٢٠٠٩/١٠/١١

16 ايلول .. سباحة على شواطئ سان سيبيرين والى كانية بحثا عن ملهى ما!!






"في الخمسين كل واحد يحمل الوجه الذي يستحقه"
جورج ارويل

Canet-en-Rousillon

باكرا .. !! أحضرت فطورا وكاسة الشاي .. وجلست على الشرفة, متأملاً اللوحة الطبيعية, كنت أتذكر عندما جاء صديق منذر, سعد يكن – فنان تشكيلي من مدينة حلب- وذهبا إلى الحرش قرب الكورنيش الجنوبي, ورسما كل منهما بتكنيكه الخاص بعض الرسوم لما رآه كل منهما بعينيه الخاصتين أيضا. جاءت اللوحات بثلاث أقسام, ومع أن البحر الذي أمامهما ينتهي بأرض ثم سماء ( كان خليجا طبيعيا ) فقد كانت اللوحات التي شاهدتها تنتهي ببحر فقط .. !! لكن منذر بتجربة الرسم لاحقاً, أصبحت الأشجار هوسه لفترة طويلة .. أتذكر معرضا أسماه شجر .. كانت اللوحات التي عرضت, فقط تمثل أشجاراً .. شجار بالفحم, بالأكريليك والزيتي أيضا .. أشجارا سوداء, ملونة, مجزئة .. .. كان كل ذلك أمامي كشريط سينمائي وثائقي .. أبيض وأسود قديم, قد بدا مهترئ من تلك الخطوط البيضاء التي تظهر بخطوطها العامودية على الشاشة .. شاشة مخيلتي .. هكذا إلى أن أصبحت الساعة العاشرة !! محمد استيقظ وبدأ بصنع القهوة .. أنا لازلت جالساً في الشرفة .. النسمات تحولت تقريبا الى درجة الريح .. الأمواج التي نراها زادت حدتها وزبدها .. قال محمد ضاحكاً, ما رأيك بالسباحة ! لما لا !!! أجبته ..

كنا في طريقنا الى الشاطئ عابرين الحديقة, حين سأل محمد, ماهو عدد المستحمين برأيك في هذا الطقس؟ .. أجبته ربما الكثير. قال, لا أظن أن أحداً سيسبح بهذا الطقس!. حين وصلنا تبين لي أن ظن محمد في محله .. كان الشاطئ مهجورا تماماً .. مع ذلك, بعد وضع المناشف على الرمال, بدأت أنا بالركض نحو مياه البحر والغطس مباشرة, كانت المياه باردة, أحسست بصدمة بدرجة الحرارة المنخفضة, إنما كان شعورا رائعا .. كنت عاريا تماما .. أليس هذا شاطئ عراة !! هههه .. محمد بدا عليه التردد في الغطس .. لكن تشجيعي له بصراخ وضحكات هستيرية, أخيراً غطس في مياه البحر .. ورحنا نسبح ونضحك .. المياه كانت جميلة جداً .. باردة ومنعشة .. ثم فجأة قال لي محمد انظر هناك بعض الكلاب ..!! .. على الشاطئ ... كان رجلاً يجر كلبا كبيرا على الشاطئ الرملي بالقرب من مناشفنا المنشورة على الرمال وكلب آخر صغير ذو وجه بشع. كلب نتاج تهجين نوع بولدوغ مع نوع صغير آخر .. هذا الكلب كان بعيدا عن الرجل ودون أي قيد .. كان "داشراً"- كما نسميه عادة ههههه – كنا في المياه ورأسينا هما اللذان يطفوان فوق المياه ... كنا نرقب الكلب الآخر وهو يقترب متبختراً, نحو المناشف .. كنا ساكنين لانحرك شفاها.. اقترب الكلب من مناشفنا .. وبدا كل منا كتمثال من حجر .. نتمنى شيئا .. بأن لا يحصل !! الكلب فوق المناشف .. لازلنا كأبلهين في ملهاة دانتي..!! حاولت الصراخ لكن لا أعلم ماذا سأقول .. انهم فرنسيون هنا وأنا لا أتقن اللغة .. الكلب رفع ساقه وتبول !!!! ..... قلت لمحمد بصوت منخفض .. لقد تبول على منشفتك !! .. وهل أنت سعيد بهذا !! .. رد محمد ..! وبدأنا بالضحك هههههههههههههههههههههه .. ياله من سوء حظ .. الرجل الذي يجر الكلب الآخر , بكل بلاهة .. قال للكلب, ربما كلمتان, بهدوء واتزان .. أها .. ماذا سأقول له .. هل سأصرخ ..محمد كان يضحك .. فضحكنا وأخذنا بتحليل ماحصل لنا وكيف ردة فعلي بأن الكلب قد بال على منشفة محمد وليس منشفتي .. الأمر الذي اكتشفناه بعد قليل, بأن الكلب قال تبول على كل المناشف .. لكن الثياب والحمد لله .. لم تمس !!

كان صباحا رائعا حتى بحادثة الكلب, التي أصبحنا نتندر بها لنضحك, فيقول محمد .. وأنت قلت أن الكلب قد بول على منشفتي أنا .. ونضحك .. !!

إلى مقهى منى للاطلاع على الايميلات وشراء الخبز طازجاً.... وربما الى كارفور, - شركة لمحلات السوبر الماركت - عالمية, لها محلات في اصقاع العالم ماعدا بعضه طبعاً, الذي علمته من محمد أنها ثاني أكبر الشركات في العالم. في سوريا وفي السويد لم أسمع بها قبلا, وحين عمل ابن أخي شكيب في هذه الشركة بالخليج وبدأت ايميلاته تنتهي ببطاقته الممهورة بكلمة وشعار كارفور, كنت اظنها شركة خليجية للديكور " لأن ابن اخي يعمل بمجال التصميم" ..

لم نر جاك !! سألنا عليه !!.. لم تره منى اللطيفة !! اتصلنا به .. المسكين قد تعب البارحة من الرحلة التي رافقنا بها .. .. تمنينا له الصحة والعافية وأن نراه لاحقاً.

بعد الانتهاء من ما جئنا من اجله, غادرنا المقهى .. شعرنا بالحزن على جاك .. رجعنا البيت لنخطط لرحلة المساء الى مدينة من المدن التي مررنا بهم البارحة .. كانيه .. نعم ..

كنا تعبين ربما من السباحة .. فنمنا بعد الغداء .. ..

استيقظنا في أول المساء .. في المقهى التقينا بجاك العزيز .. كان تعبا من رحلة البارحة .. شعرنا بأننا السبب في هذا . لقد رافقنا من أجلنا نحن.. !! كنا قد قررنا الى كانيه

Canet-en-Rousillon الارتباط مفعل اضغط على الماوس لترى المدينة ..

والسهر هناك في احد الملاهي !!

في كانية .. ركنٌا السيارة بالقرب من مركز المدينة وبدأنا بالسير لنتعرف على معالمها .. لاتختلف كانيه عن أخواتها الفرنسيات .. نفس الاحاسيس تنتابك كلما مررت بهذا الشارع او ذاك .. كل شيء جميل وحميمي .. البيوت والفيلات الجميلة وأشجار النخيل .. مدينة متوسطية بحق .. !! " لا أعتبر اي مدينة متوسطية في بلادنا إلا بيروت التي لازالت بفضل ناسها وشعبها "الحقيقيين" ومحبينها, متوسطية . . بحثنا عبثا عن ملهى فلم نجد ما يناسبنا .. بقينا لساعة متأخرة نتمشى , حتى التعب ..

ركبنا السيارة .. رجوعا الي البيت .. واكمال السهرة للساعة الثالثة على محطة راديو نوستالجي وأغان لجاك بريل وشارل ازنافور وغيرهم .. تكلمنا عن مغامراتنا القديمة, .. كاحتفال بحضور الذاكرة والحنين .. محمد رائع ولطيف وكريم وشهم .. استرجعنا ايام الحي والألعاب التي انقرضت الى مالا نهاية .. لم يبق هناك طرقات وساحات للعب .. حتى أن الطرقات لاتكفي لركن هذا العدد من السيارات .. تذكرنا لعبة الخبر التي تشبه البيسبول والكلال والقدم والمضارب .. كل هذا تحول الى ذكريات .. أحلاماً سعيدة أيها الصديق !! دخلت غرفتي .. وبقيت أتقلب بالسرير .. كان بودي أن تطول اللحظات الى مالا نهاية .. أن تطول احاديثنا الى أن تختفي النجوم من السماء .. !! غداً سنلبي دعوة روبير وجبريلا وستيفاني في بلدة لابولو .. !! سعيدة