جون كيج
في وسائط النقل العامة
, حين أكون بمفردي, أشعر بحاجة ماسة للحب .. للمرأة ..أمتلئ بأحاسيس غنية, عارمة للأنثى .. لن أنسى تلك الفتاة التي جلست خلفي بالطائرة .. لم أر وجهها .. لم أر منها سوى قدمها .. قدمها التي ظهرت على يمين المقعد, حين جلست بوضعية ما, جعلت قدمها الجميلة, في مجال نظري .. !! هل أنا مجنون لأقول لكم أنني وقعت بغرامها !!.. ما معنى أن تلهو أفكار العشق برأسي, طوال الأربع ساعات .. لم أكن أجرؤ على أن أقوم من مقعدي .. أن أدير رأسي .. أن أختلق عذرا .. لأحضر شيئا ما !! .. لم أفعل أي شيء لأعرف كيف تبدو .. كان لدي قدمها الناعمة .. لأبني علاقة من الفانتازيا, طالت أكثر من أربع ساعات .. !! ... لكن هذه الفتاة الرائعة .. التي تجلس أمامي على بعد أقل من مترين.. بناء جاهز لقصة عشق .. !!
صوت القطار الرتيب .. يمتزج مع صوت جون دنفر .. لم يكن هذا التمازج غريبا .. جون دنفر, مغني "كونتري" .. لطالما صاحب صوت القطارات, أغاني الغرب الأمريكي .. جوني كاش كمثال .. الموسيقى والأغاني تستطيع حملي أبعد من أي وسيلة أخرى .تجعلني الموسيقى طائرة ورق .." سيئة الصنع "
... خفيفا كفقاعة ماء .. هكذا أنا الآن .. أمام هذه الفتاة .. كأن وزني الثقيل وحجمي الكبير, لم يأخذا من الفراغ شيئا .. كنت روحا .. ضوءا.. هواء .. كنت لا مرئي .. ككائن خفي .. أنظر إليها .. !! حتما .. شعرت هي بغرابة الوضع .. ربما خافت ... !! .. أعلم بأن السبب الرئيسي بأنها لم تغير مكانها, هو عدم توفر مقاعد خالية في المقطورة .. كانت المقطورة شبه مزدحمة .. !!
نظرت إلى زجاج النافذة .. الزجاج السميك لنوافذ القطارات وتفاوت الضوء, يجعلها كالمرايا .. أطلت النظر إليها .. فاجأتني بأنها تنظر أيضا إلي .. كانت رغبتي في أن يصل إليها إعجابي قويا هذه اللحظة .. صممت أن لا أدير رأسي بل أن أبتسم .. أن أبعث إليها ابتسامتي المعكوسة على النافذة .. ابتسمت وأنا خائف .. هي تنظر مجددا .. كنت أتوقع ابتسامة .. أو لأقل, حركة قبول .. ابتعدت عيناها بسرعة .. شعرت بأنها ندمت على أنني اكتشفت بأنها تنظر الي .. كأنني ضبطتها متلبسة بجرم سرقة حلوى .. زفرت مصطنعة المشهد ذاته, عندما تريد أن تعبر عن ضيق خلقك من الآخر, كنت أحسبه فقط عند أقراني الشرقيين ... لابأس, هكذا أفضل.. !!
صرت أتتبع اتجاه عيناها.. كانت تنظر الى تلك الغابات .. ترسم ابتسامة بين الحين والآخر .. ربما مر بخاطرها .. أحد ما .. طرفة .. فتى وسيم مازحها, فتذكرته !!.. كانت كل ابتسامة أو حركة من شفاهها .. قصة ورواية لي ..
في مرحلة ما فقدت الاتصال بالمكان .. لم يعد وقوف القطار وصوت سائقة عند فتح الأبواب وإنغلاقها أم إعلانه عن وجهة القطار والمحطة المقبلة .. شيئا أسمعه .. البشر الذين يجلسون بجانبي أم بجانبها ..استقلوا الحافلة أم تركوها .. صوتا يعكر الأغنية .. كانت الفتاة هي فقط من بقي في المشهد .. وجون دنفر يغني ..!!
كونتري رود, تايك مي هوم country road, take me home))
هناك ٤ تعليقات:
تعليقاتك ايها الصديق ما يبقي هذا القلب شابا هنا .. شكرا على وجودك وحضورك وهاتفك المغلق دائما هههههه
كأنك تريد ان تقول ان هاتفك دائما مفتوح!
بالتأكيد .. فهو دائما منتظرأ صوتا
صوتا .. بشريا على الاغلب .. فأنا منتظرا صوتها دهرا, ولم تأت .. فعدلت .. المكان والوقت .. الروح والله
إرسال تعليق