٢٠١٠/١٠/٢٢

اليوم الثالث .. مقاه وشوكولا .. ومهرجان الستي باراد
















تعلم الاختلاط بجميع أنواع البشر، وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء الغير متساويه من عقلك.. وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك.

"دايل كارنيجي"


في كل رحلاتي لا احظ بنوم مريح . الفراش والوسادة بحاجة لمدة من الزمن فأعتاد عليهما .. لذلك سحقا للنوم في الرحلات القصيرة .. كان ليلا طوبلا .. مستمتعا باعادة يومي الماضي .. مشاهداتي أراجعها ليلا .. جميلات ذلك الشارع والمقارنة بشارع آخر في امستردام " رد لايت ديستريك" منطقة الضوء الاحمر .. !! ..

اول من استبقظ كان محمد .. سنجلب الفطور .. كنت قد لبست باكرا ثيابي وتحضرت للنزول باكرا .. علينا ان نرى الكثير ... بروكسل ليست مدينة صغيرة .. وبها الكثير مما يجب ان يشاهده المرء .. !!

هاهي بروكسل .. الشارع الذي نمشي به الآن هو قطعة من بلاد المغرب .. سوق مغربية حقيقية .. لايوجد بلجيكين هنا .. السوق في منطقة لاتبعد عن جاردي نورد .. حتى انه يتفرع منها عدة شوارع "لم اعرف بها إلا قبل مغادرتي بيوم" لفتيات الواجهات الزجاجية .. لكنهن كانوا أفارقة فقط , يا الهي حتى هنا وفي هذا المجال هناك تفرقة .. كل له مكانه ومساحته !! قضينا به بعض الوقت وطلبت من الشباب بلا خجل أن نقضي بعض الوقت في الأماكن التي اشتهرت بها بروكسل .. كنت اظن ان الشباب قد ملوا من مشاهدة الأماكن التي تجذب السياح ونسيت انهم ليسوا سياحا .. انهم مهاجرون قد تركوا اوطانهم واصدقائهم واهلهم بحثا عن كل شيء ماعدا المتاحف والآثار ومعارض الفن .. لكن المدن الاوروبية - كبروكسل - هي بحد ذاتها متحف كبير لجماليات عدة .. لانها اي المدينة لم تتعرض لغزوات ولم تهدم .. حتى في الحرب العالمية الثانية استسلمت المدينة دون قصفها " لاتقولوا لي استسلام ههههه " لذلك ترى الابنية القديمو والقصور والشوارع والكنائس الرائعة ..

دعانا شاب من اللاذقية اسمه طارق صوفي الى مقهى للسياح في منطقة رائعة حقا .. اجتمع عدة شباب من اللاذقية .. كان هناك ابو حسن جعفر ومحمد واحمد سقاطي وايمن تفتافة وغسان نجار وابضا شاب من المغرب لم اعد اذكر اسمه .. جلسنا نستمتع بشمس الصيف الجميل حقا .. بشر يملؤون الطاولات .. من كل اصقاع العالم .. اسياويين واوروبيين وامريكان .. وطبعا عرب وشرق اوسطيين .. كما سمعت اللغة السويدية ايضا .. الناس تجلس معا , تلاصقك وتتبادل معك النظرات وكانهم عائلة واحدة اجتمعت في باحة الدار بعد الغداء .. سررت جدا بكوب الشوكولا مع قطعة من الشوطولا الداكنة التي تشتهر بها بلحيكا .. كان الجمال طاغيا وكنت حقا سعيدا بتلك اللحظات .. حتى انني تصلت بصديقي جهاد عبر السكاي بي من الموبايل وتكلمنا قليلا .. لم اعد اذكر كم جلسنا .. حين قررنا ان نذهب لمطعم ما .. وقادنا طريق صغير الى الشارع العريض حين سمعنا ابواقا وموسيقى تعلو وتعلو .. لقد كانت مناسبة ستي باراد السنوية في بروكسل .. يا الهي ... آلاف البشر تغني وترقص على قارعة الطريق . ازياء بالوان براقة ونساء ترقص السامبا .. سيارات شاحنة حولت الى خشبات مسرح متحرك .. عليها بشر يرقصون ويعنون .. مضخمات صوت كبيرة وقوية تصدح بانواع من الموسيقة ... بشر يرقصون في الشارع .. الشرطة التي تبتسم في كل مكان .. فتاتين نصف عراة ترقص على سيارة الشرطة ورجال الامن داخلها يضحكون ,, بعضهم على الخيول ,, البعض الآخر كان يغني معهم .. كان مهرجانا جميلا بحق ... ولن انسى ماحييت ذلك الفرح والابتسامات بين البشر في ذلك اليوم كأنه خصص للمحبة , للتفاهم , لقبول الآخر .. كان كل شيء شيقا .. تلك الصبية ذات الستة عشر عاما التي نزعت ثيابها وتلك الاخرى التي التي حاولت أن تتعرى فهربنا من جحيم الرغبة هههه .. بقينا نشاهد ونستمتع بالبشر " انا على الأقل " حتى بدأت النهاية وتعبنا ..
في المساء وبعد العشاء قررنا الذهاب الى ديسكوتيك وكان اختيار السيد طارق صوفي على ديسكوتيك ظريف جدا Havana اكبس هنا لترى
صور الدبسكو .. !! لن اسرد ماجرى .. النساء والفتيات الرقص والشراب .. شيء مدهش ان أرى ذلك .. رقصت وشربت وكان الوقت قد قارب منتصف الليل عندما قررنا ان الوقت قد حان لنرجع للبيت ومشيا على الاقدام .
اقترحت زريارة شارعي المفضل والقاء التحية على اؤلئك الفتيات الجميلات .. هن من ورث نفرتيتي وكهنة الفراعنة حتما ..
بون وي .. قلت للفتاة اليوغسلافية الجميلة .. ابتسمت .. فضحك قلبي !





هامش. طارق صوفي.. قريب عبد المنعم وعبد الكريم جعفر صديقي العزيزين "المهاجران الى امريكا منذ سنين عدة"



٢٠١٠/١٠/٢١

بروكسل .. اليوم الثاني .. فتيات الحب ..!! والأتوميوم .. الرائعين




اختر أصدقائك بعنايه فالأعداء سيختارونك.
"ياسر عرفات"

كنت اتقلب على الفراش الموضوع على الارض .. أنا لا أنام
لساعات طويلة .. اعتدت منذ طفولتي أن أصحو باكرا " ماعدا أيام المدرسة بالطبع" ..!! اعترتني مشاعر غريبة وانا في هذا المكان .. حاولت جاهدا أن اسبرها .. لكنها دون جدوى .. كانت خليطا من تراكمات حنين غريب .. البيت الذي ننام به .. الحي .. المدينة باكملها .. بروكسل !! المدينة التي بدأ فيها الفن الحديث 1893 خلال العديد من المهندسين المعماريين فيكتور هورتا Victor Horta’s Van Eetvelde ’ على سبيل المثال .. وصرح الاتوميوم العملاق .. وأن لاننسى غراند بالاس وكنيسة القديس مخائيل !! ولا أخفي عليكم شارعها الأكثر اثارة للرجال .. Aarschotstraat بالقرب من Gare Du Nord حيث يوجد عشرات المحلات ذات الواجهات الزجاجية لعرض أجمل النساء بأزيائهم المثيرة .. .. !!

استيقظ الجميع . كانت الساعة تشير الى الحادية عشر .. قفزت من الفراش لاغسل وجهي ..من الغريب ان الحمامات في تلك الابنية القديمة تقع مابين طابقين اي .. هناك حمام في مستوى والبيت او الطابق في مستوى اخر .. البيوت التي بنيت في تلك الحقبة لها تصميمها المميز ..
المهم نزلت مع محمد لنشتري الخضار والفواكة والخبز الباغيت الطازج الذي احبه .. لاحظت ان الجميع هنا في هذا الحي هم مغاربة على الاغلب .. فكان محمد يتكلم معهم بالعربي .. كان ذلك غريبا .. العرب في كل مكان ههههه !!

الفطور مع الاصدقاء رائعا ..
كان في مشاريعنا الكثير .. أين سنبدأ .. كان اقتراح محمد بان نبدأ في الاسواق المتواحدة في قلب المدينة .. وهكذا مشيا على الاقدام .. زرنا معظم اماكن التسوق new street وغاليري
جاليري سان هوبيرالقديم كأول مركز للتسوق في أوروبا يحتوي على مختلف المتاجر المتخصصة بالأزياء والتحف والسجاد. ثم شارع Avenue Louiseوهو على امتداد شوارع مناطق (دي لا تويزون ولويز) التي يتواحد بها معظم الماركات والمحلات المشهورة ،


عندما يسير المرء في الشوارع المليئة بالأشياء المثيرة والغريبة, لا يشعر بالوقت ..!!
حان وقت الغداء .. فدعانا محمد الى مطعم تركي .. كان الطعام لابأس به ..أكلنا على طاولة موضوعة على الرصيف .. كان الامر اشبه بسوق كليب بحلب ههههه ..
بعد الظهر التقينا- بمقهى لازال فيه التدخين- مسموح, بشاب اسمع عمار شيبون وهو قريب احد اصدقائي .. بعد المقهى وشرب الشاي دعانا بأن يقلنا بسيارته لرحلة الى .. الأتوميوم ..


الاتوميوم ... الذي طالما اعجبني في الرسومات الهندسية والصور الفوتوغرافية .. انه احد رموز بروكسل, خليطا من التشكيل والفلسفة والهندسة المعدنية, رامزا الى الكريستال .. والاتوميوم تعني النواة . يرتفع جسد الاتوميوم الى 102 متر ويزن 2400 طن. وقد صمم من اجل معرض بروكسل الدولي في عام 1958 وهو من تصميم المهندس المعماري البلجيكي الفذ اندريه واتركين
André Waterkeyn
August 23, 1917 - October 4, 2005
وقد بني الاتوميوم من الحديد ومن ثم غطي بالالمنيوم وهو عبارة عن تسع كرات موصولة ببعض عبر انابيب وفقا لترتيب شكل النواة, ووظايفها تتراوح بين المطاعم وقاعات المؤتمرات ومراكز ترفيه للاطفال .. وقد اجريت عليه عمليات الترميم من سنة 2004 الى سنة 2006 حيث وصلت التكلفة الى 27 مليون يورو. و يزوره سنويا عشرات الملايين ..
من المفيد لمعلوماتكم .. أن هذا الصرح بني فقط بشكل مؤقت لاستقبال المعرض الدولي ومن ثم ازالته بعد انتهاء المعرض إلا أن الاعجاب والاقبال الذي لاقاه جعله احد معالم المدينة الرئيسية هذا يذكرني ببرج ايفل هههههه بعد أن لففنا حوله وتصورنا امامه وخلفه هههه مررنا بالحدائق الرائعة فعلى بعد أمتار من (الأتوميوم) توجد مدينة (أوروبا المصغرة) وهي مبانٍ مصغرة لأهم معالم مدن دول الاتحاد الأوروبي ويمكن للزائر
ملاحظة المهارة والدقة اللتين أنجزت بهما هذه المعالم المصغرة لأكثر من 25 مرة من الأصل، حيث تمتد على مساحة خمسة هكتارات."معلومة من الانترنيت" انتهينا من الزيارة الاهم بالنسبة لي .. لكن كان لي مع شارع Aarschotstraat موعدا مع الجمال والاثارة .. لقد ذهلت بحمال تلك الفتيات الرائعات وهن نصف عاريات على واجهات من زجاج .. كنت أدقق بأعينهن بتلاميح وجوههن .. كنت مستعدا للوقوع بقصة حب مع اي منهن .. مشينا ربما الساعة والنصف من امام تلك الواجهات الممتدة على عدة شوارع .. كان هناك دائما فرصة لعيني ان تلتقيا بعيني احداهن ..
حان الوقت للذهاب الى البيت .. حان الوقت .. لان يسحب المرء نفسه من حمام الرغبة .. تصبحون على خير

٢٠١٠/١٠/١٢

أسرا .. من إزميــر


أكبر سمكة هي التي استطاعت أن تقطع الشبكة، وأحلى النساء التي هجرتك، وأحسن الأيائل التي نجا منك ..
رسول حمزاتوف

خلال تلك السنوات العجاف الثمان في السويد, لم أحظ بموعد مع فتاة !! لم أعش حياة السويديين في استوكهولم .. لم أجلس في مطعم سويدي .. لم اسهر لمنتصف الليل مع فتاة في بار أو مرقص .. . !
اقتصرت زياراتي لاستوكهولم إما لرؤية ابناء بلدي المنتشرين في ضواحي العاصمة أو لعمل ما .. !! .. ماتبقى من اوقات حياتي هنا, كانت تقتل, تبدد, وتحرق في أفران الحياة العقيمة, التي - ولسوء حظي - لم تتغير منذ مجيئي لهذه المملكة .... لكن .. للقدر ألاعيبه وللحياة مفاجآتها .. عندما صدفة وأنا أتكلم مع أحد أصدقائي أسمع صوتا انثويا جميلا .. يتكلم بانكليزية لابأس بها .. فقلت له ممازحا .. من هي صاحبة الصوت فيقول لي هذه هي الممرضة التركية التي تعمل في العيادة .. رغبة مني في أن أتواصل معها, طلبت منه أن أتكلم معها .. كانت رقيقة جداً ..
تكلمنا قليلا عن موطنها .. قالت لي انها من ازمير ,, وانها اكملت تعليمها العالي في استنبول .. كانت تتكلم الانكليزية بشكل ظريف جداً, شدني اليها ذلك الدفئ في صوتها .. انهينا المكالمة, لكن صوتها بقي حائما لأيام بعدها !!
في زيارتي المقبلة للعيادة بسبب ألم شديد أصاب أسناني .. رايتها للمرة الأولى .. كانت طويلة 183 سم, بيضاء, شعر اسود فاحم طويل .. ومكتنزة قليلا .. لكنها لم توحي لي بأنها تلك الامرأة اللطيفة التي كنت أحسب .. فلقد كانت مشغولة بأعمال العيادة من ترتيب وتنظيف .. هكذا لم أرتح لها , لم تعطيني فرصة لأستلطفها .. قلت لصديقي .. لاتقل لها بأنني أنا من تكلمت معه بالهاتف .. قلت له انها ليست من النوع الذي استظرفه !!

تكررت زياراتي وزاد ألمي .. ساعدت أسرا " اسمها "الدكتور الذي أوقف النزيف الذي أصاب لثتي. كانت كمن ينتقم مني .. لا اهتمام لاشيء .. "أنا صديق صاحب العيادة" .. !! كانت تستلطف الدكتور الشاب الذي راح يظهر امتعاضه من مزحها وكلامها ... !!
كانت الساعة قد قاربت وقت اغلاق العيادة ..كنا أنا وصديقي نتحدث في غرفته, عندما دخلت أسرا الى غرفة المكتب لتلقي علينا تحية وداع لانتهاء دوامها .. فتجاذبنا أطراف الحديث .. قال لها صديقي ماذا في برنامجك اليوم ؟ قالت له سأشتري بعض الكحول وأسهر لوحدي في البيت !! قال لي بالعربية , "هي لاتفهم العربية " . ان كنت تريد أن ترافقها في سهرة فهي جاهزة لقبول دعوة ما .. !! قلت له لا اريد !! " لم اكن بالفعل جاهزا لأسهر مع فتاة لاتعيرني اي اهتمام .. هذا إن قبلت أيضا .. فانا ربما أكبر منها بأكثر من 24 سنة .. أي ضعف عمرها !
عندما ودعتنا وخرجت من العيادة ..
اجتاحني شعور بأني سأفقد فرصة جميلة لقضاء سهرة ممتعة مع فتاة .. نظر لي صديقي وقال لي, هل أقول لها بأنك سترافقها الى المحطة .. قلت له ارجوك افعل ..!!

مشينا سوية في طريقنا الى المحطة التي تبعد ربما 600 متر عن العيادة .. كان صوتها الذي سمعته في الهاتف, يعود ليحتل بعضا من اعجابي ..!! بدأنا نتكلم عن استنبول .. هي لاتعرف بأني انا من تكلم معها تلك الليلة " ربما كان الامر لايعنيها بشيء" كنت أريد أن أنتقي الوقت الملائم لأرمي حقيقة أني أنا من تكلم معها منذ أيام!! قلت لها أعلم مجموعة معلومات عنك .. قالت كيف .!! حينها قلت لها بأننني أنا من تكلم معها وأنني أعجبت بكلامها وبمعلوماتها عن الاصول التركية لشعوب الوسط البلقاني !!
بدا لي أنها تزيد جمالا كلما تكلمت ..حين أصبحنا على مقربة من المحطة كان علي ان استجمع قوتي لأدعيها على العشاء .. كنت راغبا فعلا في قضاء حياتي معها " وقعت في آتون جوعي العميق لقضاء وقت ممتع مع فتاة شابة " قلت لها مارأيك بدلا من شراء زجاجة نبيذ تشربينها بمفردك, أن أدعوك للعشاء في مطعم ما باستوكهولم, وأترك لك أن تنتقيه بنفسك !!
نعم!! قالتها بلا تردد ..

انتقت مطعما وبارا في منطقة مشهورة من استوكهولم .. كان كبيرا ومليئا بالبشر .. صوت موسيقى الروك الصاخب ورائحة المكان يثير بي ذكريات كثيرة .. !! مما لاشك به أنه مطعمها المفضل .. في قسم من اقسامه توضعت بعض الطاولات الصغيرة .. اخترنا واحدة منها " المتوفرة " وبدأت السهرة ..

كان كلاما كثيفا .. كانت كمن خبأت مستودعا من الأحاديث من التجارب .. مستودعا من رغبات التواصل مع الآخر. كنت أنا ذلك الآخر لحظي الجميل .. الطعام لم يكن طيبا لكن البيرة كان لابأس بها .... كثيرا من البيرة ... البيرة.. صوت الموسيقى المرتفع بأغاني الروك التي تحبها.. الليدزبلن, غنز ن روزيس , ميتاليكا.
.. عائلتها .. ابيها وامها .. اختها المتزوجة في فلوريدا بالولايات المتحدة .. زواجها من شاب سويدي .. رغبتها بالعودة الى استنبول ..
كانت تتكلم بينما انا انظر الى عينيها .. حاجبيها الرفيعين وعينيها القاتميتن كلون شعرها الداكن .. وجنتيها الجميلتين .. كأن الكحول الذي أشربه يزيد من روعتها .. لم تكن المواضيع سوى شخصية .. كل شيء عنها .. كان هناك آلاف الأحاديث .. آلاف الذكريات ..كنت انا المستمع .. والمستمتع أيضا ..
في بعض الاحيان كانت شفاهي تنطق بشيء, لم أعد أحاول أن يكون له معنى .. هي كانت تسترسل بالكلام وكأنه سيل .. سد كبير قد انهار, وتدفقت مياهه الغزيرة .. كنت سعيد جدا بها .. كانت جميلة جدا .. وذكية .. مواضيعها التي تطرحها كانت أكبر من أن تكون لفتاة بهذا العمر .. عن الدين , التقاليد ,التربية .. عن حياتها في السويد .. عن تجربتها في الزواج "لازالت متزوجة" وعن رغبتها في العودة الى دفء استنبول .. كنت بين الحين والآخر امسك كفها واتحسس أصابعها .. كانت أصابع فتاة صغيرة ..قصيرة وناعمة وبيضاء .. وجهها الطيب المنمش قليلا وغمازتيها الجميلتين .. أسنانها البيضاء ورائحتها الطيبة ..
في الساعة الحادية عشر مساء .. أي بعد ست ساعات من الجلوس متقابلين .. قلت لها .. أحبك !! كان هناك لحظة صمت قوية .. ربما شعرت أن الموسيقى قد صمتت .. أو أني فقدت السمع .. ريثما سمعت منها كلمة .. ماذا !! هل أنت مخمور . ..!! نعم وماذا يختلف الوضع ان كنت مخمورا أم لا !! مشاعري هذه هي الآن هكذا .. أحاسيس الحالية تغلي بمشاعر الرغبة والحب اتجاهك .. !! قالت لي أنا لم أعرف اسمك بعد .. قلت لها وماذا في ذلك .. انت لم تسأليني !! فاقتربت منها فوق الطاولة وقبلتها من فمها .. قالت لي لقد قبلتني .. انت مجنون .. .. مجنون .. مجنون ... لابد ان التستسترون قد ارتفع لدرجة جعلك تقول ذلك !! نعم وماذا في ذلك !! لكني الآن اشعر بهذا وأنا سعيد جدا !!

خرجنا من البار مصرة على دفع نصف الفاتورة .. !! ربما من أجل أن تشعر براحة حين ترفضني !! هههه
تمشينا للساعة الثانية ليلا .. بجانب المنطقة المطلة على البحر .. الشبان والفتيات الكثر المتواجدين في تلك المنطقة المليئة بالبارات والمراقص .. بتعانقون .. ويقبلون بعضهم بشغف .. مددت رأسي باتجاهها وقبلتها قبلة طويلة .. قالت لي ارجوك .. اني تعبه ويجب ان اذهب للبيت لانام ..
كان ذلك ايذانا بالوداع ... قلت لها .. سأرافقك لمنتصف الطريق !
ركبنا قطار الانفاق .. واقفا خلفها, محيطا خصرها بزراعي, بينما رأسي ملقى على كتفها ..
وصل القطار للمحطة التي سأنتقل اليها الى قطار آخر ....
قالت لي .. وداعا ..

خرجت مسرعا ... علني اجد قطارا متجها الى خيبتي .. !!

٢٠١٠/١٠/٠٧

أصدقاء من حروف


عندما أهز اشجار كلماتي تتساقط دائماً الثمار الاكثر نضوجا
وعندما تأتيني كلماتك تتساقط أشجاري قبل ان تثمر ..
أين لي ان أجاري تعابيرك ولطفك, وكيف لي ان أرد لك ولو بالقليل, اهتمامك و كرمك.
فعندما أبعث لك ما تبقى من كل تلك الغابة التي تحولت اصفرارا و يباسا, جزوعا وفروعا, أحسب يوما ان نجلس سوية حول تلك الكومة ونشعلها.. اما لتضيء او لتنشر ذلك الدفء الذي حرمنا منه عندما افترق كل منا واختبئ عن الاخر ..أي حياة ينتظره موتنا اؤكد لك انه سيخيب !!

رفعت