٢٠٠٩/٠٦/٢٩

كتاب جديد لمحمد كركوتي "في الأزمة"

صباحا .. باكرا .. سمعت صوتا قويا, أتى من فتحة الباب التي خصصت للبريد اليومي, من دعايات وجرائد مجانية إضافة للفواتير والصحف وحتى الطرود التي خصصت لهذه الفتحة , مثلا حبوب الفيتامين وزيت السمك الذي يأت لزوجتي شهريا" أنما هذه المرة كان صوت ارتطام البريد قويا لدرجة, حرك بي فضولي لأرى ماهذا الذي أتى ... ظرفا متوسط الحجم وعنواني ملصقا عليه, به كتاب بالتأكيد !! فمحمد كان قد ارسل لي ليتأكد من عنواني هنا !!..
فتحته بسرعة .. ممزقا فتحة الظرف من طرفة الأعلى, قائلا لزوجتي, التي كانت ترتب شيء, ما بالبهو: انظري هذا الكتاب من تأليف صديقي محمد كركوتي !! قرأت ما كتبه ناشر ورئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية, بعنوان, جعل فمي يبدو أعرض مما هو, بجعل ابتسامتي اكثر وسعاً!.
ثم فتحت الصفحة الاولى لأقرأ اهداء الكاتب لي وهذا ماجاء بالاهداء
"سأصور الصفحة "

الحبيب المستمر رفعت ..
أرجو سرعة انتهاء
أزماتك, التي أشعر بها

من بعيد .
هذا كتابي ..لك .
لك محبتي العارمة


محمد كركوتي

الكتاب يقع في 340 صفحة من القطع المتوسط وقد قسم إلى تمانية فصول مسماة. كل فصل يحوي عدة مقالات, لا اقل من الاربعة ولاتتعدى الستة. وقد بدا الكتاب بمقطع شعري لبابلو نيرودا العظيم, هذا هو

تسلق الرجال الكونيون .. سلما من نار,
وعندما لمسنا أقدام الحقيقة .. كانت قد انتقلت الى كوكب آخر,
تطلعنا الى بعضنا كارهين,
أشد الرأسماليين دناءة لم يعرفو ما العمل,
لقد تعبوا من المال.. لان المال "أجهده التعب"

والطائرات من دون ركاب.. وما من اشارى للركاب الجدد,
كنا جميعا ننتظر.. كما في محطات القطار, في ليالي الشتاء,
كنا ننتظر السلام ,
فجاءت الحرب.

الكتاب, تحليل ومسح للازمة التي مر بها الاقتصاد العالمي, عبر مقالات نشرت سابقا في عدد من وسائل الاعلام وبالاخص الاقتصادية اليومية السعودية, وضمن الكتاب مجموعة من الصور "تشرح بصريا ورمزي الحالة العامة للاقتصاد العالمي" وهو أول كتاب بالعربية يتناول الازمة بالتحليل والأرقام والاحصاءات ذات المصداقية العالية .. الغير مشكوك بها !
في الأزمة .. كتاب يعرفك بأكثر من الأزمة بحد ذاتها بل بتاريخ وأشخاص تاريخيين وتعاريف تدخل ضمن النصوص ومشروحة في الهوامش مع الصور, مما يزيد القارئ الغير متخصص رغبة أكبر في فهم الأزمة والأقتصاد بشكل عام ..

في الغلاف الخارجي نجد لوحة للفنان مصطفى رحمة تمثل الى حد كبير بساحر يقدم وصلته حاملا قبعة وأرنب يحمل صورة كارل ماركس,
يفهم المتلقي على أنها تتعلق بأمريكا, لما تقدمه الخطوط المتوازية الزرقاء من رمز للولايات المتحدة ..
الغلاف الثاني كلمة ناشر ورئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية الصحفي طلال سلمان كنت سأنشر ماجاء فيها لظرافة العنوان والنص الذي وضع له عنوان ظريف " المفلس خبيرا بالاقتصاد!

مبروك محمد كركوتي ... صديقي الأزلي ..


أترك للأصدقاء متعة اكتشاف هذا الكتاب

٢٠٠٩/٠٦/٢٧

دعوة من صديق ...!!!

قالوا........... الجميع يسمع ما تقول والأصدقاء يستمعون لما تقول وافضل الأصدقاء الذي يستمع لما لم تقل....
الى محمد دون ذكر الكنية .. والالقاب .. صديق عزيز حقا .. بمناسبة او بدون مناسبة
دعوة من صديق
رسائل بيني وبين صديقي محمد ..

محمد صديق الأيام البرتقالية ... أتذكر كم كنت لطيفا ,طبعا ولازلت , أيامي في لندن غيرت كل حياتي .. مع ذلك لم ارجع اليها مرة اخرى , مع كل رغبتي العارمة لذلك .. ضيق اليد , والتيه في اتجاهات الحياة.. شكرا صديقي شكرا لحظات طفولتي

العزيز رفعت،

إذا كنت أستطيع أن أفهم " ضيق ذات اليد"، أجد صعوبة في فهم "التيه في اتجاهات الحياة"!!. أعرف أن البداية – مجددا - أو لنقل : بداية أخرى، في ظل تقدم النهاية صعبا للغاية. ولكن من يستطيع تحديد "النهاية"؟!. حتى الله – إن وجد- لا يستطيع ذلك. لا أريد أن ألقي محاضرات، لأنني لا أحب هذا النوع من التخاطب، حتى مع الأشخاص الذين يستحقونه، إلا أنني أستطيع أن أرى ضوءا، أملا، انفراجا – سمه ما شئت – في الأفق، إذا كانت هناك نية للرؤية، أو للنظر.

على كل حال.. أنا أدعوك - وهذه ضيافة كاملة – إلى فرنسا ما بين العشرين من أغسطس والعشرين من سبتمبر المقبلين، لأنني سأقضي إجازتي في شقتي في الجنوب، وهي – كما قلت لك – تبعد حوالي ساعة ونصف الساعة بالسيارة عن برشلونة الإسبانية، وتبعد ساعتين بالسيارة أيضا عن "دولة" أندورا. إنها منطقة جميلة، يمكن أن نتحرك منها إلى العديد من المناطق. كما أنني أدعوك خلال هذه الفترة لزيارة لندن، وسنقوم بها مع بعضنا البعض. ما رأيك؟.

تقبل مودتي وتمنياتي بأن تنظر للأشياء بمنظارين إيجابي وسلبي. ولا أقول لك أن تنظر إليها إيجابيا فقط.


سلام .. ايها الصديق !! ربما تلك الصفة ,عندما اعتبر أحدا صديقي , هي نتاج أعلى مستوى في جملة العلاقات التي عشتها في حياتي .. لذلك رفعت مستوى اخوتي إلى أصدقائي!!. رداً على رسالتك التي جائت محملة بدعوة رائعة من صديق رائع , سأشرح لك ماتعني ضيق اليد , التي ظننت أنك ستفهمها بالمعنى الغير متداول شعبيا!! هذا لأننا نتعامل كأصدقاء منذ أيام الطفولة .. ضيق اليد " ولاحرج " لاتعني أنني أعاني من متاعب مادية , العقدة التي عانيت منها طول عمري , وأصبحت كالعقدة النفسية التي أجبرتني أن أكون غير محتاجا طوال حياتي , ولن أنسى عندما كنت في لندن, محمد الذي كان يترك لي الجنيهات قرب رأسي عندما يترك البيت في الصباح.
منذ صغري وعندما كانت أمي وأبي على قيد الحياة لم أستطع أن أجمع او أن أخطط او أنوي لجمع مال , عشت حياتي بسهولة وحسن تخطيط لألا أضطر لضغوطات مادية تجبرني على شيء لاأحبه , العمل مع ناس لا أرتاح بالعمل معهم , كما تعلم عملت كمصمم داخلي لعدد كبير من المشاريع التجارية وقد حققت لي مهنتي دخلا ماديا مستقرا بسبب كثرة العروضات التي كانت تأتيني , لكني لم اقبل سوى مايسد مصروفي لسنة قادمة .. مع الحساب الجيد لعدم الوقوع في ضائقة مالية تجبرني على تغيير نمط احبه في حياتي .. كمن يمد ساقيه على قد بساطه !! وهذا مااستمر معي حتى في حالة الهجرة الى السويد والزواج مع سويدية لايعني لها الخوف من المستقبل بشيء , كما تعلم !
إلا أنني لازالت أخاف الغد . أخاف الحاجة وأخاف الضعف ...
قلت لك لضيق اليد ففهمتها أنني في ضيقة مادية , وهذا خطأي في التعبير, عندما كتبت لك سبب عدم زيارتي للندن, بلاشك ستفهما بهذا الشكل.
لا أحاول هنا بكل هذا الشرح الذي لامعنى له, سوى ابعاد شبهة ضيق اليد ..!
شكري الجزيل للحب للصداقة التي وجدتها بدعوتك الكريمة ..لا أعلم كيف يمكنني أن أعبر لك احساسي الرائع بأنك صديقي .. دمت رفعت

لا تقلق أيها الحبيب. لقد فهمت " ضيق ذات اليد"، كما شرحت – قبل أن تشرح - . يقول أول مستشار لألمانيا الغربية أديناور: "إننا أغنياء بقدر ما نستطيع الاستغناء عن الأشياء". تأكد بأنني فهمتها – مرة أخرى – قبل أن تشرحها. ودعوتي إليك، ولقائي بك، تأتي – ربما – من أنني أعاني "ضيق ذات الحب الجميل"، ومن فقري لـ " ذكريات غنية ". أنت بذلك تتحول إلى الداعي، لا المدعو.

تقبل محبتي

تأتيني بكلمات , ليست كأي شيء آخر .. صنعتك ومجالك وحقلك , أين أنا من ذلك .. سأضعها في مدونتي , علاقة كهذه , مشاعر أعظم من ان تخبأ في أدراج الزمن والنسيان .. طبعا ككل ما تعنيه أنت لجميع أصدقائك .. ذهلتني عبارة أعاني "ضيق ذات الحب الجميل"، ومن فقري لـ " ذكريات غنية " لست أنا فقط من في الساحة التي ضاقت حتى شملت بضيقها أنت ذو العلاقات الواسعة والكبيرة والمهمة .. لكني أفهم معنى ذلك .. أن البشر في بلاد ليست بلادهم .. هم أيضا بلاد بلا بشر وأجساد بلا أرواح ..

ألقاك أيها الصديق ..

سأنشر رسائلنا بالمدونة .. بعد اذنك .. ودون أن أذكر أسمك .. ان لم يكن لديك مانع ! سأسحبها فورا ان ارسلت لي انك لا تحبذ ذلك .. أنشرها بنشوة الفائز .. بحب صديقه .. شكرا





٢٠٠٩/٠٦/٢٥

منع منذر مصري من السفر ....!! أو عليه منع لاصدار جواز سفر جديد

كتب اخي منذر هذه المقالة منذ زمن بعيد .. منذ سنتين كما نشر هنا ..مع ذلك وكأن القائمين على مصائر البشر يعتبرونهم الخارجين عن العادي والمالوف.. كتب منذر هذه ..!

بمناسبة منعي من السفر إلا بموافقة أمنية / مقالة لي نشرت في السفير 2007


سوريا بلدي كما خالدية.. أمي
*
نعم أنا.. سوري. (بني آدم) ولد وترعرع وما زال حيّاً يرزق في سوريا، ضمن حدود معترف بها دولياً (ولو ملتبسة من جهات عدة)، وكبقية المواطنين السوريين لا أستطيع مغادرتها إلا حسب القوانين المنصوصة، وغير المنصوصة!. فلسوريا قوانين منها ما يعمل به ومنها ما هو متروك لوقت الحاجة والطلب، ولسوريا أيضاً دستور، له ما له وعليه ما عليه، استفتي عليه وأقرّه الشعب منذ ستة وثلاثين عاماً، وأي تعديل فيه، كبر أو صغر، يحتاج لإجراءات متسلسلة تنتهي إلى وجوب أخذ موافقة أغلبية مجلس الشعب السوري، أما تبديله بأكمله فهو يحتاج استفتاءً شعبياً جديداً، لا أحد يرى أن الظروف التي مرت بها البلاد، منذ إقراره لليوم، تسمح بشيء كهذا. ما عدا تعديل عمر رئيس الجمهورية من أن لا يقل عن 40 عاماً إلى 34 عاماً، حين رشحت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي ينصّ هذا الدستور في مادته الثامنة، صراحة، أنه قائد الدولة والمجتمع، السيد بشار الأسد نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد للرئاسة. ومجلس الشعب السوري هذا، يقوم لدينا على فكرة إلغاء النيابة والمجيء بالشعب نفسه إلى المجلس، أو على الأقل بجزء من الشعب. رجال ونساء سوريون ينتخبون من قبل الشعب، بلوائح معدة من قبل فروع الحزب العربي الاشتراكي في المحافظات، توزع فيها أعداد الأعضاء المؤكد نجاحهم، حسب الحصص المخصصة لأحزاب الجبهة التقدمية أو من خارج اللوائح، أي ما يسمى المستقلين، ولكن بتوصية حزبية معممة على الناخبين، تؤمن نجاح المستقل
ين الموصى بهم، وذلك كل أربع سنوات، قابلة للتمديد مرة أو مرتين، لا أحد يحصيها وينتبه لها غير المتسابقين للعضوية، الذين بعد أن يصيروا أعضاء في المجلس يكتسبون درجة من الاعتبار والحصانة، ما داموا يوافقون على كل شيء بالإجماع ويرفضون كل شيء بالإجماع ويصفقون بالإجماع ويستنكرون وينددون بالإجماع تعبيراً صادقاً عن إجماع الشعب..
نعم أنا سوري، دون شك، وكما قلت ولدت في سوريا، في السنة الأخيرة من النصف الأول للقرن الماضي، وهذا ما يجب علي أن أصدقه أنا قبل غيري حين أقوله، لأنني في الحقيقة لا أدري أين ذهبت كل هذه السنين، وكأنها وأنا نائم ، أحد سرقها من قرب سريري، من أبٍ ولد في طرابلس وترعرع وتعلم في طرطوس التي اختارها أبوه الطرابلسي ذو المصري الأصل، لهذا صار لقبنا (مصري)، لكون طرطوس المدينة الأقرب لمدينته، ليحيا فيها مع تلك الفتاة المسيحية القاصر التي تزوجها خطيفة وصارت جدتي. وكأبيه، انتقل أبي بعد حصوله على الباكالوريا، الدرجة الثانية، من مدرسة اللاّييك في طرطوس، إلى اللاذقية، بسبب وقوعه بدوره في حب فتاة لاذقانية، وزواجه منها وإنجاب بكرهما الأول الذي هو أنا، منذر كما أسماني جدي، ثم تدرج في عمله في دائرة الأمن العام حتى صار في بداية الخمسينات رئيساً له في محافظة اللاذقية، لكنه اعتقل إثر اغتيال عدنان المالكي، وسجن ثلاثة أشهر في سجن المزة ثم سرح من عمله تعسفياً، بتهمة انتسابه للحزب القومي السوري الذي كان قاتل المالكي عضواً فيه. أمّا أمي فهي أيضاً ذات أصول غامضة لحد ما، فأمها من بيت (روشان) وأبيها من بيت (نحلوس) وكلا اللفظين ليس عربياً. وقد تدرجت، أعود للكلام عني، في المدارس الثلاث الخاصة والرسمية التي تعرف بها مدينتي، فأمضيت المرحلة الابتدائية في مدرسة الأرض المقدسة (الكاثوليكية) التي كانت تسمى باسم مديرها (مدرسة الأب سالم)، والمرحلة الإعدادية في الكلية الوطنية (الأرثوذوكسية)، أما المرحلة الثانوية، فقد أمضيتها في ثانوية جول جمال (التجهيز)، التي خرجت لسوريا شخصيات تاريخية معروفة، منها على سبيل المثال حافظ الأسد وميشيل كيلو. ثم حصلت على إجازة في التخطيط الاقتصادي من كلية العلوم الاقتصادية في جامعة حلب، مما أهلني للعمل في إحدى دوائر الدولة، في ذات الغرفة على ذات المكتب فوق ذات الكرسي، أكثر من ثلاثين سنة. وحسماً لأي شك بسوريتي حصلت في حياتي، بعد أن بصمت بالعشرة أصابع كاملة في كل مرة، على ثلاث بطاقات هوية، تدرجت في صغر الحجم، واحدة منها كتب عليها: عربي سوري بالتحقيق. وفي النهاية كما تنبأت في إحدى قصائدي الباكرة: (سأحيا حتّى أموت/ وسأموت بعد أن/أو قبل أن/تتمكن مني أمراضي/إذ لا داعي للتحديد/لا داعي للتحديد/ فالحياة لها معنى أحياناً/أما الموت.../والموت كذلك).
إذن... ولدت وعشت ولن أحتاج أن أبذل جهداً كبيراً لأموت في سوريا.. خاصة وأنه لا يتوفر لي مكان آخر لأموت فيه، فقد رفضت منذ زمن كل العروض المغرية وغير المغرية للسفر والعمل في الخارج. واحد منها- صدقوا-كان إلى نيويورك. حين تعرفت في بداية التسعينات على شاب أمريكي كان يزور سوريا. واكتشف أني أحب، ليس (بوب ديلان وسايمون آند كرافانكل ولينارد كوين) فحسب، وأربعتهم شياطين يهود، بل أيضاً مغنيه المفضل (جيمس تيلر) صاحب أغنية (لديك صديق) التي كتبتها له (كارول كينغ). المهم، رفضت دون تردد عرضه للعمل في شركته، وعندما اتصلت بي أمه من نيويورك، لتقول لي ممازحة: (نيويورك تفاحة كبيرة، ما أن يقضم المرء قضمة واحدة منها، حتى يتمنى نهشها كلها). أجبتها: (لا أظن نيويورك، يا سيدتي، المدينة التي خلقني الله لأحيا فيها). كما رفضت عرضه المساعدة المادية، في تحويل مكتبتي إلى محل تجاري لا يسبب لي ذلك النوع من المشاكل. ففي سوريا يتوجب الحذر من الأجانب مهما كانت جنسيتهم، وخاصة خاصة أن تأخذ منهم مالاً، لأي سبب وبأية حجة، فما بالك بالأمريكيين، عديمي الأصل الذين من بينهم الكثير من اليهود، وكذلك الانكليز أبناء الجاسوس لورانس العرب، ولحق بهم مؤخراً الفرنسيون الذين يعرضون مؤخراتهم للجميع. وتأكيداً لما أرطنه بالإنكليزية: (It's danger to talk to strangers)، فقد حدث أن التقيت أمريكياً آخر، كان يزور سوريا للمرة الخامسة ربما، كأنه لا يوجد مكان آخر على الأرض سواها، وفي كل مرة يمكث فيها شهوراً يتنقل فيها طولاً وعرضاً ويلتقي بما هب ودب من السوريين من مختلف الأنواع والمستويات، حتى أنه كتب عن سوريا، مجلداً ضخماً، بعنوان: Road from Damascus) (. أي باتجاه معكوس عن رحلة الرسول بولس إلى دمشق، ومقلداً لأسلوب ف س نيبول في كتب الرحلات. وكالعادة لا أذكر لمن أعرت هذا الكتاب ولم يعده. وكان يحتوي صوراً فوتوغرافية متنوعة منها صورة للتشكيلي السوري فاتح مدرس مع جان بول سارتر، التقطت في ستينات القرن المنصرم، ونشرت مراراً وكأنها أعجوبة، وأخرى لعلبة دخان (الحمراء) فخر صناعة التبغ السوري، حسبما يردد أهالي اللاذقية: (الغرناطة ظراطة والشرق فرق والحمراء مراء) بتبديل القاف إلى همزة، ولكن بمفارقة أنه طبع على علبتها الشبيهة (بالمالبورو)، بدل التحذير من التدخين، دعاية رياضية لدورة ألعاب البحر المتوسط. وقد زين الكتاب برسوم وخطوط صديق لي حلبي يحيا في (سياتل) منذ ربع قرن اسمه مأمون صقال، أظنه أفضل رسام بقلم الرصاص تعرفت عليه في حياتي. وهذا ما أدى إلى استدعائي من قبل أحد فروع أمن اللاذقية أولاً ثم لاحقاً إلى دمشق، وكان أكثر ما أثار تساؤلهم هو: (لماذا، وأنت إنسان مثقف، لم تخبر إحدى الجهات الأمنية عنه!؟) فكنت أجيب: (لم أكن أعلم أن على المواطن السوري الإبلاغ عن أي أجنبي يلتقيه). بعد هذا هم من اتصلوا بي ليخبروني أنه لا مشكلة من الالتقاء به... وإكرامه!! الأمر الذي اعتذرت عنه، ليس فقط بسبب ما حصل، بل لأنه كان يصلح لفيلم بعنوان (الأمريكي الثقيل الدم) أسوة بفيلم (الأمريكي البشع)، بشرط أن لا يقوم مارلون براندو من قبره لتمثيله. ولكن بعد انقضاء ثلاث سنوات أو أكثر، عادوا وسألوني ما إن كنت على اتصال مع الأمريكي!!.
ورغم هذا وغيره، سوريا وطني، ولا أشعر بأية رغبة باستبداله، ولا حتى بالسفر خارجه، لأسبوعين على الأكثر أو لأسبوع واحد، أو لأيام معدودة. وكان معروفاً عني أني لا أسافر حتى إلى دمشق أو حلب، إلا إذا كانت الدعوة موجهة لي من قبل امرأة أو من أحد فروع الأمن! لكن أمرواً تبدلت وصرت لا أسافر إلاّ مساقاً من قبل الشباب، وعندما يحدث وأسافر إلى مدينة أخرى كبيروت مثلاً، التي أحبها أكثر من أي مدينة أخرى على خارطة أحلامي، ولكن ليس أكثر من صغيرتي اللاذقية، وأرجو أن لا يسوء أحداً تعصبي هذا، فلاذقيتي لم تبخل علي بشيء مهما كان، يكفيني يومان أو ثلاثة على الأكثر، أزور فيهما بعض الأصدقاء في مقر أعمالهم، وألقي التحية على من أصادفه منهم في (الويمبي) أو (الكافيه دي باري) وأخيرا (الستارباكس) وأعود. أما السفر إلى دبي، لعند مصطفى عنتابلي وزياد عبد الله وحكم البابا، فها أنذا أماطل لثلاثة أعوام في قبول عدة عروض لاستضافة كاملة تتضمن قيمة تذكرتي الطائرة والإقامة في المريديان وأجور المدلكات الصينيات. وفي باريس لدي أخت مستقرة (ليس كثيراً) منذ عام /1982/. وأخي الأصغر متزوج سويدية وغير مستقر أبداً في ستوكهولم، أرسل لي دعوة زيارة مختومة من قبل وزارة الخارجية، مرفقة برسالة يقول فيها، لولا ذكرياته في سوريا، البلد الذي فعل المستحيل ليغادره!؟ لمات من البرد. ولدي أخ آخر في الكويت، أبطل تكرار دعوته منذ أن صحت به: (ماذا أفعل في الكويت يا أخي)!؟ وقد وصل بي الأمر لأن أشعر أن السفر بعمومه مضيعة للوقت، تعطيل عن أعمال ضرورية يجب أن تنجز، مع أنه ليس لدي أعمال كهذه. ولكني بالتأكيد، لست من أعداء فكرة السفر من حين لآخر: (فقط لتأخذ نفساً) كما يردد أمامي البعض، أو كما أيضاً يقال: (إذا أحب الله عبده أراه ملكه)!؟. ولكن مشكلتي هي أني لا أجد معنى لشيء بعيداً عن الناس الذين يعرفونني. وهنا أذكر كيف أن أختي مرام بعد مقابلة في التلفزيون التونسي، كان اهتمامها منصباً ما إذا شاهدتها (رندا أحمد) وهي بنت جيران لنا تعيش في تونس!؟
سوريا.. وطني. وهذا ليس خياراً اخترته، مقارناً إياه بخيارات أخرى متاحة أم غير متاحة، بل هو مصير، لأنه حدث وكان ذلك. ولكني لا أشعر حيال هذا بأيٍّ من المشاعر الوطنية العارمة. فلست من أنصار (وطني دائماً على حق) ولا (الأردن أولاً) ولا (أنا سوري يا نيالي). لأني لا أرى أن الوطنية الصحيحة، الصحية، الصح، يجب أن تشبه مشاعر (قطة على صفيح ساخن) أو (حارق علم على سطح سفارة)، فالمشاعر المبالغ بها تعبر عن الأزمات غالباً، إن لم يكن دائماً. ولكن كما يحق لمواطني كل بلد في العالم أن يجدوا في بلدهم ما يتفاخرون به حتى (بالتبولة والكبة النية)، للسوريين الحق بإدعاء بعض الأمجاد، فقط لمجرد أنهم وجدوا أنفسهم يحيون في المكان الذي حدثت به. ولا أظن أحداً يماري بحقيقة أن سوريا أرض قديمة، كثيراً ما كانت جارة قريبة لمركز العالم، وقد ظهرت فيها حضارات تدل عليها آثارها المنتشرة في كل أرجائها، وكما هو محتم هذه الحضارات قد بادت، مثلها مثل غيرها، أما في العصر الحديث فلا أظن أيضاً أحداً يماري بحقيقة أن سوريا ليست في أفضل أحوالها، وهذا ما يؤثر بالسوريين ويقلقهم بالتأكيد. لكنها مع ذلك دولة كسواها، أو لأقل، كدول كثيرة لديها مشاكلها وبالمقابل لديها، ما يكفي من حظوظ للخروج منها. وكما في سوريا أيضاً شعب ككل شعوب العالم، صامد ومقاوم!؟ لأنه ليس سهلاً ما واجهه وعاناه هذا الشعب، فبعد أربعة قرون من الحكم التركي، جاء الفرنسيون واستعمروه ستاً وعشرين سنة، استطاعوا خلالها بالاتفاق مع شركائهم الانكليز أن يقوموا بما لم يقم به العثمانيون خلال الأربعة قرون، تقسيم ما كان يطلق عليه سوريا الكبرى إلى خمس دول إقليمية، زارعين كياناً غريباً على حدودها الغربية الجنوبية أشبه بخنجر مغروز في خاصرتها. ولكن ما أن أعلن استقلال هذا الجزء الصغير الباقي المسمى باسمها، حتى راحت النخب العسكرية والسياسية تعيث به فساداً. محققين رقماً قياسياً في الانقلابات، التي بتتابعها السريع كانت تكسر ظهر النمو الطبيعي للبلد، وتعيدها إلى درجة ما قبل الصفر، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ولم تستطع سوريا المنهكة الخلاص من هذه الانقلابات والتبدلات في مناهج الحكم، رغم محاولاتها التي وصلت للوحدة مع مصر كانت من نتائجها الكارثية أنها أنهت كل الوحدات، إلا بواسطة حكم من نوع آخر، نجح أخيراً في إغلاق باب الانقلابات، وهو أمر حسن، إلا أنه في المقابل، سد الطريق أمام أي تغيير لازم لما يزيد عن ثلاثة عقود من السنين، وما أدراك ما الثلاثة عقود من السنين في عصر اخترع ساعة تقسم الثانية إلى ألف جزء.. رافق كل هذا أربع حروب: /1948 و1967 و1973 و1982/، اثنتان منها استحقتا بكل جدارة وسام (نكبة)! كانت نتيجتها أن هناك أرضاً سورية ما زالت محتلة منذ أربعين سنة. وكان من المحتمل أن أغدو بدوري شهيداً وأن تسمى باسمي مدرسة ابتدائية في سوريا، فقد شاركت كضابط مجند في حرب /1973/ على الجبهة السورية الإسرائيلية، كما أني في عام /1976/ دخلت مع قطعتي إلى شمال لبنان، وهناك كنت مسؤولاً ولفترة قصيرة عن أحد الحواجز، وأحسب أني قمت بمعاملة عابريه اللبنانيين بكل الاحترام والحب الذي أكنه لجدي وجدتي لأبي!؟ ولجبران خليل جبران الذي حرصت أن أودِّع الحياة المدنية بالحج لمتحفه في بشري نهاية عام /1972/. وصدقوا أني مرة تلقيت اتصالاً هاتفياً من قبل عنصر أمن، سألني فيه سؤالاً واحداً لا غير، وكأنه يطلب مساعدتي في برنامج: (اربح المليون) أو في أيجاد اسم دولة عربية من خمسة أحرف معروف منها ثلاثة: (لبن) في شبكة الكلمات المتقاطعة: (هل صحيح أن أباك من مواليد لبنان؟) ولما أجبته بنعم ولكن... قال شكرا منهياً المكالمة دون أن يسمع بقية جوابي!؟ بقية جوابي يا أخي: (أبي ولد في طرابلس هذا صحيح، ولكنه كان سورياً لدرجة أنه يؤمن أن كل لبنان إضافة لفلسطين والعراق والأردن.. وجزيرة قبرص لسوريا!. وهو رغم أصله المصري، ويؤكد هذا لقب عائلته، كان عضواً متعصباً في الحزب القومي السوري!. ولكن هذا لم يمنعه من الاندفاع إلى الشرفة والبكاء لحظة سماعه خبر وفاة جمال عبد الناصر. بعد أن كان، خلاف كل أهل أمي، يلهج ليل نهار بمساوئه، مردداً: (لم يبق سوى أن يضعوا صورته على جوكر الشدّة)!. الأمر الذي جعلني أؤمن بأن على سوريتي أن تكون انعتاقاً وانفتاحاً وحريةً أكثر منها إتباعاً وانغلاقاً وقيداً. وأن تكون حباً لا ديناً أتعبد به لزعيم، أو لحزب، أو لسلطة.
أؤمن بسوريا، لأن سوريا مثلها مثل كل البلاد، يمر عليها في كل سنة أربعة فصول، صيف طويل بطيء يتبعه خريف خجول ثم شتاء مزاجي ثم ربيع خاطف، تشرق عليها الشمس كل صباح، وكل مساء تغرب لا محالة، ليأتي الليل يتسكع فيه القمر والنجوم. ومثلها مثل كل بلد، فيها مدن وقرى ومزارع يسكنها بشر، غاية كل منهم، قبل كل شيء وبعد كل شيء، أن يجد سبيلا ليحيا حياته. وهذا ليس من عندياتي، فقد حفظته من كثرة ما ردده على مسامعي، وهو يتأبط ذراعي، على كورنيش مدينتي الغربي صديقي ومعلمي الياس مرقص: (واجب الناس الأول هو أن يستمروا في الحياة، أن يأكلوا ويرتدوا ثياباً ويعملوا ويتزوجوا ثم يأتوا بأطفال يرثون أسماءهم. فهذا يعني أنهم يقومون بما عليهم للتحضير للمستقبل).. وأحسب أن السوريين قد أعطوا المثال تلو المثال على استحقاهم للمستقبل، فقد أظهروا، على مر الزمن، طول أناتهم، وعظيم صبرهم، وعميق حكمتهم. كما أظهروا، عند كل مناسبة قدرتهم على التسامح والحب والتضحية.. فهم لم يبخلوا بأي شيء عندما طلب منهم، حتى بحياتهم وحياة أبنائهم، رغم أنه لا يوجد عندهم أغلى من حياتهم وأبنائهم!؟
نعم سوريا بلد كباقي البلدان، مثلما أمي أم كباقي الأمهات، لكن سوريا وحدها بلدي، وخالدية وحدها أمي.
أؤمن بسوريا كما هي، في الماضي وفي الحاضر، دون أن أقارنها بما كانت ولا بما كان يمكن لها أن تكون، لأنه لا يمكن أن نحمِّلها كمكان، أي مسؤولية عما آلت إليه حالها، فالأماكن دائماً ضحايانا، فلا تستطيع أن تتفادى الأذى، ولا تستطيع بنفسها رد الصّاع! الأماكن وحدها تدير خدها الأيمن بعد صفعها على خدها الأيسر، وهي لحسن حظها لديها كل الزمن لتنسى، لديها ما تحتاجه ويزيد من تعاقب الليل والنهار، شروق وغروب الشمس كل يوم. البعض من أهل اللاذقية ما يزال يذكر ذلك الشعار الشيوعي الفظّ الذي كتب بخط أحمر عريض على حائط السور الخارجي لكنيسة اللاتين، وكيف راح بمرور الأيام والسنين ينمحي شيئاً فشيئاً حتى ما عاد له أثر. وأحسب أن البشر، ليس كأفراد فقط بل كمجتمعات وشعوب، كانوا دائماً مكشوفين للأذى، وجراحهم أيضاًَ تحتاج بعض الزمن لتلتئم، ولكن على اللحم، على لحم الروح، يبقى دائماً ندبة.
نعم أنا أيضاً أؤمن بسوريا الجميع، سوريته من كان يكون، وسوريتك من كنت تكون، وسوريتي أنا منذر مصري، سوريتي التي آمل في النهاية أن تعطني من جسدها ما يكفيني لأستلقي على ذلك التل بجانب أمي، بعد أن أكرمتني بما زاد علي وغمرني حتى كاد يخنقني من روحها... المتألمة والصابرة والآملة، المنفتحة والمتسامحة والكريمة، وطناً حراً وعزيزاً وآمناً، لأبنائه جميعاً ولجيرانه الأقربين حتى ما بعد السابع منهم، ولكل أهل العالم..
ــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ اللاذقية/17/6/2007

٢٠٠٩/٠٦/٢٣

الأصدقاء .. ومشروع عمل براكتيك !! دون أجر




الأصدقاء ماعادو قتلة الضجر .. منذر مصري


في هذا الشهر الذي تخبطت فيه بعد مجيئي الى السويد, شعرت بأن الحياة أصبحت لا تطاق, ومع ذلك لم ابذل اي جهد في تحسين وضعي الصحي أو الفكري أو النفسي .. كنت فقط أبحث عن أمكنة أخبئ بها حياتي.. فها هو الانترنيت .. الوسيلة الوحيدة الدائمة لقتل عمري هنا..

لا أستطيع القول كمقولة أخي " هنا الأصدقاء ماعادوا قتلة الضجر" منذر مصري.. فأتصل بأصدقائي الاعزاء كجهاد زيتونة وابن عمه خالد الموجودين في امريكا وطبعا مروان زكريا العزيز .. ثم حديثا رائد ناصر الدين في السعودية, واخيه فادي في استرالياو طبعا بعد زمن أكثر من عشرين سنة , مع مايأتي بين الفترات من أصدقاء متواجدين على الاغلب في اوروبا والخليج .. فهاهو صديق العمر مصطفى حموي من الكويت نسترجع الذكريات ونضحك .. أو مالك هارون الذي أصبح كأبطال كمال الأجسام, بعضلاته المفتولة .. فنضحك .. أما بالواقع, أي هنا, فنشاطاتي الاجتماعية قليلة, لأن ليس لي هنا, إلا أصدقاء محدودين, لا أراهم دائما .. معظمهم .. وهم قلة جدا ..قد أصبح مجدول ومؤتمت بالنظام السويدي الاجتماعي ..

أقضي مع أبو علي جاري العزيز, بعض الساعات بالأسبوع .. إما في تجاذب أطراف الحديث عبر الممرات الجبلية الضيقة التي يحبها أبو علي أم في احدى الضواحي القريبة من بلدتنا سودرتالية ,حيث يدعوني ابو علي لنحتسي الشاي ونأكل البيتزا أو الكولا والهامبرغر حسب المكان !! ثم ربما دعوة لشرب الشاي عنده في المنزل فتشاركنا زوجته اللطيفة تينا, فنتناقش وتطول فترة النقاش كما قلت في المرات السابقة الى وقت متأخر فارجع للبيت لأرى الجميع نياما .. ..

طارق.... لم أره منذ مجيئي, فهو مضطرب ولديه بعض المشاكل التي تؤرق نومه كما صرح لي في احدى محادثاته التلفونية التي ربما تطول حتى تفصل احدى اجهزتنا اللاسلكية , سواء خليوي او ارضي .. وفي آخر محادثة كان مؤقت الهاتف يشير الى أن المحادثة قد تجاوزت الساعتين والنصف ..!!

بلال الظريف..أتى وقضينا بعد ظهر يوم عطلة عندي بالبيت .. ومرة التقينا ببلدة قريبة من مكان عمله فأتى محملا بالخبز والحلويات للاولاد !!

ثم رمضان الذي التقيت به بموعد في استوكهولم , تمشينا قليلا بجانب المياه ومن ثم دعاني لبيته للطعام ومن ثم اوصلني لمحطة القطار لأرجع بيتي وأنام ..

أما عمر فهو .. مشغول .. سيضحك أعلم !!

العمل ..

بعد رجوعي من البلد اضطررت لاسجل نفسي مرة ثانية عاطلا عن العمل , ربما لسببين اولا لحقي في تعويض بطالة قليلة , ثم لربما يساعدني في ايجاد فرصة عمل مناسبة اخرى , فاتجهت اليه وكلي امل بالمساعدة ,, فوعدتني المسؤولة الظريفة بالمساعدة .. أراحني ذلك كثرا !! ... لكن , بعد اسبوعين او اكثر , اتصلت بي وقالت ستحاول ايجاد عمل لي عند فرن , عملت به قبلا ,, وهو مكان أشعر بالراحة فيه ,, لكن العمل الذي وعدت به .. من قبلها وهي ممثلة مكتب العمل, هو عبارة عن عمل دون اجرة .. ومجبر عليه بسبب أن صندوق البطالة لايدفع للعاملين الذين يرفضون العمل الذي يشجع رب العمل على توظيفهم .. حسب ماقالته الموظفة .. سأناقش هذا الموضوع لاحقاً...فأنا منهك من لاشيء ويجب علي أن اقابل المسؤول عن تدريبي في الشركة التي توزع خبزا .. سالتو كفارن .. نتواصل بالتأكيد


وصلني خبر من منذر أن الجهات الامنية قد منعته من السفر وعدم اعطائه اذن بجواز سفر جديد !! الأمر الذي يثير مخاوفي اكثر .. !!

٢٠٠٩/٠٦/١٨

الخال خالد والخال غاندي .الغاليين ...منذر .. منى .. ميادة ...برهان.. جودي .. خالد .ليليا وندى .





خالي خالد نحلوس ..
خالي خالد الطيب .. والمريض .. حاولت الالتقاء به .. انما كعادتي لا أحب أن أرى بشرا احبهم وهم في حالة صعبة صحيا .. فخالي ذو الواحد والثمانون عامل من العمر , قد أصبح ضعيفا ومريضا , مما اضطر منذر لوضعة في المشفى لعدة أيام .. بسبب التهاب رؤي حاد ..
من الاشياء التي لاتحتمل بخالي .. عناده على رأيه .. دون منطق دون عقل .. ولو بافهامه وبأم عينيه أن هذا خطأ .. ربما في الاعمار الكبيرة يصبح البشر غير قابلين للمرونة والعدول عن ارائهم .. رأيته عدة مرات عند منذر والمشفى .. لم نكن كما كانت علاقتنا من قبل .. باردة الصفة التي طغت عليها كل اللقاءات التي التقينا بها .. هذا كل شيء .

خالي غاندي نحلوس ..
لاشك بأن خالي غاندي رجل طيب .. وله في قلبي الكثير من الحب والاحترام ..
في كل مرة كنت آت إليه .. كان يسمعني الكثير من الانتقادات .. الموجهه لي ولأهلي .. في الفترة الاخيرة وأنا أحسب ألف حساب لما سيقوله لي عندما أراه .. رحت وبمجرد سماع صوته وراء مكتبه مرحبا .. منفجرا امامه قائلا .. ليس هكذا يقابل الناس محبيهم .. فأنت ستبدأ بانتقاداتك اللاذعة وأنا سأغير اتجاهي منذ الآن لأتجنب المرور امام محلك .. ..!! كان مذهولا ومصدوما , المسكين لم يتفوه بكلمة .. وعندما ذهبت مسرعامن امام باب المحل, بدأ بمناداتي .. لكنني لم أرد .. وهكذا بقيت ليلتان أفكر بالخطأ الجسيم الذي فعلته مع خالي الحبيب .. بحثت عن رقم هاتفه , لم اجده .. كنت سأقول له كم أنا مخطئ .. واعتذر ... إلا أن الخوف من المجابهه حال دون أن ألتقيه أو حتى أودعه .. أسفا

لدي اختان واخان .. مرام التي تعيش في بارس ومنى تعيش في اللاذقية .. أخان أحدهما منذر وهو يحيا في اللاذقية والثاني ماهر وهو في الكويت منذ 14 سنة ..
منى أختي التي هي الأقرب لي .. منى صديقتي وتوأم روحي .. ربما ما يشدني للرجوع الى اللاذقية كسبب أساسي هو وجودها هناك .. منى, أخذت
على عاتقها كل أمراضي النفسية , مع من أشاطرهم حياتي طبعاً وهم أصدقائي .. إلا أن النصيب الاكبر , ليس كما يقول طارق, هو مايصيب أختي منى من جنوني وافراغ كل عقدي عند لقائها .. لكن ليس دائما !!.. فجلساتنا المسلية هي اقرب الى الضحك الهستيري لمسرحيات تتوضع على مائدة المطبخ الصغيرة , حيث يكون الطعام وما لديها في البراد قد أعد وحضر وأصبح جاهزا لمجيئي,أما جوجية الرائعة فتكون قد استيقظت من سباتها كأميرة, بعد أن يرن لها أميرها بالموبايل .. هنا أكون قد أتيت.. ويبدأ الفطور على الأغلب ..والكلام والنكت ... وتبدأ ضحكاتنا ترتفع لتصل لمسامع الجيران, بيت أبو علي ضوبي , فتظهر على شباك المطبخ المطل على باب بيتهم, الحسناء والجميلة والجذابة .. بدون ذكر اسماء !! هذه المرة !! انما ثلاث فتيات جميلات وظريفات ومرحات, حقاً .. فنتسامر ونتساير لساعات...

برهان ناصر الدين .. أبن أختي منى الكبير ..

برهان في ال 26 من عمره .. درس الرياضيات والفيزياء في جامعة اللاذقية .. في السنة ماقبل التخرج, قطع برهان دراسته لاستنفاذ فرص الرسوب .. وهاهو الآن يخدم العسكرية .. بصعوبة .. لن أطيل الحديث عنه لربما يزعل..!! أنما أحبه جدا جدا جدا ..












جوجية .. جودي ناصر الدين .. ابنة اختي الغالية

تدرس في الجامعة ادب انكليزي .. ومخطوبة لأيمن .. الشاب الذي اعترضت عليه دون ان التقي به !!! لكني بعد شهرين .. التقيت به وكان لقائنا يوصف بشكل انه اعطاني فكرة طيبة عنه ..








أما أخي الكبير منذر مصري الغني .
. والغني عن التعريف... !!
فهو شمس عائلتنا .. التي تغيب عنها الأرض ههههههه .. مشاكل خالنا الكبير خالد, أبقته منشغلا عني طول اقامتي هناك .. فلم نلتق سوى ثلاث مرات .. مرتين عندهم .. ومرة في مرسمه الخاص .. أحبه جدا .. قال لي أنه سيأتي بدعوة من الادباء السويدين او العرب في السويد الى
استوكهولم في الشهر التاسع .. أهلا وسهلا ..





ميادة عكو .. الطيبة ...!!
ميادة قائدة عظيمة .. أدارت سفينة عائلة أخي منذر, بجهد يشكر عليه .. أبقت علاقتها بنا كأخت طيبة, كريمة, وشهمة .. نجحت في أن تقطف حبنا جميعا واحترامنا .. مابتقصري يا ميادة .. أتذكر وأضحك على كل مرة أقول هذه الكلمة .. انها من تأليفها بلا منازع ..

خالد منذر مصري .. ابن أخي العزيز .. خالد هادئ و رزين , تقتصر لقاءاتنا القليلة والقصيرة على السلام وبعض الابتسامات .. لكنه دافئ وطيب ومبتسم .. .. أحبك


ليليا ابنة شكيب منذر مصري .. وندى الظريفة الجميلتين والناعمتين ..
في الاسبوع الاخير من اقامتي في اللاذقية , التقيت ولأول مرة بابنة ابن اخي .. ليليـــــــــــأ .. كم هي ناعمة وجميلة .. جمعت النعومة والجمال والبراءة بالطبع .. سررت جدا للقاء ... في بيت اختي منى نظرت لي مطولاً .. أظن بأنها استغربت .. شكلي هههههه أما امها ندى الظريفة والحبوبة .. فقد كانت في غاية اللطف والمرح !! يخليلي ياكم .

TWO WOLVES


I was gratified to be able to answer promptly. I said I don't know.
لقد وُهبت سرعة البديهة في الإجابة على أي سؤال بـ "لا أعرف ".
مارك توين العظيم ..


ذئبين ....عن الحياة , عن النفس .. عن البشر .. عن أي شيء .. بعثها لي صديقي طلال


TWO WOLVES

ترجمته للعربية ..

ذئبيــــــــــن

في احدى الليالي قال الشيروكي* العجوز لحفيده عن معركة تجري داخل البشر.

قال: يا بني, .. المعركة هي بين ذئبيـن بداخل كل منا ..
أحدهما شرير .. إنه "
الغضب والحسد والغيرة ، والحزن ، والندم ، والجشع ، والغطرسة ، الشعور بالشفقة على الذات ، والشعور بالذنب ، والاستياء ، والدونية ، والكذب والكبرياء الزائفة ، والتفوق ، والأنا".
والآخر طيب .. إنه "الفرح والسلام والحب والأمل ، والسكينة ، والتواضع واللطف ، والإحسان ، والتعاطف والكرم ، والصدق ، والرحمة والإيمان".

فكـــر الحفيد لدقيقة ... وقال : ومن من الذئبيــــــن ينتصـــــــــــــــــر؟

أجاب الشيروكي* العجوز ببساطة .. . .
الذئب الذي . . تطعمه !

الشيروكي*: يطلق على رجال قبيلة الشيروكي وهم من الهنود الحمر ..


TWO WOLVES

One evening an old Cherokee told his grandson about a battle that goes on inside people.
He said, "My son, the battle is between two wolves inside us all.

"One is Evil - It is anger, envy, jealousy, sorrow, regret, greed, arrogance, self-pity, guilt, resentment, inferiority, lies, false pride, superiority, and ego.

"The other is Good - It is joy, peace, love, hope, serenity, humility, kindness, benevolence, empathy, generosity, truth, compassion and faith."

The grandson thought about it for a minute and then asked his grandfather: "Which wolf wins?"

The old Cherokee simply replied, "The one you feed."

٢٠٠٩/٠٦/١٤

نهـــــــرو زكريــــــــــــــــــــــــــــا


الفراشة التي تتجه نحو الضوء تعلم أنها ستحترق.. أليس أيكاروس في النهاية نبي الفراشات ..

نهرو .. صديق طفولة ومدرسة ومخيم وشارع
.. ذلك المتعاكس والتضاد..

كنت أعلم
بوجوده بسوريا .. قد أخبرني قبلاً بنية انتقاله مع زوجته وطفله الى سوريا, هذا إن كانت عروض العمل هناك مقبولة!!

أتيت اللاذقية وعلمت بعد أيام أن نهرو قد ر
تب أموره بالعمل
والاقامة, حيث قبل عرض جامعة مرمريتا
الألمانية كاستاذ PHD. مادة التنمية البشرية والشركة الألمانية للتنمية, كممثل للوكالة (GTZ) واستقر في اللاذقية حيث أقام في البيت نفسه في حي الأمريكان بعد ان جدده.

اتصلت به حين أتيح لي الوقت وتواعدنا على اللقاء.. إلا أن اللقاء الأول لم يكن حسب الاتفاق بل كان مفاجأ, حين مررت بساعة مبكرة أمام بيته وكالعادة أيام الولدنة .. رحت أصرخ باسمه تحت نافذة غرفة نومه .. نهرووووووووو .. !!
هاهو .. نهرو يفتح النافذة ضاحكاً .. صائحا " أبو الرور طلاع " .. صعدت درجات هذا الدرج مئات المرات تذكرت لقائي معه في امستردام ودعوتي لعرسه, وردي عليها, محادثاتنا الطويلة بعد رجوعه من دارفور حيث تسلم مسؤليه ادارة مخيمات الاغاثة وتعرضه لمؤامرات كادت تودي بحياته!! .. سلسلة من الذكريات ..إلا أن التغيير الذي حصل للمدخل فلا شيء يذكر, سوى تجديد الطابق الاول, بتلبيس المدخل بالحجارة والزخارف التي عمت اللاذقية منذ سنوات ..!!

واقفا على الباب .. تعانقنا .. ودخلت البيت .. الزوجة والطفل .. وبيت قد دهن
ورتب حديثا .. وأحاديث عن كل شيء انتقاله وظيفته الجديدة وسيارته التي وجد زجاجها الامامي محطما ببلوك اسمنتي .. ثم كاسة شاي أخضر .. دعوة للريف وبعض اللقاءات الغير مسبوقة بالمواعيد .. المواعيد لاتعطي نكهة اللقاء .. قيل هذا قبلا!!
.... هكذا تمضي .. البشر يتغيرون من الخارج ,, الألبسة والتجاعيد ومشاكل الشعر والكرش .الأطفال يكبرون .. لكن ..... من الداخل .. لايستطيع الانسان أن يكون في الأخير سوى ذاته ... في النهاية ... نحن أصدقاء

٢٠٠٩/٠٦/١١

كنان فتاحي ....






الصديق هو الشخص الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها....

كنان فتاحي ...

في الأيام التي كنا نتحادث بها عبر الماسنجر قبل سفري للبلد , اتفقنا سوية الالتقاء باللاذقية بموعد لا يتجاوز الأيام بعد وصولي هناك .. إلا أن كنان كان قد انشغل لعدة أمور سببتها الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة .. فكان لزاما عليه أن يتأخر ليرتب بعض أموره قبل سفره تحاشيا لخسائر مادية, لم يكن بد من تفاديها ..

جاء كنان قبل سفري بثلاث أسابيع .. كان كنان كعادته مرحا وكأنه يزداد شبابا .. جاء متمتعا بالصحة والتفائل كعادته.. التقينا في المرة الاولى عند عائلة " منير " يعرفها وصديق لأخيهم هناك .. كانوا لطيفين وحبابين .. لقد التقينا بهم في بيتهم هناك مرتين .. عرفت أنهم يعرفون أحد أصدقائي الذين أتوا الى السويد اسمه طوني تلغراف , كم سروا بهذا .. العالم صغير حقا ..

في لقائنا الأول بعد عائلة .. تمشينا وسبر كنان الشركتين الوحيدتين للخلوي للاعتماد على الأفضل بينهما .. ومسير طويل عبر اللاذقية .. شوارعها ومحلاتها أكلنا المعمول وأقراص بسيوة من حلويات شرشر القديم الذي يملكه أحد أستاذتنا في مدرسة الكلية الأرثوذكسية واسترجاع الذكريات لاكثر من نصف ساعة , ثم مرورنا لأنس اسماعيل في مقهى ناي آرت كافيه وأكلنا الكنافة عند محل الفوال ثم مرورنا عند مشيل سكاف اللطيف .. ماذا يمكن أن نفعل أكثر من هذا أما السهرة فكانت عند محل عماد عربجي "عبد الغني" الظريف.. وذكريات وذكريات .. بيت عائلة ابراهيم الحكيم , والد صديقي علي, نجلاء جديد , وآخرون .. سهرة كانت ظريفة جدا .. انتهت بفلافل والبيت آخرا ..

أما الرحلة التي تكلمت عنها في نص محمد داية فكانت رائعة .. إليكم بعض الصور ..

ثم اضطر كنان لأسباب مهنية السفر الى حلب مع عماد, لم أرافقهما لسبب أن ليس لدي الرغبة في النوم بأي مكان آخر ..بعدها .. لم ألتق به .. اتصل قبل سفري .. قال لي انه قضى وقتا طيبا في بيروت .. وسيسافر في الاسبوع المقبل .. كان ذلك في صالة الترانزيت بمطار حلب قبل إقلاع الطائرة بنصف ساعة .. ثم علمت البارحة من ايميل قد ارسله لي بأنه عاد الى لوس أنجلوس.. أوقات ظريفة حقا قضيناها سوية أنا وكنان فتاحي .. صديقي