٢٠٠٧/٠٦/٠٣

منى مصري و جودي ناصر الدين


أختي الخبيبة منى الغالية

.. نعم وقت طويل لم أكتب به شيئاً و لكن .. ما أكتبه للأصدقاء هو أيضاً لك فأنت المعنية الأكبر من كل رسائلي التي أعممها للجميع فهي أولاً و آخراً أخباري التي تهمك ..

في اليوم التالي من تلفونك الجميل ركبت دراجتي واتجهت إلى بيت حماتي , فأنا لدي نسخة من مفتاح بيتها و إن لم تكن فلي الحق في أن أدخل و أعمل ما أريد و طبعاً ما أريده هو الأنترنيت !!

فبعثت لك الصور التي أخذتها في المدة الأقرب و الصور التي أرجو أن تعجبك و أنا أكثر العارفين بمحبتك لوليم شكيب , ليس لدي أدنى شك بهذا !!

أتذكر دائماً ابنة هلا و كيف تحبونها فكيف ابني و أنا الخال الذي خرى و خبال ... عم بضحك !!

الحياة هنا مختلفة جداً .. أنا هنا لا أشكي و أنوح بل هي وقائع و ما جلب لي اياها أحد بل جلبتها على نفسي .. أعرف بأنك لا تسرين بهكذا أخبار لكنها الحقيقة يا أختي الحبيبة منى !! فكم أنا مشتاق لأكون بين يديك و كم أنا محتاج لحنانك و دعمك اللا محدود لجميعنا.

و كيف لي ان أنسى أن أخصك برسالة .. فأنت الغالية و أنت مركز كوني و عالمي أنت قلبي الذي يخفق بعيداً عني لكني أحيا به و اسمعه .. أنت التي لا تغيبين عن بالي و حياتي أبداً .. لا الزوجة و لا الولد و لا مال و جاه الدنيا كلها تسوى قضمة ظفر منك .. أنت الغالية و الكل بالكل .. أنت امي التي رعتني و أنت ملجأي و الصدر الدافئ الذي أعطاني ما لم يعطيني إياه أحد من تحملت أنانيتي و أنا من لا يحتملني أحد و آلاف الكلمات التي لا تنصف جزء يسير من أفضالك علي !!! من تعتقدين أوصلني لسن الأربعين فلولاك لما عشت حتى العشرين وربما هذا أحسن

المهم أخباري التي تتلخص بالتالي .. مكانك راوح بل على وزن أكبر و بشاعة اكثر و ربما نظرت بفظاعة شكلي الحالي الذي يرعب و من ثم صراخ وليم الذي لا يهدأ ليلا و نهاراً..

مسكينة أمه التي لا تشتكي منه أبدا ثم ضيق خلقي عليه في بعض الأحيان أمارس عليه بعضا من غلاظتي التي كنت أمارسها على أولادك عندما أحب أن أنتقم منه قليلا لأنه لم يدعني أنام الليل و في بعض الأحيان أفكر كم هو مسكين بأن يكون له هذا الأب المخيف و البشع ... بعد يومان سنبدأ كورس غطس للأولاد و هذا يعني أن وليم سوف يتعلم السباحة منذ الآن و الغطس أيضا ..طبعاً تحت اشراف اخصائيين و أفلام و الخ الخ من أعاجيب هذه البلاد الغريبة على كل ما شاهدته حتى بالتلفزيون ..

اليوم ابتعت شورت سباحة فالمايوه الذي جلبته معي و إن كان يدخل بي فمن الغير اللائق لبس شورت أولاد صغار ... انتقيت أرخص شيء فكما تعلمين سيكون هناك نساء ربما عشر من النساء و الأولاد و ربما يكون هناك بعض الآباء لكن على ما أظن ليس كثيراً و هنا مكمن خجلي من شكلي .. فالسويديون وسيمين و رجالهم يتزوجين بسن صغيرة نسبيا عكس توقعاتي الغبية دائماً .. المهم حتى اللغة التي لم أفهمها حتى الآن و هي عكس ما توقع عقلي القاصر ... صعبة عليه جداَ و أقصد عقلي أنا !!!

منذ يومان ذهبنا إلى بيت أبوها في تلك القرية التي تكلمت عنها سابقا و ركبت دراجته النارية و تسليت قليلا بالأكل و الريف الجميل في هذا الوقت من السنة , حيث الحرارة قد أخذي بالبرودة مع شمس ساطعة و قوية .. رجعنا في آخر الليل بالقطار و من ثم بالباص إلى البيت ... طبعا أكلت و نمت ..

بدأت مدرستي و تغيرت المعلمة التي أحب و جاءت معلمة أخرى تحبني لأنني أكبر الصف و أبشعهم دائماً .. المهم قالت لي بأنني يجب أن أدرس أكثر فمستواي لا يؤهلني إلى فحص عام بالغة التي أستطع العمل بها علماً و حقا إني أدرس و لكن من غير المعقول أن يستوعب رأسي كما كنت أستوعب عندما كنت في العشرون مثلا .. أليس كذلك .. !!!

وليم شكيب بدأ يضحك و يكروت ... طبعاً إلى جانب صراخ لا يهدأ .. ويذكرني بمنذر و ماهر كثيرا و أستطع الجزم بأنه سيشبه أحدهما .... الله يستر !!!

لذيذ و لكنه ليس جميلاً .. ليس غربي أبداً و ليس كما قلت أصهب أي أحمر اللون .. كلا بل أنه أسمر أكثر من أبيض .. المهم الله يعيشو كما يقولون أصلي مرتان و أدعي له بطول البقاء .ز صباحا و مساءً .. للآن لم أستطع النوم كالسابق و ليس كسابق نومي عندما كنت في اللاذقية و هذا حلم بعيد التحقيق و ما أعنيه هو نومي المفشكل بعيد مجيئي إلى هنا ... علما ثمن الفرشة التي انام عليها 60ألف ليرة سورية تصوري !! و ابعتيلي صورة ..

للآن لم أعمل فقط يومان كما قلت لك مع طارق و قد أجزى لي العطاء فقد قسم الأجرة على اثنان علما هو الذي عمل اكثر و تعب أكثر و هو من أتى بالعمل ..

أصدقائي كيف هم .. لم تخبريني على علي الحكيم لا أحد يخبرني عنه و لا هو يتصل و أنا حاولت اكثر من مرة منذ زمن و لم يجاوبني و في بعض الأحيان أبعث له رسالة على الموبايل لكني علمت لا حقا بأنها قد لا تصل فالنظامان مختلفان .. المهم اتصلي به و سلمي لي عليه ..

سهيل و الشباب البقية الجميع دون أي استثناء محبتي و قبلاتي ..

جودي حبيبة قلبي الجميلة ... صورتك أمامي .. كم أنت جميلة و كم أنا أحبك و اشتاق عليك ولو كنت ويليام لبدأت بافتعال المشاكل لأحصل على قلبك .. منذ الآن .. لكني أعلم بأنه حمارو جحش و تستاهلي أحسن من واحد أبوه أحمر و احد في العالم و أمه أجحش و حدة في العالم ... لا لشيء فقط لأنها قبلت بي !!!!

منى مرة أخرى :

أما الشباب برهان البكر و بشار الفشار و سامر .... أرجو لهم كل خير و أدعو الله أن يوفقهم في هذه الدنيا الصعبة .. و ليعرفوا شيئاً كنت لا أعرفه أنا سابقا بأن الغربة ليست كما نتخيلها مطلقا بل هي نوع آخر من التجارب الصعبة النتي يمر بها الأنسان و أنا أكبر مثال حي لهذا .. لتحيوا حياةً جميلة بين أهلكم و ناسكم و إن ما يملكه الانسان حوله من هؤلاء لهو أغلى ما يمكن له أن يجنيه فلا المال و لا الشهرة و لا السيارات و الرفاهية ما يمكن للانسان به أن يكون سعيداً بل ذلك الدفء و الحب الذي كان يشع حولي و أنا أعمى ضائع .. السعادة السعادة و الحب و العمل الصالح بين الناس لهو أغلى الاشياء التي يمكن بها أن نكون سعيدين و هذا لهو نعمة من الله أن نقتنع بما لدينا و نحاول بالمستطاع أن نبني مستقبل بجهدنا و كفاحنا ببلدنا و به يستطيع المرء أن يؤمن لنا الكرامة و الحياة الكريمة .. و الله هو الموفق ..,..

لا إنني لا أمزح .. الزواج الأولاد الغربة الطويلة أي بأنها ليست سفرة سياحية .. هي أسوء الأشياء التي مرت بي و صعوبة أشياء كهذه هي بأنك لا تستطع محو هنا و هناك و تغير من مسارات الحياة ,, لكنك تستطيع بقليل من الوعي و تجارب الآخرين أن تنير قطعا صغيرة من طريق حياتك ..

أصدقاء .. أهل .. الجو .. مسقط رأسك .. سماءك .. عاداتك .. ماتؤمن به .. أشياء ليست صغيرة و تافهة بل هي جوهر الحياة و المحيط الملائم للإنسان ...

أكيد بأنني استرسلت بعفوية مشاعري و أحاسيس و لكني أحبكم و لهذا نقلت لكم تجربتي الفاشلة و ليست سعيداً بفشلها و تحطم أحلامي التي عشت من أجلها كل هذه السنين , فإذ بها غباراً و سحاب .. إليكم حبي و اشتياقي الكبير .. خالكم رفعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت.

هناك تعليقان (٢):

jalalkhashan يقول...

جودي كانت معي بل مدرسه الله يخليكم لبعض

Raffat يقول...

hi Jalal Khashan .. thanks a lot my friend