٢٠٠٧/٠٦/٠٣

كنت أحب الزيتون الأخضر بدلاً من الأسود


مرحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا 7

كنت أحب الزيتون الأخضر بدلاً من الأسود

البارحة تمشيت مع أبو علي جاري اللطيف بعد انتهاء مشاركتنا في مظاهرة مع الفلسطينيين في قلب المدينة عن الحرب في لبنان أي على لبنان , حملنا الأعلام و تمشينا حول الساحة بصمت و كنا حوالي عشر رجال و مثلهم من النساء , بعض الصور المؤثرة و القليل من الفضوليين السويديين قد اقترب ليرى الصور. هذا عن المظاهرة الاحتجاجية , أما عن الزيتون و العطون فالأمر مختلف جداً و لا أعني التقليل من موضوع الحرب أو تهميشه بهذا العنوان بل لأن هذه الظاهرة التي مرت في حياتي قد أخذت من تفكيري الكثير .

يمر الانسان بمراحل نمو مختلفة و تؤثر حتماً على نمو تلك القطعة من الدهن التي تتحكم بكل حياته كما جسده و تفكيره !! أذكر عندما درست مادة البسيكولوجيا هنا في السويد و هي مقرر في المرحلة الثانوية, كان هناك دراسة عن المراحل المختلفة التي يمر بها التفكير و مدارسها المختلفة من ادلر و يونغ و ايريكسون و آخراً و ليس أخيراً العالم النمساوي فرويد. كان المقرر مثيراً لي و أنا أدرس مادة, المفروض بطالب ذو الستة عشر سنة يدرسها لكن و لا عيب أحسست بأنها ضرورية لي و أنا في هذه المرحلة من العمر, أي أن أكتشف و لو متأخراً أنني لم أكن مختلفاً عن الآخرين و إن كنت كذلك فالآخرين حتماً هم المختلفين عن المجموع !!!

من إحدى الأشياء التي كنت أفكر بها , لماذا تحول حبي للزيتون تارة و إلى العطون الأسود تارةً أخرى! أو الوجه السفلي للرغيف الأبيض و الوجه العلوي للرغيف الأغمق لوناً هل هو اللون أو الطعمة أم الفاز "كما يسمونه في العلم النفسي " !!!

حتى كبسات مفاتيح الكهرباء الفوسفورية اللون كانت تشغل تفكيري ! الأشياء لها عندي معنىً آخر, ربما كانت بالنسبة لي و أنا في عمر الطفولة كيان روحي مثلاً ! شيء حي يتحسس الوجود !!

في أحد الرسائل التي بعثها لي مصطفى حموي في سنينه الأولى بالكويت كتب لي متى ستنفصل عن احساسك بالاشياء الجامدة, ككرسي في الكورنيش مثلاً !!

في مرحلة الطفولة و بعمر الثلاث أو الأربع سنوات يتحسس الطفل و جودة كمادة جامدة مختلطاً مع الآخرين , مكوناً محيطاً خاصاً به كالرحم تماماً , كل شيء له معنى و له كيان كالآخرين, الكيان هنا له خاصية الروح ولو كان جامداً فالطفل لا يعي في هذه المرحلة الروح.

كنت أتكلم مع مفاتيح كهرباء الحمام في داخلي و كانا كبستين فوق بعضهما , كنت أشعر بالحزن على الكبسة السفلى. ربما يشعر الطفل منذ البداية أن الجنوب أو الموضع الأسفل له علاقة مباشرة بغياب العدالة.

أرجع للزيتون .. كما قال لي مرات عمار زريق , متى ستتكلم ولو مرة واحدة بموضوع واحد دون الانفلاش على مئة ليسوا لهم علقة به!!

المهم الآن هنا في السويد أحب الزيتون و العطون .. ا فبعد كل هذا أنا الآن 45 سنة من العمر ....كبرت!

09 08 06

ليست هناك تعليقات: