٢٠٠٩/٠٩/٢٩

الاحد 13أيلول سان سيبيرين

حريتي من الله فإن فقدتها فأنا وحدي المسئول عن ذلك. "أمين الريحاني".

البيت الذي اشتراه محمد يقع في الجنوب الفرنسي الملاصق للحدود الاسبانية.. المنطقة او المقاطعة كاتالاني وتشمل إقليم إلباسك أيضا ,- حسب معلوماتي السطحية بهذا الموضوع - ..والتي يشمل معظمها في الشمال الاسباني وتقع بها مدينة برشلونة وأمارة الاندورا .. ومدينة سان سيبيرين التي تتبع لها المنطقة تسمى بربنيون ..بعد العناق وتبادل عبارات الاشتياق .. اتجهنا للسيارة وبها قاد بي محمد الى منزلة في الجنوب الفرنسي قاطعا الأراضي الاسبانية التي لازالت حدودها باقية كممرات بين بوابات للسيارات لكنها "اي الحدود" بالمعنى الحقيقي حدود وهمية او تذكارية لا يوجد بها من يسألك على جواز سفرك بعد الاتحاد الأوروبي واتفاقية الشنغن بازالة الحدود بين بلدان الموقعين على الاتفاقية, لكن محمد الذي خبر المنطقة قبلا عدة مرات تحدث عن بعض الإحداث التي يمكن أن تحدث دون إنذار, كوقوف شرطة, تخضع السيارات للتفتيش خوفا من نشاطات جماعة انفصالية وهم الإيتا في أسبانيا في إقليم الباسك، يقاتلون للحصول على استقلالهم عن أي كيان أوروبي.

دخلنا الأراضي الفرنسية . يستطيع المرء العادي أن يستشعر الفرق ... بدأت الطرق والمحلات التجارية تبدو مختلفة .. وربما الطرق, بشكل ما, أفضل تحضيرا .. مررنا بقرى رائعة وطرقات جميلة جدا , اختارها محمد ليريني كم هي جميلة وخلابة هذه البلاد .. مصانع النبيذ , كروم العنب التي تبدو كخطوط منتظمة , التراكتورات التي تحمل العنب الأبيض أو الأحمر ... البيوت المصنوعة من الحجارة المحلية المرصوصة بعناية وفن وعبق من التاريخ.. كل شيء كان بالنسبة لي روحا من الجمال .. يعبرني كرعشة ..

حين دخلنا تلك البلدة الصغيرة المساه سان سيبيرين, بدت لي كقرية سياحية .. كل شيء فيها معجون بالجمال .. ثم لن انسى شعوري بالألفة .. فهي تقع على نفس البحر تماما كمدينتي ,أنزلت النافذة وتنفست بعمق .. الهواء ... الهواء ذات الرائحة , مليئا برائحة البحر . قلت لمحمد انه الهواء نفسه للاذقيتنا .. قال لي محمد مبتسما .. سيروق لك الشاطئ .. وسنسبح ان أردت اليوم بعد الغداء ..

المنزل طابق ثالث, مبني على طراز المنتجعات الساحلية بالطبع وهو من غرفتي نوم ومطبخ مفتوح على الصالة الكبيرة على الطراز الأمريكي .. وشرفة كبيرة تطل على الحدائق الجميلة وأحواض السباحة والساحل الممتد أميالا عديدة .

ضغط محمد وهو يقود سيارته على مفتاح الكتروني, فبدأ سور حديدي بالتحرك لتدخل سيارتنا المبنى ..

بعد أن وضعت الحقائب قال محمد: إلى مطعم ما على شاطئ المارينا .. لنأكل شيئا " مع أنني لم أكن جائعاً إلا أن المطاعم بالنسبة لي شيئا أنجذب إليه .. جلسنا في مطعم يدعى كوكو ! يقع المطعم في مبنى بجانب المارينا حيث فتح هناك عدة محلات ومطاعم .. يجتمع المصطافون هناك لشرب النبيذ والبيرة وطبعا الخبز والطعام ..

جاءت النادلة الصغيرة ذات الشعر الأشقر الطويل والصوت المبحوح .. بنجور مسيو .. كانت هذه اول فتاة أراها رددت بانجليزية مصطنعة غودمورنينغ .. أما محمد فكان متعودا على التحيات الفرنسية .. بنجور المينو سيلفو بليه !!

جاءت بلائحة الطعام التي لم افهم منها إي شيء .. فتحت السلطات بدلا من الوجبات ... المهم مضى الغداء على خير بيتزا من الخضار وزيت زيتون قوي نقع به بعض قرون الفليفلة الشديدة الطعم .. ألا أن الأيام التي أتت , أثبتت على أن هذا الصحن الذي لم ينل رضاي حتى ال70 بالمائة .. كان أشهى المأكولات التي التهمها جسدي بالأيام الباقية لي هناك.

رجعنا المنزل وبدأنا في التحضير للنزول إلى الشاطئ ..!!

يبعد الشط الرملي الخلاب, مئة متر من بهو المبنى .. نعبر الحديقة الخلفية المعشبة ثم باب يفتح بمفتاح الكتروني أيضا " المفاتيح العادية ربما أصبحت عادة قديمة" .. تلة صغيرة تحجب رؤية الشط . . نعبرها أيضا .. ثم يفاجئك المنظر .. رمال ذهبية ملقى عليها أجساد بشرية عارية .. شابات وشبان , رجال ونساء, ولا يخلو من العجز, الذين واللواتي تدللت أثدائهن وجلودهم, يعرضون كل بوصة من أجسادهم لنور الشمس الساطع .. .. أنا لم أدخل شواطئ عراة منذ أن كنت في برايتون إبان الثمانينات .. حتى أنني لم استطع في ذاك الوقت أن أدخل لأن الموضوع كان أكبر من أن أحتمل ..

لم نقفز إلى البحر فورا بل تمشينا ربما اثنان أو أكثر من الكيلومترات على الرمال النظيفة .. نمرر أعيننا الخجلة على ما يبدو بأننا لازلنا نشعر بالتابو الكبير في نفسنا من الداخل .. .. كان المشهد جميلا .. غير عادي بالنسبة لي .. كان كل شيء عاريا .. كل شيء جميلا .. بالنسبة لي كان المشهد يلبس ثوب العبادة .. ثوب الحقيقة .. افترشنا بقعة صغيرة بجانب بعض العراة وسبحنا ..

في طريق العودة, مشيا على الرمال بمحاذاة الشط, كان محمد قد قال لي أنه تعرف على امرأة تعمل في المكتب العقاري الذي اشترى منه المنزل, وقد شاهدها تجلس مع رجل وفتاة أخرى .. بالفعل عندما مررنا بجانبهم قفزت "جبريلا" محيية ومرحبة بنا .. أعني أن أرى أثداء عارية بمكان عام " تعرفون ما أعني" كنت خجلا .. -الفرنسيون يحيون بالقبلات , وهذه العادة عرفتها خلال زيارتي لباريس منذ عدة سنوات حيث استضافتني أختي مرام وكنت في كل مرة أرتبك عندما يعانقوني ويقبلوني "منهم نساء جميلات جدا "- عرفتنا على زوجها روبير وصديقتهما ستيفاني .. دعاهم محمد الى منزله القريب لشرب النبيذ .. وها نحن نجلس ونحتسي النبيذ ونأكل ابيتزا ذات رائحة السمك النتن " الأنشوفي " ونتكلم حتى ساعة متأخرة .. كانت سهرة رائعة .. انتهت بأن دعونا بالمقابل ألى بيتهم الخميس المقبل ..

كانت غرفتي مجهزة بسرير وبعض الرفوف .. جاء محمد بشراشف جديدة وحرامات ومناشف .. كان البرنامج الذي وضعه محمد للرحلة جاهزا .. سنزور غدا إمارة أندورا .. تصبح على خير قالها وأطفئ الضوء .. لم يطل بي الامر لأنام عميقا .. خخخخخخخخ

perpignan

saint- cyprien