٢٠٠٧/٠٦/١١

وليم عندما ولد



حسناً.. ها قد حانت ولادة طفلي الأول .. تسعة أشهر أكملت زوجتي اليوم .. مازال الجنين يحبذ البقاء قليلاً ..

منذ تأكدي من حمل زوجتي عند الدكتور و أنا مصاب برهاب ما سيأتي غداً و هكذا قضيت تسعة أشهر متقلباً بين كوابيس الأبوة التي جاهدت قبلاً أن أتجنبها و بين أحلامها الجميلة وما للأبوة من مشاعر جميلة و أوقات ممتعة , حكى عنها كل أصدقائي !!

قالت القابلة الجميلة الشقراء أن كل شيء كما المفترض أن يكون و الأمور جميعها مطمئنة , وتاريخ الولادة المتوقع في 21 تموز حيث تكمل مدة الحمل ,

اليوم هو منتصف الصيف حيث أطول نهار في السنة و البارحة كانت السويد تحتفل في هذه المناسبة بالرقص في الساحات التي يتوسطها رمز مغروس , لم أفهم منه سوى وتد أو صليب يتدلى من ذراعيه دائرتان يرمز حسب رأي زوجتي إلى وقت الثمار لكني وحسب ذهنيتي المنحرفة إلى الجنس فهو قضيب ذو خصيتان ليس إلا... ومغروس في الأرض حيث يرمز إلى الخصب .. !

ثم تأتي النساء ويرقصن حول هذا النصب ... برأيكم لماذا !! ولهذه المناسبة طعامها المخصص و أغانيها , ككل مناسبات هذا الشعب البارد , فهم يحضرون شرائح السمك وهو من نوع شبيه بالسردين و يسمونه السيل وينقعونه نيئاً بالخل و البصل و بعض التوابل الخضراء و بعض السكر على ما أظن و بجانبه البطاطا المسلوقة و ( سناب ) مشروب ربما فودكا أو أي شيء آخر كحولي ... طبعاً زوجتي و أمها و أنا , على كل حال , لسنا من شاربي الكحول لكنها أي حماتي جاءت بالبطاطا وقطرميز السيل ( السمك ) وقشدة اللبن وزوجتي حضرت تورتة مغطسة بالقشدة و الفريز الطازج و المحشوة بالكاسترد .

أنا ..... أعوذ بالله من كلمة أنا .... طبخت ما كانت أمي تطبخه منذ 30 سنة لي كأكلتي المفضلة .. لا أعرف اسمها لكنها بيض مسلوق ثم تلفه باللحم مفروم مع التوابل و تحيطه بالخيطان (لألا يتفتق اللحم من حول البيضة) , فتصبح كالطابة , ثم تقليها و تضعها في صلصة البندورة مع البصل و الثوم و تطبخها على نار هادئة لمدة ساعة ثم( تقلب الطنجرة على الأرض وتلعن الساعة) تطبخ الأرز و....كل إذا فينك تأكل .. أكلنا حتى ( غطاء الطاولة ) غشي على قلبنا ..الله وكيلك !! المهم كان غداءً , تذكرت به امرأة أصغر مني تقف بجانبي , و مطبخ ذو خزن حمر و طاولة كبيرة مغطاة بمشمع مقّلم أخضر و أبيض تحلم يوماً بأن أصبح يوماً ما , شيئاً تستطيع أن تفتخر به !!!

لي زمن لم أكتب شيئاً .. لي زمن لم أفعل شيئاً سوى القلق , لم أتصل بأحد منذ زمن .. أختي منى اتصلت منذ يومان و العبدان الكريم والمنعم ومالك وسمير و وسيم .. لكن الإيميلات لم تنقطع فالجميع على تواصل جميل و أستطيع تبيان قلقهم علينا من خلال أسئلتهم المتكررة على أوضاعنا و الحمل وما شابه ..

ربما ما أكتبه لا يعني أحداً سوى القليل وربما بعض الأصدقاء ستراودهم أفكار مشوشة عن ما أكتب ولماذا !! ربما هذا بعضه صحيحاً فأنا مشّوش حقاً فأنا أعيش لحظات تمر ببطء وقلق يسيطر على الفضاء المحيط بي و علي أن لا أبين شيء لزوجتي, القلقة أصلاً أكثر مني ,.. المهم أن تأتي الأمور على مايرام و ينتهي كل شيء على أحسن حال إن شاء الله ..

منذ قليل اتصل بي أحد الأصدقاء كان لي زمن لم اتصل به وكان هذا يسبب لي حرجاً لأني كلما أطلت الزمن زاد من حرجي , المهم اتصل هو و كان الأمر يسيراً ..

أخي سيأتي في ال24 من هذا الشهر إلى باريس لحفل أدبي دعي إليه , أدعو من الله أن أراه و إن كانت الفرصة ضئيلة حيث لا المادة ولا الوقت مناسب لي لأن أسافر, فعندما سيأتي طفلي سيكون وقتي كله مع زوجتي والطفل ولن يكون هناك أي متسع للوقت للسفر إلى أي مكان , تكلمت مع مالك في هولندا وكان محمد أبو عوض عنده وقد دعوني للسفر إليهم لكن ما العمل إذا كانت الظروف هكذا !

مرام و طارق , أيضا تكلمت معهم الجميع بخير الحمد لله .

سهيل جازة و أسامة الرملي تكلموا البارحة هيصنا و ضحكنا , كان الظريف في الموضوع إحساسنا بأننا رغم الزمن و المسافات لا زلنا كما كنا . !

كل شيء يتبدل و أنا لا..! .. كل شيء يتغير وأنا لا زلت ذات الصغير الذي يوما ما يفترض به أن يكبر ... وها أنا أنتظر !!!!

إلى الجميع ... إلى كل من يعرفني ولو بسطحية علاقة ما ... , إليكم اشتياقي و حبي .

ليست هناك تعليقات: