٢٠٠٨/١٢/٢٨

غزة .. لا أحرف تجمع لتصف الفجيعة ..


البارحة جائني من احد أصدقائي في أثينا أن القتلى في غزة بالمئات وأن الطائرات الاسرائيلية تحصد الارواح بقنابلها بلا حساب .. !! كاذبا أكون إن قلت أن الخبر لم يهزني .. إنما أكون كاذبا أكثر إن قلت أنني كنت على مستوى رد الفعل الذي ظننت أنني سأشعره بعد سماعي الخبر .. فقد أكلت .. استقبلت صديقا .. طهينا الطعام .. أكلنا وشربنا الكوكاكولا ..   مساء تكلمت مع صديق من زمن طفولتي "مروان زكريا " في الولايات المتحدة وضحكنا وتذكرنا ايام طفولتنا في مدرسة الشهداء ومدرسة الارثوذكسية وعدنان المالكي .. أصدقاء صفنا .. ذكريات كثيرة وضحكات خافته ... غزة لم تكن بين السطور . حتى أننا لم نمر على اسمها , هكذا حتى أن نذكر أن هناك مجازر لشعب تربينا على أنه جزء من تاريخنا وأمتنا وأنهم جزء من اهلنا ...!! ومر البارحة كما مر آلاف البارحة قبله .. 

في داخلي حرقة .. شعرت بها صباحا .. آلام في المعدة و الرأس .. تقلبت كثيرا .. أول ما فعلته فتحت الانترنيت لاقرأ عن غزة .. تذكرت أنني انسان .. قبل ان اكون عربي او مسلم او مسيحي او اي شيء يطلق على المخلوقات التي تتبع جنسي , لازالت الآلة العسكرية الاسرائيلية تحصد البشر هناك .. وأنا سأحضر بعض الفطور لاطفالي لأن زوجتي ستذهب للنادي الرياضي لتتمرن !! الحياة هنا كالعادة.. شربت الشاي ..فطرت .. تكلمت مع صديقي فايز في اللاذقية ثم مع ابنة اختي .. مررت بعض التهاني برأس السنة .. غزة .. تأتي كوجع الرأس .. لكن مع بعض الانشغالات أنسى تلك الحرقات والآلام .. ثم ما تلبث أن تزول .. الجسد بميكانيكية عتبات الألم , يتعود على جرعة معينة بعد فترة زمنية .. الظاهر أننا نحن العرب تعودنا على ذلك .. أن نقتل .. نشرد .. نذل .. نزحل .. نقمع .. جسدنا تعود 

٢٠٠٨/١٢/١٧

نشر رد عمر دهوش وردي أنا على تعليقات ابو علي لمقال يخص الاسلام والعرب



Blogger عمر يقول...

ليس العيب في الاسلام بل فينا وهذا يحتاج الى دراسة طويلة لاتستوعبها اذهان جريدة دأبها الوحيد هو البحث عن عيوب الاخرين وبيع اكبر عدد من النسخ

16 كانون الأول, 2008 11:32 ص

حذف
Blogger Raffat يقول...

العيب .. بعد التبريد والتعليب والحفظ!
البشر إن لم يكونو متساويين في الامكانيات الجينية فهذا من عيب التصنيع .. أي أن البشر ليسوا بذات النسبة المتساوية من الذكاء والقدرة الفكرية والاستنباط!! ثم نأتي للتعليم والتأهيل والفرص, هنا تدور الاسئلة التالية, لماذا لم يأخذ العرب فرصتهم مرة ثانية "المرة الاولى من سنة 722 الى سنة 1609 ميلادية" في ما يسمى بالعصر التنويري للاسلام والعرب "حسب كتبنا التاريخية التي نشرت ابان الهزائم في بداية القرن العشرين والبحث عن بدائل لترميم التاريخ القديم بانتصارات ربما أقول ربما, كانت مغالية في تلميعها وزخرفتها .. ولك الحكم..!! في ذلك ليس الا جواب بسيط من انسان او شبه انسان لايقبل في وظيفة حارس مواقف سيارات !!ههههههه

17 كانون الأول, 2008 12:48 م

حذف
Blogger Raffat يقول...

بعثت التعليق الاول غير منتهيا .. أرجع مكملا ما بدأت سابقا !! هههه
لماذا لم يأخذ العرب فرصتهم مرة ثانية !! عند سقوط اخر معقل للعرب في بلاد الاسبان بدأت تلك الدولة التي وصلت مشارف فرنسا في الغرب تتفكك .. وبدأت قوى جديدة تظهر على سطح" لن أدخل بتفاصيل تاريخية" منذ ذلك الحين أصبحنا نحن العرب "إن كنا عربا بالاصل !!" عرضة لدخول الغرفة المظلمة للتاريخ, وبالفعل دخلناها وبسرعة البرق أيضا.. فالمغول والاتراك والاوربيون تتالوا على بلاد العرب وتركوها شعوبا وقبائل متخلفة ومتناحرة.. واستمر العرب "بإرثهم التاريخي يتباكون عليه ويندبون " في دنياهم المعتم ولم تساعد الثورة الصناعية ولا النهوض بحقوق الانسان والعدل العالمي والامم المتحدة في انصاف شعوبهم, بل أجهزوا على ماتبقى من ارث هذه الحضارة بربط الشعوب العربية بسلسلة الاستهلاك العالمي واخضاعها لحكومات قمعية دعمتها الآليه الاقتصادية والعسكرية الغربية .. نعم انه خطأنا رغم كل هذا .. وليس عيبا الاعتراف به .. لقد أشبعنا كذبا لدرجة أننا نصدق الشياطين ونحيا مع الثعابين على انها خراف وهكذا أصبحنا رمادا .....!!!! أما طائر الفينيق .. الذي سيخرج من الرماد ماهو الا غودو !! فنحن سننتظر وننتظر حتى تذروا الرياح تلك الشعوب كالرماد في كل جهات الكرة الارضية .. أليكم مودتي

17 كانون الأول, 2008 01:14 م

٢٠٠٨/١٢/١٦

من جريدة القدس العربي لكاتب ليبي..

عن
16/12/2008

كان الإسلام العربي الحضاري، الذي امتص الحضارات المجاورة والبعيدة، شمالا للأعراق والقوميات والثقافات، والديانات ايضا! وحتى قبل الإسلام كانت الثقافة العربية زاخرة بقيم التسامح واحترام الآخر. . . أما العبودية فقد كانت 'طبيعة' تاريخية في وقتها. كان العربي لا يسمح لنفسه بسؤال ضيفه إلا بعد مرور ثلاثة أيام من ضيافته، غير معني باصله وفصله أودينه أولونه. وتشكّل 'حلف الفضول' القريشي على مبدأ ألا يظلم غريب ولا غيره. وأن يؤخذ للمظلوم من الظالم. وكانت نار الكرم الطائي، تدعو، عن بعد، عابري السبيل ضيوفا يحلون أهلا وسهلا، دون تمييز. فالقادم مجهول لونه ولغته ودينه.
وقد لجأ إلى مكة والمدينة، قبل الإسلام، أعداد كبيرة من المضطهدين من المسيحيين واليهود فارين من اضطهاد الرومان أو الفرس. وعاشوا بسلام آمنين.
وفي عصر الفتوحات الإسلامية احترم الإسلام ثقافة الآخر: لغة ودينا وعادات. وكانت العهدة العمرية، بالتزامن مع عصرها، ميثاقا إنسانيا مُتفوقا، غير مسبوق تاريخيا، من حيث احترام الآخر ـ المختلف دينيا، وإعطاه الأمان وتوفير الأمن له، كما جاء في كتاب الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس بعد فتحها، العام 638هـ:

'بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها.. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان'.
كان العرب المسلمون في فتوحاتهم، أو غزواتهم إذا شئت، ملتزمين، إلى حد كبير، بالقيم الإنسانية للرسالة المحمدية، المثبتة في قوانين حرب صارمة، قبل معاهدة جنيف بأكثر من ألف عام. . كما في رسالة الخليفة أبي بكر إلى أجناده: 'لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدورا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له... '.
وكان تشريع دفع الجزية، بالتزامن مع عصر استباحة المدن المجتاحة وإبادة أهلها، يمثل تقدما إنسانيا حقوقيا، سابقا لعصره بقرون. فتشريع 'الجزية' كان عبارة عن قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من النصارى واليهود (أهل الذمة) في بلاد المسلمين. أي ضريبة لاعفائهم من التجنيد في جيوش المسلمين والمشاركة في الحرب. ويعفى منها الكهول والنساء والاطفال والعجزة والمعاقون، ومن يختار الانضمام إلى جيوش المسلمين.
إن الجزية كما يقول د. نبيل لوقا بباوي (وهو قبطي): 'فُرضت على غير المسلمين في الدولة الإسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، إنما هي ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي، لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به. ومع ذلك فإذا اختار غير المسلم أن ينضم إلى الجيش الإسلامي برضاه فإنه يعفى من دفع الجزية'.
وشهيرة هي المقولة المحمدية في نبذ التفرقة العنصرية؛حيث التقوى هي المعيار. إذ: ' يا أيها الناس ألا ان ربكم واحد ألا ان أباكم واحد لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر الا بالتقوى'.
والقصد من وراء هذه الشواهد أن الثقافة العربية والإسلامية، في إصولها الحضارية زاخرة بالقيم الدينية والثقافية والحقوقية، التي تتوافق، اليوم، مع روح مواثيق حقوق الإنسان. وإلغاء كافة أشكال التمييز العنصري.
فما خلفية عنصرية العرب اليوم؟!
إن عنصرية العرب، اليوم، عنصرية الثقافة الركيكة. إنها تعبير عن انحطاطهم الحضاري. إن ما في حوزتنا من ما يفترض انهم عرب لا علاقة لهم بتراث العروبة القُحّة.... وهم مسلمون ولا علاقة لهم بحقيقة الإسلام السمح، بما هو إسلام الأخوية الإنسانية!
إننا في حوزة منسبين إلى العرب مثقوبين بفقدان الثقة في النفس: ذاتيا وجمعيا. لذا نجدهم يتوسلون، سواء بالترف النفطي أو بشعر المتنبي، عظمة فقاعية!
قد أفهم، من باب التحليل الموضوعي، حجج خطاب عنصرية الثقافة العرقية البيضاء من لدن الغرب. فهي تبقى نتيجة تفوق تاريخي موضوعي أعطى حق القوة والمعرفة والثروة للغربي 'الأبيض' بحسبانه 'الصانع الأعظم' للحداثة الفكرية ـ الصناعية ـ التكنولوجية؛المستمرة، حتى اللحظة، في الهيمنة الاقتصادية السياسية الثقافية، على الحضارة العالمية، والعولمة.
وبحسبان عرقه 'الأبيض' هو سيد الأعراق. وتاريخه هو تاريخ العالم. وديمقراطيته هي النظام السياسي الأمثل لكل العالم. وثقافته هي ثقافة الدنيا! لكن ما معنى أن يتصرف عرب اليوم، وهم في أدنى مستويات انحطاطهم التاريخي، بعنصرية رثة مقيتة، ضد شعوب، هي أرقى منهم حضاريا في الواقع العملي.. مثل الأفارقة والهنود والباكستانيين والبنغلاديشيين والفيلبيين والسريلانكيين... بينما يُسفِّل نفسه أمام الغربي الأبيض!
إن الموقف العنصري، لعرب اليوم، نظرة أو فكرة أو تلفظا، لا مبرر له، سواء بادعاء التفوق الحضاري الثقافي، الذي لا يملك منه شيئا... حيث مجموع ما ينتجه نحو ثلاثمئة مليون عربي، أقل مما تنتجه أسبانيا، التي كان يحتلها أسلافهم.
أو هي عنصرية بدعوة الاصطفاء الديني، بينما الإسلام، في جوهره الروحي، مناقض للعنصرية العرقية. وليس المعني من: 'أنكم خير أمة اُخرجت للناس' سوى تعبير عن أن المؤمنين بالإسلام هم خير إخوة ظهروا للناس!
أن التعبيرات والممارسات العنصرية هي تحصيل حاصل نفس بشرية (ما دون إنسانية) بغض النظر عن دوافعها أو دواعيها. إذ لا يمكن اعتبار الكائن البشري إنسانا وعنصريا في الوقت نفسه. إذ أن شرط كونك إنسانا مشروطا بكونك تأنس لغيرك بما هو عليه من حيث كونه إنسانا، في جوهره، دون أي إعتبار لتصوراتك الذهنية أو الفكرية عن باطنه أو ظاهره. . إذ تعد ذاتك من ذاته. . حتى قد تصل إلى الاشراق الرامبوي الخارق للعادة: أنا الآخر!

وهنا يقول قرآن المسلمين: 'لَقَدْ خَلَقْنَا الِإنْسَانَ فِي أَحْسنِ تقويمٍ.. '...أي مطلق إنسان؛ في أحسن تقويم روحاني عقلاني. فلم يخصص به الإنسان العربي المسلم. لذلك من المشين للعربي، المسلم تحديدا، المحمول على تراث ثقافي/ديني، ينبذ العنصرية، فكرا ونظرا، أن يؤدي الصلوات الخمس كما اتفق، ويمارس الخطاب العنصري في أحط تعبيراته: في الاحتقار الذكوري المرضي للمرأة.. السخرية من الاقزام وذوي السمنة، وذوي الحاجات الخاصة (اصحاب العاهات بالمنطق العنصري الشوارعي).. استصغار إنسانية الأجانب (ليس الأجانب البيض). إنما عمالة العالم الثالث من الآسيويين والأفارقة، الذين يعاملون كاشباه عبيد. . ويؤخذون كموضوع للسخرية من شخصيتهم. ومكانتهم الاجتماعية، وطريقة نطقهم للعربية، في المسلسلات والمسرحيات الهزلية وبرامج الكاميرا الخفية... وتصل إلى الاستخدام العبودي للأطفال الأسيويين في سباق جمال!
وهناك عنصرية العرب الخليجيين ضد العرب غير المنفوطين الذين بنظرهم يحسدونهم على نفطهم وثرائهم... بل ضد الخليجين بعضهم البعض باعتبار بعضهم أرقى من بعضهم!
وعلى وجه آخر هناك عنصرية عرب المشرق والمغرب ضد الخليجيين، بالنظر إليهم كـ'متخلفين' عثر الفرنجة تحت اقدامهم على النفط!
وهناك عنصرية 'القومية العربية' الشوفينية بأفكار منظريها وإنقلابيّيها الذين اختزلوا فكرة وجود 'امة عربية' باعتبارها أمة عرق واحد، ذات 'رسالة خالدة'، مما انتج قومجية عنصرية شوفينية، أفسدت، تماما، إمكانية معالجة فكرة 'العروبة'، بما هي ثقافة وليست عرقا خالصا.
وقد غفلت تلك الإيديولوجية أن بين نحو ثلاثمائة مليون قاطن في جغرافيا الثقافة العربية، من الربع الخالي إلى وادي الذهب، يتواجد عشرات الملايين من الناطقين باللغة العربية، والمؤمنين بالإسلام، دون أن يكونوا عربا. فهم أكراد وأمازيغ وطوارق وأفارقة... لكنهم لا يبغضون اللغة العربية، ولا الثقافة العربية، ويحبون النطق بها والتفاعل في ثقافتها.. لكنهم يرفضون أن تستعمر لسانهم الخاص وتصادر ثقافتهم الخاصة.
كاتب من ليبيا

qpt18

٢٠٠٨/١٢/١٣

جرأة الحديث عن مشاكل الاسلام




تحت عنوان جرأة التحدث عن مشكلة الاسلام كتب أبرار أكبار في جريدة الاكسبرس الصادرة يوم الثامن من شهر كانون الاول .. هذه ترجمته التي قدمها أبو علي مشكورا .

نحن المسلمين قد توقفنا في تطورنا الثقافي .

هناك الحلال والحرام في الاسلام . والاشياء التي لم يحرمها الاسلام فهي محللة اوتوماتيكيا, والعكس صحيح.

والاسلام كغيره من الديانات له مدارس مختلفة وكل مدرسة لها طرقها الخاصة في التحليل والتحريم. وللاسف ان الأكثرية المسلمة قد ركزت اهتمامها حول مسائل سطحية وترك المهم, وهذا شيء مؤلم أن نعترف بأننا نحن المسلمين قد توقفنا عن التطور الفكري أو بالأحرى عن أي تطور آخر.

قليلا ما يجد المرء أن المسلمين يتحدثون عن الحلال والحرام بمستوى روحاني أعلى. كمثال على ذلك .. السلام باليد " الاتصال الجسدي " طول البنطلون , الثياب عامة , الحجاب وتطول اللائحة حتى بشكل الذقن وكلها اشياء سطحية مقارنة بالمشاكل التي يعانيها المسلمين التي تخص الحياة اليومية .

بلا شك يجب أكل لحم الحلال, لكن متى سيناقش مدخول المسلم هنا في السويد .. حلال أم حرام .. اموال المساعدات الاجتماعية "الغير شرعية" مدخول العطالة , والمسلم يعمل بشكل غير شرعي "غش" أو أنه لا يبحث عن عمل , في هذه الحالة هل يتحول اللحم الحلال الذي يشترى من أموال غير شرعية كهذه حلال ام حرام !!متى سنغير اتجاه وأسلوب جدالنا مع الآخرين .. فبدلا من المطالبة بحقوقنا وواجبات الآخرين اتجاهنا, أن نبدأ الحديث عن واجباتنا اتجاه الآخرين ؟

لماذا لا يوجد بلد إسلامي واحد يعامل البشر بعدل !! أيه حقوق لدى العمالة في الخليج والسعودية !

إذا كان المسلمين لديهم حق في أن يمارسوا دينهم في الغرب , متى سيكون للأقليات غير المسلمة حق ممارسة شعائرهم دينية في البلاد الإسلامية ..!!

نحن المسلمين نحتاج في هذا الوقت إلى حوار حقيقي لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى إراقة كل هذه الدماء باسم الإسلام .. لماذا لانستطع حل مشاكلنا دون أن نخرب معيشة الآخرين ؟ لماذا تحول الإنسان دون قيمة في البلاد الإسلامية ؟

99.9 بالمئة من المسلمين مسالمين ويحلمون ككل البشر الآخرين, لكن بذات الوقت 90 بالمئة من مايسمى بالارهاب أيضا مسلمين !! يجب أن تكون لدينا الجرأة لنعترف بالحقيقة المرة وبدون هذا الاعتراف لايمكن احداث تحول ايجابي.

واليوم يجب ايضا أن نفكر بأن ليس هناك جامعة واحدة في اي بلد مسلم مشمولة بين أفضل 500 جامعة في العالم !

"حرية التعبير, حقوق الانسان, تفسير كلمة الجهاد, العدل ” مواضيع عدة يجب علينا نحن المسلمين أن نضع مزيدا من الوقت والجهد عليها.


٢٠٠٨/١٢/٠٢

البارحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة


ماذا عن البارحة !!
منذ عدة أيام كان فيكنور مريضا, مماجعل ليلي قلقا عليه ولم أقدر أن أنام .. وزوجتي التي يتغير مزاجها تبعا للهرمونات {حسب قولها } وتصبح سريعة التأثر والبكاء والغضب من أي انفعال او ضغط نفسي بشأن أي شيء ابتداء من الاولاد حتى برامج التلفزيون .. نعم !!
وعلى اثر الحاح {من يلح لحوحا } صديقي احمد وبلال أن آت أليهم فقد قطعت تذكرة يومية لركوب كافة المواصلات { ماعدا التكسي و القطارات التي بين المدن الأخرى و الطائرات , بالطبع} وحصل ما حصل في ذلك اليوم عندما سرق مني الموبايل !! في اليوم الذي تلاه , التقيت بطارق وسهرنا سهرة ظريفة .. !! ثم بدأ شعوري بألم شديد بصدري , حتى ظننت أنها النهاية { لن أكتب عن السعادة التي نتجت عن تفكيري بأني سأموت } واستمر الالم حوالي الساعة وبدأ يختفي تدريجيا .. !! لم أنم تلك الليلة !!

جاء البارحة .. شعوري بالتعب والألم لازال انما خفيفا, واقترحت على زوجتي بأن أذهب لمكانيكي ليصلح السيارة, وفي هذه الاثناء اتصل ميكة رجل الثلج قصدي موظف الشركة وقال لي هناك عمل بسالتو كفارن .. هل تستطيع ان تكون هناك وتبدأ بعد ساعة , طبعا وافقت .. لأن الخبز الذي اعتد أن آتي به من مخبزهم قد اوشك على الانتهاء ولم يبق في الثلاجة سوى باكيت واحدة منه !! تحممت ولبست وبسرعة أخذت السيارة الى هناك ..
قابلت السائق الذي سأقود عنه السيارة , شاب اسمه هنريك في سن الثلاثين .. قال لي أنه لايستطيع العمل اليوم بسبب محاولة انقاذه لرجل في ال55 من عمره في الطريق, لكن الرجل قد فارق الحياة بين يديه !! وهو , اي هنريك قد اصابته كآبة بسبب هذا .. إنها أول مرة أمسك بها رجل ميت ... هكذا فارق الحياة ببساطة , لأن قلبه قد توقف .. !! تكلمنا قليلا وأنا أوصله ألى بيته الريفي الجميل في ضاحية توللينغة !! شرح لي بشكل سريع عن الطرق وطريقة العمل وأنه يفكر بأنه لن يأت للعمل وبهذا سأحصل على فرصة عمل يوم آخر { يا لفرحتي} .. وودعته متمنيا له يوما ظريفا .. # منذ قليل اتصل بي صديقي صلاح سواس ومحمد قشقارة العزيزين #
وبدأت رحلتي الى انحاء متفرقة من استوكهولم الكبيرة شمالا وجنوبا .. واستهلكت من اعصابي الكثير , فمن عدم خبرتي بأماكن المحلات والطرق الى العتمة التي زادت من ضياعي عن الطرق و الشاخصات الطرقية ومن ثم اعتمادي على ال جي بي اس الذي تارة يقول لي لف يمينا فيخطئ وارجع للطريق نفسه واقود يسارا فأخطئ ايضا .. يا الله اي نحس ركب يومي هذا .. استمر هذا مع حصر بول فظيع لساعات عدة لم استطع طلب من اي احد بالمحلات أن ادخل مرحاضهم ..إلا محل واحد حين لم يبق لي اي مجال الا أن أتبول بثيابي ,,فقالت لي المرأة هذا هو المفتاح والمرحاض في الطابق الثالث فتتجه الى اليمين .... لم أدعها تكمل فقلت لها شاكرا , عسى أن اجد مخرجا وأتبول في الطريق .. انتهى الامر بالقرب من احد أرصفة الشحن حين على غرة, لم أستطع تمالك نفسي من أن أخرج قضيبي وأتبول بجانب دولاب السيارة كالكلاب, { رافعا رجلي اليمين } .. وتصرفت على اساس أنني أفحص دواليب السيارة واضعا كلا يدي على خصري .. { على اساس أنا لست من اتبول .. وأخاف من أن أرى صوري على اليوتيوب يوما , لأن كل أرصفة الشحن والمداخل مجهزة بكاميرات مراقبة وتسجل 24 ساعة } .. ومع أنني تقصدت أن أنتهي باكرا لأحضر فيلما دعاني اليه صديقي عمر في آلبي , إلا أنني لم أستطع تسليم الشحنة لاخيرة من الخبز إلى المحل , فكان مصيرها أن ترجع معي { للعلم أنهم لايبيعون الخبر المخبوز قبل يوم واحد وهذا معناه خسارة للشركة وسوء تقدير منها } .
في طريقي للرجعة كان الجي بي اس { جهاز ملاحة } قد اعطاني البعد عن مكان الشركة الام حوالي ال70 كم .. فقلت في نفسي اخيرا سأرجع ومن ثم اركب سيارتي للبيت وانام .. !! لكن ماحدث أنني تهت للمرة الألف على تفس الطريق المؤدي إلى هدفي .. فدخلت مدينة استوكهولم { للعلن أن دخول السيارات للمدينة مصحوب بضريبة , أي بمبلغ مالي ستدفعة الشركة في كل مرة تدخل السيارة او تخرج من بوابات المدينة .. أما انا فربما دخلت وخرجت خطأ اكثر من ثماني مرات }
أخيرا وصلت الشركة أفرغت السيارة من العلب الفارغة وركبت سيارتي وعدت أدراجي .. محطما , مريضا, متألما, فلم أستطع النوم من الألم طوال الليل .. وها أنا الآن أكتب .. بعد أن أنهكتني محاولاتي للنوم الفاشلة .. شكرا لاصغائكم ,, قصدي لقرائتي ... ودمتم .

٢٠٠٨/١١/٣٠

ملاحظات على علاقاتي بأصدقائي







طارق الخطيب وجورج حموي..

من الاشياء الجميلة والمتعبة في حياتي, علاقتي باصدقائي .. !!
من يومين سهرت مع طارق الخطيب ... صديقي الوحيد الذي ينتمي لفترة الماضي في بلدي. سهرة طويلة بعد يوم قضيناه سوية في عيادته برنكبي .. ثم أوصلني الى سودرتالية ومن ثم اتفقنا أن نلتقي لاحقا بالسهرة .
أتى في الخامسة حيث توجهنا لصديق آخر لنا , جورج حموي وهو يملك مطعما في منطقة قريبة من بيتي .. كان لطيفا وكريما كبقية ابناء لاذقيتي .. اكلنا البيتزا الكبيرة وشاركنا جلستنا ابو باصيل " بير مدني " الظريف ومن ثم تمشينا ربما الساعتين نتكلم ونضحك على ماض استطعنا أن نلمسه بكلماتنا وذكرياتنا .. أبو خالد الزريابي " محمد مصدق الصفدي", فايز السيد, هيثم , محمد , وفتيات مراهقتنا الممتدة للآن .. كانت وقع خطواتنا بذلك الليل بجانب تلك الفيلات الحديثة الانشاء, تصدر صوتا ورتما يرافق تدفق ذكرياتنا كماء يأت من ذوبان الثلوج ..

بلال سقاطي ..
كنا في صغرنا نستهجن أن نكون أصدقاء لأحد ما يصغرنا بسنة , لكن عندما نكبر في العمر, نختبر علاقات صداقة مع سن أصغر بكثير منا, فعندما تعرفت على بلال, وهو أخ لصديق لي اسمه احمد تعرفت اليه منذ مجيئ اول مرة الى السويد= كان قد اتى حديثا الى السويد وبدأ تعرفه على هذا البلد ومن ثم عمله الذي نجح به لما له من خبرة قديمة في اللاذقية = وهاهو اخيه بلال الذي اصبح الطرف الثالث في لقاءاتنا .. فنضحك ونستمع الى الموسيقى او نشاهد افلاما مضحكة ونناقش امورا متعددة .. أستمتع برفقتهما وهما كريمين .. فلم يبخلا بأي شيء احتفالا بكل مرة آتي بها اليهم .

هدوء بلال يجعلك ترتاح في علاقتك معه , ومما زاد في علاقتي معه ولقائي به حبه
لأولادي. فيأتي دائما حاملا معه شيئا ما لهم ويلعب معهم بصبر لا أستطيعه مطلقا .. وعندما حل وقت ميلاد فيكتور جاء من الطرف الابعد من استوكهولم حاملا معه تورتا كبيرة عليها شكل السبايدر مان وهو الرمز المفضل لابني فيكتور .. كان ظريفا بكل المرات التي التقيت بها فيه .. شكرا بلال ..!!

أحمد سقاطي ..
صعب الوصف .. لكن فيه جوانب واضحة, يستطيع المقربون أن يروها بشكل مميز .. اولا حساسيته المفرطة .. كرمه , وده , تأثيره بالآخرين .. جاء في منتصف سنيه العشرين الى السويد .. والآن في سنيه الثلاثين , ربما سبع سنوات في السويد .. !! نلتقي غالبا , فهو من الاصدقاء الذين أحب أن ألتقي بهم وأسر معهم .. نشترك سوية بعدة اهتمامات .. أهمها النساء .. وربما هذه نتشارك بها مع كل الرجال .. اليس كذلك !! أبو حميد الحبيب ..

عمر ريحاوي ..
من الظرافة والقوة في أن يتصل بنا أحد ويقول أنا فلان , احببت أن أتعرف إليك .. اي هدية في أن نكون مرغوبين من الآخرين ..
لقد اتصل بي وبدا حديثة بأنني لا أعرفه .. لكن من لهجة صوته عرفت أنه من لاذقيتي " أي انسان من لاذقيتي محبب الى قلبي" فطالت المحاذثة ربما لساعتين .. ذكريات وأصدقاء ومعارف مشتركة .. وأغلقنا الهاتف على امل التواصل .. لكنه لم ...!!!

عمر دهوش ..!!
صديق العتابات والتعليقات والفن والسينما والفلسفة والادب .. عمر صديق عصر الالكترون , لا نلتقي إلا نادرا , لكننا يوميا نكتب ونتواصل عبر أثير الالكترونيات !! كتب لي مرة هنا على هذه المدونة " كيف لي ان أعيش دون تعليقاتك " فأرد وكيف لي أن أعيش دون كتاباتك لأعلق عليها !!!! مشتاق دائما عمر ..

دانيال أبزخ .. جاري وصديقي أبو علي ..
من الممكن أن أنتقل من هنا , من هذا البيت أو من هذه المنطقة او المدينة , لكنني لن أخسر شيئا أكثر من أن أفقد أبو علي صديقي .. وجاري العزيز ..
صاحب الدعوات المتعددة وصديق السهرات الظريفة في بيته .. كم أنا ممتن لوجودك أيها الصديق !










العبدين .. كريم ومنعم...
إن كان للاذقية رمزا فسأبدأ بنحت تمثالين لكما .. سعيدا بكما جدا .. بهذا التواصل الذي لا زال حيا .. بيننا بعد كل هذه السنين من الغربة.

كنان فتاحي ..
لايكفي كل ما سأكتبه .. يبقى في السنين الاربعين التي نعرف بها بعضنا .. كنزا ثمينا
من أيام لن تعود مجددا إلا بصوتك التي يأت من لوس انجلس في آخر الليل محييا .. شو ابو الرور كيف امورك !! فنبدا حديثا لاينتهي إلا بشروق شمس خجولة في الساعات الباكرة في السويد .. أحييك كنان الحبيب ومشتاق لك دوما .. لتعلم !!

مالك هارون ..
المختفي عن النت والماسنجر .. هل لمغامرة ما سبب في انقطاعك عنا .. تسائل أبو علي ريبا عن السبب معللا , هل هو مريض !! فضحكت!!

حسن رجب ..
نعم كتبت عنه سابقا .. فهاهو حسن يتواصل يوميا عبر الماسنجر .. واليوم قد قال لي انه وجد عملا جيدا .. بالتوفيق ياصديقي .
يارا ..
فتاة لطيفة .. تواصلت معها مرارا .. تضحكني أحيانا .. لكني لم اسمع عنها منذ ايام !! عجبا .. ربما تعطل النت .. هههههه

توفيق الفار .. وجان بيير ابو سمرا ..
توفيق رد أخيرا وسعدت جدا برده .. كأن الايام قد عادت القهقري .. انه صديق مميز ..
جان بيير ابو سمرا احد اصدقاء توفيق المقربين .. تعرفت اليه في الايام التي سبقت حفل زفاف توفيق في كارديف .. وبعدها ايضا .. سهرنا وشربنا حتى الثمالة .. في بارات كارديف المتنوعة .. فقدت الاتصال به منذ ذلك الحين .. لكن لحسن الحظ على الفيس بوك ردت لي صديق سررت باستعادته حقا !! شكرا جان بيير

رمضان صديقي
بعد شهور من الانقطاع .. جائتني رسلة منك .. أنك في مصر .. طوبا لك أيها الصديق .. سررت بحديثنا الاخير .. أرجو لك شتاء دافئا في ربوع بلدك الذي تحب !!

حسام جيفي !!
لم ألتق بحسام في أي مرحلة من مراحلي .. فهو يصغرني ب 20 سنة , لكنه صديق لأخي الذي يكبرني ب 13 سنة .. نتبادل من حين لآخر هلوسات الحنين والغربة على الفيس بوك .. ينتقي حسام مفرداته من قاموس الشعر , فهو شاعر وقد نشر له ديوانين شعر , يكتب في الصحف عن كل شيء ..
ذهب للولايات المتحدة ليختص .. ومن هناك بدأت التواصل معه عبر الفيس بوك بر
سائل صغيرة .. !! أستمتع بتواصلي معه
كتبت لي اليوم هذا "الكون يتجمد يا رفعت
هل معك رقم تاكسي
للهروب
و بسرعة
أصابعي بدأت تتكلم. " أحببت ما كتبه جدا



فايز السيد ..
صديقي الذي لم يراسلني منذ رجوعه الى سوريا .. صديق العمر .. مشتاقك أيها العزيز ..

كل البشر .. أصدقائي, لكني لم ألتقيهم بعد !!! .. رفعت

٢٠٠٨/١١/٢٩

فوربيري .. والموبايل


أول البارحة و كان لي اكثر من اسبوعين لم اخرج من البيت لعدم وجود أي عمل ولحالة نفسية تعبة من كل شيء , وشعوري بكآبة عميقة جراء مايدور في حياتي .. حالة من الضجر والعقم قوية أحالت أيامي الى نوع من الجحيم ,, قررت في هذا اليوم أن أخرج إلى استوكهولم بعد اصرار احمد صديقي للقائه في استوكهولم.
تحممت ولبست وفي طريقي للخارج تذكرت انني لا احمل موبايلي .. فرجعت وترددت في اخذ موبايل واحد فقط, فانا في الآونة الأخيرة اضطريت أن أجدد موبايل السيارة لعدم تجديد بطاقة الدفع وشراء بطاقة جديدة للأتصال خارج السويد باسعار تشجيعية. وأصبح في البطاقة مايمكنني بوحداته المتبقية ان أتصل بسوريا ربما 4 ساعات, فظننت أنني ربما سأتصل بسوريا وأنا في طريقي الى استوكهولم حيث أستقل قطارا يوصلني للمحطة الرئيسية. وهكذا أخذت موبايلي الثاني وهو الرقم الذي استعمله ويعرفه أصدقائي. عند خروجي من البيت انتابني شعور فظيع بأن أحد الموبايلات سأفقده .. قلت في نفسي, لا بد أنني اصبت بحالة نفسية مرضية بسبب احاسيس كهذه , وحاولت أن أبعد تفكيري قسريا بغير شيء .. إلا أنني عندما وقفت بجانب أحدى اشارات المرور الضوئية وقفت بجانبي فتاة شرقية تتكلم على موبايل أي فون الذي يعجبني كثيرا, هذا أرجعني للتفكير مرة اخرى انني سأضيع واحد من الموبايلات !!
وفي طريقي الى استوكهولم , تلفن لي صديقي أبو علي الحبيب , عارضا علي رحلة صغيرة الى احدى الاسواق التي تبيع أغراضا قديمة . وهي السوق التي تسمى فوربيري والتي اعتدنا أن نذهب اليها سويا كلما عن على بال صديقي دانيال تغيير قليلا من الرتم اليومي في البلدة التي نحيا بها !! أجبته بكل تأكيد فانا سأرجع بالقطار العائد الى البلدة فورا. وهذا ما حصل ..
هاهي الدقائق حتى التقيت بأبو علي صاعدا سيارته.
خلال الساعة كنا في فوربيري و البلدة التي انتقل اليها هذا السوق بدلا من بلدة اسمها شارلهولمن والتي اصبح مكان سوقها القديم مركز تسويق حديث ومن اكبر المراكز التسويقية في منطقة استوكهولم الكبيرة ..
سوق فوربيري للمواد المستعملة .. لا اعرف ماذا سأصف أحاسيسي المتنوعة الألوان . مزيج من ذكريات و روائح , بشر متنوعين .. فهاهم الافارقة واللاتينيين والمتوسطيين والعرب والاوربيين الشرقيين .. مزيج من النساء والرجال, يتمشون في ممرات يرسمها العارضون بطاولاتهم التي يعرضون عليها ما يمكن للآخرين شرائه أو خداعهم به !! ادوات صناعية , جرائد قديمة و اشرطة كاسيت وسيديات واسطوانات فنيل الموسيقية وربما الفحمية منها والتي بدأ بها عصر الاسطوانات الموسيقية .. ثم الالبسة والاحذية وصولا للالكترونيات والكومبيوترات والهواتق النقالة .. كل شي حتى المفروشات .. لكن لا سيارات ولا دراجات بنوعيها النارية والعادية !!
أتمشى بين هذه الطاولات فتمسح عيني مايمكنها رؤيته واختبار احاسيس غريبة تتفاعل بي , فهاهي مجلات السبعينيات برسونها الرائعة التي اعتدت قرائتها, مثل سوبرمان وميكي ماوس والبرق والوطواط .. ثم تلك الالعاب المعدنية التي ترجع صناعتها وموديلاتها الى حقبة من طفولتي .. يا الله كم تنتابني مشاعر الماضي بتلك اللحظة فارجع مراهقا, يتمشى بشوارع مدينتي اللاذقية .. مشاعر لذيذة حقا ..
بعد أقل من الساعة نلتقي مجددا عند الباب فنتمشى الى السيارة متبادلين الحديث عن أين يمكننا أن نحتسي الشاي وبعض الحلويات, فاتفقنا على مركز المفروشات ايكيا الذي به عدة مقاهي , احداها, هي المفضلة عند ابو علي ..
ركبت السيارة وأنا أفكر بأن من المستحيل أن افقد الهاتف حين مددت يدي لاتلفن لصديقي!!! .. لقد اختفى .. او سرق مني بواسطة أحد النشالين هناك ..
لا أعرف إن كان البشر حين يتقدم بهم العمر, تزيد الحاسة السابعة قوة , فيمكنهم التنبوء ..أم أنهم بقدر ما يفكرون بشيء ينقلب الى واقع .. فأنا المتشائم طوال عمري .. فما النتيجة ياترى ؟؟؟؟

