٢٠٠٧/٠٦/١٢

مات أبو منذر سلواية..... تعازيي


منذر سلواية صديقي !

أعيش يومي وكأني أرجع بالتاريخ بدلا من المسير للأمام ..ها أنا أسمع الهام مدفعي .

.شيء ما يشدني لأيام ذهبت ..أيام سعيدة مصبوغة بألوان الأصدقاء و الأحاديث و الفرح ..

نحن الآن في ذلك السناك ميغ ماغ ... وهاهي رائحة الشواء و ذلك الشاب الافغانستاني يحضر الأطباق المملوءة بالطعام .. صوت إلهام مدفعي يغني .. خطار و أشقر بو شامة ...سهيل الذي يأت متاخراً و كعادته يحلف أغلظ الإيمان بأنه لا زال يمضغ لقمته الاخيرة من البيت!! أي زمان ..و اي مكان ..جرفتنا آلة الزمن .. كتل من الآلام سحقتنا ..ثخنتنا تلك الخيبات .. فنزفنا حنينا و ندم ..!!

ميغ ماغ ........ ما يعني لك ذلك المكان , تلك الكراسي المصنوعة من القش حيث جلبناهم من مكان نسينا اين هو عندما حان الوقت لاستلامهم ..!! هل تذكر ذلك القش الذي لا يريح القفا, كم هو الآن جاف ورائحته تملئ انفي الكبير ..

تخيل ..المكان ميغ ماغ..... المذياع يصدح . "يا اشقر يابو شامة " أنت تصيح ...تلاتة هامبرغر بدون كاتشاب و اربعة فيلادلفيا بس كترلون شوي المايونيز!!

تعطل البراد ... و قناني الغاز لح تفضى , اتصللو بالصوفي و قلو منذر بدو اربع قناني فورا عندو طلب كبير ..

أجت بنت طيزي ..شو بدا هال.........وطة . مرحبا ....أهليـــــــــــن .. تلات سندويشات بطاطا " البطاطا بهالايام غالية , شيل انو نحن مندفع لبيت الجيران اجار تقشيرا و فرما" تكرمي هلق ببعتون بعد شوي عل المشفى ,بكترلون كاتشاب .. بصوت اتثوي خشن , ياريت قد افيناك!!

منذر سلواية .. من مدة افكر بك .. كيف ادرت عجلات حياتك نحو الهاوية ..

... فكرت بتعبير .. آخر اي انك صحيح انك اتجت للهاوية لكنت مررت بكل السهول الخضراء و بساتين اللوز و التفاح و كل انواع الثمار ..تذوقت دون بخل كل انواع السعادة ..

... نحن أصدقائك .. اخترنا دروب شائكة و مع ذلك فاجأتنا الهاوية في آخر الدرب .......

..... طوبا لك آلامك ..

... طوبا لك كل انواع فشلك .

. انت في القمة

و نحن الاقزام تحت في اسفل الهرم ننظر اليك

و لو اننا في وهم انك انت في الهاوية و نحن في القمة .

كما تبهرنا دائما الحقيقة في النهاية عندما تبدأ إنارة الصالة السينما, بتقطع لمبات الانارة النيون, يعرف الجميع ان الفيلم قد انتهى فيبدؤا بالوقوف ويتابعوا الستارة و هي تنسدل, بذات الوقت يظهر على الستارة كلمة النهاية الباقية من الفيلم. الصالة الآن منارة و الناس تتمطمط للخروج إلى الواقع الى النور الحقيقي سواء ليلا ام نهارا ,, فتملئ الانوف رائحة الشارع وصوت صحون البوظة عند الطاحونة الحمرا و هي تتنقل من يد لأخرى و من طاولة لمكان آخر ..........الواقع هو الشارع الذي لم تتطأه أرجلي إلا وصرت رجلاً فجأة في ال 45 من العمر .. نظرت للأرض فإذ بها يابسة , لم تعد هلامية ذات ذرات متفككة متحركة , انها لصلبة كالاسفلت و الحجر, دهشت عندما فجأة سقط مني حلمي , مدت يدي و دنوت لالتقطته, ألم شديد عبرني, صدم ظهري في البداية لكنه دهسني كصرصار أبيض صغير لم ير النور لانة يعيش العتم علا صوت صرختي .. و خرجت من رحم امي ..وجدت نفسي 45 سنة من العمر ...اين كنت ..قالت لي امي انني كنت في شرنقة احلامي لكن للاسف لم ينبت لي جناحا فراشة عندما خرجت ,, الجميع كان مدهوشا , لقد خرجت صرصورا اشقر .. يموت يوما اما بدعسة خفافة صينية او بصباط صنع معامل الدفاع السويداء للاحذية ...

منذر .. علمت بوفاة الوالد من اول يوم ...مصفى حموي نقل لي خبر الوفاة ..نزلت المدينة و اشتريت البطاقة المسبقة الدفع و اتيت للبيت لاتلفن ......فكرة الحت علي ان لا اتصل بك .......لماذا سأتصل ..ابلغك تعازي الحارة كم نحن حزينين ........... ربما انا بحاجة و انت ايضا ان نتكلم ..ان نسكب تلك القدر من الطبخات السيئة المقادير و التي احترقت عندما بدأنا طهوها ............ لازال الهباب يلون وجوهنا بلونه الاسود ..أي حياة أي سنين .. اي فرح نعيش لاجله .. نموت من اول يوم نولد به ,نحتضر...

تبدأ ايامك بصراخ الاحتجاج على القدوم .. اذكر وليام عندما خرج من بطن امه"لكن مين!؟" كانت صرخاته مهولة و هو يصرخ لا لا لا.............لا لا لا .......انها لا تماما تماما ...لا..للقدوم الى تلك الحياة ..مع ذلك لازال بعناد التيوس ويلحقه اخوه في بعض الاحيان اخاف اذيتهم عندما افقد اعصابي من غبائهم وغلاظتهم ..انت تعرف طباعي...!! شططت عن الموضوع اعذرني فكتابة رسالة لصديق تحتاج لجهد كبير .. نرجع للمرحوم .. الله يرحمو وان يكون نصيبه في الآخرة الجنة .. كان أباً مثلنا ..ربما احسن او اسوء " صوت مص الببرونة يميتني ويفور رب الدم في رأسي" شو بدي اعمل بدي اهرب كس اخت حياتي و الموظف يلي ما عطاني الفيزا اخو احبة ..

مرة أخرى أنا آسف ..الآن بات واضحا جنوني ...

ابوك رحمة الله عليه .. الله يرحمو ...خلفك....!!!!!.. أي له يد بصنعك ,و بربي تكفي هذه الحسنة لنترحم عليه ..لا أعلم الكثير عن مناقبه و بصماته إلا انك قلت لي عن تلك الرسائل التي بعثها لك مؤخرا منذ سنة و نيف عن تأريخ حقبة ما من حياته ..كان ذلك لطيفا منه .. شيء ما يبقى حيا بعد رحيلنا .. اوراق رسائلنا و كتاباتنا .. للآن اقرأ ما كتبته امي و ابي أيام غرامهم , هو الغريب القادم من مدينة أخرى و هي الجميلة القوية .. أي حب يدفع البشر ليتورطوا ببعضهم , أي غباء يدفعهم ليشقوا .. ربما هذا ثمن ان تتبع التقاليد و سنة الحياة ..أليس كذلك!!

أشتاقك أبو المناذر .."أشتاقك كلمة فايز السيد و استعملتها بتصرف بعد اذنه اليمنى" باي اطلعلي عل الماسنجر او اعطيني رقم الموبايل تبعك لأني لازم حكيك ..!!

رفعـت ‏الاربعاء‏، 11‏ نيسان‏، 2007

ليست هناك تعليقات: