عندما تكف عن الحلم تكف عن الحياة.
النساء في حياة الرجال, لاتصلح الا لقصص الفشل والخيبات ..!! مثل ذلك, الزواج وما يتعلق به كالأولاد, البيت, العمل, الجيران, العلاقات والأصدقاء .. المتزوجون يعرفون ما أتكلم هنا عنه .. !! الزوجة شريك مضارب وفعال في إخضاع هذه الشركة لتقلبات الغدد الصم ودورة الحيض وما يتبع ذلك من تغيرات في افرازات الهرمونات, وهذه الهرمونات تؤثر على التقلبات العاطفية عند الزوجة .. ومتطلباتها النفسية والجسدية .. أي إخضاع الشريك "الزوج" الى ساعتها البيولوجية المتغيرة دوما, فيقع الشريك في حيرة وتخبط في التعامل معها .. ثم الأولاد .. أي أن الشركة توسعت وازدادت مسؤولياتها .. وكلما توسعت هذه الشركة توسعت الهوة مابين الشريكين .. ازداد الخلاف .. أصبحت الزوجة هنا أم وبذلك يترتب على الزوج تغيير كامل في تعامله مع الزوجة التي زادت من سيطرتها على هذه المؤسسة الفاشلة أصلا منذ البدء والخليقة .. !!
أي زواج وأي فهم خاطئ عن علاقة الرجل بالمرأة .. زوجتي التي تركتها في البيت مع ولدينا, امرأة لايربطني بها سوى علاقتي لشريك مؤسسة خاسرة مستمرة من أجل بقية الشركاء او بقية المساهمين وهم بالطبع الأولاد. ماذا يربط الرجل بزوجته غير الآخرين .. !!
بدا لي من خلال الضوء المتغير بشدة عندما دخلنا الى النفق وخرجنا منه عملية موت وولادة .. كلنا ولدنا من نفق .. من العتم الى النور .. والى العتم لراجعون .. من الرماد الى الرماد .. ذات المعنى .. اذا الضوء هو الحياة ..
وجهها الابيض الجميل يسطع قويا عندما يخرج القطار من النفق .. يأتي ضوء الشمس بدل ذلك الضوء الشاحب الذي يشع من انابيب النيون .. وجهها الذي يخف ضوئه, كلما مرت امامه غية او سحابة .. يخف, لكنه لا يطفئه .. يبقى ضوءا بمسافة النفق .. يلقي ضوء النيون انعكاساته على عدستي نظارتها .. يمنعني من رؤية عينيها ..ثم يخرج القطار من النفق الى الحياة وضوء الشمس مرة اخرى, فيسمح لي برؤيتها .. كم هي رائعة .. ماذا لو تزوجنا .. ماذا لو قبلت بي حبيبا ثم تزوجنا .. نعم .. ثم أنجبنا ولدا .. !! بدأت أفكاري تسير نحو السوداوية .. الزواج .. الفصل الاخير من قصص الحب .. لن تبدو جميلة بعد شهرا واحدا من الزواج .. لن يبقى بها شيء يثير بي أي رغبة في النظر اليها .. الى متى يبقى الرجل مهتما بامرأة يحيا معها تحت سقف واحد .. يمارسان الجنس ويختلفان وينامان .. كل منهما له أشيائه التي يحبها والتي يكرهها .. كيف الحياة مع امرأة تكره هواياتي .. تكره اصدقائي .. غير راضية عن بدانتي .. أنا ايضا سأكون غير راض عن الكثير الكثير من تصرفاتها الخ الخ .. أي علاقة ستكون .. نظرت اليها ولاول مرة .. بتجرد عن جمالها .. عن تلك البراءة المرسومة بتفاصيل وجهها .. نظرت اليها كزوجة .. لم أر بها شيء يثير بي أي مشاعر .. اعتبرتها زوجتي منذ سنة .. لا اقل من سنة .. زوجتي منذ ثلاث اشهر .. أي شيء يبقى .. فضلات من مشاعر واحاسيس .. انطفاء الرغبة .. أرعبني هذا الشعور .. أغمضت عيني .. ودخلت في تيه الأغنية مرة أخرى .. الأغنية هي ايضا نفق .. عتم .. لكنه حالم ..
في عالمه الذي يشبه القبر ..
العتم والبارد... نام عميقا وحلم
أنه أضاع حلمه ..
الصورة اسمها
لستيف كوسلينغ
هناك ٨ تعليقات:
عمر صديقي .. لم اقل غير هذا ..معك حق مئة في المئة .. كلنا نسأم , نمل , نضجر بما لدينا .. وهذا ليس عيبا .. إلا إذا شك البشر بنقص في تركيبة الخلق .. أليس كذلك .. أتوافقني ام لا !! .. صديقي
اوافقك طبعا! الايقال ان الزواج هو دليل فشل الرجل ان يعيش حرا! هو صك للعبودية! هذا الزواج هذه القلعة التي ندخل فيها فلانخرج منها الا ونحن مخلوقات تشبه الاشباح
عمر .. ايها الصديق الصدوق ..كنت لاأشك بموافقتك على ما اكتب .. والجميع يعترف بهذه الحقيقة .. ضمنيا طبعا .. حيث لايجرء الانسان الغير الحر بالتعبير عن حقيقة في نفسه .. الحقيقة التي لاتقبل الجدال .. الزواج مقبرة الحر ..
عزيزي رفعت،
مقطوعاتك الشعرية زارت خاطري و أنا أسمع شاعرة صغيرة السن من دمشق و هي تسرد على جمع من المدرسين و أولياء الأمور قصيدة ربما تكون أول ما نظمته...
مع محبتي،
جعفر
سرى نهرﹲ في غرفتي
أرعبني
شرّع خزانتي
رمى ملابسي
حرر فساتيني من قلبٍ في الأمس حابسي
جعلني أرتديها
إرتديتها.. إرتدتني
ذكرتني
ألله, كم أحب حبيبي هذا الفستان و هذا الزنار
وهذا وهذا
وصارت غرفتي بستان
سرى نهرﹲ في غرفتي
قصيدة لـلطالبة الثانوية نور أيباش - بُثت على تلفزيون الـ بي بي سي في بريطانيا ضمن برنامج
"مدرسة سورية"
كم يسرني أن أعبر ذاكرتك, أعبرها رافعا قبعتي, لتحية صباحية كانت ام مسائية في شوارع لندن الموحلة الآن .. !! مرحبا !!
جعفر .. سيدي ! جميل جدا ما قرأته, نص عفوي وبريء ونقي .. صغار السن انقياء ويتكلمون من شغاف القلب .. قرأتها وكأني سمعتها مرات عديدة فبلا .. جميل جداً .. !! السوريون شعراء بالسليقة .. ربما يحتبسون احاسيسهم ويخمرونها .. فتنتج شعرا مؤثرا ..
لي أخت شاعرة " مرام مصري " تعيش في باريس ولها عدة دواوين ترجمت الى اكثر من سبع لغات وقصيدتها التي نشرت في التيمز اللندنية تعتبر اول نص عربي ينشر في هذه الجريدة ..
أما أخي الكبير منذر فهو احد شيوخ القصيدة النثرية في سوريا .. ولك ان تبحث عن مقالاتهما وشعرهما في غوغل ..
أسر بمرورك ايها العزيز دائما .
رفعت
عمر عزيزي .. كل الرجال مجانين نساء .. لولاهن لما خلق الله كل هذا ..
عزيزي رفعت،
هذه الأسرة من الشعراء توضح لي أكثر أريحيتك تلك و ذائقتك الأدبية. تسلم.
فعلاً - السوريون شعراء بالسليقة... و كعراقي، أُدرك تماماً ما تقوله في تخمر المشاعر...
البرنامج التلفزيوني الذي عُرضت فيه هذه المقطوعة الشعرية هو أحد المكونات الأهم في تعريف المشاهد البريطاني و الغربي بـ سوريا، و عبرها بالعالم العربي.
بالنسبة لي، فإن البرنامج أعادني لبلاد الشام و لدمشق.. ماحلاها.
دمت سالماً.
العزيز جعفر ! شكرا .. الحقيقة.. البشر جميعهم, مصنوعون من خلطة الملائكة .. جميعهم شعراء وانبياء وفلاسفة .. مايحيلهم إلى غير ذلك هو تلك القيود والعقد .. تلك التي صنعها شيطان الانسان لاخيه الانسان .. الفقر والحرمان واللامساواة .. لم ير البشر يوتوبيا مطلقا .. لم ير ولن .. ليس في الارض على الاقل .. !! مايجعلهم باقون على بشريتهم .. أنهم يؤمنون .. بيوتوبيا سماوية ..
دمشق .. بغداد .. القاهرة .. بيروت .. واشنطن والبرازيل .. امكنة لها روائح مختلفة .. المختلف فبها لنا .. أننا في أكثر من بعضها, لم نشارك روائحها في ذكرياتنا ..
أشكرك
إرسال تعليق