٢٠٠٨/١١/٢٣

حفلة الضغط العصبي


يعتاد السويديون أن يولوا احتفالات يوم ولادة أطفالهم اهتماما كبيرا .. فمن نشر صورهم في الجرائد المحلية إلى شراء الهدايا المكلفة ومن ثم قالب الحلوى .. إلا أن يوم الاحتفال بحد ذاته, حدث عائلي واجتماعي, ولهذا هناك دائما احتفالان ..! أحدهما لأهل البيت } ليس أقرباء الرسول, بل المحتفى به } وهذا ما كتبت عنه } انقر هنا } ومن ثم وفي يوم عطلة } ليسهل مجيء الأطفال مع ذويهم } يأتي بعده مباشرة الأصدقاء } الطفل } ..
البارحة كان احتفال الأصدقاء لابني فيكتور .. !!! ويا له من صخب ..
فالتحضير لهذا الاحتفال بدأ منذ أسبوع .. وأول ما بدأت زوجتي به .. رمي أغراضي بأمكنة لاتظهر, للعيان لألا تخدش المنظر العام } على حد قولها أنها لاتريد أن تشعر بالخجل والعار من بيتها } وشراء كل ما يتعلق بتزيين الطاولة وأدواتها الموسومة بالرجل العنكبوتي {شخصية سينمائية يحبها ابني } من اكياس الحلوى , الكاسات, اوراق المحارم, الشرشف والأهم من هذا كله, أن صديقي بلال سقاطي قد وعد بصنع قالب الحلوى على شكل وجه هذه الشخصية وإحضاره من الطرف الثاني من استكهولم حاملا اياه طول المسافة وبالمواصلات العامة .. وهذا ليس قليلا { مشكور وممتن يا بلال } .. !!
البارحة كان الاحتفال .. وزوجتي التي تضغط نفسيا من اجل الذهاب اليومي للعمل والذي اعتادت عليه منذ 14 سنة ربما واكثر , فما بالكم بعيد ميلاد سيحضره ربما 11 او 12 طفل مع احد ذويهم ..مع أن هناك الكثير من العمل قد أصبح منتهيا طبعا .. التورتة التي سيأتي بها بلال , البيتزا الصغيرة التي خبزتها قبل يوم , وشراء تلك المكملات والهدايا , إلا أن زوجتي وأمها { حين أتت صباحا مع الحلوى التي خبزتها هي أيضا } أصبحت في ساعات الصباح الأولى امرأة لاتتحمل أي { نكزة أو لمسة} والأولاد على حالهم .. { مثل المجانين } أما أنا فكنت أساعد بحذر لألا تصدر عني اي حركة خطأ تكلف حالتي النفسية المتمركزة على حافة هاوية ... الكثير من الخسائر هههههههه .. لذا كنت حريصا على استعمال مفرداتي .. وحركة فمي , لألا تفهم خطأ, على انها ابتسامة ومسخرة فتقلب زوجتي الدنيا رأسا على عقب ..
بلال الذي وعدني بإحضار قالب الحلوى باكرا, اعتذر عن المجيء باكرا إلا أنه وعد بالتأكيد إحضاره قبل الساعة الثانية, وهو موعد مجيء المدعوين, مما زاد جرعة التوتر لزوجتي التي أصبحت في درجة 5 على مقياس رعفر { نسبة لاسمي } ويزداد هذا التوتر كلما قربت ساعة الصفر!!! طبعا الأولاد لم يساعدوا في تخفيف هذا الشيء فجو الاحتفال من بوالين متدلية وطاولة ملونة وانتظار أصدقائهم جعل جرعة اللعب تزداد مع ازدياد توتر زوجتي {{ هل تستطيعون عد المرات التي ذكر بها توتر زوجتي ؟ }} طبعا رافق ذلك المكنسة الكهربائية والسيشوار , وتجريب عدة مرات ماسترتدي, وخصوصا أنها ستذهب لحفلة عمل, تقيمها البلدية والتي تعمل زوجتي بها !!.
في الواحدة والنصف أتى بلال .. حاملا ذلك القالب الكبير من التورتة .. أراح ذلك زوجتي قليلا , وبعد قليل جاء اول المدعوين .. وبدأ فيكتور بصراخه تارة وباستعمال يديه تارة أخرى .. توالى حضور المدعوين وأصبح البيت مليئا ب 12 طفل و10 من أمهاتهم و اثنين من آبائهم .. وأنا وزوجتي وصديقي بلال و وليم و فيكتور ..
طبعا حصل الكثير .. صراخ ولعب وفتح هدايا وزعل وتقطيع قالب التورتة .. لن أتكلم عنهم لكني سأتكلم عن شيء واحد .. ما فعله ابني فيكتور .. فعندما ناداني وقال لي بابا سأدخل التواليت, أريدك هنا معي والباب يجب أن يكون مفتوح !! نعم أجبته .. وبعد قليل جاءت احد أصدقائه وأمه معه لانه يحتاج ان يدخل التواليت أيضا .. هل تعلمون ماذا كانت ردت فعل ابني .. أنه سيبقى في التواليت .. وجلست أقنعه أن صديقه سيفعلها في ثيابه اذا لم تخرج .. فأبى .. وبقي فيها حتى أتت أمه وجلست معه الربع ساعة وأقنعته بالخروج .. مما أصابني أنا بتوتر أكثر من أمه !! تخيلوا الاحراج .. أما زوجتي فقالت أنه طفل ..!! واكتفت بذلك .. لن آت على ذكر, لو حدث ذلك في بيت عرب .. ببلد عربي .. !!
طوال ساعتين , كان الصراخ يحتل كل شيء .. آخرا ودعنا الجميع .. شاكرين قدومهم وهداياهم .. وبالطبع شكرونا على ضيافتنا ولطفنا ههههههه أضحك ملئ شدقي .. كم هو قاس أن يحيا الانسان في غير اجوائه .. وعاداته .. حتى بأجمل الاحتفالات .. لا يسعد ..!!

٢٠٠٨/١١/٢٠

الزوج والنفاق الابيض



ترددت أن أكتب عن موضوع يعتبره العامة - لعدة اعتبارات- عائلي, خاص, حرية شخصية, إساءة للغير و الذوق العام وربما تصل إلى العنصرية وعدم قبول الآخر ووووو الخ ..!! صحيح, لكني اليوم صباحا عندما أيقظني ابني ذو الاربع سنين الساعة الثالثة بعد منتصف الليل تقصدت أن أتتبع تصرفات زوجتي وكيف تقوم من السرير كيف تلبس, تأكل, تغتسل, وإلى ماهناك من أمور عادية يقوم بها المرء كل صباح.. المثير بالموضوع أو ربما يسئ البعض فهم الكلمة " مثير " المستغرب " يفضل " ... أننا نحن الرجال وأقصد عامة الرجال, نرى في زوجاتنا أشياء تستفزنا لا نراها في أنفسنا أو علاقاتنا السابقة مع النساء, "نعم أعلم فقد كتب الكثير عن ذلك" ..الزوجة تختلف كليا عن أولئك النساء اللواتي مررن بحياتنا, أنها تحيا معنا بشكل أو بآخر كشريك في المكان والزمان .. إنها تأخذ منا مساحات من حياتنا, وهذا شيء طبيعي إذا كانت تلك المساحات المحتلة من قبلها جزء من هذه المساحات المملوكة أصلا من قبلنا, لكن بقدرة قادر بعد بضعة سنين من الزواج ترى أن كيانك كله قد اختفى .. وحل محله الأولاد, الزوجة والمسؤوليات على أنواعها ..

فمن منا لم يشعر بان هواياته هي بالنسبة للزوجة شيء سخيف واضاعة العمر .. أم تلك الكراكيب على حد تعبير الزوجات التي تأت بها الى البيت ,, فأفهمها انها ليست كراكيب وان بان عليه ذلك , فأنا أحب الالكترونيات القديمة لاصلاحها فقط .. تأبى زوجتي أن ألوث بيئة بيتي ذو النتصف نجمة بكراكيبي .. فلم تحل عني إلا ونقلتهم الى العلية في الطابق الاخير من البناية " حيث يحق لكل مستأجر مساحة للتخزين" .

والظريف بالموضوع أن الزوجات لا يهدئ لهن بال إلا وقد أحالوا رجالهم إلى مستعبدين وكارهين "" أنا لا أكره زوجتي !! " لكن بشكل مخفي .. تحت البطين الأيسر من القلب .. ثم يتحول هذا النفور إلى نوع من الاستفزاز ومن ثم إلى معارك , لن أقول من يهزم بها آخرا !!

تعالوا معي لنشاهد زوجة ما !! ولتكن زوجتي .. وردود فعلي والأفكار التي تنتج عنها .. طبعا أكرر أنا أحب زوجتي واراها من ألطف الزوجات .. للعلم ليس إلا. فأرجع على ماكتبته سابقا حين قلت اتتبع..

,...أستيقظت صباحا عند سماع بكاء وليم , وبالتالي استيقظ فيكتور ابني الاصغر.. وبصوت مخنوق بغصة ردت عليه زوجتي بانها ستأتي به لينام عندنا .. " فيكتور قد أتى بمنتصف الليل لعندنا, كعادته اليومية " لكنها نهضت وهي تنظر إلى وكأنها تقول: لم لم تنهض أنت ايها الكسول . فأجاوب في داخلي .. أنا لست معتادا على أن آتي به .. هنا يكون النوم قد أغلق أبوابه على الجميع .. فزوجتي تنهض باكرا الساعة الرابعة والنصف .. لتحتم, تنشف شعرها بالسيشوار الذي يصدر صوت كطائرة نفاثة تحلق عن ارتفاع منخفض!! بعد أن تنهي اليوغا اليومية .. وتبدأ بتشغيل المكنسة الكهربائية التي أيضا لها صوت مزعج .. والأولاد بهذه الاثناء لازالوا يتعاركون .. أنا الذي أعاني من أوجاع الظهر والرقبة , أنهض عن سريري بصعوبة وألم , لأحضر بعض الحليب والعسل للأولاد. كما طلبت زوجتي مني, لأنها تحتاج الى وقت لتحضير نفسها للعمل .. وبالطبع النق والشكوى والبكاء يترافقون مع ماتفعله .. وعلى أنها ستتأخر عن موعد عملها .. أي حياة هذه !! نعم نبقى في هذه الحالة للسادسة والنصف حين تبدأ زوجتي بنفاذ صبرها على الجميع .. وبشكل هستيري تبدأ بمعاقبتنا جميعا بصراخها وحنقها علينا ..تصل هذه الحالة الى شكل من أشكال الانهيار العصبي يترافق مع هذا صراخ وشتائم وبكاء وطبعا بمشاركتنا جميعا " أنا والأولاد " !! تخرج من البيت تاركة الأولاد لي لألبسهم ماتبقى من ثياب يجب عليهم لبسها فيخرجون من الباب مودعين بعيون حزينة , تذكرني بطفولتي حين أذهب للمدرسة .." لايهم المرحلة, فأنا لم أحب المدرسة طوال حياتي...!!! "

بعد الظهر تأت بابتسامة واعتذار .. وبأسباب ترددها دوما منها , دورتها الشهرية, هرموناتها, عدم نومها ليلة البارحة بشكل كافي ..الخ .. ثم تأت بالمكنسة الكهربائية " رياضتها المفضلة حسب قولها " رياضة التأمل " وتبدأ بالممر وصولا الى تحت أرجلي أي البيت كله .. طبعا البيت مساحته 79 متر مربع . وتذهب لتأت بالاولاد .. ربما يحتاج هذا الى ساعة لتأت بهم , تصف السيارة في مكان ما, أمام البيت , وتقول لي الاولاد بالسيارة هلا أتيت بهم واركن السيارة في مكان مسموح " مخالفة ركون السيارة في مكان غير مسموح يكلف حوالي ال 400 كرون سويدي !! فأهرع لآت بالاولاد التعبين من اللعب والمغطسين ب الوحل والقش والثلج ... الخ .. فاسمع زوجتي وأنا في طريقي للسيارة لأركنها في مكان آخر تصرخ بهم من أجل الاستحمام .. " لاحظوا الصراخ الدائم " وأرجع على نفس الحالة ..

طبعا وليم يلعب الكومبيوتر وفيكتور يحاول بشتى الوسائل افشال اخيه في قيادة السيارات او اصابة الاهداف والى ماهناك من العاب , بحيث فيكتور لم يصل لعمر هذه الالعاب فلا يستطيع التحكم وبالتالي اللعب بها. طبعا صراخ ومعارك بالايادي والسلاح الابيض !! "سيارات الماتش بوكس والليغو ..!! وبعض الاحيان المجلا ت المستعارة من المكتبة العامة !!

تعيد زوجتي تنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية .. أنا في هذه الاثناء أطهي أو أسخن الطعام .. وحين أنتهي من تحضير كل شيء على الطاولة , يحتاج الجلوس على المائدة حوالي النصف ساعة لأن زوجتي لا تستطيع الاكل إلا على هدوء .. فتبدأ هنا معارك الأكل بين فيكتور ووليم .

زوجتي وأولادي لا يستسيغون ما أطبخ من مأكولات عربية, مثل البامية واليخاني على انواعها .. كما أن زوجتي تحب السمك وأنا أقرف من رائحته ولا أطيقها " لرائحة السمك " فتقلي شرائح اللاكس الزهرية مع البطاطة المسلوقة وجبنة الشيدر !! للأولاد .. أنا أنزوي في ركن الكومبيوتر في غرفة الجلوس وأقرأ أي شيء انتظارا لانتهاء الاولاد من الطعام .. بعد الطعام تبدأ المعارك حول تغسيل اليدين والفم ومن ثم آخرا تنظيف الاسنان الذي يحتل المركز الاول في اوليات زوجتي ويليه في المركز الثاني المكنسة الكهربائية ثم تجفيف الشعر !!

يبدأ برنامج الاطفال في السادسة .. وفي أثناء ذلك ينام الاطفال على الارض او الاريكة .. تحملهم امهم الى الحمام ليتبولوا لألا يتبولوا خلال نومهم في السرير !! فكرة ذكية !!

أنا لازلت جالسا اراقب ما يمكنها فعله بعد ذلك .. تأت بعد قليل بصينية فيها اللبن والخبز القاسي والزبدة والمكسرات وتبدأ التقرمش .. أنا هنا يصيبني مس من الجنون .. هل تعلمون ماهو مس من الجنون .. !! لكني انسحب من غرفة الجلوس للحمام فأحل كلمات متقاطعة لم افلح ولا مرة في حل اكثر من كلمتين, لاتقاني اللغة السويدية بشكل مهول !!

بعد قليل تأتي زوجتي لتقول ألا تريد أن تنام .. فأهز برأسي موافقا .. وأزيد بأنني عندما أنتهي من الحمام سآتي .. فآتي بعد ثلاث أو أربع من الساعات .. تصبحون على خير

٢٠٠٨/١١/١٧

يوم كغيره .. باستثناء انه عيد ميلاد فيكتور جونيور !!




فيكنور جونيور مصري .. العمر 4 سنوات .. شرس الطباع , هوايته تكسير أي شيء , الصراخ , باكرا ومتأخرا , داخلا وخارجا .. يحمل في حنجرته, مضخمات صوت عاليه الجودة .. يستطيع تقطيع أعصابي بمجرد ثانية واحدة من بداية صراخه .. عصبي المزاح , ربما من اجل أن أحد ما مر من أمام التلفاز وهو يشاهد فيلم كرتون .. يحطم, يصرخ, يضرب, ولا يستطع أحد أن ينهيه عن ذلك حتى بالضرب والتهديد " مما يمكن أن يورطك في قضية استعمال العنف مع الاولاد وبالتالي سحب حق تربية الطفل منك " وهذا ما أرمي إليه" ههههههه "أمزح"

اليوم ميلاده في 17 نشرين الثاني .. !!


البارحة قضينا ربما اكثر من ساعتين لتحضير الهدايا والحلوى وقالبالكاتو, الذي حضرته زوجتي بالكامل مع غطاء من اللوزينة والزخرفة التي أخذت الوقت الكثير من المساء بعد أن خلدوا للنوم .. غدا سيأتي جدهم وصاحبته " حماي وحماتي مطلقين" وبالطبع حماتي .. وستكون حفلة صغيرة يتخللها طعام سأحضره أنا بالطبع, والحلوى بعدها ..!! وفي الصباح سندخل باكرا لننشد له بعض أغنيات أعياد الميلاد ومحملين بالهدايا التي بدأت زوجتي باحضارها منذ اسبوعين !!

صباحا في السادسة , ايقظتني زوجتي وقالت حان الوقت لنبدا الاحتفال .. نعم ويا للسعادة !!
طبعا أيقظنا وليم أخيه الاكبر "خمس سنين ونصف من العمر" وأشعلنا الشموع وأحضرنا كل الهدايا بجانب السرير " سريرنا طبعا لانه يأتي نصف الليل لينام بجانبنا " وبدأنا نغني له عيد ميلاد سعيد ونحن ندخل الغرفة !!

استيقظ فيكتور .. وبدأ بالصراخ الفظيع لاننا ايقظناه, ومن ثم بعد دقائق بدأ في فتح الهدايا والعراك مع اخيه لأنه شاركه في تمزيق أوراق هدية ما .. وبدأت المشاكل والصراخ .. وسأضع فيلم أرجو أن أنجح في عرضه هنا على المدونة .. وأنصح مرضى القلب بألا يشاركوا في المشاهدة .. حرصا على حياتهم .. والآخرون حرصا على أذنيهم ..
في النهاية .. تحول الحفل الى صراخ وبكاء وجنون ..!!
أولاد ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.

٢٠٠٨/١١/١٦

أن نخشى المجتمع ..فنكذب ونمثل



بداية, هناك الكثير من الأشياء التي سأكتب عنها هنا .. ربما أحداث و يوميات لم تكتمل في ذاكرتي بالشكل الذي يجب أن تكتب به, ولكن !! بركم من يهتم هههههه .. من جملة الأشياء التي سأكتب عنها تلك التصرفات التي نخجل جميعا من أن نعترف بها. سيذهب ‘‘إلى ذهنكم .. الاستمناء !! لا .. فهذه الحالة لم تعد في وقتنا هذا ما يخجل منهم وما يخفيه المرء حتى عندما يتبادل الحديث مع أصدقائه عن ما يمكن ان يتخيله المرء من فانتازيا جنسية شاذة .. لا ليست الاستمناء .. ربما عادة الأكل .. ماذا يأكل المرء وكيف !! هنا الموضوع شيق جدا لما فينا نحن البشر من اختلاف بما نستسيغه وما يثير لعابنا أو غثيانا عليه .. !
في علاقاتي المتعددة مع بشر مختلفين المستوى وأعني بالمستوى الثقافي, التعليمي, الاجتماعي, المادي, والوظيفي المهني, المنشأ وربما الجنس "سأتطرق على الجنس مطولا لاحقا" رأيت أن هناك دائما ما يخفيه المرء من تصرفاته حين يكون بين البشر. مثلا عندما تكلمت زوجة احد أصدقائي, أنها لايمكنها ان تأكل من صحن آخر, حتى وان كان صحن ابنها , لأنها على حد قولها تقرف !! أو مثلا أنها لا تأكل من طعام لا تعلم من طبخه !! "إنها تأكل في المطاعم" لا تعاني هذه الزوجة أي مشاكل نفسية بما يتعلق بفوبيا النظافة أو الجراثيم أو خلافه !!
نحن البشر نحاول قدر استطاعتنا الظهور بمظهر المتماشي مع القوانين الاجتماعية والتقاليدية .. نحب أن نظهر أننا مثاليين .. مع أننا جميعا حين نكون بمفردنا او مع احد المقربين لا نخجل من فعله .. وأعني أي فعل .. !! بدأت بالطعام , فلأتكلم على الطعام ..
بدأت أعي أن الطعام حاجة ومتعة منذ صغري, فأنا عانيت من السمنة طوال حياتي, وإن كانت سمنة غير مفرطة, إلا ان وزني كان ولازال دائما أكثر من المتوسط او العادي. وسبب ذلك أنني وجدت متعة كبيرة في جميع مراحل الطعام ابتداء من الطهي وعملية المذاق والمضغ وحتى اخراج الفضلات .." من منا يجد هذا ليس مريحا وممتعا ومع هذا لا أحد يتكلم عنه " أنا من الناس الذين يستمتعون جدا في المرحاض .. أقرأ جرائد , قصص , روايات .. الخ وربما كتبت بهذه المدونة العديد من النصوص أيضا وأنا أجلس في المرحاض .. في بعض الاحيان تأتيني فكرة أنني ربما آكل أكثر من المطلوب بسبب حبي للجلوس في المرحاض في اللاوعي المعتم عندي!!

القرف من الطعام .. الذي بدأت به بالكتابة هنا .. !! ربما أنا وبسبب تعرضي للجوع والحرمان في السجن.. !! بدأت في اكتساب احترام كبير للطعام .. أو النعمة, كما العادة في تسميتها بمجتمعنا الشرقي, المحروم من الوفرة في المأكل وكل شيء. " ليس هذا ما أرمي إليه" لكنني لا أكب شيئا يؤكل .. أحاول وإن كنت شبعا أن آكل ما يبقى من الطعام , لألا يرمى .. حتى أنني في بعض الأحيان أستطيع القول بدون تحفظ بأنني أفتش في القمامة عن ما رمته زوجتي "السويدية" من فضلات الفواكه التي اعتاد أولادي أن يكتفوا بقضمة أو اثنين منها .. نعم !! أين المخجل بالموضوع .. !!
ثم ان أوقع أي احد طعاما على الأرض فأنه وإن كان يقبل أكله, لا يقدم على انتشاله من الأرض, خجلا من العامة الذين ربما يشاهدوه !!
في احد المرات وهنا في السويد وبمطعم ماكدونالد, وقعت أرضا بسبب الجليد الزلق على المدخل, حاملا صينية فيها هامبرغر وبعض البطاطة, فتناثرت البطاطة والسندويشة أمام كل من كانوا يجلسون على الجنب المطل على المدخل .. كنت اعلم أنهم يروني, فقمت بهدوء ألم البطاطة وأضع الهامبرغر بالورقة المعدة لها وجلست أمامهم واضعا الصينية على الطاولة الخشبية وبدأت الطعام .. !! شعرت بالبهجة لإقدامي على عمل لايجرء عليه الكثير .. علما أن الموضوع ليس له أي قيمة .. لكنني كنت أنا بمعزل عن ما يقولونه أما ما حصل معي في عملي الأخير بمكب النفايات .فهو برهان اكيد على " لا أعلم أن كان هذا منطقي " على أنني أفكر مختلفا مع البقية , فعندما جائت واحدة من اكبر الشركات التسويقية للمواد الغذائية بشاحنتها الكبيرة لترمي ما يعتبر أنه منتهيا مدته من كل شيء ابتداء من الخبز حتى الفواكة , رحت الم هنا وهناك من فواكة تعتبر عالية جدا حتى على السويديين من كيوي وجوافة وبوميلو , والذي استمتعت به جدا بل رحت الى ان أعزم عليه بعض السائقين السويديين الذين اكتشفو ا لاحقا أن هذه الفواكه من القمامة .. ولكن ما جرى قد جرى

جميعنا نستمتع باخراج غازات أمعائنا ومن يستطيع ان ينكر انه وغالبا, مايحاول شم الرائحة. نعم ومع هذا ان ذلك وبعدة مجتمعات يصل رد الفعل على من يفعل ذلك ربما القتل ان لم يكن النفي .. أذكر مرة في فترة عسكريتي بالثكنة .. فلتت متسربة من تحت الاسلاك العضلية الشائكة .. ضرطة , وكان احد المجندين البدوي الاصل بجانبي وسمعها, فقال لي وتعتبر نفسك مثقف وحضاري وتفعل مافعلت!!!.. ماذا بربكم يمكنني ان اقول له , سوى نعم أنا لست حضاريا ولست مثقفا .. هل انت سعيد الآن !!هههههه

او ماذا عن اخراج مايعلق في الانف ويتجمع من اوساخ تتحول, لما يطلق عليه باللغة العامية عندنا , العمش, سواء في العين أم في الأنف. في بعض الاحيان أنا أجد متعة في اخراج هذه الفضلات من أنفي. ولأقل أنني البارحة بالذات وأنا أتكلم مع احد اصدقائي حسن رجب في برايتون, بريطانية, "عن طريق الماسنجر" استعملت الخنصر "الاصبع الصغير" وهو مسلح بظفر أبقيه أطول من الصفر حين أقلم أظافري البقية, فجرحت أنفي بفعل قشط جدران الأنف به , وأنا أحاول اخراج "عمشة" قد استحكمت في المكان .. فقلت له عما جرى وأنا أضحك متصورا ماذا سيكون رد فعله وأنا أشرح له كتابة مايجري معي, فاستطردت بقولي .. هل تعلم أن ملكة بريطانية اليزابيث تحب أن تفعل هذا عندما تكون لوحدها .. فضحكنا عبر كتابة ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثيرا

الجنس ..... يحتاج لبعض النقاط وربما علامات تعجب واستفهام !!!! اي قمع أوجد عقدة الذنب بداخلنا نحن البشر .. كتب الله السماوية .. قوانين البشر الأقوياء, النظام المدني للحضارات الإنسانية .. التي فرضت على أن يكون علاقات البشر الجنسية مقننة .. أين يوصلنا هذا .. !! الديانات على إشكالها, ولن أدخل بأي تفاصيل عنها و قد عنت وفعلت بشكل وبآخر على التابوية* التي وصلت بشكلها الحالي الآن.. !!
ثم مخلفات العادات التي ألزمها الحكام أو الإقطاعيين أو زعماء العشائر "وأقصد هنا أنها انتشرت بأي من أشكال تلك المجتمعات" الرعوية والمدنية, "الزراعية والصناعية" ثم بدأت في أواخر الستينات من القرن المنصرم حركات أكثر انفتاحا للجنس, ترافقت هذه الحركات مع الانفتاح المادي الذي شهده العالم آنذاك, ثم بروز المجتمعات المدنية المطالبة بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. إذا الانفتاح للجنس متوافق طردا مع الإنسانية والحرية والديمقراطية وعكسا مع الديكتاتورية والقمع والحكومات الدينية " (إيران و أفغانستان "طالبان" ) ..
نعم .. وهنا بهذه المقدمة عن عقدة الجنس البابوية طبعا, أوجدنا في داخلنا تلك العقد المكبوتة في أن نكون ما نكون .. وان نمثل لعبة المثالي أمام الآخرين .. والمثالي هنا هو تلك الصفات التي يحملها الجميع كشكل خارجي أي كقناع يضعه الجميع حين يخوضون مسرحية الحياة اليومية .. نعم لا زلت أذكر ذلك الصديق الذي راح يملي علينا محاضرات عن الأخلاق لأننا جلبنا معنا فيلم إباحي لنشاهده ثم ولمحاسن الصدف تعرفت على احدى الفتيات اللواتي كان على علاقة معهن .. فقالت لي مالم يخطر لي على بال .. حيث بدا لي هذا الصديق, قد لعب ادوار بطولة كل الافلام الإباحية التي شاهدتها في حياتي. وهو الذي قال لنا آنذاك .. ألا تقرفون من تقبيل فتاة قد كانت تضع عضوكم في فمها منذ قليل" بقصد فرادا وليس جماعا, وإلا بدا لي أننا فهمناه خطأ" هههههه قالت لي انه كان يجامعها في آواخر أيام الدورة الشهرية .. فقلت لها ألا يقرف !! هههههه
هنا حين أتيت ‘إلى السويد توقعت أن الجنس هنا كالأفلام التي اشتهرت بها السويد أو البلاد لاسكندنافية .. لكني عبثا لم أجد سوى الأجانب قد أتو على سوق الرجال, فالبشر الذين يمرون بمراحل نموهم الجنسي الطبيعي يحييون بطبيعية بشرية صحية .. من قال لنا أن الجنس له الشكل المرسوم التالي .. من يجبرنا على شيء لانحب فعله او بالطريقة التي يجب علينا ان نفعله !! ومع هذا فنحن تحت الفراش أكبر شاذين في العالم .. كل على حدا .. فمنا من يمارس النكاح الاستي ومنا من يخلق فانتازيا لم يكتبها أي كاتب اشتهر بكتاباته الجنسية البذيئة .. لكننا نخجل من أن نتكلم عنها .. فنحن معرضون للنبذ من المجتمعات المحافظة لذا علينا أن نكذب .. فنقول أعوذ بالله .. يعتبر نكاح الاست من الكبائر .. فاضحك......!!! لكن بصمت ..

٢٠٠٨/١١/١٣

ليلة موسيقية وثقافية


ربما من حسن حظي أنني التقيت بجار الرضا دانيال أبزخ .. الملقب ب ابو عليو والذي كتبت عنه قبلا الكثير .. نعم أن هذا الصديق الذي يسكن طابقين فوقي لهو نعمة في حياتي البائسة هنا .. مقدمة أريد كتابتها تعريفا على هذا الصديق الذي لولاه لما شعرت بأنني حي معظم أوقات حياتي هنا في السويد .. !! وإن كان أبو علي قد عاش سنينه الاكثر من العشرين هنا في السويد, إلا أنه لا زال غصبا عنه يحمل بذور الشرق في دمائه, وإن كانت أصوله شركسية ..
فمنذ أن ألتقينا على درج المبنى الذي يمر بمحاذاة باب منزلي, لازال أبو علي صديق رحلات ودعوات ظريفة سواء خارجا ام في منزله. وقد كتبت مرارا عن تلك الرحلات الرائعة التي اصطحبته بها وسررت طبعا بها وبرفقته ..
في الساعة السابعة تقريب.. مساء, اتصل بي هاتفيا ليقول لي هل تعلم ان اليوم وهذه الليلة هي ليلة الثقافة في سودرتالية "اسم البلدة التي نحيا بها" قلت لا !! قال ما رأيك في قضاء فترة السهرة هناك , نستمع للأغاني ونشاطات ثقافية اخرى !! اجبته بالطبع نعم !! فعدا عن تلك النشاطات فانا أحب مرافقته والمناقشة معه.
مشينا الى مركز المدينة الذي يبعد حوالي الخمس والعشرون دقيقة ودخلنا المكتبة التي رممت حديثا بما فيه كامل المبنى والمحلات التجارية وبدأنا في تجوالنا عبر اقسام المكتبة العامة الكبيرة التي حوت عدة اقسام .. فهنا في وسط المكتبة , تلعب فرقة من نورتالية موسيقى البلوز باللغى السويدية وهناك بعض المراهقين الذين يشاهدون فيلما في صال
ة صغيرة لا تتسع سوى لعشرين شخصا.. والنشاطات قد بدأت منذ الصباح .. وفي طريقتنا الى مقهى المكتبة دعاني ابو علي على شراب حيث كان هناك طاولتين احداهما بيرة ونبيذ والاخرى كوكا كولا حيث توجهنا انا وابو علي الى تلك المقهى لنستمع الى كاتب قصص بوليسية
21:00
في الساعة التاسعة مساء استمعنا الى الكاتب الشاب ينس لابيدوس الذي اصدر في 2006 كتابه الاول الدفع النقدي السريع وفي السنة التالية
اصدر كتابه الثاني ابدا لم ينهض. الكاتب يعمل محامي دفاع ويصف الاجرام في منطقة استوكهولم في عالم قد عرفه خلال حياته العملية.
والكاتب قد تاثر بالكاتب الامريكي جيمس ال رويس .. كانت ساعة ظريفة جدا, استمتعت بها حيث اختلطت ذكرياتي بالمحكمة السويدية التي كنت بها شاهدا .




22:00

في العاشرة شيشتي اولين .. حيث اغنت ذكرياتي بالجاز والبلوز واغاني بالانكليزية والسويدية ومرافقها الغيتاريست توربن ستروبيك.





22:45
غلين غاري
ثم بقينا في نفس الصالة حيث جاء احد زملائي اسمه بيتر هنسلو في صف اللغة السويدية وهو انكليزي متزوج من سويدية ..ظننت في البداية انه يساعد في وضع وترتيب الات الفرقة .. الا انه كان المغني و الذي يرافقه ابيه ,واسمه بوب الذي اتى من فرنسا ليغني مع ابنه ..وعازف الفيول "الكمان" وغيتار الباص السويدي نيس كارلسون .. غنوا بعض اغاني جوني كاش وايرلنديات ظريفة وشاركتهم اغنيتين زوجة بيتر السويدية ..!! الا ان الاداء كان ليس كما يجب ..

في النهاية .. الساعة قاربت 23:30 رجعنا الى البيت وكنت مسرورا .. وهذا بفضل كل ما يتعلق بهذا المساء .....
شكرا ابو علي


Tawfik Al Far .. توفيق الفار صديقي القديم


لا أعلم في أي وقت أو زمن جاء أبي ليقول لي هل تذهب معنا إلى بيت عمك حبيب الفار , لا أعلم أيضا ماذا كان جوابي, إلا أن أختي منى قالت لي أنك ستحبهم جدا, فهم ناس طيبين, وزوجة عمو حبيب بولندية الاصل وهي رائعة وذكية جدا وأنك ستحبها دون أدنى شك!! وسترى ! .

عندما ركبنا السيارة متجهين الى حي رمل الفلسطنية لم أتخيل أبدا أنني سأرى عالما سحريا .. بيت رائع, جدرانه مليئة بأعمال سيدة البيت, اعمال الصنارة الجميلة وتلك اللوحات كما أنها تجيد ربما أكثر من 10 لغات كتابة وقراءة وطباخة ماهرة, فعندها تذوقت المأكولات التي كنت أراها في المجلات الاوروبية , وايضا عملت خلال حياتها المثيرة أكثر من عمل في بلاد كثيرة, السودان كان بينها وكانت تدير ورشة تصليح لشركة السيارات المشهورة مرسيدس بنز ..

أما العم حبيب الفار " أبو توفيق ", فهو رجل تحبه منذ لقائك الاول به !! دمث الأخلاق و كريم ومضياف جدا, الصفة التي تشعرها فور دخولك بيته, المشروب والفواكة والطعام .. الموجودين دائما على الطاولة التي يجلس بجانبها و كأس العرق الموجود طبعا عليها أيضا .. أي زوج رائع هذا !! المرأة التي أتت من بولندا الى فلسطين لتلتقي هذا الرجل الرائع.. ثم أتت الحرب وتشرد الفلسطينيون .. وجاؤوا الى اللاذقية بعد أعمال في عدة مجالات .. بنوك , ووكالات ثم استقر العم حبيب في اللاذقية ليفتح وكالة بحرية وترانزيت للأعمال الجمركية, ثم لسوء حظه حين كان وكيلا لشركة قد تأخذ أعمال سد الفرات, جاء عبد الناصر وبدأ الوحدة ومن ثم سحبت الميزات من الشركة التي كان وكيلها العم حبيب, بعد ان كان قد وضع مبالغ طائلة في هذا المشروع ..

نعم التقيت بالعم حبيب في مراحل متأخرة من حياته , لا استطيع أن أجزم أن هذه الزيارة كانت في 1978 بعد ان توفيت والدتي او ربما 1979 .. من ذلك الحين أصبح لي منزلا آخر أستطيع المجيء اليه وقت ما أريد .. أحببتهم كثيرا وكانوا بمثابة أصدقاء و أهل.

ربما في الثمانينات , بدايتها .. بالتأكيد...! جاء ابنهم الوحيد توفيق .. كانوا يطلقون عليه اسم توي ..

ذهبت لعندهم لاقابله ... توفيق اكبر مني ربما بثلاث او أربع من السنين .. شاب ظريف جدا, درس في المدارس الداخلية اللبنانية الخاصة بالاثرياء وأظن انها برمانا هاي سكول, ودرس علم البتروكيميا في جامعة كارديف البريطانية ويعمل في جزيرة أدما في منطقة الخليج بأبو ظبي .. ذو مواهب متعددة , ذكي جدا وقارئ ومستمع ممتاز, يلعب الجودو وحاصل على الحزام الاسود!! ... في الوقت الذي كنا نحن الشباب في اللاذقية لازلنا نصيح في الشوارع صيحات بروس لي المخيفة دون أن نعي لماذا !!! ثم انه متواضع كريم وذو حس فكاهي .. اضحكني حتى الثمالة ..انه صديق من الدرجة الاولى ..

جاء عدة مرات الى اللاذقية, تارة أتيا من عمله بأبو ظبي أم من بريطانية مع احدى الحسناوات البريطانيات .. التي يسيل لها اللعاب ..!! ومع كل مرة كانت علاقتنا أقوى من ذي قبل .. فالرسائل التي كنت اواظب على ارسالها له,والردود الرائعة التي كان يرد بها بكل اهتمام, كانت لها فعلها في استمرار هذه العلاقة ..

حين كان يأت كان كالبابا نويل .. محملا بالهدايا الثمينة وكأنني أخيه الصغير .. ولن أنسى ذلك الوكمان السوني, الذي بهرت به كل أصدقائي ذلك الوقت .. لصغر حجمه وصوته الرائع .. كما تلك الكاسيتات التي كان لها الفضل في تهذيب اذني الموسيقية, فصرت بدلا من سماع البوني ام والباكارا , الفرق الموسيقية التي كان ابناء جيلي يسمعونها أو الهارد روك التي كان يسمعها اخوي منذر وماهر والتي لصغر سني لم أستسيغها فقد عشقت الموسيقى التي جاء بها توفيق وهي الجاز فانك , مثل جورج بنسون , غروفر واشنطون جونيور .. " منذ اسبوع كتبت عن الموسيقى فكتبت أن لي صديقا لم أعد على اتصال معه لكنه حي في ذاكرتي طوال ان لي أذنان تسمعان" كان المقصود هو توفيق نفسه !!

كنت الملاصق له طوال اقامته في اللاذقية حتى انني كنت ارافقه الى مطار دمشق مودعا .. كان صديقي المميز بكل شيء, كان كالنجم اللامع بالنسبة لي ... كنت احلم بأنني ربما سأكون مثله .. كان القدوة بالنسبة لي ..

الصداقة التي لم اشعر أنني فقدتها بعد سنة 1983 حين كنت مدعوا على حفل عرسه في كارديف حيث تعرفت هناك على شباب كثر من أصدقائه هناك وأذكر منهم جان بيير ابو سمرا " الذي اشتهر بجملة ألف كلا " وأيمن سلامة الذي ورطني بدخول احدى بارات التعري في لندن وعلى بن سعيد الحجري الذي استمر تواصلنا ربما سنين قبل أن ينقطع بعد زواجه " وهذا طبيعي!! عندها يكون المرء قد فقد استقلاله "

أما توفيق وبسبب تافه لم اعد أذكر أي من تفاصيله, لم نعد على اتصال منذ ذلك الحين ..!!

لم يخرج من ذاكرتي طوال هذا الوقت .. كانت اغنياتي المفضلة اغانيه المفضلة ايضا , ولازالت في سنيني هذه تلك الأغاني التي اسمعها باستمرار وتعني لي شيئا ثمينا لايعوض .. وفي كل هذه السنين حاولت التواصل معه خصوصا بعد وفاة امه حين كنت بالسجن وقتها .. ولن أنسى أنني نمت عندهم ربما يوم او يومان في فترة هروبي من الخدمة العسكرية

بعد العسكرية ذهبت عدة مرات مع ابي لعندهم .. لاشيء كالماضي .. العم حبيب اصبح تعبا ومن ثم تزوج امرأة لم اشعر بانها ظريفة ابدا , فقد كانت تعامله بفظاظة وكأنه صبي صغير مما جعلني ابعد عن هذا البيت الذي به اجمل ذكرياتي ..

توفي العم حبيب. .. حزنا جميعا عليه .. أذكر أن والدي حزن جدا عليه فقد كان صديقه القريب ..أما أنا فلم أذهب للتعزية !! لا أعرف أحد من أقربائه .. ولم يصلني أن توفيق سيأتي .. ثم ولاسباب لم اعد أذكرها .. بالفعل وكأنني لا أحبذ وقائع الموت والتواجد في التعازي .. لم أذهب أبدا ..

حين أتيت ألى اللاذقية منذ عدة سنوات .. مررت لبيت العم حبيب .. وقابلت زوجته التي لازالت مصرا على انها من البشر الغير متوافقين مع شخصيتي ..كنت أريد عنوان توفيق .. كان قد حان الوقت لابحث عنه ..واقعيا وليس بالذاكرة .. قالت انها لاتتواصل معه بسبب انها لا تملك عنوانه .. وهكذا ضاع عني توي .. مرة اخرى ..

في الانترنيت لم أجد فرصة إلا وكنت أكتب اسمه بكل اللغات وابحث عليه .. لم أفلح بأي نتيجة حتى انني بحثت في مواقع الاصول الانكليزية , باعتبار ان احدا ما قد قال لي انه يسكن في غلاسكو .. ثم في ليبيا ثم في قطر .. لاشيء غريب جدا على هذا الذكي ان لا يكون لديه عنوان على الانترنيت .. لكن ....... البارحة كان لدي شيء ما على الفيس بوك فعرفت من صديق لي ان هناك امكانية البحث عن الاسماء في الموقع .. سريعا كنتب اسمه ....!! يا للفرحة .. هذه صورته مع ابنه ربما لا اعرف .. لكني على السريع .. بعثت له برسالة والتي ارجو أن يرد عليها سريعا .. أصدقاء ألا تعلمون ما أثمنهم ..