٢٠٠٧/٠٦/٠٣

محاولات السعادة الفاشلة


مرحبـــــــــــــــــــــــــا 8

مع زحمة المهمات المفروضة علي أجد نفسي عقيماً لا أنتج شيئاَ ..كنت أظن أن المسؤوليات هي شيء غير جامد ليس له وزن , حجم , لون , و لا تستطع رؤيته, بعد ولادة ابني الأول كدت أقتنع بأن المسؤولية كالسقف أو شيء ما كالسقف القليل الارتفاع كلما أردت أن ترفع رأسك قليلاً لتتنفس أو لترى من حولك يرتطم رأسك بالسقف ثم مع ولادة ابني فيكتور أحسست أنه ليس ماديا أو كحالة جماد كالسقف مثلاً بل شيء ما ليس مادي كأن نَصِفه بالألم. في خضم الألم لا تستطع سوى الأنين و مع أنك لا تعمل شيئاً كحالتي أنا إلا أن الأنين حالة عمل مجهدة لا تستطع عمل شيء ما موازي للوقت الذي تقتله بأنينك. أنا الآن يجب علي دراسة اللغة الألمانية و من ثم الرياضيات و مع حضور أوراق الدرس الثاني من الأكادمية في الدنمارك أرى بأني لم أفعل شيء لأي منهم , سوى الطعام و شراء الحاجات الضرورية .. من المحل القريب مني و الأتصال بالأهل و الأحباب ..!!

البارحة اتصل وسيم و محمد رضوان .... كميات من الفرح ..أصدقاء أصدقاء

منذ أكثر من اسبوع و أنا أحاول الأتصال مع محمد و الغريب بالأمر أنني بعثت له أكثر من رسالة على الموبايل و محاولات الاتصال على موبايله الذي بدلا عنه ترد علي قحبة من موظفات رامي مخلوف "صوت مسجل طبعاً" على أن الاتصال لا يمكنه أن يتم الآن و علي أن أحاول مرة أخرى .. و مع محاولاتي العديدة جرى بيننا أنا وهي مودة و عشرة ... فكلما أتصل أردد ما تقولة حتى أنني ربما أسبقها في الكلام .. تلك القحبة ..!!

محاولات السعادة الفاشلة ..

دعينا إلى حفلة زفاف سويدية .. لكنها ليست على شبيهاتهم فالداعين اثنان من أصدقاء زوجتي قررا الزواج بعد 15 سنة مساكنة دون عقد رسمي و أيضاً دون أولاد .. هي تعمل خبيرة في أحد أكبر مصانع الأدوية في العالم و هو ساعي بريد .. في ال51 سنة من العمر أما هي فبعمر ال 39 سنه ..

الكنيسة الأثرية الرائعة, و ترتيب كل شيء. مع أن العدد تجاوز المائة و العشرون على غير عادة السويديين ثم الأغاني البلوز و الجاز و فرانك سيناترا التي تتخلل مراسم الزواج و التي أداها أصدقاء العروسين داخل الكنيسة جعلت من الحفل حقاً رائعاً بالنسبة لي و أنا الذي أكره كل تلك الأمور "الزواج" ثم بعدها اتجهنا إلى مبنى من الخشب كبير "صالة" تحيطها من جانب السهول الخضراء"العشب" و ساحات الرقص حيث شربنا الشمبانيا و تسايرنا قليلاً مع المدعوين , بعدها جاء الزوجان ليشربا الشمبانيا و يتسامران و يلتقط الآخرون بعض الصور معهما و تلك السيارة الفولفو الخمسينية الخمرية مع سائق باللباس الرسمي ..

أما بعد يا سامعين الكلام .. دعونا إلى صالة الطعام التي تسع ربما لأربعمائة شخص مع مسرح ..

الجميع يجب عليهم أن يعرفوا أين أماكنهم. في المدخل حيث و ضع الاسم مع الرقم و بالجانب الآخر رسم تفصيلي للطاولات و الكراسي و أين أماكن وجود تلك الأرقام , الغريب بالأمر أن التوزيع قد درس بشكل أن المدعوين يتفرقون فمثلاً أنا في مكان و زوجتي في مكان آخر و الجميع على هذه الشاكلة و بجانب كل مكان اسم المدعو مع شرح تفصيلي عن البرنامج و الأغاني و مع من أنت جالس و الخ من هذه الأمور الذي أراها رائعة من حيث الترتيب .. الكافيار و القريدس اللذان لا أحبهما !! كانا في البداية ثم بوفية مفتوح ربما يكفي أربعمائة شخص علما بأن السويديين لا يحبون الأسراف و هذا غريب .. كلمات الأصدقاء المضحكة و الذكريات مع مساعدة صور و أفلام على الشاشة الكبيرة .. ثم المشروب من النبيذ الغالي إلى الكونياك و الويسكي و بيلز الكريم , المياه الغازية الثمينة و الكثير الكثير من الطعام و الحلويات و المشروبات .. الحفل كان رائعاً و إلى أن جائني مغص .. ربما من كثرة التخبيص و العدمنة و الشرب المخلوط بكل شيء .. ثم جاء وقت الرقص و فرقة جاز بصحبة مغنية رائعة و هنا رأيت العجب الجميع محترفين رقص فالجميع هاوي رقص منهم من يشتركون في مسابقات عالمية فالزوجان منهم و زوجتي أيضاً كانت في ذات النادي لأعوام عديدة و محسوبكم يرقص كالدب مما سبب في كسر كعوب كثيرة من حوله و داس على أقدام العديدين .. في الساعة الواحدة تقريباً انتهيت مع بدأ سعادة زوجتي التي تحب الرقص و هذه مناسبة لتستعيد ذكرياتها مع النادي .. إلا أنني أحبطت سعادتها بأنني يجب أن أذهب للبيت لأني تعب و هذا لأنني أيضاً لا أنتمي للراقصين بشيء .. هكذا رجعت للبيت مع زوجة متجهمة وألم بالبطن و الرأس و نهاية فاشلة للسعادة ..

أراكم لاحقاً ..

ليست هناك تعليقات: