٢٠٠٨/١٢/٠٢

البارحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة


ماذا عن البارحة !!
منذ عدة أيام كان فيكنور مريضا, مماجعل ليلي قلقا عليه ولم أقدر أن أنام .. وزوجتي التي يتغير مزاجها تبعا للهرمونات {حسب قولها } وتصبح سريعة التأثر والبكاء والغضب من أي انفعال او ضغط نفسي بشأن أي شيء ابتداء من الاولاد حتى برامج التلفزيون .. نعم !!
وعلى اثر الحاح {من يلح لحوحا } صديقي احمد وبلال أن آت أليهم فقد قطعت تذكرة يومية لركوب كافة المواصلات { ماعدا التكسي و القطارات التي بين المدن الأخرى و الطائرات , بالطبع} وحصل ما حصل في ذلك اليوم عندما سرق مني الموبايل !! في اليوم الذي تلاه , التقيت بطارق وسهرنا سهرة ظريفة .. !! ثم بدأ شعوري بألم شديد بصدري , حتى ظننت أنها النهاية { لن أكتب عن السعادة التي نتجت عن تفكيري بأني سأموت } واستمر الالم حوالي الساعة وبدأ يختفي تدريجيا .. !! لم أنم تلك الليلة !!

جاء البارحة .. شعوري بالتعب والألم لازال انما خفيفا, واقترحت على زوجتي بأن أذهب لمكانيكي ليصلح السيارة, وفي هذه الاثناء اتصل ميكة رجل الثلج قصدي موظف الشركة وقال لي هناك عمل بسالتو كفارن .. هل تستطيع ان تكون هناك وتبدأ بعد ساعة , طبعا وافقت .. لأن الخبز الذي اعتد أن آتي به من مخبزهم قد اوشك على الانتهاء ولم يبق في الثلاجة سوى باكيت واحدة منه !! تحممت ولبست وبسرعة أخذت السيارة الى هناك ..
قابلت السائق الذي سأقود عنه السيارة , شاب اسمه هنريك في سن الثلاثين .. قال لي أنه لايستطيع العمل اليوم بسبب محاولة انقاذه لرجل في ال55 من عمره في الطريق, لكن الرجل قد فارق الحياة بين يديه !! وهو , اي هنريك قد اصابته كآبة بسبب هذا .. إنها أول مرة أمسك بها رجل ميت ... هكذا فارق الحياة ببساطة , لأن قلبه قد توقف .. !! تكلمنا قليلا وأنا أوصله ألى بيته الريفي الجميل في ضاحية توللينغة !! شرح لي بشكل سريع عن الطرق وطريقة العمل وأنه يفكر بأنه لن يأت للعمل وبهذا سأحصل على فرصة عمل يوم آخر { يا لفرحتي} .. وودعته متمنيا له يوما ظريفا .. # منذ قليل اتصل بي صديقي صلاح سواس ومحمد قشقارة العزيزين #
وبدأت رحلتي الى انحاء متفرقة من استوكهولم الكبيرة شمالا وجنوبا .. واستهلكت من اعصابي الكثير , فمن عدم خبرتي بأماكن المحلات والطرق الى العتمة التي زادت من ضياعي عن الطرق و الشاخصات الطرقية ومن ثم اعتمادي على ال جي بي اس الذي تارة يقول لي لف يمينا فيخطئ وارجع للطريق نفسه واقود يسارا فأخطئ ايضا .. يا الله اي نحس ركب يومي هذا .. استمر هذا مع حصر بول فظيع لساعات عدة لم استطع طلب من اي احد بالمحلات أن ادخل مرحاضهم ..إلا محل واحد حين لم يبق لي اي مجال الا أن أتبول بثيابي ,,فقالت لي المرأة هذا هو المفتاح والمرحاض في الطابق الثالث فتتجه الى اليمين .... لم أدعها تكمل فقلت لها شاكرا , عسى أن اجد مخرجا وأتبول في الطريق .. انتهى الامر بالقرب من احد أرصفة الشحن حين على غرة, لم أستطع تمالك نفسي من أن أخرج قضيبي وأتبول بجانب دولاب السيارة كالكلاب, { رافعا رجلي اليمين } .. وتصرفت على اساس أنني أفحص دواليب السيارة واضعا كلا يدي على خصري .. { على اساس أنا لست من اتبول .. وأخاف من أن أرى صوري على اليوتيوب يوما , لأن كل أرصفة الشحن والمداخل مجهزة بكاميرات مراقبة وتسجل 24 ساعة } .. ومع أنني تقصدت أن أنتهي باكرا لأحضر فيلما دعاني اليه صديقي عمر في آلبي , إلا أنني لم أستطع تسليم الشحنة لاخيرة من الخبز إلى المحل , فكان مصيرها أن ترجع معي { للعلم أنهم لايبيعون الخبر المخبوز قبل يوم واحد وهذا معناه خسارة للشركة وسوء تقدير منها } .
في طريقي للرجعة كان الجي بي اس { جهاز ملاحة } قد اعطاني البعد عن مكان الشركة الام حوالي ال70 كم .. فقلت في نفسي اخيرا سأرجع ومن ثم اركب سيارتي للبيت وانام .. !! لكن ماحدث أنني تهت للمرة الألف على تفس الطريق المؤدي إلى هدفي .. فدخلت مدينة استوكهولم { للعلن أن دخول السيارات للمدينة مصحوب بضريبة , أي بمبلغ مالي ستدفعة الشركة في كل مرة تدخل السيارة او تخرج من بوابات المدينة .. أما انا فربما دخلت وخرجت خطأ اكثر من ثماني مرات }
أخيرا وصلت الشركة أفرغت السيارة من العلب الفارغة وركبت سيارتي وعدت أدراجي .. محطما , مريضا, متألما, فلم أستطع النوم من الألم طوال الليل .. وها أنا الآن أكتب .. بعد أن أنهكتني محاولاتي للنوم الفاشلة .. شكرا لاصغائكم ,, قصدي لقرائتي ... ودمتم .