من لا يتحرك يتجمد، ومن لا يفكر يصدأ، ومن لا يحب يتعذب، ومن يتزوج يتجمد ويصدأ ويتعذب.
مرت الثوان الأولى .. بدأت أغنية جون دنفر " شمس مشرقة فوق كتفي " .. !! كانت عيناها الهادئتان, مصوبتان باتجاه عيناي, ... نظرتها تحولت فجأة إلى استفهام .. ثم الى إنذار ..أخيرا الى تحدي !!
- كنت أدقق بملامحها .. وجهها المستدير الأبيض, وجنتيها التي ارتكز عليها إطار نظارتها الفضية .. ..انفها الناعم .. فمها .. شفتاها .. أسنانها .. ذقنها .. أذنيها .. رقبتها .. كل شيء كان متناغما .. متناسقا .. كان النظر اليها كسماع سيمفونية لباخ .. كدت أنسى نفسي ..كانت عيناي لازالت تسير في تقاطعات ملامحها ..!! في البداية لم آبه .. كانت عيناها تصرخ .. كنت مغموسا بتلك الموسيقى .. موسيقى وجهها والموسيقى التي اسمعها .. كم هذا ممتع ..!! في الثوان القليلة التي مرت ونحن ننظر ليعضنا .. حين فجأة .. شعرت بأن علي أن أدير وجهي باتجاه آخر .. اسقط نظري إلى الجريدة .. مصطنعا حركة, مفادها .. نعم أني أنظر اليك .. وتعجبيني جداً وأنا مهتم بك كثيرا .. لكني خجل منك .. خائف من رفضك لي !!
لم تكن الأشجار والبيوت, واعمدة التوتر العالي, قد توقفت عند اقترابنا من المحطة الثانية .. بدأ القطار في التمهل .. نظرت اليها مرة اخرى .. يا الهي .. كم هي رائعة .. أرجو أن تبقى .. أرجو أن تبقى في القطار .. لا أريد سوى أن تكون هنا .. أن أقتفي اي شيء في ملامحها .. أريد أن أنظر إليها .. دون أن ألتفت لآي شيء .. هكذا أن أغرق في تفاصيل وجهها .. أن أمد شعاع نظري بدل يدي .. أتلمس كل التفاصيل الدقيقة في وجهها كالعميان .. .. كانت الأغنية قد قاربت على النهاية .. "أشعة الشمس تجعلني سعيدا" كنت سعيدا بوجودها ..
حين تدير وجهها نحو النافذة .. كنت استرق النظر اليها .. أريد أن اراها من كل الزوايا .. بروفيلها .. يزيدني شغفا بها .. صرت مدمنا .. أريد لروحي أن تخرج اليها .. تجلس بجانبها .. وتطيل النظر في وجهها .. ها أنا كالمجنون في كل مرة أقع في غرام فتاة ما تجلس في القطار .. علاقة يحدد زمنها, المحطة التي تنزل بها تلك الفتاة ..
على النافذة .. يعكس الزجاج .. وجهها .. أنظر اليه .. !!
هل هي من المدينة التي صعدنا منها .. ما اسمها .. هل تحب أحد ما .. هل هي موظفة هنا .. ربما في زيارة لشاب ما .. لصديقة .. أفضل أن تكون صديقتها في المدرسة أو الجامعة .. !!
جلس شاب بجانبي .. أظنه آسيوي .. تنحنح قليلا .. بقيت في قوقعتي .. كانت كل الاحداث .. خارج الزمن .. كنت انا وهي فقط .. كل شيء كان خارج بؤرة عيناي .. هي وصورتها المعكوسة على زجاج النافذة .. وصوت جون دنفر .. تحرك القطار .. فرحت بأنها ستبقى محطة أخرى .. ستبقى 5 او اكثر من الدقائق .. لتتيح لي مزيدا من النظر اليها .. مزيدا من الفانتازيا .. بدأت الأشجار تمر سريعا .. وظهرت بعض الطرقات الجانبية وبعض السيارات .. بجانب وجهها ..
هناك ٣ تعليقات:
لماذا كل هذا الاسراف بالسرد والوصف .. هل هي قصة قصيرة ام رواية .. ذكرتني بقصة حب مجوسية لمنيف
شكرا عمر ..!! أريد أن أوضح شيئاً هنا على التعليق الأول .. صحيح أنني أسرفت في السرد, حتى أنني لم أعجب بالجزء الرايع .. أستطيع القول بأنني .. ربما أفلست .. لم أعد أمسك ذاكرتي كما كانت .. أنا آسف .. رفعت
إرسال تعليق