٢٠٠٧/٠٧/١٠


اليوم الثاني..

قرار رقم 3 الرحلة قد تقررت ..

مررنا جميعا عند رجوعنا من استقبال مصطفى الى بيت زياد يانس و تقديم تعازينا بوالده رحمة الله ومن ثم الى بيت طارق في رنكبي, المدينة ذات الصيت السيء في السويد, لما لها من سجل سيء في الامن و الامان, حتى في ذاكرتي التي لن انسى كيف سرق جوالي بلحظة في بداية هذه السنة ..

كان طارق الذي يعاني من بعض المطبات في العلاقة بالبيت قد أرخى كل الحبال الى البئر ليؤمن طريق العودة الى السطح ان اضطر وذلك عن طريق القبول في مقايضة ما .. جاء المساء سريعا, تعشينا و من ثم اعطانا غرفة اولاده حيث تبادلنا الحديث لساعات قبل النوم ..

في الصباح وعند استيقاظنا كان قرار الرحلة قد أخذ .. سنرحل اليوم بالسيارة الى الدانمارك مرورا باوروبا وصولا الى بلغاريا .. قرارا لا يقبل الطعن و لا التراجع..!!

مصطفى الذي جاء على عجل دون اي ملابس اضافية و طارق الذي قرر الرحلة بلحظة كمن يضغط على الزناد ليقتل نفسه ..اعطاني حوالي 25000 كرون لاشتري بعض الحاجيات و منها جهاز ملاحة للسيارة الذي لم اقبل شرائه لارتفاع ثمنه و بعض المأكولات من شيستا و هي مدينة كان من المفروض ان تكون مدينة المعلومات كوادي السليكون في الولايات المتحدة الامريكية .. استعجلنا كل شيء وكأنه لزاما علينا ان نهرب وبسرعة لا نلوي على شيء .. ركبنا السيارة مررنا على المدينة التي اعيش بها. في بيتي, اخذت بعض الالبسة و طلب طارق مني ان اجلب معي ما يمكن ان نلتحف به ان نام احدنا في السيارة و كانت تلك بداية الشقاق .. لماذا لم يفكر احد من قبل بهذا... لا علينا زوجتي التي رحبت بالامر لعلمها بان لدينا ما يمكنه ان يكون مناسبا لهذا , فأنا لا أذكر جيدا ما لدينا من تلك الاشياء وحسب ذاكرتي المريضة لا اذكر سوى الحرامات التي نلتحف بها .. ودعت الاولاد وكاتارينا .. ثم اخذت الجي بي اس الذي يحوي فقط خرائط الدول الاسكندنافية وصعدت السيارة ودار المحرك ...إلى العالم ..انتظرنا نحن قادمون ..

الدانمارك ..

بعد حوالي 600 كم وصلنا هلسنبوري ثم بمالمو ثم ذلك الجسر الجميل الذي يربط الاراضي السويدية مع أراضي المحتل السابق الدانمارك .. العاصمة الدنمركية لا تبعد سوى دقائق ربما ال20 .. كوبنهاغن كما نسميها و شوبنهام كما يسمونها السويديون و اقرانهم السكندنافيين .. بدأت اشعر بوطأت الملل من السويد فشعوري القديم عندما اعبر الحدود السورية الى الاراضي اللبنانية كنت أشعر بسعادة تغمرني ربما مردها طبيعتي الملولة من المكان و كل شيء .. لكن للقول الدانمارك بلد جميل جدا ..تشبه لا أحد .. لكن هناك شعور خفي بحبك لها ..البيوت الوادعة و الخضار الذي ربما تجد منه الكثير في السويد لكن هناك سحر في الاماكن لا أعرفه..

لازلنا نقود حتى وصولنا الى بلدة صغيرة بها مرفأ والموقع في جنوب الدانمارك تسمى المدينة غودسر .. وصلنا الساعة قريب السادسة صباحا .. فطرنا في السيارة و انتظرنا موظفين قطع التذاكر ..