٢٠٠٨/١١/٣٠

ملاحظات على علاقاتي بأصدقائي







طارق الخطيب وجورج حموي..

من الاشياء الجميلة والمتعبة في حياتي, علاقتي باصدقائي .. !!
من يومين سهرت مع طارق الخطيب ... صديقي الوحيد الذي ينتمي لفترة الماضي في بلدي. سهرة طويلة بعد يوم قضيناه سوية في عيادته برنكبي .. ثم أوصلني الى سودرتالية ومن ثم اتفقنا أن نلتقي لاحقا بالسهرة .
أتى في الخامسة حيث توجهنا لصديق آخر لنا , جورج حموي وهو يملك مطعما في منطقة قريبة من بيتي .. كان لطيفا وكريما كبقية ابناء لاذقيتي .. اكلنا البيتزا الكبيرة وشاركنا جلستنا ابو باصيل " بير مدني " الظريف ومن ثم تمشينا ربما الساعتين نتكلم ونضحك على ماض استطعنا أن نلمسه بكلماتنا وذكرياتنا .. أبو خالد الزريابي " محمد مصدق الصفدي", فايز السيد, هيثم , محمد , وفتيات مراهقتنا الممتدة للآن .. كانت وقع خطواتنا بذلك الليل بجانب تلك الفيلات الحديثة الانشاء, تصدر صوتا ورتما يرافق تدفق ذكرياتنا كماء يأت من ذوبان الثلوج ..

بلال سقاطي ..
كنا في صغرنا نستهجن أن نكون أصدقاء لأحد ما يصغرنا بسنة , لكن عندما نكبر في العمر, نختبر علاقات صداقة مع سن أصغر بكثير منا, فعندما تعرفت على بلال, وهو أخ لصديق لي اسمه احمد تعرفت اليه منذ مجيئ اول مرة الى السويد= كان قد اتى حديثا الى السويد وبدأ تعرفه على هذا البلد ومن ثم عمله الذي نجح به لما له من خبرة قديمة في اللاذقية = وهاهو اخيه بلال الذي اصبح الطرف الثالث في لقاءاتنا .. فنضحك ونستمع الى الموسيقى او نشاهد افلاما مضحكة ونناقش امورا متعددة .. أستمتع برفقتهما وهما كريمين .. فلم يبخلا بأي شيء احتفالا بكل مرة آتي بها اليهم .

هدوء بلال يجعلك ترتاح في علاقتك معه , ومما زاد في علاقتي معه ولقائي به حبه
لأولادي. فيأتي دائما حاملا معه شيئا ما لهم ويلعب معهم بصبر لا أستطيعه مطلقا .. وعندما حل وقت ميلاد فيكتور جاء من الطرف الابعد من استوكهولم حاملا معه تورتا كبيرة عليها شكل السبايدر مان وهو الرمز المفضل لابني فيكتور .. كان ظريفا بكل المرات التي التقيت بها فيه .. شكرا بلال ..!!

أحمد سقاطي ..
صعب الوصف .. لكن فيه جوانب واضحة, يستطيع المقربون أن يروها بشكل مميز .. اولا حساسيته المفرطة .. كرمه , وده , تأثيره بالآخرين .. جاء في منتصف سنيه العشرين الى السويد .. والآن في سنيه الثلاثين , ربما سبع سنوات في السويد .. !! نلتقي غالبا , فهو من الاصدقاء الذين أحب أن ألتقي بهم وأسر معهم .. نشترك سوية بعدة اهتمامات .. أهمها النساء .. وربما هذه نتشارك بها مع كل الرجال .. اليس كذلك !! أبو حميد الحبيب ..

عمر ريحاوي ..
من الظرافة والقوة في أن يتصل بنا أحد ويقول أنا فلان , احببت أن أتعرف إليك .. اي هدية في أن نكون مرغوبين من الآخرين ..
لقد اتصل بي وبدا حديثة بأنني لا أعرفه .. لكن من لهجة صوته عرفت أنه من لاذقيتي " أي انسان من لاذقيتي محبب الى قلبي" فطالت المحاذثة ربما لساعتين .. ذكريات وأصدقاء ومعارف مشتركة .. وأغلقنا الهاتف على امل التواصل .. لكنه لم ...!!!

عمر دهوش ..!!
صديق العتابات والتعليقات والفن والسينما والفلسفة والادب .. عمر صديق عصر الالكترون , لا نلتقي إلا نادرا , لكننا يوميا نكتب ونتواصل عبر أثير الالكترونيات !! كتب لي مرة هنا على هذه المدونة " كيف لي ان أعيش دون تعليقاتك " فأرد وكيف لي أن أعيش دون كتاباتك لأعلق عليها !!!! مشتاق دائما عمر ..

دانيال أبزخ .. جاري وصديقي أبو علي ..
من الممكن أن أنتقل من هنا , من هذا البيت أو من هذه المنطقة او المدينة , لكنني لن أخسر شيئا أكثر من أن أفقد أبو علي صديقي .. وجاري العزيز ..
صاحب الدعوات المتعددة وصديق السهرات الظريفة في بيته .. كم أنا ممتن لوجودك أيها الصديق !










العبدين .. كريم ومنعم...
إن كان للاذقية رمزا فسأبدأ بنحت تمثالين لكما .. سعيدا بكما جدا .. بهذا التواصل الذي لا زال حيا .. بيننا بعد كل هذه السنين من الغربة.

كنان فتاحي ..
لايكفي كل ما سأكتبه .. يبقى في السنين الاربعين التي نعرف بها بعضنا .. كنزا ثمينا
من أيام لن تعود مجددا إلا بصوتك التي يأت من لوس انجلس في آخر الليل محييا .. شو ابو الرور كيف امورك !! فنبدا حديثا لاينتهي إلا بشروق شمس خجولة في الساعات الباكرة في السويد .. أحييك كنان الحبيب ومشتاق لك دوما .. لتعلم !!

مالك هارون ..
المختفي عن النت والماسنجر .. هل لمغامرة ما سبب في انقطاعك عنا .. تسائل أبو علي ريبا عن السبب معللا , هل هو مريض !! فضحكت!!

حسن رجب ..
نعم كتبت عنه سابقا .. فهاهو حسن يتواصل يوميا عبر الماسنجر .. واليوم قد قال لي انه وجد عملا جيدا .. بالتوفيق ياصديقي .
يارا ..
فتاة لطيفة .. تواصلت معها مرارا .. تضحكني أحيانا .. لكني لم اسمع عنها منذ ايام !! عجبا .. ربما تعطل النت .. هههههه

توفيق الفار .. وجان بيير ابو سمرا ..
توفيق رد أخيرا وسعدت جدا برده .. كأن الايام قد عادت القهقري .. انه صديق مميز ..
جان بيير ابو سمرا احد اصدقاء توفيق المقربين .. تعرفت اليه في الايام التي سبقت حفل زفاف توفيق في كارديف .. وبعدها ايضا .. سهرنا وشربنا حتى الثمالة .. في بارات كارديف المتنوعة .. فقدت الاتصال به منذ ذلك الحين .. لكن لحسن الحظ على الفيس بوك ردت لي صديق سررت باستعادته حقا !! شكرا جان بيير

رمضان صديقي
بعد شهور من الانقطاع .. جائتني رسلة منك .. أنك في مصر .. طوبا لك أيها الصديق .. سررت بحديثنا الاخير .. أرجو لك شتاء دافئا في ربوع بلدك الذي تحب !!

حسام جيفي !!
لم ألتق بحسام في أي مرحلة من مراحلي .. فهو يصغرني ب 20 سنة , لكنه صديق لأخي الذي يكبرني ب 13 سنة .. نتبادل من حين لآخر هلوسات الحنين والغربة على الفيس بوك .. ينتقي حسام مفرداته من قاموس الشعر , فهو شاعر وقد نشر له ديوانين شعر , يكتب في الصحف عن كل شيء ..
ذهب للولايات المتحدة ليختص .. ومن هناك بدأت التواصل معه عبر الفيس بوك بر
سائل صغيرة .. !! أستمتع بتواصلي معه
كتبت لي اليوم هذا "الكون يتجمد يا رفعت
هل معك رقم تاكسي
للهروب
و بسرعة
أصابعي بدأت تتكلم. " أحببت ما كتبه جدا



فايز السيد ..
صديقي الذي لم يراسلني منذ رجوعه الى سوريا .. صديق العمر .. مشتاقك أيها العزيز ..

كل البشر .. أصدقائي, لكني لم ألتقيهم بعد !!! .. رفعت

٢٠٠٨/١١/٢٩

فوربيري .. والموبايل


أول البارحة و كان لي اكثر من اسبوعين لم اخرج من البيت لعدم وجود أي عمل ولحالة نفسية تعبة من كل شيء , وشعوري بكآبة عميقة جراء مايدور في حياتي .. حالة من الضجر والعقم قوية أحالت أيامي الى نوع من الجحيم ,, قررت في هذا اليوم أن أخرج إلى استوكهولم بعد اصرار احمد صديقي للقائه في استوكهولم.
تحممت ولبست وفي طريقي للخارج تذكرت انني لا احمل موبايلي .. فرجعت وترددت في اخذ موبايل واحد فقط, فانا في الآونة الأخيرة اضطريت أن أجدد موبايل السيارة لعدم تجديد بطاقة الدفع وشراء بطاقة جديدة للأتصال خارج السويد باسعار تشجيعية. وأصبح في البطاقة مايمكنني بوحداته المتبقية ان أتصل بسوريا ربما 4 ساعات, فظننت أنني ربما سأتصل بسوريا وأنا في طريقي الى استوكهولم حيث أستقل قطارا يوصلني للمحطة الرئيسية. وهكذا أخذت موبايلي الثاني وهو الرقم الذي استعمله ويعرفه أصدقائي. عند خروجي من البيت انتابني شعور فظيع بأن أحد الموبايلات سأفقده .. قلت في نفسي, لا بد أنني اصبت بحالة نفسية مرضية بسبب احاسيس كهذه , وحاولت أن أبعد تفكيري قسريا بغير شيء .. إلا أنني عندما وقفت بجانب أحدى اشارات المرور الضوئية وقفت بجانبي فتاة شرقية تتكلم على موبايل أي فون الذي يعجبني كثيرا, هذا أرجعني للتفكير مرة اخرى انني سأضيع واحد من الموبايلات !!
وفي طريقي الى استوكهولم , تلفن لي صديقي أبو علي الحبيب , عارضا علي رحلة صغيرة الى احدى الاسواق التي تبيع أغراضا قديمة . وهي السوق التي تسمى فوربيري والتي اعتدنا أن نذهب اليها سويا كلما عن على بال صديقي دانيال تغيير قليلا من الرتم اليومي في البلدة التي نحيا بها !! أجبته بكل تأكيد فانا سأرجع بالقطار العائد الى البلدة فورا. وهذا ما حصل ..
هاهي الدقائق حتى التقيت بأبو علي صاعدا سيارته.
خلال الساعة كنا في فوربيري و البلدة التي انتقل اليها هذا السوق بدلا من بلدة اسمها شارلهولمن والتي اصبح مكان سوقها القديم مركز تسويق حديث ومن اكبر المراكز التسويقية في منطقة استوكهولم الكبيرة ..
سوق فوربيري للمواد المستعملة .. لا اعرف ماذا سأصف أحاسيسي المتنوعة الألوان . مزيج من ذكريات و روائح , بشر متنوعين .. فهاهم الافارقة واللاتينيين والمتوسطيين والعرب والاوربيين الشرقيين .. مزيج من النساء والرجال, يتمشون في ممرات يرسمها العارضون بطاولاتهم التي يعرضون عليها ما يمكن للآخرين شرائه أو خداعهم به !! ادوات صناعية , جرائد قديمة و اشرطة كاسيت وسيديات واسطوانات فنيل الموسيقية وربما الفحمية منها والتي بدأ بها عصر الاسطوانات الموسيقية .. ثم الالبسة والاحذية وصولا للالكترونيات والكومبيوترات والهواتق النقالة .. كل شي حتى المفروشات .. لكن لا سيارات ولا دراجات بنوعيها النارية والعادية !!
أتمشى بين هذه الطاولات فتمسح عيني مايمكنها رؤيته واختبار احاسيس غريبة تتفاعل بي , فهاهي مجلات السبعينيات برسونها الرائعة التي اعتدت قرائتها, مثل سوبرمان وميكي ماوس والبرق والوطواط .. ثم تلك الالعاب المعدنية التي ترجع صناعتها وموديلاتها الى حقبة من طفولتي .. يا الله كم تنتابني مشاعر الماضي بتلك اللحظة فارجع مراهقا, يتمشى بشوارع مدينتي اللاذقية .. مشاعر لذيذة حقا ..
بعد أقل من الساعة نلتقي مجددا عند الباب فنتمشى الى السيارة متبادلين الحديث عن أين يمكننا أن نحتسي الشاي وبعض الحلويات, فاتفقنا على مركز المفروشات ايكيا الذي به عدة مقاهي , احداها, هي المفضلة عند ابو علي ..
ركبت السيارة وأنا أفكر بأن من المستحيل أن افقد الهاتف حين مددت يدي لاتلفن لصديقي!!! .. لقد اختفى .. او سرق مني بواسطة أحد النشالين هناك ..
لا أعرف إن كان البشر حين يتقدم بهم العمر, تزيد الحاسة السابعة قوة , فيمكنهم التنبوء ..أم أنهم بقدر ما يفكرون بشيء ينقلب الى واقع .. فأنا المتشائم طوال عمري .. فما النتيجة ياترى ؟؟؟؟

٢٠٠٨/١١/٢٣

حفلة الضغط العصبي


يعتاد السويديون أن يولوا احتفالات يوم ولادة أطفالهم اهتماما كبيرا .. فمن نشر صورهم في الجرائد المحلية إلى شراء الهدايا المكلفة ومن ثم قالب الحلوى .. إلا أن يوم الاحتفال بحد ذاته, حدث عائلي واجتماعي, ولهذا هناك دائما احتفالان ..! أحدهما لأهل البيت } ليس أقرباء الرسول, بل المحتفى به } وهذا ما كتبت عنه } انقر هنا } ومن ثم وفي يوم عطلة } ليسهل مجيء الأطفال مع ذويهم } يأتي بعده مباشرة الأصدقاء } الطفل } ..
البارحة كان احتفال الأصدقاء لابني فيكتور .. !!! ويا له من صخب ..
فالتحضير لهذا الاحتفال بدأ منذ أسبوع .. وأول ما بدأت زوجتي به .. رمي أغراضي بأمكنة لاتظهر, للعيان لألا تخدش المنظر العام } على حد قولها أنها لاتريد أن تشعر بالخجل والعار من بيتها } وشراء كل ما يتعلق بتزيين الطاولة وأدواتها الموسومة بالرجل العنكبوتي {شخصية سينمائية يحبها ابني } من اكياس الحلوى , الكاسات, اوراق المحارم, الشرشف والأهم من هذا كله, أن صديقي بلال سقاطي قد وعد بصنع قالب الحلوى على شكل وجه هذه الشخصية وإحضاره من الطرف الثاني من استكهولم حاملا اياه طول المسافة وبالمواصلات العامة .. وهذا ليس قليلا { مشكور وممتن يا بلال } .. !!
البارحة كان الاحتفال .. وزوجتي التي تضغط نفسيا من اجل الذهاب اليومي للعمل والذي اعتادت عليه منذ 14 سنة ربما واكثر , فما بالكم بعيد ميلاد سيحضره ربما 11 او 12 طفل مع احد ذويهم ..مع أن هناك الكثير من العمل قد أصبح منتهيا طبعا .. التورتة التي سيأتي بها بلال , البيتزا الصغيرة التي خبزتها قبل يوم , وشراء تلك المكملات والهدايا , إلا أن زوجتي وأمها { حين أتت صباحا مع الحلوى التي خبزتها هي أيضا } أصبحت في ساعات الصباح الأولى امرأة لاتتحمل أي { نكزة أو لمسة} والأولاد على حالهم .. { مثل المجانين } أما أنا فكنت أساعد بحذر لألا تصدر عني اي حركة خطأ تكلف حالتي النفسية المتمركزة على حافة هاوية ... الكثير من الخسائر هههههههه .. لذا كنت حريصا على استعمال مفرداتي .. وحركة فمي , لألا تفهم خطأ, على انها ابتسامة ومسخرة فتقلب زوجتي الدنيا رأسا على عقب ..
بلال الذي وعدني بإحضار قالب الحلوى باكرا, اعتذر عن المجيء باكرا إلا أنه وعد بالتأكيد إحضاره قبل الساعة الثانية, وهو موعد مجيء المدعوين, مما زاد جرعة التوتر لزوجتي التي أصبحت في درجة 5 على مقياس رعفر { نسبة لاسمي } ويزداد هذا التوتر كلما قربت ساعة الصفر!!! طبعا الأولاد لم يساعدوا في تخفيف هذا الشيء فجو الاحتفال من بوالين متدلية وطاولة ملونة وانتظار أصدقائهم جعل جرعة اللعب تزداد مع ازدياد توتر زوجتي {{ هل تستطيعون عد المرات التي ذكر بها توتر زوجتي ؟ }} طبعا رافق ذلك المكنسة الكهربائية والسيشوار , وتجريب عدة مرات ماسترتدي, وخصوصا أنها ستذهب لحفلة عمل, تقيمها البلدية والتي تعمل زوجتي بها !!.
في الواحدة والنصف أتى بلال .. حاملا ذلك القالب الكبير من التورتة .. أراح ذلك زوجتي قليلا , وبعد قليل جاء اول المدعوين .. وبدأ فيكتور بصراخه تارة وباستعمال يديه تارة أخرى .. توالى حضور المدعوين وأصبح البيت مليئا ب 12 طفل و10 من أمهاتهم و اثنين من آبائهم .. وأنا وزوجتي وصديقي بلال و وليم و فيكتور ..
طبعا حصل الكثير .. صراخ ولعب وفتح هدايا وزعل وتقطيع قالب التورتة .. لن أتكلم عنهم لكني سأتكلم عن شيء واحد .. ما فعله ابني فيكتور .. فعندما ناداني وقال لي بابا سأدخل التواليت, أريدك هنا معي والباب يجب أن يكون مفتوح !! نعم أجبته .. وبعد قليل جاءت احد أصدقائه وأمه معه لانه يحتاج ان يدخل التواليت أيضا .. هل تعلمون ماذا كانت ردت فعل ابني .. أنه سيبقى في التواليت .. وجلست أقنعه أن صديقه سيفعلها في ثيابه اذا لم تخرج .. فأبى .. وبقي فيها حتى أتت أمه وجلست معه الربع ساعة وأقنعته بالخروج .. مما أصابني أنا بتوتر أكثر من أمه !! تخيلوا الاحراج .. أما زوجتي فقالت أنه طفل ..!! واكتفت بذلك .. لن آت على ذكر, لو حدث ذلك في بيت عرب .. ببلد عربي .. !!
طوال ساعتين , كان الصراخ يحتل كل شيء .. آخرا ودعنا الجميع .. شاكرين قدومهم وهداياهم .. وبالطبع شكرونا على ضيافتنا ولطفنا ههههههه أضحك ملئ شدقي .. كم هو قاس أن يحيا الانسان في غير اجوائه .. وعاداته .. حتى بأجمل الاحتفالات .. لا يسعد ..!!

٢٠٠٨/١١/٢٠

الزوج والنفاق الابيض



ترددت أن أكتب عن موضوع يعتبره العامة - لعدة اعتبارات- عائلي, خاص, حرية شخصية, إساءة للغير و الذوق العام وربما تصل إلى العنصرية وعدم قبول الآخر ووووو الخ ..!! صحيح, لكني اليوم صباحا عندما أيقظني ابني ذو الاربع سنين الساعة الثالثة بعد منتصف الليل تقصدت أن أتتبع تصرفات زوجتي وكيف تقوم من السرير كيف تلبس, تأكل, تغتسل, وإلى ماهناك من أمور عادية يقوم بها المرء كل صباح.. المثير بالموضوع أو ربما يسئ البعض فهم الكلمة " مثير " المستغرب " يفضل " ... أننا نحن الرجال وأقصد عامة الرجال, نرى في زوجاتنا أشياء تستفزنا لا نراها في أنفسنا أو علاقاتنا السابقة مع النساء, "نعم أعلم فقد كتب الكثير عن ذلك" ..الزوجة تختلف كليا عن أولئك النساء اللواتي مررن بحياتنا, أنها تحيا معنا بشكل أو بآخر كشريك في المكان والزمان .. إنها تأخذ منا مساحات من حياتنا, وهذا شيء طبيعي إذا كانت تلك المساحات المحتلة من قبلها جزء من هذه المساحات المملوكة أصلا من قبلنا, لكن بقدرة قادر بعد بضعة سنين من الزواج ترى أن كيانك كله قد اختفى .. وحل محله الأولاد, الزوجة والمسؤوليات على أنواعها ..

فمن منا لم يشعر بان هواياته هي بالنسبة للزوجة شيء سخيف واضاعة العمر .. أم تلك الكراكيب على حد تعبير الزوجات التي تأت بها الى البيت ,, فأفهمها انها ليست كراكيب وان بان عليه ذلك , فأنا أحب الالكترونيات القديمة لاصلاحها فقط .. تأبى زوجتي أن ألوث بيئة بيتي ذو النتصف نجمة بكراكيبي .. فلم تحل عني إلا ونقلتهم الى العلية في الطابق الاخير من البناية " حيث يحق لكل مستأجر مساحة للتخزين" .

والظريف بالموضوع أن الزوجات لا يهدئ لهن بال إلا وقد أحالوا رجالهم إلى مستعبدين وكارهين "" أنا لا أكره زوجتي !! " لكن بشكل مخفي .. تحت البطين الأيسر من القلب .. ثم يتحول هذا النفور إلى نوع من الاستفزاز ومن ثم إلى معارك , لن أقول من يهزم بها آخرا !!

تعالوا معي لنشاهد زوجة ما !! ولتكن زوجتي .. وردود فعلي والأفكار التي تنتج عنها .. طبعا أكرر أنا أحب زوجتي واراها من ألطف الزوجات .. للعلم ليس إلا. فأرجع على ماكتبته سابقا حين قلت اتتبع..

,...أستيقظت صباحا عند سماع بكاء وليم , وبالتالي استيقظ فيكتور ابني الاصغر.. وبصوت مخنوق بغصة ردت عليه زوجتي بانها ستأتي به لينام عندنا .. " فيكتور قد أتى بمنتصف الليل لعندنا, كعادته اليومية " لكنها نهضت وهي تنظر إلى وكأنها تقول: لم لم تنهض أنت ايها الكسول . فأجاوب في داخلي .. أنا لست معتادا على أن آتي به .. هنا يكون النوم قد أغلق أبوابه على الجميع .. فزوجتي تنهض باكرا الساعة الرابعة والنصف .. لتحتم, تنشف شعرها بالسيشوار الذي يصدر صوت كطائرة نفاثة تحلق عن ارتفاع منخفض!! بعد أن تنهي اليوغا اليومية .. وتبدأ بتشغيل المكنسة الكهربائية التي أيضا لها صوت مزعج .. والأولاد بهذه الاثناء لازالوا يتعاركون .. أنا الذي أعاني من أوجاع الظهر والرقبة , أنهض عن سريري بصعوبة وألم , لأحضر بعض الحليب والعسل للأولاد. كما طلبت زوجتي مني, لأنها تحتاج الى وقت لتحضير نفسها للعمل .. وبالطبع النق والشكوى والبكاء يترافقون مع ماتفعله .. وعلى أنها ستتأخر عن موعد عملها .. أي حياة هذه !! نعم نبقى في هذه الحالة للسادسة والنصف حين تبدأ زوجتي بنفاذ صبرها على الجميع .. وبشكل هستيري تبدأ بمعاقبتنا جميعا بصراخها وحنقها علينا ..تصل هذه الحالة الى شكل من أشكال الانهيار العصبي يترافق مع هذا صراخ وشتائم وبكاء وطبعا بمشاركتنا جميعا " أنا والأولاد " !! تخرج من البيت تاركة الأولاد لي لألبسهم ماتبقى من ثياب يجب عليهم لبسها فيخرجون من الباب مودعين بعيون حزينة , تذكرني بطفولتي حين أذهب للمدرسة .." لايهم المرحلة, فأنا لم أحب المدرسة طوال حياتي...!!! "

بعد الظهر تأت بابتسامة واعتذار .. وبأسباب ترددها دوما منها , دورتها الشهرية, هرموناتها, عدم نومها ليلة البارحة بشكل كافي ..الخ .. ثم تأت بالمكنسة الكهربائية " رياضتها المفضلة حسب قولها " رياضة التأمل " وتبدأ بالممر وصولا الى تحت أرجلي أي البيت كله .. طبعا البيت مساحته 79 متر مربع . وتذهب لتأت بالاولاد .. ربما يحتاج هذا الى ساعة لتأت بهم , تصف السيارة في مكان ما, أمام البيت , وتقول لي الاولاد بالسيارة هلا أتيت بهم واركن السيارة في مكان مسموح " مخالفة ركون السيارة في مكان غير مسموح يكلف حوالي ال 400 كرون سويدي !! فأهرع لآت بالاولاد التعبين من اللعب والمغطسين ب الوحل والقش والثلج ... الخ .. فاسمع زوجتي وأنا في طريقي للسيارة لأركنها في مكان آخر تصرخ بهم من أجل الاستحمام .. " لاحظوا الصراخ الدائم " وأرجع على نفس الحالة ..

طبعا وليم يلعب الكومبيوتر وفيكتور يحاول بشتى الوسائل افشال اخيه في قيادة السيارات او اصابة الاهداف والى ماهناك من العاب , بحيث فيكتور لم يصل لعمر هذه الالعاب فلا يستطيع التحكم وبالتالي اللعب بها. طبعا صراخ ومعارك بالايادي والسلاح الابيض !! "سيارات الماتش بوكس والليغو ..!! وبعض الاحيان المجلا ت المستعارة من المكتبة العامة !!

تعيد زوجتي تنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية .. أنا في هذه الاثناء أطهي أو أسخن الطعام .. وحين أنتهي من تحضير كل شيء على الطاولة , يحتاج الجلوس على المائدة حوالي النصف ساعة لأن زوجتي لا تستطيع الاكل إلا على هدوء .. فتبدأ هنا معارك الأكل بين فيكتور ووليم .

زوجتي وأولادي لا يستسيغون ما أطبخ من مأكولات عربية, مثل البامية واليخاني على انواعها .. كما أن زوجتي تحب السمك وأنا أقرف من رائحته ولا أطيقها " لرائحة السمك " فتقلي شرائح اللاكس الزهرية مع البطاطة المسلوقة وجبنة الشيدر !! للأولاد .. أنا أنزوي في ركن الكومبيوتر في غرفة الجلوس وأقرأ أي شيء انتظارا لانتهاء الاولاد من الطعام .. بعد الطعام تبدأ المعارك حول تغسيل اليدين والفم ومن ثم آخرا تنظيف الاسنان الذي يحتل المركز الاول في اوليات زوجتي ويليه في المركز الثاني المكنسة الكهربائية ثم تجفيف الشعر !!

يبدأ برنامج الاطفال في السادسة .. وفي أثناء ذلك ينام الاطفال على الارض او الاريكة .. تحملهم امهم الى الحمام ليتبولوا لألا يتبولوا خلال نومهم في السرير !! فكرة ذكية !!

أنا لازلت جالسا اراقب ما يمكنها فعله بعد ذلك .. تأت بعد قليل بصينية فيها اللبن والخبز القاسي والزبدة والمكسرات وتبدأ التقرمش .. أنا هنا يصيبني مس من الجنون .. هل تعلمون ماهو مس من الجنون .. !! لكني انسحب من غرفة الجلوس للحمام فأحل كلمات متقاطعة لم افلح ولا مرة في حل اكثر من كلمتين, لاتقاني اللغة السويدية بشكل مهول !!

بعد قليل تأتي زوجتي لتقول ألا تريد أن تنام .. فأهز برأسي موافقا .. وأزيد بأنني عندما أنتهي من الحمام سآتي .. فآتي بعد ثلاث أو أربع من الساعات .. تصبحون على خير

٢٠٠٨/١١/١٧

يوم كغيره .. باستثناء انه عيد ميلاد فيكتور جونيور !!




فيكنور جونيور مصري .. العمر 4 سنوات .. شرس الطباع , هوايته تكسير أي شيء , الصراخ , باكرا ومتأخرا , داخلا وخارجا .. يحمل في حنجرته, مضخمات صوت عاليه الجودة .. يستطيع تقطيع أعصابي بمجرد ثانية واحدة من بداية صراخه .. عصبي المزاح , ربما من اجل أن أحد ما مر من أمام التلفاز وهو يشاهد فيلم كرتون .. يحطم, يصرخ, يضرب, ولا يستطع أحد أن ينهيه عن ذلك حتى بالضرب والتهديد " مما يمكن أن يورطك في قضية استعمال العنف مع الاولاد وبالتالي سحب حق تربية الطفل منك " وهذا ما أرمي إليه" ههههههه "أمزح"

اليوم ميلاده في 17 نشرين الثاني .. !!


البارحة قضينا ربما اكثر من ساعتين لتحضير الهدايا والحلوى وقالبالكاتو, الذي حضرته زوجتي بالكامل مع غطاء من اللوزينة والزخرفة التي أخذت الوقت الكثير من المساء بعد أن خلدوا للنوم .. غدا سيأتي جدهم وصاحبته " حماي وحماتي مطلقين" وبالطبع حماتي .. وستكون حفلة صغيرة يتخللها طعام سأحضره أنا بالطبع, والحلوى بعدها ..!! وفي الصباح سندخل باكرا لننشد له بعض أغنيات أعياد الميلاد ومحملين بالهدايا التي بدأت زوجتي باحضارها منذ اسبوعين !!

صباحا في السادسة , ايقظتني زوجتي وقالت حان الوقت لنبدا الاحتفال .. نعم ويا للسعادة !!
طبعا أيقظنا وليم أخيه الاكبر "خمس سنين ونصف من العمر" وأشعلنا الشموع وأحضرنا كل الهدايا بجانب السرير " سريرنا طبعا لانه يأتي نصف الليل لينام بجانبنا " وبدأنا نغني له عيد ميلاد سعيد ونحن ندخل الغرفة !!

استيقظ فيكتور .. وبدأ بالصراخ الفظيع لاننا ايقظناه, ومن ثم بعد دقائق بدأ في فتح الهدايا والعراك مع اخيه لأنه شاركه في تمزيق أوراق هدية ما .. وبدأت المشاكل والصراخ .. وسأضع فيلم أرجو أن أنجح في عرضه هنا على المدونة .. وأنصح مرضى القلب بألا يشاركوا في المشاهدة .. حرصا على حياتهم .. والآخرون حرصا على أذنيهم ..
في النهاية .. تحول الحفل الى صراخ وبكاء وجنون ..!!
أولاد ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.

٢٠٠٨/١١/١٦

أن نخشى المجتمع ..فنكذب ونمثل



بداية, هناك الكثير من الأشياء التي سأكتب عنها هنا .. ربما أحداث و يوميات لم تكتمل في ذاكرتي بالشكل الذي يجب أن تكتب به, ولكن !! بركم من يهتم هههههه .. من جملة الأشياء التي سأكتب عنها تلك التصرفات التي نخجل جميعا من أن نعترف بها. سيذهب ‘‘إلى ذهنكم .. الاستمناء !! لا .. فهذه الحالة لم تعد في وقتنا هذا ما يخجل منهم وما يخفيه المرء حتى عندما يتبادل الحديث مع أصدقائه عن ما يمكن ان يتخيله المرء من فانتازيا جنسية شاذة .. لا ليست الاستمناء .. ربما عادة الأكل .. ماذا يأكل المرء وكيف !! هنا الموضوع شيق جدا لما فينا نحن البشر من اختلاف بما نستسيغه وما يثير لعابنا أو غثيانا عليه .. !
في علاقاتي المتعددة مع بشر مختلفين المستوى وأعني بالمستوى الثقافي, التعليمي, الاجتماعي, المادي, والوظيفي المهني, المنشأ وربما الجنس "سأتطرق على الجنس مطولا لاحقا" رأيت أن هناك دائما ما يخفيه المرء من تصرفاته حين يكون بين البشر. مثلا عندما تكلمت زوجة احد أصدقائي, أنها لايمكنها ان تأكل من صحن آخر, حتى وان كان صحن ابنها , لأنها على حد قولها تقرف !! أو مثلا أنها لا تأكل من طعام لا تعلم من طبخه !! "إنها تأكل في المطاعم" لا تعاني هذه الزوجة أي مشاكل نفسية بما يتعلق بفوبيا النظافة أو الجراثيم أو خلافه !!
نحن البشر نحاول قدر استطاعتنا الظهور بمظهر المتماشي مع القوانين الاجتماعية والتقاليدية .. نحب أن نظهر أننا مثاليين .. مع أننا جميعا حين نكون بمفردنا او مع احد المقربين لا نخجل من فعله .. وأعني أي فعل .. !! بدأت بالطعام , فلأتكلم على الطعام ..
بدأت أعي أن الطعام حاجة ومتعة منذ صغري, فأنا عانيت من السمنة طوال حياتي, وإن كانت سمنة غير مفرطة, إلا ان وزني كان ولازال دائما أكثر من المتوسط او العادي. وسبب ذلك أنني وجدت متعة كبيرة في جميع مراحل الطعام ابتداء من الطهي وعملية المذاق والمضغ وحتى اخراج الفضلات .." من منا يجد هذا ليس مريحا وممتعا ومع هذا لا أحد يتكلم عنه " أنا من الناس الذين يستمتعون جدا في المرحاض .. أقرأ جرائد , قصص , روايات .. الخ وربما كتبت بهذه المدونة العديد من النصوص أيضا وأنا أجلس في المرحاض .. في بعض الاحيان تأتيني فكرة أنني ربما آكل أكثر من المطلوب بسبب حبي للجلوس في المرحاض في اللاوعي المعتم عندي!!

القرف من الطعام .. الذي بدأت به بالكتابة هنا .. !! ربما أنا وبسبب تعرضي للجوع والحرمان في السجن.. !! بدأت في اكتساب احترام كبير للطعام .. أو النعمة, كما العادة في تسميتها بمجتمعنا الشرقي, المحروم من الوفرة في المأكل وكل شيء. " ليس هذا ما أرمي إليه" لكنني لا أكب شيئا يؤكل .. أحاول وإن كنت شبعا أن آكل ما يبقى من الطعام , لألا يرمى .. حتى أنني في بعض الأحيان أستطيع القول بدون تحفظ بأنني أفتش في القمامة عن ما رمته زوجتي "السويدية" من فضلات الفواكه التي اعتاد أولادي أن يكتفوا بقضمة أو اثنين منها .. نعم !! أين المخجل بالموضوع .. !!
ثم ان أوقع أي احد طعاما على الأرض فأنه وإن كان يقبل أكله, لا يقدم على انتشاله من الأرض, خجلا من العامة الذين ربما يشاهدوه !!
في احد المرات وهنا في السويد وبمطعم ماكدونالد, وقعت أرضا بسبب الجليد الزلق على المدخل, حاملا صينية فيها هامبرغر وبعض البطاطة, فتناثرت البطاطة والسندويشة أمام كل من كانوا يجلسون على الجنب المطل على المدخل .. كنت اعلم أنهم يروني, فقمت بهدوء ألم البطاطة وأضع الهامبرغر بالورقة المعدة لها وجلست أمامهم واضعا الصينية على الطاولة الخشبية وبدأت الطعام .. !! شعرت بالبهجة لإقدامي على عمل لايجرء عليه الكثير .. علما أن الموضوع ليس له أي قيمة .. لكنني كنت أنا بمعزل عن ما يقولونه أما ما حصل معي في عملي الأخير بمكب النفايات .فهو برهان اكيد على " لا أعلم أن كان هذا منطقي " على أنني أفكر مختلفا مع البقية , فعندما جائت واحدة من اكبر الشركات التسويقية للمواد الغذائية بشاحنتها الكبيرة لترمي ما يعتبر أنه منتهيا مدته من كل شيء ابتداء من الخبز حتى الفواكة , رحت الم هنا وهناك من فواكة تعتبر عالية جدا حتى على السويديين من كيوي وجوافة وبوميلو , والذي استمتعت به جدا بل رحت الى ان أعزم عليه بعض السائقين السويديين الذين اكتشفو ا لاحقا أن هذه الفواكه من القمامة .. ولكن ما جرى قد جرى

جميعنا نستمتع باخراج غازات أمعائنا ومن يستطيع ان ينكر انه وغالبا, مايحاول شم الرائحة. نعم ومع هذا ان ذلك وبعدة مجتمعات يصل رد الفعل على من يفعل ذلك ربما القتل ان لم يكن النفي .. أذكر مرة في فترة عسكريتي بالثكنة .. فلتت متسربة من تحت الاسلاك العضلية الشائكة .. ضرطة , وكان احد المجندين البدوي الاصل بجانبي وسمعها, فقال لي وتعتبر نفسك مثقف وحضاري وتفعل مافعلت!!!.. ماذا بربكم يمكنني ان اقول له , سوى نعم أنا لست حضاريا ولست مثقفا .. هل انت سعيد الآن !!هههههه

او ماذا عن اخراج مايعلق في الانف ويتجمع من اوساخ تتحول, لما يطلق عليه باللغة العامية عندنا , العمش, سواء في العين أم في الأنف. في بعض الاحيان أنا أجد متعة في اخراج هذه الفضلات من أنفي. ولأقل أنني البارحة بالذات وأنا أتكلم مع احد اصدقائي حسن رجب في برايتون, بريطانية, "عن طريق الماسنجر" استعملت الخنصر "الاصبع الصغير" وهو مسلح بظفر أبقيه أطول من الصفر حين أقلم أظافري البقية, فجرحت أنفي بفعل قشط جدران الأنف به , وأنا أحاول اخراج "عمشة" قد استحكمت في المكان .. فقلت له عما جرى وأنا أضحك متصورا ماذا سيكون رد فعله وأنا أشرح له كتابة مايجري معي, فاستطردت بقولي .. هل تعلم أن ملكة بريطانية اليزابيث تحب أن تفعل هذا عندما تكون لوحدها .. فضحكنا عبر كتابة ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثيرا

الجنس ..... يحتاج لبعض النقاط وربما علامات تعجب واستفهام !!!! اي قمع أوجد عقدة الذنب بداخلنا نحن البشر .. كتب الله السماوية .. قوانين البشر الأقوياء, النظام المدني للحضارات الإنسانية .. التي فرضت على أن يكون علاقات البشر الجنسية مقننة .. أين يوصلنا هذا .. !! الديانات على إشكالها, ولن أدخل بأي تفاصيل عنها و قد عنت وفعلت بشكل وبآخر على التابوية* التي وصلت بشكلها الحالي الآن.. !!
ثم مخلفات العادات التي ألزمها الحكام أو الإقطاعيين أو زعماء العشائر "وأقصد هنا أنها انتشرت بأي من أشكال تلك المجتمعات" الرعوية والمدنية, "الزراعية والصناعية" ثم بدأت في أواخر الستينات من القرن المنصرم حركات أكثر انفتاحا للجنس, ترافقت هذه الحركات مع الانفتاح المادي الذي شهده العالم آنذاك, ثم بروز المجتمعات المدنية المطالبة بالحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. إذا الانفتاح للجنس متوافق طردا مع الإنسانية والحرية والديمقراطية وعكسا مع الديكتاتورية والقمع والحكومات الدينية " (إيران و أفغانستان "طالبان" ) ..
نعم .. وهنا بهذه المقدمة عن عقدة الجنس البابوية طبعا, أوجدنا في داخلنا تلك العقد المكبوتة في أن نكون ما نكون .. وان نمثل لعبة المثالي أمام الآخرين .. والمثالي هنا هو تلك الصفات التي يحملها الجميع كشكل خارجي أي كقناع يضعه الجميع حين يخوضون مسرحية الحياة اليومية .. نعم لا زلت أذكر ذلك الصديق الذي راح يملي علينا محاضرات عن الأخلاق لأننا جلبنا معنا فيلم إباحي لنشاهده ثم ولمحاسن الصدف تعرفت على احدى الفتيات اللواتي كان على علاقة معهن .. فقالت لي مالم يخطر لي على بال .. حيث بدا لي هذا الصديق, قد لعب ادوار بطولة كل الافلام الإباحية التي شاهدتها في حياتي. وهو الذي قال لنا آنذاك .. ألا تقرفون من تقبيل فتاة قد كانت تضع عضوكم في فمها منذ قليل" بقصد فرادا وليس جماعا, وإلا بدا لي أننا فهمناه خطأ" هههههه قالت لي انه كان يجامعها في آواخر أيام الدورة الشهرية .. فقلت لها ألا يقرف !! هههههه
هنا حين أتيت ‘إلى السويد توقعت أن الجنس هنا كالأفلام التي اشتهرت بها السويد أو البلاد لاسكندنافية .. لكني عبثا لم أجد سوى الأجانب قد أتو على سوق الرجال, فالبشر الذين يمرون بمراحل نموهم الجنسي الطبيعي يحييون بطبيعية بشرية صحية .. من قال لنا أن الجنس له الشكل المرسوم التالي .. من يجبرنا على شيء لانحب فعله او بالطريقة التي يجب علينا ان نفعله !! ومع هذا فنحن تحت الفراش أكبر شاذين في العالم .. كل على حدا .. فمنا من يمارس النكاح الاستي ومنا من يخلق فانتازيا لم يكتبها أي كاتب اشتهر بكتاباته الجنسية البذيئة .. لكننا نخجل من أن نتكلم عنها .. فنحن معرضون للنبذ من المجتمعات المحافظة لذا علينا أن نكذب .. فنقول أعوذ بالله .. يعتبر نكاح الاست من الكبائر .. فاضحك......!!! لكن بصمت ..

٢٠٠٨/١١/١٣

ليلة موسيقية وثقافية


ربما من حسن حظي أنني التقيت بجار الرضا دانيال أبزخ .. الملقب ب ابو عليو والذي كتبت عنه قبلا الكثير .. نعم أن هذا الصديق الذي يسكن طابقين فوقي لهو نعمة في حياتي البائسة هنا .. مقدمة أريد كتابتها تعريفا على هذا الصديق الذي لولاه لما شعرت بأنني حي معظم أوقات حياتي هنا في السويد .. !! وإن كان أبو علي قد عاش سنينه الاكثر من العشرين هنا في السويد, إلا أنه لا زال غصبا عنه يحمل بذور الشرق في دمائه, وإن كانت أصوله شركسية ..
فمنذ أن ألتقينا على درج المبنى الذي يمر بمحاذاة باب منزلي, لازال أبو علي صديق رحلات ودعوات ظريفة سواء خارجا ام في منزله. وقد كتبت مرارا عن تلك الرحلات الرائعة التي اصطحبته بها وسررت طبعا بها وبرفقته ..
في الساعة السابعة تقريب.. مساء, اتصل بي هاتفيا ليقول لي هل تعلم ان اليوم وهذه الليلة هي ليلة الثقافة في سودرتالية "اسم البلدة التي نحيا بها" قلت لا !! قال ما رأيك في قضاء فترة السهرة هناك , نستمع للأغاني ونشاطات ثقافية اخرى !! اجبته بالطبع نعم !! فعدا عن تلك النشاطات فانا أحب مرافقته والمناقشة معه.
مشينا الى مركز المدينة الذي يبعد حوالي الخمس والعشرون دقيقة ودخلنا المكتبة التي رممت حديثا بما فيه كامل المبنى والمحلات التجارية وبدأنا في تجوالنا عبر اقسام المكتبة العامة الكبيرة التي حوت عدة اقسام .. فهنا في وسط المكتبة , تلعب فرقة من نورتالية موسيقى البلوز باللغى السويدية وهناك بعض المراهقين الذين يشاهدون فيلما في صال
ة صغيرة لا تتسع سوى لعشرين شخصا.. والنشاطات قد بدأت منذ الصباح .. وفي طريقتنا الى مقهى المكتبة دعاني ابو علي على شراب حيث كان هناك طاولتين احداهما بيرة ونبيذ والاخرى كوكا كولا حيث توجهنا انا وابو علي الى تلك المقهى لنستمع الى كاتب قصص بوليسية
21:00
في الساعة التاسعة مساء استمعنا الى الكاتب الشاب ينس لابيدوس الذي اصدر في 2006 كتابه الاول الدفع النقدي السريع وفي السنة التالية
اصدر كتابه الثاني ابدا لم ينهض. الكاتب يعمل محامي دفاع ويصف الاجرام في منطقة استوكهولم في عالم قد عرفه خلال حياته العملية.
والكاتب قد تاثر بالكاتب الامريكي جيمس ال رويس .. كانت ساعة ظريفة جدا, استمتعت بها حيث اختلطت ذكرياتي بالمحكمة السويدية التي كنت بها شاهدا .




22:00

في العاشرة شيشتي اولين .. حيث اغنت ذكرياتي بالجاز والبلوز واغاني بالانكليزية والسويدية ومرافقها الغيتاريست توربن ستروبيك.





22:45
غلين غاري
ثم بقينا في نفس الصالة حيث جاء احد زملائي اسمه بيتر هنسلو في صف اللغة السويدية وهو انكليزي متزوج من سويدية ..ظننت في البداية انه يساعد في وضع وترتيب الات الفرقة .. الا انه كان المغني و الذي يرافقه ابيه ,واسمه بوب الذي اتى من فرنسا ليغني مع ابنه ..وعازف الفيول "الكمان" وغيتار الباص السويدي نيس كارلسون .. غنوا بعض اغاني جوني كاش وايرلنديات ظريفة وشاركتهم اغنيتين زوجة بيتر السويدية ..!! الا ان الاداء كان ليس كما يجب ..

في النهاية .. الساعة قاربت 23:30 رجعنا الى البيت وكنت مسرورا .. وهذا بفضل كل ما يتعلق بهذا المساء .....
شكرا ابو علي


Tawfik Al Far .. توفيق الفار صديقي القديم


لا أعلم في أي وقت أو زمن جاء أبي ليقول لي هل تذهب معنا إلى بيت عمك حبيب الفار , لا أعلم أيضا ماذا كان جوابي, إلا أن أختي منى قالت لي أنك ستحبهم جدا, فهم ناس طيبين, وزوجة عمو حبيب بولندية الاصل وهي رائعة وذكية جدا وأنك ستحبها دون أدنى شك!! وسترى ! .

عندما ركبنا السيارة متجهين الى حي رمل الفلسطنية لم أتخيل أبدا أنني سأرى عالما سحريا .. بيت رائع, جدرانه مليئة بأعمال سيدة البيت, اعمال الصنارة الجميلة وتلك اللوحات كما أنها تجيد ربما أكثر من 10 لغات كتابة وقراءة وطباخة ماهرة, فعندها تذوقت المأكولات التي كنت أراها في المجلات الاوروبية , وايضا عملت خلال حياتها المثيرة أكثر من عمل في بلاد كثيرة, السودان كان بينها وكانت تدير ورشة تصليح لشركة السيارات المشهورة مرسيدس بنز ..

أما العم حبيب الفار " أبو توفيق ", فهو رجل تحبه منذ لقائك الاول به !! دمث الأخلاق و كريم ومضياف جدا, الصفة التي تشعرها فور دخولك بيته, المشروب والفواكة والطعام .. الموجودين دائما على الطاولة التي يجلس بجانبها و كأس العرق الموجود طبعا عليها أيضا .. أي زوج رائع هذا !! المرأة التي أتت من بولندا الى فلسطين لتلتقي هذا الرجل الرائع.. ثم أتت الحرب وتشرد الفلسطينيون .. وجاؤوا الى اللاذقية بعد أعمال في عدة مجالات .. بنوك , ووكالات ثم استقر العم حبيب في اللاذقية ليفتح وكالة بحرية وترانزيت للأعمال الجمركية, ثم لسوء حظه حين كان وكيلا لشركة قد تأخذ أعمال سد الفرات, جاء عبد الناصر وبدأ الوحدة ومن ثم سحبت الميزات من الشركة التي كان وكيلها العم حبيب, بعد ان كان قد وضع مبالغ طائلة في هذا المشروع ..

نعم التقيت بالعم حبيب في مراحل متأخرة من حياته , لا استطيع أن أجزم أن هذه الزيارة كانت في 1978 بعد ان توفيت والدتي او ربما 1979 .. من ذلك الحين أصبح لي منزلا آخر أستطيع المجيء اليه وقت ما أريد .. أحببتهم كثيرا وكانوا بمثابة أصدقاء و أهل.

ربما في الثمانينات , بدايتها .. بالتأكيد...! جاء ابنهم الوحيد توفيق .. كانوا يطلقون عليه اسم توي ..

ذهبت لعندهم لاقابله ... توفيق اكبر مني ربما بثلاث او أربع من السنين .. شاب ظريف جدا, درس في المدارس الداخلية اللبنانية الخاصة بالاثرياء وأظن انها برمانا هاي سكول, ودرس علم البتروكيميا في جامعة كارديف البريطانية ويعمل في جزيرة أدما في منطقة الخليج بأبو ظبي .. ذو مواهب متعددة , ذكي جدا وقارئ ومستمع ممتاز, يلعب الجودو وحاصل على الحزام الاسود!! ... في الوقت الذي كنا نحن الشباب في اللاذقية لازلنا نصيح في الشوارع صيحات بروس لي المخيفة دون أن نعي لماذا !!! ثم انه متواضع كريم وذو حس فكاهي .. اضحكني حتى الثمالة ..انه صديق من الدرجة الاولى ..

جاء عدة مرات الى اللاذقية, تارة أتيا من عمله بأبو ظبي أم من بريطانية مع احدى الحسناوات البريطانيات .. التي يسيل لها اللعاب ..!! ومع كل مرة كانت علاقتنا أقوى من ذي قبل .. فالرسائل التي كنت اواظب على ارسالها له,والردود الرائعة التي كان يرد بها بكل اهتمام, كانت لها فعلها في استمرار هذه العلاقة ..

حين كان يأت كان كالبابا نويل .. محملا بالهدايا الثمينة وكأنني أخيه الصغير .. ولن أنسى ذلك الوكمان السوني, الذي بهرت به كل أصدقائي ذلك الوقت .. لصغر حجمه وصوته الرائع .. كما تلك الكاسيتات التي كان لها الفضل في تهذيب اذني الموسيقية, فصرت بدلا من سماع البوني ام والباكارا , الفرق الموسيقية التي كان ابناء جيلي يسمعونها أو الهارد روك التي كان يسمعها اخوي منذر وماهر والتي لصغر سني لم أستسيغها فقد عشقت الموسيقى التي جاء بها توفيق وهي الجاز فانك , مثل جورج بنسون , غروفر واشنطون جونيور .. " منذ اسبوع كتبت عن الموسيقى فكتبت أن لي صديقا لم أعد على اتصال معه لكنه حي في ذاكرتي طوال ان لي أذنان تسمعان" كان المقصود هو توفيق نفسه !!

كنت الملاصق له طوال اقامته في اللاذقية حتى انني كنت ارافقه الى مطار دمشق مودعا .. كان صديقي المميز بكل شيء, كان كالنجم اللامع بالنسبة لي ... كنت احلم بأنني ربما سأكون مثله .. كان القدوة بالنسبة لي ..

الصداقة التي لم اشعر أنني فقدتها بعد سنة 1983 حين كنت مدعوا على حفل عرسه في كارديف حيث تعرفت هناك على شباب كثر من أصدقائه هناك وأذكر منهم جان بيير ابو سمرا " الذي اشتهر بجملة ألف كلا " وأيمن سلامة الذي ورطني بدخول احدى بارات التعري في لندن وعلى بن سعيد الحجري الذي استمر تواصلنا ربما سنين قبل أن ينقطع بعد زواجه " وهذا طبيعي!! عندها يكون المرء قد فقد استقلاله "

أما توفيق وبسبب تافه لم اعد أذكر أي من تفاصيله, لم نعد على اتصال منذ ذلك الحين ..!!

لم يخرج من ذاكرتي طوال هذا الوقت .. كانت اغنياتي المفضلة اغانيه المفضلة ايضا , ولازالت في سنيني هذه تلك الأغاني التي اسمعها باستمرار وتعني لي شيئا ثمينا لايعوض .. وفي كل هذه السنين حاولت التواصل معه خصوصا بعد وفاة امه حين كنت بالسجن وقتها .. ولن أنسى أنني نمت عندهم ربما يوم او يومان في فترة هروبي من الخدمة العسكرية

بعد العسكرية ذهبت عدة مرات مع ابي لعندهم .. لاشيء كالماضي .. العم حبيب اصبح تعبا ومن ثم تزوج امرأة لم اشعر بانها ظريفة ابدا , فقد كانت تعامله بفظاظة وكأنه صبي صغير مما جعلني ابعد عن هذا البيت الذي به اجمل ذكرياتي ..

توفي العم حبيب. .. حزنا جميعا عليه .. أذكر أن والدي حزن جدا عليه فقد كان صديقه القريب ..أما أنا فلم أذهب للتعزية !! لا أعرف أحد من أقربائه .. ولم يصلني أن توفيق سيأتي .. ثم ولاسباب لم اعد أذكرها .. بالفعل وكأنني لا أحبذ وقائع الموت والتواجد في التعازي .. لم أذهب أبدا ..

حين أتيت ألى اللاذقية منذ عدة سنوات .. مررت لبيت العم حبيب .. وقابلت زوجته التي لازالت مصرا على انها من البشر الغير متوافقين مع شخصيتي ..كنت أريد عنوان توفيق .. كان قد حان الوقت لابحث عنه ..واقعيا وليس بالذاكرة .. قالت انها لاتتواصل معه بسبب انها لا تملك عنوانه .. وهكذا ضاع عني توي .. مرة اخرى ..

في الانترنيت لم أجد فرصة إلا وكنت أكتب اسمه بكل اللغات وابحث عليه .. لم أفلح بأي نتيجة حتى انني بحثت في مواقع الاصول الانكليزية , باعتبار ان احدا ما قد قال لي انه يسكن في غلاسكو .. ثم في ليبيا ثم في قطر .. لاشيء غريب جدا على هذا الذكي ان لا يكون لديه عنوان على الانترنيت .. لكن ....... البارحة كان لدي شيء ما على الفيس بوك فعرفت من صديق لي ان هناك امكانية البحث عن الاسماء في الموقع .. سريعا كنتب اسمه ....!! يا للفرحة .. هذه صورته مع ابنه ربما لا اعرف .. لكني على السريع .. بعثت له برسالة والتي ارجو أن يرد عليها سريعا .. أصدقاء ألا تعلمون ما أثمنهم ..

٢٠٠٨/١١/٠٧

الغربة بعد سن الاربعين



أعاني أنا كانسان أتى من الشرق في السويد العديد من الأمور التي تحيل حياتي إلى جحيم, وارتأيت أن أكتبها لكم, علها تعطي فكرة عن ما يعانيه الشرقي كمثل عام في بلد, على ما أعتقد, شبيه بأي بلد آخر , لا يشترك مع تاريخ هذا الإنسان بأي شيء, وأعني, اللغة , الطعام, العادات الاجتماعية و وإلى ما يتبعه من عاديات الحياة اليومية.طبعا كنبت عن هذا ويمكن لمن يريد الرجوع لما كتبت قراءة انقرهنا

لكن في حالتي هذه,- ولا أظنها حالة شاذة- فأنا خلال فترة إقامتي هنا والتي زادت على ست سنوات وزوجة وطفلين, لم تبارحني فكرة الرجوع إلى بلدي. والدافع الرئيسي للفكرة هذه ,التي لا تفيد حياتي بشيء , هو عدم تأقلمي مع مجتمع, يطلق عليه المجتمع الصناعي الحديث, حيث تقولب عبر سنين القرن الماضي بقالب الفردية والتفكك الاجتماعي.
بدأت الثورة الصناعية بخلق
حالة اجتماعية جديدة سببها حاجة هذه المصانع إلى ساعات عمل طويلة وأدت بالنهاية إلى تفكك تلك العلاقات الإنسانية, التي لا زالت لنا نحن الشرقيين خبزنا ومائنا. ولأعطي مثال عن ذلك سأكتب عن بعض الأمور التي تبرر لي هذه الفكرة وهذا الانهزام أمام قدرة التأقلم النفسي على حياة كنت أنا من شجع العديدين من الأصدقاء على تبنيها, بل والخوض في غمارها. وربما هذا ما أراد القدر أن يثبت, بأن الفكر النظرية التي لاتعتمد على تجارب واقعية, هي مجرد كلام, يبقى كلام ليثبت صحته بالتجربة والبرهان, وها أنا هنا على هذه الشاشة أو الورقة أعتذر إلى كل من شجعت أو تكلمت أو ساعدت على خروجه من بلده " أن لم يكن مضطرا" اعتذارا شديد لما يمكن أن يسببه هذا التغيير من تعاسة في حياته " أظنني أبالغ " !!! وربما أنا كحالة خاصة, حيث أتيت في سن غير مناسبة, أتيت الى السويد في سن 42 وجاء ابني الأول بعد أقل من سنة. وبدلا من أن أعمل " وانخرط في الآلة اليومية, رحت الى تعلم اللغة التي كنت أرجو من خلالها إعطائي فرصة أفضل للعمل, مبررا ذلك بأنني في هذه السن لايمكنني ان اعمل في التنظيف والمطاعم لأغسل الأطباق !! لكن مع انعدام فرص العمل خصوصا باختصاصي وهو العمل الذي شغلته سنيني ال14 الأخيرة في بلدي كمصمم داخلي, بقيت في الدراسة حيث أنهيت برنامج الصفوف الأخيرة قبل الجامعة ومنذ ثلاث سنوات دفعت أقساط ثلاث سنوات دراسة الستاندرد الاسكندنافي المعماري في إحدى المؤسسات التعليمية في كوبنهاغن , إلا أن الانهزامات اليومية والكآبة حلت دون إكمالي ذلك وأنهيت المتابعة بعد 6 أقسام من اصل 30 .. وبعد خمس سنوات من مجيئي للسويد بدأ أفكر بأنني يجب أن أتأقلم وبأي شكل و ويجب بدايةً أن أبحث عن فرصة عمل بغض النظر عن سني ونفسيتي والحالة الجسدية التي تردت جدا !! فبدأت دورة تأهيل سائقين للشاحنات و العمل الذي ظننت بأنه يناسبني, لكن وكعادتي, كنت على خطأ .. فالسائق هنا هو الحمال والمستلم والى ماهناك من مسؤوليات كنت اعتبرها خارجة عن المهنة, فعلى حد علمي بأن السائق يقود الشاحنة ...فقط !! انقر هنا ومع ذلك اجتزت الكورس وبدأت العمل .. إلا أن العمل بعد 6 أشهر , بين سائق شاحنة للنفايات "شهران" وبين سائق لمختلف انواع البضائع والشاحنات للمدة الباقية , وطبعا هنا وهناك وبشكل متقطع , لا أعرف إن كنت سأعمل اليوم أم لا .. بدأ يصبح ضغطا على أعصابي وعلى حياتي اليومية .. فأنا سائق فاشل , ولا أعرف المناطق ولا الطرقات ولست ممن يحفظ من أين أتيت ولا من أي طرق سأخرج .. شكل هذا النقص في المعرفة والموهبة عائقا كبيرا في مهنتي الجديدة وضغطا مؤلما على أعصابي في كل مرة أقود بها شاحنة ..ومن الأشياء التي تزيد من ضغوطات الحياة اليومية هنا أنك لم تعد تملك أصدقاء .. لي فقط صديقين هنا وهما ليسا سويديين , فأنا لم أفلح في مصادقة سويدي واحد طوال فترة إقامتي هنا..

أما حياتي اليومية .. فانتم تستطيعون قراءة أي شيء قديم عن جدول ساعات يومي .. التي تبدأ بصراخ وليم وفيكتور الساعة الخامسة وتنتهي بعيون مبحلقة على شاشة الكومبيوتر الساعة الواحدة .. أما مابينهما , فترتيب البيت وتحضير الطعام وغسل الأطباق والاعتناء بالغسيل .. وكتابة شيء ما .. والكثير من الأكل .. فقد أصبح وزني فوق المائة ولأول مرة منذ أن خففت وزني حين كنت في السادسة عشر .. حتى تقرؤوني مرة أخرى .. استودعكم الله ..رفعت

٢٠٠٨/١١/٠٤

فيلم الشباب في فانزنكو ..آلبي ..أنا أحب أمريكا


البارحة دعاني صديقي عمر الى نشاط, تقيمه رابطة الشباب السنمائي في مدينة آلبي. الذي يعمل به عمر كمرشد في انتاج الافلام الشبابية .. الفيلم كان اسمه أنا أحب أمريكا I love America , 2007 وهو من اخراج الشاب ايريك جانديني السويدي.
في الساعة السادسة نزلت وانتظرت الباص ليقلني الى فيتية ومنها الى آلبي .. في آلبي عندما وصلت للساحة اكتسفت انني نسيت الموبايل وبدونه لا أعلم اين عمر , فهو ينتظر مكالمتي لنلتقي في المحطة عندما اصل .. !! أي سوء حظ هذا .. في اللحظة التي اكتشفت بها انني نسيت الموبايل كنت قد التقيت مع زميل دراسة تشيلي الاصل فطلبت منه مساعدتي .. كان ظريفا جدا .. وبما انني لا احفظ اي من تلفونات عمر او اي احد اتصلت بزوجتي بالبيت وقلت لها لتتصل به ورقمه موجود في موبايلي , واقفلت الخط . صديقي التشيلي بقي معي نتكلم عن ماحصل لنا خلال هذه السنين , فأنا لم اره منذ اكثر من ثلاث سنوات!!
قال لي نستطيع ان نبحث عنه .. وبالفعل حين وصفت له ما يعمل وان هناك عرضا سنمائيا للفيلم الشبابي, قال لي ان هناك مركز لتنمية المواهب السنمائية الشبابية واسم المركز فانزنكو .. كنت اعلم ان الاسم قد ردده عمر بعض المرات فقلت له اكيد انه هناك .. فتمشينا عبر طريق مشاة لنصل الى منطقة رائعة بالفعل .. بيوت ومباني بسيطة قد تناثرت هنا وهناك .. توحي لك بأن هناك شيء فني ما هنا .. بالفعل هناك مبنى للسيرك , ومبنى لنشاطات الشباب وهلم جرى ... في النهاية .. كان عمر قد اتى بعد ان انتظرني ربع ساعة في الساحة بجانب المحطة .. حين اتصل بهاتفي قالت له زوجتي انني انتظره في الساحة كما قلت لها ..

الفيلم يدور حول رحلة على دراجة نارية "HARLEY-DAVIDSSONS" بين باتون روج وممفيس "بلد الفيس برسلي" وناشفيل "بلد أغاني الكونتري" وانتهاء بأعظم حفلة يمكن للعالم ان يراها في ميلواكي حيث تقيم شركة تصنيع الدراجات النارية هارلي ديفدسون الذكرى المؤية لانتاج اول دراجة نارية ..
نلتقي في هذه الرحلة بهبيين ورعاة بقر ومواطنين عاديين ودراجين " أي هؤلاء الذين يركبون الدراجات النارية" BIKERS .. والشيء المشترك بهؤلاء هو الاتفاق علىحبهم لامريكا فهي موطن حياة الحرية والحلم الامريكي, فنرى مقتطفات من الفيلم تصور مقاطع لمقابلات فردية لامرأة تتكلم عن حبها للحياة الامريكية بقولها " أنا أحب أمريكا وأحب أرضها وبها أعيش حريتي لافعل ما أريد, وأحلامي لتتحقق " فينطلق بعدها صوت عذب بأغنية بنفس الكلمات, على نمط موسيقى الكونتري .. وهكذا تتكرر ,مع عدة بشر مختلفين,المقابلات والاغاني بكلمات أخذت من المقابلة نفسها .. الفيلم وثائقي يصور تلك الرحلات التي توجد في كل انحاء العالم الغربي حين يتجمع كل الدراجين في رحلة عبر بلادهم ,حتى في السويد وفي كل سنة نشهد هذه الرحلة, فنرى كل انواع البشر المرتدين تلك البذلات الجلدية السوداء المرصعة بتلك الازرار اللمعة من الكروم .. يتجمعون عبر البلاد ليصبحوا في النهاية طابورا طويلا يأتي البشر ويفترشون بجانب الطرقات مع اولادهم ومأكولاتهم ليشاهدوهم.
الفيلم لم يعجب الشاب الاثيوبي فقال انه بدون رسالة , اي ان الفيلم لايعبر عن فكرة يريد المخرج اعطائها لمشاهدية ..
أما أنا فاعجبت بالموسيقى والاغاني والمشاهد.. وقد رأيت ملامح من الخصائص المخرج مايكل مور قد تأثر بها هذا المخرج الشاب وقد نجح فيها, وربما ان كان لي الحكم على الفيلم لاعطيته 7 من 10 .. أحببت الضوء , الكادر الملئ بالالوان دائما" لا أعلم ان كان المخرج قد عنى ذلك !!" في النهاية بالنسبة لي .. أنه عمل فني ويجب احترامه .. ان فهمت الرسالة ام لا ..
أما عمر .. فكان لديه عملا عاجلا لينهية , ومع ذلك فقد أوصلني للبيت. وتخلل الرحلة, ضحكاتنا على الجي بي اس الذي لم نستطع فهم اي شيء منه ... لقد كانت الساعتين في فانزينكو ظريفة جدا .. الى اللقاء في اثنين قادم عمر شكرا

٢٠٠٨/١١/٠٣

موسيقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


كتبتها بلألف الممدودة .. كذراع أو ساق مرفوعة للاعلى .. أنها أهم وأذكى اختراع صنعه البشر .. بجانب اي اختراع آخر أرى الموسيقى تعلو وترتفع بمكانتها عنه .. نعم ..
جاء في تعريفها كالتالي ..
الموسيقى ، (بالإنجليزية: Music) هي فن مكون من الصوت والسكون عبر فترة زمنية. عناصر الصوت والتي تـُستخدم في الموسيقى هي طبقة الصوت (pitch-تشمل اللحن والتجانس الهارموني)، الإيقاع (بما فيه الميزان)، الجودة الصوتية لكل من جرس النغمة (timbre)، الزخرفة (articulation) ، الحيوية (dynamics)، والعذوبة (texture).

إن خلق الموسيقى، وطريقة أدائها، وحتى تعريفها بالأصل تختلف تبعاً للسياق الحضاري والاجتماعي. وهي تعزف بواسطة مختلف الآلات: العضوية (صوت الإنسان، التصفيق) والهوائية (الناي، التصفير) والوترية (العود، الكمنجة)، والإلكترونية (الأورغ). تتفاوت الأداءات الموسيقية بين موسيقى منظمة بشدة في أحيان، إلى موسيقى حرة غير مقيدة بأنظمة في أحيان أخرى.

في رأي يتبعه جاء أنها غذاء الروح ويتأثر بها كل شيء .. حي .. بما فيه النبات , وهذا ما جاء بعدة نشرات علمية أكدت أن الصوت له تأثير على نمو انواع من الخضار .. !! لكن ما يهمني هو نحن البشر الذين أثبت العلم باننا نملك بنية هندسية متشابهه في الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين أو الدنا ومع ذلك اخترع كل منا لون موسيقته المفضلة .. هل سمعتم موسيقة الزن مثلا . أي شيء غريب يستهويه البشر , حتى الموسيقى لها الوان وطعمات غريبة .. أنا أحب الموسيقى وأشعر بأنها تطبع الزمن والذكريات .. فانا لا يستهويني أغاني الخليجية مع هذا احببت سماعها عندما ارتبطت بوقت ما بأحدى الفتيات التي كنت التقي بها عندي فتأتي بشريط خليجي لترقص ونضحك !! كل شيء له معنى بالموسيقى .. اسمع الفانك ميوزك فأتذكر صديق لي لم اره منذ منتصف الثمانينات , أنه حي لطالما املك اذنين اسمع بهما أو حتى اذن واحدة فأنا أعاني من نقص بالسمع في اذني اليمنى .
عندما أسمع موسيقى تتفاعل بي أشياء كثيرة . حب, كره , طاقة , ارتخاء , حزن, سعادة .. أشياء كثيرة ومهمة تملئني حين اسمع موسيقة احبها .. مثلما اسمع الآن على الآي تون وهو احد البرامج الكثيرة التي يستطيع المرء الاستماع الى محطات الراديو الالكترونية "الانترنيت" وانتقاء ما يحب لان المحطات مختصة بانواع من الموسيقى .. اليوم وربما غالبا أنتقي الجاز , ومن ثم الجاز الناعم وهو ما يطلق عليه السموز جاز , فكل العازفين والمغنيين هم من المفضلين عندي كجورج بنسون وواشنطون غروفر جونيور ودوك باول والعظيم ايرل كلاف
وآخرون تطول القائمة كثيرا بذكرهم هههههههههههههه. احب جميع انواع الموسيقى ولكني افضل بعضها باوقات معينة وحسب المزاج .. الموسيقى مزاج واستطيع أن أقدر لماذا حرمها بعض الشيوخ الاسلامييين لما لها من تأثير على حياة البشر, اكمل لاحقا...
نعم انها خليط من طعمات مختلفة, يتذوقها الدماغ عبر تلك الموجات المختلفة التي بدورها أيضا خلقنا بخاصية التخاطب بالكلام .. واستطيع القول أننا نحن البشر نتأثر بالموسيقة كالكلام , فننختلف بردود فعلنا نحو الكلمة تماما كما اللحن .. فتحزننا او تشجعنا او نفرح .... الخ ولهذا سميت لغة الشعوب .. الموسيقى لاتحتاج لدورة حتى نتأثر بمعانبها, انها تخلق في مكنوناتنا النفسية والفكرية تموجات حسية ترتد بفعل الاوامر الدماغية للغدد التي تفرز مواد كيميائية, تقول بعض المصادر الطبية انها قد تزيد او تنقص سرعة النبض, كمية الانسولين, الادرنالين , الاندروفين ...الخ ..

كم أحب الموسيقى ... سؤال أطرحه لنفسي دائما .. خلال الفترة التي قضيتها في سجن تدمر العسكري في النصف الثاني من سنة1984, كانت ادارة السجن في كل ثلاث ايام تضع 5 دقائق من الاغاني التي سجلت من اذاعة دمشق وتتخللها " هنا الشيء الغريب" أغنية دادي كول و الاغنية التي شهرت فريق البوني ام, ومع أنني لم أكن من مستمعي تلك الالوان من الموسيقى, إلا أنها كانت تحي بي بذور من السعادة الغامرة ..
أتذكر كم من المرات التي تمنيت أن أموت باللحظة الاكثر نشوة وسعادة, كانت الموسيقى احدى زوايا هذه اللحظة .. وكأن الحياة لاتكتمل الا بموسيقى وكأنها فيلم .. !!
في فيلم القيامة الآن للمخرج العظيم فرنسيس فورد كوبولا, نرى الحوامات الامريكية وهي تحصد ارواح الفيتكونغ"الفيتناميين" تخرج منها سماعات ضخمة ليعلو صوت
أنغام موسيقى المؤلف الشهير "فاغنر" و مقطوعة "Ride of The Valkyries , فيقول الضابط الامريكي ان موسيقى فاغنر تفزعهم ..
الافلام لا تكتمل بلا موسيقى ..

الحياة لاتكتمل بدون موسيقى .. صحيح أننا نستطيع الحياة بدونها .. لكنها حاجة بشرية كالعلاقات بين البشر ..
من أكثر الاشياء التي أندم عليهاو هي أنني لم أتعلم العزف . صوتي ليس غنائيا , لا أستطيع حفظ كلمات أغنية واحدة.. وعندما أرى هؤلاء الموسيقيين الموهوبين يعزفون في الشوارع , أستطيع أن أرى أي شيء فقدته في حياتي, فأنظر اليهم بشيء من القدسية ....
نستطيع القول اننا نحيا بدون جنس لكن الحياة تبقى ناقصة .. !! أليس كذلك ..

٢٠٠٨/١١/٠٢

أن أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت



لماذا أخاف من الموت ؟

فطالما انا موجود , فان الموت لا وجود له

وعندما يكون الموت , فأنى لست موجودا

فلماذا اخاف من ذلك الذى لا وجود له عندما أكون موجودا ؟؟

Why should I fear death? If I am, death is not. If death is, I am not. Why should I fear that which cannot exist when I do?

ابقراط

منذ فترة وأنا أفكر في كتابة شيء عن الموت .. والقصد من هذا, هو أن أصف محاسن الموت بالنسبة لي .. فارتأيت أن اصف مشاعري التي سأفكر بها يوم أموت ..

في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم بارد, بدأ ألم يسري في يدي اليسرى , شعرت انه ربما الم مؤقت, سيذهب حالما آخذ حبتين من المسكن الجديد الذي جاءت به زوجتي..

جالس في البيت وحيدا .. زوجتي ستأتي مع الأولاد بعد ساعة. لقد أحضرت الشوربة التي يحبونها وبعض الخضار المسلوقة والأرز.. كل شيء حاضر .. سأطفئ الكومبيوتر وأنام قليلا عل هذا الألم ينتهي ..

استيقظت بعد زمن لم اعرف مقداره وألم شديد في الصدر , عرفت فورا أنه خثره قد أغلقت شريانا ما! وبدا تنفسي يصعب وثقل يضغط على رئتي .. كان بودي أن أصل للهاتف بل وتذكرت أن على المصاب أن يكح ما أمكنه ذلك, لكني استسلمت وكأنني سجين قد أتته فرصة الهرب من السجن, عندما اكتشف أن باب الزنزانة مفتوح .. !! خيارات البقاء كانت دافعها الأساسي أولادي وزوجتي وأهلي .. أختي منى بالأخص, سيحزنون جدا ..

سأكون سبب لحزنهم .. لكن من الأفضل أن أكون أنا السابق, لذا وبدون تفكير أوقفت إحساسي بالحياة وبدأ وعيي بالغياب .. لقد توفيت .. تذكرت أنني لم أكتب, ما يمكنه أن يكون شيئا ظريفا ربما, على شاهدة قبري .. كان بودي أن أكتب شيئا ما مميزا .. مضحكا ما أمكن..

ليس مهما .. الآن أنا حر من كل شيء .. لم أعد آبه لأي حزن . لم أعد أحزن على البشر , لم يعد الهم والقلق من يضغط على رقبتي ليلا نهارا .. لم أعد بحاجة لتصليح أسناني, أو أن أختبر آلام الكلاوي والتهاب المثانة .. وربما السكري والشيخوخة , لم أعد بحاجة لأتعب ,أجوع , أخفف وزني واشعر بالخجل أمام جسدي السمين أو بالحزن على شعري الذي يتساقط كالمطر ...... كل هذا انتهى .. القلق على الاولاد, الاهل , العائلة , العمل , الاصدقاء , الاوجاع , كل شيء .. ذهبت تاركا للاحياء الباقين تلك التركة من الهموم والقلق ..

........أما أنا .. فها هو رجل الاسعاف يقيس النبض وينكس رأسه .. قائلا لصديقة لقد توفي ولا يمكن فعل اي شيء له .....



الصورة تعود لتاريخ قديم في اواخر السبعينات

الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ


هل هناك نعريف ما لهذه الكلمة ..
نعم وقد بدأ الانسان منذ الخليقة يربط نجاحاته وفشله بشيء ما , اختلف في تفسيره حسب الزمان والمكان والشكل للمجتمع ...
أنا أؤمن كأغلبكم به .. وأزيدها بأني لا
اخجل من مايمكن لاعترافي هذا ان يؤثر على مصداقية ما اكتب .. أنا الذي أؤمن بالعلم والمنطق والعلمانية!! لكن يجب ان يكون هناك شيء لتفسير مايصيبنا من صدف وتوقيت واحداث تجتمع للحظة, فتكون اما سيئة او جيدة ..معنا ام ضدنا .. فنطلق عليها حسب سلبيتها "نحس" ام حسب ايجابيتها "حظ ".. لذا وجب التفسير الحظ هو دائما ايجابي بحسب قول لاخي منذر " لايمكن القول حظي سيء .. يمكن القول حظي قليل وهو على كل حال نسبة من الحظ " وهذا منطقي .. خطرت على بالي ان اكتب مايحصل معي من امور ربما تكون بلا معنى لاغلبكم, لكنني عند حدوثها, تقلب يومي الابيض الى محيط من العتمة و السلبية .. سأكتب ما أتذكره من مصادفات نحس, لازالت تعشعش في خلايا دماغي الآيل الى الاضمحلال ههههه

في اللاذقية .. ك
نت انتظر الفتيات لتأتي لبيتي .. بشيء من الترقب والخوف لألا تتعرض الفتاة لفضيحة أو الى مشكلة في بيتها وبين اهلها .. ثم كان بينهم متزوجات مما يقلب الامور رأسا على عقب اذا اكتشف الزوج او اي احد بعلاقتي مع اي احد منهن .. لذا كنت دائما حريصا على ان اتفقد السلم ذو الدرجات العريضة المؤية الى شقتي .. وعندما تأت كان دائما هناك احد ما على الدرج يتناقش مع احد الجيران مما يشكل لها خطرا على ان تصعد لشقتي فيفشل الموضوع .. تقولون هل هذا دائم .. اقول غالبا كان كذلك .. فترجع مرة اخرى ..
أما صديقتي التي تسكن دمشق فكان مجيئها النحس الاكبر .. تتأخر في المجيء فأنزل للسمان لاشتري شيء ما !!,... في الدقائق القليلة ربما الثلاث او الاربع .. تأت فلا تجدني فتذهب تاركة ورقة على الباب .. أتيت ولم أجدك ياواطي !! "فأقفز على الدرجات الثلاثين التي تفصلني عن الشارع" بمختلف الاشكال دعكلة, سقوط, دربكة, خبط وزحط فأصل محطم مليئ بالكدمات وثيابي ان لم تكن قد تمزقت فهي بالـتأكيد قد ساهمت في تنظيف جزئي لدرج البناية !! فأسب وألعن .. حظي
لن تصدقوا ان قلت حصل هذا معي مع تلك الفتاة ربما 5 مرات من 9 مرات جائت بها الى اللاذقية .. فشلت علاقتي معها ولم تستمر .. !! وكانت من البنات المميزين ..


أقمت علاقة مع
أجمل بنت في بلدي وأحببتها بالفعل ..لكن سوء التوقيت والحظ افشلها فبعد شهرين من علاقتي معها سجنت , وعندما خرجت كانت قد أحبت شاب آخر .. ثم بعد سنين ثلاث ربما رجعنا أصدقاء وعرفتها على احد اصدقائي فتزوجها وأصبح بفضلها أحد ملوك المال في بلدها الام.

كنت في مكتبة فكر وفن اداوم بعد انتهائي من خدمة العسكرية فترة الصباح لتقضية الوقت ريثما أبدأ العمل, فجاء احد الشباب في الوقت الذي أرجع به الى البيت او الى اي مكان آخر وبدأ في نقاش حول الموسيقى و المنهاج العلمي للجامعة .. الى أن أتت دورية مخابرات وخطفتني .. كانوا يريدون اي احد موجود هناك .. حظي أنني تواجدت في الزمن الغير مناسب !! هههه لن اتكلم ماحصل معي بالاعتقال ..

عندما أعطاني أحد أصدقائي 25000 ل س لاشتري له كوندشن روسي اتفقت مع احد الباعة ان يأت ويأخذ المبلغ بعد ساعة .. في هذه الاثناء جاء لعندي احد الاصدقاء وأصر على ان أرافقه في سيارته ليتكلم معي , فقلت انني انتظر احد ما لأعطيه مبلغا من المال فقال استطيع ان اوصلك لعنده .. عندما اقتربت لمحله ولازلت بالسيارة , أضائت الاشارة المرور حمراء فمزلت من السيارة احمل المحفظة بيدي .. تنبهت ان المحفظة قد وقعت .. لكن بعد فوات الاوان .. ضاع كل المبلغ اضافة للمبلغ الذي كان اصلا بمحفظتي .. كان المبلغ آنذاك في الثمانينات كبيرا .. !!

في كل مرة انشر فيها غسيلي خارجا على البلكون الداخلي ..
تبدأ جارتي التي تسكن فوقي حملة تنظيف فتتسخ كل ثيابي !!

عند رجوعي اول مرة من السويد الى بيتي في اللاذقية , تفاجئت بأن كل السجاد المركون فوق خزانة الثياب في غرفة النوم قد تلف بسبب نش او تسرب ماء مما ادى الى عفونة الصوف وتلفهم .. وكانو من السجاد الفاخر العجمي الذي بقي من بيت اهلي والذي رفضت مرارا بيعهم بسعر كبير ..!!

يحترق دائما آخر رغيف خبز موجود في البيت , عندما اسخنه على الغاز .. !!


وجود شرطي بالصدفة في الشارع نفسه صباحا عندما منعو الدراجات النارية وانا اوصل احد اصدقائي الى الحلاق فتم القبض علي ومصادرة الدراجة النارية..!!

كان عمري 17 سنة عندما ألقت القبض علي دورية مشتركة بسيارتي المرسيدس ايام المشاكل الداخلية في سوريا باول الثمانينات .. كان يوم الخميس والساعة الواحدة .. حيث تم ايقافي يومين .. في الايام الاخرى يتم التوقيف بالمحكمة ويقدم الى القاضي ويخلى السبيل باليوم نفسه..!!

ماتت جدتي لامي وامي في نفس السنة 1978 كان عمري 16 سنة ..

تزوج ابي حين كنت سأتابع حياتي في لندن .. فرجعت ..

وقعت من ارتفاع 3 امتار عندما صدفة أتيت للصالة الرياضية في الساعة الثامنة مساء " وهي بالطبع يجب ان تكون مغلقة" فأدخل اليها واتعلق بالحلقات واقوم بالتمرجح حتى وصلت لان ادور حول نفسي فأفلت الحلقات خوفا من التواء يدي واكتافي فأقع على ظهري مما سبب لي كسر 5 ريش من قفصي الصدري ودخول اثنين منهم للرئة وهدم جزئي للفقرة العجزية الثالثة .. ..

توفي ابي في الوقت الذي كنت سآتي به مع ابني الى اللاذقية.

لن أتابع يكفي .. أما في السويد فلامر يختلف بوضوحه اكثر ..
القطار الذي أصل اليه بشق النفس .. هو القطار الوحيد الذي يتأخر وربما في حالتين لايأت البديل الا بعد ساعة او ربما يتعطل الخط اكثر من ساعتين .. أما اذا تأخرت ووصلت تماما بالوقت فأراه قد اغلق ابوابه وبدأ التحرك .. أكثر من 80 بالمية تحصل هكذا حالات!!

أول سيارة ضربتها في السويد .. أي اول حادث سير حصل معي فهو مع سيارة شرطة تقف للتفتيش !! انقر هن
آت دوما الى موقف الباص القريب 5 دقائق من بيتي بالضبط عندما أراه على بعد 50 متر يغادر ..

عندما رجعت من اللاذقية وكل صور رحلة ثلاث اشهر مع الاولاد والزوجة في اللاذقية في موبايلي الجديد الغالي الثمن .. سرق مني بعد ان تركته في سيارة صديقي طارق ل20 ثانية فقط..

لن أنسى سوء الحظ الذي رافقنا في رحلة اوروبا .. حيث اختلفنا وتعطلت السيارة واضاع صديقي طارق محفظته مع النقود واوراقة الرسمية وجواز سفره .. ثم ولسوء الحظ عندما سنرجع للسويد من غدانسك تحركنا من وارسو قبل 9 ساعات وكانت كافية لولا سوء الحظ لنر السفينة تتحرك امامنا مغادرة الميناء .. تماما .

من فترة اسبوع فقط .. اتصلو بي من الشركة وقالو يجب ان تذهب الى مدينة تبعد ساعتين عن بيتي لاعمل هناك, فأنا أعمل فقط في حال احد ما بحاجة لعامل او سائق .. عندما وصلت منتصف الطريق, اكتشفت بان لا نقود ولا بطاقة الاعتماد ولا وحدات في الموبايل .. وعلي ان اكون في الشركة .. كنت في وسط كل شيء . تصوروا بدون اي مال كيف سأرجع .. حلها الحلال ..!! يوسف سالوخة الصديق

هل تصدقوا ان قلت أنني اكتب هذا للمرة الثانية بعد ان كبست خطأ زر التشغيل للمحمول فتم الغاء كل ما كتبته سابقا هههههههه .. صدقوا بالحظ والنحس .. ليس عيبا !!


اقرؤو ما كتب في مختلف النقاشات في المنتديات العربية
الحظ في اللغة:
هو النصيب
حُظوظ و حِظاظ و أحظّ
وهي النصيب من الخير و الفضل
وهو اليسر و السعادة و الصدف الحسنة و حسن الطالع و التوفيق من الله
وقد يطلق على النصيب من الشر
و سوء الحظ من النحس و التعاسة و سوء الطالع ...!
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
ما هو الحظ؟
قيل انه القضاء و القدر
او هو نصيب كتب لشخص سعيد و لم يكتب لآخر تعيس
كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية .. !!
أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواطن الحرجة....!

ذكر الحظ قي القرآن الكريم في مواضع عديدة

فحظ قارون وصف في القرآن بالحظ العظيم
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ
الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ
عَظِيم ٍ)
... القصص- الجزء العشرون

وحظ الآخرة وهو جنة النعيم
)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ(
... فصلت- الجزء الرابع والعشرون

وحظ المواريث
)يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ(
النساء- الجزء الرابع

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
الرضى و القناعة هما سبب السعادة
وجد في حالات كثيرة جداً ، أن الإنسان يأتيه الموت ، ولا ينال حقه!
إذاً فلا بد من حياة اخرى توزع فيها الحظوظ توزيع جزاء ، بعد أن وُزِّعت في الدنيا
توزيع ابتلاء .

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
وأمثلة الحظوظ كثيرة...
فالمال حظ والصحة حظ و الزواج حظ
هناك زواج ناجح ، وهناك زواج فاشل
و هناك زوج صالح . و هناك زوج مشاكس
و بين الناس أولاد أبرار ، وبينهم أولاد عاقّون
دخْلُ بعض الناس قليل ، ودخلُ بعضهم كبير

فهذه الحظوظ وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء
ولا بد أن توزع ثانية في يوم آخر توزيع جزاء
فالذي نِلْتَه في الدنيا ، إنما نلته لكي تُمتحن به
ان خيرا شكر و ان شرا صبر
و سيأتي يوم تجازى على عملك
إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر .


(إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ) ... ( يونس- الجزء الحادي عشر
و كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )

٢٠٠٨/١١/٠١

حسن رجب, مصطفى يوسف, دانيال ابزخ, عمر دهوش, توماس مرتضى واحمد ريبا وايضا يوسف سالوخة




نعم .. كل هؤلاء .. بل هناك المزيد !! لي زمن لم اكتب شيئا عن ايامي الاخيرة هنا, في هذا الصقيع ..

سأبدأ ب حسن رجب ..

منذ اكثر من ثلاث او اربع من الشهور كان يتردد اسم حسن رجب بين اصدقاء لي احدهم في اثينا والاخر في دوردخت بهولندا ..ثم علمت عبر اليوتيوب انه قد وضع عدة ملفات باور بوينت مع اغاني للمغني اللاذقاني الصديق مصطفى يوزباشي .. سررت بالصور وبعثت اليه بعض التعليقات لاشكره على وضعها .. فكان يرد بشكل لطيف ومهذب .. الصفة التي احسست بها خلال مكالماتي القليلة التي ربما طالت الواحدة منها الى اكثر من ساعتين.
يسكن برايتون .. المدينة التي زرتها سنة 1983 ولاقل من عدة ساعات في ذلك الحين .. شكرا حسن على لطفك !!














مصطفى اليوسف ..!! صديقي الآخر في الرحلة الى اوروبا بالسيارة .. التلفون لايكفي للتواصل والايميل المعطل جزئيا والمفقود بشكل مقنع, والذي لا يمكننا التواصل به لانك كما يقول صديقنا طارق .. اللامبالي .. واللامنتمي و اللاموجود بالواقع .. كأنك ترتفع مع النسمات والتيارات الدافئة .. لكننا باوزارنا الثقيلة وحسناتنا الخفيفة نكاد نحفر بالارض حفرة لنطمر بها , فلا نصل لارتفاعاتك .. مشتاق لك كثيرا !





دانيال .. أبو علي ..!! لاشيء يشعرني بالرضا عن تشكراتي المتكررة دوما لعطاءاتك واهتمامك ولطفك .. لكن مافعلته مؤخرا بايصالي الى حفلة الشركة الذي يبعد مسافة لابأس بها , أمرا أثقل كتفي وعجز لساني عن امتناني لك .. كما تينا اللطيفة التي تتحمل زياراتي الغير مسبوقة بموعد او تحضير ومع ذلك لاتبخل بكرمها المعهود .. شكرا لكما جزيلا كثيرا ..

عمر دهوش .. صديقي الدلو ورفيق الفانتازيا الموازية للفكر الليبرالي المنفتح الى حد ما كما تقول .. اعتبارات وافكار مكثفة, تعبر حينا بالهاتف او بالتعليقات التي اصبحت لفترة تلك العلامة المميزة في مدونتينا .. !!! سآتي الاثنين .. أو لأقل سأحاول ان آتي الاثنين , ليس من اجل الفيلم بل من اجل اللقاء بك .. سآت اليك وغدا طازجا, ملفوفا بأوراق السلفان اللامع لحفظ حرارة الاشتياق .. شكرا على زيارتك وهواتفك وتعليقاتك .. !!

توماس مرتضى .. القاطن في نيوزيلاندا .. تكلمنا عبر السكايبي .. ساعات ربما .. عن كل شيء .. تقريبا كل شيء .. وزوجتك التي ت
شاهد التلفاز كزوجتي .. عالمان مختلفان كأختلافهما عنا .. هكذا يلتقي الزمن مع المكان .. لكنهما بالتأكيد مختلفان .. !! سعدت باحاديثنا شكرا ..!!

أحمد ريبا .. أبو علي .. صديق الايام الاخيرة لي قبل سفري اللامكتمل الى اوكرانيا مع صديقي المنسي القبطان نزار ابو خضر !! هل تذكر شرائي 4 معاطف سميكة من البالة لاتقي برد اوديسا المثلجة !! وها انت باثينا .. اسر دائما في رؤية اسمك مضيئا على الماسنجر.. فنتكلم عن الفاصولية والفتيات اليونانيات .. سأزورك حتما يوما في اثينا .. !!!








محمد دغمان .. صاحب مدونة المشاكس وصديق قديم من مدينتي .. يسكن نيويورك .. لايسعني سوى القول بصوت عالي قليلا , سررت بلقياك ولو على الانترنيت .. تبقى من رائحة الايام الماضية الجميلة .. ابو حميد ......عليون !!


يوسف سالوخة .. الصديق وقت الضيق !!
عندما أتيت الى محطة ألف خو البعيدة نصف الساعة بالقطارعن مدينتي و اكتشف انني أتيت دون نقود دون بطاقة عودة وايضا دون كرت الفيزا الذي يمكنني من سحب نقود في اي بقعة من السويد.. يا الهي ماذا يمكنني ان افعل .. ان ارجع مشيا !! ان اتابع الى مكان العمل الذي بيعد ضعف المسافة دون شراء بطاقة ومن ثم طلب مبلغ من الشركة التي ساعمل بها , وهذا ما اخجل منه للموت .. أم اتصل بصديق من اصدقائي .. !! الخيارات البقية غير منطقية لذا لن اذكرها هنا !!
ماذا .. التلفون ليس به رصيد لكن لحسن الحظ انه يبعث رسائل نصية .. مجانا .. بعثت لشخصين .. الاول لم يرد لسبب ما , والثاني كان يوسف سالوخة الذي اتصل بالحال وعرض علي ان يأت فورا ليعطيني 500 كرون سويدي .. نعم خلال نصف ساعة كان بالمحطة ملوحا .. نعم اصدقاء .. بقي معي وتمشى حتى مكان العمل عارضا علي ان يرافقني ليساعدني في عملي .. الامر الذي لايمكنني فعله في بلد مثل السويد لما فيها من امور صارمة بقيود قانونية تحتم على العاملين التقيد بها , لذا اعتذرت منه فقفل راجعا .. أي صداقة واي علاقة هنا في السويد يمكنني ان اعتمد عليها كصداقة .. !! صعب .. لكن يوسف حقيقة .. برهن على ان الصداقة ليست حكرا على الموقع والعمر .. برهن حقا انه صديق .. ممتن أنا يوسف .. !!