التفكير والنظرية يجب أن يسبقا أي تصرف سليم، لكن التصرف في حد ذاته أنبل من التفكير أو النظرية.
ويليام وردزورث .. شاعر انجليزي
مدن المتوسط .. لها نكهات مختلفة .. انما بطريقة ما, تشعر بأنها عدة ثمار من شجرة واحدة .. ربما المناخ, البحر, أشجار النخيل - التي لم يبقى منها في بلدي سوى تلك الأشجار أمام البيوت والمقاهي المترفة – لكن برشلونة, وإن كانت متشابهة بتلك البهارات .. إنما لها طعم مختلف تماما .. مدينة لا يمكنك وصفها,.. وكأنها في كل زاوية وجها آخر .. من هنا تراها أوروبية بحته, ومن هناك ربما تشبه شيئا ألفته في الشرق .. أما من تلك الزاوية .. فإنها لاتشبه أحد .. هذه الأوجه المتعددة, جعلتها مدينة حقا فريدة ..
تمشينا في هذا الشارع العريض والكبير .. انتشرت المقاهي والمطاعم الصيفية على جانبيه وبعضها في منتصفه.
في رحلاتي, أهتم بالبشر وبوجوههم .. ماذا يجمعهم في مكان واحد!! .. كيف هي تقاسيم وملامح تلك الوجوه, التي تمر أمامي !!.. في هذا الشارع .. رأيت هنوداً ولاتينيين - اسبانيا كانت دولة استعمارية- عرب وأفارقة .. لم يعد هناك بقعة في العالم خالية من كل أشكال البشر - وإشكالاتهم - ذلك الافريقي الذي يرتب الكراسي وعلى مقربة منه هندي يمسح الطاولات الصغيرة المعدنية .. الوقت باكرا ..!!ً ربما في هذا الوقت يبدؤون به عملهم !!
كل شيء هادئ .. قليلاً من البشر يتمشون مع أصدقائهم وكلابهم, ! . محمد بدا عليه بأنه غير مقتنع بأنه ذات الشارع الذي زاره قبلاً!! .. قال لي بأنه شارع يغلي بالبشر والنشاطات .. قلت له ليس من المعقول أن يكون هناك شارعاً آخر بنفس الاسم !! أصر محمد بأن نأت بالسيارة, ونبحث عن ذات الشارع باسم لا رامبلا ..!! بعد أن قضينا حوالي الساعة, مشياً .. !!
أخذنا السيارة من الكراج وبدأنا بحثنا عن المارينا .. قال محمد بأنها بداية الشارع وهو يتذكر تماماً كيف يبدو من هناك !! مرة أخرى, بدأنا في الطوفان وسؤال المارة والسيارات التي وقفت بجانبنا عند الإشارات الضوئية .. محمد يقول لي ضاحكاً ... قل لو رامبلا وليس لا رومبولا .. كنا نضحك في كل مرة اسأل بها عن الشارع .. فيجاوبون بالاسبانية ونهز برأسينا معاً .. ثم نضحك .. إلى أن سألنا راكب دراجة نارية وبدات الطلب بسؤالي " هل تتكلم الانكليزية !! " نعم قال لنا فتنفسنا الصعداء .. أخيرا .. فسألناه عن الشارع ... ردده باسمه الصحيح !! فوافقنا على أنه هو بالذات. فقال لنا ألحقوني سأدلكما عليه .. وهكذا بعد ربع ساعة وصلنا على بدايته وبدا لنا المارينا واضحا بيخوته وصواريهم .. لقد وصلنا شارع لارامبلا... المليء بالبشر حقاً .يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق