٢٠٠٧/٠٦/٠٢

داخل النسيان










مرحبا أيها الأصدقاء ..





هل مر الزمن من ذلك المفرق داخل النسيان, أم أنه اعتذر عن المرور بجانبي .. حقبة كبيرة لم تمر بي و كأني كنت غارقاً في ثقب أسود عتم عتم ..!! كنت كل يوم أخترع كذبة صغيرة على روحي التي لم لا زالت تذوي في خبايا الحقيقة, بأني لم أشعر قط بالسعادة هنا ..!! رغم كل ما قيل ويقال فأنا لا زلت مصمماً على أن الزمن و المكان , الحلم و الأمل , الشخص و الفكر , الروح و الجسد لم تكونا مناسبتان لي فعشت متخبطاً بترهاتي أينما حللت .. وفي أي زمن !!



منذ مدة لم أعد أذكر في أي وقت بدأت أفكاري تملي علي رسائل .. الأولى كانت عن ما ألبسه



الثانية عن الخطأ الفظيع في الزواج كمؤسسة منتجة لوجع الرأس و احباطات أخرى .



الثالثة عن المدرسة و الرابعة عن المتاحف التي زرتها في استوكهولم في المدة الأخيرة و آخر رسالة كانت أن أكتب لكم عنهم الآن ..سأبدأ بالأولى .. عن ما ألبسه هنا في السويد ..



في كل صباح أتوجه للكرسي الذي جلبته من غرفة المخلفات و أنتقي قميص من احدى القمصان التالية المرمية عليه.. الأكثر لبساً كان قميصاً أبيض مخططاً بالبني من خالد بلة صديقي الذي كنت كلما لبسته ( القميص) أذكر آلاف القصص عن بيت البلة الغاليين ( ليسوا أقرباء أستركس) .. و عدد المرات التي لا تحصى من قصات الشعر دون اجرة , القميص الآخر من مصطفى ابن خالتي الذي أهداني اياه في إحدى زياراته إلى اللاذقية و الآخر من أخي منذر الذي لم ينقطع يوماً من أن يعطيني بعض الهدايا و الألبسة و قميصاً من ماهر أخي الساكن في الكويت ذلك الذي ما فتئ باظهار مودته و كرمه كلما أتى إلى اللاذقية محملاً بالهدايا و الألبسة أو ذلك القميص الأزرق الرائع الذي أعطتني ايه أختي العظيمة و الغالية منى .. المهم أنتقي واحداً و ألبسه فوق ثيابي الداخلية التي بعضها هدية من فتاة أودها كثيراً و البعض الآخر من صديقي أبو أحمد صلاح سواس الذي حملني ما أحتاجه لستة أشهر من ألبسة داخلية التي لا زالت صالحة بعد سنتين و بعض الهدايا لزوجتي و أمها , البنطال كان من صديق عمري علي الحكيم و لا حاجة لذكر ما أعطاه هذا الأخ من حب و ود لي طوال حياتي .. أما الحزام فهو أحد أثنين واحد منهما هدية من سهيل الكبير و الصديق العزيز عندما رجع من ألمانية مرة و الآخر من منذر سلواية الذي اتصلت به منذ لحظات لأجد أنه غير رقم تلفونه دون أن يعلمني .. !! أما الحذاء فلي أن أختار حسب الطقس إن كان ثلجاً فألبس البوط الأسود الذي أعطاني اياه ابن أخي منذر شكيب الثاني أو إذا كان الطقس مشمساً فألبس الكلارك الذي اشتراه لي مالك هارون أبو علي الحبيب عندما دعاني هو وأخي أبو عوض إلى هولندا أما إذا كانت الرحلة إلى مكان رسمي فأحتذي ذلك الحذاء الذي أهداني اياه مصطفى اليوسف عندما ذهب من السويد إلى النروج ليستقر هناك أو ذلك الحذاء البني الذي أهداني إياه أخي ماهر و عندما أخرج أنتزع تلك السترة الشتوية السوداء التي لولاها لتجمدت تلك السنتين هنا و هي من أختي الحبيبة مرام عندما أتيت لعندها في باريس و عندما ذهبت إلى السويد أهدتني إياها ..أحمل جزداني الجلدي الأسود من زوجتي ثم ألبس تلك النظارات الأوركلي الثمينة الذي أهداني اياهما ثائر صديقي العزيز أو نظارات الفيلا التي أهداني اياهما ابو علي في الرحلة ذاتها .. أفتح الباب خارجا من المنزل إلى موقف الدراجات لأركب دراجة سوداء حملتني أكثر من سنتين و هي من صديقي الوحيد هنا طارق الخطيب الحبيب أفتح القفل و أمتطيها و تدور العجلات باتجاه المدرسة ... أنا مغلفاً بالناس الذين أحب.





الخطأ الفظيع في مؤسسة الزواج .. تزوجت حسناً !! و اكتشفت بأن الأمور غير محتملة ثم عدت حراً مرة أخرى . بأي فكر و بأي غباء و بأي هفوة تزوجت مرة أخرى ... يــــا ... أنــــا !!



السويديات لا يختلفون عن أي أحد آخر في البشرية .. أو هذا ما أنا واقع به للمرة الثانية و هذا لا يعني بأني صاحب تجربة مختلفة عن الآخرين , لأن هذا ماسيفكره أي انسان يقرأني هنا !! النساء و إن اختلفوا و الرجال و إن اختلفوا ستبقى تلك المؤسسة بالنسبة لأي انسان مؤسسة تقوم على اللامساوات و على الاختلاف و هنا لا أعني أي من الجنسين , فإن كنا في مجتمع شرقي , حسناً سنرى تلك المؤسسة تقوم على ميزان ترجح كفته إلى جهة الرجل و لا أظن أن المرأة ستقوم بكل شيء مطأطأة الرأس و هي سعيدة و لا أظنكم مختلفين معي على هذا و إن قلنا العكس كما يحصل هنا في المجتمع الغربي و هو أن الزوجين على مستوى واحد في كل المسؤوليـــــــــات .فمثلاً تربية الولد التي تتساوى المهمات بها ما عدا الرضاعة و هنا دعوني أقف لأبحث عن حفرة أطم بها نفسي , فأنا لا أتحمل مسؤوليات الأطفال لأن ذلك بالنسبة لي هو رعب حقيقي .. و فشل هذه المؤسسة بالنسبة لي هو هذا السبب و لا أدعي ذلك بإضافة المبالغات لما يؤثر بي ذلك و ربما بالنسبة للآخرين أسبابهم المختلفة عني و المتعددة وليس لي بأن أسردها هنا أي نفع لأنها واضحة لأي انسان !!





عـــــــــــــــــــــــــن المدرســـــــــــــــــــــــــــــة ..!! يا الله انهم يعلمونا تاريخهم !!



أنت مهاجر مستقر في السويد لفترة لا يعلم إلا الرب كاتب القدر و ليس العدل عن مدتها .. الحكومة و البلدية مسؤولة كما ذكرت في رسائلي السابقة عن كل ما تحتاجه لتكون عضوا فعالاً في المجتمع السويدي , يعمل ( إذا حالفه الشيطان و الحظ في أن يجد عملاً) و يدفع الضريبة التي تبلغ أكثر من ثلث الدخل ليعيل بها الوفود المهاجرة الجديدة و مايتبع تابعينهم من السويديين العجزة ..



لدي معلمتان واحدة إنغريد في عمري ظريفة كنموذج لأمرأة مثقفة سويدية ( لا يوجد فيهم غيرمثقفين إلا ما ندر ) متزوجة ممتلئة بالمرح و حب الحياة فتراها تضحك هنا و هناك و تجعل من حصتها وقتاً ممتعاً لي , أما الثانية أغنيتا في الستينات أنيقة مطلقة تعلم كل شيء عن العمارة و عن الفن و عن التاريخ عن الديانة و عدد من اللغات مما جعلني أبدأ بمراجعة لنفسي فأحبط .. الكورس مكثف , به عن الأدب السويدي الحديث و القديم عن القواعد و عن كل مايتعلق بتقويتك كمهاجر لتبدأ الحياة بشكل صحيح هنا و امكانية المتابعة إلى مراحل أعلى قد تصل إلى ما لا نهاية , لكن على حساب وقتك فأنت لا تعمل و ليس لديك دخل يمكنك أن تعيل به نفسك و بعد سنتين من دخولك السويد تستطيع الحصول على مساعدة مالية.. و قد تصل إلى 800 دولار بعد ثلاث سنوات من إقامتك دون أن تدفعهم فهي مساعدة فقط و تستطيع أن تزيدهم براتب شهري قد يبلغ 1000 دولار لكن على شكل قرض يدفع بشكل سهل و بسيط و طويل الأمد وربما حتى تبلغ الستين أو تموت ..اليوم كان الامتحان الثاني لي و هو موضوع تعبير ( انشاء ) تذكرت مدارسنا عن الاستشهاد بالشعراء فاستشهدت بالله الواحد لا أحفظ أي شيء من الشعر حتى العربي منه !!





منذ اسبوع تماماً عرضت علي زوجتي أن نذهب إلى استوكهولم لشراء قبعة لوليم لأن تلك التي تريدها زوجتي قد بيعت كلها لكن الفرع الأقرب حيث لا زالت القبعة موجودة عندهم هو إحدى فروع الشركة في استوكهولم فوافقت إذا امتدت الرحلة إلى المتحفين المعادين إلى الحياة بعد قفلهما مدة سنتين للترميم , متحف الفن الحديث و الآخر هو المتحف الملاصق له للعمارة .. فذهبنا و انسطلت .. العمارة شيء خلاب بكل شيء أما الفن الحديث ابتداءً من لوحات و منحوتات متعددة لبيكاسو حتى كاندنسكي مروراً بفنانين لم تحتمل ذاكرتي الآن أن تتذكر اسمائهم.. كانت رحلة يوم كامل ( مخلوف ) و استطيع القول بأن المرء يجب أن ينام ثلاث أيام للتأمل الكامل بكل شبر من ذلك الجمال .. تمشينا في استوكهولم في شوارعها المزروعة في الغابات و الحدائق و جمال النساء , كانت درجة الحرارة 22 درجة و الشمس الخجولة بالنسبة للسويديين قد أظهرت فحشها ذلك النهار فلم تخجل النساء و الفتيات بالأغلب أن تظهر الرد المناسب في اظهار شمسهم الغير خجولة مطلقاً !! فهمك كافٍ !!



رجعت دون أن أصور أي شيء كنت قد ظننت أن زوجتي جلبت الكاميره معها !!





رسالتي الآن .. مرحباً مرة أخرى هل بدأ كل منكم بالسأم مني .. لا بأس !! كان لدينا أنا وزوجتي مشروع بالمجيء للاذقية , اعترض هذا المشروع عدة أمور منها دون خجل....مادية و لا حاجة لي بأي عرض من أي أحد لأن الأمر ليس كما يفهمه بعضكم , لدينا مال ما يكفي لكن الأمر هو الامتداد و ليس الآنية , أي بأننا نملك المال الكافي لدفع التيكيتات و بعض المصروفات هنا و هناك لكن ربما لو دفعت تلك الأموال لشهادة السياقة هنا هو أفضل لأن ذلك يعزز فرصة حصولي على عمل هنا ثم أمور أخرى ستظهر على السطح لاحقاً ولا داعي لبحثها الآن .. لا أعرف الرأي النهائي و الأمور الممكن حصولها معنا للآن سنرى و سأعلمكم لا حقاً بما يستجد معنا بهذا الشأن !!



البارحة اتصلت منى الله يحفظها و يخليها انشق قلبي إلى نتف .. لم أنم بعدها ..



أما وسيم الذي اتصل لساعتين فقد كان من الظرافة التي لا توصف .. الأصدقاء كلهم رائعين حتى رائد ناصر الدين منذ ربما سبع سنين لم أسمع صوته قد اتصل مرتان فايز و عبودة , ثائر, عبد الكريم جعفرأبو علي هارون أبو عوض منذ قليل , خلدون الخطيب , الأهل اول البارحة ماهر الحبيب الذي لم يصدفني لسوء حظي و مرام التي تكلمت معي قبل سفرها الله يرجعها بالسلامة .. مصطفى اليوسف الذي لا يرد على هواتفي و أصدقاء اللاذقية الذين لا يردون على رسائلي إلا القليل بالطبع المواظبون على مراسلتي محمد , عمار , أحمد بلة , وسيم , نهرو, سعد ربيع , مصطفى , فراس فايز شربل و آخرون أما من الأصدقاء الموجودين في سوريا اسبيرو الذي لم أسمع منه أي شيء منذ زمن طويل و محمد رضوان وأسامة الرملي وسهيل,صفوان اختيار من روسيا باسم الأمارات و بسيمو و حسام المشتاق له كثيرا !! و الكثير الكثير مما لم يسعني الوقت و الحظ لأن أبعث لهم تمنياتي بأن اسمع منهم أي شيء لأنهم غاليين على قلبي كثيراً .. ختاماً باي . رفعت وليم كاترينا مصري .



أيضاً ليس قليلاً من الوقت مضى دون أن أرسل هذه الرسالة لكم و عذراً أيضاً لأني لم أجد الوقت لأرى من منكم قد أرسل لي الرسائل .. تعرفون بأني لا أريد من حماتي الظن بأني آتي فقط لإرسال الرسائل من بيتها ( الانترنت) المهم أنني قد أنهيت الفحص الثاني من اللغة و أظن بأنني سأنجح , على كل باق لي ثلاث أسابيع لأنهي هذا الترم ( الفصل ) و من بعده يحلها الحلال ( للمشاكل ) و ليس لللحم الحلال ( للتفسير ليس إلا !!)



سلاماً عليكم و الختام سأرسلها اليوم على ما أظن و باي ..

ليست هناك تعليقات: