٢٠٠٧/٠٦/٠٣

أبي شكيب مصري



أبي الحبيب ... شكيب رفعـــــت مصري ...

السويد في 30\8\03

انتظرت كثيراً بأن أرى جواباً بالعربية منك بعد رسالتك اليتيمة و الرسمية التي كتبتها بالإنكليزية و أنت الذي أعتبره أغلى شيء لدي في الدنيا .... كيف جرى هذا .. معقول أبي .. كنت أعلم و كنت متأكداً بأنك تهتم بي فأنا أعلم بأني لا زلت متربعاً على عرش قلبك و بأني أغلى شيء عندك أم أن الأمور تغيرت و أنا لا أصدق هذا مطلقاً !!!!! و لا أستطع حتى تقريبه على عقلي .

أتتني صورتك التي احتلت فوراً شاشة كومبيوتري كما أنت الذي احتل قلبي كل سنيني , ما أجملك .. ليت لي قليلاً من جمالك من هذه العيون و الشفاه من ذلك الأنف و تلك الذقن التي كانت أمي رحمها الله تتغزل بها دائماً .

عندما أتتني صورتك سارعت لحماتي ... , و فخوراً قلت لها انظري ما أجمل أبي .. آه ... كم أحن إليك كم أحن لرائحتك و صوتك كم أحن لأدبك و حبك .... كنت آتيك غاضباً على حياتي و حظي .... كنت آتيك يائساً محطماً فأدخل غرفة عملك و أرسم ابتسامة رضى لألا أزعجك و لألا تحزن علي ... كان همي بأن أضحكك قليلاً بأن أرد لك قليلاً من بركان الحب الذي أغدقته علي كان همي أن أكون مهرجاً للحظات و أراك تضحك فتضحك لي كل الوجوه و تملؤني الأهازيج و الأغنيات .. ها أنا بعيداً عنك لكني أعيش بك كل أيامي , أصبح عمري 42 سنة و لا زلت كلما ذكرتك أرجع طفلاً ماسكاً يدك , أحياناً لا أصدق بأنني كبرت و أحياناً كنت أتسائل متى تأت إلى البيت لنغدى سويةً فتحضر صحن السلطة المشهور به أو السمك الموجود دائماً في قائمة المرغوبات لديك ... , نجلس على المائدة الحمراء كلٍ في مكانه و أنت في رأس الطاولة فأنت سيد البيت و سيد الحياة كلها , كانت حياتي خلال كل تلك السنين و الأيام مرصعة بك .. تماماً ... كماسة تتلألأ في ذاكرتي .

أحبك و أشتاق إليك و بي حنين للقياك و ضمك إلي ... إلى أبي شكيب رفعــــت مصري جبال من الحب و القبل .

ابنــــــــــــــك رفعــــــــــــــــــــــــــــت شكيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب مصـــــــــــــــــــــــــري..



أبي الحبيب والغالي و الأمير

صباحاً باكراً , وعلى غير عادتي دخلت المدرسة دون أن أطفأ تلفوني النقال وكانت معلمتنا اللطيفة ككل السويديين عموماً تشرح لنا عن نظام الحكم في السويد ونظام النقابات و حرية التعبير و حرية الأضراب فكما تعلم أن السويد تمر الآن بأكبر اضراب حصل منذ سنين عديدة , وطبعاً ابنك النجيب محسوبك , مثل الأطرش بالزفة , فشخصيتي التي بنيتها تعمدت الإنطواء تحت المثل القائل ابعد عن الشر و غني له أو عشرة باليد أحسن من أبو أحمد على الطاولة !! رن هاتف ما..!! طبعاً لم أعرف بأنه خاصتي فأنا أغلقه باستمرار , فلا أحد يتصل بي إلا ما ندر حين تريد زوجتي شيء ما وأنا راجع من المدرسة على دراجة كنت قد استعرتها من صديقي طارق الذي قال لي البارحة ( كم أريد أن أتعرف على أبيك فأنا لم ألتق به أبداً عن قرب , فأنا أعرفكم جميعاً بما فيه الخال خالد و مرام وكيف أني لم ألتق بهذا الرائع الذي تتكلم عنه ..... أعرف ولن أجاوب !!)* نرجع على رن الهاتف كنت مندهشاً عندما علمت بأنه هاتفي القديم فله رنُة قد بطلت منذ زمان وليس معي ما يمكنه أن يشتري لي هاتف جديد وأنا المغرم بالتكنولوجيا الحديثة .. المهم فتحت الهاتف وأنا أنظر من المتصل الذي يظهر على الشاشة بالشكل التالي ( نداء مجهول ) فإذ به أنت , شمس حياتي وأمير الأكابر .. لا أعلم ما قلت لك كانت مشاعر مزدحمة من الاشتياق و الذكريات و الحب , كيف لي أن أصف هذا , ربما في المناسبات العظيمة و أمام عظماء يقف الإنسان مبتبتاً بكلمات هزيلة و ضعيفة كان فمي مليء بآلاف الكلمات والأسئلة و الإشتياق .. لا أعرف ماذا قلت لك , كانت اللحظات قصيرة والكلمات كانت تقفز من ذاكرتي إلى الطابق السفلي من الوعي فلا أتمكن من متابعتها وقولها , كان حديثاً قصيراً كأننا لم نبتعد لم نفترق , كأنني لا زلت أنام بينك وبين والدتي رحمها الله , رجعت طفلاً و أنا أتكلم معك , تذكرت كم كانت الحياة غير عادلة معنا , فأبعدنا وافترقنا , لا أحد يعرف كيف !! فقط هكذا ..

إني أنتظر مولوداً اتفقت مع زوجتي التي تحبك كثيراً على أن يسمى باسمه العربي شكيب إذا كان صبياً و الأسم السويدي williamوهم يلفظون w ف بثلاث نقاط كال v وإن كان لا أحد في الكون يمكنه أن يحتل موقعك في قلوبنا جميعاً أيها الأمير ..

أحوالي الحالية إذا كنت تريد الصراحة (.........................................

...... ... ........................ )

وإذا كنت تريد بنت عمها .. أحوالي عظيمة أربي تلال من الأموال والنجاحات المتعددة على صعيد التجارة و العلم و الأدب و حالياً يعرضون علي جائزة نوبل للتخريف عفواً للتخريب عفواً ....

المهم كل شيء الحمد لله عليه , زوجتي حامل طبعاً أنت تعلم بأنها مرت بحالة سابقة و حدث ما حدث

و جئت إليك وأخبرتك عن هذا ولا أريد الآن أن أسترجع الماضي .. لكني أحبك , حبي لأكبر و أغلى شيء في حياتي وهذا شيء لا يمكن أي شيء أن يؤثر عليه , فأنت رمز لطالما جميعاً غرزناه في قلوبنا وأدمى ما أدمى .. بابا الحبيب أيها الرقيق الحنون مشتاق لك كاشتياقي لربي والله أنت أغلى الحبايب وإن تباعدنا قليلاً في المدة الأخيرة فكانت لي أسبابي , لكن عليك أن تعلم كم نحبك و كم أنت تعني لنا فأنت أولاً و أخيراً والدنا و يا لك من شخص مميز نفتخر به .

طبعاً إن وصلك الe-mail فستعرف عنواني وإن لا فعنواني هو raffat@nycny.net فستصلك عن طريق أحد ما فاكتب لي , مشتاق جداً


ليست هناك تعليقات: