٢٠٠٧/٠٦/١١

حسام خدام البوم بامتياز


ولا حسام البوم ... وينك يا حلو

أيام كثيرة لم أستلم منك شيء فقد اشتقت لك ولرسائلك و بهدلاتك ياحبيب ... أتذكرك كثيراً فأنت كما تعلم حبيب القلب .. لم أعرف ما حصل معك في عملك الذي حدثتني عليه وكيف حالك مع الشباب

اشتقتلك يابوم واشتقت للجميع خبرني عن مشاعر الغربة التي تشعر بها وكيف الأمور معك .. فأنا هنا أشعر بضجر وربما أنا مختلف عن وضعك فأنت محاط بأصدقاء من الطينة أو من أخرى لكن لهم لغة وعادات ودفء ليس موجود هنا .. المهم ها أنا أشكي كالبوم أيضاً أو الضفدع كما قال لي مرة وسيم أم عبادة لا أعلم

المدرسة بدأت منذ شهر وللآن ماشي الحال فأنت تعلم غبائي ولكن من فرط سعادتي اكتشفت بأني لست الغبي الوحيد فالجميع بغبائي تقريباً إن لم يكن أكثر .. أتذكرك كثيراً واشتاق للقياك ....ودمت لأخيك رفعت وما أخبار أخوك الثاني رامز خبرني عن أخباره

البارحة واليوم تذكرت عائلتك كلها ..

حســـــــــــــــام عزيزي و صديقي والذي لم يترك لي أي فرصة واحدة لنختلف .. حسام الذي كان ولا يزال صديق الليالي و السهرات .. حسام صديق أيامي الجميلة في تلك المدينة و صديق أيامي المشوبة بإنتانات الحياة التعيسة في ذلك الزمن .. زمن تلك الشلة التي بدأت معي عندما خسرنا جميعاً محمد بلة و تواصلنا بعده , وكأنه من ربطنا جميعاً بحبه لنا و حبنا له و علاقتنا سوية ببعضنا .

منذ أيام قرأت رسالتك التي جعلت يومي جثة أصابتها عشرين طعنة , ما الذي حصل يا عزيزي و كيف وصلت إلى هذا و أنت اكثر الحريصين على أن تحافظ على مواقعك و أكثر العارفين يتلك المنحدرات , لكن ومع إيماني بك و بموهبتك و شخصيتك المحبوبة أستطيع القول بأنك سترتفع و تصعد حتى و إن كان الطريق ملتوياً كأفعى جائعة , البارحة تذكرتك في الساعة الثانية عشر ليلاً , كنت أشاهد Billy Holiday على التلفزيون طبعاً وتذكرت بأنك مرة , يوماً أعرتني كاسيت لها لأسجله و كان ذلك أول كاسيت أحويه لها و منذ ذلك الوقت ارتبط اسمها بك في ذاكرتي , كان الوقت متأخراً جداً بالنسبة لزوجتي التي فضلت النوم على أن تشاهدها , علماً بأنها من معجبيها , ولم يقف التعب و النعاس من أن أشاهد هذا البرنامج عن تلك التي تعني لي الكثير و ارتباطها بك , مأساة أن يكون القدر أرضاً خصبة للغير و صخراً للآخرين , أحزنني ذلك !! وجعلني أبقى مستيقظاً لساعة بعد أن انتهى الساعة الثانية بعد منتصف الليل , أفكر بك و بي, وسيم , من ذهبوا لقدر , جميعنا ظننا بأنه أكثر خصباً وسنكون أكثر سعادة , تذكرت أمك كيف كانت تريدك أن تبقى وكم حاولت لتثنيك كما كانوا أهلي تماما , ً أختي منى وخالي ووالدي .. لا أعرف تماما كيف بدأت فكرة السفر إلى الخارج تمد جذورها في حياتي , ربما تجربتي في بريطانية كانت تجربة ناقصة لأني لم أجرب في ذلك الوقت حياة القهر و الوحدة والملل ثم كنت في العشرين وكانت الحياة في ذلك الوقت فاتحا إن لم أقل أرجلها فإن أيديها كانت على مدى اتساع الحياة نفسها , ثم عسكريتي وسجني و زواجي التعس و أصدقائي الذين إن لم يتغربوا فهم على الأقل تزوجوا و أصبح لهم غربتهم الخاصة بهم , ما جعل على ما أظن حاجتي لأن أخرج من تلك الدائرة التي كنت أظنها الجحيم بذاته .. حسام الحبيب ... لا زلت أنا في الدائرة نفسها لا بل أقل اتساعاً , فعلاقاتي بأصدقائي هناك و أهلي خففت لهيب وحرارة الجحيم ...

الســـــــــويد .. حسام ..... لا شيء يجعل المرء سعيداً أكثر من تلك التربة التي نبت بها ولا أظن أن لاذقيتنا كانت صخراً وتراباً بل كانت ولا زالت مليئة بزهور علاقاتنا اللطيفة ,, لا تعلم كم أنا محتاج لأجلس معك عند مروان.., مع الآخرين حتى ..!.. جورج لبس و اسبيرو و علي وسيم وفادي الكلب (عم بمزح ولوو) عبادة غسان رامز , نشرب نخب محبتنا .. نمزح نضحك , لقد نسيت كيف أضحك , صرت أتلهف لسماع شيء جديد من البلد من الأصدقاء من أهلي .. أخلق ألف عذر لزوجتي لنذهب عند أمها لأنها مشتركة بالكيبل نت فهو هناك سريع و من ثم مجاناً في الوقت الذي مازالت مثلك منتظراً فرصة لأعمل وأخلق لنفسي جواً نفسياً مريحاً بطريقة ما خصيصاً بأننا منتظرين طفلاً سيأتي ليرى والده الغول رفعت نسبةً لمنظري بشعر لم يقص لمدة سنة منتظراً ربطه (لشعري) ويتساقط قبل أن يحين ذلك ... لا علينا.... المهم إنني للآن أعيش حالة هلامية من المشاعر والذكريات التي تقتحم أيامي الفارغة من كل شيء عدا ما تعرفه عني من تشائم وقلق و نق كالعادة ...

اليوم طارق اتصل وقال بأنه منتظراً شابين من اللاذقية ليأتوا عنده وإذا كنت .. أي أنا .... مهتماً لتناول القهوة عنده فهو لا يمانع !! طبعاً وافقت وهي فرصة لسماع اللهجة اللاذقانية ,,, تضحك !!

حسام أتمنى أن تطير مرة أخرى ..

تفتح جناحيك فيأتي الهواء محملاً بالأمل والحياة ..وتملئ رئتيك بالحب .. فأنت دوماً صديقي الذي لا يقع ..

إيماني بك يجعلني محملاً بالأمل , ويملئني شعور بالسعادة كلما تذكرتك مبتسماً بجانب مكتبة الجاحظ حاملاً معك بعض الرسومات وتقول لي بعد سؤالي الفضولي عنهم , خدمة لصديق أو سخرة لآخر .. حسام الحباب .. كما كان دوماً يناديك منذر أخي ..تحية حب كبيرة لك مني صديقك للأبد رفعت الأسد.

مصطفى حموي الممتاز


مصطفى حموي .... لا أعلم ماهية و ما فائدة الألقاب ك صديقي العزيز .. أو عزيزي .. أخي الكريم .. وآلاف الألقاب التي تحتل الكلمة الأولى من رسائلنا ...!! ف .. رأيت من الشرف أن أبدأ رسالتي باسمك .. هكذا دون شيء .. عار حتى من ملابسه الداخلية .. حتى من ابتسامة صفراء, يرى من خلالها أسنان , صرف عليهم الكثير من المال لأجلها " الابتسامة ".. كنت تقول لي بعد أن أصلحت أسنانك ... الآن أستطيع أن أضحك و ابتسم بحرية ! دون أن أخجل من أسناني ..!! هل تذكر ذلك ؟ .... أنــــــــــــــــــــــا أذكر ..!

بعد محاولات عديدة نجحت في أن أتصل بك "و نجاحاتي في الحياة نادرة " أخذت الرقم من عبد الكريم و اخترت يوم الجمعة و وقت مناسب...‍‍‍! , لألا تخذلني أولى محاولاتي لاتصل بك .. نجحت !! و سمعت صوت لم يكن غائباً عني أبداً , فمنذ يومان كنت أسمعه, و منذ عشرة أيام ...أيضاً كنت أسمعه .. و إذا كان العقل الباطني يحسب.. فصوتك ووجودك لم يبارح حياتي قط , فأصدقائي من أسميهم ماء الرحم الذي أعيش به و الذي به أشعر بذلك الأمان , وأنت .. مصطفى حموي .. تعني لي الكثير .

حسناً ... ها نحن . تجاوزنا الأربعين .. رجال كما يقولون !!! لكن من يشعر هكذا , فأنا لا زلت ذات الشخص الذي اسمه رفعت و أنا ذات الشخص الذي يحمل ذات الأفكار و ذات المشاعر و الذي ربما .. أقول ربما .. لن يكبر !! أي أن تلك الأحاسيس لم تتغير لا زالت كما هي .. أصدقاء .. طعام .. قراءات .. و مشاعر .. ماذا يتغير عندما نكبر .... نقـــــــدَم .. نتألم أكثر, نتعب و نتحسر, تعدو السنين بشكل أسرع , لأنها تمر بشكل أسرع ..

مصطفى أعددت منذ قليل صحنان من سلطة الفاكهة بطيخ من تركيا , برتقال من اسبانيا و دراق دون وبر من أوروغواي و موز من كولومبيا , جوافة من فلسطين و مانغو من الهند أما الزبيب من كاليفورنيا و جوز الهند من أفريقيا و أنا لا أمزح كان صحنا عالمياً من أربع قارات , وفي كل ملعقة كان فمي يقفز مع ما أتذوقه من قارة إلى أخرى و أرى العالم كم هو صغير و نحن قد أسأنا القياس ..

أكلت و استمعت على أغنية تقول I love to make love to you و أظن بأنها لنات كينغ كول , و زوجتي قبلتني قبلة ماقبل النوم و وليام شكيب نائم في عربته بعد صريخ و صراخ يجعلني أحياناً أفكر بالهرب إلى اللاذقية و الندم على مجيئي إلى هنا !! حقاً مشاعر الأبوة غريبة إذا كانت هكذا , سطحية و بسيطة و ربما في بعض الأحيان أشعرها معدومة ...! هل هي هكذا ... قلق ... قلق .... قلق ..قبل النوم و بعد النوم داعياً لربي أن يجعل حياة هذا المخلوق سهلة وسعيدة و أن لا أكون أنا سبب شقائه و يوماً سيكون شاباً إنشاء الله و يحبني و أنا الذي عشت كل حياتي هارباً من تلك المسؤولية و تلك الشعارات بأنها سنة الحياة و يجب و يجب .. لكن صدقني أبو صطيف إنها صعبة جداً علينا .. علينا نحن الذين عشنا حياتنا بتلك الأفكار التي طبخت على نار الأحلام و الغرب و البيتلز و شعارات اليوتوبيا و العدالة و الحرية التي تحدها حرية أخرى ...

أتيت السويد و أنا أحمل ما أحمله دائما .. حبي للآخرين, لأصدقائي, للاذقيتي ,أهلي ... عجباً أنا الذي قطع التذكرة و لوح بيده ذات الخمس أصابع للجميع مودعاً .. يا للعجب ..!!!!

أبو صطيف ...شكراً على الرسالة التي وصلتني على الهاتف الآن و أنا أيضاً ما أستطع أن أكونه سوى قطعة منكم جميعاً ..

اتصلت بسهيل لم يكن موجوداً في المحل .. بأختي منى أيضاً هي في صلنفة .. كنت أنت الوحيد الذي أحسنت أنا توقيت المخابرة لأتكلم معك .. وهاهي الأيام ترجع نتكلم كما كنا بداية سفرك إلى الكويت ,, كنت أقرأ رسائلك واستمع إلى شريطك دائماً .. الرسائل لم آت بها لكن شريطي التسجيل اللذان بعثتهما إلي هما معي و آخر مرة كنت في سيارة صديقي طارق .. أصغر مني بإحدى عشر سنة و هو من اقنع زوجتي لتأتي إلى سوريا بدلاً من مكان آخر .. علماً البداية لم تكن مشجعة فقد تشاجرنا في اليوم الثامن و رجعت هي إلى السويد حاملة معها ذكرى سيئة عني .. لا يأخذ فكرك شي ما كويس و الله أنا لطيف , بس ببعض الأحيان بجن و ما بتحمل ....!, و هو من تكلم معها طويلاً لإزالة سوء الفهم و أتيت إلى فرنسا و من ثم إلى السويد لأعش معها ثلاثة أشهر ثم تزوجنا و أتيت إلى سوريا ستة أشهر ورجعت ... وها أنا بعد 11 شهر..! دون عمل, ملل, كئيب لا أصدقاء و طفل يبكي دون سبب و بلد لغته غليظة ولا أحبها و لا أعرف كيف سأتعلمها بعد أن داومت في المدرسة سبعة أشهر و لا أشعر بأني على ثقة بأني أستطيع التكلم بها لكني بدأت أفهم ما يقولونه !!!

منذ فترة فاجأني أخوك عبودة .. اتصل من السعودية .. كان ذلك لطيفاً جداً .. أحببت كل أهلك خاصةً عبودة,, كانوا أصدقائي حقاً و بهم استمرت روح مصطفى معي طوال الوقت ..

هل تذكر آخر سهرة

.. كان ذلك لطيفاً جداً .. أشكرك عليها

.. أحييت بي تلك البراعم من الذكريات

... فتفتحت ورودا

ً و بقيت تلك الروائح العطرة

تفوح للآن ..

صداقتنا التي لا تموت بل إنها دائمة التجدد , تموز وعشتار و بعل .. الورد والرياحين زهور البرتقال و النرجس ..

ذكرياتنا التي لا تعد و لا تحصى........... فؤاد بلة, عبد السلام و كريم, سهيل وآلاف الأصدقاء عبودة شيخ التجار و منذر سلواية الذي تكلمت معه البارحة سأحاول بعث عناوين أصدقاء ربما تحب مراسلتهم .. منذر سلواية و فايز السيد و عمار زريق .. الأصدقاء شيء سام وعظيم .. ثم الفسبا التي ذكرتها و لا أعلم بأي رسالة أو ربما كتاباتي لأصدقائي الذين سأبعثم لك جميعهم مع رسالتي هذه .. أقرأهم و أضحك على صديقك رفعت .. أحد أصدقائي قال لي إنك تؤرخ حقبة , فبدا لي ذلك شيء له قيمة بالنسبة للآخرين , و أعني تجربة الغربة و المشاعر التي تتقاذف بأرواح الذين حلموا الغرب و من ثم عندما تحقق خسروا ذلك الحلم ... وأنا منهم .

اللاذقية...محفظة كبيرة من الذكريات







الصليبة , القلعة , الشيخضاهر , المارتقلا , الأميركان حيث كانت مدرسة خالتي فكرية , الرمل الشمالي و الفلسطيني , وربما قنينص , حيث كان بيت أبو حسن , الذي كان يأتي لنا بالحليب و التوت الرومي والأبيض .. أحياء أحياء اللاذقية , تلك المدينة التي عندما ترى صورها تأتي دائماً بفكرة واحدة .. من هذا الغبي الذي لم يعرف كيف و أين يلتقط جمال هذه المدينة , يا ترى هل اللاذقية مدينة جميلة أم لاذقيتنا هي من تحتفظ بذلك الجمال و أعني ما يشعره أي منا , أي من البشر نحو بلدته أو مدينته ..مفروشات ذكرياته و مسرحها . لم أكتشف ذلك اليوم ولم أكن ناسياً أبداً كم كانت تعني لي هذه المدينة حتى وإن تغير وجهها القديم الجميل كما نحن ..حتى كورنيشها القديم بحديقته القديمة ( البطرني) وتلك الذكريات المتصلة بسنوات السبعينات حيث لا زالت رائحة شواء مطعم اسبيرو تذكرنا جميعاً بمقاهي الكورنيش المطمورة في ذاكراتنا جميعاً , بدءً من البحري انتهاءً برشو و الكازينو مروراً بفنيسيا و اللاكبان ثم نادي الضباط ومسبع جورج (نادي المعلمين) وفارس و الجمال الجسماني و نادي صف الضباط وصولاً إلى المسلخ , دون ذكر مايقع على الجهة الثانية من الكورنيش , حيث لم يطمر منه شيء سوى ماجرى تحديثه هنا وهناك وأعني ابتداءً من المندوبية الفرنسية ( المتحف الآن) مروراً بقصر بيت سعادة وقهوة شناتا وصولاً إلى أوتيل الجندول ..

ذكريات وذكريات , من منا ذكرياته قصيرة من منا عاش غربته دون ارتداء رداء الحنين والاشتياق البارحة كانت ذكرياتي مليئة بالأدرنالين نشيطة لدرجة تذكرت كل ماذكرته لك , تمشيت على الكورنيش ركبت الباص الأخضر الذي كنت أركبه مع جدتي في منتصف الستينات وصولاً للمساكن الشعبية حيث كان أخيها خيرات يسكن هناك , تسبحت في نادي المعلمين بكلسون عادي مزهر تصورت به مرة هناك مع أمي , أحسست ببرودة المياه في تلك البركة الطبيعية تعلقت على الحبل الثخين الذي يربط المسبح مع تلك الجزيرة الصغيرة ,ملئ فمي طعم المياه المالحة التي كنت ابتلعها كلما مرت موجتين متتاليتين وأنا متعلق بذلك الحبل الذي يعلو ويهبط كلما جاءت موجة كبيرة نسبياً , شربت كاسة بيرة مع أصدقائي لم نكن قد تجاوزنا الرابعة عشر على إحدى طاولات اللاكبان المرمية على تلك المصطبات الصخرية وتأتي موجة فيلفح وجهك ذلك الرذاذ اللذيد في صيف اللاذقية المعتدل قديماً ..

ونصعد إلى الشارع فندخل على محل للرماية كنا نسمية محل خربيت لعدم تمكنا من لفظ اسم صاحب المحل الأرمني ذو الشعر الكثيف الأبيض فأستطع اسقاط طابة البينغ بونغ التي تعلو وتهبط على نافورة المياه , نرجع للبيت مروراً ببار القط الأسود الذي لم أدخله في حياتي ثم نزورب وصولاً لنادي الناشئة

ومطعم طليطلة إلى كنيسة اللاتين الجميلة , مشيت طويلاً عل تلك الشوارع المليئة بحفر الشتاء السابق مررت على تكسي المرفأ ومعمل السينالكو صعوداً لمخبز عواد وسوق الخضرا وجامع غريب , كانت اللاذقية فيلم قصير قررت بعده أن أكتب عنها أسترجع بيدي وبعيني ما تعنيه الأماكن لي , احساس غريب عندما نمتطي حلماً ونمسك اللجام ونقود , نمشي الشوارع ونأكل الطعام , نتلذذ بنكهة المكدوس والزيت والزعتر , تدخل أنوفنا رائحة أوراق الشجر ونسمع أغنيات فيروز, ندعوا كل أصدقائنا من مات ومن بقي حياً وبعيداً ومن لم يمت بذاكرتنا , نحتفل بعيد كل المذنبين والمبعدين والمقهورين ونحرق اختلافاتنا ومشاكلنا و أحزاننا , تعلوا أصواتنا بأغنيات لم نحفظ منها سوى القليل والباقي يسد مكانه الصفير , لا .. لا مزيد من الفواصل فالرحلة و الحلم و الذاكرة قد أتعبوني .

إليكم من نتشارك تلك الكلمات على تلك الشاشات المتوهجة محبتي .

أسامة منزلجي الهادئ




أسامة منزلجي ..

بالمرات القليلة التي تلاقينا بها

بالشوارع الضيقة بجانب دكان محمد بلة

بالتحيات الممزوجة بالضحك

بالذكريات وبالأصدقاء

بالشعر و الترجمة وهنري ميلر و إذاعة الب ب سي

أسامة منزلجي

بعدة دروس قليلة علمني من الإنكليزية اكثر من كل ما تعلمته..قبلاًَُ

هادئَ كعادته يتكلم عن موسيقى و أدب , شعر

في غرفة تحوي على سرير....

... وباب يطل على شرفة و آخر يأتي منه الشاي و العصير

أسامة منزلجـــي

محدقاً بي عبر شاشة كومبيوتر يلقي على التهاني والأسئلة

مرات عديدة .. كانت زيارته على جدول يومياتي

و على عادتي كلما اقتربت من مدخل العمارة أنظر لتلك الشرفة

التي اعتاد أن يقف بها مرتدياً بيجامة و حلماً و عزلة .... فلا أراه

... فأكمل , علني أصدفه هنا وهناك

بالشوارع الضيقة ....

و التحيات الممزوجة بالضحك و العتابات ..

.

..

...

أسامة ... حقاً سعيد بالتواصل معك أيها العزيز , فرسالتك تعني لي الكثير كما أسئلتك التي تناقشنا بها قبلاً سواء كان الضحك أم الفضول ما كان لكلينا أن نحب لنتكلم عنه .. نعم .. تزوجت..... و نعم جاء ابني وليــــام شكيب مصري بشعر أسود لا أظن أنه سيتغير و عيون بنية وجسم لا يتعدى الثلاث كيلو غرامات ووقية ماداً رأسه مطالباً حريته أم عودته إلى الرحم لا أعلم !! كل ما هناك أنني لا أفهم ما يقوله أكان صراخاً أم بكاءً أم بتلويح أيديه و أرجله , أما أمه المسكينة التي اضطرت لعلملية جراحية لإخراجه و التزامات سترافقها لمدة 25 سنة على الأقل , فهي ككل البشر تؤدي مهمتها الإنسانية بالرضاعة و السهر و الحب . أما أنا فبجانب آلام الظهر و التعب الجسدي جراء السهر أيضاً و الهموم و القلق الذي رافقني إلى هنا و ازداد , إلى ازدياد وزني وكآبتي , ثم شعوري بالعدم و الخمول و التظاهر بأنني سعيد و مرتاح أمام زوجتي القلقة علي و أهلها الطيبين الذين يراعوني و يهتمون بي ويعاملوني بحرص و حذر . لكن كل هذا لا يساوي ولو بقدر قليل أن يغطي ضجري و قلقي وإلى ماهناك من أمور منغصة , فكم أحن لمشوار على الكورنيش القديم بجانب ذلك المبنى الذي يشعل بنا حنين السبعينات , الكازينو ذلك الصرح الذي كان كلما مررت بجانبه , يحمل جسدي دفء تلك الذكريات .. ومن سخف حياتي أنني لم أدخله إلا منذ سنتين عندما أستأجر أحد أصدقائي إحدى صالاته لعرض الألبسة ..

ثم جاء ابني حاملاً معه المزيد و المزيد من هموم و قلق على حياتي التي كنت أعلم سلفاً بأنها ستكون كذلك وكم حاولت أن أتجنب وقوعي بهذا لكن قدر الله بأن يكون قدري هكذا ولا يمكنني إلا أن أحمده حمداً كثيراً , فوليام شكيب بصحة وعافية و أمه أيضاً و ها أنا أدخل طور الشرنقة و ألف حول حياتي ما لفه الآخرون أو معظمهم تلك الحبال الغليظة التي تجعلك ترسوا على الرصيف و أن لا تبحر مرة أخرى أبداً ...

كان رأي منذ البداية لماذا سأنجب طفلاً سيحزن و يعارك و يكافح و ربما لا قدر الله يمرض و يمر بما مررت به أنا أيضاً .. لماذا !

وكان الجواب موجوداً دائماً .. لا شيء سوى لأن البشر اعتادوا على ذلك و أنها سنة الحياة .. كنت أظن بأني مستثنى و أستطع أن أجابه عادات البشر بأن أكون حياتي بمبادئ و قيم مختلفة , وهكذا كانت علاقاتي مع الفتيات التي مررن في حياتي عابرة , دون صافرات , دون أضواء , كانت لا تستطيع أن ترسوا حتى ولو قليلاً من الوقت إلا من قبلت بترتيب خاص أن تستمر دون أي ارتباطات و هن نادرات .. !

السويد ... بلد الحريات بلد المياه و البحيرات بلد الغابات و الفتيات الشقر الجميلات .. بلد المسنين ... بلد الأجانب .. بلد الغربة الحقيقية , حيث لا موطئ لحذائك و عاداتك و حيث حنينك يغلي أكثر مع برودة الجو .. لا عمل يليق ولا أصدقاء حقيقيين لا أهل لا شيء سوى ذاكرة ضخمة من وجوه و أمكنة من ضحكات و شوارع من أصدقاء و مقاهي ... لاذقيتي .. أصدقائي .. حنيني يكبر وأشعر بأن شيء ما بداخلي دائماً يدعوني للرجوع .. لكن كل السفن .. أبحرت ولم يبقى سوى الموج يأتي ويذهب .. يأتي ويذهب ذكرى و دمعة و ... حنين .

أحمد بلة قريبي


أحمد الحبيب و ... طبعاً نحن أقرباء ..

قرأت رسالتك بحب كبير وبشغف لأعرف أخبارك , لأنه كما قلت لك قبلاً بأن الأتاشات التي تأتي مع الرسالة لا أستطع قراءتها ولن أستطع حتى الجواب عليها بالعربي لأن الكومبيوتر الذي أعمل عليه وهو لحماتي ولا يوجد فيه أي حرف عربي ولا أستطع قراءة أي شيء بالعربي لعدم تمكن وندوز 95 من قراءة لغة أخرى عكس مايمكن أن يستطعه أي نسخة محسنة ومجددة من الوندوز !!

المهم قرأتها وكانت جميلة وخصوصاً بأنك اكتشفت بأنني قريبك ؟؟؟ وكأن جدتك ليست عمة أمي ..

ضحكت كثيراً على ما كتبته عن مصطفى وحزنت مثلك على همجية القوة والسلطة مع أي من البشر ولا أعتقد أن أي بشري يمكن له أن يكون متوازناً عندما يملك القوة وما جورج بوش إلا إنسان بخس مثله مثل آلاف الزعماء الذين حكموا بالقوة وجاؤوا دون موافقة الأغلبية من الشعب !! ثم ماذنب جميع من سيموت من الجانبين .. هل الإنسان فقد قيمته أم أنه فقد عقله !!

أفتح التلفزيون الآن وأرى العار قد ألبس العرب جميعاً ردائه الطويل والمعتم ها قد سقطت بغداد وكأن العربي لا يملك الحيلة والشجاعة أمام التكنولوجيا الذي ما فتئ يستخدمها دون أن يتطور معها أو يطورها .... لماذا !!هل الد.ن.أ لها علاقة لأأ أعرف!!!!!!!!!!!!!!

أثبتت الهمجية والقمع وسوء استعمال السلطة أن الشعب و الجيش لا يمكن أن يقدم شيء بعد أن يخسر كرامته مع أبناءه نفسهم .. ماذا كنا نتوقع من الشعب والجيش العراقي بعد حروب و قمع جوع و قتل أن ينهضوا ضد من يكون!!!! هل تعتقد بأن الأمريكان هم أقوى من الأسرائليين و هل تعتقد بأن الشعب الفلسطيني بعد حكم السلطة الوطنية أقوى من قبل !! لا أعتقد .. تماماً عندما انفجرت الانتفاضة الأولى وجاءت بمن يحكمهم ويقيم عليهم الحد عندما يقاومون ويعتقلهم أما كان من الأفضل أن تستمر الأنتفاضة حتى النصر ..... ثم يأتي حاكم أخو محلوشة ويقمعهم ... هل هناك حل ... السلطة كالخمر كلما أكثرت منها تدمن عليها .

لم أعتقد بأني سأحيا لأشاهد سقوط عاصمة غربية أخرى في حياتي ..كانت الأولى بيروت والثانية بغداد والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة أستطيع العد للمائة. كنت دائماً أراهن على الشعب على العروبة على إسلام علمنا أن الشجاعة والفداء و التضحية بقلب كل مسلم ... ماذا جرى يا أحمد .. كنا مراهقين عندما كان المرحوم فؤاد وبعض الأصدقاء نتابع الحرب اللبنانية .. نفتح إذاعة لبنان الحر ونسمع زياد ونسمع إلى أين خسر العرب أنفسهم.

أبو حميد البلوة .. سعيداً بك أيها الصديق .. ربما كنا بعيدين عن اللقاءات ,لكن هذا لم يمنعني يوماً بأن أكون دائما صديقاً قريباً ومحباً لك ولخالد وللجميع من رائحة محمد وفؤاد صديقاي إلى الأبد .. حيان إلى الأبد ...حتماً.

نجلس صباحاً ..كلٍ في مقعد

وأمامه بغداد تغتصب

بعد أن أنهكها الغاصبون ..تغتصب

ثم تغتصب حتى تموت

ويفرح الجبناء

بغداد أولى الشهداء

ولا أعرف من آخرهم

ننهي يومنا ونحن نلعن الغاصب

وننسى بأن آخر الغاصبين كان ابنها

(هل أوديبية الحكام هكذا ..!)

نعود لنشاهد يوما بعد يوم

نفس الفيلم , نفس الضحية

ويفرح الجبناء

أمامنا بغداد تغتصب

ونحن نغمض أعيننا,

.., ونلعن الظلام ..

نسيت نفسي واحترقت البيتزا وسقطت بغداد..

قرأت مرة عن سعدالله ونوس رحمه الله بأنه وصل إلى حافة الانتحار عندما هزمنا في 67 ولا أعرف من من الشعراء أو الكتاب قد انتحروا لكنهم كثيرين .. لا علينا .. ياشيخ تعودت رقبتنا على الطيارات .. نعيماً...!

سلامي للجميع بالأخص خالد ووليد وكل الأصدقاء .. ألا زال الدكتور..(محفوض) مشارك في بطولات الشطرنج سلم لي عليه

قرايبك رفعت ..

الحالم محمد عارف رضوان


العزيز محمد رضوان ..

بعد الكثير من الانتظار و فتح الإيميل كل يوم... علني أجد رسالة منك, وجدت بأني أنا من يجب علي دائماً فتح خطوط التواصل و إبداء الرغبة دائماً بجعل خطوط علاقتنا الجيدة بوضع التفعيل ..

محمد .. من الأشياء التي تصاحبني أين حللت , كمية الحب الكبيرة التي تعني لي الزاد في بعدي عمن أحب و من لي معهم ذلك الضوء الدافئ الذي يبقيني حيا و دافئاً .. و لن تصدق إن قلت لك بأني أستحضر أوقات الماضي الذي عشته مع المحبين كل يوم كصلاة أبدأ بها يومي البارد هنا ..

لا أكون كاذباً إن قلت كم يعني لي رسالة من أحد و لعلك شاهداً على المصنفات التي بها رسائل الأصدقاء التي كنت أعرضها عليك عندما كنت تأت عندي, مبرهناً لك بأن كل رسائلك و بطاقاتك كما الأصدقاء البقية يحتفظ بها كمجوهرات نادرة و ربما قللت من شأنها إن قلت عنها ذلك, فهي جزء من روحي الذي أحياه و حياتي التي عشتها ... إنها تلك الأشياء التي تلمع في سماء الماضي!

من جملة الأشياء التي تصاحب ذكراك عندي بأنك الصديق الأكثر رهافةً و إحساسا, كما الأكثر توازيا بذات خطوط العرض و الطول التي أشعر بأنها الأكثر تطابقاً بيننا, الفن و الموسيقا و أدبيات الغرب الرومانسي.

محمد رضوان الصديق الذي يعيش بيننا لكن دون أن تلمس قدماه الأرض انه الحالم دوماً, ولأنه كذلك كنت دائماً أرغب برفقته. فما كان عند مجيئه إلى سوريا إبان نفيه قسراً إلى السعودية الحارقة بسبب خدمة الوطن إلا و كان لنا لقاءات و أماسي مع الموسيقى و الأغاني التي كانت تصدح في سيارة أخيه علي ثم سيارته, وحسب الزمن ال أيس أوف بايس أو لا أعلم من أين كان ينتقي نقاط من الماضي بأغان كان يهتم كل الاهتمام بأن نتشارك بها !!

الحب حالة دائمة عند محمد. و ما يلفت الانتباه بأنه يجدد حبه كما ألوانه كما لو أنه يخلق من لوحاته بألوان لطيفة و ناعمة خطوط واهية و ذات ألوان باهته ذلك الحب التي يحياه.

عندما اتصلت بي آخر مرة قلت لي بأنك ربما ستسافر الخليج !!... كم حزنت بأنني سأفقدك.

عندما تسقط مني كل أوراق الصبر و الاحتمال كان خياري بأني سأرجع للبشر الذين أحب, لكن ما العمل إذا كان الجميع قد رحلوا ..

من أحد الأسباب التي جعلت فكرة السفر تدق رأسي كل يوم , أنني كنت قد فقدت أصدقاء, منهم من سافر و منهم قد مات.. المهم البعد عن البشر هو الاغتراب و هو أيضاً ذلك الحنين القاتل .. مما لا شك به أنني عندما كنت أقول بأني حننت إلى البلد!! كان المعنى بأنني اشتقت للبشر الذين يقطنون تلك الأماكن .. الذكريات لا تكون ذكريات لولا البشر الذين يتقاسمون معك تلك اللحظات , ذلك الزمن الذي يمضي قدماً لنهايتك .. على ماذا يمكن للمرء أن يبرر الهجر .. أعرف شيء واحد, أن تهجر فذلك له أسبابه , أولاً كرهك للشيء ثانياً معاناتك بقربه ثالثاً عدم تحملك لما يسببه لك من ألم أو كما قلت من قبل معاناة و أخيراً كما كان الجميع يبرر: أن نتطلع للأفضل أي أن نحسن من خيارات الحياة ... أي حياة ستكون أفضل , نوعية السيارة أو فرش البيت أو الساعة الذهبية أم رقم رصيدك في البنك ... ماذا ستجني من ذلك سوى أنك صدقت أن النهر يجري بعكس اتجاه الجاذبية لأن الجميع يقول ذلك .. السعادة التي نتوهم بأنها تلك التحسينات. تلك اللآلئ المزيفة في محارة مصنوعة من البلاستيك.

ما أحلى الأصدقاء , ما أحلى أن يأت يوم قندهار و تقرروا إلى أين سنجلس و نتكلم .. ماذا في جعبة الاسبوع الذي مضى, يستطيع المرء و إن كان ذلك لا قيمة له في الحالة السابقة " أي عندما كنت هناك" أن يرى تلك الوجوه التي لم يراها منذ أيام ... الحنين يحتاج للبعد الجغرافي .. أن تعيش تحت سماء بعيدة عن سماء الآخر.. تحية للشلة , تحية كبيرة و مفعمة بكل تلك الروائح العطرة مغمسة بالحب للجميع شلة قندهار أم شلة بترا .. الجميع مصنوع من خليط البلد و ذلك الطين المغمس بالحب و الدفء ..

محمد ... أشتاق جداً .

رفعت دون نقطة هذه المرة بل !

محمد رضوان الحبيب

زمن طال وأنا لم أستلم منك شيء .. علما باني أعرف كيف هي الأمور وصعوبة الكتابة في مكان و حفظها في مكان و بعثها في مكان آخر و كل هذا في أوقات ليست وأمكنة , أنت من اختارها . كما شرحت لي سابقاً ..

لهذا كان علي دائماً أن أكتب لك وحتى وإن تبادلنا الأماكن .. فلربما كنت دائماً من يسعى للتحدث مع الآخرين وهذه خاصية بي لصقتها محبتي للآخرين واحتياجي لدفء يأتي دائماً من علاقات صنعتها طيبة البشر وحبها للإنسانية , كنت دائماً أتمنى بأن أكون صديقاً للجميع وربما قد نجحت في مسعاي وإن لم أكون قد استكملت حلم أفلاطون في يوتوبياه الصعبة التحقيق في دنيا الحقيقة ..

كتبت رسالة لسبيرو , جواباً لرسالة صوتية جميلة وطبيعية , يبعث لي يتهاني عيد ميلادي وقد أصبحت في سنتي 42 ... يا لله يـــا محمد 42 سنة .. أستغرب وجودي حياً بعد سنيني الطويلة العقيمة , أنظر لكل ما صنعه الإنسان أشياء من فن وعمارة واختراعات , فأبحث عن صبغة ما لوجودي , سبب , وإن كان هشاً , فأنكمش على نفسي و أخاف ألم التهميش من ذاتي نفسها .. أحياناً أنظر للوحات رسمتها قديماً فأحبها و أحيانا أقرأ شعراً من أشخاص مهمين في دنيا الشعر العالمي فأرى بأني كتبت شيئاً مشابهاً , فأرضى و أعيش لحظات أحلم بها بأني ربما اصبح نقطة في لوحة كبيرة وجميلة وربما ملونة وهامة في خضم حياة عمرها ملايين السنين من البشرية .. وحيناً أفكر بأن بعض البشر متفرجين , مصفقين , مبهورين , هامشيين , مشردين , فاشلين الخ الخ الخ أليس من المهم وجود تلك الزريبة لأحصنة جميلة و قوية تأكل منها وتبرز عليها .. أليست تلك الخلطة مهمة للبشرية و إن كانت حضيضاً .. أليس البناء العالي و الجميل يحتاج لتلك الكتل الضخمة والبشعة من الأسمنت كأساس لحمل هذا الجمال .. لا أعرف لماذا أطلت الحديث في شيء لا يحتاج للشرح !!

محمد

لا أعرف من أخبارك سوى لقياك مع سمير و اسبيرو وعائلاتكم على ما أظن .. و أظن بأنها كانت جميلة بكل ما تعنيه تلك اللقاءات الجميلة بين الأصحاب .. أريد أن تكتب فأنا أحب كتاباتك , تلك التي تتحدث عن تلك الحارة أو عن ذلك السور أو تلك البقعة من مدينة كانت محتوى ذكرياتنا القديمة والجميلة ... المرفأ , صوت صافرات السفن و الكورنيش القديم و الأغاني , كل شيء في الذكريات جميل حتى السيء منها يتبلور و يتعطر , ربما يتعتق ويصبح جميلاً وذا رائحة طيبة .. سررت جداً كما قلت لك سابقاً برسالتك وقد أشعلت بي رائحة الذكريات ذات الطابع اللاذقاني الكورنيشي الغربي و ليس الجنوبي ..

لا أعرف كيف أختم رسائلي فتأتي دائماً مكسورة مقطوعة محروقة النهايات كأشعاري عندما تنتهي دائماً بموتي أو حتى لوحاتي التي أبدأ بها عارفاً نهاياتها ثم فجأة يخطر لي بأن أمتد فتنتهي عند نهاية اللوحة , فتأتي النهاية خارجاً وكأنها تتبع لوحة أخرى مسلسلاً من اللوحات دون نهاية واحدة على الأقل .. ربما حياتي كذلك فأنا لم أنهي شيئاً بشكل تام حتى علاقاتاتي مع الفتيات كانت دائماً خليطاً من العلاقات الممتدة دون نهايات .. هذا أنا صديقك رفعت . 42 سنة من الحياة دون معنى .

فادي استنبولية




سأبعث لك هذه الرسالة للمرة الثانية أي بعد ثلاث أشهر من ارسالها لأول مرة وارتأيت ذلك بعد سكوتك التام لأشهر كما إنك لم تبعث لي رد كعادتك و كعادتي لم اشتك بل ظننت بأنك لم تعرف فتحها أو أن الكومبيوتر الذي تفتحه لا يمكنه فتح ملفات بالعربي .. ها أنا أبعثها لك كصفحة ويب وهو تكنيك لبعث الحرف كصورة ولا حاجة للكومبيوتر للتعرف على الحرف .. مشتاق وعسى أن تكون قد وفقت بعملك الجديد إن وجدته !!

فادي يا صديقي العزيز .. سنين تمضي ونحن لا نزال على تواصل وإن كان على لحن متقطع , تارة نتواصل بالكتابة كما كنا في بداية سفرك إلى فينا ثم لقياك في اللاذقية ثم زواجك الذي مضى دون أن نلتقي حتى .. ثم أخيراً هاتفين يتيمين في سفري الأول ثم أثنين آخرين حالياً .. صديق عسكريتي وأبن عائلتي الثانية , وهو كما أشعر تماماً عندما آت إلى بيتكم , فأشم رائحة الود والمحبة وحسن الاستقبال من قبل الجميع حتى شربل .. وزوجته ..

صديق حتماً وعزيز جداً على مدار الحياة ..

منذ أيام تكلمنا عن احتمال لقياك في فينا ولكن للآن لم نوفق لاتفاق أنا وزوجتي على السفر لما يمكن أن تكون التكلفة والتعب و... و.... و الخ الخ الخ وحتى اللحظة يا أبو الفاد لم أوفق في قرار , علما بأني مشتاق مشتاق جداَ لرؤياك و لرؤية أبو صبري ..كميل الحبيب أيضاً واسترجاع الذكريات التي بدأت تحشد في خيالي الكثير من الحنين و الحب و الذكريات وربما بدأت أتعب من ذلك, فالبرود الذي ألقاه هنا مع زوجة أجنبية, وان حاولت المستحيل لأرضائي فأرى الماضي يلبس حلةً ملونة أكثر وأجمل .

, مع ذلك أرى بأن أوروبة للآن لم تستحوذ على رضائي .. هاهي الأشهر تمر سريعاً و الجنين في رحم زوجتي ينمو وهي الآن في شهرها السادس وأنا للآن دون عمل دون مستقبل ولا أعرف مضمون السنين المقبلة هنا , بعد تلك السنين من العمل لتأسيس مستقبل في لاذقيتنا الجميلة و البسيطة حيث الألفة والود وأم فادي وأختي منى و شارع بغداد .. في بعض الأحيان أشعر بحنين يجعلني أبكي , هل هذا ما حلمت به و هل في الأيام الماضية كنت أعاني ما أعانيه الآن !! أسئلة عديدة تدخل دون استئذان على وعيي فلا أجد جواباً ..

... يالي من مجنون ففي بعض الأحيان أكتب ما أشعر به وربما هذا ما يخفف عني قليلاً أذهب للمكتبة العامة في المدينة التي أعيش بها و استعير بعض الكتب و أقرأ .. أسقط ما اقرأه على واقع عشته أو أعيشه الآن فأشعر بأن الأنسان يعيش حالة هذيان ببحثه الدائم عن السعادة ثم أخيراً يموت من التعب .. وتذهب حياته سدى في بحثه العقيم عن خرافات الحلم القديم .... السعادة .. فادي الحبيب .. استودعك الله وجعل السعادة بين يديك دون أن تبحث عنها ..

سأروي لكم ما استخلصته من 45 سنة من الحياة في كوكب الأرض .

1. لا تحاول الحياة مدة أطول .. فالله هذا إن كنت مؤمناً, لا يكترث بكل وصفات و تشخيص الأطباء.

2. لا تتزوج من أي أحد .. فالزواج أحد أكبر الأخطاء التي وقع بها الرجل منذ استلامه السلطة.

3. ليس كما يقال المال و البنين زينة الحياة الدنيا .. حلل و استخلص "البنين" و ربما البنون باعتبار المبتدأ و العطف , من لديه أولاد فقد علم تماماَ ما أعنيه و إن تغلب عليه سنين من الجهل و الانسانية العفنة

وليم عندما ولد



حسناً.. ها قد حانت ولادة طفلي الأول .. تسعة أشهر أكملت زوجتي اليوم .. مازال الجنين يحبذ البقاء قليلاً ..

منذ تأكدي من حمل زوجتي عند الدكتور و أنا مصاب برهاب ما سيأتي غداً و هكذا قضيت تسعة أشهر متقلباً بين كوابيس الأبوة التي جاهدت قبلاً أن أتجنبها و بين أحلامها الجميلة وما للأبوة من مشاعر جميلة و أوقات ممتعة , حكى عنها كل أصدقائي !!

قالت القابلة الجميلة الشقراء أن كل شيء كما المفترض أن يكون و الأمور جميعها مطمئنة , وتاريخ الولادة المتوقع في 21 تموز حيث تكمل مدة الحمل ,

اليوم هو منتصف الصيف حيث أطول نهار في السنة و البارحة كانت السويد تحتفل في هذه المناسبة بالرقص في الساحات التي يتوسطها رمز مغروس , لم أفهم منه سوى وتد أو صليب يتدلى من ذراعيه دائرتان يرمز حسب رأي زوجتي إلى وقت الثمار لكني وحسب ذهنيتي المنحرفة إلى الجنس فهو قضيب ذو خصيتان ليس إلا... ومغروس في الأرض حيث يرمز إلى الخصب .. !

ثم تأتي النساء ويرقصن حول هذا النصب ... برأيكم لماذا !! ولهذه المناسبة طعامها المخصص و أغانيها , ككل مناسبات هذا الشعب البارد , فهم يحضرون شرائح السمك وهو من نوع شبيه بالسردين و يسمونه السيل وينقعونه نيئاً بالخل و البصل و بعض التوابل الخضراء و بعض السكر على ما أظن و بجانبه البطاطا المسلوقة و ( سناب ) مشروب ربما فودكا أو أي شيء آخر كحولي ... طبعاً زوجتي و أمها و أنا , على كل حال , لسنا من شاربي الكحول لكنها أي حماتي جاءت بالبطاطا وقطرميز السيل ( السمك ) وقشدة اللبن وزوجتي حضرت تورتة مغطسة بالقشدة و الفريز الطازج و المحشوة بالكاسترد .

أنا ..... أعوذ بالله من كلمة أنا .... طبخت ما كانت أمي تطبخه منذ 30 سنة لي كأكلتي المفضلة .. لا أعرف اسمها لكنها بيض مسلوق ثم تلفه باللحم مفروم مع التوابل و تحيطه بالخيطان (لألا يتفتق اللحم من حول البيضة) , فتصبح كالطابة , ثم تقليها و تضعها في صلصة البندورة مع البصل و الثوم و تطبخها على نار هادئة لمدة ساعة ثم( تقلب الطنجرة على الأرض وتلعن الساعة) تطبخ الأرز و....كل إذا فينك تأكل .. أكلنا حتى ( غطاء الطاولة ) غشي على قلبنا ..الله وكيلك !! المهم كان غداءً , تذكرت به امرأة أصغر مني تقف بجانبي , و مطبخ ذو خزن حمر و طاولة كبيرة مغطاة بمشمع مقّلم أخضر و أبيض تحلم يوماً بأن أصبح يوماً ما , شيئاً تستطيع أن تفتخر به !!!

لي زمن لم أكتب شيئاً .. لي زمن لم أفعل شيئاً سوى القلق , لم أتصل بأحد منذ زمن .. أختي منى اتصلت منذ يومان و العبدان الكريم والمنعم ومالك وسمير و وسيم .. لكن الإيميلات لم تنقطع فالجميع على تواصل جميل و أستطيع تبيان قلقهم علينا من خلال أسئلتهم المتكررة على أوضاعنا و الحمل وما شابه ..

ربما ما أكتبه لا يعني أحداً سوى القليل وربما بعض الأصدقاء ستراودهم أفكار مشوشة عن ما أكتب ولماذا !! ربما هذا بعضه صحيحاً فأنا مشّوش حقاً فأنا أعيش لحظات تمر ببطء وقلق يسيطر على الفضاء المحيط بي و علي أن لا أبين شيء لزوجتي, القلقة أصلاً أكثر مني ,.. المهم أن تأتي الأمور على مايرام و ينتهي كل شيء على أحسن حال إن شاء الله ..

منذ قليل اتصل بي أحد الأصدقاء كان لي زمن لم اتصل به وكان هذا يسبب لي حرجاً لأني كلما أطلت الزمن زاد من حرجي , المهم اتصل هو و كان الأمر يسيراً ..

أخي سيأتي في ال24 من هذا الشهر إلى باريس لحفل أدبي دعي إليه , أدعو من الله أن أراه و إن كانت الفرصة ضئيلة حيث لا المادة ولا الوقت مناسب لي لأن أسافر, فعندما سيأتي طفلي سيكون وقتي كله مع زوجتي والطفل ولن يكون هناك أي متسع للوقت للسفر إلى أي مكان , تكلمت مع مالك في هولندا وكان محمد أبو عوض عنده وقد دعوني للسفر إليهم لكن ما العمل إذا كانت الظروف هكذا !

مرام و طارق , أيضا تكلمت معهم الجميع بخير الحمد لله .

سهيل جازة و أسامة الرملي تكلموا البارحة هيصنا و ضحكنا , كان الظريف في الموضوع إحساسنا بأننا رغم الزمن و المسافات لا زلنا كما كنا . !

كل شيء يتبدل و أنا لا..! .. كل شيء يتغير وأنا لا زلت ذات الصغير الذي يوما ما يفترض به أن يكبر ... وها أنا أنتظر !!!!

إلى الجميع ... إلى كل من يعرفني ولو بسطحية علاقة ما ... , إليكم اشتياقي و حبي .

علي الحكيم


إلى الصديق والأخ و النديم علي الحكيم المحترم ..

شكراً لك .. من أمكنة بعيدة جداً ..تصل لك وأنت في أحسن حال مع من في عائلك وأصدقائك أجمعين .. آمين .

البارحة كانت أم زوجتي عندنا بعد فشل مشروعي سفر إلى فينا لعند فادي استمبولية أو إلى هولندا عند أبو علي هارون ( مالك ) صديقي وربما تعرفه من عبد الرحمن حموي (مصطفى) على فكرة إذا رأيت عبد أو أخيه محمد الرجاء جلب لي(عنوان مصطفى) عنوانه الإلكتروني في الكويت) المهم كانت مشاريع فاشلة أصلاً, لغلاء التذكرة. تصور إنها أكثر من تذكرة سورية ب 70 دولار تقريباً مما جعلني أعيد حساباتي , و ألغي الفكرة حالياً ..

المهم كانت حماتي عندي فطبخت لها بامية ورز.

استرجاع ذكريات اللاذقيه,ابتداءً بسهراتنا في الشاطئ الأزرق حتى انتهاءً في كاباريه في حلب قبل سفرك إلى بلاد أشد برودة من هنا ..

اليوم في القناة الفنلندية التي تظهر عندنا و التي أفتحتها صدفةً بين الحين والآخر لأريح أعصابي من ال C.N.N و سماعي تهديدات أمريكا مما جعل أعصابي تتوتر

أعيش حالة قلق وتوجس كلما تكلموا على سوريا أو حتى على أي دولة عربية أخرى .. عشنا الأيام الماضية في توتر كامل و عندما حصل ما حصل و أصبحت الفوضى هي القانون و هي نتيجة الديمقراطية التي أتى بها صقور الجيفة ... كم ذهب من ضحية للحرب , أطفال و أبرياء , حتى التاريخ لم يسلم , المتحف والمكتبة و الشرف العربي الذي أصبح بعد سقوط بغداد, شعبا عربياً أولاً , قديداً من بقاياً جثة امرأة هتك عرضها !!

علي آسفاً على ما أكتبه , فقد أعدت قراءة ما كتبته وإذ بي أقرأ لمجنون لم يتعلم كتابة جملة مترابطة واحدة , وما كنت قد قصدت أن أكتب لك عن مشاعري القومية عندما رأيت برنامجاً على القناة الفنلدية بأحد السوريين الذي أتوا إلى فنلندا مع زوجته منذ 11 سنة وللآن لم يتعلم اللغة بعد ويكتب شعراً جميلاً عن الوحدة والغربة التي نشعر بها, عموماً العرب الذين أتوا إلى بلاد بابا نويل الباردة و ما نالوا من الهدايا سوى تماثيل من الثلج ذابت سريعاً بعد حرارة الحنين إلى البلد والناس .. بكيت عندما قرأ لمحمود درويش وعلى موسيقى سيد درويش يعزفها منير بشير ( لدي هذا السي دي من جار الرضى ( جارك ) اسماعيل ) سلامي له !!

مدرستي على ما يرام فقد أصبحت أتكلم السويدية بصعوبة كبيرة وبسرعة عشر كلمات غلط بالساعة ..

كما و أن العمل لا زال سراباً أو ربما الأصح مستحيلاً ولا أعرف متى يمكنني أن أجد عملاً شريفاً غير الدعارة ( عم بمزح ولووووو) جائني أي مايل من اسبيرو الحبيب يقول به بأنكم كنتم معاً بحلب , فتذكرت كم كانت رحلاتنا إلى حلب جميلة .. أوتيل الأمير ثم الفطور المفتوح "على مصراعيه" ثم الغداء بمطعم في العزيزية وانتهاءً بمطعم وسهرة جميلة مع الشباب ثم تغير الموضوع إلى أكثر من سهرة جميلة فإلى سهرة عرمرمية في كباريه ... تغني فيروز ( شو كانت حلوة الليالي ) لكن الأجمل جلساتنا التي انخفضت إلى الربع عندما تزوجت و جاء الأولاد الله يخيليهم.. مع ذلك بقيت صديقي الذي لا استبدله بالدنيا كلها ( لا تصدق بنت سكسية بتخرب بيناتنا .... كذب كذب كذب .... ( كيفو فايز )

علي الحكيم العزيز جداً ..

ما جرى معي منذ مجيئي.. أستطيع ربط ما كانوا يقولونه أصدقائنا عندما كانوا يأتون إلى اللاذقية بعد غياب ومن ثم يبدؤا الحديث عن مساوئ البلد الذي أتوا منه, وكنا أنا وأنت تحديداً من كان يقول ولماذا هم باقون هناك إذا كانت المساوئ كثيرة ... وربما الآن أستطيع الجواب على ذلك علماً بأني اكتشفت ذلك منذ الشهر الأول لعودتي مرة أخرى إلى السويد وآسفاً بأني لم أكتشفها منذ البداية !! السبب هو بأنك عندما تقدم على خطوة ليست كبيرة وإنما ليست أيضاً صغيرة كتركك البلد و حمل أحلامك ومجيئك و ارتباطك مع بشر هنا كالزواج مثلاً ثم تكتشف بأنك حقاً اخطأت بتغيير جغرافية الحزن ...لكنك لا تستطيع العودة أمام هذا الفشل, وان كل تلك السنين من الأحلام التي تسقط مهشمة أمام الآخرين أولاً و أنت ثانياً , كبرياء حلمك الذي دافعت عنه كثيراً .. فتأت إلى لاذقيتك الصغيرة شاكياً حياتك هناك لأن هذا حقاً حقيقة !!

ماذا أفعل هنا ؟؟

آكل وأنام و أركب دراجة وزوجة ومدرسة لتعليم اللغة .. هل هذا حلمي !! وإن قلت لي انتظر عندما تعمل !!

فأقول لك ماذا أعمل !! ربما تنظيف أو جلي صحون في مطبخ و أنا الذي كنت أتدلل على العمل و العقود الكبيرة و الفرص الذهبية في مدينتي وبين أحبائي ..

كيف لي أن أجد أصدقاء مثلك واسبيرو ومحمد وسهيل و آلاف من البشر العطرين من الأهل و الأصدقاء .. حتماً لا يمكن أن أجد وهذا مستحيل ..

هل سأعود !! هكذا في قرار واحد وصريح و من ثم الفيضان , لا أعلم وإن كنت في بعض الأحيان أتمنى ذلك .

كيف ناي و هل تسأل عن ليون الذي سيأكلها .. اشتقت إليها كثيراً قبلها عني كثيراً .. وعيسى الذي لم أراه كثيراً له مني قبل كبيرة وكثيرة ( الله يخليهم ) .

علي الحبيب

أتيت للنهاية علما بأن الكلام لا ينتهي بيننا , فلنا بحور من الذكريات و محيطات من الحب و الاشتياق .

قبلاتي لوجهك ووجنتيك و تحياتي للجميع..

سلامي لجميع شباب حلب .. أحلى شباب والله !! جهاد و حسان والبقية مما لم أعد أذكر أسمائهم و الظاهر بأن ذاكرتي قد أصبحت over full ثم ما قد جرى لي من حشد ذكريات الأهل و الأصدقاء ..

سودرتالية في السبت, 08 شباط, 2003

أخي وصديق عمري علي عيسى الحكيم ..الغـــالي

صباحاً والساعة الآن السادسة , حاولت النوم لكن عبثاً.. كانت عيناي قد قررتا أن لا إغلاق بعد الآن , ربما تفكيري الذي لم يفلح في إبعاد ذكريات الماضي التي أصبحت الآن تلبس حلل جديدة وتبدو لي بعضها جميلة الجميلات بعد أن كانت ذكريات تتلبس الفزاعة نفسها .. المهم ها أنا مستيقظ وأكتب لصاحبي وصاحب طفولتي علي ..

طاب يومك أيها العزيز وأرجو أن تكون الأمور في أحسن حال كما ناي وعيسى وأمهم ..وكيف حال أمك الغالية وأخوتك جميعهم ..أيضاً أرجو من الله أن يكونوا في أحسن حال أيضاً ..

دائماً يجب على الرسائل أن تكون مرفقة بالأسئلة والرجاء على الجميع لكني أعني حقاً هذه , فكما تعني لي أنت , أيضاً عائلتك تعني لي فقد كنت دائماً فرداً منها ولن أنسى كيف كان أبيك يضعنا على ركبتيه عندما كانت تجتمع عائلتينا سوية , وكيف كانت البندورة تقطع بطقوس خاصة بأبيك بجانب كاس العرق الذي كنت أحب رائحته ..

ذكريات تفتح الأيام الماضية كجيش جرار مغولي كاسحاً الأراضي كلها حتى المنسية منها .. أنا الآن تلميذ غير نجيب .. لأني ربما غبي منذ البداية أي بداية طفولتي , فهاهي الأيام تمر دون أن أستطع الكلام بتلك اللغة التي حتى المعلمة التي تعلمنا لا تعرف لماذا بعض الأمور ليست لها أي قاعدة وهي كثيرة بالفعل , عندها تقول يجب عليكم حفظها هكذا ... المهم إنها بحاجة للمثابرة وأنا غير مثابر كما تعرفني وأمَل من كل شيء مجبر عليه . هذا أنا رفعت الذي تعرفه أكثر من الجميع ..

هناك الكثير من الحكي .. أتستطيع إرجاع الذاكرة بعضا من السنين التي فقدت القدرة على عدها .. كم من المرات قد تخاصمنا وفي كل مرة كنا نتصالح دون أن نتكلم عن ماذا .. أو كيف أو أي شيء فقط كنا نحرق تلك الأيام وكأنها غير موجودة أصلاً , لكن كانت تلك القدرة موجودة لديك بقوة وأنا كانت القوة التي بحوزتي , على ارجاع العلاقة كما كانت , غير موجودة لأنها أصلاً لم تكن مقطوعة أصلاً ( العلاقة ) فأنا أعتبرك قرين حقيقي وليس فقط كصديق .. وقد كان الجميع يستغربون تلك العلاقة بين اثنين لهما ذلك العمق وذلك الاهتمام الكبير في أن يهتما ببعض .. وإن شابت بعض الشوائب في صداقتنا أخيراً ولا أعلم السبب !! ربما قد غيرت المسؤوليات بعض من ترتيب الأولويات وهذا ليس خطأ .. وإن كانت أولوياتي لم تتغير أبداً اتجاه الأصدقاء.... أبداً !!

علي الحكيم .. ستمضي الأيام... وأعلم بأن هناك الكثيرون سوف يعبرون حياتنا , بعضهم يمكث قليلاً والآخرون مجرد عبور وآخرون يطيلون , والكل قد يحفر في الذاكرة بعضاً من الجداول والأنهار لكن يبقى الوادي أعمق الحفر وهذا الوادي يبقى وإن لم يكن هناك مياه تجري لتحفر أكثر , وتبقى تلك الجداول أساسيات الحياة والأنهار ضرورة أيضاً ... لكن ما اعتبره حقاً واد عميق هو تلك العلاقة التي بيننا والتي كانت ولا تزال تحفر في الذاكرة عمقاً أكبر من الحب والمعزة ..

العزيز علي سأختم رسالتي الآن راضياً على ما كتبت .. وسعيداً بأنك ستقرئها وإن لم ترسل أي رسالة , فأنا أعرف ما في داخلك وإن لم أقرئه ... على شاشة أو ورقة أو لسان .. دائماً كان لدينا فيضاً من الحب ..للجميع رفعت ----

هذه أول رسالة لم تصلك بشكل جيد على ما أظن كما قلت لي منذ زمن و هذه الجديدة أرجو من الله أن تصل إليك تامة وصحيحة ...

أخي و صديقي علي ...

هدوء ............................... إني أكتب لعلي ... أبو عيسى , صديقي و ملايين الصفات الحسنة و العظيمة تلق على جبين علاقتي معك .... كيفك .. كيف ناي الجميلة وعيسى الغالي .. إنشاء الله كل شيء تمام , مبسوط مرتاح ... لا تفكر كثيرا .. اجعل الأيام و الزمن يمضي .. استمتع باللحظة التي طالما تملك قيادتها .. الحياة بالنسبة لي زمن سيمضي و علي أن أجعله أقل وطأةً و ثقلاً و مع ذلك لا أفلح ... جاء وليـم شكيب مصري و ها هو يلقي أو يرسل تحيته لأخيه عيسى و قبلاته للغالية ناي , يصرخ كثيراً و يبكي كثيراً الظاهر بيت المصري مجانين بالوراثة .. يأتون مجانين , و مطالبين أكثر من حقهم بالاهتمام .. فلا ينزل عن يدي أمه إلا و تسبقه صرخاته الهستيرية بالوعيد و كسر هدوء الليل أو النهار ....لا تفرق ..

اشتقت لك .. هنا لا أحد يمكنني أن آخذه صديق و مع أنني سريع بإعطاء الثقة للآخرين فأنا هنا أعيش سجن إفرادي مع عائلتي البسيطة , فزوجتي مثلي لا يهمها سوى الحياة بالحد الأدنى و كأنني بحاجة لمن يحيي بي الحدود الدنيا من الحياة .. نأكل جيداَ و هذا ليس حكراً على الأغنياء هنا .. الجميع يأكل جيداً و من أفخم المأكولات لكن ليس في المطاعم و الديسكوتيكات .. فزوجتي لا تحب السهر إلا وانا أحيطها بذراعي ...... و كأني الهاري كريشنا ذو الخمسين زراع ....و تنام باكراً .. و لا تريد العمل في وظيفة أحسن لأنها تظن بأن عملها انساني .. و هنا بقدراتي الحالية تمكنني العمل لكن بأعمال مهينة بالنسبة لي مثل التنظيف الذي ذهبت البارحة و أول البارحة .. مع طارق و حيث لا يوجد في المعمل أي انسان ليراني .. و كان طارق يراعي تلك الأمور بي فتراه هو ينظف الأمور التي لا يمكنني تنظيفها و يترك الأمور السهلة علي ..

سهيل اتصل البارحة كنت غير موجود .. كما اسبيرو اتصل و الجميع مشكورين على مكالماتهم و سؤالهم عني و عن وليم .. وهذا ليس تذكيراً لك ... بل لأني أعلم جيداً بأنك لا تقصر في تلك الأمور و أعلم بأنك اتصلت على الموبايل و وجدته مغلق .. كما أني أعذرك ... مهما كانت التفاصيل .. مشتاق لك كثيراً جداً .. أخي و حبيبي علي

سلامي لجرجس و مروان و جميع من تطول يدك وهاتفك إليه سواء الشباب من حلب أو دمشق ماهر الحبيب و المشكور على لقياي في المطار عندما أتيت لا أنسى له ذلك أبداً اشكره عني كثيراً .. أحلى شب و الله ..

كما يجب عليك أن تفتح أي ميل لك لنتواصل أكثر .. كن أكثر حداثة و تماشى مع العصر" و المغرب لمت خيالا" ..

علي الحبيب .. بدأت أشعر بأنني أخطأت الحلم ... سأبعث لك ما كتبته سابقا و أرجو من مستلم هذه الرسالة أن ينقلها إليك طباعةً و تقرأها على مهل .. فأنا أعرف مللك مني ....

قبلاتي أيها العزيز .. سلامي لمحسن و رامي الحبيبين ..

نلتقي حتما .. ولو بعد الممات ...

طرطوس بيت جدي


في 18 شباط وفي تمام الساعة السابعة والنصف , كان الجو صحواً وكانت الشمس مشرقة , وكانت علائم الولادة قد بدأت مع أمي قبل ساعات ليست كثيرة , قالت بأنها لم تتعذب كثيراً وكانت ولادتي سهلة وربما أختي منى من قالت لي عن ما حصل ذلك اليوم, فقالت بأنني ولدت بشعر كثيف وطويل وكنت مغطى بالشحم ولا أعرف تماما ما تعني به هذه الكلمة فما زلت للآن مغطى بالشحم !!

ما جعلني أكتب الآن هو سماعي أغاني فيروز القديمة التي كنت قد اعتدت سماعها عندما كنت أرافق أبي في السفر إلى طرطوس , البلدة التي تعيش بها عمتاي مستهام و فائقة رحمهما الله , وأنا أركب سيارة مرسيدس 180 قديمة, كانت السيارة الملائمة للسفر إلى بلدة تبعد 100 كم عن اللاذقية وذلك قبل أن تستورد حكومة البعث سيارات دودج صفراء صنع أسبانية التي ذهب ضحيتها عشرات المسافرين والسائقين الذين لم يتعودوا أو أن السيارة لم تتعود عليهم وطرقهم ووضعوا الملامة على الأسبان لأنهم كما كانوا يقولون عن الدودج أنها غير أصلية !!

... أفتح نافذة السيارة وأستمتع بالهواء الذي كان يصتدم بوجهي, وأمد راحة يدي متخيلاً جناح طائرة وهو يقاوم تلك القوة العنيفة من الهواء .. كانت ساعة أو ربما تزيد ربعاً لنصل إلى ساحة المشبكة, حيث كان تجمع سيارات التاكسي المتجهة من وإلى طرطوس وكنت أسمع المنادون يصيحون على مختلف الجهات وبالتحديد طرابلس أو بيروت في لبنان حيث كنت دوماً تثيربي حنين, حيث أكن لمسقط أبي كل الحبو الشوق .. نأخذ تكسي أخرى ونتجه إلى بيت جدي الذي أحمل اسمه.

كان بيتاً رائعاً مليئاً بالسكينة و البرود وربما ازيدهم بالغموض,فكان هناك غرفتان في البيت وهما محرمتان على الجميع ولا أعرف لماذا !! لكنهما كانتا معروفتان بالنسبة لي.واحدة منهما هي غرفة الضيوف, حيث ركن عود جدي او جدتي,فكليهما كانا يعزفان العود "حسب اقوال عمتاي" في إحدى الزوايا وتلك المقاعد التي لم تستعمل منذ سنين كثيرة .. لم يجلس عليها ضيف أو حتى من أهل البيت .. كانت جثث مغطاة بكفن لونه طحيني. في الواجهة إطار كبير وبداخله صورة لجدي وجدتي محاطاً بفسيفساء من الطوابع وتلك الستائر المشغولة باليد التي كانت أمي تحبها جداً لما كان من صنعها صعوبة بالغة وبحاجة لصبر كبير ومهارة كانت عمتي فائقة هي من تملكها , أما الغرفة الثانية فكانت غرفة نوم عمتاي وتلك الغرفة التي شرفني النوم بها يوماً عندما صدفة أفلت ابريق الشاي المغلي على رجلي اليمين , واضطرت عمتي مستهام وهي التي كانت تحتل منصب ضابط الأمن في ذلك البيت , القبول بهذا , كانت النافذة تواجه الشارع الفرعي من البيت وكانت تطل على المساكن القريبة من البيت وربما كانت عمتاي اللتان عاشتا حياتهما دون الارتباط بزواج أو حتى بعلاقات مع الرجال قد جعلتهما مع تلك الغرفة حلقة من الأسرار وما يوجد داخل الغرفة من أشياء كانت دائماً شاغل تفكيري في صغري ..

كان لديهما سريران من النحاس الجميل ويعلوهما ما يسمى بالناموسية وقد جعلت السريران ملوكيان وكانت رائحة البخور دائمة الحضور لتزيد روعة الغموض في مخيلة طفل صغير ماسكاً يد أبيه وهو يدخل من الجهة الخلفية من البيت فتطير الحمامات ويصدر صوت خبط أجنحتها كترحيب غير خاص بأي زائر من ذلك الباب تحينا عمتي مستهام بتحية لم أشعرها بحياتي حارة وكأن أخيها لم يغب عنها يوماً وربما مع الأيام كانت الزيارة الأسبوعية قد أصبحت من العاديات , ندلف إلى غرفة الجلوس يرافقنا كلب أو كلبان حسب الزمن الذي نأتي به فرحين قافزين على أرجلنا ونحن نمشي بذلك الممر الضيق على جانبه اليساري تصطف نباتات الأضالية والحديقة التي تتوسطها تلك البركة المسدسة الأضلاع والنافورة التي لم أراها تعمل سوى مرتين في حياتي ومن ثم هناك كانت أربع شجرات الأكي دنيا , النخلة , الليمونة والكرزة التي لا يتجاوز عدد ثمراتها في السنة الست أو ثمانية حبات كرز فقط ولا أعرف لماذا لكنها كانت ثمرات كبيرة ولذيذة وغريبة والآن أشك بأنها ربما كانت ليست كرز على الإطلاق و ما تبقى من ثمرات الأشجار الباقية فقد أشبعت نهمي في كل سنة منها .. ندخل غرفة الجلوس التي لا زالت علائم مكان رأس جدي على الحائط فترحب بنا بقدر أكبر عمتي فائقة وهي الأصغر سناً مستقبلة إيانا فقبل باردة تلك القبل التي لم أطبعها أبداً على وجه عمتي مستهام إلا عندما بلغت عمر العشرين ربما وبعد موت عمتي فائقة بسنين عديدة .

ماذا عن الاشياء الاخرى, كيف كانا يمضيان يومهما , امرأتين عانستين !! صحيح !!

كان يوجد تلفزيون لكنه لم يعمل أبداً, كان هناك فقط ذلك الراديو الصغير و إذاعة لبنان التي تحتل المغنية صباح أكثر أوقاتها وكان هناك ليلى تلك الفتاة الشقراء التي تعمل و تحيا بينهم وتعشق صباح وعبد الحليم حافظ والتي حاولت الانتحار عندما مات عبد الحليم لكنها نجت بغسيل معدة في المشفى. وتلك الطاولة الكبيرة وتلك الخزانة الكبيرة التي تحوي الصحون و الكاسات التي تستعمل فقط في المناسبات منها العيد الصغير والكبير الذي نأتي به باكراً جميعاً ربما ماعدا أمي التي لم يكونوا على علاقة جيدة بينهم في بداية زواج أبي وأمي ولا أعرف لما !!

كانت تلك الرحلات الأسبوعية إلى طرطوس والتي لم أمل منها أبداً ذكرى جميلة تبدأ بأغنية لفيروز أو عبد الحليم أو أم كلثوم .

وها أنا على بعد قارة كاملة أسمع تلك الأغاني على حاسبي المحمول في مطبخ مطل على شارع نسبة المرور به شخصان في الساعة وعدة سيارات وباصان لا يحمل أي منهم أو يسمع كلمة عربية واحدة فأحمل روحي وأطير , أرجع صغيراً ماسكاً يد أبي البيضاء الجميلة الدافئة , تحيَنا عمتي وتتجه عيناي على تلك البقعة التي خلفها رأس جدي عندما كان يجلس , متخيلاً إياه يسمع المذياع أخبار انفصال لبنان عن سورية فتدمع عينانا معاً .. إلى روح جميع من يحملون حلماً إلى جميع البشر ..

منذري دائماً


أيام كثيرة مرت دون أن أبعث لك ما يمكنه أن يكون رسالة حقيقية .. فبعد الإيميلات المتعددة التي تصلني منك وفيها كلمتان , وهما ما يهمني!! أكثر من الأتاشات الظريفة التي تتدفق علي من كل صوب .

المهم كيفك يا حلو وكيف الجميع من حولك خالد ميادة ومنى وأولادها , البابا وخالي خالد العزيز على قلوبنا جميعاً وإن اختلفنا على الأصول .. لي زمن طويل لم أسمع أخبار منكم فآخر رسالة كانت من أختك وجودي, المهم أنا لا أقصر بالكتابة لأحد حتى الأصدقاء ..

حياتي هنا لا شيء جديد سوى المدرسة والاستيقاظ باكراً في الساعة الخامسة والنصف لأقضي ساعة تماما في الحمام خوفاً من أذهب لتواليت المدرسة التي هي أنظف من البيت نفسه, لأني أذهب إلى مدرسة جميلة جداً وهي منشأة تعليمية للذين تخطوا سن المدارس العامة " 18 سنة" وبها جزء خاص للأجانب الوافدين او المقيمين الذين يتعلمون السويدية للانخراط في المجتمع والعمل وهذا على حساب البلدية. أي حوالي 400 ساعة تعليم لغة لكل فرد يأتي بإقامة إلى السويد. وهو حر بالمجيء إذا كان مثلي لا يتقاضى أي مال من الدولة.

أما اللاجئين ومنهم العراقيين مثلاً فهم يتقاضون ما يعادل 400 دولار أمريكي لذلك فهم مضطرون للمجيء .. أما أنا فمضطر!! لأني أتسلى ولا شيء لأعمله, فللآن لم أستطع أن أبحث عن عمل وهذا لأني لا أعرف اللغة وإن كان الجميع يتكلمون الإنكليزية بطلاقة !!

كاتارينا تحبكم كثيراً فأنها دائماً تتكلم عنكم وتتذكركم , إنها طيبة جداً * هل هذا لازماً دائماً على من نتزوج * أي أن نقول عنهم طيبين !! المهم إنها طيبة لا تشتكي وهذا جيد وربما أنا من يشتكي ولذلك لا أترك لها أي وقت لتشتكي هي ..

الحياة هنا لللآن مملة... أذهب للمعارض, هنا يرسمون بشكل رائع ويهتمون بالمعارض, وربما كان مرد ذلك بأنه لا يوجد أمكنة كثيرة يمكنهم الذهاب إليها مثلنا كالمطاعم .. البارحة ذهبنا لمطعم لبناني وأكلنا شيش كباب مع الكسكس ثم رجعت للبيت آكل لأن الوجبة لم تشبعني ..

هذا كل شيء للآن أبو المناذر الحبيب .. خبرني من تر وماذا فعلت بدواوينك الجدد وكيف يمكنني الحصول عليهم

فقد قرأت ما بعثته لي في أواخر الإيميلات التي تبعثهم لمن ....لا أعرف .. مرام للآن لم تشترك بالإنترنيت لذلك لا داعي لبعث رسائل لها حتى اشعار آخر

أخيراً