٢٠١٠/٠٢/٢١

الأغنية التي تحول رتمها الى مسرحية .. الفصل العاشر


يا للجو الرومانسي الساحر! إنه خطر داهم . لو مشيت في هذا الجو مع أية فتاة في العالم لتخيلت أنك تحبها ...

أحمد خالد توفيق


في الأيام العادية, غالبا ما أبقى في المنزل أتابع بعض اهتماماتي .. بعضها لا أستطع ذكره هنا !! .. الأولاد في المدرسة والزوجة في العمل .. لا يبقى لي إلا أن اقضي يومي بابتلاع الطعام وشرب الشاي ومشاهدة وقراءة بعض الصحف بواسطة الانترنيت, وسماع بعض الأغاني .. اليوم في السويد قصير جدا .. ربما ذكرت ذلك في مناسبات كثيرة ..!! .. ... الوقت هنا له سرعة مختلفة عن أمكنه أخرى ! أتكلم مع الأصدقاء بواسطة الماسنجر وأقرأ إيميلاتي .. أرد على ما اعتبره مناسبا .. أشكر الجميع على أي ملحق طريف قد يبعثونه .. على الأقل انه دليل على اهتمامهم بي !!

لازال جون دنفر .. يصدح في اذني ...سماعات الاذنين لاتناسب تصميم اذني! هل اذني تختلف بتصميمها عن الاذن البشرية العادية !!.. من غير شك أن مصممين شركات عالمية مثل سوني وتوشيبا وفيليبس, قد أجروا تجارب لتلك التصاميم على آلاف الاذن البشرية .. لكنها ويا للاسف.. لاتشبه اذني !! غريب!!

.. .فكرت بكل هذا عندما سقطت سماعة اذني اليسرى وبدا لي أنني رجعت للاصوات البشرية واللابشرية التي تحيط بي .. يا الهي .. ضوضاء غريبة .. رنين الموبايلات .. لغات عدة ولهجات متنوعة .أصوات نساء ورجال وفتيان وفتيات .. زخم من البشر .. أصوات ميكانيكية .. فتح الابواب واغلاقها .. صوت السائق .. بسرعة أرجعت السماعة الى مكانها في اذني وضغطتها بشدة .. لدرجة الالم .. عدت الى صوت دنفر الهادئ .. وجاءت الى مخيلتي صورته الموضوعة على غلاف السي دي .. يشبه صبي في السابعة عشر .. بشعر اشقر و غرة منسدلة الى منتصف جبينه ونظارة طبية بعدستين دائريتين .. !! يبدو لطيفا ..

ارجعت رأسي الى أعلى مسند المقعد ... صوت احتكاك شعري بنسيج المقعد أثار بي حنينا للنوم .. بدا لي أن جفني قد اتعبهما طول النظر الى تلك الفتاة .. جلست بشكل آخر, منحنيا الى جنبي, ليتيح لي النظر اليها عن طريق النافذة .. لاشيء .. لم أر منها شيء .. كان ذلك خطأ مني أن أدير للنافذة وجهي .. سحقا ... كان يجب أن اعلم أن نافذتها هي التي تعكس وجهها نحوي وليس نافذتي .. !! تململت قليلا , مدعيا بأني نعسا وتعبا .. رغم أن ليس هناك احد قد ينتبه الي .. فالجميع هنا مشغولون بأشيائهم .. جلست بشكل جيد .. وتحضرت, لأوجه نظري إليها .. !! كانت كما هي .. بهدوء وملائكية .. تنظر الى النافذة .. تنسدل بعض خصل من شعرها, الهاربة من ربطة بيضاء, مطاطية ناعمة, على خدها ووجنتيها .. لم تكن شقراء .. بل شعرها كان كستنائي .. ولامع ... أي سحر ألبستني هذه الفتاة .. هاهي تدير وجهها, لتلتقي عينانا بشكل لايمكن لأي منا أن يشك بأننا تقصدنا سوية أن يصيب كل منا الآخر.. .. ابتسمت .. نعم اخيرا ابتسمت..!! كان هذا أول رد فعل ايجابي منذ بداية الرحلة .. اعتراني خوف غريب .. هل هذه دعوة .. استلطاف .. مبادرة .. شفقة .. خوف ... آلاف التفسيرات المبهمة تطلق اعيرتها الحارقة في فكري .. ماذا لو ... لماذا الآن .. بعد أكثر من نصف ساعة .. الآن قررت أن تبتسم لي .. هل اعتادت شكلي .. هل كانت نظراتي لها محببة ام أنها ربما خافت وفضلت أن تكون لطيفة بدلا من تجاهل هذا الوحش المخيف .. ...!! لماذا يجب علي أن أكون بهذه السوداوية .. ربما قررت أن تخوض تجربة علاقة مع رجل يبدو عليه أنه غريب الاطوار ... رجل يكبرها سنا .. من يعلم ربما .. ليس لها صديق أو أنها خارجة توا من علاقة فاشلة, بسبب خيانة صديقها مع صديقتها المقربة ..!! يجب أن أفعل شيئا .. خاتم الزواج الذهبي في أصبعي .. تذكرت في أحد الملاهي في السويد قالت لي فتاة حين شاهدت خاتم الزواج .. إلا تستحي من نفسك .. تلبس خاتم الزواج وتتكلم مع الفتيات في المرقص .. كانت من النروج .. إذا يجب أن أنزعه .. بشكل يثير الضحك .. خبأت يدي اليسار تحت سترتي ونزعت خاتم الزواج من أصبعي .. لم افعل هذا مطلقا من قبل !! ووضعته في جيبي ... يجب أن لا أتراجع .. عندما تنزل في أي محطة يجب أن أتبعها وأتكلم معها .. في أي محطة حتى لو اقتضى الامر ان أتابع معها أو أن أترجل من الحافلة قبل وصولي الى وجهتي التي كنت قد قررت أن اصل اليها ... !!

ها أنا الآن حرا .. حرا .... !! .. سأوقظ ذلك العاشق من جديد ..


عندما ..
لم يكن هناك غير العتمة ..
وليله كان قاسيا
وصباحه باردا
...
عندما .. لم تشرق شمس ولم ..
تلمع في السماء..
نجمة واحدة ..
رسم على جدران كهفة ..
نارا يتدفئ بها
ثم نام ..
..
وحلم
بالجنة

=======

الصورة للمغني جون دنفر مع احد شخصيات افتح يا سمسم او شارع سسمي

الجزء التاسع
. الجزء الثامن

الجزء السابع

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني

الفصل الاول