٢٠٠٧/٠٦/٠٣

محاولة للكتابة


مرحبــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــا 10

محاولة للكتابة ..بعد ساعات من الضحك و الحب " حب على التلفون اتصل بالرقم" مع صديقي مصطفى حموي .. كم من الندم يحتاج المرء ليموت ... باءت بالفشل ...

كم يعني لكم صديق ... لم تروه سنة . اشتياق.. لا يكفي !!

رجعت منذ البداية, لأكتب عن الانتخابات السويدية, و التي اشتركت بها و لأول مرة منتخباً الاشتراكيين الديمقراطيين لمجلس الشعب و اليساريين للمحافظة و الخضر للبيئة و هذا ما فعلته زوجتي , و كنت آمل أن ينجحوا للمرة الرابعة.

في 17 من الشهر التاسع الموعد الأخير من الانتخابات. كان الموقع قريباً من البيت ففي كل منطقة يوجد مكان اقتراع و هو مدون على البطاقة الانتخابية الأنيقة التي تأتيك قبل الموعد الأخير بشهر تقريباً و قبلها ربما عشرات البروشورات التي تكتب عن هذا الحزب أو ذاك, كانت جميع وسائل الإعلان مليئة بألوان الأحزاب الكثيرة الصغيرة و الكبيرة في السويد. برامج الأحزاب و ما يوعدون به من تغييرات و تحسين معيشة المواطن المسكين السوري عفواً السويدي الفقير !! ذهبنا في الصباح وكان معنا الأولاد أنا لا أعرف كيف سأنتخب و ما يحق لي و كم من الأصوات التي يحق لك انتخابها و إلى ما هنالك من أسئلة تزاحمت في فكري و أنا في موقع الانتخاب.

زوجتي لا تعلم هي الأخرى أجوبة متكاملة عن أسئلتي. المهم عرفت من نصف ساعة شرح منها أنني لا يحق لي الانتخاب أكثر من شخص واحد عن كل مقعد و يحق لي ثلاثة مقاعد تتوزع على ثلاث مجالس, الحكومة" الشعب" المحافظة وهو مجلس له سلطة تشريعية على نطاق الصحة و الطرقات و بعض الصلاحيات و من ثم المقعد الأخير هو مقعد البلدية .. كل شيء كان بالدور و الصف الترتيب أحد الأشياء التي لا زال المجتمع السويدي يهتم بها ! الانتخاب يجري بصورة جداً دقيقة كيف ستدون و كيف يرمون الظروف المغلقة بالصناديق كما عنا بالضبط.. تذكرت كيف كانوا يوقعون بالدم على البطاقة الانتخابية.

في المساء جاء أبو علي العزيز و دعاني لمشاركة الحزب الحاكم احتفالات الانتخاب أي في مساء اليوم نفسه و قبل النتائج حيث يجتمع كل حزب في أحد المواقع "مطعماً, باراً, أوتيل, صالة..الخ" و يتابعون النتائج على الشاشات الضخمة التي توضح أعداد الناخبين لكل حزب وهناك جداول توضح الفروقات و التوقعات و المقارنات بين السنوات السابقة أو الانتخابات السابقة. طبعاً الحفل للأعضاء و لكوني لست عضواً في أي من الأحزاب السويدية ترددت كثيراً في قبول دعوة أبو علي الذي قال لي مشجعاً عند وصولنا الأوتيل لحضور حفلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي قل لهم بالتأكيد أنا عضو لا أحد سيعلم !! دخلت الأوتيل و بي خوف من سؤال ما!! مثلاً أين موقعك؟ ماذا تفعل! أين تجتمع! مع من أنت! أسئلة لم تخرج من رأسي إلا و أنا خارج الأوتيل منتهياً من حضور حفلة الحزب بكل ما به من صبايا "قليلات" جميلات و طعام و مشروب مجاني للجميع.. كنت أنزوي مع أبو علي مستفسراً عن هذا و ذاك فقط لأبعد عني أي أحد ليقترب و يفتح حديث , و لكنهم كعادة أهل السويد لا أحد يتكلم مع الآخر ..

خسر الحزب ... بفارق بسيط و تفوق عليه حزب يميني و كتلته برجوازية..

رمضــــــــــــــان

استيقظت لأتسحر .. فغداً أول يوم رمضان .. دون أي متعة, دون أي طعمة, دون أهل أو أصدقاء, حشوت معدتي بالشاي و الجبنة و الكثير من الخبز, تذكرت كل تلك الأيام التي كنت أتسحر بها حتى لو كنت أنوي عدم الصيام, شعائر السحور, كانت من الأشياء التي لها سحر بالنسبة لدي.

منذ صغيراً حتى عمر الحادية عشر, كنت أتذكر السحور, كان كل شيء بسيطاً, تلك الطاولة "الطبلية" الدائرية الصغيرة القليلة الارتفاع التي تسع لكل ما لدينا من جبن و لبنة و زعتر و مربى و شاي و المكدوس و ماء الخ.. و كاسات الشاي -التي لا زالت من طقوسي المفضلة في حياتي اليومية - لن أنسى ما حييت تلك الطبلية و أيام السحور, كنت اصحي على صوت المدفع بأن الوقت قد حان لإعداد السحور, فتبدأ العينان بفتح الجفنان و يبدأ العقل بالتقييم إن كانت تلك الوليمة متساوية مع معاناة الاستيقاظ. لكني لم أندم يوماً, بل كانت المعاناة جزءً من جمالية و سحر تلك التحضيرات و البروتوكولات. أذكر لازلت, إبريق الشاي الأزرق و صحون روميو و جولييت الصينية الرخيصة التي كانت تحوي ما أعتبره الآن من الأطعمة الكريمة " على وزن أحجار كريمة" فالمكدوس و الجبنة البيضاء و مربى السفرجل و المشمش تستطيع شرائهم هنا لكنهم دون طعمة .. أقول دون روح. ربما من التخزين , إضافة مواد حافظة, غش , أو كاقتراح أخير!! حليماتي الذوقية تراجعت حساسيتها بأسباب كثيرة أحدها العمر و آخرها سوء الاستخدام بمناطق محظورة..أخلاقيا و أدبياً؟؟

المهم جاء رمضان .. هل سأستخدم العنف ضد أولادي بسبب ضيق خلقي !! هنا أغلب الوقت أحضّر الطعام أو آكل الطعام ... لابأس إن قلنا لا شيء تغير بشأن تحضير الطعام فهذا واجب علي من أجل البقية لكن بشأن كل ذلك الوقت الذي أتسلى به في حشو بطني بما ليس له طاب أو لذّة .. أي كالشعير و التبن فماذا سأفعل كتعويض ليس إلا !!

أخاف في كل مرة أضرب بها صغيريّ . و أظن بأنني لن أستمر بحضانتهم, إن بدؤوا في مدارس الحضانة, فوليام يتكلم بشكل واضح وباستطاعته أن يقول للموظفين في الحضانة على أني أستخدم الضرب معه, وهذا كما تعلمون( هنا من أكبر الكبائر و يعاقب عليها القانون بشكل جدي ).. ستأتي الشرطة ثم استجواب ثم تهديد ثم أرحل ... يالها من نهاية جميلة !! أرحل إلى أين .. أصدقائي الذين اختفوا حتى من إيميلاتي و صندوق بريدي أم إلى أهلي و أخوتي الذين أيضاً لهم همومهم!!! لا أعرف حقاً كيف لي أن أمضي ما تبقى من عمري الذي آمل بأنه لن يطول !!

ويندوس موبايل

بعد شرائي هذا التلفون "ويندوس موبايل" عوضاً عن الذي سرق. وباعتبار هذا الجديد به كرت شبكة لا سلكي استطعت التواصل مع بعض الأصدقاء بالانترنيت, بعد أن سمح لي جاري أبو علي باستخدام شبكته التي تارةً تنقطع بسبب لا نعرفه كلينا وتارةً أخرى تختفي بسبب أيضاً لا نعرفه مما جعل اتصالي بواسطة السكاي بي مع أسامة الرملي الحبيب في كندا و فراس العلي في الكويت أمر متعب لنا إلا أنني مع وسيم جرى الأمر حيداً.." أليس كذلك", لكن الشيء الجميل و الممتع هو ال م س ن الماسنجر الذي به أتواصل كتابياً و بلغة ليست إنكليزية أو عربية بل خليط الاثنان بأحرف لاتينية و هاهو صديق العمر مصطفى حموي يدخل الماسنجر و نتكلم و نضحك "أضحك" ملئ الغرفة التي أنا به....,ا بكل همومي و آلام حنيني, خليطاً من الذكريات و النكت و المزاح الذي افتقدته مذ أتيت هنا !! أين كان هذا .. كل ذلك الضحك , هل من الممكن أن نحتفظ به كالمال ثم يأت شيء مضحك و لذيذ لأن نرميه أرضاً ك مقامر يقول صولد "كل شيء" يريد أن ينتهي أو يربح ثم يذهب تاركاً حزن أم فرح !! لكننا هنا أنا و صديقي صطيف نرمي و لدينا المزيد و لا نريد الذهاب من أرض ذكرياتنا السعيدة ...!! لدينا ذكريات سعيدة كنت متأكداً بأنني كنت سعيداً و لكن كان حلمي أو الفكرة التي سيطرت على فكري, كما قال لي مرة صديقي الغالي و العزيز وسيم خاشو "لا يمكنك المضي بشيء أو أن تنجح بعمل ما, طوال أنك سجين أي شيء, حتى إن كان هذا الشيء فكرة" و هذا حقاً ما حصل لي أنا و أغلبكم ممن فشلوا في نزع ذلك الحنين و فتيل الذكريات. ضحكت كما لم أضحك منذ زمن .. كنا نضحك كلٍ على الآخر, كنا كما لو كنا نجلس على صخرة البطرني التي طمرت مع ما طمر من اللاذقية ..ليسَ !!

ثم صديقتي جلنار التي أسعد دائماً بها و نغم و أصدقاء كثر ..

كورس للعائلات التي لها مشاكل مع أولاد مشاكسين"أهل لا يعرفوا كيف يربوا ابنهم"

الكورس الذي انضممنا إليه حديثاً هو كيفية التعامل مع الطفل الذي تواجه معه صعوبة بشيء ما .. كاللباس , الطعام , النوم و ما يخطر ببالك .. الكورس يشدد على تضخيم إيجابيات الطفل لا يتطرق على سلبياته " كم سيندهشون إن علموا كيف يمكن للشرقيين تربية أطفالهم هناك" المهم للمرة الثانية ذهبنا حيث نتداول الأحاديث عن الأطفال و بعض الاقتراحات التي يمكن لها مساعدة الطفل على أن يكون هادئً و الخ من أشياء لا أؤمن بها .. و مع أنني لم أضرَب من والدي, إلا أنني أرى بأنني كنت أستحق ذلك بدرجة كبيرة ..مع توصية.

السويديون و إن كبروا وصار عمر الواحد منهم ستون عاماً " نزداد جمالا ً" يبقى في داخلهم أو ربما لا ينظرون للأمور بذات المنظار الذي نرى خلاله قيمة التصرفات و السلوك المناسب كل لعمره ,شيء مختلفاً عنا. فالمسؤولة التي ترأس ذلك الكورس ربما في الخمس و الخمسين من عمرها و مع هذا لا تتردد في أن تقوم مع معلمة أخرى بعرض مسرحية مضحكة للغاية. وهي في ذلك العرض فتاة في السادسة من العمر مع أمها تريد الحلوى, ضحكنا كثيراً و بت على قناعة بأن السويد بلد ليس لي به شروا نقير... أنا مختلف كثيراً ..ليس بشأن تصرفاتها فأنا أكثر شذوذاً من هذا و أعني بأني أتقبل الآخرين كما هم , لكن في هذه الحالة و أنت في هذه السن ترى ذلك و إن كان إيجابيا إلا أنه مختلفاً. الكورس و التعليمات لم تغير من تصرفاتي إلا الشيء القليل , فعندما كنت أضرب أحدهم كنت أشح بوجهي عنهم أما الآن بعد أن سمعت بأن الطفل لا يفهم دون أن يكون لديه اتصال بصري مع المعني منهما.. ! بدأت أستخدم تلك التوصية كالعادة بشكلها المختلف و السلبي.

كل تلك الملفات التي أعطونا إياها و الأوراق مع وظائف بيتيه بت على يقين بأنني لست جديراً بالأبوة و لست جاهزاً لها. في كل أسبوع لنا اجتماع من المفروض أن نكون ستة عائلات لا يأت الأطفال فقط الأهل هم المعنيون لأنهم هم من يتوجب عليهم التغيير ليغروا أطفالهم"على قول المشرفة" ساعتان و نصف يتخللها فرصة لشرب قهوة و شاي و ما يأتوا به من حلوى.. !

في المرة الأخيرة أتى أربع عائلات. أربع زوجات " منهم زوجتي بالطبع" و أنا. اثنين منهم عرب واحدة فنلندية وزوجتي و أنا.. تخيلوا .. يرعاكم الله ..

ختاماً وداعاً

على كلٍِِِِ ها أنا أنهي تلك المرحبا, ككل لقاء يجب دائماً أن نفترق أن نقول وداعاً أو أن نلتقي من جديد أو أن نمشي هكذا دون أن نلتفت, دون أن ننظر حتى بطرف العين على من نودعه, أن نلملم ما تبقى من غصة القلب علها تبقى دون أن نذرف الدمع. الوداع دائماً صعب, فلربما لن تتاح لك وداعات و لقاءات أخرى, لن تتاح ربما لك أكثر من ذكريات...

في كل محادثاتي مع مصطفى حموي على الماسنجر يأتي ذكر محمد و فؤاد بلة!! أليسوا أصدقائنا !! تذكرنا الكثير و هذا الكثير, جزء يسير من السيرة البلاوية, كما ندعوها, سأروي لكم شيئاً له صلة بالوداع ..

في أحد المساءات و بساعة متأخرة جداً ربما الثالثة أو الرابعة بعد منتصف الليل, سمعت نقراً خفيفاً على الباب, كنت أعلم أن محمد بلة فقط من له هذه الميزة أي أن يضعني في ذيل و خاتمة الأصدقاء الذين سيمر بهم قبل أن يبيت! ... كنت تعباً و ربما كنت لا !!! لا أعلم كيف أو لماذا لم أفتح !!, ربما تأخرت, ربما قصدت أن أتأخر... في النهاية فتحت الباب لأرى قصاصة ورق "لازلت أحتفظ بها" أتيت يا كلب و لم تفتح !! ستتذكر كثيراً بأنك لم تفتح لي.. محمد ! " حقاً صدق محمد, فما زلت للآن نادماً لأني لم أفتح له الباب, لأني لم أودعه كعادتي عندما يحين الوقت للشمس أن تنير طريق بيتهم العالي و نمشي كلينا للغرض نفسه .... أن ننام..! كنت أقول له مودعاً سأراك .. حتماً ...........!

هذه الحتماً بطل مفعولها ...!! ربما مؤقتاً .. أليس كذلك .. أبو حميد !

ليست هناك تعليقات: