٢٠٠٩/٠٢/١٣

محمد كركوتي .. رجل صنع تاريخه بكلماته

ابن حارتي منذ أن وعيت عيني الضوء, وصديقي المقرب ابان السبعينات في شلة الاصدقاء بمقهى الطاحونة الحمراء, ثم مضيفي في لندن سنة 1983 لعدة أشهر .. بعدها تواصل بالمراسلات البريدية العادية قبل وصول الانترنيت والاتصالات الهاتفية الرخيصة الى سوريا .. مجلد من الرسائل التي لا زالت قيد القراءة في كل مرة أبحث بها عن أصدقاء يجلسون بجانبي .. فمحمد كركوتي صناعته الكلمة, صحفي من الدرجة الاولى .. الهواية والحلم التي عززه بالدراسة والمثابرة والجينات المتأصلة في عائلته , فخاليه يوسف ومصطفى كركوتي من جيل الصحفيين القدماء الذين لازالوا في عطائهم للصحافة والادب برهانا اكيدا على نبوغهم وبراعتهم في صياغة الكلمة والخبر والتحليل.

اذا محمد بعد انهاء الثانوية توجه الى لندن والتقيت به هناك ولن أنسى الترحيب والدفء الذي يمتاز به هذا الصديق, حيث لازالت صورنا في محطة القطارات الكبيرة والرئيسية في لندن المسماة بمحطة فيكتوريا حين التقينا اول مرة في بريطانية تعكس في بريقها ولمعانها تراكيب لمشاعر ومودة كبيرة وعظيمة اتجاه كل للآخر ..
بعد سنين من رجوعي التقيت محمد مرات معدودة ربما لم تتجاوز الثلاث مرات .. كان محمد قد أصبح محللا اقتصاديا وسياسيا مشهورا وقد ظهر عدة مرات في قنوات تلفزة عالمية فضائية كالسي ان ان والجزيرة والعربية والبي بي سي .. كنت عندما اراه أسترجع في ذاكرتي دخولنا الى بار في السوهو حيث تعرضنا لعميلة احتيال, وايام من الرفقة والصحبة الرائعة معه , ثم مشاويرنا المتعددة الى ضواحي لندن الجميلة ..
ظل هذا التواصل باقيا لسنين التسعينات ربما .. لا أعلم بالتحديد لماذا انقطعنا عن المراسلة .. سبب ما بالتأكيد لا أذكره .. إلا أن حمد ظل في قائمة الذكريات المتبقية والعائمة بين الحين والآخر لتميزه كصديق حقا رائع ..
انتقلت الى السويد في سنة 2002 و أصبح الانترنيت متوفرا كالهاتف في لاذقيتنا وبدات البحث عنه حيث كان من المتوقع أن أراه , فلم أجد شيئا ,, أما صديقتي ندى التي انتقلت للعمل والاقامة في لندن فكنت أحثها دائما لتبحث عن عنوان لمحمد و فكانت تقول انه انتقل الى الخليج وتارة لم تقل لها فاتن زوجة خاله عن عنوانه !! لم يزل محمد مجهول العنوان حتى عندما التقيت أخته في اللاذقية وسألتها فوعدتني احضار عنوانه في لندن وفي ابو ظبي حيث لا زال محمد متنقلا فيما بينهما لضرورات العمل الصحافي ..
عندما صدفة أتتني دعوة في موقع الفيس بوك الذي اقدره حق قدرة في لقائي الكثير من اصدقائي الذين كانوا غارقين في المجهول , مروان زكريا , توفيق الفار و جون بير ابو سمرا , وأخيرا ليس اخرا محمد كركوتي .. دعوة ورسالة من محمد .. فرحت بها كثيرا .. وعاد التواصل أصدقاء ألم أقل لكم سابقا .. أنهم ملح الحياة .


هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

تعرفت الى الاستاذ محمد كركوتي خلال عملنا في نفس المجلة، كان مثلا للانسان النزيه والمجتهد، لن انسى محمد كركوتي ابدا لموقف نبيل وقفه معي ذات يوم... خلدون

Raffat يقول...

الى خلدون .. شكرا لمرورك .. محمد كركوتي انسان رائع ويستحق التقدير حقاً.