٢٠٠٩/٠٦/١٤

نهـــــــرو زكريــــــــــــــــــــــــــــا


الفراشة التي تتجه نحو الضوء تعلم أنها ستحترق.. أليس أيكاروس في النهاية نبي الفراشات ..

نهرو .. صديق طفولة ومدرسة ومخيم وشارع
.. ذلك المتعاكس والتضاد..

كنت أعلم
بوجوده بسوريا .. قد أخبرني قبلاً بنية انتقاله مع زوجته وطفله الى سوريا, هذا إن كانت عروض العمل هناك مقبولة!!

أتيت اللاذقية وعلمت بعد أيام أن نهرو قد ر
تب أموره بالعمل
والاقامة, حيث قبل عرض جامعة مرمريتا
الألمانية كاستاذ PHD. مادة التنمية البشرية والشركة الألمانية للتنمية, كممثل للوكالة (GTZ) واستقر في اللاذقية حيث أقام في البيت نفسه في حي الأمريكان بعد ان جدده.

اتصلت به حين أتيح لي الوقت وتواعدنا على اللقاء.. إلا أن اللقاء الأول لم يكن حسب الاتفاق بل كان مفاجأ, حين مررت بساعة مبكرة أمام بيته وكالعادة أيام الولدنة .. رحت أصرخ باسمه تحت نافذة غرفة نومه .. نهرووووووووو .. !!
هاهو .. نهرو يفتح النافذة ضاحكاً .. صائحا " أبو الرور طلاع " .. صعدت درجات هذا الدرج مئات المرات تذكرت لقائي معه في امستردام ودعوتي لعرسه, وردي عليها, محادثاتنا الطويلة بعد رجوعه من دارفور حيث تسلم مسؤليه ادارة مخيمات الاغاثة وتعرضه لمؤامرات كادت تودي بحياته!! .. سلسلة من الذكريات ..إلا أن التغيير الذي حصل للمدخل فلا شيء يذكر, سوى تجديد الطابق الاول, بتلبيس المدخل بالحجارة والزخارف التي عمت اللاذقية منذ سنوات ..!!

واقفا على الباب .. تعانقنا .. ودخلت البيت .. الزوجة والطفل .. وبيت قد دهن
ورتب حديثا .. وأحاديث عن كل شيء انتقاله وظيفته الجديدة وسيارته التي وجد زجاجها الامامي محطما ببلوك اسمنتي .. ثم كاسة شاي أخضر .. دعوة للريف وبعض اللقاءات الغير مسبوقة بالمواعيد .. المواعيد لاتعطي نكهة اللقاء .. قيل هذا قبلا!!
.... هكذا تمضي .. البشر يتغيرون من الخارج ,, الألبسة والتجاعيد ومشاكل الشعر والكرش .الأطفال يكبرون .. لكن ..... من الداخل .. لايستطيع الانسان أن يكون في الأخير سوى ذاته ... في النهاية ... نحن أصدقاء