وليم بليك
نعم وليس لديها وقت للفرح ..
نعم وليس لديها وقت للفرح ..
نعم .. نعم .. لي مبررات عديدة .. !! بدأت عمل لم بأت على مخيليتي ولا مرة .. حتى حين كنت صغيرا, حلمت بأن أكون حارس حديقة .. لما كان للحارس "مصطفى" الذي عينته البلدية ليدير شؤون الحديقة المثلثة التي تتوضع تماما بحينا, من سلطة وحزم اتجاه كل من تسول له نفسه في الدعس على الحشيش او اللعب بالطابة في الاماكن الغير مخصصة للعب " ليس هناك اي مكان للعب في الحديقة " أو أن يسيئ استخدام المرجوحات المعدنية التي راح ضحيتها -لا اعرف كم عدد الاصابات والقتلى - العديد .. حين فجأة, وبغير علم أحد نتفك أوصالها وتتطاير الى أشلاء .. نعم .. لكني كنت "حين كنت صغيراً" ميالا للقوة والسلطة لنقص كبير في شخصيتي وثقتي بنفسي .. ثم انتقل حلمي في سنين المراهقة إلى أن أكون سائق سيارة سباق .. مما كلف السيد الوالد رحمه الله مبالغا كبيرة في تصليح سيارتنا التاريخية البيجو الذهبية ... !! في كبري وعندما نضخ قليلا فكري بعد قراءات عديدة ومصاحبة أصدقاء أكبر مني عمرا ومع تأثيرات محيطي من أخوة وأخوات .. صار حلمي أن أكون .. أنا .. ليس احد آخر .. أنا رفعت مصري ابن شكيب مصري وخالدية نحلوس .. أنا بمعنى أن أكون ذاتي, البعيدة عن كل تأثيرات الآخرين ..!!
لكني وللحق حلمت بأن أكون حرا حرا خالصا من كل شيء .. المسؤوليات بكل انواعها .. التقاليد والشرائع والدين.. القوانين كلها .. مايجب وما لايجب ... !! لم أحلم بالشهرة ولا بالمال ولا بالسلطة .. كنت أريد لروحي أن تسمو فوق كل الاعتبارات البشرية .. لم أنجح .. !! نعم هناك - كما قرأت - 5 بالمئة فقط يحققون مايريدون .. عظيم .. أنا من العامة .. ويعني من الأغلبية وهذا ليس سيئا ههههه !!
عندما انتقلت للحياة الى السويد .. كان ذلك " حسب تجليات فكري العشوائي " طريق صحيح الى ذلك الحلم .. اليوتوبيا ..!! حيث لا احد يمنعني من ان اكون انا .. أي سأحقق ذاتي من خلال الحرية التي تتوضع في هذه الجغرافية من الكرة الارضية .. حسنا لا أمل من النق والشكوى .. سأقفذ فوق كل ما يجري ببالي وأقول لكم بأني عملت كزبال .. أقفز من السيارة, ككلب غبر مدرب, فأقع غالب الأحيان, أو تبدأ خطواتي كمصاب بداء باركنسون .. أو براقص بريك دانس .. فتعتدل خطواتي وأهرع لأتفقد أين هي الحاوية وبأي غرفة .. !! بأي غرفة هذا يعني بأن أمامي ست أبواب ليس مكتوبا على اغلبها اي شيء .. والذي يعلم أين هو الباب من اول مرة فهو اما محظوظ أو عالم بالغيب .. أو عامل قد أمضى في عمله بالمهنة ذاتها وبالحي ذاته أكثر من سنين عديدة .. !!
تبدأ المعاناة أولا بالرائحة الوخاذة , التي ويالحظي السعيد , تماثلها اي رائحة نفايات الطعام في اي مكان من العالم .. حتى في لاذقيتي ذاتها .. وأنا لست من معجبيها للعلم ليس إلا !! .. ثم يبدأ سحب الحاوية مطأطأ الرأس وجرها إلى الخارج .. ووضعها في المكان الصحيح من آليه السحب ورفعها بواسطة كبس أزرار -الحمدلله - لترفع وتفرغ .. !! ثم يعاد ما جرى من البداية .. وهكذا لمدة تتراوح بين 3 ساعات و4 ساعات ليرتاح المرئ قليلا ثم تبدأ الدورة الثانية .. هكذا حتى الساعة الواحدة والنصف او الثانية .. بنتهي العمل .. ويا لعجبي حين علمت أنهم يفعلون هكذا بالسرعة تلك والضغط هذا .. فقط لينهوا باكرا ليس إلا ويجلسوا ويتحمموا ويشربون القهوة ويتحادثوا قليلا مع زملائهم .. لكني أنا لا أتحمم ولا أتحادث مع احد ولا اشرب القهوة .. يا الهي .. فأنتطر ساعتين او ثلاث لأغادر مكان العمل .. في الثالثة والنصف بعد الظهر .. مما جعل يومي منهكا أنني أرجع لأرى أيضا البيت في حالة من الفوضى , فثلاث اولاد وامراة سويدية .. لاينطبق مع الحياة هنا .. العمل هو قتل حقيقي لكل ما حلمت به .. أرجع لأزدرد قليلا أي شيء .. غالبا زبدة وجبنة وشاي دون سكر .. واتحمم وأساعد زوجتي قليلا في اطعام الاولاد وأفتح الانترنيت وادفع ما جاء من فواتير ومستحقات, ثم قراءة ما جائني من ايميلات .. وأنام متأخرا لأستيقط باكرا جدا خوفا من الوصول متأخرا .. !!
أما حين بدأ عقد العمل الثاني في ذات الشركة لكن كعملي السابق في سياقة الشاحنة وتبديل الكونتينرات .. فأكتشفت بأني لم اعد قادرا كما كنت السنة السابقة .. فيتملكني تعب قاتل ولم تتجاوز الساعة الحادية عشر وتبدأ آلام الركبة ووجع الرأس .. ثم .. أكمل لكم معاناتي لاحقا .. فانا الآن في حالة فوضى وعدم تركيز بسبب استيقاظ الاولاد وصراخهم .. نلتقي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق