٢٠٠٧/١٢/٢٧

اليوم السابع والأخير ..


اليوم السابع والأخير ..

صباحا ..استيقظنا... إن كان هذا ما يسمونه نوم !! يجب البحث عن عنوان السفارة السويدية ..تكلمت مع فتاة جميلة وأنا الذي أخجل من خيالي من أن اسأل!!
المهم كانت في اعلى درجات اللطافة و المساعدة , حيث اتصلت بالموبايل وبدأت تشرح لي عن الطريق .

لت وعجن كثير وصلنا السفارة حيث حشدت قوات الشرطة بكثرة حول منطقة السفارات تحسبا لمظاهرة تقوم بها الممرضات .. او اعتصام لا اعلم .. دخلنا انا وطارق للسفارة الساعة الثامنة ربما وانتظرنا قليلا ريثما يأت طاقم السفارة !!

نصحتنا الامرأة الخمسينية السويدية في ان نعمل ضبط شرطة, دلتنا على مخفر قريب . في هذه الاثناء مصطفى اخذ السيارة ليركنها في مكان ما ان رأى !! وبدات عملية تعذيب... من مخفر لآخر, لعدم تمكن اي احد من التحدث باللغة الانكليزية ... حتى وصلنا للمركز الرئيسي .. وطلب من طارق ان ينتظر لتأت المترجمة ... المهم .. ساعات عديدة كللت بالنهاية السعيدة ..بعد تدخل السفارة عدة مرات ..اعطونا الضبط الذي بموجبه يمكنها السفارة اعطاء طارق جواز سفر يسهل عبورطارق الى السويد.. انتهينا الساعة الرابعة بعد الظهر وبعد خلافات سآتي على ذكرها لاحقا في رسائل قادمة !!

وبدأ السباق مع الزمن الباخرة تبحر الساعة التاسعة مساء وأمامنا سفرطويل.. فقدت انا طوال الطريق ... لنصل الى الباخرة وهي تبحر امام نظرنا في مرفأ غدانسك, بعد حوالي 6 ساعات من القيادة و الخلافات ..

انتظرنا خارج سورالمرفأ تحت اعمدة ضخمة من الاسمنت التي تحمل جسرا. مرت فتاة جذابة بالقرب من السيارة سألتها عن موعد الابحار التالي فقالت في السادسة صباحا ..ثم دعتني لادخل معها الى مكتب الحجز بعد ان شرحت حالتنا المزرية لتساعدنا في حجز مبكر..وهكذا تم الحجز وأصبح الرجوع الى السويد امر وقت ليس الا ..أحضرت بعض الطعام من الكازية القريبة من المدخل وأكلنا واتفقنا ان نصحى باكرا.. فنمنا الى السادسة وانتظرنا لندخل السيارة الى الباخرة ومن ثم نمت قليلا على الكراسي المنتشرة في الطوابق العالية خلال أبحارنا الى السويد..وصلنا السويد وطلب منا ابراز جوازات السفر عند الخروج من البوابة وهكذا انتهت الرحلة وعدنا الى الاراضي السويدية المقدسة ومن ثم قاد طارق السيارة الى بيتي ومن ثم الى بيته وطار مصطفى ثاني يوم الى اوسلو في النروح ..

رحلة سنتذكرها طويلا ..اقرار بان الشراكة باي شيء ليست الا غباء كبير..

اليوم السادس

اليوم السادس

سأقفز عن ذكر شخير طارق المخيف وعن عدم نومي من جراء ذلك لابدأ في سرد ماجرى بدأً من الصباح.

الفطور .. أنا من البشر الذين يحبون اكل المطاعم ..لا بل اي مكان عام فيه طعام; وباعتبار الفطور في مطعم الاوتيل مجاني, اي الاجرة متضمنة الفطور; فقد كان من سروري البالغ ان أفطر! .. ومع أنني هززت مصطفى النائم نوم اهل الكهف كعادته لدرجة كدت ان اوقعه من سريره فانه لم يتجاوب لتوسلاتي بالنهوض لنفطر سوية ..أما طارق فبقي نائما على امل النهوض والمجيء .. نزلت المطعم الذي يقع في مبنى آخر ملاصق وكان كعادة فطور الاوتيلات .. المربى و الجبنة و الزبدة .. الحليب و الشاي و شراب محلى .. كورن فلكس وخبز .. الظريف من كل هؤلاء هو الخبز !! الظريف في الامر ايضا البشر الذين تراهم ويشاركونك على الاقل الصالة .. شاب وبرفقة فتاة جميلة ..تلعب الافكار بعقلي كثيرا !!

انهيت وجبتي الغير ظريفة وصعدت للساعة العاشرة حيث استيقظ طارق ونزلت معه مرة اخرى للمطعم .. لازال مصطفى نائما !! أكل كارق وتحدثنا عن ماذا ستفعل كعادتنا طوال الرحلة ... اقترح ان ناخذ بعضا من الفطور لمصطفى فرفضت ان أقبل بهذا ..ولا اعلم لماذا طارق اصر على انني السبب في عدم جلبه اي من الطعام لمصطفى وكأنني ولي الامر عنده في هذا .. !!

الطقس ممطر جدا ..سعدت بهذا فانا من عشاق الجو الماطر.. لكن الشباب كان لهم رأيا آخر ..أن نتحرك إلى بولونيا وفورا .. طبعا طارق حاول استرجاع 45 يورو اجار الغرفة فلم يفلح !! ثم البدأ بأخذ أغراضنا وترتيبهم ثم البدأ بالرحلة إلى بولونيا.. نحديدا وارسو العاصمة.

تبضعنا ما امكن من المأكولات و المشروبات و الفواكة وتوجهنا إلى الطريق السريع في طريقنا باتجاه بولونيا ..غراس في النمساثم براتيسلافا في سلوفيكيا ثم برنو و اولوميك في تشيكيا مرة اخرى ووصولا الى كراكوف ثم حيث اكتشفنا ان السيارة تصدر صوتا عند استعمال المكابح .. في طريقنا الى وارسو المدينة المفقودة باحلامنا الوردية المليئة بالفتيات الجميلات ..اوقفنا السيارة في احدى البلدات الصغيرة حيث طلبنا في احد اماكن الصيانة أن يفحص السيارة فكانوا جلفين الطباع غليظين التعامل و لم نفلح في ايجاد اي من الشباب سوى شاب واحد يتكلم بعض الانكليزية فأفهمنا ان صاحب المحل لا يقبل سيارة دون اوراق السيارة النظامية " طبعا طارق لم يأت بالاوراق " لكنهم اصلحوا مكيف الهواء بتعبئته غازا , ثم تابعنا المسير حوالي العشرين كيلومترا ليدلنا احد المارين على كراج كبير فيه عدة محلات صيانة للسيارات .. ادخلنا السيارة وبدؤوا في فك الدواليب ..

البرد أنهكنا جميعا .. مما لاشك به أنني كنت قاسيا عندما طلب طارق ان يستعمل ثيابي , فقد رفضت بحجة أنني لم استعملهم لكوني احل التعامل بالمثل .. فأنا ايضا لم استعملهم لان الثياب التي معي لاتكفي الجميع !! ثم اقترح طارق ان نتمشى لان السيارة كما فهمنا انها ستأخذ وقتا كبيرا في اصلاحها وان ياتوا بالقطع اللازمة .. تمشينا قليلا فطلبت منهم ان اعود لانني كنت على خلاف معهم بشؤون تافهة مثل الثياب و الطعام الخ !! رجعو بعد ساعتين بالتكسي وعلى الفور طلبوا ان المكاميكي ان ينزل السيارة لانهم يريدون ان يفتشو على محفظة طارق التي اكتشف فتقدانها ! وبدأنا في تفتيش السيارة و إلى ان اقتنعنا بان المحفظة ليست بالسيارة وبدأ الغم و القلق ..فطارق هو الذي يملك الكاش و البطاقات فنحن لانحمل الا القليل واعتمادنا على طارق هو اساس الرحلة و هذا بحق غلط سافر مننا !!

كركبة كبيرة ..فوضى و قلق .. وبدأ كل منا في التفكير ماذا سنفعل .. الشرطة التي لم تساعد لانهم لايتكلمون اي لغة نعرفها نحن , ثم عدم تعاون اي من ابولونيين معنا, حيث يظن انهم ضالعون في اختفاء المحفظة . ربما بحثنا في نطاق 20 الى 30 كم ..رجعنا المحل القديم حيث اصلحنا المكيف لكن دون جدوى .. دفع مصطفى اجرة السيارة التي اخذوا اكثر مما يتوقعه اي شخص ربما 400 يورو على تبديل الكوليات .. ثم اتجهنا الى وارسو للجوء الى السفارة لتساعدنا ..

بدأت المشاكل الكبيرة هنا حيث وضع طارق السيارة في رصيف شارع في منتصف مركز المدينة لننام .. الامر الذي ضرب كل الفيوزات و الصمامات التي تحملت الكثير للآن .. وبدأ طارق بالانهيار تدريجيا .. حتى انني ظننت انه سينتحر لامحالة او انه سيموت .. يا للهول ماذا سافعل!! زاد هذا الامر من قلقي وبالتالي تجهمي وغضبي .. وبدا طارق أنه سيلقي كل اللوم علي ..وبالتالي لم أرى غيره لألومه .. فبدأ التعاتب و الملامه وبحالة هستيرية طارق انسحب من المكان في هذا البرد القارس وتمشى بعيدا .. لن تدروا كيف حالتي .. انا الذي ابحث عن ليل في قلب الشمس .. بدات أنا أيضا أفكر بالعواقب لأ

..ماذا لو جرى له شيء ما .. وماذا لو جاء احد وتحارش بنا ..حيث شاهدت تعارك بعض الشباب مع شاب أوسوه ضربا مبرحا, عندما تركوني لوحدي في السيارة ..ولن انسى الفتيات الجميلات و القوادين الذين يلصقون على زجاج نوافذ السيارة اوراق فيها صور فتيات عاريات مع ارقام الهواتف .. كل هذا وموقع السيارة الذي ولحسن الحظ اقنعت طارق بتغيره الى مكان اقل عرضة للرؤية ..بمعنى أن ننام قليلا بمعزل عن السيارات و المارة , ومع ذلك كان المكان يعج بالمارة ونحن نيام وفوقنا شراشف بالية .. مشردون حقيقييون ..

ونمنا .