٢٠٠٩/١٠/١٠

ايلن وارجيليس وكانيه وكورليور وجا ك المغامر ..مساء






ينبغي للرجل أن ينتقي زوجته بحيث تكون صديقته لو كانت رجلا.

جوبيرت


اعتاد محمد منذ أن كنا صغارا, أن يتابع بنهم كل الأخبار, فيشتري الصحف ويتابع نشرات الأخبار ومن ثم أعلمني لاحقا أن لديه أرشيفاً في البيت لكل الأحداث العالمية التي تحصل وقد وضعها في اضبارات لكل قسم ... كنا حينها لم نتجاوز السادسة عشر .. فبينما كنا نحن أفراد شلة الطاحونة الحمراء, نقضي أغلب وقتنا منتظرين انتهاء مدارس البنات لنبدأ بمطاردة فتيات التجهيز والكرمليت اللواتي يتقصدن المرور أمام ذلك الشارع المسمى بشارع الاهرام آنذاك ..

بعد أن تغدينا الفون دو .. مع زجاجة نبيذ بوردو اختارها محمد بين عدد كبير من الزجاجات التي ابتاعها حين كنا في اندورا .. كان على محمد المرور لمقهى الانترنيت لتقصي بعض المعلومات لمقاله الاسبوعي, وقد رأيتها مناسبة جيدة لي لمقابلة جاك الظريف بقبعته الامريكية وروحه المرحة..

ربما مايشدك للبشر هو غموضهم وحب الاكتشاف لديك .. جاك من النوع الذي يشدك اليه ليس بغموضه بل بلطفه وحبه وحتى انفتاحه للآخرين .. أتينا للمقهى وكان جاك قد جلس على كرسيه المفضل – الذي كان يجلس عليه في المرة السابقة وفي (المرات التاليه أيضا)- فاستقبلنا بود وبابتسامة وكأنك صديقه منذ زمن .. فاتحا معنا حديثا طويلا عن باربنيون ومعالمها وأين نقاط الجمال بها .. محمد الذي غرق في شاشة الكومبيوتر, يشارك الحديث باقتضاب وجاك "المغامر" - الصفة التي أطلقتها عليه لاحقا – يتابع حديثه, وجدت ذلك ظريفا ومسليا جدا .. فجاك يشعرك بدفء حميم بطريقة حديثه .. ويشاركك في اهتماماته, يشرح لي عن البورصة والشركات وقوانين الضريبة البريطاني .. عالم من المعلومات التي لا أفقه بها شيئا .. فلم يكن لي بحياتي أي شأن في البورصة أو عالم المال أو حتى ماهية الضريبة في السويد التي أحيا بها .. علما بأني درست كورس لمدة ستة أشهر عن أليه الاقتصاد السويدي !! هكذا الى أن انهى صديقي محمد مايريده من الانترنيت.

كانت الشمس قد بدأت في الغروب فاقترح محمد دعوة جاك الخبير في المنطقة ومعالمها أن يرافقنا في جولة على تلك المدن التي تكلم عنها جاك مسبقا! جاك وافق..!! ذلك سرنا جدا

أرجيليس.. الرائعة وكانيه الهادئة وكورليور التاريخية .. المتاخمة للبحر والجبال .. المزدانة بالتاريخ.. تلك القلعة والسور البحري والمطاعم والمقاهي المنتشرة على البحر .. كل ذلك كان رائعا .. تمشينا في أزقتها .. جاك يعرف كل مقاهيها وباراتها ومطاعمها .. جاك المغامر ذو آلاف القصص الشيقة عن حسناوات رافقنه في رحلاته على اليخت .. حوريات, حسناوات, جميلات .. قصص عشق وحب وبزخ .. ضحكنا ومرحنا كثيرا .. مررنا على تلك المراقص التي كان أغلب زبائنها من الفتيات اليانعات مع أصدقائهن .. جاك لايمانع في الدخول الى اي مكان .. كل شيء بالنسبة له ممكن .. طبيعة المغامر... لكنني كنت امتنع خجلا من أننا لاننتمي الى هذا القطاع , فيضحك جاك !! ثم نضحك كلنا .. محمد يوافقني الرأي , فأنا ومحمد لسنا جريئين كجاك !! أصبحت الساعة الواحدة .. كان البحر هادئا .. الأضواء البرتقالية تعكس بريقها على صفحة الماء .. أصوت عمال يوضبون طاولات وكراسي المقاهي المنتشرة على الطريق .. حان وقت العودة .. صعدنا السيارة .. وأوصلنا جاك الى يخته شاكرين له وقته ورفقته الرائعة .. تصبح على خير جاك !! شكرا محمد.

ليست هناك تعليقات: