٢٠٠٧/٠٦/٠١

مرحبا4

مرحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 4

في السويد كأي بلد يهاجر المرء إليه. ينظر إليه كغريب , أجنبي, محتال, متخلف و ربما يصل إلى رتبة حقير في نظر أولئك أبناء البلد الحقيقيين. في كندا و أمريكا و أسترالية أي في البلاد التي تعتبر بلاد هجرة تضيع الطاسة كما يقولون, الجميع مهاجرين, ليس لهم لون محدد كالسويديين مثلاً المشهورين بشعرهم الأشقر و أعينهم الزرق, وكأنهم لم يختلطوا بأي جنس آخر في تاريخهم و هذا صحيح فالبلاد الاسكندنافية لم تفتح من جنس آخر و بهذا أمنت فروج نسائهم من الأير الغريب اللون الذي يأت عادةً مع المحتل, مع ذلك ترى السويدي لطيفاً مع الغريب, مليئاً بإنسانية طافحة فوق العادة, ما السبب!! علماً أزيدكم بأنهم في الواقع كأي بشر آخرين لا يفضلونك عن أي حيوان في الواقع بل الحيوان هنا له من الاهتمام أكثر من البشر باعتباره – ليس " غريباً " ثم ليس مسؤولاً عن حياته كما البشر باعتبار البشر هم من يديرون الحياة على الأرض.

السبب الرئيسي الذي دفعني لهذه المقدمة هو صدور مجلة جديدة هنا اسمها غرينكو " الغريب" بالأسباني " . تهتم هذه المجلة التي أصدرها بعض الشبان الأجانب و السويديين بالحال الشبابي المهاجر. ثم و بمروري على ذكر المجلات, و أنا في المكتبة العامة مررت على قسم المجلات التي يمكنك قراءتها في المكتبة نفسها, فرحت أبحث عن بعض المجلات التي تهتم بالديكور و العمارة. ربما عدد المجلات التي تصدر في السويد تتجاوز المائة. الذي زاد من الغرابة التي انتابتني هو التخصصات التي يتناولها الإعلام في بلاد الخال " إيريك " و هو الاسم الأكثر انتشاراً في السويد حسب إحصائيات لا أعرف من أين أتيت بها! المهم ماهي هذه التخصصات !! من أكثر الأشياء غرابةً تلك المجلات التي تختص بالأمور التي تهم مرضى السكري ثم أخرى الربو و التحسس ثم الصرع و أخرى أقل غرابة كالصم و البكم و من ما ذكرت في بداية المرحبـــــــــــــــــــا الرابعة مجلات عن القطط و الكلاب أي لكل حيوان له مجلته الخاصة به و ليس سويةً و بأكثر من إصدار... مجلات مجلات عن أي شيء تريد و معروضة حسب الترتيب الأبجدي " ماعدا الجنس " بحثت في القسم S دون جدوى !! غريــــــــب !!

في هذه اللحظات و في نفس المكان اقتربت مني سيدة في الستين من عمرها تسألني عن ماذا أريد !! علامات استفهام و خوف ارتسمت على وجهي و كأني ضبط بالجرم المشهود و الأدلة بين يدي! أجبتها بلغة مهاجر أجنبي أتى منذ ثلاثة أيام بأنني فقط أريد أن أمر على المجلات و العناوين؟ علامة استغراب علت ملامحها وهي تقول هل لي بإثبات شخصية ! هنا و في هذه اللحظة ارتفع ضغطي و هبط الاندروفين و ارتفع الأدرينالين و سقطت كل أنواع الشجاعة والإيمان بقوة الشخصية لدي. شعرت بأن دورية مخابرات أتت لبيتي بوجود امرأة متزوجة لدي! تملكني فزع و كدت أمسح وجهي من العرق الذي كدني فجأة "سيضحك عمار زريق" أخرجت المحفظة و أعطيتها بطاقة الاستعارة التي تخولني حق استعارة الكتب من المكتبة العامة. نظرت إليها قليلاً و قالت كنت أظنك شخصاَ آخراً فعذراً !! تحول خوفي فجأة إلى غضب و انزعاج و تبدل الاندروفين و صديقه الأدرينالين لكن الضغط علا أكثر. هل أرديها قتيلة !! هل أشتري من السمان المقابل للمكتبة شوال سماد آزوتي أفجر به المدينة أو أن أرجع للبيت و أفش كل غضبي بزوجتي التي أرجع أسباب تعاستي كل مرة إليها !! فضلت الحل الأخير باعتبار الحلين السابقين ليس لهما أي واقع حقيقي و يستحيل علي فعلهما !! نزلت مسرعاً على الدرج الكهربائي فتفشكلت بالدرجة الأخيرة "حيث لا يوجد درجة" فوقعت على جانبي أمام حشد من المراهقات السويديات المشاركات في مسابقة عارضات الأزياء, لملمت الكتب التي أحملها و خرجت من المبنى ألعن رب زوجتي التي قبلت بي زوجاً لآت هنا و أتعس.

اللاذقيــــــــــــــــة 1966حارة الهوندا و الفكر الفاضي

كنت ولداً "لازلت" سميناً مدللاً. لست متفوقاً على أي من أولاد الحارة بشيء إلا ربما بالمال و الألعاب. فعندما كانوا يلعبون بالكلال ليربحوا و يجمعون 50 أو 70 كل كنت أشتري 100 كل . حتى طبات الكازوز كنت أدفع لأشتريها و هي التي تلم من الشارع .. كنت أفعل أي شيء لأثبت بأني مثلهم لكن دون أن أبذل مجهوداً و أدع يدي تقشب من البرد و الوسخ و المطر "هذا بشأن الكلال" و عندما كانوا يلعبون الخبر أو العمورة أو الطابة كنت ألعب معهم تحت تهديد أمي لكن على كيس النص و هذا يعني بأنني لا أحسب على الفريقين مما جعلني متشوقاً لأثبت بأني أزعر مثلهم و قادراً على كل شيء كما هم . في أحد الأيام كنا مجموعة ن الأولاد في مدخل إحدى البنايات الكبيرة في الحارة و في موقع ليس بعيداً عنا كانت طفلة ذات الثلاثة أعوام تلعب غير بعيدة عنا عندما قال أحدهم من يستطع إدخال هذه العودة بطيز هذه البنت " كنت أذكرها جيداً فبيتها في الطلعة و هي من بيت الشعبان السيئين السيط" كان شيئاً عظيماً أن يتيح لي برهان شيء ما لهم و الآن هو الوقت المناسب فقلت أنا سأفعل هذا فأخذت عودة من غصن لين زرنزخت و بدأت أحاول نزع كلسونها ليتسنى لي أن أر أين بخش طيزها ! لم يكن بالحسبان الزبال الذي هوى يده الضخمة على رقبتي ليدفعني ربما متران على بطني ساباً كل ما أنزل من عائلتي بدأً من أمي واصلاً على أخواتي و أنا ألملم هذه المرة خوفي و خجلي و أرجلي لأركض ما أعطاني الله من قوة لأحتمي تحت السرير في البيت. و هكذا ربما بعد ساعة أو أكثر جاء أخيها حاملاً كل زعرنته ليربيني, لكن و لحسن الحظ, كان أهلي في البيت و أمي التي يهابها الجميع, لتقنعه بأنها ستنزل بي أقسى العقوبات على فعلتي الشنيعة . و بدأ البحث عني, و أنا لا زلت تحت السرير ............................. حتى الآن نائماً!!!!.

سودرتاليــــــــــة حديثــــــــــــــــــــــاً

بدأت دراستي باللغة الألمانية .. إنه الدرس الأول , وضعت الكاسيت الذي سيشاركني القراءة و نمت ! شعرت بالتعب فجأة و خارت كل قواي .. لكني تذكرت بأن زوجتي ذهبت مع الأولاد و البيت هادئ , قاومت النوم لكن التعب كان أقوى فرحت أستلقي على نفس الفراش الذي لم أنم عليه ليلة واحدة ظريفة .... فراشي .

اتصل مصطفى اليوسف من النروج .. ضحكنا للثمالة تحت نظرات زوجتي الغاضبة ..

في اليوم التالي اتصل بأختي منى و أخي منذر و صديقي محمد رضوان .. سررت .

ليست هناك تعليقات: