٢٠١٠/٠٢/٢٣

الأغنية أصبحت جزء من السماء .. الجزء الحادي عشر



عندما تكف عن الحلم تكف عن الحياة.

مالكوم فوربس


النساء في حياة الرجال, لاتصلح الا لقصص الفشل والخيبات ..!! مثل ذلك, الزواج وما يتعلق به كالأولاد, البيت, العمل, الجيران, العلاقات والأصدقاء .. المتزوجون يعرفون ما أتكلم هنا عنه .. !! الزوجة شريك مضارب وفعال في إخضاع هذه الشركة لتقلبات الغدد الصم ودورة الحيض وما يتبع ذلك من تغيرات في افرازات الهرمونات, وهذه الهرمونات تؤثر على التقلبات العاطفية عند الزوجة .. ومتطلباتها النفسية والجسدية .. أي إخضاع الشريك "الزوج" الى ساعتها البيولوجية المتغيرة دوما, فيقع الشريك في حيرة وتخبط في التعامل معها .. ثم الأولاد .. أي أن الشركة توسعت وازدادت مسؤولياتها .. وكلما توسعت هذه الشركة توسعت الهوة مابين الشريكين .. ازداد الخلاف .. أصبحت الزوجة هنا أم وبذلك يترتب على الزوج تغيير كامل في تعامله مع الزوجة التي زادت من سيطرتها على هذه المؤسسة الفاشلة أصلا منذ البدء والخليقة .. !!

أي زواج وأي فهم خاطئ عن علاقة الرجل بالمرأة .. زوجتي التي تركتها في البيت مع ولدينا, امرأة لايربطني بها سوى علاقتي لشريك مؤسسة خاسرة مستمرة من أجل بقية الشركاء او بقية المساهمين وهم بالطبع الأولاد. ماذا يربط الرجل بزوجته غير الآخرين .. !!

بدا لي من خلال الضوء المتغير بشدة عندما دخلنا الى النفق وخرجنا منه عملية موت وولادة .. كلنا ولدنا من نفق .. من العتم الى النور .. والى العتم لراجعون .. من الرماد الى الرماد .. ذات المعنى .. اذا الضوء هو الحياة ..

وجهها الابيض الجميل يسطع قويا عندما يخرج القطار من النفق .. يأتي ضوء الشمس بدل ذلك الضوء الشاحب الذي يشع من انابيب النيون .. وجهها الذي يخف ضوئه, كلما مرت امامه غية او سحابة .. يخف, لكنه لا يطفئه .. يبقى ضوءا بمسافة النفق .. يلقي ضوء النيون انعكاساته على عدستي نظارتها .. يمنعني من رؤية عينيها ..ثم يخرج القطار من النفق الى الحياة وضوء الشمس مرة اخرى, فيسمح لي برؤيتها .. كم هي رائعة .. ماذا لو تزوجنا .. ماذا لو قبلت بي حبيبا ثم تزوجنا .. نعم .. ثم أنجبنا ولدا .. !! بدأت أفكاري تسير نحو السوداوية .. الزواج .. الفصل الاخير من قصص الحب .. لن تبدو جميلة بعد شهرا واحدا من الزواج .. لن يبقى بها شيء يثير بي أي رغبة في النظر اليها .. الى متى يبقى الرجل مهتما بامرأة يحيا معها تحت سقف واحد .. يمارسان الجنس ويختلفان وينامان .. كل منهما له أشيائه التي يحبها والتي يكرهها .. كيف الحياة مع امرأة تكره هواياتي .. تكره اصدقائي .. غير راضية عن بدانتي .. أنا ايضا سأكون غير راض عن الكثير الكثير من تصرفاتها الخ الخ .. أي علاقة ستكون .. نظرت اليها ولاول مرة .. بتجرد عن جمالها .. عن تلك البراءة المرسومة بتفاصيل وجهها .. نظرت اليها كزوجة .. لم أر بها شيء يثير بي أي مشاعر .. اعتبرتها زوجتي منذ سنة .. لا اقل من سنة .. زوجتي منذ ثلاث اشهر .. أي شيء يبقى .. فضلات من مشاعر واحاسيس .. انطفاء الرغبة .. أرعبني هذا الشعور .. أغمضت عيني .. ودخلت في تيه الأغنية مرة أخرى .. الأغنية هي ايضا نفق .. عتم .. لكنه حالم ..

في عالمه الذي يشبه القبر ..

العتم والبارد... نام عميقا وحلم

أنه أضاع حلمه ..

الجزء العاشر

الجزء التاسع
. الجزء الثامن

الجزء السابع

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني

الفصل الاول

الصورة اسمها

Two Seats

لستيف كوسلينغ

٢٠١٠/٠٢/٢١

الأغنية التي تحول رتمها الى مسرحية .. الفصل العاشر


يا للجو الرومانسي الساحر! إنه خطر داهم . لو مشيت في هذا الجو مع أية فتاة في العالم لتخيلت أنك تحبها ...

أحمد خالد توفيق


في الأيام العادية, غالبا ما أبقى في المنزل أتابع بعض اهتماماتي .. بعضها لا أستطع ذكره هنا !! .. الأولاد في المدرسة والزوجة في العمل .. لا يبقى لي إلا أن اقضي يومي بابتلاع الطعام وشرب الشاي ومشاهدة وقراءة بعض الصحف بواسطة الانترنيت, وسماع بعض الأغاني .. اليوم في السويد قصير جدا .. ربما ذكرت ذلك في مناسبات كثيرة ..!! .. ... الوقت هنا له سرعة مختلفة عن أمكنه أخرى ! أتكلم مع الأصدقاء بواسطة الماسنجر وأقرأ إيميلاتي .. أرد على ما اعتبره مناسبا .. أشكر الجميع على أي ملحق طريف قد يبعثونه .. على الأقل انه دليل على اهتمامهم بي !!

لازال جون دنفر .. يصدح في اذني ...سماعات الاذنين لاتناسب تصميم اذني! هل اذني تختلف بتصميمها عن الاذن البشرية العادية !!.. من غير شك أن مصممين شركات عالمية مثل سوني وتوشيبا وفيليبس, قد أجروا تجارب لتلك التصاميم على آلاف الاذن البشرية .. لكنها ويا للاسف.. لاتشبه اذني !! غريب!!

.. .فكرت بكل هذا عندما سقطت سماعة اذني اليسرى وبدا لي أنني رجعت للاصوات البشرية واللابشرية التي تحيط بي .. يا الهي .. ضوضاء غريبة .. رنين الموبايلات .. لغات عدة ولهجات متنوعة .أصوات نساء ورجال وفتيان وفتيات .. زخم من البشر .. أصوات ميكانيكية .. فتح الابواب واغلاقها .. صوت السائق .. بسرعة أرجعت السماعة الى مكانها في اذني وضغطتها بشدة .. لدرجة الالم .. عدت الى صوت دنفر الهادئ .. وجاءت الى مخيلتي صورته الموضوعة على غلاف السي دي .. يشبه صبي في السابعة عشر .. بشعر اشقر و غرة منسدلة الى منتصف جبينه ونظارة طبية بعدستين دائريتين .. !! يبدو لطيفا ..

ارجعت رأسي الى أعلى مسند المقعد ... صوت احتكاك شعري بنسيج المقعد أثار بي حنينا للنوم .. بدا لي أن جفني قد اتعبهما طول النظر الى تلك الفتاة .. جلست بشكل آخر, منحنيا الى جنبي, ليتيح لي النظر اليها عن طريق النافذة .. لاشيء .. لم أر منها شيء .. كان ذلك خطأ مني أن أدير للنافذة وجهي .. سحقا ... كان يجب أن اعلم أن نافذتها هي التي تعكس وجهها نحوي وليس نافذتي .. !! تململت قليلا , مدعيا بأني نعسا وتعبا .. رغم أن ليس هناك احد قد ينتبه الي .. فالجميع هنا مشغولون بأشيائهم .. جلست بشكل جيد .. وتحضرت, لأوجه نظري إليها .. !! كانت كما هي .. بهدوء وملائكية .. تنظر الى النافذة .. تنسدل بعض خصل من شعرها, الهاربة من ربطة بيضاء, مطاطية ناعمة, على خدها ووجنتيها .. لم تكن شقراء .. بل شعرها كان كستنائي .. ولامع ... أي سحر ألبستني هذه الفتاة .. هاهي تدير وجهها, لتلتقي عينانا بشكل لايمكن لأي منا أن يشك بأننا تقصدنا سوية أن يصيب كل منا الآخر.. .. ابتسمت .. نعم اخيرا ابتسمت..!! كان هذا أول رد فعل ايجابي منذ بداية الرحلة .. اعتراني خوف غريب .. هل هذه دعوة .. استلطاف .. مبادرة .. شفقة .. خوف ... آلاف التفسيرات المبهمة تطلق اعيرتها الحارقة في فكري .. ماذا لو ... لماذا الآن .. بعد أكثر من نصف ساعة .. الآن قررت أن تبتسم لي .. هل اعتادت شكلي .. هل كانت نظراتي لها محببة ام أنها ربما خافت وفضلت أن تكون لطيفة بدلا من تجاهل هذا الوحش المخيف .. ...!! لماذا يجب علي أن أكون بهذه السوداوية .. ربما قررت أن تخوض تجربة علاقة مع رجل يبدو عليه أنه غريب الاطوار ... رجل يكبرها سنا .. من يعلم ربما .. ليس لها صديق أو أنها خارجة توا من علاقة فاشلة, بسبب خيانة صديقها مع صديقتها المقربة ..!! يجب أن أفعل شيئا .. خاتم الزواج الذهبي في أصبعي .. تذكرت في أحد الملاهي في السويد قالت لي فتاة حين شاهدت خاتم الزواج .. إلا تستحي من نفسك .. تلبس خاتم الزواج وتتكلم مع الفتيات في المرقص .. كانت من النروج .. إذا يجب أن أنزعه .. بشكل يثير الضحك .. خبأت يدي اليسار تحت سترتي ونزعت خاتم الزواج من أصبعي .. لم افعل هذا مطلقا من قبل !! ووضعته في جيبي ... يجب أن لا أتراجع .. عندما تنزل في أي محطة يجب أن أتبعها وأتكلم معها .. في أي محطة حتى لو اقتضى الامر ان أتابع معها أو أن أترجل من الحافلة قبل وصولي الى وجهتي التي كنت قد قررت أن اصل اليها ... !!

ها أنا الآن حرا .. حرا .... !! .. سأوقظ ذلك العاشق من جديد ..


عندما ..
لم يكن هناك غير العتمة ..
وليله كان قاسيا
وصباحه باردا
...
عندما .. لم تشرق شمس ولم ..
تلمع في السماء..
نجمة واحدة ..
رسم على جدران كهفة ..
نارا يتدفئ بها
ثم نام ..
..
وحلم
بالجنة

=======

الصورة للمغني جون دنفر مع احد شخصيات افتح يا سمسم او شارع سسمي

الجزء التاسع
. الجزء الثامن

الجزء السابع

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني

الفصل الاول

٢٠١٠/٠٢/١٢

تبدو الأغنية .. قد انتهت وبدأت أغنية أخرى أكثر حزنا .. التاسع


الفصل التاسع

الحالم يكذب على نفسه، أما الكذاب فيكذب على الآخرين فقط

فريدريش نيتشه

القطارات التي تسير بواسطة الكهرباء

... ليس لها صافرات .. ليس لها دخان ..

انها صامتة ..

ليس لها سوى صوت احتكاك عجلاتها الفولاذية على قضبان السكك ..

المقاعد المريحة بلونها الازرق الجميل .. كل ذلك يشعرك كأنك تركب سيارة عادية لولا شركاؤك ألبشر .. عندما يقترب القطار من المحطة ..يتمهل بسلاسة .. اسم المحطة التالية يظهر على الشاشة .. ثم صوت السائق او السائقة .. يتكرر اسم المحطة مرتان .. ثم يظهر من النافذة البشر الذين ينتظرون القطار .. يفتح القطار ابوابه .. بنتظر الصاعدون الركاب المغادرون لينزلوا أولا ثم يبدؤوا بالصعود .. خلال دقيقة واحدة او اثنين يبدأ القطار بالمسير مرة اخرى ..!!

فتاتي لازالت جالسة تنظر من النافذة التي يظهر منها الجهة الثانية للرصيف .. !! تغلق الابواب ويبدأ القطار بالتحرك .. تتململ فتاتي قليلا .. لقد مضى تقريبا نصف الساعة منذ صعدت .. أعرف الوقت من خلال المحطة .. انها "الف خو" أو ألف شو ... (مركز اكبر معرض والذي يسمى باسم معرض استوكهولم .. زرته بعض المرات حين اتيحت لي فرصة مشاهدة بعض المعارض , خصوصا المفروشات .. وأدوات النجارة .. ) أدارت وجهها ونظرت إلي.. كان وجهها قد ملأ عيناي .. كنت أستطيع أن أحلف أغلظ الإيمان بهذه اللحظة, أنني ظننت بأنني قلت لها بأني أحبك أو أن تقبلني أو أنني أعلم ما اسمها .. كأنني كنت حبيبها منذ سنوات .. بقت تنظر إلى.. لا اعرف كم من الوقت .. لكنني بقيت انظر إلى عينيها .. ماذا تفكر بي .. !! ماذا ستفعل ..!! هل ستفعل شيئا سيئا .. هل ستأتي إلى وتقول, لماذا تحدق بي..!! ..

لم يحصل أي شيء .. كنت فقط غارقاً في مياهها .. كنت أحيا داخل عالمها المصنوع في خيالي .. عالمها الذي بنيته في عالمي الخاص .. أدخلته في خيالي .. كان عالما هلاميا .. كل شيء فيه رخوا .. بطيئا .. عالما مصنوعا من الموسيقى والجمال .. مصنوعا من خصلات شعرها اللامعة .. من أهدابها .. من الزغب التي تحت أذنيها .. .. منها كل جسدها .. وجهها الملائكي .. كل شيء بها وضعته في ساحات عالمي .. صار عالمي لوحة سريالية .. كلوحات سلفادور دالي .. عندما رسم لوحات عديدة تتعلق بامرأته.. انغماسي بها جعلني أتحسس الحياة بشكل آخر .. بضوء أكثر سطوعاً .. رحت أبتعد, أكثر وأكثر عن المكان .. مصطحبا وجهها .. كانت فتاتي الراكب الوحيد الذي يستقله قطار خيالي في عالمه الجميل

.. .. لنرقص .. قلت لها .. !! مدت يدها.. قبلتها, وساعدتها على النهوض .. من على عرشها الازرق .. الموسيقى والقاعة والأضواء تشبه لحد كبير سهل كبير مفروش بالثلج ..محاطا بأشجار باسقة, تحولت أغصانها الى انابيب من الجليد اللامع ... السكون الالهي .. يتجمد حتى صوت الطبيعة .. يبدو كأن الضباب قد تحول الى ثلج أيضا !!.. كان هناك بعضا من الطيور التي آثرت البقاء في الشتاء على الرحيل .. تتنقل من شجرة الى اخرى ..!

قالت فتاتي, لم أرقص الفالس من قبل .. قلت لها في عالمي الجميع يرقصون جيدا ..!! بدأت موسيقى شوبان .. وضعت يدها فوق كتفي وقالت, أني لم أرقص مع رجل بعمرك من قبل, ربما أبي فقط .. رحت أضحك ..!! وبدأنا نرقص .. كنت أرى بانوراما المكان, كنت بندولا يدور مغيرا مكانه .. لم أشعر بأرجلي , كنت راقصا بارعا .. شددتها إلى صدري محاولا تحسسها أكثر .. فاتحا كفي على خصرها .. فجأة .. لم تعد فتاتي معي .. ارتدت يداي في الفراغ .. بدأ الثلج بالذوبان .. توضحت الأرض التي كان يغطيها البياض .. حجارة وأوحال .. الطيور السوداء صارت أسرابا من الغربان والاشجار بدت الميته الشاحبة .. .. وتحولت موسيقى شوبان الى أصوات رعد ورياح ..

فتاتي ابتعدت عني .. رأيتها جسدها العاري يبتعد .. أرجلي التصقت بالارض .. كنت قد تحولت الى شجرة رمادية .. وهي قد تحولت الى غبار ..

بقيت وحيدا .. في منتصف ذلك العالم الوحشي .. في منتصف عاصفة من الوحدة والحزن ..

بدأت عيناي تتعب من تحديقي بها .. خيالات البشر الجالسين والواقفين تبدو لي أشباحا تتحرك في كل محطة .. تحول كل شيء إلى كآبة قاتلة .. كنت أعلم أن كل هذه المحاولات للفرح ليست مجدية .. محاولات السعادة في عالمي الغير موجود .. عالمي الكاذب .. عالمي المنتظر .. قد أرجعني فجأة إلى واقع سقم.. هبطت من علو مرتفع إلى مقعدي في الحافلة ..!!

نعم من أنا .. رجل قارب الخمسين .. متزوج له ولدان وامرأته حامل .. عاطل عن العمل .. بدين .. مريض .. تعس .. لاينام جيدا .. وحيد ... !! وحيد ..!! أنا الذي توجت مرات بأني صاحب اكبر عدد من الصداقات .. وبأني صديق الجميع .. أنا صديق الأعداء والمتحاربين .. وحيداً هنا .. في هذه القاطرة .. المحشوة بالبشر.. في هذه القاطرة التي تتجه غلى ستوكهولم .. أمام هذه الفتاة .. القطار والحافلة والبشر .. نقطة صغيرة في فنجان الحياة الكبير ..

أنا .. لم أعد قادرا على الطيران .. والرجوع الى عالمي الحالم .. عالمي الذي ينتشلني من تلك الكآبة ..

سأحاول .. أغمضت عيناي .. وغرقت في عتمة أجفاني .. راحت أفكاري في عالمي السابق .. عالم ماض لم يدخل عالم النسيان بعد .. قصص عشقي .. غانياتي .. فتيات الحي .. المدرسة .. بريطانية .. كل الفتيات التي استطعت إحضارهن إلى اللحظة .. نعم كن موجودات .. أتوا واحدة تلو الأخرى .. كرتل من الخريجات .. وأنا أعلو المنصة لتوزيع شهادات الامتنان لهن .. جميعهن رائعات .. شكرا شكرا .. لحضوركن .. هيا .. لنعربد .. أيتها الموسيقى ارعد.. ايها الخمر .. اجر .... !! لنحتفل بموتي .. !

سسسسسسسس ترت سسسسسسس ترت سسسسسس ترت سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس

لاصافرات لادخان ..

القطارات الكهربائية .. بلا روح ..

لاتموت.. فقط تقف عن السسسسسسسسس ترت سسسس ترت سسسسسسسسسسس ترت ..

عندما يموت الصوت ..

يبقى فقط .. صديقه السكون ..

الجزء الثامن

الجزء السابع

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني

الفصل الاول


٢٠١٠/٠٢/٠٦

تتكرر نفس الأغنية, دون أن أدري !! الثامن

احصر نفسك في الحاضر.
ماركوس أوريليوس

في التشكيل الخارجي للمكان .. كان كل شيء هادئ, .. عبر النافذة ترى تلك الطبيعة المكتنزة جمالاً .. الأشجار الباسقة والسهول .. بألوانها التي تتبدل بتبدل فصول السنة .. في هذا الوقت اكتست الطبيعة ثوبها الأبيض .. ألبسته للأشجار وأسطح البيوت الخشبية التي تظهر هنا وهناك ..لونت به كل السهول والبحيرات. السماء بلون يميل إلى البياض أكثر منه إلى الرمادي الخفيف .. والشمس التي راحت تبث الضوء خلفها .

في طريقه, قليلا ما يصادف المسافر مشاهد لأشياء تتحرك .. يعبر القطار من مدينتي الى ستوكهولم, قرى صغيرة .. تحولت بفعل مشروع المليون - الذي نفذ إبان السبعينات - الى ضواحي متكاملة, تتبع للعاصمة السويدية .. كانت لتحافظ على طرازها القديم لولا هذا المشروع الإسكاني الغير منسجم كليا مع البيئة والمحيط!. تلك الأبنية ذات العشر او أكثر من الطوابق, المتكررة بذات النمط المعماري للبناء الشعبي في الدول الاشتراكية .. علب من الاسمنت .. قاسية بلا روح .. بألوان وزخرفات, تذكرني بصور المدن التي كنت أراها في المجلات السوفيتية كمجلة أوزبكستان السوفيتية اليوم والألمانية الشرقية كمجلة مدار, التي كانت تتصدر واجهات المكتبات في سوريا قبل تفكك الاتحاد السوفيتي ..

طوت فتاتي, الأوراق بهدوء غريب .. كانت عيناها تلمع كلما انعكس, ذلك الضوء الخجل الآتي من النافذة .. تلمع ! يا له من وصف لعينين من وراء عدسات النظارة .. ! هاهي تفتح حقيبتها الجلدية وتضعهم, تفتش عن شيء آخر .. هاهو " لم أحاول هذه المرة أن أستنتج " أمسكت بشيء ثم تابعت البحث عن شيء آخر .. أمسكت بقطعتين .. كان قلم شفاه ومرآة صغيرة تفتح على شكل قلب أحمر .. لم تعد تأبه بنظراتي .. !! بل راحت تتفنن في تلوين شفتاها الورديتان, .. وتنظر اليهما بالمرآة, فتصحح الزيادات التي خرجت عن حدود شفتاها .. كأنني أنا المعني بهذا .. رحت بلا ارادة, أقلد بعضا من حركاتها, خصوصا عندما دعكت شفتاها لتمد احمر الشفاه على مساحتهما .. كانت حركتي تلك غير مفهومة لي, كنت مندهشا من ذلك, عندما فجأة, شعرت بأني أقلدها من غير إرادة .. كنت مسحورا ..

وجودها أمامي أفرحني .. حركاتها القليلة, الخجولة وجلستها الهادئة, جعلتها ملكة بكل الهيبة الرائعة للملكات .. تحول مقعد القطار الأزرق إلى عرش مذهب , تجلس عليه ملكتي .. أنا خادمها .. أنا من الرعية .. يا ليتني من عبيدها .. أن أكون من يمكنهم رؤيتها .. أن استطع أن أقترب منها منحنيا أن ألمس كفها الأبيض .. أن اقرأ لها خطوطه .. أن أتمعن بتشكيل أصابعها وباطن كفها .. أن أتكلم وأتكلم عن مستقبلها .. أن أستطع بكل ما أوتيت به من رغبة أن أجعل من كلامي سعادة لها .. أن أجعلها تبتسم .. تضحك .. تضحك .. فكرة رائعة .. مهرجاً ...!! أن أكون مهرجا !! لم لا .. مهرجا بدينا .. المهرجون في القصور لا يمكنهم أن يكونوا غير ذلك .. أنهم يأكلون باستمرار .. ضحكت وأنا استرسل بأفكاري الغريبة .. لكني لازلت مشحونا بقدرة كبيرة على إحساسي بوجودها إمامي .. كانت الموسيقى التي اسمعها قد تكررت مرات ومرات قبل أن أفكر في تغييرها .. لكني سعيد . أتحسس الموسيقى كجزء لا يتجزأ من حضورها الرائع ..فتاة القطار .. سأسميها فتاة القطار .. فتاة القطار الجميلة ..

توقف القطار ..

البشر يصعدون ..

يتبدل الجالسون .. بجانبي او بجانبها ..

نحن..

انا وهي لازلنا في مقاعدنا ..

الابواب تنزلق وصوت السائق .. يعلن المسير

لا زال كل منا غريبا ..

انا انظر اليها .. واحلم

هي تنظر الى النافذة .. والمناظر تتكرر

الاشجار نفسها ..

البيوت نفسها ..

كل شيء يتكرر على النافذة

في المقاعد .. لايتكرر البشر نفسهم

هي لن تتكرر

هي فتاة القطار

لرحلة الذهاب

وانا الذي يتكرر

الرحلات كثيرة

...

......

القطار يعزف على مسلكيه الفولاذيين .. موسيقته الدائمة .. سسسسسسسسسس ..

ومابينها من ايقاع, ذات رتم موحد..

حسب السرعة .. بسبب فوارق وصلات السكك .. ترت .. ترت .. ترت

سسسسسسسسسسسسس ترت سسسسسسسسسسسسس ترت

الجزء السابع

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني