٢٠٠٨/٠٩/١٤

صــــديقـــــــــاي أحمــــــــــــد وبــــــــــــــــلال





من الاشياء التي تفتقدها في الغربة هي علاقاتك مع تاريخك, وبالتأكيد التاريخ ليس فقط الانتصارات والهزائم في الحروب أو الفشل والنجاحات في الحياة العملية .. انما العلاقات الانسانية التي يبشارك بها البشر مع بعضهم. تلك المكانيكية الانسانية التي شكلت المجتمعات وأعطتها سماتها المدنية, الحضارية او الرعوية .. وربما تتنوع العلاقات بين البشر, وبتراتبية تقوى وتتضعف حسب الاحاسيس التي يشعر بها البشر اتجاه كل منهم. الحب, الصداقة, الزمالة,الجيرة, القرية ومنها نستطيع القول انها امتداد لتلك الانتماءات البشرية كالعائلة او العشيرة او القرية, المدينة وتمتد الى ربما العالمية .. والكونية ..
. . . . . لكــــــــــــــــــــــــــــــن في الغربة وفي بداية التجربة حيث تتحدد علاقاتك مع بشر لايشتركون معك باي تاريخ أو عادة أو حتى مفاهيمهم عن العلاقة التي تختلف بأشواط عن مما تعنيه لك .. في تلك البقعة الغريبة تماما عن ما تلمسته من قبل, ترى أنك تجد بعد زمن علاقات تحاول جاهدا تجسيدها الى ما تفتقده من علاقاتك السابقة, وهذا يشمل أي علاقة حتى مع النساء!!

ســـــــــــأبــدء بما عايشته هنا من صداقات. وباعتبار أنني متزوج فالعلاقات مع النساء هنا معدومة ولهذا فالحب خامد ومؤطر بعلاقتي مع زوجتي! وبعضا من الذكريات الماضية .
أتيت السويد في الشهر العاشر من سنة 2002 حيث سكنت في احدى ضواحي استوكهولم الجنوبية واسمها سودرتالية. مدينة تتميز بأنها معقل السريان الذين اتوا من تركيا في سنين الستينات من القرن الماضي وبها أيضا أكبر مصنعين, سكانيا للمحركات والناقلات, ثم أســترا للأدوية.. تبعد عن استوكهولم 45 دقيقة في القطار الذي يربطها مع العاصمة وبقية المدن .. ليس فيها قطار انفاق مما أدى إلى تصنيفها من قيل معارفي هنا بأنها آخر السويد !! وبالتالي حددت تنقلاتي الى هؤلاء, لاسباب .. الوقت, التكلفة والتعب .

أتيت الى السويد أعرف بها شخصين صديق قديم من بلدتي طارق وزوجتي .. ثم بدأت دراسة اللغة فتعرفت الى بشر من مختلف بقاع العالم الذين اتو الى السويد لكنني أخذت لي صديقا شاب لطيف عراقي اسمه نور. كتبت عنه مسبقا في عدة نصوص. ويعد سنتين توطدت شبه صداقة مع شاب من اللاذقية اسمه عيسى لكن للأسف لم تبقى طويلا بسبب اختلاف نمط التفكير واسلوب الحياة. وعن طريقه تعرفت الى شاب اسمه يوسف .. كنت آت الى استوكهولم لقضاء بعض الوقت برفقته ومعه بعض الاصدقاء ..
ثم تعرفت الى جيران لي أبو علي وتينا الاعزاء وقد كتبت عن علاقتي معهم مطولا في السايق ..
منذ سنتين جاء اسامة من هولندا وهو اخ لابو عوض وهوصديق لي يعيش ايضا في هولندا ومعه شاب سبق وتعرفت اليه في السابق عندما اتيت اول مرة الى السويد واسمه احمد.
تعددت رحلاتي الى استوكهولم بسبب دورة السياقة, التي قضيتها بالقرب منها والتقيت باحمد وهو شاب في بداية ثلاثينات في كل مرة ات بها الى استوكهولم. وسررت بأنني التقي مع ابن بلد حقيقي ابن العوينة .. حيث كان يصر على دعوتي الى مقهى او مطعم في كل مرة ات اليه. وتعرفت على شباب من خلاله عبد اللبناني ومحمود واحمد وآخرون.
ثم جاء احد اخوته بلال وهو شاب في العشرينات من عمره يعمل في مجال الحلويات منذ عشر سنين في اللاذقية. أصبحت زياراتي اكثر وبالفعل شعرت بالسرور في كل مرة ات اليهم فنطهي الطعام ونتمشى في استوكهولم.
قررو فتح محل حلويات واسموه سكاتي ..