من الامور التي لاتخطر على بال احد ..أن السويد تملك أسوء الانظمة الصحية في اوروبا ان لم تدخل القارات الباقية في التقييم .. فلربما وجدنا النظام الصحي السويدي الذي أختبرته شخصيا البارحة .. من اسوء ما مر علي ..أنا الآتي من دولة نامية تعتبر من اسوء الدول سواء تنظيما أم خدمات. فلا زلت أذكر عندما كسرت قدمي, منذ سنوات مضت في اللاذقية, كيف أسعفوني فورا. ثم في حالات متعددة, لم أستطع تذكر واحدة منها, اهمال اي المواطن لمدة تقارب ال 6 ساعات في حالة اسعافية حتى لو كانت بسيطة! علما ان ماحصل معي ومع ابني ذو الثلاث سنوات في مشفى الاطفال باستوكهولم وبحالة اسعافية, زادت ساعات الانتظار على 7 ساعات .. صدقوا !!
في السويد لايمكنك دخول عيادة طبيب دون موعد .. لديك مستوصف تابع لمنطقتك .. به أطباء متمرنون ام مجانين ام فاشلين .. "هذا لاني لم التق بأي "ذكي" طبيب كما ينبغي, منهم " ..
.. تتراوح مدة حصولك على موعد مع طبيبك من يوم حتى ال 5 أيام كحد اقصى .. والاختصاصي ربما لشهر والعلاج ربما 3 اشهر او سنة ..سأراجع النت لاعلم المدد المعمول بها .. المهم .. الادوية غالية جدا .. تحتكرها شركة واحدة ثم ظهرت على السطح شركة اخرى .. لا اعلم ان كانت ايضا لنفس المصدر .. كباقي شركات المنوبول السويدية .. ثم هناك الادوية التي تصرف بدون تقرير, وهي عديمة النفع تماما .. ومن لا يصدق يسأل .. ثم الادوية التي كنا تناولها في سورية دون وصفات طبية .. ك البنسلين.. المضادات الحيوية وماشابهها .. والتي اعتدنا على الاستطباب بها كلما شعرنا بتوعك , أصبحت هنا كالمخدرات .. لايصفها لك الطبيب إلا بعد التأكد التام " يجب وضع اشارة تعجب هنا " على انها الوصفة الصحيحة .. سابقا وصف لي طبيب سيريلنكي ثلاث وصفات غير مطابقة لحالتي .. كتبت عنها سابقا في احدى البوستات القديمة ...
هناك حد أعلى سنوي للدفع .. أي ان كان لديك زيارات للطبيب تصبح مجانية ان كانت مدفوعاتها تتجاوز 1900 كرون خلال 12 شهر ويسري القانون ذانه بالنسبة للأدوية .. أي ان تجاوزت مدفوعاتك للادوية 1900 كرون, ايضا تصبح الادوية مجانا .. خلال 12 شهر فقط. لن أزيد سأتكلم عن ما حصل معي البارحة ..
في تجاربي السابقة وزياراتي المتعددة للمستوصف ذاته, علمت بأن زيارتي لهكذا أطباء لن تشفيني بقدر ما ستغضبني من تصرفاتهم, التي لا استثيغها وبرهنت عدم جدواها, من خلال الادوية التي يصفونها لي, هذا ان وصفوا لي اي دواء !! لذلك خلال الاعوام الثلاثة او حتى الاربعة سنين السابقة , لم أحاول حتى التفكر في الذهاب الى هناك .. حتى لو استفحل المرض .. وحصل هذا مرة ولم تجدي توسلات زوجتي في ان اذهب لهناك .. بل اكتفيت بأخذ مضادات التهاب جاء بها صديقي بلال من اللاذقية وقد نفعت بالفعل .. وشفيت ..
في هذه المرة عندما عملت في تفريح حاويات القمامة .. أحسست بوعكة وتعب. أرجحت ذلك الى التعب الذي اصابني, جراء الجهد الكبير الذي لم اعتد عليه سابقا .. لكن الامور بدات تسوء أكثر فأكثر .. اصبح السعال أقوى وله خرير. وبدأ البلغم في سد حلقي ومن ثم التهاب الحلق كله .. انتظرت عدة ايام , تناولت خلالها كل الثوم والحشائش ومغليات الاعشاب والبهارات .. لم ينفع شيء .. فالألم صار لايحتمل ولم اعد انام الليل كله .. مع وجود تعب فظيع ..
تحت ضغط بعض الاصدقاء وبالاخص صديقي ابو علي, قررت اخذ موعد مع طبيب المستوصف .. كان اسمه بير برومان .. كان الموعد الساعة الثانية .. وباعتبار المستوصف ليس بعيدا .. فقد ذهبت الى هناك مشيا ..
وصلت في الساعة الثانية الا ربعا .. وضعت الهوية ودفعت الرسم وانتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت بعد نصف ساعة اتجهت للممرضة لاسألها ان كان هناك خطأ ما !! .. قالت لا ان الطبيب قد جاء متأخرا !! يا له من عذر !!
ثم .. انتظرت .. انتظرت .. انتظرت حتى قاربت الساعة الثالثة .. الا عشر دقائق اي خمسون دقيقة عن موعدي ..جاء واعتذر بصوت اكاد ان اسمعه!
دخلت الغرفة ... بعض الاسئلة وفحص سريري لم يتجاوز ال 6 دقائق من الوقت .. طلب مني فحص الدم .. ايضا انتظرت .. فحصوا دمي وانتظرت مرة اخرى .. جاء وقال لي مارايك بصورة شعاعية لانني اشك باحتمال ضئيل بالتهاب رؤي خفيف .. ربما يكون فايروسيا او بكتيريا وعليه ستأتي الى هنا غدا الساعة الحادية عشر صباحا .ونقرر الدواء .. أخذت وقتا منه, تلك الاستمارة التي يجب املاؤها بما لايتجاوز الثلاثين كلمة, حوالي العشر دقائق .. لانه ببساطة, قليل الخبرة .. وقال لي لديك عشرون دقيقة قبل ان تغلق المشفى قبول التصوير الشعاعي ..
لم اكن قد اخذت السيارة معي, فقمت بالهرولة .. وانا الكهل الملئ بالكولسترول والشحوم والتعب والمرض وجعبة مليئة بكل الام المفاصل والاعصاب بدأ من الرقبة مرورا بالظهر وصولا لمفاصل الأرجل .. والاصابع هههه . وصلت المشفى قبل عشر دقائق .. قالت لي الموظفة السريانية .. ماذا تريد .. !! اعطيتها الورقة فسألت زميلتها السويدية هل نحن ما زلنا نستقبل حالات التصوير الشعاعي !!قالت السويدية .. نعم نحن نغلق الساعة الرابعة "" لو لم تكن السويدية موجودة فسيكون الجواب بشكل مؤكد .. تعال غدا باكرا .."" فقلت لها عظيم اين سأبدأ فقالت .. يجب عليك اعطائي 200 كرون .. !! هنا جن جنوني لعلمي ان التصوير مجاني .. فلقد مررت بهذه الحالات قبلا ولم أدفع اي نقود !! قلت لها ليس معي مال ولن أتابع .. قفلت راجعا للمستوصف غاضبا كبركان .. وصلت المستوصف واعلمت الاستقبال باني اريد مقابلة الطبيب .. فرفضوا .. فقلت اريد ان الغي موعدي غدا .. وكم كنت بحاجة ماسة لانفجر غضبا على كل من قال المقولة المبررة الشهيرة كلما تكلم احدنا على خطأ ما " هل تظن نفسك في السويد !!" نعم الغي الموعد .. لم يسألني أحد عن سبب انزعاجي .. لم يسألني احد ان كان من الخطأ أن اترك على حالتي الصحية الراهنة .. فلقد شاهدوا أنني أبصق دما عندما أسعل .. .. هذه هي السويد .. هذا هو احد اهم المرافق التي تحسن واجهة النظام .. لنا أحاديث طويلة عن فساد المرافق الآخرى في هذه الدولة الحضارية لاحقا .. من تجاربي الحية والشخصية أحييكم مع سعال لاينقطع ..
هناك ٦ تعليقات:
تذكر ياصديقي انك كنت تدافع عن السويد ونظامها في كل مرة كنت انتقدهم فيها! اؤيدك في كل ماكتبت
ولااقف ضد تيارك الجارف في نقد السويد
اريد ان اصحح فقط بان المبلغ هو 900 كرون وليس 1900 كذلك فان زيارة الطبيب قد ارتفعت عند بدء السنة الجديدة وتكلفة زيارة االطبيب المختص كانت 260 ثم صارت 320 اما الطبيب العادي فكان 120 ثم صار 140
يا سيدي .. اولا 150 كرون تسعيرة الزيارة لطبيب غير مختص وغير فهمان .. ... اريد ان اعقب على عدو اشياء لاحقا عن الموضوع .. ساتركها للزمن هههه سلامي لك ياغالي
نعم الانتظار مزعج ويمكن بسهولة اعتبارها استهتار بوقتي وهاذا ماجرى معي البارحة,انتظرت اكثر من ٤٥ دقيقة بعدها اظهرت امتعاضي للدكتورة عن الامر وهي بدورها اخذت موقعآ دفاعيآ وافهمتني بما انني حجزت طوارئ فأنا بدون حقوق زمنية وان الاطباء عندهم حوادث طاريئة مثل موت عجوز وهاذا مايتكرر دائمآ,ورغم هاذا النسوان لسهن معبين الدنيا.المهم كان عندها تبرير وانا ماعندي غير القبول بقدري.
لم احجز طوارئ ولم يكن هناك اي سبب ليتأخر .. المستوصف لايستقبل اي اسعاف .. فقط تأخر ولم يكن له اي عذر ولم يشرح اي شيئ .. شكرا
لم احجز طوارئ ولم يكن هناك اي سبب ليتأخر .. المستوصف لايستقبل اي اسعاف .. فقط تأخر ولم يكن له اي عذر ولم يشرح اي شيئ .. شكرا
إرسال تعليق