٢٠٠٨/٠٥/٣٠

رمضان صديقي المصري



رمضان العبد الله صديقي الذي أتى من بلاد جدي مصر ..رمضان أول صديق مصري التقيه هنا في السويد . في ذلك الكورس الذي قدمته لنا الحكومة السويدية للحد من البطالة .. اجازة سياقة شاحنة ...مهاجران يبحثان عن معنى ما لهذه الحياة .. رمضان ذو شخصية اكثر قوة بكثير مني .. لازلت أذكره في تلك الثياب التقليدية لمنطقة في مصر, حيث تكلم بسويدية لم أصل لمستواها بعد دراسة 4 سنوات في المدارس السويدية وهو الذي لم يضيع وقته في المدارس بل وضع رجله فورا في دولاب الحياة السويدية وأعني العمل .. اجازة في الكيمياء .. من جامعة القاهرة على ما اظن , عندما في يوم ما وبالوقت المستقطع بين الحصص, وقف أمام الجميع سويدين ومهاجرين على السبورة راسما خطوات تصنيع القنبلة الذرية وسط دهشة الجميع في أن يصدق انه يشرح شيء يعتبر بالنسبة للسويديين شيء في غاية الجدية والخطورة , ولكنه انهاها بالمزاح والضحك مما جعل احد الزملاء المشهورين بالسخرية والمزاح أن يدعوه بالكايدة حسب اللسان السويدي !! والحادثة التي جعلته اكثر تميزا هي موقفه من المدرب الفنلندي الاصل توماس حين شعر رمضان بفرق المعاملة بينه وبين اخر سويدي الاصل, حيث اوقف السيارة وقال له أنني لن استمر في القيادة معك لأنك تعاملني معاملة مختلفة .. فما كان من الآخر الا ان اعتذر وفعلا رمضان استمر مع مدرب اخر ..
رمضان يصغرني ربما بعشر سنوات او اقل ربما 7 او 8 لا اعلم بالضبط !! لكنه كأقرانه المصريين خفيف الدم وبسيط وكريم .. الصفة التي لم يقلها لي احد من قبل على المصريين .. وحيث انني كنت دائما ضد ان تشمل الصفات بالشعوب رأيت في رمضان البرهان الاكيد على فكرتي .. المصريين شعب طيب وكريم كأخوانه السوريين او اللبنانيين او اي شعب آخرفي الدنيا .. اتصل بي منذ فترة ولكني لم انتبه على مكالمته الا بعد ايام فكتبت له هذا الاعتذار ...!!
صديقي رمضان !ا
لايسعني سوى تقديم أعذار على عدم اتصالي بك بعد ان رأيت منذ يومان أنك قد اتصلت بي !! للأسف أيها الصديق ليس من عادتي أن أتأخر على أصدقائي في الرد على اي من مبادرات البشر في التواصل , فكما تعلم أنني من أكثر الناس حبا باللقاءات والاجتماعات وخاصة مع الاصدقاء العزيزين علي .. لن أشرح الاسباب ولتكن في القلب تجرح وليس في الخارج فتفضح ..كما يقولون عندنا ..فأنا أعاني مؤخرا من أوجاع الظهر والرقبة ومع ذلك أفضل العمل القاس وكأنني أعاقب نفسي على ماوصلت اليه من تعاسة .. وأعلم تمام العلم كيف يلتقي اليائس مع أصدقائه , فليس هناك مايسر والقلب تعب من كل شيء ومن ثم كلما بعدت المسافات الزمنية عن البشر القريبين علي أرى أن الاحسن لهم ألا أقترب في هذه الحالات النفسية .. أفكر يوميا في الاتصال بك والتكلم ولكن عن ماذا !! عن النجاحات في التقاط حبات السعادة من شجرة الغربة أم النعيم الذي أوهمنا انفسنا به .. تعس أنا وكأنني ضمن دائرة من نار, تضيق باستمرار اكثر واكثر وحرارة الندم تزيد .. ما علينا لقد وقعت بالفخ الذي كنت أهرب منه عندما أعاند نفسي بأن لا أتصل بك فتجرفني الاحاسيس بأن أشتكي وأشتكي وأعرف أن هذا لايحبذه احد .. سأتصل بك عندما أرى نفسي أحسن .وثق بأنني أعزك واحترمك وسعيد بصداقتي بك .. أخيك رفعت