صور الاصدقاء والمحبين , لاتمحى !!
كل شيء يتغير إلا التاريخ ..
في نفق الماضي, مررت علي حجارة الذكريات.. شوارع مدينتي .. قناطرها القديمة .. الحي الذي ترعرعت فيه .. أصدقاء حارتي .. ألعابنا .. كانت رائحة الماضي تفوح بشدة في ذاكرتي .. لا أدري أي ريح أدارت اتجاهها نحوي .. فاض بي حنين العودة .. لم تكن الفترة قد حانت بعد لهذا الحنين, فمنذ أربعا من الشهور كنت ألهو هناك .. الأصدقاء والاخوة, الحب والرغبة .. السهرات والدعوات .. الاهتمام والاحترام .. !! صور تتلاحق مسرعة أمامي ..
صوت الأغنية صار حنينا ... ماذا يمنع البشر في أن يفعلوا ما يحبون, إن كان ذلك باستطاعتهم .. !! ماذا يمنعهم من أن يقرروا بأنفسهم, ماهو المناسب والغير مناسب, لحياتهم .. !! أو ماهو المانع من أن يتراجعوا عن قرار اتخذوه في حقهم .. .. أن يضربوا بعرض الحائط, تنفيذ كل تعهداتهم التي أجبروا عليها .. التقاليد والشريعة والقانون .. آلاف التشريعات والأحكام, فرضت على البشر من غير أن يعبروا عن رأيهم بها ..!! أين العدل في هذا !! أن يتحكم بنا مشرعون, هم بالغالب ذوو السلطة والملك, ويتفق على أن البشر أنانيون بطبعهم فيشرع هؤلاء المستفيدين قوانين لمصالحهم .. !! لن أصدق أن المشرعين في هذه الدنيا, قد سنوا قوانين ليست بمصلحتهم .. أليسوا بشرا .. !
زجاج النافذة السميك .. رأسي -الملتصق عند الجبين- به .. كأننا ولدنا معا .. ملتصقين .. لم يكن باردا .. ربما اكتسب كل منا حرارة الآخر .. في الخارج رأيت بعض الأبنية .. علمت بأن القطار قد اقترب من محطة ما .. بدأ القطار يتمهل .. بدت الأبنية البشعة المتراصة على تلك الأرض المرتفعة كشواهد قبور .. لم يكتب عليها أي شيء .. لكنها لونت وتزخرفت .. تنتظر يوم القيامة .. أو زلزالا ما .. أو قبورا جديدة مكانها ... توقف القطار وفتحت الأبواب, فتاتي لم تتحرك .. ستبقى .. ستتيح لي بعضا من الزمن.. لأبحر واكتشف .. زمنا لي وحدي .. وبحرا لي وحدي ..
كانت تغمض عينيها, لتعطيني فرصة الغش, لأسرق بعضا من وجودها .. كأنها تعطيني جسدها دفعة واحدة .. أدقق في صدرها .. المختبئ تحت كنزتها الصوفية, كم هي رائعة .. كنت أرسم ملامح جسدها, معتمدا على تلك المنحنيات الظاهرة .. كنت ارسم جسدا لفتاة صغيرة .. لها اوراكا شرقية .. بيضاء ناصعة .. أثداء متكورة, كبيرة بعض الشيء .. كنت أرسم فتاة تشبه فتيات ماتيس .. تلك النسوة الزرق, بانحناءاتهن .. المثيرة الغامضة .. في أوقات كثيرة كانت الانثى بالنسبة لي رمزا جنسيا مثيرا .. حتى وصل الأمر لأن يتهمني أحد أصدقائي المقربين لي, بأن كل امرأة بالنسبة لي هي مشروع جنسي .. !! لن أخفي عليكم أنني اعترض على ذلك بقولي, ليست كل امرأة مثيرة..!! وهذا ينفي المقولة .
لم أمارس فانتازيا أيروتيكية, كما أفعل عادة مع خليلاتي المفترضات .. بل شدني احساس غريب بعاطفة تشبه الى حد بعيد, ليس قليلا .. الأبوة .. ذلك الحنان الذي اشعر به كلما اقترب الي ابني قائلاَ : أبي حبيبي .. !! كان بودي فقط ضمها قريبا على صدري .. لن أفعل شيئا سوى شم رائحتها, وتحسس وجودها بجانبي ..
فتحت عيناها قليلاً .. بدأ ت تتحرك, وكأنها تريد أن تتثائب .. كنت أعلم أنها لم تكن نائمة .. وأنها ربما تعلم .. أن هذا الرجل يحدق بها .. وتظن انه يشتهيها كتفاحة حمراء .. لامعة وشهية .. مسكين .. سأدعه يتخيلني عارية ولتلتهب احاسيسه المتبلدة في مجاعته الابدية .. !!
.. مجاعة .. !! حلقت بعيدا في طفولتي .. رجعت صغيرا .. عن أي مجاعة أتحدث .. لقد أغرتني الانثى منذ الطفولة, وبدأت مغامراتي معها بسن جدا مبكرة .. وطافت علاقاتي معها فوق سطح العادات والتقاليد; وأصبح يطلق علي اسم "زنديق" - بمعناه الشعبي – .... لكن نعم لم أرتو .. كان هناك حاجة دائمة لأنثى .. متغيرة دائمة .. كنت أمل واضجر .. لكني أيضا كنت أغرم بشدة .. مجاعة .. مع أنني شعرت منذ قليل بعاطفة أبوية اتجاهها .. !! غريب .. لماذا دفعني هذا التفكير لأرجع طبيعيا مرة أخرى .. رجلاً جائعا .. دوما لجسد أمرأة ..فأشتهيها
في حشرجته الاخيرة ..
على صدر امرأته ..
بدأ يهذي ..
بأنه كف عن حبها منذ زمن بعيد
وبأنه عشق آلاف غيرها
واشتهاهن
بل وضاجع من قبلت به عشيقا ..
لكنه رجع اليها ..
لأنها....
الصورة ضوء خلال السحب
لستيف كوسلينغ
هناك ٧ تعليقات:
هذا جيد , انت فوضوي مثلي , تعال ندك حصن السلطة بالمنجنيق ونستعين بحصان طراودة من اجل تحقيق هذه الغاية النبيلة والنصر لنا لاننا من ابناء الشعب البررة والجائعين والحالمين , نحن صعاليك هذا العصر لانقول شعرا بل مقولات ثورية تهدأ الالم قبل ان تحين ساعة الخلاص من هذه الدنيا الفانية التي تملؤها القوانيين التي وضعها الاوغاد
هل لهذاالحد نحن نحيا بالماضي .. بالمجانيق وحصان طروادة..لابل بالحب ياصديقي .. لايقتل الظلام والعتمة إلا النور والضوء .. نحن ابناء البشر .. ابناء من صنعوا الموسيقى وكتبوا الشعر وقصة ورسائل الحب لعشيقاتهم .. ثورة الحب انا موافق .. تعال لنحب الاوغاد .. لربما .. نلتقي قبل موت احدنا.
الوضع لايحتمل! العنف الثوري مطلوب مع الاوغاد الذين يملئون العالم جورا! تتهمني باني اسير الماضي وانت في هذا الزمن الذي يأكل فيه الاخ من لحم اخيه تؤمن بالحب الذي نادى به اليسوع العظيم وغاندي الخالد! لااحتمل دفاعك عن الاوغاد! هذا ليس عدلا بل نكوصا عن الحق بأسم الحب ودفاعا عن الباطل بأسم الرومانسية الحالمة! انطفأت فيك روح الشباب الا في مكان واحد فقط مازال يأبى الاعتراف بالهزيمة!
عمر ذكرتني بفترةالشباب .. بفترة العنف الثوري تحت شعارات التحرير والكرامة .. كان الافضل لنا جميعا أن لا نقع تحت تلك الشعارات التي هلوسنا بها زمانا طويلا لدرجة أصبحت ثوابت لاتتغير في وعينا.. لكننا في هذا البلد القارس بكل شيء ابتداء من البشر حتى الطقس, اصبحنا للأسف مسوخا.. لا بل نعاجا تنتظر الذبح .. لذلك نتلهى بالحب يا صديقي .. لبينما تسن السكاكين
أطمع في دخول مملكة الحب و التسامح، سيد رفعت.
عشنا أمة إنسانية واحدة.
تسلم.
صديقي عمر وعبد الحميد العزيزين .. لو عرفنا الحب كمعنى ثابت, لانتفى اي معنى لهذه الكلمة .. الحب هو بلاشك حل ناجع لمشاكل البشر ..اكثر من اي شي اخر ..!! بدون ان نجيز لانفسنا تعريف الحب .. لانه في النهاية .. غامض .. مضيء لدرجة فقدان البصر حين ننظر اليه .. لكنه في قلوبنا جميعا .. مخلوقات الله على الارض "حسب علمي" هههه وان وجد خارج الارض فانه كذلك ايضا
كم يسعدني وجود بشر مثلكم .. جعفر عبد الحميد وعمر عبد العزيز ..
من اجل شارلي .. فقد حط على هذا العالم يوم الاحد الماضي .. ومنذ ذلك اليوم وانا افكر بالكتابه على الحدث .. علما انني وضعت صوره وتلقيت التهاني بالفيس بوك .. واعتبرت اعلاني بمولده هو اشارة لجميع الاصدقاء على هذا .. لكن ان اصررت على انني ابن البار للعالم السري - وهو اسم لاغبار عليه بل واتمنى كونه - فأنت على خطأ فظيع اوقعت نفسك به ياعمر .. هههه فأنا المخترق, الشفاف, الهش, والحقيقي .. اللامنتمي والمتحول .. الى اكثر من الشفافية والحقيقة .. اما الكتمان ياسادتي .. فوالله لست كذلك وكنت انتظر ان انهي الجزء الاخير من فتاة القطار هذه ثم ابدأ ببوست ولادة شارلي .. و و و .. القلق .. التعب .. الخ
طاب يومكم جميعا
إرسال تعليق