٢٠٠٩/٠٥/٢٢

اللاذقية الخالدة .. المقطع الثاني










أعزائي ..!! سأكمل عن رحلتي للاذقية! .

في الأسبوع الأول كان يحب علي أن أبقى في البيت لإصلاحه .. حاولت أن أرتبه بالشكل المقبول لاستعادة حياتي التي تركتها ورائي .. فبيتي هو ملاذي الوحيد الذي يجعلني ملكا بلا منازع.. فأنا أحيا به وكأنه قلعة بها كل التاريخ .. أنا الذي عشت به أكثر من 34 سنة كاملة " دون حساب سنين التي عشتها خارجه " لم أولد به , لكني عشت به , تزوجت به " زواجي الأول " وبعدها قضيت حياة صاخبة مليئة بالملذات .. أصدقاء, علاقات, نساء, حفلات, حياة أعتبرها الآن من أجمل فترات حياتي رفاهية .. – شعرت بأني بالغت قليلا – حسنا .. البيت أصبح جاهزاً لاستقبال حياتي القصيرة التي سأحياها... !!

بعد البيت كنت بحاجة للقليل من ترتيب أمور المعاملات العقارية والتنازل الذي اتفق عليه بين زوجة أبي وأخي منذر .. فاخذ بعض الوقت بين ذهابي للمحامي والمصالح العقارية التي كنت استغل كل زيارة للدائرة العقارية بالمرور لعند هشام عقدة, فأقف نتسامر الساعة أو أكثر في بعض الأحيان .. !

محمد مصدق الصفدي الذي علم بوجودي فجاء من دمشق .. وسهرة ممتعة بالمطعم الفخم بباروتزي الجديد مع منذر سلواية الصديق والاستمرار للصباح حيث أكملنا السهرة للفطور عند ابو سويس المشهور .. ومن ثم فراقنا مع منذر .. أما أبو خالد فقد نام قليلا عندي ومن ثم بعد الظهر استقل باصا وقفل راجعا دمشق حيث يسهر على صحة امه العجوز..!!

سهيل جازة .. صديق عمري وليلي .. لاينفك متابعا لي في خطواتي من محله عبر الهاتف , أين أنت ماذا تفعل أين سنسهر .. هل أتيت عندي بعد منتصف الليل لنأكل ونسهر للصباح " سهيل يملك محلا ويستيقظ في السابعة " ومع ذلك نسهر للرابعة أحيانا مع زوجته التي تقاوم النعاس ما أمكنها !!

علي الحكيم .. أخي الشهم .. يوميا يصر على العزائم والسهرات ..., سهيل الذي يتهرب ما أمكنه لألا يكلفه ذلك فوق طاقته ..!! السبت دائما مع العائلة .. يتصل علي صباحا او قبل يوم .. لاتنسى الأولاد يدعونك للغداء في مكان كذا او عند الماما .. الخ ,و ثم صباحا بالقهوة المطلة على أطلال الماضي عندما كان الكورنيش أجمل بقعة في اللاذقية..

مشقيتا الرائعة

عصام قبلان .. .. ذلك الأصيل .. الذي يتصل يوميا , أو يأتي لدعوتي إلى القرية أو إلى بيت احد أقربائه , أخته وعزيمة خاصة لي .. دعواته المستمرة إلى مطاعم في القرى الجميلة وأحاديث ممتعة نتجاذبها أنا وأخته الدكتورة ميادة وزوجته عندما نجلس في الفيلا المطلة على أجمل مناظر الطبيعة في سورية هذه الفيلا التي قضيت بها بعض الأيام في السنة الماضية وهاهي الآن في طور الانتهاء مع وضع بعض التصاميم بشأن الزخرفة الداخلية للدرابزين الحديد المشغول وشكل الحديقة الكبيرة والموزعة بمساحتها الكبيرة حول البناء .. كما وضعت تصميم الاستراحة الخارجية الدائرية والتي راعيت عنصر الطبيعة بها .. ثم اللطف العارم الذي أحاطني به عصام في كل مرة رافقته إلى مشقيتا .. ثم فكرة المهرجان والنشاط الثقافي والرياضي "سباق مشقيتا السنوي للدراجات " والتي شاركني بها عصام للالتقاء بالمسؤولين وطرح افكاري التي أصغوا إليها باهتمام باعتباري شخص يحيا في السويد , لكن عند سؤالهم عن عملي بالسويد وجوابي بأنني سائق شاحنة .. انطفأ هذا الاهتمام..هههههههه

فايز السيد صديق يومي لي, يستيقظ فيتصل بي.. نفطر في البيت أو عند مأمون إسماعيل " لديه مطعم صغير يقدم الحمص والمسبحة ", صديقي الرائع فأقابل عنده أصدقاء كثر أذكر منهم, حنا خوري الظريف , الذي يأتي ليلقي التحيات فقط, على ممرضات المشفى الوطني بعد أن استقال من الحياة الجنسية , حسب قوله, !! ثم ذلك الشاب الذي تعرفت عليه هذه المرة وهو يعمل في البناء الكبير المقابل للمطعم.. فنتكلم ونضحك ونعلق على الممرضات والفتيات والموظفات الذين يمرون من أمامنا, تحت نظرات الخوف التي تظهر على مأمون صاحب المطعم, لألا نشكل له أي إحراج في حال أي من الإناث لم يعجبها ذلك. كنا نجلس هناك لدرجة نسيان الوقت, فنهرع لمواعيدنا المنسية ..!!!!

لم يطل طارق الخطيب اللحاق بي .. فحتما قد ترك السويد مع وجود مشاكل متعلقة بالعمل والضرائب .. جاء طارق .. اللاذقية .. جاء طارق ليسترجع أيضا ما تركه على قارعة ماضية من ضحكات وأصدقاء !!