٢٠٠٨/٠٣/٢٠

بعد رجوعي من البلد .. رسالة الى الجميع موجهة الى منذر مصري أخي الكبير


أخي الحبيب منذر الغالي .. عشرة أيام اختبأت وراء التاريخ منذ غادرت البلد, قضيتها هنا بالمرض و الأكل و المشاكل مع زوجتي التي زادت حساسيتها اتجاه كل شيء.. البارحة كان لدي مقابلة مع شركة تأجير عمالة و موظفين ..

الشاب الذي أجرى معي المقابلة في العشرينات من عمره .. ربما هو من يملك الشركة لاأعلم !! المهم اتفقنا على ان يعطيني عملا في بلدية البلدة التي اقيم بها .. والوظيفة هي سائق شاحنة الزبالة ..المشكلة إني قبلت العرض البخس الذي أعطاني اياه و المشكلة الاعظم بما أنني دون أي خبرة اقترح على ان أرافق إحدى الشاحنات واساعد في العمل بمقابل بخس جدا .. أي نصف قيمة الاجر بالساعة .. للآن الموضوع لايهمني بما أنه يتعلق بالمادة! الموضوع الذي أحزنني أنني سأضطر أن ألغي سفري للندن ورؤيتك هناك , مما سبب لي كآبة حقيقية وبما أن العمل صيفي وذلك يشمل العشر أسابيع ابتداء من الشهر السادس

ستكون فرصتي الثانية أيضا غير متاحة .. لا أعلم ماذا جنيت على نفسي ..

لماذا قررت من البداية ان اقيم هنا في السويد ..ربما من أجل الجنسية و جواز سفر تفتح أمامه ابواب المطارات ..لكن حتى هذه لم تنجح و أنت تعرف لماذا؟ المهم تأتي الظروف ليس كما نحب .. لكن مرام اللطيفة ستكون هناك وربما معها سامر وقد دعتني لباريس والذهاب معهما لكن للاسف التوقيت غير مناسب ..اليوم سأترك السيارة عند مكانيكي عراقي شاب !! لا أثق به خاصة عندما قال لي ممنوع علي ان اكون موجودا بالكراج. مما سبب لي ارقا بشأن امكانية تغير قطع واتلاف اخرى ..بدات معي البارانويا منذ أن دفعت ثمن البنزين حوالي 5000 ل س ..ربما سيسحب البنزين او اي شيء اخر !! أحد المنغصات في الغربة أنك لا تعرف أحد ولا تثق بأحد مما لم تتعامل معه .. تصور أنك لاتستطيع أن تنتظر سيارتك حتى تنتهي .. ربما من اجل ان لاتعيقهم .. !! اما حالتي الصحية فهي للأسوء .. أشكو آلاما في صدري ..أعتقد من كثرة الأكل.قال لي ميكة وهو اسم الموظف, أن علي ان اذهب


وأجلب ثياب العمل من أحد المحلات التي يتعاملون بها .. لن أشرح الغباء الذي ادى الى أن أمشي النصف ساعة تحت ثلوج وأمطار أحيانا, لأصل للعنوان , مع أنه أعطاني خريطة ومواعيد المواصلات وأسماء الشوارع , آلا أن أخيك رفعت الفلتة ضاع في شوارع واتوسترادات استوكهولم التي لم يتعلم كيف يقرأ شوارعها وأرقامهم حوالي النصف ساعة و المحل لايبعد أكثر من مئتان متر من المحطة ..!! دخلت المحل مبللا بخيباتي ..استقبلني رجل يتكلم بالموبايل وهو يتأسف لي عدم استقبالي الآن وان علي ان انتظر قليلا .. بعد أن انهى التلفون والتأسف على وقتي الثمين بدا في اعطائي بنطلون عمل سعره يعادل 7000 لس و2 تي شيرت و كنزة قطنية و حذاء عمل وحزام للبنطال . ربما اخذت قريب الساعة من الوقت ريثما اقرر ما يناسبني , ثم طبع اسم الشركة على البنطال و بقية الثياب وبحركة لا ارادية ناولته الحذاء , كل فكري انه سيطبع عليه اسم الشركة كالبقية !! قال لي وهو يبتسم, لا الحذاء لايطبع عليه اسم الشركة .. قلت له إني أمزح !لكن في الحقيقة أني لا. الفاتورة التي ذهبت للشركة تعادل ال20000 ل س والثياب التي اخذتها استعملها طوال عملي بالشركة وحتى ان اصيبوا باي عطب استطيع تبديلهم !! تذكرت العسكرية عندما وزعوا علينا البدلات و الأحذية .. قال المساعد تستطيعون بعد ان تأخذوا الاغراض أن تتبادلوا القياسات لأن ليس لديه الوقت لينتقي كل على قياس الثياب و الاحذية .. في اليوم الثاني كان اعظمنا يلبس بدلات واسعة احيانا او ضيقة لدرجة عدم استطاعة المرء أن يغلق سحاب البنطال او السترة ومن ثم كانت الاحذية المدنية لا زالت في ارجل العساكر لعدم وجود احذية عسكرية تناسب قياساتهم !! المنظر كان مضحكاًً . رجعت بالثياب للبيت لكني كنت تعبا من التفكير بالعمل , كاب بودي ان اعمل ضمن قطاع المهن التي تتعلق بالبناء و الانشاءات او الالكترون .. سائق سيارة زبالة , أضحك عندما أفكر بأنني سأسحب تلك السلات الخضر من تلك الكواة التي تتجانب مع الطريق تحت البنايات . فاقوم بربطها بالسلك وترتفع ثم تفرغ تلك الاكياس الخضر و التي رسم عليها كيس مربوط ذو وجه وكتب عليه ضع فقط فضلات الطعام واربطه جيدا .. وهو !
قالت لي زوجتي ان علينا ان نذهب لمدسة الاطفال لنحتفل بيوم الفصح .. حيث يلعب الاطفال مع الاهل ويأكلون ويشربون طبعا المدرسة هي المسؤولة عن الحفل دون مقابل سوى سماع تشكرات المعلمات لمجيئنا. ساعتان مع خليط من بشر لا تعرف اي احد منهم واولاد يملؤن اذنيك بصيحاتهم المخيفة ومع ان الجو كان مثلجا إلا أن أحدا لم يأبه بأن الاولاد قد اصبحوا متشتشين من المياه و التراب. حسب تقاليدي التي جلبتها معي ان البرودة سبب رئيسي لامراض الشتاء, لكن عند السويديين ومع ان اولادهم يسعلون ودرجة الحرارة مرتفعة يؤمنون بالعلم ومعلوماتهم التي تقول ذلك. كان ذلك متعبا لي ساعة و نصف من الوقوف في العراء والعب مع اطفالي, وزوجتي هي التي اهتمت بجلب الطعام من موائد موضوعة في غرفة بجانب حديقة الفيلا ذات الثلاث طوابق التي هي مدرستهم

.!
سأنشر الرسالة في المدونة

ليست هناك تعليقات: