٢٠٠٧/٠٨/١٢

اليوم الخامس ...سلوفينيا وعاصمتها ليوبليانا وميتليكوفا




بعد أن رجع مصطفى خائبا, لان الاتصال صعب في هذا البلد وخصوصا مع تلك الفتاة وان هنا لا هواتف تعمل بالاماكن العامة ,اتفقنا أن نبحث عن اوتيل او موتيل او بيت شباب لننام الليلة وأن طارق سيبقى بالسيارة ريثما نرجع. كان اول نزل "اوتيل" سألناه في وسط تلك المنطقة على طرف احدى الضفتين للنهر الذي يتوسط اجمل المقاهي في هذه المدينة وكانت الفتاة الظريفة تتكلم الانجليزية بطلاقة الانكليز انفسهم وأظهرت ود ومساعدة كبيرين سواء بمحاولاتها لحجز غرفة عند احدى بيوت الشباب او باعطائنا الارشادات حول اماكن رخيصة للنوم باعتبار لا يوجدمكان لليلة عندها !! انتقلنا انا ومصطفى مع الخريطة التي تارةً تدلنا على المكان الصحيح وتارةً أخرى مكان لانعرف اين نحن به , إلا أننا اكتشفنا جمال خارق للمدينة عبر تلك الشوارع الضيقة التي لا تمر بها السيارات والمليئة بالمقاهي و المطاعم الصغيرة المليئة بالناس و السياح. أخيرا رأينا الاوتيل ودخلت انا وحجزت به غرفة لثلاثة أشخاص مصطفى ذو الابتسامة الدائمة والقبول المريح للاشياء التي تاتي من القدر لم يتفوه بكلمة عندما قلت له سأبحث عن غرفة في مكان آخر , وفعلا وجدت بيت شباب ظريف وحجزت غرفة بثلاثة اسرة وكانت الموظفة في غاية الروعة والكياسة الأمر الذي زاد من اصراري لتغيير الاوتيل الأول وحجز حقيقي هنا .. رجعنا لطارق حيث ركنا السيارة فإذ به يقف مع فتاة بال19 سنة من عمرها في غاية النعومة, للأسف لم أعد أذكر الاسم ربما دايان ظريفة جدا وتتكلم ايضا الانكليزية جيدا ..فطلب منها طارق ان تأتي معنا لتدلنا فقبلت على مضض. هكذا أتينا لغرفتنا وبدلنا ثيابنا و الآن إلى البلد كسياح. طارق الذي تواعد معها أي البنت التي تعرف عليها حين تركناه في السيارة, في الساعة السادسة ونحن أنا ومصطفى علينا ان نتدبر فتاتين للسهرة .. نزلنا وكانت الساعة ربما الرابعة فتمشينا هنا وهناك حتى رأينا فتاة ترسم في الساحة الداخلية بجانب الساحى الرئيسية للمدينة . في البداية دفعوني للتكام معها باعتبار اللرسم من الاشياء المحببة لي قم عندما ابديت معارضةً ذهب مصطفى وتكلم معها .. كانت جميلة وكنت احسد البشر على جرأتهم في "التطبيق" .. ..! هكذا جلس مصطفى بجانبها وبدت الامور تتوضح بالانجذاب لبعضهم فتركناه واستمرينا في مسيرنا على جوانب النهر ريثما يحل موعد طارق , أما انا فاظن ان الامور لن تجري كما هو متوقع من صديقاي معي فأنا افشل رجل في أن يتعرف على فتاة. طارق جرئ ويمكنه ان ولا اعرف كيف !! يدخل في حوار مع فتاة فعندما كنا ننتظر على احد الجسور الصغيرة في السنتر والتي يمكن للمارة ان تقطع ذلك النهر للجهة المقابلة, جلست فتاتين على مقعد صغير وربما لا تتجاوزان العشرين من العمر , طارق اشار الي بان اذهب و اكلمهما , هكذا بشكل عادي ان أقول لهما اننيسائح واريد التعرف على اماكن اللهو هنا في المدينة, وكأنني أنا كازانوفا رددت علي اقتراحه وضحكنا !! بعد قليل مشى متوجها لهما وجلس بجانبهما وفتح خريطة المدينة التي يحملها وبدأ في نقاش معهما وأنا اراقبه متوجسا من فضيحة , او هكذا أشعر دوما في هذه الاوضاع, المهم بعد قليل من منقشاته جاء مصطفى الذي تركناه مع الالمانية الشقراء الرسامة , ضاحكا بانها قد انهت حديثها ولطافتها فجأة عندما أفصح لها عن اسمه وهو مصطفى وانه مسلم من فلسطين او سورية , هنا كما قال , بدت الفتاة وكانها تغيرت رأسا على عقب بعد ان كانت ستأتي اليه في الشهورالقادمة الى اوسلو برحلة قد خططت لها سابقا , وبدت انها تريد الخلاص من هذا الارهابي المجرم , وهذا الكلام لمصطفى, نعم قالت له انا مرتبطة بشاب وبدا من حديثها انها تريده ان يرحل عنها !! صدم مصطفى واعتذر وجاء لعندنا , في تلك الاثناء لازال طارق يتكلم مع الفتاتين وبدتا انهما منسجمتان معه. قال مصطفى ساذهب من هنا لتتشجع وتجلس معهم .. ومع انني اعترضت كان مصطفى قد مشا بعيدا عني ,. نعم تشجعت واقتربت منهم فعرفني طارق عليهم وعرفهم علي ومما عرفت انهما يدرسان التصميم و الفنون مما جعل الموضوع حقا يهمني اكثر لقرب اهتماماتنا جميعا. ولكن ربما الوقت, او انا من جعلهما يعتذران على ان الوقت قد حان ليرحلا ..طارق قال لهما هذا كرت الفيزيت ان كان لديكما وقت للسهرة فقط اتصلا. وانتهت. تلك المغامرة باكرا دون اي نتائج !! طارق قد حان موعدهوانا قد بدأت البحث عن صديقي مصطفى الذي التقيت به بعد حوالي النصف ساعة من البحث في بقعة صغيرة تحوي عدة مقاهي ومطاعم على ضفتي نهر, لكنها مليئة بالبشر ..رائعة حقا وانا اتذكر تلك المدينة الخلابة الآن!! قضينا وقتاظريفا بين شوارعها الضيقة المليئة بالمقاهي, تشعرك هذه المدينة بالترحيب, الجميع فيها لطفاء و مرحبين, خصوصاعندما تسألهم عن منطقة ما او شارع او محل كما حصل معنا عندما تهنا عن الاوتيل الذي ننام به ..طارق الغارق فيبحر الغرام كما ظننا, أما نحن فجاسنا واحتسينا كمعظم البشر البيرة في احدى المقاهي الرائعة و التي انتقيناها بعد تفحص جيد عن عدد الجميلات بها !! ثم بعد عدة محاولات فاشلة في ان ننجح باتصال بصري بين اي احد من الجنس الناعم وبعد شرب اكثر من زجاتين من البيرة الكبيرة شعرنا اننا يجب ان نخرج الى الشوارع او أن نأكل شي ما في انتظار المساء لنذهب الى احد البارات او المراقص ..
ونحن نتجول في احياء تلك المدينة, جلسنا في احد الطاعم الصغيرة التي تقدم فلافل وكان صاحب المحل جزائري لطيف اعطانا اسم ديسكو للذهاب اليه, وكانت هناك فتاة وضعت الدراجة جانبنا وطلبت ان ننتبه اليها وتخلل بقائنا بعض الكامات ونحن نأكل شندوشات الفلافل وتابعنا .. ونحن نتجول ونخلق اقاصيص عن محاولات فاشلة باصطحاب فتاتين جميلتين في سهرة حمراء..الأمر الذي دفعني لاتكلم مع فتاتين تجلسان في ذات المصطبة التي نجلس عليها ..لكن محاولتي بائت بالفشل عندما لم اجد ما يمكن به ان استمر بالحديث معهم , ثم انهيت حديثي باننا انا وصديقي لدينا رغبة في تقديم مشروب لهم, الامرالذي انهى كل شيء عندما قالو لا ..شكرا. في الساعة التاسعة جاء طارق عندما جلسنا في مقهى رصيفي باحدى الازقة التي تكثر بها تلك البارات والتقينا به ..فتكلم عن الخيبات التي اصابته هناك ولاداعي لشرحها , ثم اكلنا شاورما وطلب ان يغادرنا الى الاوتيل طلبا للراحة ..أما مفتاح الغرفة الذي سيبقى معه فسيعطيه للاستقبال لان طارق يخاف على محتويات محفظنه التي بها كل المال و الاوراق !!حاولت ان اثير بعض الرمال في الجو الذي بدا لي ان طارق يريد ان يذوي بنفسه عنا وانا اريده معنا , لكن في الاخير قرر طارق ان يتركنا . اما نحن فالنكتة الكبيرة اننا بعد ان تهنا الساعتين لمعرفة اين ندخل للمرقص الذي يقع فيالطابق السادس , والوقوف امام المصعد الخارجي الخاص به وسؤالنا لاحدى المارات كيف سنصعد للمرقص قالت الا تريان انه لايفتح بهذا اليوم وان اجهزة التحكم بالمصعد أي الازرار ومفاتيح الكهرباء التي يمكنك ان تتطلبه بهم قدازيلت لهذا السبب, الخيبات المتكررة لم تفقد مصطفى روح النكتة و الابتسامة لديه فقرر الاتجاه لمرقص قد قال له احد النادلين في المقهى الذي جلسنا به عنه واسمه ميتاليكوفا وهو كما قال النادل عبارة عن بقعة يجتمع بها الشبيبة التي تحب نوع خاص من الموسيقى و الاشياء الممنوعة مسموحة هناك اي نوع من القرى التي انتشري في اوروبا ابان الحركة الهبيية في اواخر الستينات و اوائل السبعينات. اتجهنا اليه مشيا على الاقدام ولمسافة ربما 4 كم اخيرا وصلنا لمدخل كتب عليه ميتاليكوفا وولجنا عالم من الغرائب و البشر و الموسيقى .. أستطيع ان اكتب صفحات كثيرة عن ما اختلج بي من مشاعر تجربة احببت ان اعيشها منذ أكثرمن عشرين عاما عندما رجع اخي ماهرمن تجارب الهبيين وتأثير حفلات الوودستوك عندما ارى جون بايز وفرق الروك العظيمة آنذاك ..لن أطيل سوى ان مكان الرقص او المرقص كما يسمونه ودفعنا حوالي خمسة يورو وبعد الختم على اليد دخلنا اليه فاذ بنا في صالة خشبية وصوت يمزق اذنيك وبشر يقفزون كحيوانات ضارية ويلقون اجسادهم على الآخرين لكن الموسيقى كانت بروفشنال ميتاليك وهو نوعأقوى ضجيجا من الهارد روك وبكلمات غير مفهومة طورا وبتقليد اصوات الوحوش طورا آخر وبشر لا يتراوح اعمارهم في بعض الاحيان 15 سنة, فتيات جميلات جدا قد لبست ثوبا من عشرين قطعة و أقراطا في جميع انحاء جسدها بما فيه وجهها الجميل .. المهم احتسينا البيرة بثمالة ثم تجولنا في المكان حيث بنو او انشؤا اؤلئك الشباب عالما خاصا بهم بك لمحرماته ومن المضحك ان الدولة قد بنت وسط تلك الوحشية و البرية بيت شباب حديث الطراز ونظيف ورائع وبه نشاطات موسيقية و مسرحية وعدة غرف للاستراحة من بينها غرفة شرقية مع الاركيلة التياعجب بها صديقي مصطفى و اصر ان يعود لهذا المكان يوما, وربما فعل !!!! كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة وضاق بنا او بالاخرت انا ان أكون قد اكون قد تأخرت كثيرا على هكذا تجارب, دخلنا مرة اخرى للمرقص وشربنا آخر سقرق بيرة وقفلنا راجعين الى الاوتيل ..حيث استقلبونا في الاستقبال ليعطونا كما قال طارق مفتاح الغرفة لألا نوقظه وصعدنا الدرج . في تلك الاثناء قال مصطفى,تخيل ان طارق قد اغلق الباب من الجهة الاخرى لان المفتاح كما قالو النسخة الاخرى ..وعندما وضعت المفتاح في الشق ,,صدقت مقولة مصطفى وجننت ..بعد حوالي النصف ساعة خبيط على الباب لم يفتح طارق خصوصا اننا لا يمكن لنا ان نزيد جرعة الخبط و الضجيج لان الوتيل ملئان وهم بالتاكيد نيام!!نزلت لاقول للاستقبال ان المشكلة هي ان صديقنا وضع المفتاح بشق القفل فقالوا ان القفل من النوع الذي لايوجد به شق من الداخل اي لا يمكن وضع مفتاح باعتبار لا يوجد شق !! أها ..قلت في نفسي !! اتصل الموظف بآخر وجاء بالمفتاح العام وصعد معنا فتح الباب مع الاعتذار بان الخطأ منهم !! اما انا فبعد ان تحممت وتكلمت مع مصطفى على المشاريع للغد وبدأت للدخول في النوم فبدأت طارق سيمفونيته المسائية ..شخير مخيف حقا ..اضطررت ان اسجل خمسة دقائق من شخيره عله يراجع طبيبه بشان هذا الدواء وخوفا عليه حقا ..كنت قد قررت اثارة الموضوع مع علمي بحساسيته عند طارق ..فلم انم حتى الساعة الرابعة وكانت محاولاتي لايقاظ مصطفى ايضا بائت بالفشل !!الى اللقاء في اليوم السادس