٢٠١٠/١٠/٢٢

اليوم الثالث .. مقاه وشوكولا .. ومهرجان الستي باراد
















تعلم الاختلاط بجميع أنواع البشر، وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء الغير متساويه من عقلك.. وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك.

"دايل كارنيجي"


في كل رحلاتي لا احظ بنوم مريح . الفراش والوسادة بحاجة لمدة من الزمن فأعتاد عليهما .. لذلك سحقا للنوم في الرحلات القصيرة .. كان ليلا طوبلا .. مستمتعا باعادة يومي الماضي .. مشاهداتي أراجعها ليلا .. جميلات ذلك الشارع والمقارنة بشارع آخر في امستردام " رد لايت ديستريك" منطقة الضوء الاحمر .. !! ..

اول من استبقظ كان محمد .. سنجلب الفطور .. كنت قد لبست باكرا ثيابي وتحضرت للنزول باكرا .. علينا ان نرى الكثير ... بروكسل ليست مدينة صغيرة .. وبها الكثير مما يجب ان يشاهده المرء .. !!

هاهي بروكسل .. الشارع الذي نمشي به الآن هو قطعة من بلاد المغرب .. سوق مغربية حقيقية .. لايوجد بلجيكين هنا .. السوق في منطقة لاتبعد عن جاردي نورد .. حتى انه يتفرع منها عدة شوارع "لم اعرف بها إلا قبل مغادرتي بيوم" لفتيات الواجهات الزجاجية .. لكنهن كانوا أفارقة فقط , يا الهي حتى هنا وفي هذا المجال هناك تفرقة .. كل له مكانه ومساحته !! قضينا به بعض الوقت وطلبت من الشباب بلا خجل أن نقضي بعض الوقت في الأماكن التي اشتهرت بها بروكسل .. كنت اظن ان الشباب قد ملوا من مشاهدة الأماكن التي تجذب السياح ونسيت انهم ليسوا سياحا .. انهم مهاجرون قد تركوا اوطانهم واصدقائهم واهلهم بحثا عن كل شيء ماعدا المتاحف والآثار ومعارض الفن .. لكن المدن الاوروبية - كبروكسل - هي بحد ذاتها متحف كبير لجماليات عدة .. لانها اي المدينة لم تتعرض لغزوات ولم تهدم .. حتى في الحرب العالمية الثانية استسلمت المدينة دون قصفها " لاتقولوا لي استسلام ههههه " لذلك ترى الابنية القديمو والقصور والشوارع والكنائس الرائعة ..

دعانا شاب من اللاذقية اسمه طارق صوفي الى مقهى للسياح في منطقة رائعة حقا .. اجتمع عدة شباب من اللاذقية .. كان هناك ابو حسن جعفر ومحمد واحمد سقاطي وايمن تفتافة وغسان نجار وابضا شاب من المغرب لم اعد اذكر اسمه .. جلسنا نستمتع بشمس الصيف الجميل حقا .. بشر يملؤون الطاولات .. من كل اصقاع العالم .. اسياويين واوروبيين وامريكان .. وطبعا عرب وشرق اوسطيين .. كما سمعت اللغة السويدية ايضا .. الناس تجلس معا , تلاصقك وتتبادل معك النظرات وكانهم عائلة واحدة اجتمعت في باحة الدار بعد الغداء .. سررت جدا بكوب الشوكولا مع قطعة من الشوطولا الداكنة التي تشتهر بها بلحيكا .. كان الجمال طاغيا وكنت حقا سعيدا بتلك اللحظات .. حتى انني تصلت بصديقي جهاد عبر السكاي بي من الموبايل وتكلمنا قليلا .. لم اعد اذكر كم جلسنا .. حين قررنا ان نذهب لمطعم ما .. وقادنا طريق صغير الى الشارع العريض حين سمعنا ابواقا وموسيقى تعلو وتعلو .. لقد كانت مناسبة ستي باراد السنوية في بروكسل .. يا الهي ... آلاف البشر تغني وترقص على قارعة الطريق . ازياء بالوان براقة ونساء ترقص السامبا .. سيارات شاحنة حولت الى خشبات مسرح متحرك .. عليها بشر يرقصون ويعنون .. مضخمات صوت كبيرة وقوية تصدح بانواع من الموسيقة ... بشر يرقصون في الشارع .. الشرطة التي تبتسم في كل مكان .. فتاتين نصف عراة ترقص على سيارة الشرطة ورجال الامن داخلها يضحكون ,, بعضهم على الخيول ,, البعض الآخر كان يغني معهم .. كان مهرجانا جميلا بحق ... ولن انسى ماحييت ذلك الفرح والابتسامات بين البشر في ذلك اليوم كأنه خصص للمحبة , للتفاهم , لقبول الآخر .. كان كل شيء شيقا .. تلك الصبية ذات الستة عشر عاما التي نزعت ثيابها وتلك الاخرى التي التي حاولت أن تتعرى فهربنا من جحيم الرغبة هههه .. بقينا نشاهد ونستمتع بالبشر " انا على الأقل " حتى بدأت النهاية وتعبنا ..
في المساء وبعد العشاء قررنا الذهاب الى ديسكوتيك وكان اختيار السيد طارق صوفي على ديسكوتيك ظريف جدا Havana اكبس هنا لترى
صور الدبسكو .. !! لن اسرد ماجرى .. النساء والفتيات الرقص والشراب .. شيء مدهش ان أرى ذلك .. رقصت وشربت وكان الوقت قد قارب منتصف الليل عندما قررنا ان الوقت قد حان لنرجع للبيت ومشيا على الاقدام .
اقترحت زريارة شارعي المفضل والقاء التحية على اؤلئك الفتيات الجميلات .. هن من ورث نفرتيتي وكهنة الفراعنة حتما ..
بون وي .. قلت للفتاة اليوغسلافية الجميلة .. ابتسمت .. فضحك قلبي !





هامش. طارق صوفي.. قريب عبد المنعم وعبد الكريم جعفر صديقي العزيزين "المهاجران الى امريكا منذ سنين عدة"



٢٠١٠/١٠/٢١

بروكسل .. اليوم الثاني .. فتيات الحب ..!! والأتوميوم .. الرائعين




اختر أصدقائك بعنايه فالأعداء سيختارونك.
"ياسر عرفات"

كنت اتقلب على الفراش الموضوع على الارض .. أنا لا أنام
لساعات طويلة .. اعتدت منذ طفولتي أن أصحو باكرا " ماعدا أيام المدرسة بالطبع" ..!! اعترتني مشاعر غريبة وانا في هذا المكان .. حاولت جاهدا أن اسبرها .. لكنها دون جدوى .. كانت خليطا من تراكمات حنين غريب .. البيت الذي ننام به .. الحي .. المدينة باكملها .. بروكسل !! المدينة التي بدأ فيها الفن الحديث 1893 خلال العديد من المهندسين المعماريين فيكتور هورتا Victor Horta’s Van Eetvelde ’ على سبيل المثال .. وصرح الاتوميوم العملاق .. وأن لاننسى غراند بالاس وكنيسة القديس مخائيل !! ولا أخفي عليكم شارعها الأكثر اثارة للرجال .. Aarschotstraat بالقرب من Gare Du Nord حيث يوجد عشرات المحلات ذات الواجهات الزجاجية لعرض أجمل النساء بأزيائهم المثيرة .. .. !!

استيقظ الجميع . كانت الساعة تشير الى الحادية عشر .. قفزت من الفراش لاغسل وجهي ..من الغريب ان الحمامات في تلك الابنية القديمة تقع مابين طابقين اي .. هناك حمام في مستوى والبيت او الطابق في مستوى اخر .. البيوت التي بنيت في تلك الحقبة لها تصميمها المميز ..
المهم نزلت مع محمد لنشتري الخضار والفواكة والخبز الباغيت الطازج الذي احبه .. لاحظت ان الجميع هنا في هذا الحي هم مغاربة على الاغلب .. فكان محمد يتكلم معهم بالعربي .. كان ذلك غريبا .. العرب في كل مكان ههههه !!

الفطور مع الاصدقاء رائعا ..
كان في مشاريعنا الكثير .. أين سنبدأ .. كان اقتراح محمد بان نبدأ في الاسواق المتواحدة في قلب المدينة .. وهكذا مشيا على الاقدام .. زرنا معظم اماكن التسوق new street وغاليري
جاليري سان هوبيرالقديم كأول مركز للتسوق في أوروبا يحتوي على مختلف المتاجر المتخصصة بالأزياء والتحف والسجاد. ثم شارع Avenue Louiseوهو على امتداد شوارع مناطق (دي لا تويزون ولويز) التي يتواحد بها معظم الماركات والمحلات المشهورة ،


عندما يسير المرء في الشوارع المليئة بالأشياء المثيرة والغريبة, لا يشعر بالوقت ..!!
حان وقت الغداء .. فدعانا محمد الى مطعم تركي .. كان الطعام لابأس به ..أكلنا على طاولة موضوعة على الرصيف .. كان الامر اشبه بسوق كليب بحلب ههههه ..
بعد الظهر التقينا- بمقهى لازال فيه التدخين- مسموح, بشاب اسمع عمار شيبون وهو قريب احد اصدقائي .. بعد المقهى وشرب الشاي دعانا بأن يقلنا بسيارته لرحلة الى .. الأتوميوم ..


الاتوميوم ... الذي طالما اعجبني في الرسومات الهندسية والصور الفوتوغرافية .. انه احد رموز بروكسل, خليطا من التشكيل والفلسفة والهندسة المعدنية, رامزا الى الكريستال .. والاتوميوم تعني النواة . يرتفع جسد الاتوميوم الى 102 متر ويزن 2400 طن. وقد صمم من اجل معرض بروكسل الدولي في عام 1958 وهو من تصميم المهندس المعماري البلجيكي الفذ اندريه واتركين
André Waterkeyn
August 23, 1917 - October 4, 2005
وقد بني الاتوميوم من الحديد ومن ثم غطي بالالمنيوم وهو عبارة عن تسع كرات موصولة ببعض عبر انابيب وفقا لترتيب شكل النواة, ووظايفها تتراوح بين المطاعم وقاعات المؤتمرات ومراكز ترفيه للاطفال .. وقد اجريت عليه عمليات الترميم من سنة 2004 الى سنة 2006 حيث وصلت التكلفة الى 27 مليون يورو. و يزوره سنويا عشرات الملايين ..
من المفيد لمعلوماتكم .. أن هذا الصرح بني فقط بشكل مؤقت لاستقبال المعرض الدولي ومن ثم ازالته بعد انتهاء المعرض إلا أن الاعجاب والاقبال الذي لاقاه جعله احد معالم المدينة الرئيسية هذا يذكرني ببرج ايفل هههههه بعد أن لففنا حوله وتصورنا امامه وخلفه هههه مررنا بالحدائق الرائعة فعلى بعد أمتار من (الأتوميوم) توجد مدينة (أوروبا المصغرة) وهي مبانٍ مصغرة لأهم معالم مدن دول الاتحاد الأوروبي ويمكن للزائر
ملاحظة المهارة والدقة اللتين أنجزت بهما هذه المعالم المصغرة لأكثر من 25 مرة من الأصل، حيث تمتد على مساحة خمسة هكتارات."معلومة من الانترنيت" انتهينا من الزيارة الاهم بالنسبة لي .. لكن كان لي مع شارع Aarschotstraat موعدا مع الجمال والاثارة .. لقد ذهلت بحمال تلك الفتيات الرائعات وهن نصف عاريات على واجهات من زجاج .. كنت أدقق بأعينهن بتلاميح وجوههن .. كنت مستعدا للوقوع بقصة حب مع اي منهن .. مشينا ربما الساعة والنصف من امام تلك الواجهات الممتدة على عدة شوارع .. كان هناك دائما فرصة لعيني ان تلتقيا بعيني احداهن ..
حان الوقت للذهاب الى البيت .. حان الوقت .. لان يسحب المرء نفسه من حمام الرغبة .. تصبحون على خير

٢٠١٠/١٠/١٢

أسرا .. من إزميــر


أكبر سمكة هي التي استطاعت أن تقطع الشبكة، وأحلى النساء التي هجرتك، وأحسن الأيائل التي نجا منك ..
رسول حمزاتوف

خلال تلك السنوات العجاف الثمان في السويد, لم أحظ بموعد مع فتاة !! لم أعش حياة السويديين في استوكهولم .. لم أجلس في مطعم سويدي .. لم اسهر لمنتصف الليل مع فتاة في بار أو مرقص .. . !
اقتصرت زياراتي لاستوكهولم إما لرؤية ابناء بلدي المنتشرين في ضواحي العاصمة أو لعمل ما .. !! .. ماتبقى من اوقات حياتي هنا, كانت تقتل, تبدد, وتحرق في أفران الحياة العقيمة, التي - ولسوء حظي - لم تتغير منذ مجيئي لهذه المملكة .... لكن .. للقدر ألاعيبه وللحياة مفاجآتها .. عندما صدفة وأنا أتكلم مع أحد أصدقائي أسمع صوتا انثويا جميلا .. يتكلم بانكليزية لابأس بها .. فقلت له ممازحا .. من هي صاحبة الصوت فيقول لي هذه هي الممرضة التركية التي تعمل في العيادة .. رغبة مني في أن أتواصل معها, طلبت منه أن أتكلم معها .. كانت رقيقة جداً ..
تكلمنا قليلا عن موطنها .. قالت لي انها من ازمير ,, وانها اكملت تعليمها العالي في استنبول .. كانت تتكلم الانكليزية بشكل ظريف جداً, شدني اليها ذلك الدفئ في صوتها .. انهينا المكالمة, لكن صوتها بقي حائما لأيام بعدها !!
في زيارتي المقبلة للعيادة بسبب ألم شديد أصاب أسناني .. رايتها للمرة الأولى .. كانت طويلة 183 سم, بيضاء, شعر اسود فاحم طويل .. ومكتنزة قليلا .. لكنها لم توحي لي بأنها تلك الامرأة اللطيفة التي كنت أحسب .. فلقد كانت مشغولة بأعمال العيادة من ترتيب وتنظيف .. هكذا لم أرتح لها , لم تعطيني فرصة لأستلطفها .. قلت لصديقي .. لاتقل لها بأنني أنا من تكلمت معه بالهاتف .. قلت له انها ليست من النوع الذي استظرفه !!

تكررت زياراتي وزاد ألمي .. ساعدت أسرا " اسمها "الدكتور الذي أوقف النزيف الذي أصاب لثتي. كانت كمن ينتقم مني .. لا اهتمام لاشيء .. "أنا صديق صاحب العيادة" .. !! كانت تستلطف الدكتور الشاب الذي راح يظهر امتعاضه من مزحها وكلامها ... !!
كانت الساعة قد قاربت وقت اغلاق العيادة ..كنا أنا وصديقي نتحدث في غرفته, عندما دخلت أسرا الى غرفة المكتب لتلقي علينا تحية وداع لانتهاء دوامها .. فتجاذبنا أطراف الحديث .. قال لها صديقي ماذا في برنامجك اليوم ؟ قالت له سأشتري بعض الكحول وأسهر لوحدي في البيت !! قال لي بالعربية , "هي لاتفهم العربية " . ان كنت تريد أن ترافقها في سهرة فهي جاهزة لقبول دعوة ما .. !! قلت له لا اريد !! " لم اكن بالفعل جاهزا لأسهر مع فتاة لاتعيرني اي اهتمام .. هذا إن قبلت أيضا .. فانا ربما أكبر منها بأكثر من 24 سنة .. أي ضعف عمرها !
عندما ودعتنا وخرجت من العيادة ..
اجتاحني شعور بأني سأفقد فرصة جميلة لقضاء سهرة ممتعة مع فتاة .. نظر لي صديقي وقال لي, هل أقول لها بأنك سترافقها الى المحطة .. قلت له ارجوك افعل ..!!

مشينا سوية في طريقنا الى المحطة التي تبعد ربما 600 متر عن العيادة .. كان صوتها الذي سمعته في الهاتف, يعود ليحتل بعضا من اعجابي ..!! بدأنا نتكلم عن استنبول .. هي لاتعرف بأني انا من تكلم معها تلك الليلة " ربما كان الامر لايعنيها بشيء" كنت أريد أن أنتقي الوقت الملائم لأرمي حقيقة أني أنا من تكلم معها منذ أيام!! قلت لها أعلم مجموعة معلومات عنك .. قالت كيف .!! حينها قلت لها بأننني أنا من تكلم معها وأنني أعجبت بكلامها وبمعلوماتها عن الاصول التركية لشعوب الوسط البلقاني !!
بدا لي أنها تزيد جمالا كلما تكلمت ..حين أصبحنا على مقربة من المحطة كان علي ان استجمع قوتي لأدعيها على العشاء .. كنت راغبا فعلا في قضاء حياتي معها " وقعت في آتون جوعي العميق لقضاء وقت ممتع مع فتاة شابة " قلت لها مارأيك بدلا من شراء زجاجة نبيذ تشربينها بمفردك, أن أدعوك للعشاء في مطعم ما باستوكهولم, وأترك لك أن تنتقيه بنفسك !!
نعم!! قالتها بلا تردد ..

انتقت مطعما وبارا في منطقة مشهورة من استوكهولم .. كان كبيرا ومليئا بالبشر .. صوت موسيقى الروك الصاخب ورائحة المكان يثير بي ذكريات كثيرة .. !! مما لاشك به أنه مطعمها المفضل .. في قسم من اقسامه توضعت بعض الطاولات الصغيرة .. اخترنا واحدة منها " المتوفرة " وبدأت السهرة ..

كان كلاما كثيفا .. كانت كمن خبأت مستودعا من الأحاديث من التجارب .. مستودعا من رغبات التواصل مع الآخر. كنت أنا ذلك الآخر لحظي الجميل .. الطعام لم يكن طيبا لكن البيرة كان لابأس بها .... كثيرا من البيرة ... البيرة.. صوت الموسيقى المرتفع بأغاني الروك التي تحبها.. الليدزبلن, غنز ن روزيس , ميتاليكا.
.. عائلتها .. ابيها وامها .. اختها المتزوجة في فلوريدا بالولايات المتحدة .. زواجها من شاب سويدي .. رغبتها بالعودة الى استنبول ..
كانت تتكلم بينما انا انظر الى عينيها .. حاجبيها الرفيعين وعينيها القاتميتن كلون شعرها الداكن .. وجنتيها الجميلتين .. كأن الكحول الذي أشربه يزيد من روعتها .. لم تكن المواضيع سوى شخصية .. كل شيء عنها .. كان هناك آلاف الأحاديث .. آلاف الذكريات ..كنت انا المستمع .. والمستمتع أيضا ..
في بعض الاحيان كانت شفاهي تنطق بشيء, لم أعد أحاول أن يكون له معنى .. هي كانت تسترسل بالكلام وكأنه سيل .. سد كبير قد انهار, وتدفقت مياهه الغزيرة .. كنت سعيد جدا بها .. كانت جميلة جدا .. وذكية .. مواضيعها التي تطرحها كانت أكبر من أن تكون لفتاة بهذا العمر .. عن الدين , التقاليد ,التربية .. عن حياتها في السويد .. عن تجربتها في الزواج "لازالت متزوجة" وعن رغبتها في العودة الى دفء استنبول .. كنت بين الحين والآخر امسك كفها واتحسس أصابعها .. كانت أصابع فتاة صغيرة ..قصيرة وناعمة وبيضاء .. وجهها الطيب المنمش قليلا وغمازتيها الجميلتين .. أسنانها البيضاء ورائحتها الطيبة ..
في الساعة الحادية عشر مساء .. أي بعد ست ساعات من الجلوس متقابلين .. قلت لها .. أحبك !! كان هناك لحظة صمت قوية .. ربما شعرت أن الموسيقى قد صمتت .. أو أني فقدت السمع .. ريثما سمعت منها كلمة .. ماذا !! هل أنت مخمور . ..!! نعم وماذا يختلف الوضع ان كنت مخمورا أم لا !! مشاعري هذه هي الآن هكذا .. أحاسيس الحالية تغلي بمشاعر الرغبة والحب اتجاهك .. !! قالت لي أنا لم أعرف اسمك بعد .. قلت لها وماذا في ذلك .. انت لم تسأليني !! فاقتربت منها فوق الطاولة وقبلتها من فمها .. قالت لي لقد قبلتني .. انت مجنون .. .. مجنون .. مجنون ... لابد ان التستسترون قد ارتفع لدرجة جعلك تقول ذلك !! نعم وماذا في ذلك !! لكني الآن اشعر بهذا وأنا سعيد جدا !!

خرجنا من البار مصرة على دفع نصف الفاتورة .. !! ربما من أجل أن تشعر براحة حين ترفضني !! هههه
تمشينا للساعة الثانية ليلا .. بجانب المنطقة المطلة على البحر .. الشبان والفتيات الكثر المتواجدين في تلك المنطقة المليئة بالبارات والمراقص .. بتعانقون .. ويقبلون بعضهم بشغف .. مددت رأسي باتجاهها وقبلتها قبلة طويلة .. قالت لي ارجوك .. اني تعبه ويجب ان اذهب للبيت لانام ..
كان ذلك ايذانا بالوداع ... قلت لها .. سأرافقك لمنتصف الطريق !
ركبنا قطار الانفاق .. واقفا خلفها, محيطا خصرها بزراعي, بينما رأسي ملقى على كتفها ..
وصل القطار للمحطة التي سأنتقل اليها الى قطار آخر ....
قالت لي .. وداعا ..

خرجت مسرعا ... علني اجد قطارا متجها الى خيبتي .. !!

٢٠١٠/١٠/٠٧

أصدقاء من حروف


عندما أهز اشجار كلماتي تتساقط دائماً الثمار الاكثر نضوجا
وعندما تأتيني كلماتك تتساقط أشجاري قبل ان تثمر ..
أين لي ان أجاري تعابيرك ولطفك, وكيف لي ان أرد لك ولو بالقليل, اهتمامك و كرمك.
فعندما أبعث لك ما تبقى من كل تلك الغابة التي تحولت اصفرارا و يباسا, جزوعا وفروعا, أحسب يوما ان نجلس سوية حول تلك الكومة ونشعلها.. اما لتضيء او لتنشر ذلك الدفء الذي حرمنا منه عندما افترق كل منا واختبئ عن الاخر ..أي حياة ينتظره موتنا اؤكد لك انه سيخيب !!

رفعت

٢٠١٠/٠٩/٢١

شهرا من العمل ..انتهائه وترتيب البيت من الاغراض






اننا نقتل أنفسنا عندما نضيّق خياراتنا في الحياة.
نيلسون مانديلا


هكذا يمر عمرك دون ان تفكر بأنك قضيت عليه بترهات وتوافه .. قضيته هكذا لانك لم تختر الصواب بما تحبه وتظن بأنه يجلب لك السعادة .. !! كنت أظن بأن حصولي على عمل قريب من بيتي "17كم" والقيادة بمنطقة محددة لاتتجاوز 3كم مربع هو شيء اكثر من ترف بالنسبة لي .. هكذا ظننت منذ البداية .. مع مرور الايام الاولى .. شعرت بثقل العمل وبأنني لم أعد ذات الامكانيات الجسدية التي كنت امكلها سابقا .. حسنا .. لقد هرمت , صرت بدينا اكثر .. اوجاع الظهر والرقبة ثم الركب والمفاصل هذا الصيف , جعل عملي صعبا وبدأت أكرهه ,, ليس بيدي حيلة ,, لقد استنفذت الغربة طاقتي وأصبحت كومة من النفايات التي يجب ان تنتهي في مكب ما !.

مع ذلك كنت من الضعف ان اترك العمل .. كأن أقول هكذا.... ببساطة .. لن آت للعمل بعد الآن !!.... لمَ لا !!
في خدمتي العسكرية الاجبارية .. قلت لا .. وبالفعل لم التحق بقطعتي .. وكان الثمن باهظا .. وان لم ادفعه كاملا !! لكني لم اتردد .. لم احتج سوى لقرار حازم وسريع .. الآن كل شيء تغير .. الحسابات تغيرت .. المسؤوليات .. الشجاعة .. المواقف التي كانت بديهية وسهلة , الآن أصبحت تخضع لمراسيم روتينية ونتائج استفتائية .. نعم تابعت العمل حتى لآخر قطرة زمنية .. العمل الذي سررت باتنهائه لأنني تعبت واستنفذت كل طاقتي به .. النفسية والجسدية .. لقد انتهى بعد 6 اسابيع.. الاسبوع الاخير كان بدوام جزئي لثلاث ايام .. وهكذا رجعت لروتين قديم , ألخصه بتوصيل الاولاد الى المدرسة وتحضير الطعام وترتيب البيت من النفايات والاغراض التي احضرتها من المكب ..


المشاكل مع الزوجة التي اصابها كآبة من منظر بيتنا, الذي اصبح من المحال الحياة به بشكلها الطبيعي .. زادت واصبحت تفرز خلافات تصل الى جدالات عنيفة تصل الى حد الخروج من البيت او الصراخ والبكاء" من جهتها" ....
فالاغراض الموزعة على ساحة غرفة الجلوس الكبيرة, تحتل كل مساحاتها .. الالكترونيات والحقائب المليئة بكل انواع الخردة منثورة هنا وهناك , لتحتل حت
ى مواضع اقدام الاطفال الذي يقفزون بينها .. منظر يشبه بيتا بعد ضربة زلزال قاصمة ..
زوجتي السويدية لم تعتد هكذا وضع ولم تعد تحتمل .. استمر هذا الوضع طوال الشهرين وعلاقتنا المتوترة بشأن أين سأرميهم .. وأنا لم آت بهم لأرميهم .. هنا الاشكال !!
الحل الامثل كان في توضيبهم وبمساعدة صديق
لي من اللاذقية " عيسى طالب " يسكن في بلدة قريبة من بلدتي قررت بموافقته ان اضعهم في مستودعه لريثما اقرر ماذا سافعل بهم ..
وهكذا .. ولايام عديدة عملت بجهد كبير لأنهي مشاكلي مع زوجتي وترتيب ما امكن غرفة الجلوس .. نتج عن هذا اصبتي بالام الظهر والمفاصل بشكل كبير ..

انتهى العمل .. بدون اصابات .. بدون حوادث .. لولا سرقة الدراجة واغراض السيارة.., لقلت مر العمل هذه السنة بهدوء .. الآن يجب التحضير لعودتي الى البلد .. بالطبع مؤقتا .. شهرين او ثلاثة او اربع ان استطعت .. لاذقيتي .. اشتقت اليك .


٢٠١٠/٠٩/١٨

يوم في العمل ..






يبدو أنني سأعيش وأموت فقيراً، فمن الصعب على رجل في الخمسين أن يشرع في تعلم أصول السرقة !
نجيب محفوظ




في سرد الحياة اليومية هنا في السويد, تجد ان الاحداث القليلة تملئ يومك بما فيه الكفاية بل وربما تزيد عنه قليلا .. ليس لان الاحداث كبيرة .. بل ان اليوم هو القصير جدا .. قصير بحيث لاتجد متسع لتفعل نصف ماظننت انك فاعله بيوم واحد في حياتك السابقة, او ربما بجملة اوضح , نصف ما كان يمكنك او مااعتدت ان تفعله في وطنك... منفاك السابق !!
الزمن بمعداته المتطورة, يتسابق مع جدول اعمالك البطئ والمتخلف.. تستيقظ باكرا, علك تربح مسافة عنه .. لكنه بفاجئك, انه لم يكن اصلا نائما .. انه يسبقك بمراحل .. .. تزدرد مايجعل امعائك تسارع بطلب الافراغ .. فتجلس بالمرحاض, ضاغطا على منطقتك الوسطى من جسدك
بكل ما اوتي لك من قوة داخلية وخارجية .. لتجعل يومك اقل قلقا بشأن الدخول الى المراحيض العامة . أو ان يفرض عليك فجأة أن تترك عملك لتبحث عن مرحاض لتفرغ مخلفاتك .. نعم قلقي يجبرني على كل هذا .. ثم يأتي دور البحث عن ثياب العمل النظيفة .. وهكذا يتسرب الزمن من ساعة معصمك وتلك الموجودة في اعلى باب المطبخ ... يجب ان تنهي كل شيء .. ان تلقي نظرة على الاولاد وهم نائمين .. تقبلهم وتركض الى سيارتك .. تفتح الباب وتجلس وتدير المفتاح فتسمع هدير المحرك .. الحمدلله دارت السيارة .. لكن ماهذه الفوضى في السيارة .. اكتشفت ان كل ماتحتوية السيارة من اشياء ثمينة , قد اختفت !! أحدا ما قد فتح باب السيارة وأخذ ما يمكن أخذه .. لم تسلم حتى الراديو, التي لحسن الحظ لم ينجحوا في فكها فتركوها ووضعوا اجزائها جانبا ..!!
من سوء حظهم ان جل ما اخذوه لايمكنهم تصليحة فقد كنت قد نسيت ان اخذ الاشياء التي اخذتها من المكب الى البيت .. ما اخذوه وحزنت من اجله هو هدية من صديقي محمد قشقارة وهي عبارة عن مرسلة اف ام .. لكنني غضبت بسبب ان السرقة التي راح ضحيتها الدراجة حصلت قبل يوم واحد فقط .. مما زاد قلقي بازدياد السرقات بالمنطقة .. لكني الاهم انه يجب علي ان اصل العمل في الموعد المحدد .. ارجو ان لايفتح الجسر وان لايكون هناك اي حادث على الطريق .. ثم اخيرا ان تصل السيارة الى مكان العمل دون ان تتعطل .. ادير مفتاح المزياع ويبدأ مشواري الى العمل ..

سألته لعبد الله الداغستاني ما اسمك من اجل تقرير الشرطة بشأن سرقة الدراجة .. ياعتباره مالكها .. قال لي اسمي أومالات شخبشكوف .. سألته, عبد الله اوملات شخبشكوف .. قال لي لا .. اسمي عبدالله باعتباري مسلم ..اما اسمي الحقيقي اومالات .. ليس هناك عبد الله على الورق انما فقط بين الاصدقاء !!

يبدأ العمل بتفقد ماتحويه الحاويات من اشياء ظريفة, او ما
يمكنني ان انتشله من الكترونيات محطمة , موبيلات اجزاء من كومبيترات العاب اطفال ؟.. كل شيء يثيرني ..اي شيء التقطه من تلك الحاويات هو مشرع ما .. ارسم له مخططا كيف ساصلحه .. امضي وقتا في تحليلاتي عنه .. في اغلب الاحيان لا اجد شيئا ذو قيمة .. ثم الخوف من الكاميرات التي تراقب كل شيء والموصوله بالمكتب المركزي وربما يتهئ لي ان هناك جميلة ما تراقبني حين اهم بالغطس بتلك النفايات .. اي فكرة سوف اعطيها عني.. قلت عنها جميلة ما !! نعم هناك في المكتب الرئيسي الذي يبعد عن مكان عملي المئة متر لا اكثر , ربما 7 نساء مثيرات جدا .. 7 نساء يفضن انوثة وجمال .. كنت اتحاشى الذهاب الى صالة الاستراحة حتى لا اراهن .. الصيف والتنانير القصيرة .. وما ادراك !! سيقان ونهود .. سويديات من الدرجة الممتازة .. نعم يا لهن من جميلات .. !!! المهم .. في تلك الساحة التي تتوضع بها الحاويات يعمل السيد عبد الله خشبشكوف الداغستاني .. صاحب الدراجة المسروقة من امام منزلي .. ! هاهو يلقي علي السلام بالعربية .. اسلام عليكم .. اجاوبه تماما كما يحب .. !! ويبدأ محرك العمل بالدوران ..

اصعد الشاحنة التي ترتفع عن الارض اقل من مترين باربع درجات وادير المفتاح ويبد المحرك ذو 460 حصانا بالدوران والهدير .. تلمع اضواء المقصورة .. المؤشرات وعدادات السرعة والزيت والضغط والهدروليك .. كل شيء كما ينبغي .. ارفع المكابح وتدور العجلات .. بدأ يوم آخر مع الحياة ..

٢٠١٠/٠٨/١٤

عدة ايام بعد البدء بالعمل .. .. !! وسرقة الدراجة !!







يوم بدون ضحك هو يوم ضائع.
شارلي شابلن




بعد ان بعنا سيارتنا الاولى هنا في السويد بثمن بخس , وشرائنا سيارة ثانية أصغر حجما "علما اننا زدنا فردا بقدوم شارلي الحبيب " هوندا سيفيك عمرها 14 سنة .. توفيرا لمصروف, اعتقدنا انه سيساعدنا في ابقاء خميرة المعاش الضئيل, الذي تقبضه زوجتي من مؤسسة التأمينات بسبب الأمومة, الى آخر الشهر .. أي أن نحيا مع اولادنا على قد بساطنا, الذي بحسب الستاندرد السويدي تحت خط الفقر بكثير .. فلو اننا طالبنا بحقنا في المساعدة لعطونا الضعف تقريبا .. لكن وبسبب اخلاقي وفكري, نمتنع انا وزوجتي عن طلب المساعدة .. ايضا لما فيها من اذلال في الدوائر الحكومية .. حيث اخبروني عدة اصدقاء لي, عن مدى قساوة الموظفين ومتطلباتهم التي لاتنتهي من ثبوتيات واوراق وهلم جرى !! لذلك ارتأينا ان نبيع سيارتنا الامريكية الكبيرة باخرى صغيرة ويابانية .. توفيرا وتدبيرا ..
في عموم الحياة الاجتماعية السويدية, يمتلك كل من الزوج والزوجة سيارة لتقلهما من والى العمل .. وحيث انني لم اجد الفرصة للعمل هنا في السويد, الا حين يأت فصل الصيف والاجازات .. تات فرص العمل المؤقتة .. واعمل بدلا عن غياب موظفين او عمال, قد بدؤا اجازاتهم السنوية .. فتأتيني فرصة عمل تبلغ حدها الاقصى 6 اسابيع .. في هذه السنة كان العقد لخمسة اسابيع فقط .. في مكب النفايات .. الذي يبعد عن منزلي مايقارب الربع ساعة بالسيارة ..وحيث لايوجد اي وسيلة نقل عامة توصلني الى هناك .. اضطررت
على استعمال السيارة .. مما حدا بزوجتي ان تتذمر من اجل انني سأحرمهم من مغادرة المنزل للاستمتاع بالصيف والسباحة وما الى هناك من نشاطات لايمكن ان يستغني المرء عن وسبلة النقل الخاصة من اجلها .. اذا هناك معضلة يجب ان تحل قبل المضي في تدهور علاقتي بالبيت والزوجة .. كان علي ان اجد حلا .. هذا الحل كان في استأجار سيارة او موتوسيكل صغير يحل لي الازمة العالقة في المنزل ..

..

تذكرت انه, بعد عدة ايام من العمل, في مركز النفايات, جاء " عبد الله الداغستاني " وهو احد العاملين معي, قال لي هل تساعدني في سحب هذه الدراجة النارية من الكونتينر .. !!
ذا ما جرى .. أخذ معه الدراجة وأصلحها .. عندما سألته عن الدراجة قال انها تعمل جيدا فطلبت منه ان يبيعني اياها .. رفض طلبي هذا مبررا ذلك بأنه سيستعملها ان تعطلت دراجته !! لكنه بعد يومين عرض علي ان استأجرها بمبلغ 100 كرون في الاسبوع .. كررت طلبي بان ادفع ثمنها كاملا .. فقد تسرق او أتعرض لحادث أو أي شيء .. ربما يشكل لرجل فوق الخمسين من داغستان كارثة مالية !! قال ان الله يفعل مايشاء وان كانت هذه مشيئته فأنا أقبل !! وعلى هذا الاساس أتيت بمساعدة صديقي ابو علي واخذت الدراجة من عنده.. !!
بعد اسبوع من استلامها .. وعدة حوادث طريفة مع الدراجة التي تبلغ سرعتها القصوى 30 كم ساعة .. والتي ربما في بعض الاحيان وصلت حد الخطورة على حياتي ناهيكم عن خوفي من اي سيارة شرطة وخجلي من البشر الذين كلما رؤوني يبدؤا بالضحك "للآن لم أعرف السبب!! " حيث بلغ عدد المرات التي استعملتها للذهاب الى العمل 3 مرات فقط .. حين بدأ المطر الغزير واضطررت لاستعمال السيارة يومين متتاليين .. في اليوم الثاني .. رجعت من العمل فلم أجد أي أثر للدراجة .. كنت حانقا على نفسي .. !! زاد الامر سوءا بأنها ليست ملكي .. وأنني سأضطر ان أدفع ثمنها .. أخبرت عبد الله , الذي تأثر جدا فقلت له ان لايقلق سأعوض له ويمكنه ان يطالب باي ثمن وسأدفعه كاملا !!
اخبرت الشرطة و و و و و و .. سرقت الدراجة .. !! أعلم بأن هناك تأمين لكن علي ان اكذب واقول انها لي .. فلم اقل ذلك .. كان علي ان انهي كل شيء وادفع لانام مرتاحا .. هذا كل ما فكرت به واقلقني !!


٢٠١٠/٠٨/٠١

تابع لشي ما انتهى من قبل ..وبمكن ما لح ينتهي ابدا .. اتركونا نسعى لتسعة

من يأبى اليوم قبول النصيحة التي لا تكلفه شيئا فسوف يضطر في الغد لشراء الاسف بأغلى سعر

أفلاطون
أيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. اشتغلنا بمكب النفايات .. استلمت السيارة نفسها .. FFW 987 ..


السيارة مشهورة بأعطالها .. يوم مضخة الهوى .. وتاني يوم الكاميرا الخلفية .. مو الخفية !! الهيدروليك ومابالك ما الهدروليــــــك . !! المهم السيارة مستلمها شب مرتب عمرو بالعشرينات بس منضفها ومركبلها المكيف جديد .. ومقاعد جديدة .. بس المكانيك والآليات التانية متل ماهية.. !! بلشت الشغل ب 5 يولي .. حزيران وبينتهي عقدي ب 13 أوغسطس آب اللهاب .. هيك بدي عقد عملي .. دوامي ببلش من الساعة الستة والنصف صباحا حتى التلاتة والنصف بعد الظهر .. طبعا محسوبكم بتعرفوه منيح .. شوفير اب عن جد .. ما طاسس قدامي متر .. وغبرا ووسخ وريحة .. وتعب .. تعب هادا يلي اكتشفته مؤخرا .. انو جسمي مابقى يتحمل شغل صعب .. صرت اتعب وانعس وبلش وجع الظهر .. !! تايع مرة تانية ..


استأجار موتوسيكل صغير


سرقة محتويات السيارة


واشياء ظريفة تانية .الى اللقاء


٢٠١٠/٠٧/٢٤

انقطاعي ومبرراته .. عن مدونتي .. الى اصدقائي مع محبتي العارمة .


النحلة العاملة ليس لديها وقت للحزن ..
وليم بليك


نعم وليس لديها وقت للفرح ..
نعم .. نعم .. لي مبررات عديدة .. !! بدأت عمل لم بأت على مخيليتي ولا مرة .. حتى حين كنت صغيرا, حلمت بأن أكون حارس حديقة .. لما كان للحارس "مصطفى" الذي عينته البلدية ليدير شؤون الحديقة المثلثة التي تتوضع تماما بحينا, من سلطة وحزم اتجاه كل من تسول له نفسه في الدعس على الحشيش او اللعب بالطابة في الاماكن الغير مخصصة للعب " ليس هناك اي مكان للعب في الحديقة " أو أن يسيئ استخدام المرجوحات المعدنية التي راح ضحيتها -لا اعرف كم عدد الاصابات والقتلى - العديد .. حين فجأة, وبغير علم أحد نتفك أوصالها وتتطاير الى أشلاء .. نعم .. لكني كنت "حين كنت صغيراً" ميالا للقوة والسلطة لنقص كبير في شخصيتي وثقتي بنفسي .. ثم انتقل حلمي في سنين المراهقة إلى أن أكون سائق سيارة سباق .. مما كلف السيد الوالد رحمه الله مبالغا كبيرة في تصليح سيارتنا التاريخية البيجو الذهبية ... !! في كبري وعندما نضخ قليلا فكري بعد قراءات عديدة ومصاحبة أصدقاء أكبر مني عمرا ومع تأثيرات محيطي من أخوة وأخوات .. صار حلمي أن أكون .. أنا .. ليس احد آخر .. أنا رفعت مصري ابن شكيب مصري وخالدية نحلوس .. أنا بمعنى أن أكون ذاتي, البعيدة عن كل تأثيرات الآخرين ..!!

لكني وللحق حلمت بأن أكون حرا حرا خالصا من كل شيء .. المسؤوليات بكل انواعها .. التقاليد والشرائع والدين.. القوانين كلها .. مايجب وما لايجب ... !! لم أحلم بالشهرة ولا بالمال ولا بالسلطة .. كنت أريد لروحي أن تسمو فوق كل الاعتبارات البشرية .. لم أنجح .. !! نعم هناك - كما قرأت - 5 بالمئة فقط يحققون مايريدون .. عظيم .. أنا من العامة .. ويعني من الأغلبية وهذا ليس سيئا ههههه !!

عندما انتقلت للحياة الى السويد .. كان ذلك " حسب تجليات فكري العشوائي " طريق صحيح الى ذلك الحلم .. اليوتوبيا ..!! حيث لا احد يمنعني من ان اكون انا .. أي سأحقق ذاتي من خلال الحرية التي تتوضع في هذه الجغرافية من الكرة الارضية .. حسنا لا أمل من النق والشكوى .. سأقفذ فوق كل ما يجري ببالي وأقول لكم بأني عملت كزبال .. أقفز من السيارة, ككلب غبر مدرب, فأقع غالب الأحيان, أو تبدأ خطواتي كمصاب بداء باركنسون .. أو براقص بريك دانس .. فتعتدل خطواتي وأهرع لأتفقد أين هي الحاوية وبأي غرفة .. !! بأي غرفة هذا يعني بأن أمامي ست أبواب ليس مكتوبا على اغلبها اي شيء .. والذي يعلم أين هو الباب من اول مرة فهو اما محظوظ أو عالم بالغيب .. أو عامل قد أمضى في عمله بالمهنة ذاتها وبالحي ذاته أكثر من سنين عديدة .. !!
تبدأ المعاناة أولا بالرائحة الوخاذة , التي ويالحظي السعيد , تماثلها اي رائحة نفايات الطعام في اي مكان من العالم .. حتى في لاذقيتي ذاتها .. وأنا لست من معجبيها للعلم ليس إلا !! .. ثم يبدأ سحب الحاوية مطأطأ الرأس وجرها إلى الخارج .. ووضعها في المكان الصحيح من آليه السحب ورفعها بواسطة كبس أزرار -الحمدلله - لترفع وتفرغ .. !! ثم يعاد ما جرى من البداية .. وهكذا لمدة تتراوح بين 3 ساعات و4 ساعات ليرتاح المرئ قليلا ثم تبدأ الدورة الثانية .. هكذا حتى الساعة الواحدة والنصف او الثانية .. بنتهي العمل .. ويا لعجبي حين علمت أنهم يفعلون هكذا بالسرعة تلك والضغط هذا .. فقط لينهوا باكرا ليس إلا ويجلسوا ويتحمموا ويشربون القهوة ويتحادثوا قليلا مع زملائهم .. لكني أنا لا أتحمم ولا أتحادث مع احد ولا اشرب القهوة .. يا الهي .. فأنتطر ساعتين او ثلاث لأغادر مكان العمل .. في الثالثة والنصف بعد الظهر .. مما جعل يومي منهكا أنني أرجع لأرى أيضا البيت في حالة من الفوضى , فثلاث اولاد وامراة سويدية .. لاينطبق مع الحياة هنا .. العمل هو قتل حقيقي لكل ما حلمت به .. أرجع لأزدرد قليلا أي شيء .. غالبا زبدة وجبنة وشاي دون سكر .. واتحمم وأساعد زوجتي قليلا في اطعام الاولاد وأفتح الانترنيت وادفع ما جاء من فواتير ومستحقات, ثم قراءة ما جائني من ايميلات .. وأنام متأخرا لأستيقط باكرا جدا خوفا من الوصول متأخرا .. !!

أما حين بدأ عقد العمل الثاني في ذات الشركة لكن كعملي السابق في سياقة الشاحنة وتبديل الكونتينرات .. فأكتشفت بأني لم اعد قادرا كما كنت السنة السابقة .. فيتملكني تعب قاتل ولم تتجاوز الساعة الحادية عشر وتبدأ آلام الركبة ووجع الرأس .. ثم .. أكمل لكم معاناتي لاحقا .. فانا الآن في حالة فوضى وعدم تركيز بسبب استيقاظ الاولاد وصراخهم .. نلتقي ..

٢٠١٠/٠٦/٢٣

رحلة بروكسل .. اليوم الاول ..........!







I don’t believe people are looking for the meaning of life as much as they are looking for the experience of being alive.
Joseph John Campbell (March 26, 1904 – October 30, 1987)

لا أعتقد أن البشر يبحثون عن معنى للحياة, بقدر تجربة كونهم احياء !
جوزف حون كامبل 1904 - 1987

لم تكن رحلة بروكسل " بلحيكا" على خارطة مشاريعي .. فلقد وضعت قبلها .. بريطانيا, اسكوتلندا, ايرلندا, روسيا, ونيويورك .. !! حتى وصل
الامر الى رومانيا .. لكن بروكسل كانت خارح التوقعات ..

تعود صداقتي لأحمد سقاطي لسنين خمس او ست ..حين التقينا سوية مع صديق مشترك قد جاء في زيارة الى السويد ..
دعيت من قبله عدة مرا
ت .. الى بيته الذي يبعد عن بيتي, الساعة والنصف بواسائط النقل العامة .. امتاز أحمد بالكرم واللطف والحساسية مما ادى الى سرعة زعله وامتعاضة الدائم حين بدون قصد, يصدر عن احد ما اي حكم لايعجبه !! مما جعل علاقتنا تشبه حركات المد والجزر هههه لكنه اي احمد .. شاب ظريف عموما .. يحب ويتعاطف بسرعة مع الحدث .. !!
بدأت فكرة الذهاب الى بلجيكا حين قال لي أحمد أن له أخا قد استقر هناك ..وان في مقدوره ان يستضيفنا ليعض الايام او لاسبوع على الاقل ..
واعدا اياي بالكثير من الأيام الجميلة هناك .. والكثير من الالبسة والاحذية " المخروفة" التي بحكم عمل اخيه " في فرز الألبسة المستعملة " يستطيع أن يحصل عليها بالمجان !!
راقت لي الفكرة جدا .. كانت زوجتي وولداي وليم وفيكتور قد أصبحا في عمر, يستطيع المرء ان يسرق بعض الوقت بعيدا عنهما دون الاحساس بالذنب لتركهما مع ام تنتظر مولودنا الثالث شارلي .. لم يمر وقت طويل حين قررنا ان نشتري التذاكر من الانترنيت على أرخص الخطوط الجوية التي تسمى ب راين اير .. البريطانية وهي التي فتحت افق جديد في تسويق تذاكر الطيران في الوقت الذي تنهار به اعرق الخطوط والشركات الكبرى العاملة في هذا المجال .. اشترينا التذاكر .. وبعد اسبوع كنا في مطار سكافستا الصغير المخصص لهذه الشركة في طريقنا الى بروكسل وتحديدا مطار شارلوا .. وهو مطار صغير تستعمله شركات طيران محدودة الخطوط مثل رايان اير ..
وصلنا المطار قرابة المساء وانتظرنا محمد وصديقة ليأتو بنا .. وبعد عدة اتصالات واكثر من ساعة انتظار قررنا ان نركبل الحافلة المتوجة الى العاصمة البلجيكية والاوروبية بروسل او كما اعتدنا تسميتها بروكسل ..
كان محمد وصديقه الظريف جدا ابو حسن جعفر, قد تاها عن الطريق الصحيح ,في احدى النقاط . ولم يستطيعا ان يستدلاعلى الطريق الصحيح, فاقترحنا عليهما ان ينتظرونا في المحطة الرئيسية ببروكسل .. مع ذلك عندما وصلنا ايضا لم نلتق بهما إلا بعد ساعة من المحادثات !! وبمساعدة احد الشباب الافارقة من اوغندا استطعنا ان نقف في احدى محطات المترو وبذلك التقينا بالشباب .. ابو حسن جعفر ومحمد سقاطي وايمن تفتافة
كان لقاء مثيرا اجتمعنا كمن تاه سنين ثم فجأة التقى بالاخر
ين .. العناق والقبل .. الضحكات والدموع .. مشهد محمد حين التق ب أحمد .. بعد ثمان سنوات من الفراق .. !! كل شيء كان جميلا .. اضواء الشارع البرتقالية .. الشوارع الهادئة .. الفارغة من المشاة والمركبات إلا سيارتنا وفيما ندر بعض المركبات التي حين تمر, تضيء فجأة ملامح الاصدقاء داخل السيارة .. اهلا بكما في بروكسل


النظام الصحي السويدي .. يا سلام

ليس من من الضروري أن يكون كلامي مقبول ، من الضروري ان يكون صادقاً.
المهاتما غاندي

من الامور التي لاتخطر على بال احد ..أن السويد تملك أسوء الانظمة الصحية في اوروبا ان لم تدخل القارات الباقية في التقييم .. فلربما وجدنا النظام الصحي السويدي الذي أختبرته شخصيا البارحة .. من اسوء ما مر علي ..أنا الآتي من دولة نامية تعتبر من اسوء الدول سواء تنظيما أم خدمات. فلا زلت أذكر عندما كسرت قدمي, منذ سنوات مضت في اللاذقية, كيف أسعفوني فورا. ثم في حالات متعددة, لم أستطع تذكر واحدة منها, اهمال اي المواطن لمدة تقارب ال 6 ساعات في حالة اسعافية حتى لو كانت بسيطة! علما ان ماحصل معي ومع ابني ذو الثلاث سنوات في مشفى الاطفال باستوكهولم وبحالة اسعافية, زادت ساعات الانتظار على 7 ساعات .. صدقوا !!
في السويد لايمكنك دخول عيادة طبيب دون موعد .. لديك مستوصف تابع لمنطقتك .. به أطباء متمرنون ام مجانين ام فاشلين .. "هذا لاني لم التق بأي "ذكي" طبيب كما ينبغي, منهم " ..

.. تتراوح مدة حصولك على موعد مع طبيبك من يوم حتى ال 5 أيام كحد اقصى .. والاختصاصي ربما لشهر والعلاج ربما 3 اشهر او سنة ..سأراجع النت لاعلم المدد المعمول بها .. المهم .. الادوية غالية جدا .. تحتكرها شركة واحدة ثم ظهرت على السطح شركة اخرى .. لا اعلم ان كانت ايضا لنفس المصدر .. كباقي شركات المنوبول السويدية .. ثم هناك الادوية التي تصرف بدون تقرير, وهي عديمة النفع تماما .. ومن لا يصدق يسأل .. ثم الادوية التي كنا تناولها في سورية دون وصفات طبية .. ك البنسلين.. المضادات الحيوية وماشابهها .. والتي اعتدنا على الاستطباب بها كلما شعرنا بتوعك , أصبحت هنا كالمخدرات .. لايصفها لك الطبيب إلا بعد التأكد التام " يجب وضع اشارة تعجب هنا " على انها الوصفة الصحيحة .. سابقا وصف لي طبيب سيريلنكي ثلاث وصفات غير مطابقة لحالتي .. كتبت عنها سابقا في احدى البوستات القديمة ...
هناك حد أعلى سنوي للدفع .. أي ان كان لديك زيارات للطبيب تصبح مجانية ان كانت مدفوعاتها تتجاوز 1900 كرون خلال 12 شهر ويسري القانون ذانه بالنسبة للأدوية .. أي ان تجاوزت مدفوعاتك للادوية 1900 كرون, ايضا تصبح الادوية مجانا .. خلال 12 شهر فقط.
لن أزيد سأتكلم عن ما حصل معي البارحة ..

في تجاربي السابقة وزياراتي المتعددة للمستوصف ذاته, علمت بأن زيارتي لهكذا أطباء لن تشفيني بقدر ما ستغضبني من تصرفاتهم, التي لا استثيغها وبرهنت عدم جدواها,
من خلال الادوية التي يصفونها لي, هذا ان وصفوا لي اي دواء !! لذلك خلال الاعوام الثلاثة او حتى الاربعة سنين السابقة , لم أحاول حتى التفكر في الذهاب الى هناك .. حتى لو استفحل المرض .. وحصل هذا مرة ولم تجدي توسلات زوجتي في ان اذهب لهناك .. بل اكتفيت بأخذ مضادات التهاب جاء بها صديقي بلال من اللاذقية وقد نفعت بالفعل .. وشفيت ..
في هذه المرة عندما عملت في تفريح حاويات القمامة .. أحسست بوعكة وتعب. أرجحت ذلك الى التعب الذي اصابني, جراء الجهد الكبير الذي لم اعتد عليه سابقا .. لكن الامور بدات تسوء أكثر فأكثر .. اصبح السعال أقوى وله خرير. وبدأ البلغم في سد حلقي ومن ثم التهاب الحلق كله .. انتظرت عدة ايام , تناولت خلالها كل الثوم والحشائش ومغليات الاعشاب والبهارات .. لم ينفع شيء .. فالألم صار لايحتمل ولم اعد انام الليل كله .. مع وجود تعب فظيع ..
تحت ضغط بعض الاصدقاء وبالاخص صديقي ابو علي, قررت اخذ موعد مع طبيب المستوصف .. كان اسمه بير برومان .. كان الموعد الساعة الثانية .. وباعتبار المستوصف ليس بعيدا .. فقد ذهبت الى هناك مشيا ..
وصلت في الساعة الثانية الا ربعا .. وضعت الهوية ودفعت الرسم وانتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت بعد نصف ساعة اتجهت للممرضة لاسألها ان كان هناك خطأ ما !! .. قالت لا ان الطبيب قد جاء متأخرا !! يا له من عذر !!
ثم .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت حتى قاربت الساعة الثالثة .. الا عشر دقائق اي خمسون دقيقة عن موعدي ..جاء واعتذر بصوت اكاد ان اسمعه!
دخلت الغرفة ... بعض الاسئلة وفحص سريري لم يتجاوز ال 6 دقائق من الوقت .. طلب مني فحص الدم .. ايضا انتظرت .. فحصوا دمي وانتظرت مرة اخرى .. جاء وقال لي مارايك بصورة شعاعية لانني اشك باحتمال ضئيل بالتهاب رؤي خفيف .. ربما يكون فايروسيا او بكتيريا وعليه ستأتي الى هنا غدا الساعة الحادية عشر صباحا .ونقرر الدواء .. أخذت وقتا منه, تلك الاستمارة التي يجب املاؤها بما لايتجاوز الثلاثين كلمة, حوالي العشر دقائق .. لانه ببساطة, قليل الخبرة .. وقال لي لديك عشرون دقيقة قبل ان تغلق المشفى قبول التصوير الشعاعي ..
لم اكن قد اخذت السيارة معي, فقمت بالهرولة .. وانا الكهل الملئ بالكولسترول والشحوم والتعب والمرض وجعبة مليئة بكل الام المفاصل والاعصاب بدأ من الرقبة مرورا بالظهر وصولا لمفاصل الأرجل .. والاصابع هههه . وصلت المشفى قبل عشر دقائق .. قالت لي الموظفة السريانية .. ماذا تريد .. !! اعطيتها الورقة فسألت زميلتها السويدية هل نحن ما زلنا نستقبل حالات التصوير الشعاعي !!قالت السويدية .. نعم نحن نغلق الساعة الرابعة "" لو لم تكن السويدية موجودة فسيكون الجواب بشكل مؤكد .. تعال غدا باكرا .."" فقلت لها عظيم اين سأبدأ فقالت .. يجب عليك اعطائي 200 كرون .. !! هنا جن جنوني لعلمي ان التصوير مجاني .. فلقد مررت بهذه الحالات قبلا ولم أدفع اي نقود !! قلت لها ليس معي مال ولن أتابع .. قفلت راجعا للمستوصف غاضبا كبركان .. وصلت المستوصف واعلمت الاستقبال باني اريد مقابلة الطبيب .. فرفضوا .. فقلت اريد ان الغي موعدي غدا .. وكم كنت بحاجة ماسة لانفجر غضبا على كل من قال المقولة المبررة الشهيرة كلما تكلم احدنا على خطأ ما " هل تظن نفسك في السويد !!" نعم الغي الموعد .. لم يسألني أحد عن سبب انزعاجي .. لم يسألني احد ان كان من الخطأ أن اترك على حالتي الصحية الراهنة .. فلقد شاهدوا أنني أبصق دما عندما أسعل .. .. هذه هي السويد .. هذا هو احد اهم المرافق التي تحسن واجهة النظام .. لنا أحاديث طويلة عن فساد المرافق الآخرى في هذه الدولة الحضارية لاحقا .. من تجاربي الحية والشخصية أحييكم مع سعال لاينقطع ..

٢٠١٠/٠٦/٢٢

صديقي بلال جمل ..


من يبحث عن صديق بلا عيب ، يبقى بلا صديق

( مثل تركي )

كان يجب ان اكتب عن صديقي بلال .. عن علاقتي بهذا الصديق الرقيق .. الكريم .. والوفي ..

بلال .. رجل يصغرني باعوام ليست كثيرة .. يعمل بالحدادة .. مما جعل خطوط التقائنا اكثر تقربا , كوني اعمل في التصميم والاشراف .. هذا ما صنع من علاقتنا خليط مهني فني واجتماعي .. بلال يعتني بالجمالبات .. بتتبع معارض دمشق وبيروت .. صديق لاكثر الفنانين شهرة ..

بلال .. عمل مع ابيه في مشغل صغير وراء مبنى المحكمة والسجن بمنطقة شعبية تسمى حي السجن .. .. اعتدت أن أجلس هناك بدعوة منه مرات لاتعد .. بأتي بالضيافة من عوامات ومشبك الى العصير والمياه الغازية ... واحاديث عن خطوط ومنحيات واعمال فنية .. واخبار الاصدقاء , فادي يازجي, وسيم خاشو , غسان وآخرون ..

في احيان كثيرة .. كان يتصل بي ويقول أنا سآتي اليك ونذهب في مشوار جميل .. يأتي بلال بسيارته البيك اب ويبدأ مشوار جميل بين جبال اللاذقية .. احيانا كثيرة .. لاينتهي المشوار الا في ساعة متأخرة .. في صلنفة , في كسب .. في كل الاماكن بلال له اصدقاء .. انا من اختار الطعام .. هو من يدفع !!
عندما حان سفري .. اهدى لي بيجامة رياضة حمراء وبيضاء .. لازالت في خزانتي تذكرني به .. !!
بلال سافر الى قطر بعد زواجه وازمة اقتصادية في البلد .. لم اره منذ وقتها ..


منذ فترة اتصل بي وتكلمنا .. صوته الذي لايمكن لاحد ان يخطئه .. بلال كيف الامور من عندك في قطر.. قال لي .. رفعت لقد اخطانا الاتجاه .. كان يجب ان نبقى .. انا مريض بحب لاذقيتي ..
هل يجب ان نضحك .. وفي قلبينا الم الحنين .. والندم ..
نعم يجب ان نضحك .. ونستمر

٢٠١٠/٠٥/٢٢

لا صوت للأغنية إن لم تستطع سماعها ,, مع ذلك تستطيع أن تصفر فتسمع اللحن .. الخاتمة


* قال تاجور
( ما اكثر القيود التي تربط الإنسان بالدنيا ولكن أعجبها جميعاً قيد الأمل )
حسنا .. هاهي تتململ .. هل ستبقى !! مكملة رحلتها الى مكان آخر !! أم هل تنتظر إن كنت سأنزل أنا !! تلك اللجظات القصيرة, أخذت دهرا كاملا .. كانت عيناي ترقبان ملامحها .. وجهها المضيء .. هي لاتنظر الى احد .. كانت عيناها متجهتان إلى النافذة .. يا إلهي متى ستقرر أن تقف وتحضر نفسها للخروج من المقطورة ... الركاب لازالوا في خضم ترتيبات خروجهم .. الابتسامات التي ترتسم على شفاههم وهم يشكرون باعينهم الركاب الجالسين, على افساحهم مجالا للخروج .. نعم احتفالية الوصول في غليانها الأعلى .. القطار يتنهد حين يقف .. الركاب يقفون على مقربة من الابواب .. والركاب الجدد الذين سيصعدون ايضا... ينتظرون , فاسحين المجال للخارجين من المقطورة, بعضا من المساحة الكافية .. نعم توقف القطار .. لازلت أنظر إليها مترقبا كل حركة منها , محللا, ببلادة ذهنية أعرفها جيدا بي, ماتقصده .. ستسمر .. لن تستمر .. معها القليل من الوقت لتقف وتخرج .. !!
بدا الركاب, مع فتح الابواب, في الخروج .. كان القطار مزدحما .. هناك العديد من البشر الذين يقصدون استوكهولم في هذا الوقت .. نعم في بعض الاحيان يبدأ العمل متأخرا قليلا .. بعض الاعمال لاتبدأ حكما في الصباح الباكر .. المحلات التجارية تفتح في العاشرة .. و .. ماذا .. !! لقد وقفت .. وتحرك الجالس بجانبها ليفسح لها مجالا لخروجها .. شكرته بابتسامة رائعة .. كل شيء بها رائع !! لم تكن طويلة .. بل حتى أنها قصيرة , نعم لكنها رائعة .. لم يؤثر ذلك على روعتها .. بل بقت كما رأيتها أول مرة جالسة في مقعدها .. بل زادت روعتها حين التقت عيناها بي .. خفق قلبي سريعا .. لم أعد قادرا على المضي في هذا .. يجب أن أتكلم معها ..
الحشد خارج المقطورة. بدأ بالدخول .. يجب أن أقرر, أن أخرج وانتظرها عند الباب ..!! بدأت أعد كل ما يمكنني من أن أجمع من كلمات .. وأرتبها بعناية لأفتح معها موضوعا ما, ونحن نسير .. كان في مخيلتي .. سيناريو جاهز ومشاهد معدة جيدا .. يبقى الانتاج .. وانتظرت

لم يبق أحد من الركاب إلا وخرج .. بقيت أنظر إلى مكانها فلم أجدها .. لكل مقطورة عدة أبواب .. ربما خرجت من الباب القريب من مقعدها .. .! أغلقت الابواب .. وصدح صوت السائق يعلن اتجاه الرحلة .. استوكهولم ماشتة .. استوكهولم ماشتة !! تحرك القطار وابتعد بشكل متسارع إلى خارج المحطــــــــة ..
لم أرها .. اختفت .. ركضت إلى الدرج , ابعدت البشر المتكاسلين , هرعت إلى البهو الكبير .. لاشيء .. فتاتي لاريب أنها الآن في مكان آخر .. في مكان لن أجده الآن ربما تأخرت في لحاقها .. لقد اختفت !! .. لن أتكلم معها , وذلك السيناربو ربما من الافضل أن أمحيه .. نعم أن أستمر إلى حيث كنت سأذهب .. إلى استوكهولم التي أصبحت لازالت بائسة أكثر الآن ..

خرجت من المحطة .. زادت حدة الضوء .. تخيلتها واقفة عند محطة الباص .. بحثت عنها بين الوجوه .. بين ركام بشر لا أعرفهم .. لاشيء .. سرت بخطى متثاقلة .. ناظرا للأسفل .. حجارة الرصيف الغرانيتيه .. الملونة, المكعبة .. كل شيء انتهى .. فتاتي اختفت .. الحلم انتهى .. لقد مدني الضوء جرعة كبيرة من القوة .. رفعت رأسي وبدأت المسير إلى وجهتي .. مرحبا استوكهولم .. أنا هنا .. أتيت الآن .

٢٠١٠/٠٤/١٥

الصمت من فضة .. غداء مسرحي بدعوة من صديقي دانيال أبو علي 15 ابريل








..
تحدث

أنت الذي يملك شفاه

يمكن للكلمات أن تكون اشعة شمس

يمكن للكلمات أن تصبح الأنهار

كلمات يمكنها فتح الأبواب وبناء الجسور

يمكن للكلمات اطاحة الطغاة

إذا تسلح كل منا مايكفي من الكلمات

تكلم تكلم

نحن مدينون لأولئك الذين تكلموا

في حين أنها ما زالت لهم شفاه


للكاتبة هلجا هنشن

Lunchteater - Tiga är silver

الصمت من فضة ..
عنوان العرض المسرحي المفرد,الذي تقدمة ايوا كارلسون الذي يتناول مملكة السويد .. جنة أم بلد ناضج ديموقراطيا.
عمل مسرحي يقودنا للخروج من السلبية, ويدفع المرء لرغبة المشاركة والمسؤولية.. من الأهمية ان ننتخب .. كيف نعتني بديمقراطيتنا , وكيف نحصل على حقوقنا



















لم يقل لي أبوعلي "دانيال" عن تلك الدعوة بل كانت شبه عفوية. ففي صباح ما, قال لي, مارأيك في عرض مسرحي مع وجبة غداء خفيفة!

فكرت بالموضوع .. أول ماسألته عن سعر الدخول وهل هو مجاني أم للأعضاء فقط "أنا لست عضوا في شيء" ..!! قال لي, لايهمك شيء أنا سأدفع ..!!

لم أستجب لدعوته مباشرة, فأنا أيضا لا أحبذ أن يدفع الآخرون مالاً عني .. قلت له ابو علي أعذرني ..أنا لا أريد الذهاب لأنني لا أريد أن ادفع مالاً يلزمني في شيء ما آخر أكثر اهمية من عرض مسرحي .. قال لي جازما الموضوع .. أصعد في السيارة .. وسنهتم بالموضوع لاحقا .. !!

أبوعلي هو جاري وصديقي الأقرب لي هنا في السويد .. ربما الوحيد الذي أسر له بكل شيء .. والوحيد الذي استمتع بصحبته وبأحاديثه .. واستفقده في كل يوم لا استطع او لايستطع أن نتمشى قليلا لنتبادل حديثا ما !

نعم ركبت السيارة .. وفي الطريق راحت تلاحقني فكرة .. أنني لن أقبل أن يدفع عني, خصوصا أن الدخول على هكذا عروض يبلغ بالتأكيد ضعف سعر غداء في مطعم جيد. وأنا لا استطيع دفع تلك المبالغ على هكذا اهتمامات .. !!
وصلنا المكان .. المكان هو أهم صالة في البلدة لعروضات مسرحية وغنائية وسنيمائية .. تملكها البلدية ..
نزلنا الى البهو الكبير للمبنى الذي افتتح حديثا .. مبنى من الزجاج والفولاذ .. وهو مقر البلدية ..
اجرى ابو علي حديثا مع موظفة الاستقبال ودفع مالا لبطاقتين !!
سألته عن الموضوع فقال ..هذه دعوة مني لاعليك !! لم أكرر السؤال .. فقد كان ذلك لرغبته ايضاً .
في احدى الطوابق اجتمع عدد من النساء والرجال .. من مختلف الاعمار .. منهم ايضا امراتين فوق الستين , راح ابو علي يتكلم مع احداهن عن سابق معرفة , كان الحديث عن زملاء بالعمل وما هي أخبارهم !! كان كل شيء بالنسبة لي نوعا من الانشطة التي لا أشعر بالمشاركة او لنقل انني غريب عن تلك التجمعات وأنني ايضا ليس سهلا علي أن أتواجد في تجمعات لا أعرف بها أحدا غير الذي دعاني .. كنت أقف كظل لابو علي .. أتكتف واقف بقربه .. ابتسم بين الحين والآخر على تعليق أو ابتسامة رسمت دون أعلم السبب !! .. تجمع الحشد .. وصارت الساعة الثانية عشر إلا ربعا .. موعد فتح الابواب !! قالت الامرأة السمينة ذات النظارات السميكة .. ارجوكم .. بعض الهدوء .. الغداء هو شوربة الدجاج .. !! من سوء حظ ابو علي انه لايحب الدجاج .. فقد امتنع عن الأكل واكتفى بقطعة خبز مع الزبدة . وشاركنا الطاولة هاتين المرأتين .. اللطيفيتين !! أكلنا بعشرة دقائق .. لأقل عن الشوربة .. لابأس.. الحقيقة .. انها تؤكل .. وإن لم تعجبني جدا .. لكني أكلتها كلها كعادتي .. هههه صعدت امرأة حول الاربعين من العمر على خشبة المسرح .. وبدات في سرد ما عن عائلتها .. كنت أظن أنها ستبدأ بعد قليل في عرض ما .. شيء ما اعتدت عليه في اعمال المسرح .. الأعمال المعدودة التي شاهدتها قبلا في سورية ام في لينان !! لا .. خلال الربع ساعة الاولى , اصبح ظني يقينا ... انها بادية في عرضها منذ اول كلمة على المسرح .. ان العمل هو عن ام لأبنة وأمها وشخصية اخرى هي جارتها الأجنبية .. تجري احداث العمل عن الانتخابات عن سر من ستنتخب وماهي اهمية الانتخاب على السويد والمجتمع!
.. كل شيء يجري بهدوء .. تلك المرأة الجذابة التي تقلد ابنتها ذات الاثني عشرة من عمرها, حين تجلس على الطاولة وتضع الحلوى في فمها وتتكلم .. بعض الابتسامات وأصوات ضحك خجولة من الجمهور .. نعم .. انتهى العرض .. لم يطل اكثر من 40 دقيقة .. كان ممتعا حين قالت .. ابقو في اماكنكم .. اريد منكم ان تتناقشوا حول العمل .. ماذا جال في خاطركم .. بعد عشرة دقائق سأتناقش معكم ..
أخذ الجميع الموضوع على محمل الجد .. بدأت المرأتين التي تجلسان على طاولتنا .. تتناقشان عن الموضوع وعن الانتخابات .. فجأة سألني ابو علي ما رايك .. قلت ظريف هههههه مارأي بماذا !! كنت اعتقد عن العمل المسرحي .. لكن ابو علي قال لي لا ليس ظريفا .. دهشت , كان ابو علي قد سألني سؤالا عن رأي بالانتخابات وحيث أنني لم أنتبه على السؤال كعادتي وسوء سمعي .. ظننت ان الموضوع يتعلق بالعمل نفسه لا على ماذا يطرح هههههههه .. قالت الممثلة .. نعم من لديه سؤالا . .. لا أحد ههههه نعم لا أحد .. فقط بعد وهلة من الوقت رجل ما قال شيئا او سأل عن شيء ما .. جاوبته واستفاضت .. ومن ثم عددت الاسئلة التي طرحوها المشاهدين في مدن قد اقامت عرضها فيها سابقا .. واختتمت عملها وحضورها بمقولة رائعة .. لم اعد اذكر منها شيء علما بأني حاولت كتابتها .. لكنني لم افلح هههههههه كعادتي دوما ! ثم رأيتها هنا في الانترنيت حين بحثت عن اعمال ايوا كارلسون .. وأترككم مع تلك الكلمات الرائعة التي وضعتها في البداية .

الف شكر ابو علي الحبيب

TROMBON tors 15 apr, kl 11.45
Med Ewa Carlsson (från "Rederiet",
2Strömstadspolisen" m.m.) En spännande.

Teater, soppa, bröd, kaffe och kaka

Inbjudan till teaterföreställningen "Tiga är silver" av och med Ewa Carlsson. "Tiga är silver" är en föreställning som öppnar för att hålla samtalet levande om Vikten av att rösta! Hur vårdar vi vår demokrati? och hur skaffar vi inflytande?

Handling: Ingela, som håller på valhemligheten och inte vill prata politik, får frågor och tankar från barnen, grannen Maira och gamla farmor som får henne att se sambanden mellan vår historia, folkhemmet och framtiden.


Tala

du som har läppar

ord kan bli solar

ord kan bli floder

ord kan öppna portar och

bygga broar

ord kan störta tyranner

om tillräckligt många av

oss beväpnar sig med ord

tala tala

det är vi skyldiga dom som talade

medan dom ännu hade läppar

Helga Henschen

.

٢٠١٠/٠٣/١٤

الأغنية .. تردد كلماتي .. تخطئ بعض الأحيان .. الثالث عشر

لا يمكن تصنيع العاطفة أو تنظيمها حسب القانون.
المهاتما غاندي

لم تكن الحياة في السويد, حلمي.. !! ربما ..نعم ... إذا كان المتعلق بالأمر هي الأنثى السويدية ذات الجسد الأبيض والوجه الجميل والشعر الاشقر .. جزء من أحلامي .. لكن ليس البلد .. !!

عندما حلمت بالحياة في مكان آخر, لم يكن سوى نيويورك .. نيويورك لها خصائص تنطبق وما أحلم بتحقيقه ... كنت أعتقد أني شيء ما .. أستطيع أن أكونه, أن أبدأ من جديد بصنعي ..!! .. أنا هنا لست آسفاً على عدم تحقيق هذا الانتقال, هذا الحلم ..لا .. علمت من خلال وجودي هنا في السويد, بعد ثماني سنوات, أنني لن أكون أي شيء , ليس هنا .. أو حتى في أي مكان في العالم .. سأكون أنا .. أنا الآن .. ليس أحدا آخر .. أنا ذات المخلوق, بأحلام فارغة وحنين حارق ..

الأيام تجر قدمها الكبيرة في مسار حياتي .. تسرع الخطى .. هاهي الثمان سنوات على مجيئي الى هنا .. ثمان سنوات قضيتها في عقم حقيقي .. ( ولدان وامرأتي حامل) بلا عمل .. بلا مستقبل .. رجل ناهز الخمسين من العمر وهو لا يعلم ماذا, كيف, وإلى أين هو ذاهب .. الاتجاهات معدومة .. هناك فقط حالة مستنقعية, حالة راكدة ... لاشيء .. يقضي يومه نائما, جالسا, يأكل ويشرب ويتكلم مع بعض الأصدقاء على النت, ونادرا ما يرافق جاره الطيب في مسير قصير حول الحي .. نعم لاشيء .. يعتبر نفسه في حالة كمونية ساكنة .. يحيا لكنه لايفعل شيئا ...!!

ماذا عن الفتاة .. !! بعض الوقت, تحتاجه حواسي لأخرج من الواقع ..تماما عندما يخرج المرء من العتمة الى النور القوي .. تحتاج عينيه الى بعض الوقت لتتعرف الى المكان .. بدأت أرى أشباحا .. ثم تحولوا شيئا فشيئا, إلى بشرا .. واقفون وجالسون .. ثم ... هاهي فتاتي .. في نفس المكان .. الحالة التي تمنيتها أن تكون أبدية .. أن أنظر إليها وكأنها عمل فني حي .. تدور حوله مسرحيات .. أغانٍ .. بشر .. أريد لهذه الأحاسيس بهذه اللحظة أن تتجمد .. سعادتي برؤيتها أمامي, وجودها أمامي, جعلني أؤمن أن هناك شيء آخر باق, يستطيع أن يجعلني أشعر بالحياة .. لم أعد أفكر بشيء عداها ..

كان خاتم زواجي يرقد في محفظة النقود .. وسماعات الأذنين قد وضعتهما في جيبي الجانبي .. لم يعد هناك موسيقى .. اقترب القطار من المحطة التي سانزل بها .. وبكل تأكيد ستنزل أيضا بنفس المحطة .. انها المحطة الرئيسية للعاصمة ستوكهولم .. البشر قد تأهبوا للنزول .. أغلب الركاب يلبسون قبعاتهم ويدخلون أزرار معاطفهم في عروتها , منهم من وقف ومنهم من حمل حقائبه الصغيرة ونظر يمنة ويسارا, ليتأكد من أنه لم ينسى أي شيء سقط منه سهوا ....

إذا القطار أصح على مرمى من المحطة الرئيسية لستوكهولم .. مرور القطار بجسر ,لم أعد أتذكر اسمه, يطل من جهته اليسرى على منظر رائع لمدينة ستوكهولم وعلى بناء يرمز لاستوكهولم اسمه "ستادسهوست " بيت المدينة .. حامل رمز المملكة السويدية ذو الثلاث تيجان ذهبية .. تمهل القطار .. ودخل بناء المحطة المسقوف .. وبدأ الناس بالوقوف .. والجالسين منهم من فسح للمغادرين مساحة للخروج .. هي فتاتي .. لم تحرك ساكنا .. !! هل ستبقى .. !!

في ذروة شبابه بمنتصف حياته

باع لفتيات رخيصات

كل ما لديه من حب ...

... لم يبق لديه

سوى

ذكريات

..

.

وقلب مريض فارغ ..

الصورة لهنري جونز ..المحطة