٢٠٠٨/١٠/٠٣

عمر دهوش .. صديق أتى مجددا من الذاكرة ..


في السنة الثالثة أو الرابعة من مجيئي الى السويد قررت متابعة دراسة المستوى الثانوي في مدارس الراشدين ببلدتي سودرتالية, وحيث أن السويديين من من اشتهر بالبيروقراطية والاوراق, فقد طلبو مني أن اجتمع مع مايسمى موجه عندنا او بالسويدي مرشد الطريق بالترجمة الحرفية.. حيث التقيت بموجهي وهو شاب يحمل اسم عمر ويتكلم السويدية بطلاقة - في السويد تكثر الجنسيات الوافدة ومن كل بقاع العالم, وحين تصادف شخصا يحمل اسم عربي او مسلم, فليس من المؤكد أنه كذلك!! فهناك الايرانيين والباكستانيين وباقي الشعوب التي أثرت بها الفتوحات الاسلامية والعثمانية - فلهذا ومن المضحك أننا حين تقابلنا لم نتكلم العربي, بل تكلمنا السويدية طوال وقت المقابلة و لا أعرف ان تكلمنا بالمقابلة ذاتها بالعربية او اي شيء شخصي .. سأتابع لاحقا .. الاولاد !!
في اللقاءات التي توالت ومع الغاء حاجز اللغة والرسميات, ودعوتي لمكتبه في قسم تعليم الراشدين وهو قريب من منزلي, اكتشفت بأنه فنان من خلال لوحات باطارات او بدون, معلقة وغير معلقة !! ربما تنتظر أن تعلق أو أن تعطى !! لا أعرف !! لكنني احسست بهدا .. بمعنى تلك الحساسية التي تشعر بها عندما تلتقي بهؤلاء !! يرسم نساء عاريات, جميلات وبحس مبهم ربما كات جنسيا اكثر منه رومانسيا .. أعني امرأة وعارية !!!! ونساء عمر يتمتعن بأثداء كبيرة وخلفيات منفوخة .. أقرب لما يمكن لنا نحن الرجال ان نتمنى لامرأة تشاركنا الفراش !!
هادئ جدا .. يتكلم بصوت اقرب الى اللامسموع .. ربما بسبب أنني اعاني من متاعب سمعية باذني !! وما جعلني أكثر من مروري لعنده, ذلك الشعور وكأنك تلتقي مع نفسك .. أشياء واهتمامات فكرية وفنية كثيرة نتشارك بها, الاغاني التي احبها, الكتاب, كولن ولسن مثلا . وغيره, حتى بالابراج الفلكية .. فهو من برج الدلو أيضا .. كم ضحكنا على أننا نتشابه .. حتى وصل الامر حين دعاني مرة الى بيته, اكتشفت انه اشترى نفس الانارة التي اشتريتها مؤخرا !! وتلك الكنزة التي رأيته بها في مكتب العمل كانت تماما ككنزتي !! ربما الامر ولا شك مصادفة !! إلا أنني أسعد لذلك وأرى تلك الامور على خفتها, مثيرة للاهتمام ..
استمعنا لعبد الوهاب , وأكلنا البامية والرز والشوربة .. وإن لم تصدقو .. لها نفس الطعم , كالبامية التي اعدها وكالشوربة أيضا ..
من الاشياء التي عمل بها . برامج الاطفال , عاش في البرازيل فترة ودرس في بولونيا .. وقال انه سيذهب الى العراق ليأتي بزوجته في آخر لقاء لنا منذ بعضا من السنين .. ثم ................ اختفى

بعد فترة سألت عنه زملائه في العمل .. فقالوا لي انهم لا يعلمون عنه شيئا .. وأنه لايرد على تلفوناتهم .. المتكررة .. وعللوا ذلك بأنه ربما لم يعد من العراق !! طبعا تخوفت من الموضوع .. فالعراق بوضعه السيء امنيا , لايطمأن !! بقيت أسأل عنه طوال السنين الماضية .. وباعتبار انه يسكن مدينه اخرى نادرا ما مررت بها , لم اجد الفرصة ان ابحث عن منزله .. ولا حتى ايميله .. ولارقم تلفونه .. وكأنه بالفعل اختفى ....
اليوم صباحا وجدت على مربع الماسنجر لاخي منذر, أن شخصا باسم عمر عبد العزيز قد طلب منه رقم تلفوني او ايميلي .. ومن ايميله علمت انه عمر دهوش .. اي فرحة اصفها .. وكأنه رجع من الاسر او الموت .. اسرعت للكتابه له وبعثت له ارقام تلفوناتي .. وبعد نصف ساعة لا اكثر اتصل بي .. لقد عاد .. من الذاكرة .. كان قد ابدل كرت الموبايل واضاع ارقامي .. ثم حاول البحث عن البيت ولم يتذكره .. تزوج وعمل عدة مشاريع .. وآخرها في المونتاج ..

في الغربة .. الاصدقاء كعمر .. نادرون .. انهم ممن لا تمحيهم الذاكرة أبـــــــــــــــــــــــــــــداً .

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

صديقي العزيز , استوقفتني اشياء كثيرة في مقالك ربما اهمها بأنك تتمتع بذاكرة جيدة, اما النساء العاريات فربما تكون محقا. اني ارسم بشغف جنسي اكثر منه رومانسي, جسد المرأة يثير عندي الحواس المكبوتة , نزق الطفولة وطيش المراهقة, اني لااعرف الرومانسية الا حين ارسم وجه المرأة. اما النساء السمينات ذات الاثداء المنتفخات فالسبب هو الرغبة في خوض مغامرة الالوان وهي مغامرة لاتتوفر في رسم جسد النحيفات, نحن العرب نكره النحيفات والغرب يعرف عنا هذا الضعف فينا. هل تصدق ان امرأة عارية نامت على فراشي ذات يوم ولم تثر في اي شئ وقد حاولت كثيرا دون جدوى. خضت نزاعا شرسا مع عضوي ولكنه كان عنيدا في موقفه . شعرت ان البرتوموارفيا كان محقا في كتابه انا وهو حين رسم للعضو الذكري شخصية مستقلة. اني سعيد لانك عدت من المجهول واصبحت تحت النظر والسمع

صديقك عمر

Raffat يقول...

ماذا يمكن للمرء أن يحمله حين يلتقي بخالقه؟ بعض الهدايا .. أصدقائه .. هل فكرت أي جنة أو أي سعادة دون أصدقاء .. وربما ان لم يعدنا الرب بحور العيون لقلت أيضا نساء !!
لا شك أننا نتفق حين تكلمنا عن النساء .. نحن من نقضي على عمرنا في ايجاد امرأة نموذجية وحين نمتلكهانشتهي الاخرى .. لان امرأة كهذه موجودة فقط في الفانتازيا التي خلفتها تجاربنا المتعددة وكما قال جبران كلُّ رجلٍ يهوى امرأتين: واحدة خلقها خياله والأخرى لم تُخلق بعد.

Raffat يقول...

يضحكني .. أن يموت الانسان .. وهو يلهث باحثا عن امرأة ليست موجودة الا في خياله .. ثم فجأة .. يكتشف أنها قد او ربما مرت دون ان يعلم, دون أن يلتفت دون ان يسألها عن اسمها أو اين تسكن !! هل تذكر قصة حب مجوسية لعبد الرحمن منيف..!!ثم من جهة اخرى, هل يمكن للباحث عن الحب ان يتحول الى انسان تملؤه البارانويا والفانتازيا الى ان يفقد عقله .. اين نحن من واقع الحلم ..

Raffat يقول...

من أجل خاطرك فقط .. ليس إلا ..
فأنا أول مرة أعرف ذلك .. فلا تؤاخذني !! عمر عبد العزيز دهوش

Raffat يقول...

شكرا عمر على زيارتك