا ..

مرة أخرى على الطريق ...كانت الساعة الثامنة والنصف مساء عندما بدأنا التحرك.. لا يمكن أن أخفي اعجابي بالمدن و الابنية كانت فينا خليطا من الجمال الكلاسيكي و الجمال الحديث وربما الصورة التي بالاعلى تعطي فكرة عن ما أقول ..!! لكم ان تحكموا .

٢٠٠٧/٠٧/١٣

اليوم الثالث


اليوم الثالت

لم يكن مكتب قطع التذاكر للعبارة التي ستنقلنا لألمانية قد فتح ابوابه, فلا زالت الساعة لا تتعدى الخامسة صباحا بعد قيادة طالت ال11 ساعة متواصلة حيث اصر طارق على الوصول الى مبتغانا بلغاريا دون توقف حتى أننا لم نر العاصمة الدنمركية !!

أول وجباتنا في الرحلة ..

أخرجت بعض الاكياس وانتقيت منها بعض الخضار و الجبنة و المرتديلا و كان بودي ان يكون الفطور مرتبا نجلس بعد الارهاق من القيادة, لكن الشباب كان لهم رأيا آخر!!

كان من الافضل لي ان أخرج من السيارة التي بدأ طارق بالتدخين فيها, حيث أنني لا أحتمل التدخين بعد اقلاعي عنه منذ مدة طويلة.

لا أعرف إن كانت لحيتي التي لم أشذبها منذ زمن أم أن رجل الامن الدانماركي الذي أتى باكرا في طريقه الى المكتب, هي السبب ليقترب مني و يحيني, فحييته, ثم بعد دقائق اتجه نحوي و سألني لماذا أقف هنا فقلت له اننا ننتظر المكتب ليفتح !! قال لي يجب ان تتحركو من هنا الى مدخل السفينة التي تبعد حوالي ال500 متر.. لم يعرف طارق ذلك, وأن شراء البطاقات للعبارة يجري عن طريق بوابة العبور للساحة التي تتجمع فيها السيارات.. وهذا الذي حصل.

بعد دفع حوالي ال 900 كرون اجارا للعبور الى المانية ودخولنا للعبارة وهي تجربتي الاولى في الابحار مع السيارة وكان ذلك مسليا نوعا ما !!

في الساعة السابعة ابحرت السفينة متجهة الى روستوك و هي المدينة الالمانية التي تقابل غودسر الدنماركية.

في قاعة المقهى في العبارة وعند جلوسنا على المقاعد اصبح كل واحد منا يقلب الافكار ويحلل الرحلة و المتوقع منها !!

أصابنا منذ البداية نوع من الخيبات و الانتكاسات, أنا الذي لا احتمل التدخين و لا التعليق على سياقتي عندما تتجاوز السيارة خط المنتصف المتقطع, الذي اصر طارق على انه يضغط نفسيا و يرتعب كلما تجاوزته, لكن عندما قاد هو السيارة كانت قيادته للسيارة اشبه بقيادة السكارى وذلك عندما صعدت السيارة و لمرتين رصيف الشارع عندما دخلنا غودسر ...

في العبارة البحرية يوجد طبعا مطعم و مقهى جلسنا في المقهى وشربوا الشباب القهوة وانا ربع فطور دون شاي.. أما طارق الذي بدا عليه التعب و العصبية لان بيع الدخان ممنوع حتى الساعة العاشرة, حيث اضطر اخيرا ليخرج على السطح ويستجدي لفافة تبغ ..لكنهم لم يعطوه !!

في خضم ذلك بدت لي الرحلة غير مفهومة بهذا الشكل وأعني بذلك أن نقود تلك المسافات الى بلغاريا دون الجلوس بمقهى او مطعم أو أن ننام باوتيل,على سرير ما, وخصوصا أن المطر كان كالسيل لا يتوقف,

أثرت موضوع التوقف في المدن الجميلة عندما نمر بها او بجانبها و ان يكون موضوع النوم مرتبا بطريقة ان لا نضطر على الاقل الى النوم في السيارة وصولا الى صوفيا عاصمة بلغاريا. وتكلمت مع مصطفى الذي وافقني ومن ثم تكلمنا مع طارق الذي رأى أنني لا احتمل المغامرات ,

" أي مغامرات !!" هل قال له احد بأنني مغامر, لا شك بأنه اخطأ الشخص!!

طارق الذي قبل بالتوقف إما في برلين إن نجحت بالاتصال بسامر جازة, أو برغبة مصطفى الذي قال سنقف ببراغ عاصمة التشيك وهي الدولة اللتي سنمر بها في طريقنا للجنوب .

تلفنت لسامر عند اقترابنا من برلين لم يرد احد. كان موبايلي لايعمل بسبب عدم تمكني من اختيار ميزة به, جربت بموبايل طارق ايضا لا احد ثم تلفنت لأخيه سليم الذي رحب بي قائلا حولوا الى دوسلدورف وان سامر الآن مشغول بدورة تدريبية .. قفزنا عن اقتراحي بدخولنا برلين و أكملنا الطريقنا إلى بلاد التشيك, براغ.!!

لم يسألنا أحد عن وثائق السفر او أن ينظروا لنا على الاقل عندما نمر ببوابات البلاد قبل الوحدة الاوروبية , كان ضوء أخضرا دائماً. أما في التشيك أوقفونا و تفحصوا وجوهنا. وصلنا اليها في الخامسة, كان نهر فلتافا العظيم يرافقنا طول الطريق المؤدي لبراغ. قلت للشباب مازحا .. هذا فلتافا النهر الذي تعرفت اليه من بطاقة بريدية من حبيبة جائت هنا ابان مشاكلي بالعسكرية, وبقي اسم فلتافا و البطاقة البريدية مزحة تطلق على كل نهر وجسر رأيناه حتى انتهت الرحلة ..

براغ .. جميــلة جدا .. بل رائعة بكل ما فيها .. مبان ام بشر .. سياح من اطراف العالم وبكثرة . يظهر للزائر وبشكل واضح جدا أن التشيك يعتمدون على السياحة. من الاشياء الغريبة عند وصولنا مركز المدينة كانت تلك الفتاة الجميلة التي ارتدت ثوب يصل تماما الى الثلاث سنتيمترات أسفل مؤخرتها وبدا واضحا ان الفتاة لم تبذل جهدا كبيرا في اخفاء انها لاتلبس تيابها الداخلية.. !! وبما اني كنت السائق آنذاك فلم أتردد في ادخول الى طريق ممنوع لربح المزيد من الوقت للنظر الى هذه الجميلة الجريئة وخلفها ليس قليلا من جموع قد أثارتها غرابة الامر.

أمام أوتيل رائع ملئت السيارات المواقف التي ربما خصصت لهم كنزلاء وكان هناك بالصدفة سيارة تتأهب للخروج فوضعنا السيارة هناك مؤقتا ريثما نقرر الذهاب الى مكان آخر لتأكدنا ان الموقف ممنوع او غير مجاني على الاقل !!! اقترح طارق اننا يمكننا رك السيارة و استطلاع المركز قليلا و مع اعتراضي على ذلك "كالعادة" وافق مصطفى على ذلك مع المخاطرة في مخالفة.. !!

براغ جميلة جدا .. سياح .. أبنية .. جمال فتياتها التي ذكرتني بكاميلا احدى الفتيات التي احببتهم في حياتي وكانت من ام تشكوسلافية .. كان واضحا ان الجمال يشع من كل شيء .. المحلات التي غصت بالبشر و الكريستال المشهورة به تشيكيا ويطلق عليه البوهيمي عنا .. و ممع أن المطر لازال غزيرا ونحن نقفز كالمجانين من زاوية الى اخرى, محاولين أن نتجنب تلك السيول وذلك بالوقوف بمداخل المحلات المسقوفة .. تمشينا الساعة في المركز وفجأة دخل طارق و مصطفى ليسألا عن سعر الليلة في اوتيل صغير, كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة.

عندما خرجا من الاوتيل كانا قد قررا النوم وقالا لي انه بحمامات مشتركة الامر الذي يغيظني في الاوتيلات الجيدة اذا كانت الحمامات غير نظيفة فما بالك بالمشتركة, مما أثار سخطي بأنهم لم يسألوني اولا و أنهم أخذو قرارا دوني و كاني لا أوجد بينهم ومع أن طارق كان منذ البداية معارضا على اوتيل بمنتصف المدينة إلا انه قرر ذلك لانه لم يعد يستطيع الاستمرار في ان نذهب لمكان آخر من التعب .. أما السيارة التي رجعنا اليها و التي لم نجد مخلفة عليها لحسن الحظ قد قررا ثنائيا أن تبقى مكانها معللين ذلك أن السيارات السياحية لا تخالف لتشجيع السياحة.. أثارني ذلك التناقض لدرجة أحسست بفورة من الغضب وبدأ هنا أول خلاف حقيقي, حتى أن مصطفى قال لاحقا لقد اخفتني.. !!!

كان الاوتيل ظريفا أكثر بكثير مما توقعته و الحمامات كانت نظيفة .. تحممت ثم رتبت السرير الذي سأنام عليه و استلقيت أفكر .. أي ورطة وقعت بها .. لست باعمارهم و أنا لست مغامرا كما يحسبون .. كانو قد جاؤوا بطعام من السيارة و بدؤا بالاكل كالعادة في العسكرية او في المعتقلات .. اليست مغامرة !!!!!!

لم أستطع أن أجاريهما و أكل غصبا عني لأريهما أنني لست مهتماً و أننا على وفاق !! نمت

٢٠٠٧/٠٧/١٠


اليوم الثاني..

قرار رقم 3 الرحلة قد تقررت ..

مررنا جميعا عند رجوعنا من استقبال مصطفى الى بيت زياد يانس و تقديم تعازينا بوالده رحمة الله ومن ثم الى بيت طارق في رنكبي, المدينة ذات الصيت السيء في السويد, لما لها من سجل سيء في الامن و الامان, حتى في ذاكرتي التي لن انسى كيف سرق جوالي بلحظة في بداية هذه السنة ..

كان طارق الذي يعاني من بعض المطبات في العلاقة بالبيت قد أرخى كل الحبال الى البئر ليؤمن طريق العودة الى السطح ان اضطر وذلك عن طريق القبول في مقايضة ما .. جاء المساء سريعا, تعشينا و من ثم اعطانا غرفة اولاده حيث تبادلنا الحديث لساعات قبل النوم ..

في الصباح وعند استيقاظنا كان قرار الرحلة قد أخذ .. سنرحل اليوم بالسيارة الى الدانمارك مرورا باوروبا وصولا الى بلغاريا .. قرارا لا يقبل الطعن و لا التراجع..!!

مصطفى الذي جاء على عجل دون اي ملابس اضافية و طارق الذي قرر الرحلة بلحظة كمن يضغط على الزناد ليقتل نفسه ..اعطاني حوالي 25000 كرون لاشتري بعض الحاجيات و منها جهاز ملاحة للسيارة الذي لم اقبل شرائه لارتفاع ثمنه و بعض المأكولات من شيستا و هي مدينة كان من المفروض ان تكون مدينة المعلومات كوادي السليكون في الولايات المتحدة الامريكية .. استعجلنا كل شيء وكأنه لزاما علينا ان نهرب وبسرعة لا نلوي على شيء .. ركبنا السيارة مررنا على المدينة التي اعيش بها. في بيتي, اخذت بعض الالبسة و طلب طارق مني ان اجلب معي ما يمكن ان نلتحف به ان نام احدنا في السيارة و كانت تلك بداية الشقاق .. لماذا لم يفكر احد من قبل بهذا... لا علينا زوجتي التي رحبت بالامر لعلمها بان لدينا ما يمكنه ان يكون مناسبا لهذا , فأنا لا أذكر جيدا ما لدينا من تلك الاشياء وحسب ذاكرتي المريضة لا اذكر سوى الحرامات التي نلتحف بها .. ودعت الاولاد وكاتارينا .. ثم اخذت الجي بي اس الذي يحوي فقط خرائط الدول الاسكندنافية وصعدت السيارة ودار المحرك ...إلى العالم ..انتظرنا نحن قادمون ..

الدانمارك ..

بعد حوالي 600 كم وصلنا هلسنبوري ثم بمالمو ثم ذلك الجسر الجميل الذي يربط الاراضي السويدية مع أراضي المحتل السابق الدانمارك .. العاصمة الدنمركية لا تبعد سوى دقائق ربما ال20 .. كوبنهاغن كما نسميها و شوبنهام كما يسمونها السويديون و اقرانهم السكندنافيين .. بدأت اشعر بوطأت الملل من السويد فشعوري القديم عندما اعبر الحدود السورية الى الاراضي اللبنانية كنت أشعر بسعادة تغمرني ربما مردها طبيعتي الملولة من المكان و كل شيء .. لكن للقول الدانمارك بلد جميل جدا ..تشبه لا أحد .. لكن هناك شعور خفي بحبك لها ..البيوت الوادعة و الخضار الذي ربما تجد منه الكثير في السويد لكن هناك سحر في الاماكن لا أعرفه..

لازلنا نقود حتى وصولنا الى بلدة صغيرة بها مرفأ والموقع في جنوب الدانمارك تسمى المدينة غودسر .. وصلنا الساعة قريب السادسة صباحا .. فطرنا في السيارة و انتظرنا موظفين قطع التذاكر ..