٢٠٠٧/٠٦/١١

مصطفى حموي الممتاز


مصطفى حموي .... لا أعلم ماهية و ما فائدة الألقاب ك صديقي العزيز .. أو عزيزي .. أخي الكريم .. وآلاف الألقاب التي تحتل الكلمة الأولى من رسائلنا ...!! ف .. رأيت من الشرف أن أبدأ رسالتي باسمك .. هكذا دون شيء .. عار حتى من ملابسه الداخلية .. حتى من ابتسامة صفراء, يرى من خلالها أسنان , صرف عليهم الكثير من المال لأجلها " الابتسامة ".. كنت تقول لي بعد أن أصلحت أسنانك ... الآن أستطيع أن أضحك و ابتسم بحرية ! دون أن أخجل من أسناني ..!! هل تذكر ذلك ؟ .... أنــــــــــــــــــــــا أذكر ..!

بعد محاولات عديدة نجحت في أن أتصل بك "و نجاحاتي في الحياة نادرة " أخذت الرقم من عبد الكريم و اخترت يوم الجمعة و وقت مناسب...‍‍‍! , لألا تخذلني أولى محاولاتي لاتصل بك .. نجحت !! و سمعت صوت لم يكن غائباً عني أبداً , فمنذ يومان كنت أسمعه, و منذ عشرة أيام ...أيضاً كنت أسمعه .. و إذا كان العقل الباطني يحسب.. فصوتك ووجودك لم يبارح حياتي قط , فأصدقائي من أسميهم ماء الرحم الذي أعيش به و الذي به أشعر بذلك الأمان , وأنت .. مصطفى حموي .. تعني لي الكثير .

حسناً ... ها نحن . تجاوزنا الأربعين .. رجال كما يقولون !!! لكن من يشعر هكذا , فأنا لا زلت ذات الشخص الذي اسمه رفعت و أنا ذات الشخص الذي يحمل ذات الأفكار و ذات المشاعر و الذي ربما .. أقول ربما .. لن يكبر !! أي أن تلك الأحاسيس لم تتغير لا زالت كما هي .. أصدقاء .. طعام .. قراءات .. و مشاعر .. ماذا يتغير عندما نكبر .... نقـــــــدَم .. نتألم أكثر, نتعب و نتحسر, تعدو السنين بشكل أسرع , لأنها تمر بشكل أسرع ..

مصطفى أعددت منذ قليل صحنان من سلطة الفاكهة بطيخ من تركيا , برتقال من اسبانيا و دراق دون وبر من أوروغواي و موز من كولومبيا , جوافة من فلسطين و مانغو من الهند أما الزبيب من كاليفورنيا و جوز الهند من أفريقيا و أنا لا أمزح كان صحنا عالمياً من أربع قارات , وفي كل ملعقة كان فمي يقفز مع ما أتذوقه من قارة إلى أخرى و أرى العالم كم هو صغير و نحن قد أسأنا القياس ..

أكلت و استمعت على أغنية تقول I love to make love to you و أظن بأنها لنات كينغ كول , و زوجتي قبلتني قبلة ماقبل النوم و وليام شكيب نائم في عربته بعد صريخ و صراخ يجعلني أحياناً أفكر بالهرب إلى اللاذقية و الندم على مجيئي إلى هنا !! حقاً مشاعر الأبوة غريبة إذا كانت هكذا , سطحية و بسيطة و ربما في بعض الأحيان أشعرها معدومة ...! هل هي هكذا ... قلق ... قلق .... قلق ..قبل النوم و بعد النوم داعياً لربي أن يجعل حياة هذا المخلوق سهلة وسعيدة و أن لا أكون أنا سبب شقائه و يوماً سيكون شاباً إنشاء الله و يحبني و أنا الذي عشت كل حياتي هارباً من تلك المسؤولية و تلك الشعارات بأنها سنة الحياة و يجب و يجب .. لكن صدقني أبو صطيف إنها صعبة جداً علينا .. علينا نحن الذين عشنا حياتنا بتلك الأفكار التي طبخت على نار الأحلام و الغرب و البيتلز و شعارات اليوتوبيا و العدالة و الحرية التي تحدها حرية أخرى ...

أتيت السويد و أنا أحمل ما أحمله دائما .. حبي للآخرين, لأصدقائي, للاذقيتي ,أهلي ... عجباً أنا الذي قطع التذكرة و لوح بيده ذات الخمس أصابع للجميع مودعاً .. يا للعجب ..!!!!

أبو صطيف ...شكراً على الرسالة التي وصلتني على الهاتف الآن و أنا أيضاً ما أستطع أن أكونه سوى قطعة منكم جميعاً ..

اتصلت بسهيل لم يكن موجوداً في المحل .. بأختي منى أيضاً هي في صلنفة .. كنت أنت الوحيد الذي أحسنت أنا توقيت المخابرة لأتكلم معك .. وهاهي الأيام ترجع نتكلم كما كنا بداية سفرك إلى الكويت ,, كنت أقرأ رسائلك واستمع إلى شريطك دائماً .. الرسائل لم آت بها لكن شريطي التسجيل اللذان بعثتهما إلي هما معي و آخر مرة كنت في سيارة صديقي طارق .. أصغر مني بإحدى عشر سنة و هو من اقنع زوجتي لتأتي إلى سوريا بدلاً من مكان آخر .. علماً البداية لم تكن مشجعة فقد تشاجرنا في اليوم الثامن و رجعت هي إلى السويد حاملة معها ذكرى سيئة عني .. لا يأخذ فكرك شي ما كويس و الله أنا لطيف , بس ببعض الأحيان بجن و ما بتحمل ....!, و هو من تكلم معها طويلاً لإزالة سوء الفهم و أتيت إلى فرنسا و من ثم إلى السويد لأعش معها ثلاثة أشهر ثم تزوجنا و أتيت إلى سوريا ستة أشهر ورجعت ... وها أنا بعد 11 شهر..! دون عمل, ملل, كئيب لا أصدقاء و طفل يبكي دون سبب و بلد لغته غليظة ولا أحبها و لا أعرف كيف سأتعلمها بعد أن داومت في المدرسة سبعة أشهر و لا أشعر بأني على ثقة بأني أستطيع التكلم بها لكني بدأت أفهم ما يقولونه !!!

منذ فترة فاجأني أخوك عبودة .. اتصل من السعودية .. كان ذلك لطيفاً جداً .. أحببت كل أهلك خاصةً عبودة,, كانوا أصدقائي حقاً و بهم استمرت روح مصطفى معي طوال الوقت ..

هل تذكر آخر سهرة

.. كان ذلك لطيفاً جداً .. أشكرك عليها

.. أحييت بي تلك البراعم من الذكريات

... فتفتحت ورودا

ً و بقيت تلك الروائح العطرة

تفوح للآن ..

صداقتنا التي لا تموت بل إنها دائمة التجدد , تموز وعشتار و بعل .. الورد والرياحين زهور البرتقال و النرجس ..

ذكرياتنا التي لا تعد و لا تحصى........... فؤاد بلة, عبد السلام و كريم, سهيل وآلاف الأصدقاء عبودة شيخ التجار و منذر سلواية الذي تكلمت معه البارحة سأحاول بعث عناوين أصدقاء ربما تحب مراسلتهم .. منذر سلواية و فايز السيد و عمار زريق .. الأصدقاء شيء سام وعظيم .. ثم الفسبا التي ذكرتها و لا أعلم بأي رسالة أو ربما كتاباتي لأصدقائي الذين سأبعثم لك جميعهم مع رسالتي هذه .. أقرأهم و أضحك على صديقك رفعت .. أحد أصدقائي قال لي إنك تؤرخ حقبة , فبدا لي ذلك شيء له قيمة بالنسبة للآخرين , و أعني تجربة الغربة و المشاعر التي تتقاذف بأرواح الذين حلموا الغرب و من ثم عندما تحقق خسروا ذلك الحلم ... وأنا منهم .

ليست هناك تعليقات: