٢٠٠٧/٠٦/٠٣

أصدقائي


استلمت رسائل عدة و أتاشات عديدة لا تحمل سوى معنى واحد و أعتبره كافياً بأنني على مرمى الذاكرة و القلب و أنك تتكرني و هذا لربي جيد و مقبول و أحبه و أعتبره كثيراً علي ...

لي زمن لم أكتب لك شيئاً إلا ما ندر و بالانكليزية التي لا أعتبرها لغة تمكنني من كتابة مشاعري و الأاشياء التي أريد التعبير عنها .. على كلٍ .... ها أنا بعد زمن ليس بعيداً ... !

منذ قليل اتصل فؤاد جوني أبو عدنان وقال بأنه التقاك عند أحمد و أنك بأحسن حال سررت بهذا و أرجو لك المزيد من الخير انشاء الله .. ياغالي ..

ما أخباري ... عادي .. قليلاً من قتل العمر بشكل غير مؤلم على الأقل فالحمدلله بأنني أتمتع بحياة لا زالت خالية من الألم و إن لم تكن جميلة .. فهنا كما تعلم لا أصدقاء لا مكان يمكنك أن تذهب إليه إلا ما ندر من أماكن تعتبرها زوجتي جنة مفقودة و أنا لا أعتبرها سوى من المضجرات حيث مللت من الطبيعة و الأشجار و البيوت الجميلة التي يحسن أي رسام من البلد أن يرسمها .. تلك الشجرة و المنعكسة على البحيرة و ذلك الطريق الريفي و البيت ذو سطح القرميد و مدخنة تعلوه هذا كل شيء و إن كان المغرب فتتلون السماء بضربة ريشة و احدة مع امتداد اللون الأرجواني .......هذا كل شيء .. المدرسة قد بدأت من جديد و اكتشف بأني لم أعد أستوعب المزيد و أنني بدأت مرحلة السهو و الخرف و أخاف بانني مصاب بمرض ألزهايمر مبكر إن لم يعتد الرجال في العقد الخامس الأصابة به و إن لم فهو بلا شك قد أصباني ,, المزيد من المطر الذي لا أمانع نزوله مع أنني لا أزاول ما أعتد , عندما كنت أنزل إلى الكورنيش في لاذقيتي , فهنا البيت هو الملاذ الذي يمكنني به أن ألتجئ

وليم شكيب الذي أيضاً يسبب لي بعضاً من الانتكاسات في نومي مثلاً و الأنتباه عليه عندما تريد أمه الحمام مثلاً و هو مستيقظ فهو لا يستطع عدم الصراخ إن كان وحيداً ..

بعضاً من الكيلوغرامات فوق جسدي الذي بدأ بالظهور بمظهر العمر الحقيقي لي أي بمعنى بأني أبدو في العقد الخامس من العمر .. حقا و دون زيف لم أذهب إلى المسبح أو إلى البحيرات لأسبخ خجلاً من شكلي .. هذا صحيح و مسند .. سعيد أنا برسائلك و أتاشاتك و إن كانت نادرة ..

لي زمن لم أكتب لأحد و أفكر بوضع قائمة من الأصدقاء و الأهل و أن أبدأ بالكتابة إليهم . و ربما يصل العدد إلى العشرات ..و من ثم ماذا سأكتب إليهم فأنا دون عمل دون علاقات دون أصدقاء , ربما لا يوجد لدي لأقولة سوى وصف صراخ وليم ومدى غبائي في تعلم لغة جديدة و بأني دون عمل , ماذا يبقى إلا الشكوى التي لا يحبها أحد أو الكتابة عن الحنين التي لا يصدقها أحد أيضاً .... المهم بأني تعبت من الحنين و البكاء على أطلال الذكريات و ملئ أنفي من رائحة الحرائق و الدخان المتصاعد من تلك الخرائب التي تسمى الحياة الماضية و ربما عندما أقرأ ما كتبته عن الذكريات وعن تلك المدينة المنسية من القرون الماضية أشعر بأني جزء من هذه الخرائب أو بأني حجرة لا شكل لها مرمية على قارعة طريق ترابي كانت يوماً جزءً من معبد و بالذات من حجر كان المحراب ذاته ... على ذكر الآثار و الخرائب منذ اسبوع كان لدينا زيارة دراسية عن تاريخ السويد فكان المكان متحف مدينة استوكهولم و التي يقدر عمرها للآن ب 750 سنة فقط ... فكان هذا المتحف الرائع كقراءة عن التغيرات التي طرأت على المدينة الحوادث المؤثرة التي جرت خلال هذه السنين و كيف تغير مواصفات المدينة من العمران حتى الثياب كانت جولة ظريفة و قضاء وقت ليس قصيراً بعيداً عن العاديات و التمشي باستوكهولم مع زيارة العديد من المحلات الرائعة و الغداء في مطعم عربي كباب عراقي مع أرز برياني و سلطة و كوكاكولا و هذه مناسبة لا أفعلها هنا مطلقاً فبالمدة التي عشت بها هنا لم أدخل مطعم و آكل به سوى ثلاث مرات مرتين لهذا المطعم في زيارة مدرسية و مرة مع زوجتي على مطعم نباتي دون ذكر مرتان لا أعتبرهما زيارة مطعم فقد كانت للأكل فقط و ليس للجلوس كبشر بل أقرب للزريبة ..... كل ... و أرحل .. !

و أيضا زيارة أكبر كنيسة ألمانية باعتبار الدين الرسمي للسويد المسيحية البروتستنتينية منذ عام 1521 عندما دحر الملك كوستاف فازا و هو أبو السويد , الدانماركيون الذين قتلوا أبيه ..

صف حكي ... الله و كيلكم ...لكني أعلم بأنكم تحسبون تماماً مثلي طول الرسالة و العدد الكلمات كما مواضيع التعبير و هم يقولون ... على ألا يقل عن ألف كلمة أو كذا سطر .. وكأن التعبير بحاجة للعد و ليس للنوع ..

لي زمن طويل لم أتصل بأحد و لم يتصل بي أحد منذ قليل اتصل أبو علي هارون من هولندا و كان عنده أبو عوض الذي اشترى باص مارسيدس كمطبخ متنقل لتحضيرات الحفلات و المناسبات , فكرة ظريفة جداً ذكرتني بسورية التي يمنع بها الكرافانات باعتبارها مكان يمكنك الحياة به دون ترخيص و ضرائب و لا أعرف أي من الأسباب العاقلة التي يمنع به أي شيئ طوال أن هذا الشيء لا يطلق رصاص و لا يسمم و لا يؤذي , كالدراجات النارية التي منعت و لا أحد يملك الجرئة و العقل من الذين منعوها لوضع اسباب منطقية لذلك ,, المهم هنا المنطق و هناك منطق آخر ...

هذا كل شيء الآن أيها العزيز تصبح على خير فقد غالبني النعاس وأنا أسمع صوت فيروز الدائمة الحضور هنا في المطبخ ..

ليست هناك تعليقات: