٢٠٠٨/١١/٢٠

الزوج والنفاق الابيض



ترددت أن أكتب عن موضوع يعتبره العامة - لعدة اعتبارات- عائلي, خاص, حرية شخصية, إساءة للغير و الذوق العام وربما تصل إلى العنصرية وعدم قبول الآخر ووووو الخ ..!! صحيح, لكني اليوم صباحا عندما أيقظني ابني ذو الاربع سنين الساعة الثالثة بعد منتصف الليل تقصدت أن أتتبع تصرفات زوجتي وكيف تقوم من السرير كيف تلبس, تأكل, تغتسل, وإلى ماهناك من أمور عادية يقوم بها المرء كل صباح.. المثير بالموضوع أو ربما يسئ البعض فهم الكلمة " مثير " المستغرب " يفضل " ... أننا نحن الرجال وأقصد عامة الرجال, نرى في زوجاتنا أشياء تستفزنا لا نراها في أنفسنا أو علاقاتنا السابقة مع النساء, "نعم أعلم فقد كتب الكثير عن ذلك" ..الزوجة تختلف كليا عن أولئك النساء اللواتي مررن بحياتنا, أنها تحيا معنا بشكل أو بآخر كشريك في المكان والزمان .. إنها تأخذ منا مساحات من حياتنا, وهذا شيء طبيعي إذا كانت تلك المساحات المحتلة من قبلها جزء من هذه المساحات المملوكة أصلا من قبلنا, لكن بقدرة قادر بعد بضعة سنين من الزواج ترى أن كيانك كله قد اختفى .. وحل محله الأولاد, الزوجة والمسؤوليات على أنواعها ..

فمن منا لم يشعر بان هواياته هي بالنسبة للزوجة شيء سخيف واضاعة العمر .. أم تلك الكراكيب على حد تعبير الزوجات التي تأت بها الى البيت ,, فأفهمها انها ليست كراكيب وان بان عليه ذلك , فأنا أحب الالكترونيات القديمة لاصلاحها فقط .. تأبى زوجتي أن ألوث بيئة بيتي ذو النتصف نجمة بكراكيبي .. فلم تحل عني إلا ونقلتهم الى العلية في الطابق الاخير من البناية " حيث يحق لكل مستأجر مساحة للتخزين" .

والظريف بالموضوع أن الزوجات لا يهدئ لهن بال إلا وقد أحالوا رجالهم إلى مستعبدين وكارهين "" أنا لا أكره زوجتي !! " لكن بشكل مخفي .. تحت البطين الأيسر من القلب .. ثم يتحول هذا النفور إلى نوع من الاستفزاز ومن ثم إلى معارك , لن أقول من يهزم بها آخرا !!

تعالوا معي لنشاهد زوجة ما !! ولتكن زوجتي .. وردود فعلي والأفكار التي تنتج عنها .. طبعا أكرر أنا أحب زوجتي واراها من ألطف الزوجات .. للعلم ليس إلا. فأرجع على ماكتبته سابقا حين قلت اتتبع..

,...أستيقظت صباحا عند سماع بكاء وليم , وبالتالي استيقظ فيكتور ابني الاصغر.. وبصوت مخنوق بغصة ردت عليه زوجتي بانها ستأتي به لينام عندنا .. " فيكتور قد أتى بمنتصف الليل لعندنا, كعادته اليومية " لكنها نهضت وهي تنظر إلى وكأنها تقول: لم لم تنهض أنت ايها الكسول . فأجاوب في داخلي .. أنا لست معتادا على أن آتي به .. هنا يكون النوم قد أغلق أبوابه على الجميع .. فزوجتي تنهض باكرا الساعة الرابعة والنصف .. لتحتم, تنشف شعرها بالسيشوار الذي يصدر صوت كطائرة نفاثة تحلق عن ارتفاع منخفض!! بعد أن تنهي اليوغا اليومية .. وتبدأ بتشغيل المكنسة الكهربائية التي أيضا لها صوت مزعج .. والأولاد بهذه الاثناء لازالوا يتعاركون .. أنا الذي أعاني من أوجاع الظهر والرقبة , أنهض عن سريري بصعوبة وألم , لأحضر بعض الحليب والعسل للأولاد. كما طلبت زوجتي مني, لأنها تحتاج الى وقت لتحضير نفسها للعمل .. وبالطبع النق والشكوى والبكاء يترافقون مع ماتفعله .. وعلى أنها ستتأخر عن موعد عملها .. أي حياة هذه !! نعم نبقى في هذه الحالة للسادسة والنصف حين تبدأ زوجتي بنفاذ صبرها على الجميع .. وبشكل هستيري تبدأ بمعاقبتنا جميعا بصراخها وحنقها علينا ..تصل هذه الحالة الى شكل من أشكال الانهيار العصبي يترافق مع هذا صراخ وشتائم وبكاء وطبعا بمشاركتنا جميعا " أنا والأولاد " !! تخرج من البيت تاركة الأولاد لي لألبسهم ماتبقى من ثياب يجب عليهم لبسها فيخرجون من الباب مودعين بعيون حزينة , تذكرني بطفولتي حين أذهب للمدرسة .." لايهم المرحلة, فأنا لم أحب المدرسة طوال حياتي...!!! "

بعد الظهر تأت بابتسامة واعتذار .. وبأسباب ترددها دوما منها , دورتها الشهرية, هرموناتها, عدم نومها ليلة البارحة بشكل كافي ..الخ .. ثم تأت بالمكنسة الكهربائية " رياضتها المفضلة حسب قولها " رياضة التأمل " وتبدأ بالممر وصولا الى تحت أرجلي أي البيت كله .. طبعا البيت مساحته 79 متر مربع . وتذهب لتأت بالاولاد .. ربما يحتاج هذا الى ساعة لتأت بهم , تصف السيارة في مكان ما, أمام البيت , وتقول لي الاولاد بالسيارة هلا أتيت بهم واركن السيارة في مكان مسموح " مخالفة ركون السيارة في مكان غير مسموح يكلف حوالي ال 400 كرون سويدي !! فأهرع لآت بالاولاد التعبين من اللعب والمغطسين ب الوحل والقش والثلج ... الخ .. فاسمع زوجتي وأنا في طريقي للسيارة لأركنها في مكان آخر تصرخ بهم من أجل الاستحمام .. " لاحظوا الصراخ الدائم " وأرجع على نفس الحالة ..

طبعا وليم يلعب الكومبيوتر وفيكتور يحاول بشتى الوسائل افشال اخيه في قيادة السيارات او اصابة الاهداف والى ماهناك من العاب , بحيث فيكتور لم يصل لعمر هذه الالعاب فلا يستطيع التحكم وبالتالي اللعب بها. طبعا صراخ ومعارك بالايادي والسلاح الابيض !! "سيارات الماتش بوكس والليغو ..!! وبعض الاحيان المجلا ت المستعارة من المكتبة العامة !!

تعيد زوجتي تنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية .. أنا في هذه الاثناء أطهي أو أسخن الطعام .. وحين أنتهي من تحضير كل شيء على الطاولة , يحتاج الجلوس على المائدة حوالي النصف ساعة لأن زوجتي لا تستطيع الاكل إلا على هدوء .. فتبدأ هنا معارك الأكل بين فيكتور ووليم .

زوجتي وأولادي لا يستسيغون ما أطبخ من مأكولات عربية, مثل البامية واليخاني على انواعها .. كما أن زوجتي تحب السمك وأنا أقرف من رائحته ولا أطيقها " لرائحة السمك " فتقلي شرائح اللاكس الزهرية مع البطاطة المسلوقة وجبنة الشيدر !! للأولاد .. أنا أنزوي في ركن الكومبيوتر في غرفة الجلوس وأقرأ أي شيء انتظارا لانتهاء الاولاد من الطعام .. بعد الطعام تبدأ المعارك حول تغسيل اليدين والفم ومن ثم آخرا تنظيف الاسنان الذي يحتل المركز الاول في اوليات زوجتي ويليه في المركز الثاني المكنسة الكهربائية ثم تجفيف الشعر !!

يبدأ برنامج الاطفال في السادسة .. وفي أثناء ذلك ينام الاطفال على الارض او الاريكة .. تحملهم امهم الى الحمام ليتبولوا لألا يتبولوا خلال نومهم في السرير !! فكرة ذكية !!

أنا لازلت جالسا اراقب ما يمكنها فعله بعد ذلك .. تأت بعد قليل بصينية فيها اللبن والخبز القاسي والزبدة والمكسرات وتبدأ التقرمش .. أنا هنا يصيبني مس من الجنون .. هل تعلمون ماهو مس من الجنون .. !! لكني انسحب من غرفة الجلوس للحمام فأحل كلمات متقاطعة لم افلح ولا مرة في حل اكثر من كلمتين, لاتقاني اللغة السويدية بشكل مهول !!

بعد قليل تأتي زوجتي لتقول ألا تريد أن تنام .. فأهز برأسي موافقا .. وأزيد بأنني عندما أنتهي من الحمام سآتي .. فآتي بعد ثلاث أو أربع من الساعات .. تصبحون على خير