٢٠٠٨/١١/١٣

Tawfik Al Far .. توفيق الفار صديقي القديم


لا أعلم في أي وقت أو زمن جاء أبي ليقول لي هل تذهب معنا إلى بيت عمك حبيب الفار , لا أعلم أيضا ماذا كان جوابي, إلا أن أختي منى قالت لي أنك ستحبهم جدا, فهم ناس طيبين, وزوجة عمو حبيب بولندية الاصل وهي رائعة وذكية جدا وأنك ستحبها دون أدنى شك!! وسترى ! .

عندما ركبنا السيارة متجهين الى حي رمل الفلسطنية لم أتخيل أبدا أنني سأرى عالما سحريا .. بيت رائع, جدرانه مليئة بأعمال سيدة البيت, اعمال الصنارة الجميلة وتلك اللوحات كما أنها تجيد ربما أكثر من 10 لغات كتابة وقراءة وطباخة ماهرة, فعندها تذوقت المأكولات التي كنت أراها في المجلات الاوروبية , وايضا عملت خلال حياتها المثيرة أكثر من عمل في بلاد كثيرة, السودان كان بينها وكانت تدير ورشة تصليح لشركة السيارات المشهورة مرسيدس بنز ..

أما العم حبيب الفار " أبو توفيق ", فهو رجل تحبه منذ لقائك الاول به !! دمث الأخلاق و كريم ومضياف جدا, الصفة التي تشعرها فور دخولك بيته, المشروب والفواكة والطعام .. الموجودين دائما على الطاولة التي يجلس بجانبها و كأس العرق الموجود طبعا عليها أيضا .. أي زوج رائع هذا !! المرأة التي أتت من بولندا الى فلسطين لتلتقي هذا الرجل الرائع.. ثم أتت الحرب وتشرد الفلسطينيون .. وجاؤوا الى اللاذقية بعد أعمال في عدة مجالات .. بنوك , ووكالات ثم استقر العم حبيب في اللاذقية ليفتح وكالة بحرية وترانزيت للأعمال الجمركية, ثم لسوء حظه حين كان وكيلا لشركة قد تأخذ أعمال سد الفرات, جاء عبد الناصر وبدأ الوحدة ومن ثم سحبت الميزات من الشركة التي كان وكيلها العم حبيب, بعد ان كان قد وضع مبالغ طائلة في هذا المشروع ..

نعم التقيت بالعم حبيب في مراحل متأخرة من حياته , لا استطيع أن أجزم أن هذه الزيارة كانت في 1978 بعد ان توفيت والدتي او ربما 1979 .. من ذلك الحين أصبح لي منزلا آخر أستطيع المجيء اليه وقت ما أريد .. أحببتهم كثيرا وكانوا بمثابة أصدقاء و أهل.

ربما في الثمانينات , بدايتها .. بالتأكيد...! جاء ابنهم الوحيد توفيق .. كانوا يطلقون عليه اسم توي ..

ذهبت لعندهم لاقابله ... توفيق اكبر مني ربما بثلاث او أربع من السنين .. شاب ظريف جدا, درس في المدارس الداخلية اللبنانية الخاصة بالاثرياء وأظن انها برمانا هاي سكول, ودرس علم البتروكيميا في جامعة كارديف البريطانية ويعمل في جزيرة أدما في منطقة الخليج بأبو ظبي .. ذو مواهب متعددة , ذكي جدا وقارئ ومستمع ممتاز, يلعب الجودو وحاصل على الحزام الاسود!! ... في الوقت الذي كنا نحن الشباب في اللاذقية لازلنا نصيح في الشوارع صيحات بروس لي المخيفة دون أن نعي لماذا !!! ثم انه متواضع كريم وذو حس فكاهي .. اضحكني حتى الثمالة ..انه صديق من الدرجة الاولى ..

جاء عدة مرات الى اللاذقية, تارة أتيا من عمله بأبو ظبي أم من بريطانية مع احدى الحسناوات البريطانيات .. التي يسيل لها اللعاب ..!! ومع كل مرة كانت علاقتنا أقوى من ذي قبل .. فالرسائل التي كنت اواظب على ارسالها له,والردود الرائعة التي كان يرد بها بكل اهتمام, كانت لها فعلها في استمرار هذه العلاقة ..

حين كان يأت كان كالبابا نويل .. محملا بالهدايا الثمينة وكأنني أخيه الصغير .. ولن أنسى ذلك الوكمان السوني, الذي بهرت به كل أصدقائي ذلك الوقت .. لصغر حجمه وصوته الرائع .. كما تلك الكاسيتات التي كان لها الفضل في تهذيب اذني الموسيقية, فصرت بدلا من سماع البوني ام والباكارا , الفرق الموسيقية التي كان ابناء جيلي يسمعونها أو الهارد روك التي كان يسمعها اخوي منذر وماهر والتي لصغر سني لم أستسيغها فقد عشقت الموسيقى التي جاء بها توفيق وهي الجاز فانك , مثل جورج بنسون , غروفر واشنطون جونيور .. " منذ اسبوع كتبت عن الموسيقى فكتبت أن لي صديقا لم أعد على اتصال معه لكنه حي في ذاكرتي طوال ان لي أذنان تسمعان" كان المقصود هو توفيق نفسه !!

كنت الملاصق له طوال اقامته في اللاذقية حتى انني كنت ارافقه الى مطار دمشق مودعا .. كان صديقي المميز بكل شيء, كان كالنجم اللامع بالنسبة لي ... كنت احلم بأنني ربما سأكون مثله .. كان القدوة بالنسبة لي ..

الصداقة التي لم اشعر أنني فقدتها بعد سنة 1983 حين كنت مدعوا على حفل عرسه في كارديف حيث تعرفت هناك على شباب كثر من أصدقائه هناك وأذكر منهم جان بيير ابو سمرا " الذي اشتهر بجملة ألف كلا " وأيمن سلامة الذي ورطني بدخول احدى بارات التعري في لندن وعلى بن سعيد الحجري الذي استمر تواصلنا ربما سنين قبل أن ينقطع بعد زواجه " وهذا طبيعي!! عندها يكون المرء قد فقد استقلاله "

أما توفيق وبسبب تافه لم اعد أذكر أي من تفاصيله, لم نعد على اتصال منذ ذلك الحين ..!!

لم يخرج من ذاكرتي طوال هذا الوقت .. كانت اغنياتي المفضلة اغانيه المفضلة ايضا , ولازالت في سنيني هذه تلك الأغاني التي اسمعها باستمرار وتعني لي شيئا ثمينا لايعوض .. وفي كل هذه السنين حاولت التواصل معه خصوصا بعد وفاة امه حين كنت بالسجن وقتها .. ولن أنسى أنني نمت عندهم ربما يوم او يومان في فترة هروبي من الخدمة العسكرية

بعد العسكرية ذهبت عدة مرات مع ابي لعندهم .. لاشيء كالماضي .. العم حبيب اصبح تعبا ومن ثم تزوج امرأة لم اشعر بانها ظريفة ابدا , فقد كانت تعامله بفظاظة وكأنه صبي صغير مما جعلني ابعد عن هذا البيت الذي به اجمل ذكرياتي ..

توفي العم حبيب. .. حزنا جميعا عليه .. أذكر أن والدي حزن جدا عليه فقد كان صديقه القريب ..أما أنا فلم أذهب للتعزية !! لا أعرف أحد من أقربائه .. ولم يصلني أن توفيق سيأتي .. ثم ولاسباب لم اعد أذكرها .. بالفعل وكأنني لا أحبذ وقائع الموت والتواجد في التعازي .. لم أذهب أبدا ..

حين أتيت ألى اللاذقية منذ عدة سنوات .. مررت لبيت العم حبيب .. وقابلت زوجته التي لازالت مصرا على انها من البشر الغير متوافقين مع شخصيتي ..كنت أريد عنوان توفيق .. كان قد حان الوقت لابحث عنه ..واقعيا وليس بالذاكرة .. قالت انها لاتتواصل معه بسبب انها لا تملك عنوانه .. وهكذا ضاع عني توي .. مرة اخرى ..

في الانترنيت لم أجد فرصة إلا وكنت أكتب اسمه بكل اللغات وابحث عليه .. لم أفلح بأي نتيجة حتى انني بحثت في مواقع الاصول الانكليزية , باعتبار ان احدا ما قد قال لي انه يسكن في غلاسكو .. ثم في ليبيا ثم في قطر .. لاشيء غريب جدا على هذا الذكي ان لا يكون لديه عنوان على الانترنيت .. لكن ....... البارحة كان لدي شيء ما على الفيس بوك فعرفت من صديق لي ان هناك امكانية البحث عن الاسماء في الموقع .. سريعا كنتب اسمه ....!! يا للفرحة .. هذه صورته مع ابنه ربما لا اعرف .. لكني على السريع .. بعثت له برسالة والتي ارجو أن يرد عليها سريعا .. أصدقاء ألا تعلمون ما أثمنهم ..

هناك ٧ تعليقات:

غير معرف يقول...

عجبتني هي (صيحات بروس لي ) ..
رفعت بانتظار التتمة و باتمنى يرد عليك ...

غير معرف يقول...

عجبتني هي (صيحات بروس لي ) ..
رفعت بانتظار التتمة و باتمنى يرد عليك ...

Raffat يقول...

لهلق ما رد علي .. وليه بالفعل انت بالسعودية .. زعلت كتير .. لانو انا يمكن روح على سوريا بهالشهر .. يحمك ماغلظك ههههه

Raffat يقول...

هل تعلمي كم يمكن لصديق ان يؤثر بحياتك .. اكثر بكثير مما بامكانك الصور .. توفيق من الاشخاص الذين شكلوا البنية الحالية لما وصلت اليه الآن من أشياء كثيرة في شخصيتي ... أرجو لك حياة طيبة ..

غير معرف يقول...

المهندس توفيق الفار أبو حبيب يعمل بقطر للبترول بمكتب مدير شئون العمليات
تستطيع

Raffat يقول...

شكرا .. تواصلنا. . لم يكن الا ايام وكان الهاتف بيننا ..

Raffat يقول...

شكرا .. تواصلنا. . لم يكن الا ايام وكان الهاتف بيننا ..