مرحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 6 !!
مسلسل المرحبا ذو الأفكار المكركبة.
و لكن لتعرفوا شيء أساسي بأنني حقاً أعيش معكم لحظات و دقائق أيامي و سنيني هنا.. , اخوتي ,منذر ماهر مرام منى مصطفى و محمد ومصدق , جرجس و علي و مروان ومالك, عبودة, طارق, وسيم و فادي و عدد لا يحصى من البشر, من حقاً خط على مسار عمري الماضي قليل من الحب.
اليوم صباحاً استيقظت على صوت من الماضي, كان واضحاً نقياً كنجمة الصباح, أصدقائي و أهلي , أمي و أبي, أخوتي, مدينتي و ذكرياتي , أولى خطوات طفولتي و مراهقتي و مراهقتي "فأنا لم أعرف بعد ماهي رجولتي" تجاربي الجنسية و معارك مشاعري و أحاسيسي. .. . . . . !! انهالت علي أفكار الماضي دفعة واحدة . و عيناي مفتحتان على مصراعيهما دون أن أشعر بالمكان أو أن أسمع صراخ ولداي وليام و فكتور. بقيت في مكاني ممدداً على ما يحتله جسدي من الفراش.
كيف يمكن للبشر أن يرحلوا من محيطهم من سمائهم و من تاريخهم . ما الذي يجبرهم على الرحيل!! هل هو ما فسّره ابن خالتي مصطفى و منذر ربما في احد قصائده أن الرحيل أو أن تتخلى عن بشر تحبهم هو تدريب على الموت.
مــــــــــن أحد المعاناة التي تقض مضجعك الآن الحرب على لبنان , على الأطفال و المدنيين و العرب و ال كافة العرب . و من المؤسف أن السياسات الحضارية و الانسانية التي يتزعمها الغرب باتت مزحة قديمة يتناقلها المراهقين. في أحد الأيام التي قصفت بها اسرئيل بشدّة على قرية قانا في لبنان وراح ضحيتها عشرات الأطفال, استضاف التلفزيون " الرسمي السويدي " أحد السياسيين من الأحزاب البرجوازية. المحزن في الأمر أن وضوح المؤامرة على لبنان يجعلك تتوقع المصداقية من هؤلاء السياسيين لأن الأمر بات معروفاً من هو المعتدي و من هو المعتدى عليه, الذي حصل راح ذلك السياسي يبرر قتل المدنيين لأن حزب الله قد تمركز بين المدنيين و إن اسرائيل ليس لها أي خيار سوى الدفاع عن النفس و ضرب حزب الله أين وجد و اكتفى بأنه حزين لقتل الأطفال و المدنيين بالجانبين !!! الذي فاجأني بهذا أن الأصوات العربية و المؤيدة للعرب أكثر بكثير من الأصوات المؤيدة لأسرائيل مع قرب الانتخابات الرئيسية في السويد فلماذا ذلك التهور !! الجواب ... العرب ليس لهم صوت بجانب الرغبة الامريكية و اللوبي الصهيوني.. المؤسف أنني لا أزال حي في هذا الوقت..
البارحة نزلت استوكهولم ... كان يوم الشاذين جنسياً قد بدأ البارحة و صور المخنثين تملئ الجرائد اليومية المجانية التي تأخذها من الشوارع و القطارات إلى الرسمية و الغير مجانية إلى جانب خطابات المؤلف و الكاتب و الصحفي المشهور جان غيو الذي قال في خطابه "لا أحد يستطيع برهان على أنه غير شاذ" و آراء الشاذين و السويين على خطابه و تعليقهم عليه ...!!! لبنان و ضحاياه لم تأخذ سوى زاوية صغيرة من صفحة واحدة ..
استوكهولم مدينة أجدها رائعة ربما ككل لعواصم الأوروبية أو ككل العواصم عموماً !! كنت قد أخذت عنوان أحد المحلات المختصة في بيع الأدوات الفنية و خاصة التصميم كالأقلام و المساطر أي أدوات ربما للهندسة أكثر من الفنية و بما أنني بدأت دراسة معمار داخلي في أحد الأكادميات الدنماركية و بالغة السويدية كان لا بد لي من اكمال كل الأدوات قبل البدأ بالدراسة التي بدأت منذ شهرين و أنا أقضي على أيامي بالتحسر لأنني لم أفعل شيئاً بشأن دراستي .. هاهي استوكهولم بكل فتياتها الجميلات و نسائها العاريات " الشبه عاريات" و هاهو أنا بلباسي الأسود الكامل و حياتي الأشد سواداً أمشي في شوارعها مستدلاً أين المكان بالخرائط التي بيدي التي تطير تارةً و تتمزق تارةً أخرى و من ثم في آخر القصة لم أستدل من الخرائط بل من زوجتي التي راحت تدل على الشوارع بالهاتف النقال .. وصلت بعد أن علمت بأننب مررت أمام المحل ثلاث مرات لكنني لم أكن أقرأ اسماء المحلات بل كنت منشغلاً بأسماء الشوارع و الأرقام .. دخلت المحل و أنا كلي أمل بأنني سأشتري المحل لأن كمية النقود تكفي لشراء نصف مكتبة باللاذقية !! . و يـــــــــــــــــــــــــــــــــا !!!.. لـهــــــــــــــــــــــولي القلم العادي و هو أحد عشرين قلم تحبير سعره بما يعادل 2300 ل س أي إن كنت سأشتري المجموعة كلها فاضربهم على رأسهم بعشرين , و لعلمكم أن الأقلام هي أحد أربع مجموعات يجب شرائها .. اشتريت فلم واحد خجلاً و قلم رصاص و خرجت محبطاً "كعادتي"
اتصلت بأحد الاصدقاء الذين تعرفت عليهم مؤخراً في السويد اسمه يوسف سالوخة و هو شاب في الثمانية و العشرين من العمر. سرعلن ما ابدى اهتماماً كبيراً برؤيتي كما تمنيت أنا , فاستوكهولم البعيدة ثلاث أرباع الساعة في القطار, مدينة قليلاً ما أزورها مع حبي الكبير لكل شارع وزقاق من أزقتها, و هاهي الفرصة لأقضي كم من الوقت بصحبة ظريفة من البلد , قال لي أنني في القهوة , كعادة أهل مدينتي ,و هو في ميدبوريار بلاتسن و هي من المناطق الجميلة في قلب مدينة استوكهولم, حيث يوجد بها مطاعم عربية و مقاهي لبنانية إلى جانب مقاهي و بشر من جميع بلدان العالم و قليلاً من السويديين بالطبع , التقينا بعد الساعة لخطأ و سوء حظ في نزولي بمحطتين قبل المحطة المقصودة !! ربما انزعاجي من أنني لم أتبول خلال أكثر من ساعتين من الضغط على مثانتي. التقيته و مباشرةً دخلت الماكدونالد لأتبول و ليس لآكل .. يـــــا الله كم ذلك جميل الفرجة بعد الضيق !! تمشينا الساعتان و بعدها دخلنا أحد المطاعم التي تقدم طعام حلال " اسمها هنا مطاعم الكباب, كان الطعام من الدرجة العاشرة لكن كان الجو في المطعم ظريفاً أن تجلس في قلب استوكهولم بمطعم سوري و البشر الذين يأكلون الأغلبية سويديون. شبعنا و أخذنا كاسات الشاي معنا للخارج حيث وجدنا فقط محلين بجانب صاحب المطعم الشامي فجلسنا بجانبه و بدأ الحوار مبدئياً عن اللاذقية فهو خدم عسكريته بها و عند العميد قتيبة الصفدي فقلت له أن أخاه أحد أقرب أصدقائي فقال من أبو خالد !!!!!! با الله كم الدنيا صغيرة .. قال لي أنه كان يسكن معه عند ام جورج في حارة الامريكان .. راحت ذاكرتي تقفز للوراء " أبو خالد الصفدي" صديقي العزيز وكل ما قاله عن مغامراته التي كنت استمع إليها الساعات مشدوداً لكل حرف يخرج من فمه , عن كل شيء , عن أشياء لا تصدق و أشياء تصدق لكني صدقتها جميعها " قال لي قل له فواز بوادفجي أو كنية أخرى لم أعد أذكر ماهي كنت لازلت مع أبو خالد و هو يحكي لي عن عسكريته المضحكة و أنا تدمع عيناي من الضحك و نحن نمشي على الكورنيش القديم و البحر المركوك بالاسمنت لا زال غصباً عن جميع مشاريع البعث يمتعني برائحته.
لأبو خالد "محمد مصدق الصفدي " صديقي الشامي و صديق سنين كثيرة , من هنا السويد بلد الشمس اللاهبة دون العادة أحلى التحيات ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق