٢٠١٠/٠٢/٠٢

الاغنية بصوت منخفض .... السابع


الجمال هو كل ما يبعث على السعادة

. إدنا سانت فنسنت ميليه

ما صنعه الإنسان, هو تقسيم كل شيء إلى أجزاء .. الكون, الأرض و القارات .. دول, مدن وأمكنة .. وصل البشر لتقسيم الزمن, بدأ من الحقبة حتى الأجزاء صغيرة من الثانية.. لكني في هذا الجزء من الوقت, من المكان, أريد..أن أواصل الرحيل .. وحيدا .. أن بتجمد كل شيء عداي .. أن أخطو باتجاهها .. أن أقترب أكثر لأشم رائحتها .. تحت إبطها .. ثيابها .. عطرها .. أن أتحسس وجهها .. أن أضع نظارتها جانبا .. وأرسم بأصبعي, خطي حاجبيها .. انفها .. شفتاها .. ذقنها .. نزولاً إلى رقبتها .. أن أجلس بقربها .. وأرى من مكانها نفسه .. أنا الجالس على بعد مترين, معكوسا على زجاج النافذة .. !! ..كيف أبدو ..!! أن أطيل النظر, عن قرب , لعينيها الصافيتين .. أسمع صوت دقات قلبها ... أضع أذني على صدرها .. أتحسس بوجهي, كنزتها الصوفية .. !!

... نعم .. أحببتها .. أريد أن أحيا .. بكل ما أوتيت من قدرة بوجودها .. !! كان الحضور والقطار والهواتف .. لهم أصواتاً ... بالتأكيد, .. لكني ويالقدرتي, ... عزلتهم , وضعتهم في ذلك الإناء .. الذي يوضع به رماد الميت .. بقيت, هي ملاك المعبد وأنا حارس المقبرة ..

" للواقع من جديد,عندما جلس أحد ما بجانبي, هزني بعنف .. كان المسكين بدينا جدا, لم يسعه المقعد العريض.. اضطر المسكين أن يعتذر ..لا عليك !, جاوبته مسرعاً .. "

مدت يدها على حقيبتها الصغيرة, المعلقة على كتفها.. ماذا ستفعل ! ربما ستتصل بصديقها .. ماذا ستقول له !! "هاي إيريك !.. نعم هذا الشخص لازال يحدق بي .. لا .. لا .. لا أظنه يريد بي شرا .. ربما أحد المساكين الذين فقدوا عقلهم .. نعم .. لازال ينظر إلي كالمجنون .. لست خائفة .. نعم أعدك ..!! سأتصل بك عندما اصل ...نعم .. لاتقلق .. أحبك .. !! قبلاتي "

... ظني الخاطئ دائما !! ... فتحت الحقيبة وأخرجت منها بعض الأوراق .. وضعتهم جانبا .. وأغلقت الحقيبة.. رسمت ابتسامة خفيفة, عندما بدأت تقرأ بعينيها .. كانت تقلب الصفحات .. الواحدة تلو الأخرى .. وأنا الطائر بين شفتيها وتضاريس وجهها الناعم .. أرسم بمخيلتي .. بلادا تشبه وجهها الجميل .. فتيات كن قد مررن في أيامي الماضية .. أطابق أجزاء من الوجه .. لأنني أعلم بأنني لم أقابل فتاة مثلها .!! . نعم انفها يشبه إلى حد كبير تلك .. شفتاها .. لا ..لا لا تشبه أحدا عرفته .. عيناها .. ماذا لو كانت اقل بياضا, اقل اتساعا, اقل وداعة .. كانت ستشبه أخرى .. .. هي تقرأ وأنا أحلم .. عيناها إلى الأسفل وعيناي إليها .. كنت أريد ابتلاعها .. أن تسحبها عيناي .. !!

قلبت صفحة أخرى .. توسعت ابتسامتها .. كانت الأوراق التي حدتها من جهتيها بأناملها قد تحولت بالنسبة لي, إلى وجه حبيبها .. كم حسدته . كانت كأنها تسمع له أغنيته المفضلة, التي حفظ كلماتها .. وموسيقاها .. تبتسم وتنظر إليه بإعجاب .. كلما قلبت ورقة, كانت ترفع رأسها وتنظر إلى ما حولها .. مارة بي .. وأنا لازلت أنظر إليها وحدها .. كأنها تريد أن تتأكد باني لازلت أسير وجودها .. انها تبتسم كلما قلبت ورقة, وترفع يدها إلى شعرها المنسدل الى عينيها .. وتقلبه من جديد إلى الخلف .. ثم ما يلبث ليسقط مرة أخرى لمكانه القديم .. معلنا لها أنه يريد أن يشاركها القراءة .. !!

ظننت في بادئ الأمر أنني على استعداد لأضحي بحياتي من اجل لقاء صغير بها ..سأذهب إليها عندما تنزل من القطار وأقدم لها نفسي .. ماذا سأقول لها ..!!!! .. راحت أفكاري المنهكة تتخبط في متاهات ضعفي وانحطاطي ... سلوكي القديم الذي لازال كما كان .. فانا لم أعتد أن أواجه فتاة في حياتي!! أن أقف وأقدم لها نفسي وأقول لها بأنني أعجبت بها .. لكن هل الأمر بهذا الكبر من الأهمية .. !!.. فقط علي أن أحاول, وليكن ما يكون .. ماذا ستقول .. أغرب عن وجهي .. !! ... ارحل إلى الجحيم !! .. نعم وماذا بعد !! .. هلا نظرت إلى نفسك !! .. كم تبلغ من العمر !! ... هل أنت تتحرش بي !!

.. ابتسمت ورحت أضحك .. لا لن أجرؤ ..

.. بقيت هي تقرأ ....

الاشجار والبيوت, البشر واعمدة الهاتف ..

شريط فيلم سينمائي على زجاج النافذة.

.. يمضى القطار في طريقه ..

الفصل السادس

الفصل الخامس

الفصل الرابع

الفصل الثالث

الفصل الثاني

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

ياسيدي وبعدين .. في شي ولا لاء . ضجنا وملينا . مع تحياتي

جعفر عبدالحميد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
جعفر عبدالحميد يقول...

مستمتع بالقراءة الثانية لفصول فتاة القطار.
سُعدت بمرورك، عزيزي رفعت.
مع محبتي وإحترامي،
جعفر

Raffat يقول...

العزيزين غمر وجعفر .. يعني لي مروركما الكثير .. ويفرح تلك البراعم في قلبي .. فتاة القطار ذات الوجه الجميل .. تنتظر اشارة الموافقة لمتابعة مشوارها .. لا أعرف ان كان هناك من يقود الرحلة غير القدر .. والقدر لطالما كان مدبرا واداريا رائعا في هكذا رحلات .. لكما مني مودة لاتنتهي وحب ابدي.