٢٠٠٧/٠٦/٠٣

لقد سافر رفعت من أجل ان يكتب


ربما الممل من يدفع البشر للكتابة !!.. أذكر مرة , كتب أحمد بلة " لقد سافر رفعت من أجل ان يكتب" .. هل هذا صحيح !! ربما من إحدى الزواية هذا صحيح, لأنك يجب أن تكون بعيداً لتكتب للبشر الذين تفتقدهم و إن لم تسافر فإنك لا تحتاج للكتابة لأحد, فما عليك سوى أن تستقل أرجلك, ميكروباص,دراجة,تكسي,أي شيء لتصل وتحول ما ستكتبه إلى كلمات و مشاعر محسوسة ومرئية !! هذا ما أفهمه من الكتابة .. أكتب لتواصل لأرى نفسي معكوساً في أعين البشر الذين أحب, تلك كلمات التي اكتب و لتتفاعل هذه المشاعر إلى ردود أفعال و بالتالي تدور عجلة العلاقة من ساكنة إلى حياة تنبض بتلك الكلمات التي تصلني كردود لهذه الرسائل ..

بدأت هذه الرسالة بكلمة الملل, ربما البعض اعتقد بأن الملل هو الدافع الوحيد للكتابة بالنسبة لي !! و هذا هو آخر مايمكنني أن أتقصد قوله, أي عندما أكون ضجراً, أجلس و أكتب لكم .. يالي من تافه !! " صورة محمد بلة التي لا تفارق أماكن حياتي و هو ينظر من خلال تلك النظارات المستديرة مع نصف ابتسامة , قصد بها, ربما بانه نصف سعيد, أم أن الحياة هي بفكره نصف ابتسامة , ربما نكتة, مسرحية, أغنية أو شيء ما لا يجعلك تماماً سعيداً لكنه ربما يجعلك تبتسم بسخرية عليه , نصف ابتسامة .. " ليست كلمة تافه ماجعلني اخوض وصف ابتسامة محمد الذي يحمل بفخر حق ملكية ذلك الوصف علي , عندما اختطفت من قبل المخابرات العسكرية و حقق معي لمدة أربع أيام, وعندما أفرجوا عني أخبرت محمد بأنني قلت لهم بأن ليست لي أي علاقة مع أي من الأحزاب السياسية و ما أنا إلا انسان عادي لا يهتم لهذه الأمور ! و بالتالي و عند مخيلة محمد اخترع تلك الكلمة بدلاً من انسان عادي إلى انسان تافه !! ........ محمد .. الحي بي ماحييت !

الملل ما يدفع البشر للكتابة .. الحب .. الاشتياق .. التواصل .. الغضب .. كل أنواع و مسارات النفس البشرية كل ردود فعلها ربما تدفع البشر للكتابة ... لكنني الآن و للحقيقة التي أنادي بها دائماً .. أكتب لأنني مالل , ضجر زهدان , مع خليط من ألم الظهر مع وتاب قوي و سعلة جافة و نوم متقطع و كآبة تخيم على يومي 24 ساعة دونك العلاقة التي بدأت بالتدهور بيني وزوجتي بسبب الأولاد و بسببي لأني لم أعد أحتمل المزيد من التضحيات و كبت الصرخات المتعارضة مع الثقافة السويدية, حيث يجب علي كما ذكرت برسالتي السابقة تقاسم واجبات الأمومة ماعدا الرضاعة ....مع زوجتي .. بشأن رعاية الأولاد

ماذا يعني لي ذلك ؟؟ أن لا أسمع موسيقى أن لا اجد وقت لقراءة شيء ما أحبه أن لا أشاهد مسلسلاتي المفضلة أن لا اجد شيئاٌ لأفعله سوى رعاية وليم شكيب الذي سبق وصف شكيب الذي يأت ذكره في مسرحيات زياد الرحباني ..

منذ قليل تحدثت مع أحد الأصدقاء الذي أتى من اللاذقية منذ يومين, شعرت بالحنين عندما وصف لي الأمطار التي هطلت و الشوارع و الساحات , شارع بغداد , البشر الذين تراهم أينما حللت ..

أسمع الآن للمغني إلهام المدفعي " خطار عندنا فرح " على ما أظن و عدم تأكيدي على العنوان بسبب سمعي و ادراكي المنخفض طرداً مع كبر عمري !! تذكرت سنة من أحلى سنين عمري .. أصدقائي , سهيل أسامة منذر محمد هارون أبو خالد عمار زريق أبو حنفي حسام جرجس مروان محمد رضوان اسبيرو عبودة محمد عنتابلي علي حكيم و لا أستطيع نسيان مساءات حنا الحباب مع جيران مطعم ( ميغ ماغ ) كيف لي أن أنسى تلك االحقبة .. كنا نجتمع يومياً , كانت هذه العلاقات شبيهة بشبكة صياد لا تفلت منها أي مناسبة سعسدة .. إن لم نجتمع في المطعم فنتفق أنا و الآغا كما نناديه لمحمد هارون على أن نلتقي عند سهيل أو أسامة , ثم نحضر الفول المدمس " المعلب " أو البيض أو سندويشات الفلافل من عند سهيل المشروع , أو في مطعم بيترا مع الشباب أو في مطعم ميغ ماغ عند منذر سلواية لتبدأ أحلى النكت و السهرات حتى منتصف الليل إن لم تمتد حتى الصباح.. أستطيع القول بأني لا زلت أستمتع لحظات تلك الذكريات , و لا زال أنفي مليئ بتلك الروائح , روائح الأصدقاء و صدى ضحكاتنا المتغلغلة داخل أذني .. لا أصدق أحياناً بأنها لن تعود .. هل تموت الأيام و العلاقات هل تموت الصداقة و هل يستطيع الأنسان حذف ماضيه , السعيد و المثمر إن لم نقل ماضيه المشين و الحزين الخ الخ الخ ...

الزمـــــــــــن .. و العمر .. البارحة و بعد نوم الجميع تسللت إلى الصالون و أدرت جهاز التلفاز لأحضر فيلم وثائقي عن شارلي شابلن .. لم يؤثر بي شيء أكثر من شيخوخته.. ذلك العملاق من المواهب والفن .. قد أصبح في النهاية رجلاً لا يقوى على حمل نفسه

أصدقائي


استلمت رسائل عدة و أتاشات عديدة لا تحمل سوى معنى واحد و أعتبره كافياً بأنني على مرمى الذاكرة و القلب و أنك تتكرني و هذا لربي جيد و مقبول و أحبه و أعتبره كثيراً علي ...

لي زمن لم أكتب لك شيئاً إلا ما ندر و بالانكليزية التي لا أعتبرها لغة تمكنني من كتابة مشاعري و الأاشياء التي أريد التعبير عنها .. على كلٍ .... ها أنا بعد زمن ليس بعيداً ... !

منذ قليل اتصل فؤاد جوني أبو عدنان وقال بأنه التقاك عند أحمد و أنك بأحسن حال سررت بهذا و أرجو لك المزيد من الخير انشاء الله .. ياغالي ..

ما أخباري ... عادي .. قليلاً من قتل العمر بشكل غير مؤلم على الأقل فالحمدلله بأنني أتمتع بحياة لا زالت خالية من الألم و إن لم تكن جميلة .. فهنا كما تعلم لا أصدقاء لا مكان يمكنك أن تذهب إليه إلا ما ندر من أماكن تعتبرها زوجتي جنة مفقودة و أنا لا أعتبرها سوى من المضجرات حيث مللت من الطبيعة و الأشجار و البيوت الجميلة التي يحسن أي رسام من البلد أن يرسمها .. تلك الشجرة و المنعكسة على البحيرة و ذلك الطريق الريفي و البيت ذو سطح القرميد و مدخنة تعلوه هذا كل شيء و إن كان المغرب فتتلون السماء بضربة ريشة و احدة مع امتداد اللون الأرجواني .......هذا كل شيء .. المدرسة قد بدأت من جديد و اكتشف بأني لم أعد أستوعب المزيد و أنني بدأت مرحلة السهو و الخرف و أخاف بانني مصاب بمرض ألزهايمر مبكر إن لم يعتد الرجال في العقد الخامس الأصابة به و إن لم فهو بلا شك قد أصباني ,, المزيد من المطر الذي لا أمانع نزوله مع أنني لا أزاول ما أعتد , عندما كنت أنزل إلى الكورنيش في لاذقيتي , فهنا البيت هو الملاذ الذي يمكنني به أن ألتجئ

وليم شكيب الذي أيضاً يسبب لي بعضاً من الانتكاسات في نومي مثلاً و الأنتباه عليه عندما تريد أمه الحمام مثلاً و هو مستيقظ فهو لا يستطع عدم الصراخ إن كان وحيداً ..

بعضاً من الكيلوغرامات فوق جسدي الذي بدأ بالظهور بمظهر العمر الحقيقي لي أي بمعنى بأني أبدو في العقد الخامس من العمر .. حقا و دون زيف لم أذهب إلى المسبح أو إلى البحيرات لأسبخ خجلاً من شكلي .. هذا صحيح و مسند .. سعيد أنا برسائلك و أتاشاتك و إن كانت نادرة ..

لي زمن لم أكتب لأحد و أفكر بوضع قائمة من الأصدقاء و الأهل و أن أبدأ بالكتابة إليهم . و ربما يصل العدد إلى العشرات ..و من ثم ماذا سأكتب إليهم فأنا دون عمل دون علاقات دون أصدقاء , ربما لا يوجد لدي لأقولة سوى وصف صراخ وليم ومدى غبائي في تعلم لغة جديدة و بأني دون عمل , ماذا يبقى إلا الشكوى التي لا يحبها أحد أو الكتابة عن الحنين التي لا يصدقها أحد أيضاً .... المهم بأني تعبت من الحنين و البكاء على أطلال الذكريات و ملئ أنفي من رائحة الحرائق و الدخان المتصاعد من تلك الخرائب التي تسمى الحياة الماضية و ربما عندما أقرأ ما كتبته عن الذكريات وعن تلك المدينة المنسية من القرون الماضية أشعر بأني جزء من هذه الخرائب أو بأني حجرة لا شكل لها مرمية على قارعة طريق ترابي كانت يوماً جزءً من معبد و بالذات من حجر كان المحراب ذاته ... على ذكر الآثار و الخرائب منذ اسبوع كان لدينا زيارة دراسية عن تاريخ السويد فكان المكان متحف مدينة استوكهولم و التي يقدر عمرها للآن ب 750 سنة فقط ... فكان هذا المتحف الرائع كقراءة عن التغيرات التي طرأت على المدينة الحوادث المؤثرة التي جرت خلال هذه السنين و كيف تغير مواصفات المدينة من العمران حتى الثياب كانت جولة ظريفة و قضاء وقت ليس قصيراً بعيداً عن العاديات و التمشي باستوكهولم مع زيارة العديد من المحلات الرائعة و الغداء في مطعم عربي كباب عراقي مع أرز برياني و سلطة و كوكاكولا و هذه مناسبة لا أفعلها هنا مطلقاً فبالمدة التي عشت بها هنا لم أدخل مطعم و آكل به سوى ثلاث مرات مرتين لهذا المطعم في زيارة مدرسية و مرة مع زوجتي على مطعم نباتي دون ذكر مرتان لا أعتبرهما زيارة مطعم فقد كانت للأكل فقط و ليس للجلوس كبشر بل أقرب للزريبة ..... كل ... و أرحل .. !

و أيضا زيارة أكبر كنيسة ألمانية باعتبار الدين الرسمي للسويد المسيحية البروتستنتينية منذ عام 1521 عندما دحر الملك كوستاف فازا و هو أبو السويد , الدانماركيون الذين قتلوا أبيه ..

صف حكي ... الله و كيلكم ...لكني أعلم بأنكم تحسبون تماماً مثلي طول الرسالة و العدد الكلمات كما مواضيع التعبير و هم يقولون ... على ألا يقل عن ألف كلمة أو كذا سطر .. وكأن التعبير بحاجة للعد و ليس للنوع ..

لي زمن طويل لم أتصل بأحد و لم يتصل بي أحد منذ قليل اتصل أبو علي هارون من هولندا و كان عنده أبو عوض الذي اشترى باص مارسيدس كمطبخ متنقل لتحضيرات الحفلات و المناسبات , فكرة ظريفة جداً ذكرتني بسورية التي يمنع بها الكرافانات باعتبارها مكان يمكنك الحياة به دون ترخيص و ضرائب و لا أعرف أي من الأسباب العاقلة التي يمنع به أي شيئ طوال أن هذا الشيء لا يطلق رصاص و لا يسمم و لا يؤذي , كالدراجات النارية التي منعت و لا أحد يملك الجرئة و العقل من الذين منعوها لوضع اسباب منطقية لذلك ,, المهم هنا المنطق و هناك منطق آخر ...

هذا كل شيء الآن أيها العزيز تصبح على خير فقد غالبني النعاس وأنا أسمع صوت فيروز الدائمة الحضور هنا في المطبخ ..

عندما اضعت محفظتي


ربما صار لي من الزمن الكثير لم أكتب شيئاً !! و ربما كانت لي أسبابي التي طافت على صفحات أيامي الأخيرة !! ..

الأكتئاب الذي هيمن على الزمن الأخير من هذه الأيام , توج البارحة بفقدان محفظتي التي بها أوراقي المهمة هنا !! علماً و أنا الحريص على تفقدها يومياً لكن يشاء القدر أن يرتب تلك الأحجية على مزاجه الخاص و يكمل الحدث بالشكل الذي يرضيه ( القدر ) ..

من لا يؤمن بالقدر هو أحد إثنين إما محظوظ دائم أو مجنون و من يسيطر علية فكرة القدرية فهو حتماً مخبول مثلي !!

اكتشقت فقدان محفظتي اليوم صباحاً .. في الساعة السابعة و الربع و أنا ألملم حاجاتي للذهاب إلى المدرسة في العادة تضيع النظارات أو المفاتيح أو مفتاح الدراجة تحديداً !! لكن المحفظة فهي أول مرة تحدث معي هنا .. مع ذلك ذهبت المدرسة لأني وعدت أحد الذين تعرفت إليهم في المدرسة و هو شاب من طرطوس أن آت باكراً و ندردش !! وصلت المدرسة باكراً و انتظرت و أنا قلق على المحفظة !! لكنه ( الطرطوسي ) لم يأت اليوم نهائياً .. ربما أضاع محفظته أيضاً !!

سألت حراس المدرسة و عاملات التنظيف و الخ .... عن المحفظة , لكن لا شيء !! ثم رجعت البيت داعياً الله أن آت و أجدها بين يدي زوجتي ....!! أيضاً لا شيء سألت المحلات التي مررت إليها البارحة .. لا شيء ... يا الله ..... كم مرة علي أن أتمنى الموت في حياتي .. تلك الحوادث التي تأتي فجأةً و تدهسك .. تسحقك .. كدودة أرض عمياء .. فجأة تموت !! و لا تعرف من أين أتاك الموت .. تلك الحوادث كالموت تماما , تأت في غير أوقاتها أو تتراكم أو ما إلى هنالك من أمور التي تثير قرفي من هذه الحياة !!نزلت المدينة إلى مركز الشرطة و انتظرت مخرج مسرحي سوري يبلغ عن احتيال ما جرى له في السويد و ليس لديه أي مال أو أي مكان ينام به .. فكرت جدياً باستضافته , لكني فكرت اين سينام .. ليس لدي أي مكان سوى المطبخ فخجلت من نفسي .. حقاً !! ثم نزعت الفكرة من فكري ..!! لعدم جدواها .. انتهى من روايته إلى الشرطية الحسناء التي تجيد الأنكليزية أكثر منه بألف مرة ( معه جوازسفر استرالي ) و جاء دوري لأبلغ عن ضياعي المحفظة .. سألتني عن كل شيء و في كل لحظة كنت أقارن مراكز الشرطة في بلدنا و شرطياتنا البواسل و هؤلاء الحسناوات و لطافتهن .. كدت أنسى مشكلتي كلما تدير ( قدها المياس ) لتأتي بورقة أو شيئاً ما !! و بلغتي الركيكة استطعت أن اشرح لها كل شيء و هي تطبع بسرعة الصوت كل ما أقوله بلغتهم الصحيحة ... على الكومبيوتر .. في النهاية سلمتني ملف أنيق مع ظرف كتب عليه اسمي و رقم الملف الذي سأسأل عنه لاحقاً مع ابتسامة جذابة تمنت لي يوماً جميلاً ... خرجت من مركز الشرطة الأنيق و أنا متفائل بأن شخصاً ما سيأتي بها أو أن أجدها أو أي شيء مفرح و ايجابي آخر !

صعدت دراجة زوجتي و بدا التفائل بالتناقص و تزايد التشائم كلما قدت مسافة .. حتى وصلت البيت منهك و جاهز للإنفجار , ( كما حصل لي مرة عندما أضعت محفظتي في اللاذقية ) صعدت البيت و دخلت عابساً و كأنني على و شك الموت رمياً بالرصاص , لم أتكلم مع زوجتي التي راحت هي الأخرى تتفادى نظراتي أو أن تنبس بأي شيء !! ثم لبست و نزلت , هاربة من جحيم وجهي الذي لا يطاق حتى بالنسبة لي !!

شاهدت التلفزيون قليلاً و من ثم جلست المطبخ و فتحت الكومبيوتر و قرأت رسائل الأصدقاء و استرجعت في لحظات كل ما بإمكانه قهري و زجي في دوامة الكآبة القاتلة .. تذكرت كل الأيام التي سجنت بها , ما ضاع مني حتى سيارات الماتش بوكس , وفاة جدتي و أمي مرض أبي و اشتياقي لأختي و أهلي و أصدقائي .. و سقوط شعري و سنيني من حياتي , الانهزامية و الفشل و الاحباطات المتتالية , كل شيء كان أسوداً , لم يأت أي ضوء لم يأت أي حب وكأنني مدفون عميقاً في باطن شيئاً ما , ربما الكآبة و التشائمية لا تتيح للضوء أن يدخل و ينير لا تتيح لعدسة عيني أن تتقلص بل تتسع لكل المنغصات دون أن تراها.... هكا هو اليوم .. أحببت أن أشرككم به فلربما اجد بكم من يبعث لي بكلام جميل و أنيق يخرق تلك العتمة التي أعيشها .. آملاً بأنني سأحيا لأقرأ كم تهتمون بي ..

نمت الساعة السادسة وربما السابعة بعدما أنهكني تفكيري بالمحفظة , واستطعت النوم حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل , نهضت و حضرت كاسة شاي مع حليب و بعض اللبن و المربى و موزة جعلت معدتي تؤلمني ربما الحليب فاسد , الآن بدأت الكتابة و الساعة الآن الخامسة تقريباً .

أرى من خلال نافذة المطبخ التي أجلس بجانبها المقبرة المنارة بآلاف الشموع الجميلة , فعيد هالوين مناسبة لأشعال الشموع على القبور و هنا يشترون الشموع لمناسبات عديدة و لغير المناسبات العديدة أيضاً, عند الطعام و عند الجلوس في العيادة ترى طاولة الطبيب منارة بشموع, في الوظائف و في منتصف النهار يشعلون الشموع و ربما في هذه العادة ما يجعلك مستغرباً بعض الشيء و أنت قادم من بلاد تستعمل الشموع بحذر و بتقنين مع أننا لا نستعمله بشكل فانتازيا و رومانسي بل لأن الكهرباء هي المشكلة !! لا علينا.... كنت في صدد شرح المنظر الممتد أمامي الآن , و أرى أن جمالية تلك اللوحة المخضبة بتلك الأضواء الصفراء و الشموع و الضباب تذكرني بأفلام ألفرد هيتشكوك المرعبة و التي تقلب معنى الجمالية بالجمالية السوداء أو سوداوية الجمال بالأصح .. المقبرة و الشموع . . . . الأموات ( أغلبيتهم رماد بعد حرقهم ) الضباب , تلك الهالات التي تحيط بكل ضوء , ذلك السكون الذي يقطعة بين الآن و اللآخر مرور سيارة على الطريق العريض الذي يفصل منطقتنا عن المقبرة ..!!

في هذا الجو والمحيط المظلم من هذا الوقت الباكر , يملؤني إحساس غريب بقرب الموت و ذلك لا يزعجني مطلقاً.

اليوم سأذهب إلى استوكهولم لزيارة أكبر صرح ثقافي في العاصمة و اسمه بيت الثقافة , به معارض و مكتبة عامة و الآن به سوق عمل و به يجتمع كل سنة أرباب العمل في السويد ليلتقوا بالراغبين في العمل و من يجدونه كفؤاً لذلك , شهاداته و خبراته و امكانياته .. و أصرت المدرسة على أخذنا إلى هناك لأننا نحن المنافقين المهاجرين لا ننفك بالمطالبة بالعدالة الاجتماعية و اعطائنا الفرص الكبيرة والجيدة للعمل في السويد !!

سأذهب دون هوية أو أي شيء يثبت شخصيتي و إن أوقفتني دورية مخابرات ماذا سأقول لهم ( تلك المخاوف لا زالت مهيمنة على حياتي و لم يختلف شيء علي و إن كنت في بلد لا يطلبون هويتك إلا حرصاً على مصالحك ) المهم سأذهب و لأول مرة دون هوية .. !!!

ماذا عن البلد ماذا عن اللاذقية !!! ماذا اختلف فيها !!!هاهي سنة و شهر على بعدي عنها , كيف أصبحت , هل جددوا بها شيء هل انتهى الجسر و النفق كم مطعم جديد فتح و كم مطعم قديم فاشل أغلق , كم بناية هدمت و بدؤا بجديدة عوضاً عنها !! أحياناً أتخيل اللاذقية مختلفة جداً عن ما كانت قبل سنة و مع أنني متأكد لا شيء يمكن فعله بعشر سنين على الأقل لترى فرقاً ملحوظاً إلا أنني أثير في عقلي جدالاً أستسيغه !!

لا أحد اتصل بي البارحة كان يوماً أسوداً رديئاً , وبدا لي أن الأمور أخذت بانحدار الخط البياني لحياتي هنا إلى الأسوء ..

أتابع لاحقاً .

ها أنا في البيت بعد رحلة إلى استوكهولم المدينة الجميلة و التي أشعر بها و كأني في بيروت أو نيويورك , المدن التي أحبها, التقينا المعلمة في المحطة الرئيسية أو المركزية في العاصمة و منها انتقلنا إلى أجمل كنيسة رأيتها في حياتي من الداخل أم من الخارج و اسمها كاترينا وقد بنت سنة 1590 ثم شب بها حريق و أعيد تجديدها سنة 1752 ( التواريخ ليست بالتحديد ) لكنها رائعة و ليس باستطاعة المرء إلا أن يقف باحترام لهذا العمل الرائع و هي على الطراز القوطي الذي انتشر في تلك العهود !!

ثم إلى بيت الثقافة الذي يطل على رمز استوكهولم , تلك الساحة الكبيرة والتي تحاذي ذلك العامود الزجاجي الذي يضيء ليلاً و بتلألأ الأضواء و نوافيرالماء التي تحيطه تجعله حقاً مثيراً للإعجاب ..

المهم استوكهولم مدينة جميلة بكل جوانبها .. دخلنا إلى المكتبة العامة أو بيت الثقافة بالغة السويدية و هو مبنى ذو واجهة زجاجية بني في الخمسينات , به ماهب و ما دب من النشاطات , المسارح , السينيما , الموسيقى , طبعاً إلى جانب الكتب و الاسطوانات التي تستطيع أن تسمعها و أنت تجلس في مواجهة تلك الساحة المسمات ساحة المواطنية حسب فهمي باللغة السويدية و هي ساحة كبيرة ترى بها غالباً مختلف النشاطات السياسية و بيع المخدرات ..!! , الممنوعة منعاً باتاً في السويد و تعتبر مشكلة كبيرة لدرجة هناك كاميرات مراقبة طوال الوقت ركبت مؤخراً لانتشار المخدرات على شكل حبات دواء تسمى روهبنول .

كانت رحلتنا إلى المكتبة من أجل معرض كبير يحصل سنوياً من أجل ايضاحات العمل أو أن تقابل أرباب العمل كما قلت سابقاً لكننا لم نقابل أي شيء و لا الرب بعل القديم الذي لا يستطيع اعطائك وظيفة حارس ميشية !!!!

انتقلنا في طوابقها الخمسة أو الستة لا أعلم بالتحديد .. كان خيالي بعيداً عن حصر ما أراه و عده فقط كانت عيناي تدوران من جمال إلى آخر وربما الفتيات و النساء من أهم ذلك الجمال !!!

قابلنا عدد من الذين يشرحون عن شيء لا نفهمه للعامة .. و خرجت بنتيجة واحدة .. السويد ليست المكان المناسب لي لأبدأ حياة العمل أو الحياة هنا , قطعاً أنا لا أزيدها أو أبهرها كما سيظن الكثير منكم !!

رجعنا في الساعة الثانية و الربع , كانت القاطرة التي أركب بها مليئة بكل أنواع البشر ما عدا السويديين , وعندما يقول السويديون أن 20 % من السويديين هم من أصل غريب أي مهاجر , هنا يلزم التصحيح فالنسبة أكبر بكثير حسب مارأيت البارحة .. و صلت سودرتالية و كان بامكاني استعمال الكرت الذي يغطي كل المواصلات ليوم واحد كركوب الباص إلى البيت , لكني فضلت الذهاب مشياً مروراً بالساحة الرئيسية و سماع موسيقى عازفي الفلوت اللاتينيين و هم يعزفون موسيقى أغاني البيتلز و غيرها مما أرجعني إلى ذكرياتي في الثمانينات عندما بدأ نجم العازف الروماني زامفير بالسطوع في اللاذقية و تحديداً عندما بدأ التلفزيون السوري التعس ببثه كل مساء !!

وصلت البيت جائعاً و كانت زوجتي قد أكلت لأنها ظنت بأني سآكل في استوكهولم مع بقية الطلاب , كان في البراد الكثير مما يؤكل , لكني فضلت أن احضر مفركة بطاطا بالبيض و سلطة( كلثوم ) و الكثير من الخبز الذي خبزته منذ يومان مع كاسة عصير شديد الحلاوة , ثم الأكل بعد كل هذا دون أي متعة !! أحسست بأني أفقد كل المتع في الحياة , حتى تلك المتعة التي كانت أهم متع حياتي أصبحت شيء ثانوي و غريزي فقط !!

زوجتي تستعجلني للذهاب معها و الساعة الآن السادسة و الربع طبعاً الليل بدأ من ساعتان , فالضوء هنا كغيره من الأشياء القليلة في الشتاء ... طبعاً !!

تبضعنا أغراض البيت من السوبر ماركت القريب منا , عصير , لبن , شمندر, بندورة و خيار و بعض الفواكة ورجعنا البيت أكلنا قليلاً و جلست زوجتي تحضر فيلم سويدي لم أقدر أن أتابعه , لبطئه و جمال الممثلة .. جلست في المطبخ بعد أن أكلت قليلاً و فتحت الكومبيوتر و لعبت ورق الشدة , ثم بدأت الكتابة لكم ثانية .. مشتاق يا شباب و اللــــــــــهِ , هـه .

صباحاً و أنا جالس هنا نظرت إلى أشجار المقبرة الباسقة فإذ بها عارية من أوراقها,أحيانا تنتبه لأول مرة على شيء كان أمامك لمدة شهرين , دليل قوي على شدة ملاحظتي ..!! أليس كذلك !! مزيداً من علامات التعجب و النقاط ما يجعل رسالتي تبدو كأحرف بريل التي يستخدمها المكفوفين ...!!

أيها الأصدقاء أخوتي أخواتي .... أبي .. لجميع أحبائي سلاماتي و قبلاتي مع كل قطرة ماء تنهمر في هذا الشتاء ..

رفعت ..

رسالة قرر نشرها بعد زمن العودة


عذراَ .. على تواصلي مرة أخرى بعد وعودي بعدم الكتابة إليكم و إضجاركم برسائلي و أخباري التعسة ( عامةَ)

لم أكتب أي شيء بعد عودتي من بلدي إلى هنا علماً كان علي أن أدون التغيرات و الإختلاطات التي عنت لي بعض الشيء هناك ... أي أن أرجع إلى بلدي و أصدقائي بعد سنتين من الاشتياق و تضخم بروستات الحنين .. أي توقعات كنت أنتظرها هناك .. سأسرد رحلتي من بدايتها .. إني أمزح ( لا تمحو الرسالة ) ..

قررت الذهاب إلى اللاذقية بعد انتهاء الفصل الدراسي و قدرتي على الانتظار أكثر من ذلك و كان هذا بمساعدة زوجتي التي قبلت بأن أذهب قبلها بأكثر من شهر و نيف و كان ذلك إن (استطعت تشبيهه) بإجازة في وقت الحرب واستطعت بمساعدة رجل يدير مكتب حجز تذاكر طيران وهو من اللاذقية من أصل حلبي قريب لأحد أصدقائي, تأمين حجز مبكر لي و هكذا بعد اسبوعين استقليت الطائرة المتجهة إلى حلب, سوريا .

كانت الرحلة مقيتة فبهذا الوقت من السنة يتجه الجميع إلى سوريا و ليس السوريين فحسب بل العراقيين الذين فقدوا مراسيهم في بلدهم .. المهم الطائرة كانت محشوة بالركاب و أطفالهم و الرحلة هي عبارة عن خمس ساعات من الأصوات التي تثير بك الرغبة في القفز الحر من الطائرة, و حيث لا مجال لتنفيذ هذه الرغبة في ذلك الوقت فتجبر على الاستمرار ...

صدقوا كل مايقال عن شركة الطيران السورية, سوء المعاملة, الطعام, التأخير, و من ثم المطارات السورية و العاملين في قسم الهجرة و الجوازات أم في الجمارك و إن كان هناك تحسين ملحوظ في المعاملة لكن يجب أن لا ننسى بان المطار دائرة حكومية كبقية الدوائر و الموظفين العاملين بها لا يختلف اثنان على أنهم بحاجة لتدريب مكثف لمدة سنتين لتلقينهم حسن معاملة المسافر الذي عانا من رحلة ربما تكون أكثر من عشر ساعات.. لن أدخل بالتفاصيل فقد اجتزت كل هذا و خرجت من حرم الترانزيت لأجد أن جميع من وعدوني بأ يستقبلوني في المطار ..... . . . لا أحــــــــــــــــــــــــــد .. كان الموقف هنا أشبه بكوميديا سوداء .. خرجت من الجموع المنتظرة من يكونوا .. و إذ !!! بسائقي التكاسي يتكالبون علي و ينادوني أحيانا بكلمات سريانية أو انكليزية لكني في البداية لم أعيرهم أي اهتمام و جلست على أحد المقاعد الخشبية التي لا تصلح كمقاعد حديقة عامة و بجانبي ثلاث حقائب مليئة بكل شيء كان يجب علي أن لا آتي به, ثقيلة و يصعب حملهم معاَ, عندما مضى قليلاَ من الوقت حوال الربع ساعة وكل 30 ثانية يأت أحد السائقين و يلقي علي عرضه بتوصيلي إلى اللاذقية بعد أن قلت لهم في البداية طبعاً أنني منتظراً أهلي من اللاذقية ليأتوا بي و لعلهم تأخروا قليلاً فسأنتظرهم. الجميع عرض علي أن أتصل بهاتفه النقال لأتحدث مع أهلي.. لكني أجهل أرقامهم .. أجبتهم !! و هكذا حوالي الساعة و النصف دون ذكر الزيارات الدورية و الثقيلة و الغليظة من كافة السائقين و عرض علي خدماتهم و كأنها بالمجان , حتى أن أحدهم قال لي بأنه لوأن السيارة ملكه لأوصلني بالمجان, علماً بأني لم أقل و لم أنبس بحرف واحد على رغبتي بالذهاب إلى اللاذقية أو بأنني أرى السعر غال أو أريد تخفيضه أو بأنني أبحث عن الأرخص , ما قلته بأني منتظراً أهلي و لا بد بأنهم آتون لا ريب .. !!

بعد الساعة و النصف اقتنعت بأن شيئاً ما قد حدث و لا شك و هذا ما جعلني متوتراً و قلقاً و قررت الذهاب إلى حلب و من ثم إلى اللاذقية ..

تسللت مع حقلئبي مستغلاً مجيء ركاب طائرة ما إلى الباب الثان البعيد من صالة الترانزيت و ناديت لأحد السائقين لأعرف تكلفة التكسي إلى حلب فقال 10 دولار ( لم أكن أحمل ليرة سورية واحدة) قلت له هذا كثير فنادى هو الآخر على أحد السائقين و قال لي بانه غير مهتم بالذهاب إلى حلب و من ثم حين اتفقت مع السائق الثاني بخمس دولارات حمل لي إحدى الحقائب و هو في طريقه إلى سيارته اعترضه سائق آخر و بدأ صراع عنيف انتهى باتفاق بأن السائق المهاجم سيوصلني و إن كان ذلك مجاناً ........ هل أكمل ....!!!

سانهي تلك الحادثة باختصار.. ذلك السائق أخذ مني 7 دولار و جعلني أحمل كل تلك الحقائب مسافة 700 متر معللاً عدم توصيلي لتلك النقطة بوجود دورية مرور سوف تأخذ منه طعام أولاده ..مشيت طويلاً منهكاً تعباً ومتوتراً زد على هذا الكلمات و الشتائم من كل صوب باعتباري ذو شعر طويل معقود و ذقن طويلة و يجر ثلاث حقائب كل عشرين متر أضطر للوقوف لأريح فمي من ثقل الحقيبة الثالثة التي ليس لي أي مجال لحملها سوى هذا .. وصلت إلى كراج ... لا ليس كراج ساحة من الغبار و أكوام القمامة هنا و هناك و بلوكوس عسكري جلست به فتاة في العشرين من عمرها تأكل فطائر فقطعت على اللاذقية في الميكرو الذي سيتحرك بعد 20 دقيقة و 20 محاولة لإهانتي , بمعدل إهانة لكل دقيقة .. أحدهم قال لأمرأة متحجبة في الثلاثين بعد أن بصق في الأرض انظري لهذا الحيوان ( ما بيستاهل الذبح .. لشو عيشة هيك مسخ ) طبعاَ كل الكلام الموجه لي كان بمعلومه و معلومي بأنه لا يعرف بأني عربي و أفهم العربية أحسن من أخوه الصغير من صديق والده.. لا يهم اقتربت منه و نظرت إليه قليلاً عله يكسر عينه ... فلم .. كنت أريد بلحظة واحدة الرجوع إلى السويد و نسيان كل أصدقائي و ذكرياتي و أهلي أم أن أتصرف بغير المعتاد أن أهجم عليه و أفش غلي .. كان علي أن أفهم.... شكل كشكلي في سوريا

و بمجتمع كحلب الراموسة غير مقبول حتماً .. عضيت على شفتي و انتظرت حتى موعد الميكروباص ثم إلى اللاذقية بسرعة تتراوح بين 30 في الطلعات و 55 كم/ساعة في النزلات و ما بينهما المهم استغرقت الرحلة إلى اللاذقية مثلما استغرقت الرحلة مابين استوكهولم و حلب ..

وصلت اللاذقية .. لا ريب وبدون تطرف .. في اللاذقية, يتعايش الجميع للآن بتقبل الآخر, فلم أشعر مطلقاً أن السائق قد نظر إلي بشكلل أو بآخر بأن شكلي غير عادي و بكل احترام أنزل الشنط من السيارة و لم يأخذ أكثر من المعتاد 25 ل .س

.. البيت مقفل من الباب الحديد .. حيث أن حقائبي بقت على الدرج .. نزلت للسمان و هو صديقي فكان لقاءً ظريفاً شعرت بفرحت العودة و قلت في نفسي ها قد بدأت إجازتي .................................

....................................................................... 20 يوم في تصليح البيت الذي تركته في أمانة أختي و بالتالي طاف البيت و بدأ العفن و إلى ما هناك .. المهم كان البيت مصيبة حقيقية .. بدأت في السمكرة, الطرش و النجارة ثم الكهرباء .. و قد أخذ مني أغلب أيام وقت الاجازة ريثما وصلت زوجتي إلى اللاذقية ..

منذر سلواية .. أبو خالد الصفدي .. محمد هارون, صلاح سواس ....

" هل تصدقون رن هاتفي النقال الذي لم أستعمله للآن و منذ نصف ساعة اتصل أبو خالد الصفدي العظيم .. يالها حقيقةً من سعادة , كان صوته الذي أتى من صدى سنين الصداقة هادئأَ مليئاَ بتلك الروائح و الأغنيات و النكهات التي اعتدت أن أتحسسها في ذلك الزمن. كان يتكلم من قطر من مطعم بيتزا على ما أظن , تصدقون إذا قلت لكم لا أستوعب الكثير مما يتكلم به أصدقائي عندما يتصلون بي هنا , لكني أعيش معهم في تلك اللحظات أتلمس خطوط تجاعيدهم كبرنا و لا زلنا معاً . . . أصدقاء .. "

أرجع للاذقيتي حيث البيت الممتلئ برائحة العفن و أرقام التلفونات التي تغيرت و الناس الذين تعاطفاً مع التغيرات المستجدة على ساحة المجتمع و العلاقات..قد تغيروا أيضاً.

لم أشعر بأنني حقاً رجعت, بل كان أشبه بحلم ليس له أي معنى سوى لقاء بعض الأحبة الذين و بالصدفة قد توافق الزمن و المكان بأن نلتقي,إبنا خالتي العظيم مصطفى و أحمد, منذر سلواية, أبو خالد, فادي استنبولية, عمار زريق, أختي مرام و أخي ماهر, عبد الكريم جعفر,فايز السيد.أما البقية لم ألتقي بالكثيرمنهم "أي الذين يسكنون اللاذقية " ربما مرة أو مرتين التقيت عند مروان بترا بجرجس و اسبيرو بالصدفة وما تبقى فأنا الذي كنت آت لعندهم إن كان محمد رضوان أم اسبيرو أو علي أو سهيل و أسامة الرملي و الكثير , إنما بالحقيقة لقد جرحت و هذا يشمل كل ما كنت آمن به, و أنا الذي كنت أتخيل الشهران وقت قليل لأقضيه مع الأحبة فإذ بي أتحين الفرصة لأرجع إلى أحلامي بالعودة ... هكذا دائماً الأحلام تختلف عن الحقيقة. أدين بالشكر لصديقي مصطفى شريتح الذي بالفعل و ليس بالقول قد أعطى و اهتم و كان فوق كل التصورات و صلاح سواس أيضاً و أيضاً مشكوراً على كل شيء ابن الحارة الأصيل و صديق عندما يختفي الأصدقاء. محمد هارون عبد اللطيف أبو شامة و أصدقاء كثر أيضاً لا أجد من الوقت لذكرهم لهم شكر جزيل على اهتمامهم.

و شكر خاص و كبير لبيت السعد جهاد خاصةً و طبعاً لهالة التي أصرت على أخذنا حيثما يذهبون و كان ذلك المتنفس الوحيد لنا و شكر لرولا وزوجها على العزيمة أيضاً ..

رجعنا من الحر الشديد و الاسهالات شديدة إلى البرودة القارسة و بدأ فصل دراسي وربما حياتي فبعد أربع أشهر من رجوعنا, رزقنا بابننا الثاني فيكتور جونيور و يبدو بأنه أنعم من أخيه وأهدأ, فهو لا يبكي دائماً و ينعوس عندما يجوع فقط وهذا يريح أعصابي قليلاً ..

حياتي الزوجية الروتينية كأي حياة زوجية نموذجية أخرى, بعض الإختلافات التي لابد منها وبدأ الضجر من الرتابة الكئيبة هنا زيادةً على ما ذكرته من مساوئ هذا البلد في رسائلي السابقة ( من الرسالة الأولى حتى الأخيرة ) .

ها أنا الآن مريض منذ أسبوعين مع كافة العائلة طبعاً ( سعال رشح ألم مفاصل ضعف نظر وانتصــــ بكل ما يملك الانسان من قوة .

أنهيت ثلاث كورسات اثنان لغة(سويدي وانكليزي) و كومبيوتر.

اللغة بدرجة جيد جداً والكومبيوتربدرجة ممتاز, بعد أقل من شهر سأتابع تصميمweb pages وعلم نفس و آخر مرحلة من دراسة اللغة السويدية كلغة ثانية مما يؤهلني للموت باكراً إذا لم أستطع تأمين عمل لا بأس به خلال سنة. و سأحاول بهذه الفترة الحصول على شهادة سياقة مما يزيد من فرص العمل هنا و ربما إذا أمكن الحاقي بكورس لسياقة الشاحنات الثقيلة أو الباصات فسأحاول. و ليذهب الفن و الديكور و التصميم حيث يمكنه الذهاب ...!!!!

منذ مدة ليست بعيدة اتصل فايز السيد كان معه عبودة حموي , كان ذلك لطيفاً منه سررت جداً بهذا .. الجميع اتصل لمباركتي بابني الثاني و بالتالي أشكر الجميع على الدفء و المحبة التي تأت منهم عبر رسائلهم و ايميلاتهم ..

هل كانت اللاذقية على مستوى تكهناتي ..... لا .. أصدقائي ... أبداً

سعال شديد لم يدعني أنام, رأيت بأنني لابأس بأن أبقى مستيقظاً فأسعل على رياحة رياحتي ثم قررت أن أقص قليلاً من لحيتي التي بدأت تبدوا لي كلحية روبنسون كروزو

وهكذا بدأت بقص ثلاث ثم أربع ثم لتشذيبها قصصت أكثر من عشرة سنتيمترات لم يكن بنيتي أن أصل لهذا الحد, ثم اغتسلت و عندما احتجت لمنشفة ثانية من أجل شعري كانت منشفتي المعلقة في الحمام قد أصبحت مبللة بفعل محسوبكم الذي يغتسل مع كل الحمام

(الحِمّام) ففتحت الخزانة لأجد منشفة كتب عليها أربال فتذكرت أن هذه المنشفة من ناصر تفتافة أيام الصحبة, مما جعلني أرجع للكومبيوتر و أبدأ من جديد لأخبركم عني ..

لي أكثر من أسبوع مريض فأنا كنت القلعة الأخيرة التي هزمت بفعل "الكريب" الذي دعته زوجتي و فتحت له كل الأبواب و النوافذ ليدخل و يبدأ بغزونا جميعاً و للآن لم تقتنع زوجتي بأن البرودة هي سبب رئيسي في هذا المرض أو الفايروس, ثم انتقل إلى فيكيور جونيور و من ثم إلى وليم شكيب و أخيراً محسوبكم الذي سارع ببلع ماتوفر من المضادات الحيوية الممنوعة رسمياً هنا و من ثم مسكنات الألم و مخفضات الحرارة بسبب الألم الشديد الذي أصابني .. لا زالت زوجتي تفتح النافذة قليلاً , لا تلبس الأولاد شيئاً سميكاً و تعتقد بأن حرارة جسم الطفل عند اللمس هي الدرجة التي "برأيها" تعتمد عليها بفتح و تسكير فتحات التهوئة أما المشعات فلا تحدث... فنادراً ما أرى أن واحداً منها قد فتحته فتضطرب العلاقة و تصل لحد أفكر به تماماً نسيان السويد من بالي و ارجع لسورياً .. ماذا بشأن الأولاد !!! سؤال وجيه "عبد النور" ماذا بشأنهم , طبعاً لن آخذهم معي إلى سوريا حتى لو هي عرضت و أعرف بأنها لن تعرض.. أتذكر أبي عندما كان يلعن و يغضب و يضطرب إن رأى أحداً مريضاً فيكيل له اللوم بأنه لم ينتبه لصحته ممزوجاً ببعض الاهانات الصغيرة ك( بطران أو حمار) نفس الخصل الحميدة في أبي أحملها فأراه بكل كلمة لوم أكيلها لأولادي أو زوجتي, ثم في داخلي أجلس مع أبي و أتناقش معه بأننا على حق و إن كان التيرموستات في المنزل الذي تحمله زوجتي إلي كلما كلمتها بأن تلبس شيئاً عليها في هذا البرد القارس و سعلتها التي تذكرني بأخي ماهر و صديقي مصطفى حموي و أنا عندما كنا نستيقظ و نبدأ بالسعال لإخراج مضادات الجسم التي استشهدت بفعل النيكوتين و القطران و إلى ماهناك لكن زوجتي لا تتدخن و تغير طريق سيرها إن اضطر الأمر لأكثر من 1000 متر لتجنب طريق به سيارات حتى لا تخاطر بتنشق هواء ملوث, ثم تقول بأن الدواء هو آخر الحلول.. و الجسم هو من يدافع عن نفسه. و بالتالي تلك الفلسفة تسري على الأولاد و أعصابي ..!!

منذ ثلاث أيام اشتريت بطاقة لأستطع الاتصال بالأهل و الأصدقاء .. في البداية اتصلت بأختي منى و تكلمت معها وسررت بالأخبار و محاولات شكيب الثاني مساعدة بشار في ايجاد فرصة عمل في الخليج .. ثم اتصلت بماهر و لمدة يومان لم ينجح الاتصال ثم بعد ذلك رد هاتف آلي يقول بالانكليزية بأنني استطيع ارسال فاكس أو أن أتكلم , فتركت رسالة ثم لحقتها بمرتين كان الهاتف نفسة و ليس معي سوى هذه الأرقام التي لا أعرف منها أي شيء . ثم اتصلت بعلي و تكلمنا قليلاً. أما مع صلاح سواس الذي يغلق هاتفه النقال دائماً و من ثم اتصلت بالمحل وتركت له بأني اتصلت. عندما رد علي ربما أحد أقربائه في المحل و قال لي بأنه عند الحجي فرددت يعني والده فقال لي لا وإنه يقصد ناصر تفتافة فاتصلت لهناك و كان مشغولاً .. محمد قشقارة أيضاً كان مشغولاً ( التلفون ) بأبو خالد في قطرلا أحد يرد

.. لا أعلم من و من لكني اتصلت بالجميع منهم من نجحت بالتكلم معهم و منهم من قضى نحبه ... أي كرت التلفون .. على كل كانت هذه السنة مرصعة بشيئين أسعدوني . زيارة اللاذقية و رؤية الأهل و الحبايب و ولادة ابني الثاني فيكتور.

ماذا عن فيكتور جونيور ... !! هادئ, أشقر, كربوج فقد كان وزنه عند الولادة أكثر من وليم ب 520 غرام أي 3730 غرام و أطول من وليم ب 2 سم , ويبدو لي بأن أكثر نعومة من وليم و هذا ما نختلف عليه أنا وزوجتي, وربما أفضله عن وليم لهدوئه فقط .. أما وليم فقد أصبح أصعب بكثير فمثلاً تحتاج أمه إلى أكثر من ساعة لجعهله ينام و هذا ما يجعلني أقاسمها الانتباه على أحدهما و هذا لأقول الحق منصف لها , لكن بالنسبة لي الأمر أشبه بالتعذيب النفسي و الجسدي .. أتذكر الآن أختي منى التي قالت لي مرة بأنني سأرزق بأولاد يماثلون التصرفات التي كنت أعيب عليها أولادها فها أنا أتذكر شكيب ماهر عندما يتعلق الأمر بالعناد و الصراخ أما الفجعنة فلا تحدث فوليم لا تفته فائته , إن صدف و شاهد شيئاً يظن بأنه يؤكل فتقوم القايمة و يصل صراخه عند ملك السويد فأضطر آسفاً و معتذراً من أمه أن أتخلى عنهما في هذه المرحلة و أنهزم إن كنا في أحد المحلات, كما حدث اليوم و نحن نتبضع في السوبرماركت. يا خي فتح عينه فوجد نفسه في محل يبلغ من المساحة أكثر من كذا هكتار من الأشكال و الألوان و الطعام و الزينة والأنوار ففتح بوقه و بدأ يصوي , فدرت نفسي على الجهة الأخرى ملوحاً لزوجتي التي فهمت على بأني لا أتحمل المزيد .. كنت أتذكر بشار ابن منى كيف كان ملحاحاً و يصدر أصوات و هو نائم .. وليم له هذه الخصلة أيضاً

أصدقائي أخيراً و مكرراً ما كتبته سابقاً شكراً على اهتمامكم , مصطفى, سمير, عبد الكريم, مالك, فايز, أبو خالد, منذر سلواية الكلب .. هؤلاء يتصلون بي و يجب أن أشكرهم كثيراً .. لذا شكراً جزيلاً ..

أخوكم رفــــعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت مــصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري

اللطف عند السويديين


أيها الأصدقاء ..

ربما كانت السويد , وما أكثر ماتحدثت عنها , من أكثر البلدان التي يتسم شعبها بدماثة و حسن تعاملهم مع إخوتهم البشر و بعرفهم أن الجميع بشر !! لا فرق بين عربي و عجمي حتى بالتقوى .. و الحوادث التي سأسردها ها هنا ما هي إلا مقتطفات صغيرة , عنت على بالي لأكتبها لكم بمناسبة انتهاء الفصل الدراسي و رجوعي من زيارة استطلاعية بدعوة من شركــة السكن و جمعية حماية البيئة .. و القصة بدأت كالتالي ..

منذ شهران و نيف قرأت اعلان صغير في لوحة الاعلانات التي توجد في كل مداخل البنايات في أوروبة بجانب اللوجات الاسمية لساكنيها ... كتب فيها .. في العاشر من آذار سيعقد اجتماع لساكني هذه المنطقة في الموقع المخصص , لمناقشة المخالفات , بشأن النفايات و فرزها و الأماكن المخصصة للمخلفات الصناعية ( المعاد تكريرها كالورق و البلاستيك و الأجهزة الالكترونية و الألبسة و غيرها ) و يقدم في الاجتماع الآيس كريم و الحلوى و الشراب الساخن و البارد . الأمر الذي يهمني هو النفايات و تلك الغرف الكبيرة التي تدهشني بمحتوياتها كلما اضطررت لإفراغ الأكياس التي تمتلئ كل اسبوع بالمجلات المجانية و الدعايات و علب اللبن و الحليب و الخ الخ ... فأقف أمام ذلك التلفزيون الجديد أو ذلك الكومبيوتر أو الستيريو أم تلك الثلاجة التي تبدوا لي و كأنها خرجت حالاً من المعمل دون أي خدش .. ذلك كله أثر بي كثيراً مما اضطر زوجتي لأن تمنعني من النزول لذلك المستودع لكثرة ما أجلب منه من أغراض تضطر زوجتي أن ترميها بعد خروجي من المنزل .. إلا تلك الثلاجة التي تركناها في المنزل الذي انتقلنا منه , و أظن الأمر لعدم تمكنها من حملها لا أكثر .. !!

المهم كان الأمر بالنسبة لي مثيراً لأعلم كيف يفكر المواطن السويدي بشأن تلك المخلفات !!

نزلنا في الموعد المحدد و إلى المكان الذي لا يبعد عن منزلنا سوى دقائق و معنا وليم , دخلنا تلك القاعة الجميلة و كنا أصغر زوجين بين الموجودين ما عدا شاب في الثلاثين جاء مع أمه و ما تبقى فقد جاوز بعضهم السبعين ... و بدأت المناقشة ....بعد تقديم الآيس كريم و القهوة و الحلوى و الخ الخ ..

الموضوع طال أكثر من ساعتين و لن أسرد ما قيل و قال لكن في النهاية عرض على الحاضرين أن يحصلوا على فرصة لزيارة مع مرشد إلى تلك المنشأة التي تزود المدينة بالمياه الساخنة عن طريق الاستفادة من تلك النفايات و كنت قد قرأت عن تلك المنشأة قبل أيام في الجريدة الفصلية التي تصدرها شركة السكن و ما شد من اهتمامي أن هذه المنشأة تزود عدة مدن بالمياه الساخنة عن طريق شبكة تشترك عدة منشآة صغيرة مشابهة لهذه و ذلك عبر أنابيب يصل طولها عشرات الكيلومترات ممدودة عبر أنفاق ضخمة يصل أحياناً العمق الذي تمر بها مئات الأمتار عندما تمر تحت الأنهر أو تلك التي تمر تحت القناة في المدينة التي أسكن بها و هذه الأنفاق واسعة لدرجة أن شاحنة تستطيع المرور بها .... قبلت العرض فوراً .. و ها هو اليوم الذي حددوه لنا عبر جمعية البيئة للزيارة ..

كنا ربما لا أكثر من عشر أشخاص عرفت منهم خمسة من الذين كانوا متواجدين في ذلك الاجتماع .

استقبلنا ثان شخصية في المنشأة و هو المسؤول عن البيئة و مركزه المهني ما يسمى بمسؤول البيئة اسمه جان ايريك هاكلوند رحب بنا عند المدخل حيث بدا لي بأن تلك المنشأة الضخمة التي تتعامل مع النفايات المنزلية عبارة عن حديقة غناء من المنحوتات الجميلة و الأزهار و الروائح العطرة ابتداءً من تلك النباتات الجميلة و الملونة و الأماكن الجلوس الجميلة التي تظللها الأشجار و تلك السجادة الخضراء النظيفة لدرجة تجعلني أنا أن لا أصدق طبيعيتها ثم ذلك التمثال البرونزي لرجل مستلقي على ارجوحة تلك التي تربط بين شجرتين و الركيزة لذلك التمثال هي تلك القدم التي أنزلها لتأرجحه - سأبعث لكم صورة التمثال –إنه رائع حقاً. دخلنا ذلك الباب و إذ به مبنى في منتهى الجمال و الترتيب .. اللوحات في كل مكان و المنحوتات الخشبية و البرونزية , الجدران المليئة بأعمال فنية رائعة و كأنني في معرض فني .. تكلم قليلاً عن سروره البالغ بقدومنا و دعانا إلى الصالة لشرب القهوة والشاي و الحليب والكعك و الكرواسان السويدي و يسمونه بولار بتشديد اللام .. و بدأ بعرض فيلم عن الريسايكل و دور تلك الشركة في خدمة المجتمع و البيئة , ثم شرح مضيفنا بالتفصيل الذي لم أفهم منه سوى الصور البيانية التي تشرح عن التطور الذي حصل منذ بدأ المنشأة بالعمل سنة 1970 و تطورها و العمل على توسيعها لتخديم أكبر مساحة ممكنة و عدد أكبر ..

ثم أعطى لكل منا خوذة للحماية أثناء تجوالنا في أرجاء المنشأة ..

المنشأة المعروفة باسم ( إيغلستا فاركت ) .. أهم ما ركز عليه صديقنا المرشد هو أن العادم الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من مئة و خمسين متر لا يخرج منه سوى بخارماء مئة في المئة و ذلك حفاظاً على الهواء الصحي الذي تمتاز به المنطقة هنا .. هذه المنشأة هي عبارة عن معمل متوسط الحجم لتوليد الطاقة و المياه الساخنة و ربما اسمها عندنا محطة حرارية و بأن كل شيء يخضع لرقابة و تحليل ابتداءً من المياه التي تستعمل حتى المواد التي تستخدم في توليد الحرارة التي تستورد منها السويد من مختلف الدول منها هولندا و بلاد أمريكا الجنوبية و هي تلك المخلفات التي فرزت سابقاً كالورق و البلاستيك و المواد الأخرى و تأت بشكل مضغوطات صغيرة لا تتعدى حجم الأصبع ولا تستخدم إلا بعد أت تحلل العينات و يحلل مايتبقى منها بعد الحرق والدخان و ما يحتويه و إن كان بالامكان التخلص من المواد التي تؤثر في البيئة ربما بل أكيد من أنهم يحللونها أكثر من أي تحليل و رقابة المواد الغذائية التي تستوردها حكوماتنا . أخذت المحاضرة و الشرح و الجولة أكثر من ساعتين و نصف انتهت في نفس القاعة التي بدأنا بها حيث وزع علينا البرشورات و الكتيبات وودعنا بنفس ما استقبلنا من حفاوة .... !!

رجعت البيت لأحضر بعض المعجنات بيتزا و مناقيش و أقراص بفليفلة لحفلة الغد عند منزل المعلمة بمناسبة انتهاء كورس اللغة الثاني و العجيب بهذا أننا في آخر يومين في المدرسة قالت لنا المعلمتان بأنهما سيقابلان كل منا على حدا و يسمى هذا بنقاش الشهادة و في هذه المقابلة تتكلم المعلمة عن مستوى الطالب (اوالطالبة ) شخصيا و عن رأي هذا الطالب بالكورس و الطريقة التي سير بها و كيف امكانية التحسين , و الظريف بالموضوع أنني أخذت من الوقت أكثر الجميع فتكلمنا أنا و المعلمة عن التغيرات التي تتطرأ على الانسان حين يخطوا فوق الاربعين , الذاكرة و امكانية الاستيعاب ... الخ .. الخ , أخيراً تكلمت المعلمة عن مستواي و الدرجة التي أخذتها و مشاركتي في النقاشات و انتهت بأن قالت أنها كانت تريد من كل قلبها أن تعطيني الدرجة الجيدة جداً فالفارق بسيط لكن من سوء حظي أن درجاتي بين الجيد و الجيد جدا قليلة و اختتمت المقابلة بضمي و التمني لي بحياة جيدة و أن تراني في الحفلة التي ستقام غداً في بيت المعلمة الثانية .. انتهت المقابلة و أنا أشعر بالرضى ..

الظريف بالموضوع أن كل الذين أخذوا درجة الجيد تمنت لهم نفس الشيء و هذا دليل على أن أياً منا لا يستاهل درجة أعلى لكن من اللطف أن تقول لنا هذا ..

كانت المعلمة الصغرى قد دعتنا لحفلة انتهاء الكورس و ستقدم لنا بعض المأكولات و الحلوى و الشراب في بيتها و من يحب أن يأت بشيء من الطعام التقليدي لا مانع بل مرحب .. كنت قد اخترت أن أجلب معي بعض المناقيش زعتر و فليفلة و بيتزا صغيرة فسهرت حتى الساعة الثانية و أنا أخبز 93 قطعة من البيتزا الصغيرة و يسمونها هنا ميني بيتزا . في اليوم التالي كان أحد الشبان العراقيين الذين يملكون سيارة قد وعدني بالمرور لبيتي و أخذي دون المرور على المدرسة إلى بيت المعلمة الذي يبعد 20 دقيقة عن مدينتنا و تسمى مدينتها مالنبو و هي إحدى المشاريع السكنية التي بدأت في السبعينات حين اكتظت مدينة استوكهولم بالوافدين من خارج السويد فبدؤا بمشروع أسموه المليون و ذلك بانشاء ضواحي سكنية ضخمة حول استوكهولم العاصمة و تلك الضواحي مجتمعة يبلغ عدد شققها مليون .. و طبعاً أسميها أنا مدن , فهي متكاملة ففيها محطة قطار أو محطة قطار أنفاق ثم مراكز تسوق و مراكز عناية صحية و إن كانت ليست مشافي ثم مدارس , و على الأغلب كل ثلاث أو أكثر يحكمها مجلس بلدي مفصول عن ادارة العاصمة فيحق له حتى فرض ضريبة دخل مختلفة عن العاصمة, تزيد أو تنقص حسب حاجة البلدية لتحسين خدمات المنطقة ..

وصلنا مالنبوو كان سهلاً أن نستدل على بيتها فهنا كل شيء بالأرقام .. كانت خارجاً تلبس شورت قصير أبيض و برفقتها ابنتها ذات الثمان سنوات فترحب بنا و تدلنا على مكان لوضع السيارة .. دخلنا الفيلا من حديقة صغيرة جميلة زرع بها ألوان من الزهور ذات الرائحة العطرة ووضعنا الأكياس في المطبخ و ولجنا الحديقة الخلفية الكبيرة حيث وضعت طاولة كبيرة و كراسي تحت مظلة ضخمة حيث اجتمع حولها أكثر من 16 طالب و طالبة من مختلف الجنسيات .. بدأنا بالترتيب .. مائدة بها من كل بلد شيء ما , الصيني و الفرنسي و الأمريكي , و إن كان الانكليزي قد جاء ببيتزا ايطالية فقد أحسن الباقون باختيار مأكولاتهم حسب بلدهم أما المعلمة التي استضافتنا فقد قدمت لنا مأكولات سويدية كلاسيكية من السمك و الخبز القاسي و الجبن و الزبدة و الحليب و العصائر و الحلوى و الفريز و الشراب الساخن من الشاي حتى القهوة و الكاكاو .. أما تلك الفيلا ذات الحديقة الكبيرة المفروشة بالعشب الأخضر و الأزهار فقد كانت جداً رائعة ... بقينا أربع ساعات .. بدأناها بتحضير المائدة و ترتيبها ثم الأكل و الغناء و ألعاب سويدية عن المعلومات التي سبقت و أن أعطتنا إياها المعلمة في كتيب عن الطبيعة السويدية وأسماء الشجر و النباتات و الحشرات و الحيوانات و اختتمناها بتوزيع الهدايا و الورود إلى المعلمتان ( المعلمة الأخرى جاءت بالطبع ) فبدأت أنا بلوحتين زيتيتين و2 سي دي للعازف منير بشير ..

كان الموضوع مخجلاً فلقد حاولتا أكثر من الطبيعي أن يظهرا بأنهما مسرورتين لهذا و أنه لشرف الكبيرأن أهديهما شيء من أعمالي ( و كأني شيء ما! ) ثم رجعت البيت لأتصل بأصدقائي و أهلي بأني قطعت تذكرة العودة إلى لاذقيتي في 17 حزيران إلى حلب في الخطوط الجوية السورية بدأتها في الاتصال بماهر في الكويت لكن لا أحد يجاوب ثم باللاذقية لكنني لم أوفق في الاتصال بأي أحد سوى أسامة الرملي الذي لم يكن في المحل و سهيل الذي ذهب باكراً من المحل و محمد قشقارة و علي الحكيم و أحمد اسفنجة و صلاح سواس و أبو يوسف و خالد بلة و اسبيرو وزهير سعد الدين و كل الاصدقاء الذين يملكون موبيلات لم أنجح في الوصول إليهم لكني دفعت الثمن بأن الكرت الذي اشتريته قد انتهى دون أن أتكلم به سوى ثلاث دقائق و ما تبقى ذهب في لحظات الانتظار ..



سودرتالية في 10 حزيران 2003 والساعة الآن التاسعة مساءً , والنهار لا زال مقيماً خارج غرفتي , ينير بلدة لم أسمع بها في حياتي , و ها أنا مقيماً بها, في بيت لا تتعدى مساحته 46 متر مربع ويحتل السريران في تلك الغرفة أكثر من ثلثها تماماً و الباقي مكتبة ومكان الكومبيوتر وملحقاته وكنبة ثلاثية و طاولة نستعملها كطاولة للتلفزيون ذو 14 بوصة جلبته من غرفة مخلفات البناية وكان لي أن أختار فاخترت ما يمكنني حمله , ومازالت هذه الغرفة تمدني بما يلهمني لأشعر بمدى فوارق مستوى الحياة بين وطني المليء بالثروات و الجمال و الإمكانيات و تلك البلد التي لم تتحضر مدنيا إلا في أواخر الزمن حتى أنهم في القرن الثامن عشر نزحوا إلى أمريكا وبلاد أخرى طلباً للحياة لما كانت أراضي السويد من قحط و حصول المجاعات و الطقس الذي بقي متجمداً عدة سنوات ما جعل الزراعة و تربية الحيوانات شيء من المستحيل .

الســــــــــويد حكمها الدانمركيون النرويجيون ملوك و مجانين كنائس متعددة ثم فجأةً و بزمن أدهشتني لقصره 1953 أقروا حرية الأديان و من بعدها تحديد ساعات العمل .... ممن جعل السويد إحدى أجمل البلاد و أكثرها عدلا و إنسانيةً , و أن تكون سويدياً لا حاجة لك لأن تجمع المال و لا حاجة لك بأن تخاف من عوارض القدر لأن الدولة التي تحمل جنسيتها أعطتك الحق بالحياة الإنسانية و ما أعنيه هو المسكن اللائق و الطعام اللائق أيضاً و الحد الأدنى الذي يتقاضى به المواطن العاطل عن العمل هو 3000 كرون وهو ما يساوي 16000 ليرة سورية طبعاً بعد دفع المسكن ولا فرق بين مختلف المواطنين حتى لو كان هذا الشخص ليس مواطناً سويدياً لكن يحمل الإقامة السويدية ويعتبر تماماً بنفس الحقوق في تلك الأمور فهذه بالنسبة لهم إنسانية وليست سويدية فقط..

نعم ... . . . . --------------------- إنهم يحيون على طريقتهم و هم شعب يتعب و جاد و حريص و صادق .. ماذا عنا نحن الذين عشنا في بلد يملك أكثر طاقة و حياة و طبيعة .. ولدينا مكارم الأخلاق .. وأي أخلاق ..

تركت النص منذ ذلك الحين ورجعت إليه بعد ثلاثة عشر يوماً , البارحة كنت مدعواً عند حماتي التي حضرت لنا عدة أكلات على غير عادة أهل السويد الذين يكتفون بطبق أو اثنين لا أكثر وربما كان لأقوالي عن عاداتنا في كرم الضيف أكبر أثر بها , و كأن هذا صحيحاً !! لا علينا !! المهم أكلنا وبعدها ذهبت إلى الكومبيوتر و بدأت أقرأ ما بعث لي من رسائل و كنت منتظراً شيئاً ما من أبي , لكن لا شيء للآن فبعثت لأختاي ما كتبته و لأصدقائي أيضاً , ورجعنا للبيت .

منتظرين أن يبدأ الطلق أو حتى البوادر الأولى له , و هذا لم يحصل للآن عسى خيراً فأنا في غاية القلق !!

سننزل إلى المدينة وهذا يعني في لغة البلد هنا أي إلى المركز ومعادلةَ لهذا الكلام عندنا في اللاذقية عندما نريد الذهاب إلى السوق نقول نازل على السوق ..


و كأنني كنت سأكتب عن اللطف السويدي في بداية الرسالة فأراني قد تزحلقت في حديث طويل دون طعمة كالعادة كحياتي هنا .. أنا قادم ..اهربوا...............!

بعد مرور الكثير من الرياح


بعد مرور الكثير من الرياح ,الكثير من الغيوم التي أثلجت و أمطرت و التي اكتفت بالترانزيت جاء الربيع و بدأت الشمس تلقي بضوئها باكراً و تجعل عيناي تبدوا مغلقة و أنا أمطتي دراجتي إلى المدرسة بعد أن حرمت من نظارتي الشمسية .. و حيث رأسي الذي لا زال يتصحر قدماً و يجعل من قبعتي الطبيعية التي تدفئ جلدة رأسي مهترئة , و من حين لآخر ألملم ما يسقط منها ,خجلاً أمام زملائي .. شعر هنا و هناك , سريري , الوسادة , الحمام , المغسلة , حتى الطعام .. شعري موجود على الدفتر الذي أقدمه للمعلمة , وعلى البنك الذي أجلس عليه.., في صحن الشوربة الذي قدمته لصديقي البريطاني الذي قبل دعوتي للعشاء !! أعلق في مشكلة شعري كلما اقتربت إلى منطقة رأسي حتى أنني أشك بأن هذا الرأس سيبقى به أي شيء و لا أعني هنا أن الشعر هو المعني !! لا بل كل ما في هذا الرأس .. العينان .. الأذنان .. الأسنان , و الغريب بالأمر أن الشيئين الوحيدين الذان يتابعان نموهما الأنف و الأذنين (زياد الرحباني في مقابلة تلفزيونية) إن لم تصب احداهما أي مرض مما أصاب فان كوغ , و أنا لم أعن الشكل بل الحواس , فمنذ يومان كان لدي موعد مع طبيب اخصائي "اذن , انف , حنجرة" بعد أن فحصني الدكتور الاير لندي منذ مايقارب 6 أشهر الذي قال لي بأنه سيحجز لي موعد مع طبيب اخصائي ولكن ما حصل بأنني انتظرت ستة أشهر لحين وصول دعوة تفيد بأنني يجب أن أذهب إلى مشفى بساعة محددة و إذا كنت بحاجة لمترجم فيجب إعلامهم قبل الموعد بخمس أيام .. , طبعاً الدعوة جاءت قبل الموعد ب 18 يوماً , بعد الفحص الذي استغرق 8 دقائق حولني إلى ممرضة لإجراء فحص سمع استغرق 15 دقيقة أفادتني بأن سمعي بإذني اليسرى يعاني من ضعف في الطبقات العالية التردد .. أي إني لا أصلح كلب حراسة !!

أما أنفي الذي لا يزال كما قلت ينمو مع نمو كرشي و وزني وشعر داخل اذني و انفي , فأنا أشك بصلاحيته , فمثلاً زوجتي تقول لي عن ما يقارب عشر روائح في الشتاء في كل مرة نتمشى بها في الغابات و أنا لا أشم شيء سوى الملل , وهذا لا رائحة له .أما حاسة التذوق فلا تحدث , فلا الفليفلة المكبوسة المستوردة من دمشق و لا الحمص الناعم أو المسبحة أو الفول المدمس الذي أصنعه بنفسي و كل مكوناته سورية بحتة تشعرني ولو بالقليل بنكهة قد أستطعمتها قبلاً , لا شيء و كأنني فقدت حواسي ,اثنين من حواسي لم أسيقهما في كتابتي و طبعاً المتفق عليه يبقى اللمس و الحاسة السادسة , و أترك لكم إكمال الشرح عنهما ...

هذه الريح التي هبت أول البارحة ...

ونلك الغيوم المحملة بأحلامي .. لم تمطر هنا ..

اليوم جائت الريح ..

شمس ساطعة

... جففت كل أمل لي بأن أكمل رجل الثلج

ذو الانف.. جزرة كبيرة وتالفـــــــــــــــــــــــة

تحملني كل الحقائق لأن أكذبها ألعنها أكرهها أشتمها .. الحقائق من تجعلني لا أصدق أحد و لا أحترم أحد و ألعن نفسي !!.أتسائل لماذا ؟ و كأنني أنا من أدار الشمس صوب الأحلام .. الأحلام الجميلة و التي تظهر قباحتها بعد تحقيقها !! أضحك عندما أكتب " أتمنى أن تتحقق كل أحلامك و أمانيك " أن أتمنى للآخرين موت أحلامهم و خلع أضراسهم التي يعلكون بها أملهم أو أن الحقيقة عارية كما يقولون أم أن هناك أنواع منها العارية و المتحجبة و الحقيقة السوارية أو الحقيقة الرسمية , الشعبية , المتحفظة .. الحقيقة ذات المدلول أو الحقيقة الساطعة .الحقيقة أنني تعبت من الحقائق خصيصاً الحقائق الآنفة الذكر "أي لها ذكر له شكل انف" ..

مع أنني عندما انتقلنا إلى بيت أوسع بسطت يدي على الغرفة القريبة من الباب" كعادتي عندما كنت صغيراً كانت أول غرفة لي غرفة الجلوس التني كانت قرب الباب الرئيسي للبيت و التي تحولت إلى مطبخ و حمام عندما فصلنا بيت عائلتنا أنا و أخي إلى شقتين " لم أغير عادتي في أن أجلس وراء نافذة المطبخ ناقلاً نقالي و ملحقاته على الطاولة , أكتب لكم بعد تلك الغيبة الطويلة خلف الاضطراب و الملل و وراء ظهر العقم و الدونية و الهامشية ..!! أتذكر كم كنت محظوظاً في اللاذقية , أصدقائي , عملي , أهلي , أحلامي حتى حياتي الخاصة التي كنت لا أنفك من الشكوى منها .. انتهى كل شيء .. انتهى أنا .. لم أعد موجوداً هناك .. بيتي الذي احتله غيابي .. و ما تركته من رائحتي و آثامي .. البيت التي عشت به كل حياتي !! الذي به كل ما ملكت وكل ما اختبرت .. علاقاتي , الشموع التي كنت أشعلها عندما تأت احدى الفتيات ( و عند انقطاع الكهرباء ) ذات الرائحة الكريهة عندما تطفأها بالنفخ عليها و تترك ذلك الخيط الذي منذ لحظة بنير لك وجه تلك الصبية التي من سوء حظها جائت لتتعرف عليك , ينصهر ببطْ لكنه بالمقابل ينفث في الجو تلك الرائحة التي تكرهها .. !! انتهى دور الشموع عليك بلم الصحون التي قضيت وقت ليس بقصير بترتيب بعض الحلويات و الطعام و كاسات النبيذ أم الجن بالليمون التي تفضلة معظم الفتيات !! كل هذا أصبح أوراقاً مهترئة في دفتر حياتي , أمامي ابني وليم شكيب الذي أتى منذ برهة مع أمه "طبعاً" و وضعته في كرسيه بجانبي , وهاهو يتكلم بلغة الخاصة مشيراً بواسطة عبوة الشامبو إلى كل الاتجاهات و يتخلل ذلك الحديث الفردي الكثير من الصراخ بين الآونة و الأخرى ..

مرحباً بي في الواقع .. طفل و زوجة و بلد لا أملك به من قراري شروى نقير .. لا عمل لا وقت النوم و لا حتى أي من اهتماماتي .. مدرسة تأخذ معظم و قتي 3 ساعات + ساعة وقبل و بعد + تحضير تمارين اللغة 2 ساعة على الأقل , الطعام و تحضيره و عمل شيء ما مشاركة في مسؤوليات البيت باعتباري دون دخل للسنة الثانية " دون أي أمل لاحقاً " من تنظيف أو جلي الصحون أو تحضير الطعام ..

للآن لم أدخل سينما لكن غداً و لأول مرة سأدخلها و الفيلم هو ONSKAN وتعني بالسويدي "الشر. قصة لأحد أهم الكتاب السويديين جون غويلو"JAN GUILLUOS" و هو الذي قالت لي معلمتي السابقة, السويد دون كاتب كهذا هي ليست ذات السويد التي نحياها " عندما فضح أعمال جهاز البوليس السري الذي يسمى ب تسابو "SAPO" و تعرض للكثير من الأمور التي لا زالت بالنسبة لبلدنا شربة ماء لكنه تربع على عرش أحسن كاتب رواية سويدي و الأكثر انتشارا و حبا بين السويديين و الفيلم هذا عن قصة حياته عندما كان طفلاً و مراهقا عندما تعرض في صغره إلى معاملة سيئة من أقرانه و ازعاجات كثيرة .. المهم سمعت عن الفيلم كثيراً و هو طبعاً باللغة السويدية التي أشك بأنني أفهم 30% بعد درس سنة و نصف في مدارس مختصة .

السويديون كأقرانهم العرب و غير العرب , يخطؤون بالفواتير و ربما تدفع الفاتورة أكثر من مرة و إن كان لديك الحق بمراجعتهم لكن ليس لديك أي حق بعدم الدفع و إلا هناك نقطة سوداء في الكرونوفودن و هو مصلحة مديرية حكومية مهمتها مراقبة الأشخاص و الهيئات و الشركات الخاصة بمواضيع الدفع و ما إلى هناك و تعتبر مشكلة كبيرة من له تلك النقاط , فلا يستطيع اقتراض مال من بنك أو عمل شيء خاص أو شراء إي شيء بالتقسيط على سبيل المثال حتى و إن دفع الفاتورة لاحقاً يحتاج إلى ستة أشهر لتبيض سجله دون أن يترتب عليه أي تأخير بأي دفع !! جاءتني فاتورة كهرباء كبيرة ثم فاتورة تلفون كبيرة أيضاً استغربت الأمر و بدأت أراجع ما كتبوه بالشرح .. التلفون الأرضي ( أي العادي ) كل ثلاث أشهر دون أي ملحقات كالتالي

اشتراك 400 كرون

اشتراك بالشبكة و نقل التلفون 550 كرون ثم مكالمات 200 كرون .. بالنسبة لمواطن سوري لا يعني هذا إلا نهب المواطن ..أي أننا ندفع 1200 كرون كل ثلاث أشهر مكالمات داخلية دون انترنيت أو ماشابه , علماً العلاقات مع الآخرين شبه معدومة و لا نحتاج للتلفون إلا عندما نتصل بأمها أو بأحد أصدقائنا و ذلك يكلف كل هذا .. أما الكهرباء فجاءت دوبل الفاتورة التي اعتدنا دفعها كل شهرين و عندما اتصلنا قالوا أنهم لا يقرؤؤن العداد بل تخميناً حسب المساحة لكن في آخر السنة يقومون بالتعديل عندما يقرؤون العداد .. أي منطق هذا . !!

ككل شيء المواطن العادي في أي مكان هو المقصود من المؤامرة ..مؤامرة سلطة الإدارة ..

الغرباء لديهم مسلكياتهم الخاصة .. القانون يعرفونه و ليس لديهم رادع وطني أو ضميري .. العمل الأسود مع أخذ الضمانات و المساعدات على أشكالها و التمارض أو اللف و الدوران و الشقلبة على الدولة و النظام لخداعة و نهبه !! نعم الأغلبية هكذا و النظام هكذا .

ذاب الثلج و بدأت البلدية بالتنظيفات و لم البحص الذي يفرشونه على الأرصفة و الطرقات لمنع التزحلق في أيام الشتاء, فترى أكواماً هنا و هناك منتظرة نقلها و من ثم يكنسوها بتلك الآليات الصغير و من ثم بآلات تنفث الهواء ينظفون الشوارع حتى من الغبار .. فترى الشوارع نظيفة .. إلا من أغلفة الشوكولا و الحلويات التي يأكلها أولاد الغرباء و الغرباء ..لأنها تحتاج لعمل يومي ...!! و الدولة لم تعتد ذلك .!

أحببت كتابات منذر كثيراً في ذلك الموقع و لكن أتسائل دائماً "إن كان الشخص الذي يقرأ هذا لا يعرف بو علي ياسين أو محمد سيدة رحمهما الله إن كان لا يعرف القبو و الأمور الأخرى إن كان لا يعرف منذر و من هو و كيف هو ماذا سيبني في مخيلته .. أكواماً من بشر دون أوجه .. أماكن و شوارع ينتقيها من ذاكرته الخاصة أو يلقي شخصيات الكاتب على أجساد بشر يعرفهم .. أقرأ لمنذر و أتخدرفي رحلة جميلة بمرافقته , الجميع أعرفهم من بو علي ياسين حتى علي الجندي .. الجميع يقع في نفس الدائرة .. كم ضحكت في تلك القصائد عن علي و كم تملكني شوق و حزن على محمد سيدة ..أحد أصدقائي قرأ ما يكتب منذر قال لي جميعكم مجانين ..نعم ........مجانين! أجبته.

منى مصري و جودي ناصر الدين


أختي الخبيبة منى الغالية

.. نعم وقت طويل لم أكتب به شيئاً و لكن .. ما أكتبه للأصدقاء هو أيضاً لك فأنت المعنية الأكبر من كل رسائلي التي أعممها للجميع فهي أولاً و آخراً أخباري التي تهمك ..

في اليوم التالي من تلفونك الجميل ركبت دراجتي واتجهت إلى بيت حماتي , فأنا لدي نسخة من مفتاح بيتها و إن لم تكن فلي الحق في أن أدخل و أعمل ما أريد و طبعاً ما أريده هو الأنترنيت !!

فبعثت لك الصور التي أخذتها في المدة الأقرب و الصور التي أرجو أن تعجبك و أنا أكثر العارفين بمحبتك لوليم شكيب , ليس لدي أدنى شك بهذا !!

أتذكر دائماً ابنة هلا و كيف تحبونها فكيف ابني و أنا الخال الذي خرى و خبال ... عم بضحك !!

الحياة هنا مختلفة جداً .. أنا هنا لا أشكي و أنوح بل هي وقائع و ما جلب لي اياها أحد بل جلبتها على نفسي .. أعرف بأنك لا تسرين بهكذا أخبار لكنها الحقيقة يا أختي الحبيبة منى !! فكم أنا مشتاق لأكون بين يديك و كم أنا محتاج لحنانك و دعمك اللا محدود لجميعنا.

و كيف لي ان أنسى أن أخصك برسالة .. فأنت الغالية و أنت مركز كوني و عالمي أنت قلبي الذي يخفق بعيداً عني لكني أحيا به و اسمعه .. أنت التي لا تغيبين عن بالي و حياتي أبداً .. لا الزوجة و لا الولد و لا مال و جاه الدنيا كلها تسوى قضمة ظفر منك .. أنت الغالية و الكل بالكل .. أنت امي التي رعتني و أنت ملجأي و الصدر الدافئ الذي أعطاني ما لم يعطيني إياه أحد من تحملت أنانيتي و أنا من لا يحتملني أحد و آلاف الكلمات التي لا تنصف جزء يسير من أفضالك علي !!! من تعتقدين أوصلني لسن الأربعين فلولاك لما عشت حتى العشرين وربما هذا أحسن

المهم أخباري التي تتلخص بالتالي .. مكانك راوح بل على وزن أكبر و بشاعة اكثر و ربما نظرت بفظاعة شكلي الحالي الذي يرعب و من ثم صراخ وليم الذي لا يهدأ ليلا و نهاراً..

مسكينة أمه التي لا تشتكي منه أبدا ثم ضيق خلقي عليه في بعض الأحيان أمارس عليه بعضا من غلاظتي التي كنت أمارسها على أولادك عندما أحب أن أنتقم منه قليلا لأنه لم يدعني أنام الليل و في بعض الأحيان أفكر كم هو مسكين بأن يكون له هذا الأب المخيف و البشع ... بعد يومان سنبدأ كورس غطس للأولاد و هذا يعني أن وليم سوف يتعلم السباحة منذ الآن و الغطس أيضا ..طبعاً تحت اشراف اخصائيين و أفلام و الخ الخ من أعاجيب هذه البلاد الغريبة على كل ما شاهدته حتى بالتلفزيون ..

اليوم ابتعت شورت سباحة فالمايوه الذي جلبته معي و إن كان يدخل بي فمن الغير اللائق لبس شورت أولاد صغار ... انتقيت أرخص شيء فكما تعلمين سيكون هناك نساء ربما عشر من النساء و الأولاد و ربما يكون هناك بعض الآباء لكن على ما أظن ليس كثيراً و هنا مكمن خجلي من شكلي .. فالسويديون وسيمين و رجالهم يتزوجين بسن صغيرة نسبيا عكس توقعاتي الغبية دائماً .. المهم حتى اللغة التي لم أفهمها حتى الآن و هي عكس ما توقع عقلي القاصر ... صعبة عليه جداَ و أقصد عقلي أنا !!!

منذ يومان ذهبنا إلى بيت أبوها في تلك القرية التي تكلمت عنها سابقا و ركبت دراجته النارية و تسليت قليلا بالأكل و الريف الجميل في هذا الوقت من السنة , حيث الحرارة قد أخذي بالبرودة مع شمس ساطعة و قوية .. رجعنا في آخر الليل بالقطار و من ثم بالباص إلى البيت ... طبعا أكلت و نمت ..

بدأت مدرستي و تغيرت المعلمة التي أحب و جاءت معلمة أخرى تحبني لأنني أكبر الصف و أبشعهم دائماً .. المهم قالت لي بأنني يجب أن أدرس أكثر فمستواي لا يؤهلني إلى فحص عام بالغة التي أستطع العمل بها علماً و حقا إني أدرس و لكن من غير المعقول أن يستوعب رأسي كما كنت أستوعب عندما كنت في العشرون مثلا .. أليس كذلك .. !!!

وليم شكيب بدأ يضحك و يكروت ... طبعاً إلى جانب صراخ لا يهدأ .. ويذكرني بمنذر و ماهر كثيرا و أستطع الجزم بأنه سيشبه أحدهما .... الله يستر !!!

لذيذ و لكنه ليس جميلاً .. ليس غربي أبداً و ليس كما قلت أصهب أي أحمر اللون .. كلا بل أنه أسمر أكثر من أبيض .. المهم الله يعيشو كما يقولون أصلي مرتان و أدعي له بطول البقاء .ز صباحا و مساءً .. للآن لم أستطع النوم كالسابق و ليس كسابق نومي عندما كنت في اللاذقية و هذا حلم بعيد التحقيق و ما أعنيه هو نومي المفشكل بعيد مجيئي إلى هنا ... علما ثمن الفرشة التي انام عليها 60ألف ليرة سورية تصوري !! و ابعتيلي صورة ..

للآن لم أعمل فقط يومان كما قلت لك مع طارق و قد أجزى لي العطاء فقد قسم الأجرة على اثنان علما هو الذي عمل اكثر و تعب أكثر و هو من أتى بالعمل ..

أصدقائي كيف هم .. لم تخبريني على علي الحكيم لا أحد يخبرني عنه و لا هو يتصل و أنا حاولت اكثر من مرة منذ زمن و لم يجاوبني و في بعض الأحيان أبعث له رسالة على الموبايل لكني علمت لا حقا بأنها قد لا تصل فالنظامان مختلفان .. المهم اتصلي به و سلمي لي عليه ..

سهيل و الشباب البقية الجميع دون أي استثناء محبتي و قبلاتي ..

جودي حبيبة قلبي الجميلة ... صورتك أمامي .. كم أنت جميلة و كم أنا أحبك و اشتاق عليك ولو كنت ويليام لبدأت بافتعال المشاكل لأحصل على قلبك .. منذ الآن .. لكني أعلم بأنه حمارو جحش و تستاهلي أحسن من واحد أبوه أحمر و احد في العالم و أمه أجحش و حدة في العالم ... لا لشيء فقط لأنها قبلت بي !!!!

منى مرة أخرى :

أما الشباب برهان البكر و بشار الفشار و سامر .... أرجو لهم كل خير و أدعو الله أن يوفقهم في هذه الدنيا الصعبة .. و ليعرفوا شيئاً كنت لا أعرفه أنا سابقا بأن الغربة ليست كما نتخيلها مطلقا بل هي نوع آخر من التجارب الصعبة النتي يمر بها الأنسان و أنا أكبر مثال حي لهذا .. لتحيوا حياةً جميلة بين أهلكم و ناسكم و إن ما يملكه الانسان حوله من هؤلاء لهو أغلى ما يمكن له أن يجنيه فلا المال و لا الشهرة و لا السيارات و الرفاهية ما يمكن للانسان به أن يكون سعيداً بل ذلك الدفء و الحب الذي كان يشع حولي و أنا أعمى ضائع .. السعادة السعادة و الحب و العمل الصالح بين الناس لهو أغلى الاشياء التي يمكن بها أن نكون سعيدين و هذا لهو نعمة من الله أن نقتنع بما لدينا و نحاول بالمستطاع أن نبني مستقبل بجهدنا و كفاحنا ببلدنا و به يستطيع المرء أن يؤمن لنا الكرامة و الحياة الكريمة .. و الله هو الموفق ..,..

لا إنني لا أمزح .. الزواج الأولاد الغربة الطويلة أي بأنها ليست سفرة سياحية .. هي أسوء الأشياء التي مرت بي و صعوبة أشياء كهذه هي بأنك لا تستطع محو هنا و هناك و تغير من مسارات الحياة ,, لكنك تستطيع بقليل من الوعي و تجارب الآخرين أن تنير قطعا صغيرة من طريق حياتك ..

أصدقاء .. أهل .. الجو .. مسقط رأسك .. سماءك .. عاداتك .. ماتؤمن به .. أشياء ليست صغيرة و تافهة بل هي جوهر الحياة و المحيط الملائم للإنسان ...

أكيد بأنني استرسلت بعفوية مشاعري و أحاسيس و لكني أحبكم و لهذا نقلت لكم تجربتي الفاشلة و ليست سعيداً بفشلها و تحطم أحلامي التي عشت من أجلها كل هذه السنين , فإذ بها غباراً و سحاب .. إليكم حبي و اشتياقي الكبير .. خالكم رفعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت.

برهاني الحبيب


أشهدأن لا إله إلا الله و أشهد ان محمداً رسول الله .. إن ديني الاسلام

.. إن ديني الاسلام ..

عزيزي و صديقي برهان ..

استلمت رسالتك و اكتشفت بأنك قرأتني كما قرأني صديقي .. ووقعتم بنفس الغلط .. إن ديني هو الاسلام و ما أرضى عنه بديلاً ....و من قال بأني أرضى عنه بديلاً , علاقتي مع الله هي أقرب من قلبي لنفسي .. و ما جرى و ما كتبت عن حادثة صديقي الذي يشرب الخمر و يأخذ من الدولة التي يكفرها و يكفر دينها المال و الملبس و السكن و التعليم المجاني و الحماية من أقرانه المسلمين في بلده التي تقول عنها قد تخلت عن دينها .. فالعراق كان يحكمه مسلم سني يصلي و صاحب الشهادتين و بنا أكثر من أي مسلم جوامع و في جانبها قصور , و أن ما فعله ليقشعر له الابدان .. و لكن مهلاً إن المسلمين من نتكلم عنه .. إن الاسلام دين وعقيدة يبني الانسان وجوده و علاقاته على أسسها , وإن علاقاته التي ذكرتها هنا هي علاقته مع خالقه و ليس مع البشر , فالبشر تحكمهم عوامل كثيرة يجب مراعاتها و البشرية كمجتمع حضاري بني على التفاهم و الاتصال و الفكر .. و أن نكون مسلمين فتلك نعمة قد من الله بها علينا و خلقنا من المسلمين و أرى في خيالي نفس المسيحي و اليهودي الذي قد يقول الشيء نفسه و هنا أقول أن الحاجة الانسانية للدين ليست فقط عبادة و حروب و فتوحات بل هي وعي اجتماعي خلاق بين البشر و ميزان متكامل في تعاملاتهم مع بعض .. الاسلام الذي ذكرته في رسالتك التي أقدرها و أحترمها و أحترم كل كلمة بها هو ما تؤمن أنت به , أبيك ربما صديقك و علي أن أحترم هذا الفكر لطالما هو فكر انساني نابع من حب البشر للخالق و ما يجتهدون به ... لكن ليس هناك داع بأن نحمله على رؤوسنا و نعلق كراهية البشر الذين لا يشاركونا معتقداتنا و فكرنا و إلا لكانت البشرية مسرحاً لمعارك لا تعد و لا تحصى بين البشر الذين يحملون دينهم على رؤوسهم .. ما جرى بيني و بين صديقي هو أقرب لشرح ما حصل مع أمتنا العربية و الاسلامية , لقد بنوا تلك الجدران بين البشر و لقد ألغوا الرأي الآخر و حللوا القتل فيما بينهم باسم الدين الحنيف دين الاسلام .. نعم إن الاسلام هو دين الله وفي هذه الكلمة دليل كاف على أن البشر مهما كانوا على درجة من العلم و الدين , لا يسمح لهم بالحكم على البشر الآخرين و معاملتهم كرتب دونية لأنهم لم يحملوا الاسلام ديناً , وهذه منطقياً تتبع الجغرافية و العائلة و المعتقد الراسخ في العقل منذ الطفولة .. منذ قليل كنت أتكلم مع حماتي عن التايلنديين الذين يأكلون الصراصير و الأفاعي و الحشرات و يقلون العقارب و الحرادين .. هل رأيتهم كيف يأكلونها على التلفزيون !!! لا ريب بأنك ستفرغ ما بمعدتك فوراً .. لكن في الجهة الأخرى , هل يشعرون بما تشعر أنت .. الأختلاف بين البشر حاجة و ضرورة و الاختلاف بين الآراء أيضاً حاجة و ضرورة و إلا لما كان للرسل من عمل ... !!( عم بمزح و لو ) المهم خلينا بالجد

في الصف عندنا يوجد عن ما لا يقل عن عشر عراقيين سريان و كلدانيين و صابئة اثنان و هم يعبدون النجوم ..

عندما تجادلهم بفكرهم و تبين لهم ماهو دين الحق هو تماماً عندما يجادلك تايلندي بأن العقارب المقلية هي أفضل و أطيب طعام في العالم .. هل تقتله .. لأنه يأكل العقارب .. هل تكرهه و تقيم عليه الحد .. و هل ترى بأن أي امرأة زنت يجب على الاسلام أن يرجمها بحجارة انظر ماذا جرى لتلك المرأة الافريقية, فاطمة عائشة خديجة ( نسيت اسمها ) , منذ يومان وبمساعدة المنظمات الانسانية صدر العفو عنها , لا أستطع شرح ماعناه ذلك للبشر .. أنا ذلك الشرقي الذي أتى من الشرق , أزيحت عن قلبي حجارتها و ارتحت فما بالك للغربيين العاديين كزوجتي و أؤلئك البشر العاديين الذي لا تستطع أنت اتهامهم بقتل الفلسطينيين و العراقيين) ستقول .. و أعرف هذا هل الفلسطينيين الذين يقتتلون في شوارع نابلس و غزة وبأحدث آلات القتل الأتوماتيكية هم بشر أدنى ... طبعاً لا و ألف لا .. فهم شهداء يدافعون عن الحق و ما يفعلة الاسرائيلي بالآخرين هو ذات الشيء ما تطلبه أنت مع الآخرين غير المسلمين .. التفرقة بين البشر الذين خلقهم الله و سواهم و أعطاهم و أحبهم .. إن الله يحب العباد و بمعنى أن الله يحبنا نحن .. الجميع و على اختلافهم يقولون يحبنا نحن ..و من آمن بغير معتقدنا فهو كافر و آثم و يجب عزله .. كيف..مثلاً أن اليهود يجب قتلهم فقط لأنهم يؤمنون بالتوراة الغير صحيحة أم أن المسيحيين زنادقة وانجيلهم محرف ويجب تخييرهم بين الاسلام ديناً أم أن الموت هو المصير ...و لعلمك أيها العزيز , ما تبجح أحد بأحد و نجح .. من قال لك بأني أصدق عن ماقاله أبي هريرة أم آخرين إن كان مسند أم إن كان بلا اسناد عن رسول الله (صلعم).. الاسلام هو الدين الحنيف الذين دعا للحق و العدل و الاخوة بين البشر و إن اجتمع الانس و الجن على أن يكون الاسلام غير كذلك لما صدقت !! الاسلام هو الدين الذي به سنحيا مع الآخرين بحب و أخوة خالصة .. العالم بكل بشره و فئاته , بشر لهم نفس الحق بالحياة , إن كانوا يهوداً أم مسيحيين أم هندوسيين , هم خلقوا هكذا و الرب يهدي من يشاء ..

يجب أن تجادلهم بالحسنى .. و دع البشر للخالق فأنه خبير بالعباد ..

ترى إن أحببت مسيحية كيف ستتصرف .. هل ستلبسها جلباب كما فعل مرة شاب مسلم بفتاة جميلة .. انظر كيف تغيرت بعد تركه .. في ثان يوم لبست ميني جوب , وهذا ليس عيباً .. الحرية هي أن نكون أحرار في أن نختار .. و إلا فأن ذلك ظلم على العباد ... قرأت قصة عن الحكم الاسلامي في الاندلس , كيف كان المسلمين يتعايشون مع اليهود و المسيحيين , كان المسلمين في ذلك العصر أقوياء لذلك كانوا أحرار و يعطون الآخرين حريتهم .. و الضعيف فقط يخاف حريات الآخرين .......................

خالك ... صديقك ... !! اجباري عنك , و بحبك , إن آمنت و إن لم تؤمن .. لأنك انسان غالي علي فأنت ابن أغلى و أقدس امرأة في العالم .. سترى الفرق حين تعرف امرأة غيرها .. بلا شك ( و لا خرز) إن تزوجت ..... إبقى قابلني .

وليم شكيب .. جميل إنما ليس بنصف .. أو ربع جمالك (عندما كنت طفلاً ) أذكر مرة نمت عندي و ربما هذه المرة اليتيمة التي نام بها طفل عندي في بيتي .. أتذكر ذلك عندما كانت كاتارينا تضع وليم ابن خالك بجانبها .. فلا أستطع النوم .. كل دقيقة كنت أسترجع ذكرياتي عندما نمت عندي .... كان فيلم رعب طوله ليلة واحدة .. المهم الآن وليم شكيب ينام في سريره لكنه في بعض الأحيان يوقظني باكراً الساعة الرابعة كالبارحة و أول البارحة .. ومرة خالك كاتارينا الله يشفسها لأنها (مسيحية) مصابة بزكام ورأسها به صداع لا تستطع الاعتناء به 24 ساعة أنا فقط آخذه ساعة و نصف صباحاً ريثما يطلق أول صرخة فأوقظها فوراً ضارباً الانسانية بعرض الحائط ..

و ألبس و أصلي و أذهب المدرسة .. حتى الٍساعة 11 أرجع و آكل طوال اليوم و هكذا .. خالك الضرطة ... عايش .. ياحلو ..

باي ولاه !!

سلامي لأمك

اليوم اتصلوا بنا شركة السكن التي نسكن بها و عرضوا علينا بيت أكبير ب7 أمتار فقط .. تصور 7 أمتار أي كوريدور المطبخ أكبر من المساحة التي عرضوا علينا لتبديل مساحة بيتنا البالغ مساحته غرفتك و المطبخ و الكوريدور إن لم يكن أصغر ..

كفار شو بدك تعمل .. !! بيكرهوني لأني مسلم !!

الكره يقتل صاحبه .. و الحب هو من يحي بنا حب الذات و الخير .. حب البشر للبشر اسمع أغنية جون لينون ايماجن و فكر بكلماتها قليلاً ترى ان الامور التي يفكر بها الغرب جميلة كمعنى بشري و انساني يتعمق في وجوب حب البشر للبشر ... برهان واحد أحبه و أخاف عليه هو أنت .. و لأني أحبك أنصحك كما نصحتني بأن تملئ قلبك بالحب و بالحب فقط تستطع الحياة بشكل أفضل ..