٢٠٠٨/١٠/٠٥

يوســـــــــــــــــــــــــــف تــــــــــــــــــــــــزوج



البارحة .. كان موعدي مع يوسف أحد الذين التقيت بهم هنا في السويد من سنتين وبقيت على اتصال به , واحيانا نلتقي في استوكهولم او عندي هنا في سودرتالية .. أما سبب موعدنا, أنه سيتزوج من امرأة سويدية وأنا مدعو على أن أشارك في مراسيم الزواج المدني في احدى الضواحي للعاصمة السويدية ..
استيقطت باكرا في جو من الصخب الذي كما أردد دائما, ناتجا عن صراخ ابني الاصغر فيكتور وربما في بعض الاحيان يشاركه الأكبر وليم شكيب, لن أطيل عن ما عانيته من انتقاء الثياب, حيث أنني لا أملك حذاء رسمي مناسب , مما جلب لي بعضا من الضغط النفسي لانتقاء ثياب تتناسب مع بوط بني اللون ..

أخذت الباص, الذي اضطررت ان انتظره أكثر من 19 دقيقة ومن ثم القطار الذي ولحسن حظي يبدأ مسيره بعض وصول الباص يأربع دقائق.
يوسف, شاب في العقد الرابع من العمر وربما في نهايته, أما العروس فهي آنا وتبلغ من العمر حولي 47 سنة أي تكبره بعدة سنين, وهي ام لثلاث اولاد حسب الصور المعلقة على حائط بيتها, أما ما وصلني من صديقي يوسف ان لديها ابنتان, احدهما في ال17 من العمر وهي من تعارض زواج امها من يوسف , ولم اعرف ماهي معترضة عليه .. هل هو العمر أم أنه أجنبي!!! .. لكني أرجح كفة الثانية .

ألتقينا في المحطة الرئيسية في العاصمة .. كان يبدو عليه الهدوء وربما بعض اللامبالات .. أعني لرجل سيتزوج بعد ساعتين او أقل !! وكان قد لبس طقم رسمي, أظهره بمظهر جدي, لم أعتد عليه طوال معرفتي به بهذه السنين الثلاث!!
استقبلتنا آنا , التي سبق والتقيت بها منذ اقل من شهر عندما صدفة اتصلت به وقال لي انه قريب من مكان تواجدي وبرفقته امرأة سويدية.
تتمتع آنا بوجة جميل وبروح شبابية نسبة ل
عمرها, تحب اللهو وجريئة .. ترتاد المقاهي والمطاعم والسفن التي يعتاد السويديون ان يقضون بها لياليهم بأيام عطلات نهاية الاسبوع.
أما يوسف فهو شاب بسيط, يحمل حلما كباقي اولاد مدينتي .. أن أعيش وأن أكسب وأن أرجع يوما الى البلد لكن بمبلغ من المال يؤمن لي عيشا كريماً. قد عمل بحارا فترة ومن ثم مضى الى السويد كغيرة من الشباب ..
يملك يوسف حظا طيبا مع النساء .. فلم أزره امرة الا وكان لديه امرأة. ولن أقول أنني حسدته دائما, فهن ان لم يكن كبيرات في السن, او اجنبيات.. ربما يتمتعن ببعض الجمال , انما آنا هي من أجملهن وأرتبهن.
استقبلتنا آنا بزيها الابيض وبضحكتها المرسومة خلف الروج الذي حدد شفتاها الرقيقتين, وبدأنا بالحديث عن مراسم الزواج وما أعدت له من بروتوكولات .. الضيافة والاصدقاء وماذا ستفعل مع يوسف لاحقا .. دون ذكرها التفاصبل .. !! أعرف
كانت تقود سيارتها الفيات الجديدة بسرعة, حيث أننا وصلنا بتوقيت الموعد تماما في بيت البلدية حيث تكتب عقود الزواج .. كان هناك بعضا من أصدقائها وأمها ..
وبدأت مراسم الزواج والتصوير ورمي العريسين بالارز , ومن ثم الاتجاه الى البيت, حيث رتبت قوالب الكاتويات المتنوعة والازهار البرتقالية اللون , والشمبانيا والقهوة والشاي والحلويات ..
كان البيت مليئا بأصدقائها .. اللطيفين والذين يصافحوك بحرارة مع نطقهم باسمهم وصلتهم بالعروس .. أما أصدقاء العريس فقد اقتصرت الساعتين الاوليتين بي .. ومن ثم جاء شابين احدهما من اللاذقية والاخر لبناني يقطنون معه في البيت !!
وبعد اكثر من نصف ساعة جاء صديق آخر من اللاذقية اسمه جهاد رجب ومعه شاب قد وصل منذ ساعات الى السويدواسمه توماس وهو ايضا من اللاذقية ..
كان الجو ظريفا .. فتحت آنا الهدايا أمام الجميع .. الموسيقى الهادئة .. الشمبانيا .. الحلوى والزهور , أضافت على الحفلة جوا رومانسيا وحالما .. كان خلالها يوسف ببذته السوداء .. بذات الهدوء الذي التقيته به في المحطة .. !!

في الساعة الثالثة .. قررنا جميعا أن ننهي هذا الاحتفال .. فبدأت القبلات والضم للزوجين والتمنيات بحظ سعيد !!
أما نحن فقد سرنا باتجاه المحطة .. ومن ثم مشيت قليلا مع جهاد وتوماس وتركوني في المدينة القديمة ... حيث انتابني شعور كئيب .. وغضب .. فرحت اسب واصرخ في شارع مقفر قرب بيتي .. بعد ان مشيت نصف ساعة في استوكهولم لوحدي واستقليت القطار الى سودرتالية .

وصلت البيت , كانت حماتي هي البيبي ستر, القيت التحية وجلست في التواليت اكثر من ساعتين .. !! أفكر بكل شيء .. عن حياتي وزواجي واولادي !! أي حياة .. أي قدر !!