٢٠٠٨/١١/٠٢

أن أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت



لماذا أخاف من الموت ؟

فطالما انا موجود , فان الموت لا وجود له

وعندما يكون الموت , فأنى لست موجودا

فلماذا اخاف من ذلك الذى لا وجود له عندما أكون موجودا ؟؟

Why should I fear death? If I am, death is not. If death is, I am not. Why should I fear that which cannot exist when I do?

ابقراط

منذ فترة وأنا أفكر في كتابة شيء عن الموت .. والقصد من هذا, هو أن أصف محاسن الموت بالنسبة لي .. فارتأيت أن اصف مشاعري التي سأفكر بها يوم أموت ..

في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم بارد, بدأ ألم يسري في يدي اليسرى , شعرت انه ربما الم مؤقت, سيذهب حالما آخذ حبتين من المسكن الجديد الذي جاءت به زوجتي..

جالس في البيت وحيدا .. زوجتي ستأتي مع الأولاد بعد ساعة. لقد أحضرت الشوربة التي يحبونها وبعض الخضار المسلوقة والأرز.. كل شيء حاضر .. سأطفئ الكومبيوتر وأنام قليلا عل هذا الألم ينتهي ..

استيقظت بعد زمن لم اعرف مقداره وألم شديد في الصدر , عرفت فورا أنه خثره قد أغلقت شريانا ما! وبدا تنفسي يصعب وثقل يضغط على رئتي .. كان بودي أن أصل للهاتف بل وتذكرت أن على المصاب أن يكح ما أمكنه ذلك, لكني استسلمت وكأنني سجين قد أتته فرصة الهرب من السجن, عندما اكتشف أن باب الزنزانة مفتوح .. !! خيارات البقاء كانت دافعها الأساسي أولادي وزوجتي وأهلي .. أختي منى بالأخص, سيحزنون جدا ..

سأكون سبب لحزنهم .. لكن من الأفضل أن أكون أنا السابق, لذا وبدون تفكير أوقفت إحساسي بالحياة وبدأ وعيي بالغياب .. لقد توفيت .. تذكرت أنني لم أكتب, ما يمكنه أن يكون شيئا ظريفا ربما, على شاهدة قبري .. كان بودي أن أكتب شيئا ما مميزا .. مضحكا ما أمكن..

ليس مهما .. الآن أنا حر من كل شيء .. لم أعد آبه لأي حزن . لم أعد أحزن على البشر , لم يعد الهم والقلق من يضغط على رقبتي ليلا نهارا .. لم أعد بحاجة لتصليح أسناني, أو أن أختبر آلام الكلاوي والتهاب المثانة .. وربما السكري والشيخوخة , لم أعد بحاجة لأتعب ,أجوع , أخفف وزني واشعر بالخجل أمام جسدي السمين أو بالحزن على شعري الذي يتساقط كالمطر ...... كل هذا انتهى .. القلق على الاولاد, الاهل , العائلة , العمل , الاصدقاء , الاوجاع , كل شيء .. ذهبت تاركا للاحياء الباقين تلك التركة من الهموم والقلق ..

........أما أنا .. فها هو رجل الاسعاف يقيس النبض وينكس رأسه .. قائلا لصديقة لقد توفي ولا يمكن فعل اي شيء له .....



الصورة تعود لتاريخ قديم في اواخر السبعينات

الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ


هل هناك نعريف ما لهذه الكلمة ..
نعم وقد بدأ الانسان منذ الخليقة يربط نجاحاته وفشله بشيء ما , اختلف في تفسيره حسب الزمان والمكان والشكل للمجتمع ...
أنا أؤمن كأغلبكم به .. وأزيدها بأني لا
اخجل من مايمكن لاعترافي هذا ان يؤثر على مصداقية ما اكتب .. أنا الذي أؤمن بالعلم والمنطق والعلمانية!! لكن يجب ان يكون هناك شيء لتفسير مايصيبنا من صدف وتوقيت واحداث تجتمع للحظة, فتكون اما سيئة او جيدة ..معنا ام ضدنا .. فنطلق عليها حسب سلبيتها "نحس" ام حسب ايجابيتها "حظ ".. لذا وجب التفسير الحظ هو دائما ايجابي بحسب قول لاخي منذر " لايمكن القول حظي سيء .. يمكن القول حظي قليل وهو على كل حال نسبة من الحظ " وهذا منطقي .. خطرت على بالي ان اكتب مايحصل معي من امور ربما تكون بلا معنى لاغلبكم, لكنني عند حدوثها, تقلب يومي الابيض الى محيط من العتمة و السلبية .. سأكتب ما أتذكره من مصادفات نحس, لازالت تعشعش في خلايا دماغي الآيل الى الاضمحلال ههههه

في اللاذقية .. ك
نت انتظر الفتيات لتأتي لبيتي .. بشيء من الترقب والخوف لألا تتعرض الفتاة لفضيحة أو الى مشكلة في بيتها وبين اهلها .. ثم كان بينهم متزوجات مما يقلب الامور رأسا على عقب اذا اكتشف الزوج او اي احد بعلاقتي مع اي احد منهن .. لذا كنت دائما حريصا على ان اتفقد السلم ذو الدرجات العريضة المؤية الى شقتي .. وعندما تأت كان دائما هناك احد ما على الدرج يتناقش مع احد الجيران مما يشكل لها خطرا على ان تصعد لشقتي فيفشل الموضوع .. تقولون هل هذا دائم .. اقول غالبا كان كذلك .. فترجع مرة اخرى ..
أما صديقتي التي تسكن دمشق فكان مجيئها النحس الاكبر .. تتأخر في المجيء فأنزل للسمان لاشتري شيء ما !!,... في الدقائق القليلة ربما الثلاث او الاربع .. تأت فلا تجدني فتذهب تاركة ورقة على الباب .. أتيت ولم أجدك ياواطي !! "فأقفز على الدرجات الثلاثين التي تفصلني عن الشارع" بمختلف الاشكال دعكلة, سقوط, دربكة, خبط وزحط فأصل محطم مليئ بالكدمات وثيابي ان لم تكن قد تمزقت فهي بالـتأكيد قد ساهمت في تنظيف جزئي لدرج البناية !! فأسب وألعن .. حظي
لن تصدقوا ان قلت حصل هذا معي مع تلك الفتاة ربما 5 مرات من 9 مرات جائت بها الى اللاذقية .. فشلت علاقتي معها ولم تستمر .. !! وكانت من البنات المميزين ..


أقمت علاقة مع
أجمل بنت في بلدي وأحببتها بالفعل ..لكن سوء التوقيت والحظ افشلها فبعد شهرين من علاقتي معها سجنت , وعندما خرجت كانت قد أحبت شاب آخر .. ثم بعد سنين ثلاث ربما رجعنا أصدقاء وعرفتها على احد اصدقائي فتزوجها وأصبح بفضلها أحد ملوك المال في بلدها الام.

كنت في مكتبة فكر وفن اداوم بعد انتهائي من خدمة العسكرية فترة الصباح لتقضية الوقت ريثما أبدأ العمل, فجاء احد الشباب في الوقت الذي أرجع به الى البيت او الى اي مكان آخر وبدأ في نقاش حول الموسيقى و المنهاج العلمي للجامعة .. الى أن أتت دورية مخابرات وخطفتني .. كانوا يريدون اي احد موجود هناك .. حظي أنني تواجدت في الزمن الغير مناسب !! هههه لن اتكلم ماحصل معي بالاعتقال ..

عندما أعطاني أحد أصدقائي 25000 ل س لاشتري له كوندشن روسي اتفقت مع احد الباعة ان يأت ويأخذ المبلغ بعد ساعة .. في هذه الاثناء جاء لعندي احد الاصدقاء وأصر على ان أرافقه في سيارته ليتكلم معي , فقلت انني انتظر احد ما لأعطيه مبلغا من المال فقال استطيع ان اوصلك لعنده .. عندما اقتربت لمحله ولازلت بالسيارة , أضائت الاشارة المرور حمراء فمزلت من السيارة احمل المحفظة بيدي .. تنبهت ان المحفظة قد وقعت .. لكن بعد فوات الاوان .. ضاع كل المبلغ اضافة للمبلغ الذي كان اصلا بمحفظتي .. كان المبلغ آنذاك في الثمانينات كبيرا .. !!

في كل مرة انشر فيها غسيلي خارجا على البلكون الداخلي ..
تبدأ جارتي التي تسكن فوقي حملة تنظيف فتتسخ كل ثيابي !!

عند رجوعي اول مرة من السويد الى بيتي في اللاذقية , تفاجئت بأن كل السجاد المركون فوق خزانة الثياب في غرفة النوم قد تلف بسبب نش او تسرب ماء مما ادى الى عفونة الصوف وتلفهم .. وكانو من السجاد الفاخر العجمي الذي بقي من بيت اهلي والذي رفضت مرارا بيعهم بسعر كبير ..!!

يحترق دائما آخر رغيف خبز موجود في البيت , عندما اسخنه على الغاز .. !!


وجود شرطي بالصدفة في الشارع نفسه صباحا عندما منعو الدراجات النارية وانا اوصل احد اصدقائي الى الحلاق فتم القبض علي ومصادرة الدراجة النارية..!!

كان عمري 17 سنة عندما ألقت القبض علي دورية مشتركة بسيارتي المرسيدس ايام المشاكل الداخلية في سوريا باول الثمانينات .. كان يوم الخميس والساعة الواحدة .. حيث تم ايقافي يومين .. في الايام الاخرى يتم التوقيف بالمحكمة ويقدم الى القاضي ويخلى السبيل باليوم نفسه..!!

ماتت جدتي لامي وامي في نفس السنة 1978 كان عمري 16 سنة ..

تزوج ابي حين كنت سأتابع حياتي في لندن .. فرجعت ..

وقعت من ارتفاع 3 امتار عندما صدفة أتيت للصالة الرياضية في الساعة الثامنة مساء " وهي بالطبع يجب ان تكون مغلقة" فأدخل اليها واتعلق بالحلقات واقوم بالتمرجح حتى وصلت لان ادور حول نفسي فأفلت الحلقات خوفا من التواء يدي واكتافي فأقع على ظهري مما سبب لي كسر 5 ريش من قفصي الصدري ودخول اثنين منهم للرئة وهدم جزئي للفقرة العجزية الثالثة .. ..

توفي ابي في الوقت الذي كنت سآتي به مع ابني الى اللاذقية.

لن أتابع يكفي .. أما في السويد فلامر يختلف بوضوحه اكثر ..
القطار الذي أصل اليه بشق النفس .. هو القطار الوحيد الذي يتأخر وربما في حالتين لايأت البديل الا بعد ساعة او ربما يتعطل الخط اكثر من ساعتين .. أما اذا تأخرت ووصلت تماما بالوقت فأراه قد اغلق ابوابه وبدأ التحرك .. أكثر من 80 بالمية تحصل هكذا حالات!!

أول سيارة ضربتها في السويد .. أي اول حادث سير حصل معي فهو مع سيارة شرطة تقف للتفتيش !! انقر هن
آت دوما الى موقف الباص القريب 5 دقائق من بيتي بالضبط عندما أراه على بعد 50 متر يغادر ..

عندما رجعت من اللاذقية وكل صور رحلة ثلاث اشهر مع الاولاد والزوجة في اللاذقية في موبايلي الجديد الغالي الثمن .. سرق مني بعد ان تركته في سيارة صديقي طارق ل20 ثانية فقط..

لن أنسى سوء الحظ الذي رافقنا في رحلة اوروبا .. حيث اختلفنا وتعطلت السيارة واضاع صديقي طارق محفظته مع النقود واوراقة الرسمية وجواز سفره .. ثم ولسوء الحظ عندما سنرجع للسويد من غدانسك تحركنا من وارسو قبل 9 ساعات وكانت كافية لولا سوء الحظ لنر السفينة تتحرك امامنا مغادرة الميناء .. تماما .

من فترة اسبوع فقط .. اتصلو بي من الشركة وقالو يجب ان تذهب الى مدينة تبعد ساعتين عن بيتي لاعمل هناك, فأنا أعمل فقط في حال احد ما بحاجة لعامل او سائق .. عندما وصلت منتصف الطريق, اكتشفت بان لا نقود ولا بطاقة الاعتماد ولا وحدات في الموبايل .. وعلي ان اكون في الشركة .. كنت في وسط كل شيء . تصوروا بدون اي مال كيف سأرجع .. حلها الحلال ..!! يوسف سالوخة الصديق

هل تصدقوا ان قلت أنني اكتب هذا للمرة الثانية بعد ان كبست خطأ زر التشغيل للمحمول فتم الغاء كل ما كتبته سابقا هههههههه .. صدقوا بالحظ والنحس .. ليس عيبا !!


اقرؤو ما كتب في مختلف النقاشات في المنتديات العربية
الحظ في اللغة:
هو النصيب
حُظوظ و حِظاظ و أحظّ
وهي النصيب من الخير و الفضل
وهو اليسر و السعادة و الصدف الحسنة و حسن الطالع و التوفيق من الله
وقد يطلق على النصيب من الشر
و سوء الحظ من النحس و التعاسة و سوء الطالع ...!
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
ما هو الحظ؟
قيل انه القضاء و القدر
او هو نصيب كتب لشخص سعيد و لم يكتب لآخر تعيس
كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية .. !!
أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواطن الحرجة....!

ذكر الحظ قي القرآن الكريم في مواضع عديدة

فحظ قارون وصف في القرآن بالحظ العظيم
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ
الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ
عَظِيم ٍ)
... القصص- الجزء العشرون

وحظ الآخرة وهو جنة النعيم
)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ(
... فصلت- الجزء الرابع والعشرون

وحظ المواريث
)يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ(
النساء- الجزء الرابع

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
الرضى و القناعة هما سبب السعادة
وجد في حالات كثيرة جداً ، أن الإنسان يأتيه الموت ، ولا ينال حقه!
إذاً فلا بد من حياة اخرى توزع فيها الحظوظ توزيع جزاء ، بعد أن وُزِّعت في الدنيا
توزيع ابتلاء .

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
وأمثلة الحظوظ كثيرة...
فالمال حظ والصحة حظ و الزواج حظ
هناك زواج ناجح ، وهناك زواج فاشل
و هناك زوج صالح . و هناك زوج مشاكس
و بين الناس أولاد أبرار ، وبينهم أولاد عاقّون
دخْلُ بعض الناس قليل ، ودخلُ بعضهم كبير

فهذه الحظوظ وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء
ولا بد أن توزع ثانية في يوم آخر توزيع جزاء
فالذي نِلْتَه في الدنيا ، إنما نلته لكي تُمتحن به
ان خيرا شكر و ان شرا صبر
و سيأتي يوم تجازى على عملك
إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر .


(إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ) ... ( يونس- الجزء الحادي عشر
و كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )