٢٠٠٧/٠٦/٠٢

ويليــــام شكيب مصري


ويليــــام شكيب مصري

كان الجوّ جميلاً وإن كانت السماء توحي بأنها ستمطر بعد قليل , رجعنا إلى البيت بعد أن أرجعت وللمرة الثانية ذلك الscaner إلى المحل, بعد أن اتضح لي بأن جهازي يغش في تعريف المعالج الذي كان من المفروض أن يكون celeron 500 ولكن عندما أبدلت برنامج windows إلى ال Xp جاء التعريف بأنه 267 وهذا غريب بسبب أنني لم أسمع في حياتي بأنهم أنتجوا ذلك المعالج بتلك السرعة .. لا يهم أرجعته وكنا ثلاثة ( على النبعة وإجا الحبيب و صرنا 267 ) أنا وكاترينا وأمها وكانت مناسبة لنشتري جهاز تلفزيون 29 بوصة سوني WEGA حيث مللت من ذلك التلفزيون الذي جلبته من غرفة المخلفات .

وحيث أننا لا نملك سيارة لم ننقله بل اكتفينا بحجزه ( 24 ساعة على ذمة التحقيق ) ريثما نستطيع نقله مع أحد أصدقائنا الذين يملكون سيارة .. رجعنا البيت الساعة 12 ظهراً طبخت رز مع بطاطا و نجومية و سلطة الموسم و تغدينا و بعد ساعتين بدأت كاتارينا تشكو من ألم ومغص الولادة الذي تأخر حسب تحديد الأطباء أربع أيام , وبدأت بمخابرة أمها التي ربما كانت تدخل باب بيتها رجوعاَ من عندنا , لتأتي ثم المشفى , حيث قالوا لها بأن تنتظر مغصاً أقوى وهكذا حتى الساعة الثالثة ازداد الألم ولم تعد تحتمل فطلبنا سيارة تاكسي ( وأتينا بالتلفزيون ) و.... دخلنا المشفى حيث بدؤوا بالفحص الدقيق و تبين لهم بأن الجنين تعب حيث أن تأخير الولادة قد أثر بشكل سلبي على الجنين و الرحم ..... وقرروا عملية قيصرية فورية . انهارت كاتارينا وبدأت أنا في تهدئتها علما بأني لم أكن متماسكاً أكثر منها !! و دخلنا جميعاً إلى غرفة العمليات التي باعتقادي تشبه كل غرف العمليات( البحرية)

في كل مشافي العالم إلا أن شاشات الأجهزة والمراقبة كانت مبالغة جداً .. دخلت دكتورة في ال 46 سنة من عمرها وثلاث ممرضات و دكتور مخدر وبدؤا بالجراحة دون تخدير عام حيث خدرت كاتارينا ببنج في الحبل الشوكي وبقت صاحية و أنا بجانبها وأمها طوال النصف ساعة حيث انتهى وبدأ كل شيء .

ظهر وليــــــام شـــكيب , وملئ المشفى بصراخ حاد وقوي , وكان رأسه مكسواً بشعر أسود,عكس ما توقعته تماماً , و صغيراً وزنه 3210 غرامات . كانت ساعة الولادة تماماً 21و36 دقيقة من يوم 25\ 6 \ 2003 بقيت بجانب كاتارينا لنهاية العملية وشاركنا وليام شكيب مصري حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ثم انسحبت إلى البيت لأرجع غداً صباحاً في السابعة ..

لم استطع النوم , كان يومي أو بالأحرى تلك الساعات العشر الماضية ضغطاً عنيفاً على أعصابي ..

صباحاً أتيت , والحمد لله كان كل شيء طبيعياً.. , في الساعة العاشرة نقلونا إلى قسم ال ب .ب حيث شاركنا إحداهن غرفة صغيرة ذات سريرين .. كان وليام شكيب خلال تلك الساعات إما نائماً أو صارخاً وذكرني بشكيب ماهر , لا أعرف من يشبه ! , الأطفال يولدون متشابهين وربما وليام شكيب من الأطفال الأكثر شيوعاً في العالم أي أنه عادي يشبه أي طفل مولود حديثاً بشعر أسود وطول 49 سم ووزن قليل نسبياً 3210 غرامات .

رجعت البيت ظهراً لآكل , فأنا أخجل من الأكل في المشافي .

رجعت البيت وإذ بكرتونة ضخمة في المطبخ وكان التلفزيون حيث يزن 55 كيلو غرام , نقلته حماتي مع إحدى صديقات كاتارينا إلى البيت .. لم أتخيل الموضوع سيدة في الإحدى والستون من العمر مع فتاة في الثلاثين يحملون كرتونه تزن 55 كيلو..! هذا كثير ...!

أول من اتصل كان مالك هارون أبو علي الحبيب وهو من كان يتصل يومياً للسؤال عن ماذا حصل و متى وكان يترك رسالة على الجهاز بالسؤال ( أمحة ولا شعيرة) تكلمنا و ضحكنا حوالي النصف ساعة ثم تغديت ورجعت إلى المشفى مع حماتي و ماريا (يامسوسحة القبطان والبحرية ) صديقة زوجتي , وتسلينا مع وليام شكيب حتى الثامنة رجعت البيت , اتصل صديقي نهرو زكريا من هولندا تكلمنا الساعتان , وكانت ذكريات جميلة , ثم نمت قليلاً حتى السادسة , تحممت و فطرت و .... اتصل طارق الخطيب الذي لم يصدق بأنني لم اتصل به .. وانزعج جداً .... ولا أعرف لماذا !! و كأن من الواجب علي أن أتصل بالجميع فور حصول الحدث .. المهم أنه اتصل مرة أخرى وشرحت له الموضوع بأني لم أقل لأحد حتى الآن ولا حتى لأختي مرام القريبة ولا لأهلي في سورية أو لأخي ماهر في الكويت ..

نزلت المشفى حتى الساعة الحادية عشر ,, رجعت للبيت فاتصل فادي استنبولية صديقي في النمسا , فرح كثيراً ثم اتصلت أنا بمرام و أخبرتها بأن كل شيء على ما يرام , فبكت قليلاً و فرحت و أخبرتني بأن أخي الحبيب منذر في باريس لقراءة شعرية . اتصلت حماتي تدعوني إلى الغداء و ارسال e-mails من عندها و من ثم إلى المشفى .

على جميع أصدقائي و أقربائي أن يبعثوا التهاني و التباريك ( جمع مبروك ) على عنواني التالي ...... و الصلوات للصحة و السعادة و طول العمر لوليــــام شكيب على العنوان التالي ...

رب العالمين

السماء السابعة ........................................ إحساسي بأن حماتي تنتظرني طوال هذا الوقت يجعلني أشعر بالاحراج .. كان بودي كتابة أكثر لكن علي الذهاب ..

إلى الجميع ... حبي و امتناني لكم .

طبعــــاً ..... . . . لم أستطع ارسال الرسالة لسببين الأول غبائي و الثاني ذاكرتي ..!

غبائي . . .. لأني لم أتذكر بأن أغير اسم الملف إلى أحرف لاتينية وذلك لأني كومبيوتر حماتي قديم وتستخدم وندوز 95 باللغتين السويدية والإنكليزية و هو لا يتعرف على الأحرف العربية بقشة وكما تعلمون إن لم يتعرف عليهم فكيف سيتعامل معهم و هذا منطقي و معقول و أنا مضطر لأتقبل ذلك , شئت أم أبيت !!

ذاكرتي .. . , بعد الأربعين بدأت بالتراجع و السقوط طرداً مع شعري , وهذا ما حصل في اليوم التالي حيث ذهبت لبيت حماتي دون الديسكيت .. تجري الأمور هكذا ..

لكني لم أفوت هذه المناسبة ففتحت الكومبيوتر و استلمت رسائل عديدة فرحت بها جداً و جاوبت على بعضها بانكليزيتي الركيكة .. لعلي عبد العال وأحمد بلة و باسم لبس عفوا نعيمة الذي قرأت رسائله لصديقي وسيم .., حيث رجعت مساءً واتصلت به و تكلمنا ساعة ونصف , كنا باردين تعبين .. ربما أنا من ضغط أيام ولادة وليام شكيب و لأنني لم أنم جيداً طوال ثلاث أيام متتالية .. هكذا انتهى تلفون وسيم ونمت قليلاً.

صباحاً كنت قد وعدت حماتي أن نذهب لنشتري كاميرا فيديو ديجتال .. تماماً ذهبت وسألته إذا كان بالإمكان وصلها مع مخرج يو اس بي فقال حتما .. فاشتريتها و بثمن كبير نسبياً لحالي ووضعي المادي لكن زوجتي تريدها لتصوير وليام شكيب .. مساءً جاء والدها مع امرأته و أخيها مع زوجته و أمها فصورت بها عندها اكتشفت بأنها غير الأوصاف التي أعطاني إياها البائع ولا يوجد مخرج يو اس بي فقررت إرجاعها وشراء كاميرا متطورة بشكل ترضيني ..غداً..!

رجعت البيت مساءً وإذ بعدة رسائل صوتية على جهاز التلفون من أخت منى و من أختي مرام ومنذر الذي كان عندها و من ثم عبد المنعم جعفر .. بدأت بالاتصال أولاً بمرام التي لم تكن موجودة بالبيت و من ثم اتصلت بعبد المنعم وتكلمنا الساعة تقريباً و ذهبت للنوم , كان التعب قد نال مني و ظننت أن النوم الآن هو شيء عظيم لكن بعد قليل رن الهاتف وإذ بها أختي الحبيبة منى التي قرأت رسالتي و اتصلت للمرة الثانية لتتكلم معي كان صوتها لذيذاً و دافئاً تكلمنا الدقيقتين و انقطع الخط ثم رجعت للنوم و أنا أفكر بمنى و أولادها و أهلي أبي خالي أخي ماهر .. رن الهاتف مرة أخرى وربما هذه المرة في الواحدة مساءً فإذ به أخي الحبيب ماهر تكلمت معه نصف نائم لكن كنت سعيدا بسماع صوته الهادئ و مباركته لي وليام ..ورجعت للنوم هذه المرة حتى الصباح الباكر .

اليوم صباحاً بدأت في ترتيب البيت وتنظيفه , ثم جاءت حماتي في الساعة الحادية عشر فذهبنا مع عربة وليام الجديدة إلى المشفى لننتظر ثلاث ساعات لقدوم دكتورة هندية ذات لغة سويدية مكسرة تعتذر لأنها تأخرت بسبب أن لا أحد غيرها بالمشفى وهناك حالات طوارئ لا تستطيع إرجائها .. المهم خرجنا إلى البيت و أرجعت الكاميرا ورجعت البيت دون كاميرا لأن أقل الكاميرا تعجبني تفوق سعر الكاميرا التي أرجعتها بضعف فأرجأت المشروع السنيمائي لوليام شكيب .

في الساعة السادسة و النصف تقريباً رن الهاتف .. ظننت بأنه مرام ومنذر , و لكن ... مصطفى ابن خالتي .. يا للمفاجأة !!

كنت سعيداً جداً , فمصطفى ليس مجرد ابن خالة بل هو أخ تماماً , نحبه جميعنا ونعتبر بأننا في تلك العائلة لدينا أخ سادس هو مصطفى - دون مراعاة الترتيب- كانت مفاجأة جميلة جميلة جداً أشكره عليها ..

الآن مساءً وليــــام شكيب يأكل .. يصرخ .... ينام قليلاً و ... كثيراً بحيث كاتارينا تغير له كل ساعة تقريباً و تقول بأن يأكل أكثر من مقدرته , لذك يتقيأ كثيراً و ... كثيراً .. ها نحن لا زلنا سهرانين .. وليام الآن نائم و البيت هادئ و كاتارينا في طريقها إلى النوم و ضوء شاشة الكومبيوتر يلقي اشعاعه على وجهي فأبدوا رجل كهف ضل الزمن والطريق . . . . أحبكم .

ليست هناك تعليقات: